• تختص فلسفة التعليم بالبحث عن المفاهيم والمصطلحات الضرورية
لعمليات التعليم المختلفة لتحديدها وتوضيحها وتنظيمها في برنامج متكامل يشكل ضرورة
ملحة لكل سياسة تعليمية منضبطة.
• التعريف بالأخلاق المعيارية ضمن العملية التعليمية يجب أن يبدأ في
المراحل الأولى للتعليم بتأصيل المبادئ الأخلاقية؛ فهي تضمن احترام الآخر بتقبل
وجوده واختلافه في الجنس واللون والديانة؛ ونبذ الآراء المتعصبة التي تضع البشر في
قوالب.
• دور المعلم هو توليد الآراء - على الطريقة السقراطية - عن طريق التساؤل
المستمر وليس فرض وجهة نظر بعينها أو إجابة نهائية من شأنها أن تفقد الطفل ثقته في
قدراته لعدم توصله إليها باعتبارها هي الحقيقة الوحيدة أو الإجابة الصحيحة. ص27
• تتوقف سمات كل حضارة على إدراك الإنسان في كل حقبة تاريخية لذاته
وللوجود. ص93
• تُعتَبر الملاحم من أشهر صور التعاليم الشفوية القديمة؛ وتعتبر الملاحم
من الأداوت الأولى أو إن شئت أول المناهج التعليمية القديمة المساعدة في العملية
التعليمية والتي كانت تُقدّم في صورة شعرية. ص94
▬ تكمن أهمية فلسفة التعليم في كونها قادرة على تقديم يدون العون في حل
أزمة التعليم، أو على أقل تقدير معرفة أسباب الأزمة؛ فهي تدرس وتقيم الخلفية
التاريخية لقضية التعليم منذ الخليقة وفي نفس الوقت تهدف إلى إنجاح المجتمع بوضعه
في الإطار المناسب له في ظل تحديات عصر العلم؛ فهدف المجتمع الأوحد والذي لا بد أن
يصل إليه بكافة السبل في إخراج مواطن متعلم يتسلح بأحدث تقنيات العصر ليكون دعامة
أولى ومركز قوة للمجتمع وبطاقة هويته. صــ 7
▬ تبدأ الفلسفة كعلم بالدخول إلى المناهج الدراسية - في معظم الدول - منذ
المرحلة الثانوية وعدم دخولها قبل ذلك - في المراحل الإعدادية والابتدائية - وكان
يُبرَر لذلك بحجج عديدة منها صعوبة الفلسفة أو دور الفلسفة الذي يبدأ بالشك، وهو
أمرٌ ربما يجعل المتلقي في مرحلة المراهقة يرفض ما يُقدم له من مناهج بالتشكيك
فيها ونقدها! وهنا يطل التساؤل برأسه هل غرس التفكير النقدي في عقول الطفل نقمة أم
نعمة؟ صــ 27
▬ يرفض "ماتثيوس" نظرية "بياجيه" في التطور المعرفي،
ويقدم أمثلة على قدرة الأطفال المعرفية منذ الصغر على ملاحظة المفاهيم المجردة
ورصدها ومحاولة الإجابة على التساؤلات الفلسفية المعقدة.. في كتابه "الفلسفة
والطفل الصغير" يأتي بمجموعة من الأمثلة الرائعة يثبت بها أن الأطفال لديهم
القدرة على الدهشة والتلاعب بالأفكار؛ وهو أمر يمكنهم من التعامل مع العديد من
المشاكل التقليدية للمعرفة. وينتهي ماتثيوس إلى أن طريقة تعامل الأطفال ومناقشتهم
للأفكار الفلسفية يجب أن تؤخذ على محمل الجد من قبل أي شخص يريد أن يفهم كيف يفكر
الأطفال. ومن تلك الأمثلة: الطفل "تيم" يبلغ من العمر ست سنوات سأل والدَه
أثناء تناوله الطعام: أبي؛ كيف لنا أن نتأكد من أن كل هذا ليس سوى حلم؟ صــ 33، 34
▬ دور المعلم؛ (وهنا نخاطب جميع الفئات: المربي في الحضانة والمدرس في
المدرسة والأستاذ في الجماعة) ليس مجرد نقل المعلومات، أو وضع مقرر عقيم يلزمهم به
بحثًأ عن الكسب: الكتابُ الجامعي المقرر، الملزمة...إلخ ولكن إثارة الدهشة
والتساؤل وحث الطالب على القراءة بعين نقدية، ووضع أسئلة بطريقة تصاعدية تفضي إلى
معضلة فكرية مجردة - على الطريقة السقراطية - وأن يخلق في حلقة النقاش جوًا من
الإرباك الفكري بغرض الخروج من الشك إلى اليقين بعد اختبار كل البدائل المطروحة؛
بمعنى آخر ممارسة دور الفيلسوف كما رسمه لنا سقراط في القرن الرابع قبل الميلاد؛
ومثلما فعل سقراط على المعلم أن يدعي الجهل - بشرط ألا يكون جاهلاً بالفعل! -
ويتساءل وعندما تعطى الإجابة يخلق منها سؤالاً جديدًا أكثر تعقيدًا، وهكذا حتى يصل
إلى هدفه الأسمى وهو توليد المعرفة في العقول الشابة عن طريق التأمل مع تحري الدقة
في المفراد المستخدمة. صــ 43، 44
▬ تواجه معظم الكتابات العربية وعلى الأخص المؤلفات العلمية والكتب
الدراسية منها مشكلة مزمنة وهي التكرار والعقم في كثير من الأحيان، وهو أمرٌ تكون
نتيجته ندرة الأفكار الجديدة والإبداع؛ وبالتالي تتحول الأعمال العلمية - باللغة
العربية - إلى مجرد أوراق ثقيلة الظل لا تقدم الأفكار ولا تفتح الطريق أمام المطلع
إلى المزيد من البحث. والسبب الرئيسي في ذلك هو غياب الفكر الناقد للمؤلف؛ والذي
من شأنه أن يحلل ويرصد وينتقي من بين كم المعارف ليقدم في النهاية عملاً يحمل
الجديد ويدعو القارئ إلى التفكير وإعمال ذهنه موفرًا له المتعة والفائدة في الوقت
ذاته.. وغياب الفكر الناقد يتجلى في ضعف البحوث العلمية باللغة العربية خاصة
النظرية منها؛ فتحول رسائل الماجستير والدكتوراه في معظم الجامعات العربية -
باستثناء القليل منها - إلى تكرار لمعلومات موجودة بالفعل، وتجد الباحث يقطع ويوصل
في رسالته وينتقل بين فقرات من مراجع مختلفة على طريقة copy-paste فيتلاشى دور
الباحث تماما؛ فلا تسمع له رأيًا أو تعليقًا أو تقرأ له موقفًا؛ وإن فعل فربما لا
يكون موقفه هو ولكن موقف مستعار من كاتب آخر لم يتحرَ الباحث شروط الأمانة العلمية
كي يذكرَ اسمَه! ومشكلة السرقات العلمية Plagiarism هي مشكلة المشاكل في عالمنا العربي. صــ 79،
80
▬ مهارات التفكير الإبداعي تتجلى في الثقة بالنفس؛ والشخصُ المبدع يتميز عن
الآخرين من خلال سلوكه الذي يعبر عن مواهب وقدرات خاصة تظهر في مواقف متميزة وغير
تقليدية. فالمبدعون لا يبحثون عن إجابة واحدة ولكن يضعون العديد من الاقتراحات
والبدائل التي ربما تبدو غير مألوفة
للكثيرين. والمبدع عادة يكون من ذوي الخبرة، محبًا للمغامرة لا يعبأ
بالقوالب الجامدة العقيمة، وهو على استعداد للمواجهة والقتال معها. ويتوقع المبدع
دائمًا الفشل ولا يقلق من الوقوع في الخطأ والذي يعتبره خطوة ضرويرة على طريقِ
النجاح. صــ 83
2 التعليقات:
جهود جبارة في خدمة المجتمع وخاصة في مجال التعليم حيث نحن في القاع والحضيض
شكراً استاذة هدى
استفدت كثيرا من مقالك الرائع
ع الرغم من بساطته لكن متشبع بالمعلومات
واسمحي لي بنشره والاستفادة منه في بحثي
إرسال تعليق