‏إظهار الرسائل ذات التسميات حقوق. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حقوق. إظهار كافة الرسائل

فلفسة القانون (رجاء احمد علي، علي محمد مبروك)

• القانون الطبيعي هو ذلك القانون الذي لم يضعه بشر، فهو فوق القوانين البشرية، إذ أنه موجود في طبيعة الأشياء وفي فطرة الإنسان، ومع ذلك فهو يحتاج إلى من يكتشفه، فهو في حاجة إلى التأمل والتفكر لاكتشافه والعمل به.
• قد يكون هناك فرقاً بين العرف والعادة، هذا الفرق يرجع إلى الركن المعنوي للعرف، فالإلزام هو الذي يميز العرف عن غيره من العادات الاجتماعية، على سبيل المثال المجاملات التي تقوم على مجرد الاعتبارات الأدبية دون أن يكون شرط الإلزام متوافر فيها.

▬ قد يكون ثمة علاقة بين القواعد الأخلاقية والقانونية إلا أن هناك خلافاً بينهما، فالدائرة الأخلاقية أوسع نطاقاً من الدائرة القانونية في أشبه بقواعد الدين، حيث أن كلاهما (الدائرة الأخلاقية والدائرة الدينية) يحدد العلاقة بين الإنسان ونفسه وربه والآخرين، أما القانون فهو ينحصر في دائرة الآنا والآخر فحسب ولا يهم بالنوايا، بل بالظاهر فقط، فهي تهدف إلى ضبط السلوك الخارجي. وهذا خلاف واضح بين القاعدة الدينية والقاعدة القانونية، ومن ثم فالأحكام الإلهية هي أحكام ملزمة لأنها أحكام العقيدة، فالدين أوسع نطاقاً من القانون، فالعلاقات التي ينظمها الدين تشمل السلوك والنوايا. أما من حيث الجزاء فسوف نجد الجزاء الديني يختلف عن الجزاء القانوني، فالأول جزاء مؤجل والذي يصدره الخالق ويقوم بتنفيذه، أما الجزاء القانوني فهو معجل وتوقعه الدولة. صـ 15

▬ إشكالية أساس الحق: أعتقد أن هذا الإشكال يتمثل بكل بساطة ووضوح في البحث عن أساس للحق؛ بين ما هو طبيعي وأخلاقي من جهة وما هو قانوني ووضعي من جهة أخرى. إنطلاقاً من هنا يمكن في نظري أن نتحدث عن أطروحتين رئيسيتين؛ أطروحة تؤسس الحق على الطبيعة يمثلها فلاسفة الحق الطبيعي من جهة، مثل روسو وهوبز، ويمثلها شيشرون من جهة أخرى، وأطروحة أخرى مخالفة يمثلها بصفة خاصة أنصار النزعة الوضعية التي يعتبر هانز كيلسن أحد ممثليها. والاختلاف الأساسي الموجود بين الأطروحتين؛ هو أن الأولى ذات نزعة مثالية وتؤسس الحق على افتراضات ميتافيزيقية تتمثل في تصور معين للطبيعة الإنسانية كما هو الشأن عن روسو أو هوبز مثلاً، كما تؤسس هذه الأطروحة الحق على اعتبارات أخلاقية؛ أي على الطبيعة الأخلاقية للإنسان المتمثل حسب شيشرون فيما سماه بالعقل القويم أو الميل إلى حب الناس الذي هو أساس الحق. أما الأطروحة الثانية فهي ذات نزعة واقعية تجريبية تنسجم مع روح النزعة الوضعية التي تنتقد كل تصورات ميتافيزيقية ومثالية، وهذه النزعة تؤسس الحق طبعاً على الأوضاع السائدة في كل مجتمع، وعلى موازين القوى المتصارعة فيه... صـ 105


▬ الفناء قدر محتوم يصيب الأفراد والديانات والدول. وكما كان إسحق نيوتن يبحث عن القوانين التي تحكم الطبيعة، كان مونتسكيو يبحث عن القوانين التي تحكم حركة التاريخ وتسبب نهوض وفناء الدول. أحداث التاريخ لا يسيرها الحظ أو القدر وحدهما. لكن هناك أسباب مادية ومعنوية هي التي تسير التاريخ. الفرد ما هو إلا أداة للحركة العامة للتاريخ، أو لروح العصر كما أسماها هيجل. القدر ليس قوة ميتافيزيقية، إنما هو محصلة عدة عوامل. وعلى المؤرخين والفلاسفة، الكشف عن هذه العوامل ودراستها. لماذا سقطت روما؟ لأنها تحولت من جمهورية إلى دكتاتورية. الجمهورية تتوزع داخلها السلطات وتتوازن. لكن الدكتاتورية لا تصلح إلا للإعتداء على الجيران واستعمار الدول الأخرى. الدكتاتورية تدمر الحرية وتشل نشاط المواطنين. هذا يؤدي بمرور الزمن إلى انتشار الخنوع والخمول والذل بين الجماهير. ويجعل الفقراء عالة على الدولة، ويضعف الأخلاق بسبب سوء توزيع الثروة وانتشار الفسق الفجور. وتسبب الدكتاتورية وحكم الفرد أيضاً فساد رجال الإدارة وزيادة الضرائب، وهجر المزارع والحقول. وهي أيضاً تستنزف الحيوية العسكرية للدولة وتجعل الجيش يسيطر على الحكومة المدنية. ويصبح اهتمام الجيش بتنصيب الحكام وخلعهم بدلاً من حماية أمن البلاد. صــ 179 ، 180

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

جمهورية أفلاطون (أحمد المنياوي)


• إهتمام الفلاسفة، الذين كتبوا مدناً فاضلة انصب على قضية تربية حاكم المدينة ووجوب تميزه بخصال علمية ثقافية وأخلاقية. تمكنه من إدارة البلاد على الوجه الأكمل..
• في اللغة اليونانية كلمة جمهورية لا تُعني بلداً بل تُعني الآداب والأخلاق. فالكتاب هو جواب وإثبات أفلاطون على السؤال أيهما أفضل، أن تكون عادلاً أم ظالماً. الإجابة بسيطة ولكن الإثبات صعب جداً.
• لا يظهر أفلاطون في الكتاب ولكن أفكاره وآراءه هي مجسدة في سطور (سقراط). هذا الأسلوب أدى إلى جعل موضوع فلسفي سهل للفهم والإستيعاب مما يلفت النظر في أسلوب أفلاطون هو الطريقة المنظمة والتدريجية في سرد أفكاره.
• شبه أفلاطون طبقات المجتمع بالنفس حيث العاقلة المريدة والمشتهية وقد قدم أول مفهوم للشيوعية التي تخص طبقة الملوك الفلاسفة حيث تنزع ثروتهم ويحدد لهم دخل ثابت ويمنعون من الزواج لأنهم مرجعية كاملة كتشريع وقضاء وحكم.
• يعتقد أفلاطون أن الإنسان يميل بطبعه إلى التعدي أكثر من العدالة، والدولة ينبغي أن تُعلم الأفراد حب العدالة.
• ويقسم الإنسان إلى : الرأس وفيه العقل، وفضيلته الحكمة - القلب، وفيه العاطفة، وفضيلته هي الشجاعة. - البطن، وفيه الشهوات، وفضيلته هي الإعتدال.
• وهذا النظام (الديمقراطية) يستهوي العقول، لكن الواقع أن الناس ليسوا أكفاء بالمعرفة والتهذيب ليتساووا في إختيار الحكام وتعيين الأفضل، وهنا منشأ الخطر.
• يقول: إن أفضل دولة هي التي فيها العقل يكبح جماح الشهوات والعواطف.
• الناس إذا لم يهدهم العلم كانوا جمهوراً من الرعاع من غير نظام، كالشهوات إذا أُطلق العنان لها.
• الدمار يحل بالدولة حين يحاول التاجر الذي نشأت نفسه على حرب الثروة أن يصبح حاكماً، أو حين يستعمل القائد جيشه لغرض ديكتاتورية حربية...
• ثم من غير (خدع ولا إنتخابات) يُعين هؤلاء الناس حكاماً للدولة (أي طبقة الحكام)، ويصرف هؤلاء نظرهم عن كل شيء آخر سوى شؤون الحكم، فيكون منهم مشرعون وقضاء وتنفيذيون. ولا تقل أعمارهم عن خمسين سنة، وهي سن النضوج والحكمة كما يقول سقراط.
• يقول سقراط : إن العدالة هي ليست القوة المجردة، وهي ليست حق القوي، إنما هي تعاون كل أجزاء المجتمع تعاوناً متوازناً فيه الخير للكل.
• لم يقف الإنسان عند حد معين في طموحه، من أجل الإرتقاء، والعيش في حالة معينة، تسبغ عليه السعادة في جميع مناحي الحياة. إنه فكر في إيجاد المدينة الفاضلة، التي تتميز بتقديم الخيرات للإنسان، وتبعد عنه الشرور.
• هؤلاء الفلاسفة كتبوا مدنهم الفاضلة بإخلاص وحماس وإتقان، بحسب ثقافة كل واحد منهم، وبحسب المكان الذي وجد فيه، والعصر الذي إحتواه، وما فيه من تقلبات وأحداث.
• المجتمعات في رأي أفلاطون تسعد إذا ما حكم الملك الفيلسوف.
• إذا كان من الصعب أن يكون الملك فيلسوفاً، فلا بأس، أن يتفلسف الملوك. هذا يعني أن يتزود حكام المدينة بالحكمة، كي يديروا شؤون الدولة على الوجه الأكمل.
• هكذا نجد أن الفيلسوف هو نواة عصره وخلاصة الحضارة الإنسانية. يأخذ بمقدار ما تيسر له من الإطلاع على الثقافات، ويعطي ما يقدر على إعطائه، بحسب ما تزوده معارفه متقدر عليه طاقاته الإبداعية من خَلق وعطاء.
• ولا شك أن كل المدن الفاضلة التي كُتِبَت بعد جمهورية أفلاطون، قد تأثرت بهذا الكتاب، بكثير أو قليل..
• لقد اهتم الفلاسفة، الذين كتبوا مدناً فاضلة بتربية حاكم المدينة ووجوب تميزه بخصال علمية وثقافية وأخلاقية، تمكنه من إدارة البلاد على الوجه الأكمل.
• يعتقد أفلاطون أن الشعب لا يمكن أن يكون قوياً ما لم يؤمن بالله وهو إله حي يستطيع أن يحرك الخوف في القلوب التي استولت عليها الأنانية الفردية ويحملها على الإعتدال في نهمها وشرهها وبعض السيطرة على عواطفها.
• قيل له (أفلاطون): من أجهل الناس ؟ فقال: أعجبهم برأيه، وأقنعهم بتدبيره دون رأي غيره وترك مخالفة نفسه والمتقحم في الأمور بحسن ظنه.
• الملك هو كالنهر الأعظم تستمد منه الأنهار الصغار: فإن كان عذباً عذبت وإن كان مالحاً ملحت. (أفلاطون)
• ليس ينتفع بالعلم سارق له ولا محتال فيه لأن هاتين الرذيلتين لا تكونان إلا في نفس قبيحة النظام لا يزكو فيها العلم ولا يتم. (أفلاطون)
• كثير من المحبين يجعلون شهوة الجسد هدفهم الأول..في هذه الحالة تنتهي صداقتهم يوم ينتهون من إرضاء شهوتهم. (أفلاطون)
• يعتبر أفلاطون أن الصراع أزلي بين منظومة قيم الخير والشر، ومعظم التيارات الدينية والسياسية تستمد مفاهيمها وقيمها الأساسية من تلك المنظومتين لتحشد المناصرين لها.
• العدالة لدى أفلاطون تأتي من كونه لا يريد أن تصدر الدولة قراراً ظالماً بحق أي شخص، بعد كل ما حصل لسقراط العظيم. إنه يريد أن تعاقب المجرم لا البريء وتكافيء الإنسان الخيِّر لا الشرير.
• لقد رأى أفلاطون أنه حتى الديمقراطية يمكن أن تحمل في طياتها بذور الطغيان والتعصب والظلم إذا لم تقدها القوانين العادلة والحكيمة.
• أكد أفلاطون بصريح العبارة، أن العبيد واهمون حينما يعتقدون في المساواة، لأن العدالة لا يمكنها أن تكون كذلك أبداً لأن الناس خلقوا غير متساوين بطبعهم.
• العدالة عند أفلاطون مرتهنة بالقدرة على الحكم وفرض الأمر الواقع..
• يعتقد أفلاطون أيضاً بلزوم وجود قانون مكافحة ومعاقبة الملحدين، وأساس ذلك إنكار وجود الآلهة، وإنكار أن الآلهة تعني بأمر وسلوك البشر، والإعتقاد بأن الإلهة ترضى بسهولة عما يُرتكب من الذنوب وجزاء الكفر السجن. وقد يكون الإعدام في الأحوال الخطيرة.
• الجدير بالذكر أن أفلاطون لا يفرق بين الرجال والنساء، بل يرى أن يُعامل الجميع "رجالاً ونساءً" معاملة واحدة. أما بالنسبة للعبيد فإن أفلاطون لم يصنفهم في أي من الطبقات الثلاث. فقد تركهم خارج هذه الطبقات. وعدهم "أدوات ناطقة من أدوات الإنتاج".
• يشترط أفلاطون أن يعيش الحكام وهم من الفلاسفة معيشة مشتركة ولا تكون لهم ملكية خاصة ولا تكون لهم روابط عائلية فلا يتزوجون ولا يكونون عائلات، أي أن أفلاطون يلغي الملكية ويلغي العائلة بالنسبة لطبقة الحكام وطبقة الجنود (الحراس).
• تجدر الإشارة إلى أن أفلاطون قد وقف موقفاً صريحاً ضد الربا، حتى إنه أباح عدم سداد المال الذي يتم إقتراضه بفائدة. وهذا ناتج عن الظروف الإقتصادية السائدة في تلك المرحلة وبخاصة ما يتعلق بإنخفاض الإنتاجية وتخلف القوى المنتجة.
• يرى أفلاطون ألا تسمح الحكومة بالزواج إلا للزوجين الذين تخمن أن ينجبا ذرية موهوبة، هذا إلى جانب إهتمام الحكومة وإشرافها على أدق شؤون الحياة الزوجية وتنظيمها.
• يقول أفلاطون بمنع عمل المواطن في التجارة لأنها من إختصاص المستوطنين الأجانب أو الصناعة لأنها من إختصاص العبيد وهم طبقتان في أسفل الهرم الإجتماعي.
• ولم يحبذ التوسع الإستعماري لأنه ينهك المواطنين والدولة..
• الفضائل عند أفلاطون أربعة وهي : الحكمة - الشجاعة - العفاف - العدالة.
• الفضيلة عند أفلاطون - كما اتضح - زهد تتساوى فيه بنظر الإنسان الملذات والآلام، فالتخلص منها هو السبيل إلى السعادة.
• من عادة المُحبِّين أن يبالغوا في الثناء على كلام المحبوب وأفعاله حتى لو جانب الصواب إما خوفاً من إثارة كراهيته، وإما لأن شهوتهم تضلل أحكامهم.
• يرى أفلاطون أن كرامة النفس تكمن في تأديبها من شهواتها إلا ما تسمح به الشرائع وإن كان في ذلك أذى في عاجل الحال.
• يقول أفلاطون بأن النفس نزلت من عالم الأبدية يعني هذا أن الروح لها وجود سابق على الجسد..
• الكثير من أفكار أفلاطون في كتابه "الجمهورية" المتعلقة بمفهومه لدور المرأة تبدو في غاية البديهية في مجتمعات إنسانية كثيرة في هذا الوقت من الزمن، إلا إنها كانت تعد مفاهيم ذات إحتواء ثوري إجتماعي في العادات اليونانية في مجتمع أثينا في فترته الزمنية.
• يرى أفلاطون على لسان سقراط أن إعادة الروح الإنسانية إلى المرأة لا تتم إلا بالإنتفاع الكامل منها في الدولة والمجتمع وهذا في حد ذاته لا يحدث إلا إذا حررت المرأة من السجن المنزلي والدور المرسوم لها قبل ولادتها.
• يدعو أفلاطون أيضاً إلى أن يكون الأطفال ملكية عامة للمجتمع بمعنى أن يكون المجتمع كله مسؤولاً عن هؤلاء الأطفال لا الوالدين فقط.
• عندما يتحدث أفلاطون عن القصص الأسطورية، فإنه يشير، صراحة، إلى الشعراء وخاصة أشعار "الإلياذة والأوديسة"، التي يعتبرها تروج لأساطير غير حقيقية عن الآلهة والحياة، ومن ثم فهي تساهم في إفساد عقل الطلف وتدخل الرعب في ذاته.
• يلح أفلاطون على أن هذا العلم (الرياضيات) يجب أن يتعلمه كل إنسان قبل غيره من العلوم.
• ليست الرياضيات تخصصاً وإنما هي فرع معرفي مشترك يهيء لمراحل عليا.
• تتجاوز الرياضيات حيز العمليات اليومية العملية لتتحول إلى "رياضة عقلية" تهدف إلى تعويد العقل والنفس على السمو.
• ليست الرياضيات هدفاً في ذاته، بل هي في أبسط صورها وسيلة للعمل، وفي أعلى صورها وسيلة للنظر العقلي.
• إن الجدل في المنظور الأفلاطوني يمكن أن يكون ذا قيمة عليا معرفياً، بل وهو غاية كل تعليم عالٍ، ولكنه يمكن أن يتحول إلى معرفة دنيئة لا تهدف إلا إلى المغالطة.
• إن "الديالكتيك" يكون أساسياً عندما يُعلم بطرق ملائمة وفي المرحلة الملائمة، أما عندما يُلقن بطرق غير مناسبة وفي مرحلة ليست هي مرحلته فإنه يؤدي مفعولاً عكسياً.
• عندما يتم تعليم "الديالكتيك" في مرحلة غير مؤهلة له فإنه لا يؤدي إلا إلى المماحكة الكلامية، والجدل العقيم..
يقول أفلاطون: إن بداية التفلسف هي إمتلاك القدرة على مغادرة الكهف ورؤية الحقيقة بأكبر قدر من الوضوح.
• إن أفلاطون قرر إلغاء هذا الجسد (جسد المرأة) نهائياً بحيث يكون فقط (آلة تفريخ) مجرد أداة للإنجاب، وهكذا أصبحت جميع الصفات التي أراد أفلاطون أن تكتسبها المرأة بعد (تحررها) هي صفات رجولية.
• لم تكن كراهية أفلاطون لجسد الكرأة هي التي دفعته إلى تحويلها رجلاً فهو يكره الجسد بما هو كذلك، ولا يثق أصلاً في الظواهر الحسية التي هي في أحسن الأحوال ظلال للحقيقة.
• لقد تبين أفلاطون في آخر الأمر أي حين لم يعد التأمل وحده يكفي لتحقيق أغراضه، أن الإلتجاء إلى الحواس أمر ضروري لا للتعرف على عالم المحسوسات فقط، وإنما أيضاً للتعرف على عالم المجردات..
• يفرض أفلاطون بين الفضيلة الفلسفية والفضيلة التقليدية، فالفضيلة الفلسفية تقوم على التفكير وفهم الأساس الذي قام عليه العمل الفاضل ولكن الثانية تقوم على التقليد أو العطف والغريزة وما نحو ذلك ويراها أفلاطون مجرد فضيلة النمل والنحل.
• يرى أفلاطون أن السعادة مرتبطة بعالم المُثُل وأنا التثقيف بالعلوم والفنون والتمتع بلذائذها النقية السامية.
• أما عن المرأة فكان يراها أحط من الرجل وأنها فقط للتناسل، أما الصديق الطبيعي للرجل فهو الرجل، كما أجاز الإسترقاق ويراه طبيعياً.
• يرى أفلاطون أن الغرض من الدولة هي إسعاد الأفراد للوصول إلى الحكمة والفضيلة والمعرفة، وأن خير وسيلة لإعانة الأفراد للوصول إلى تلك الغايات هي التربية، فالتربية هي من أهم واجبات الدولة.
• يرى أفلاطون أيضاً أن على الدولة أن تراعي مصلحة المجموع لا مصلحة الفرد وأن تكون الثورة شائعة بين الأفراد كذلك النساء والأولاد، والدولة تملك الأولاد منذ ولادتهم.
• لقد وضع أفلاطون فرضياته من أجل غاية سياسية وهي إعادة الأرستوقراطية إلى السلطة، وكل الفلسفة الأفلاطونية في خدمة هذه الغاية.
• إن الذي يمدحك بما ليس فيك وهو راضٍ عنك، يذمك بما ليس فيك وهو ساخط عليك! (أفلاطون)
• لكي تكون عظيماً لا بد أن يُساء فهمك. (أفلاطون)
• إن نظرية المحاكاة تعد من أقدم وأهم النظريات التي كان لها دور فعال في تطوير حركة النقد الأدبي والتي كان أفلاطون أول من نادى بها - في الفن - في كتابه الجمهورية.
• يرى أفلاطون أن الشعر إلهام، فالشاعر لا يصدر عن العقل؛ لأن مصدره إلهي محض، حيث يفقده الإله شعوره ليتخذه واسطة، فكأن الإله هو الذي يحدثنا بلسانه..
• يثبت أفلاطون وجود الله بدليلين هما: 1-دليل الحركة. 2-دليل النظام.
=================================================
▬ نلاحظ أن أفلاطون على الرغم من أنه كان يسعى إلى تكوين شعب سعيد، ينعم بالحرية والرفاه، ومع أن كتابه عرف بجمهورية أفلاطون، على أنه كاد يخصص لتربية رئيس المدينة. أفلاطون كان يهدف إلى تربية الملك الفيلسوف. لأن المجتمعات - في رأيه - تسعد إذا ما حكم الملك الفيلسوف. صــ10

▬ الدولة المثالية بناء على أفلاطون مكونة من ثلاث طبقات، طبقة إقتصادية مكونة طبقة التجار والحرفيين، طبقة الحراس وطبقة الملوك الفلاسفة يتم إختيار أشخاص من طبقة معينة يتم إخضاعهم لعملية تربوية وتعليمية معينة يتم إختيارا لأشخاص الأفضل ليكونوا ملوكاً فلاسفة حيث استوعبوا المُثُل الموجودة في علم المثل ليخرجوا الحكمة. ربط أفلاطون طبقات المجتمع مع فضائل إجتماعية معينة مثلاً طبقة التجار والحرفيين مرتبطة بفضيلة النفس، طبقة الحراس مرتبطة بالشجاعة وطبقة الملوك الفلاسفة مرتبطة بالحكمة، وفضيلة العدالة مرتبطة بكل المجتمع حيث عا لفصل مهام الطبقات. صــ27

▬ يقول سقراط في المحاورات أن الطمع وحب المزيد من الترف هي العوامل التي تدفع بعض الناس للتعدي على الجيران وأخذ ممتلكاتهم، أو التزاحم على الأرض وثراوتها، وكل ذلك سيؤدي إلى الحروب. ويقول إن التجارة تنمو وتزدهر في الدولة، وتؤدي إلى تقسيم الناس بين فقراء وأغنياء، وعندا تزيد ثروة التجارة تظهر منهم طبقة يحاول أفرادها الوصول إلى المراتب الإجتماعية السامية عن طريق المال، فتنقلب الدولة، ويحكمها التجارب وأصحاب المال والبنوك، فتهبط السياسة، وتنحط الحكومات وتندثر. ثم يأتي زمن الديمقراطية، فيفوز الفقراء على خصومهم ويذبحون بعضهم وينفون البعض الآخر ويمنحون الناس أقساطاً متساوية من الحرية والسلطان. لكن الديمقراطية قد تتصدع وتندثر من كثرة ديمقراطيتها، فإن مبدأها الأساسي تساوي كل الناس في حق المنصب وتعيين الخطة السياسية العامة للدولة. وهذا النظام يستهوي العقول، لكن الواقع أن الناس ليسوا أكفاء بالمعرفة والتهذيب ليتساووا في إختيار الحكام وتعيين الأفضل، وهذا منشأ الخطر. صــ29

▬ إن الملفت للنظر أن أغلب الذين كتبوا في هذا الشأن كانت تنقصهم الخبرة العملية، إن من يدعون إلى تكوين مدينة فاضلة، جدير به أن يمارس الحياة السياسية عملياً من أجل أن تكون خبرته متكاملة، لا أن يقتصر على التأمل الفكري وما يكتنزه من خزين ثقافي، النظرية شيء والواقع شيء آخر. أفلاطون كتب (جمهورية أفلاطون) وهو في الحقيقة المدينة الفاضلة، وهو منعزل عن المجتمع من حوله في بستان أكاديموس، يحاور طلبته ويكتب الكتب. القديس أوغسطين هو الآخر متقوقع في غرفته ليصور روما على أنها مدينة فاضلة. الفارابي لم يمارس الإدارة ولا السياسة عملياً، بل إنه اقترح آراءه الفلسفية للمدينة فاضلة، وهو منعزل في بستان قرب مدينة حلب. ولعل توماس مور، الذي كتب كتابه المدينة الخيالية (يوتوبيا)، بعد أن مارس السياسة وزيراً للملك هنري الثامن. كتابه هذا يعالج كثيراً من المشكلات الإقتصادية ويدعو إلى الإصلاح في إقتراحات عملية. ربما لهذه الأسباب أعدمه الملك هنري الثامن. صــ36

▬ كثيراً من الفلاسفة اليونان قد تأثروا بالحضارات المصرية والهندية والعراقية القديمة. كتاباتهم ونظرياتهم تشهد بذلك. منهم من سافر إلى بلاد وادي الرافدين ودرس فيها مثل فيثاغورث، ومنهم من سافر إلى مصر مثل أفلاطون. الفيلسوف، كل فيلسوف، وعلى مدى تتابع العصور ، ينهل من مختلف الثقافات والحضارات لتحقيق وحدة عملية يرتكز عليها، بعد أن استوعب تراث عقول الإنسانية، ليخرج بعد ذلك إلى الملأ بنظرية جديدة، منسقة متماسكة. صــ40

▬ يعتقد أفلاطون أن الشعب لا يمكن أن يكون قوياً ما لم يؤمن بالله وهو إله حي يستطيع أن يحرك الخوف في القلوب التي استولت عليها الأنانية الفردية ويحملها على الإعتدال في نهمها وشرهها وبعض السيطرة على عواطفها. وفوق ذلك إذا أُضيف على الإيمان بالله والإيمان بوجود حياة أبدية في الآخرة، لأن الإيمان بالحياة الأخرى يمدنا بالشجاعة في مواجهة الموت وتحمل موت أحبائنا ويتضاعف تسلحنا إذا كنا نحارب بإيمان على فرض إستحالة إثبات هذا الإيمان بالله واليوم الآخر. وقد يكون الله بعد كل شيء المثال الذي شخصه حبنا وأملنا وان الروح مثل الموسيقي القيثار تغنى مع الآلة التي أدتها شكلها. صــ45

▬ لقد رأى أفلاطون أنه حتى الديمقراطية يمكن أن تحمل في طياتها بذور الطغيان والتعصب والظلم إذا لم تقدها القوانين العادلة والحكيمة. ألم يقتلوا "سقراط " بإسم الديمقراطية؟ ألم يحكموا عليه بتجرع السم بعد محاكمة جماهيرية ساهمت فيها معظم الفئات في أثينا؟ ألم يصدر الحكم بناء على تصويت شعبي حر؟ ومع ذلك فقد كان حكماً جائراً لأن الناس كانوا مُضللين وخاضعين لقوانين خاطئة. فالقوانين العادلة لا يمكن أن تحكم على شخص كسقراط بالموت. القوانين العادلة لا يمكن أن تدين البريء وتبريء المجرم الحقيقي. صــ73

//الفقرة التالية لا أتفق معها مطلقاً..وأرى أن المشكلة كانت بالأساس (مشكلة لغوية)..والعدالة من وجهة نظري، نعم ، هي إعطاء كل ذي حق حقه، ويبقي الخلاف مسألة لغوية فلسفية تصويرية مفاهيمية...//

▬ يبدأ سقراط بمحاولة تعريف العدالة إستناداً إلى ما قاله عنها سيمونيدس، أي "قول الحقيقة وإعطاء كل ذي حق حقه". هذا التعريف مشكوك في ملاءمته، لأنه يجعلنا نلحق الضرر بأعدائنا، مما يعني جعلهم، بالتالي، أسوأ وأظلم. كذلك أيضاً يستبعد تعريف السفسطائي ثراسيماخوس الذي قال بأن "العدل" هو ما ينفع الأقوى..صــ80

▬ هناك سؤال يطرح نفسه كيف يصل أفلاطون إلى تحقيق الدولة بطبقاتها الثلاث؟ الجواب هو "عن طريق التربية". 1-نأخذ الأطفال عند الولادة وندخلهم دور الحضانة ونهتم بتربيتهم لنبقي على الأطفال الأصحاء والقضاء على الأطفال الذين توجد بهم عاهات وعلل. 2-وبعد فترة يبدأون بتلقي الدروس كتعليم القراءة والكتابة، ومزاولة الرياضة، والإستماع إلى الموسيقى. 3-وبعد سن الثانية عشر يجب أن يكون هناك إمتحان، الذي ينجح: سوف يواصل دراسته، والذي تخلف يجب أن يترك المدرسة ويتوجه إلى الحياة العامة لأنهم سوف يشكلون الطبقة العامة. 4-والناجحون سوف يواصلون دراستهم حتى السن الثانية والعشرين فيعطون المزيد من المسائل الرياضياتية والشعر الحماسي الذي يدعو إلى محبة الوطن والشجيع الحماسي. 5-وبعد سن الثانية والعشرين سيعقد إمتحان آخر لهؤلاء الشباب..الناجحون منهم سيواصلون تعليمهم ليكونوا الطبقة الثالثة طبقة الفلاسفة والحكام أو (الملوك) والراسبون منهم فإنهم يكونون طبقة الحراس الذين يقومون بمهمة الدفاع عن الوطن وحفظ النظام في الدولة وأيضاً الطبقة الثالثة الناجحون منهم يواصلون دراستهم حتى السن الثانية والثلاثين وعند ذلك سوف ينقطعون عن وضع القوانين لأنهم برأي أفلاطون ليسوا عرضة للخطأ. صــ83

▬ يعتمد أفلاطون في تحليله لأشكال الفعل الإنساني جملة من التصورات المستمدة من فلسفته العامة القائمة على ثنائية العالم الذي يضم عالمين هما: عالم المُثُل حيث الحقيقة المطلقة التي تنطوري على معايير الحق والخير والجمال في إطلاقها، ويسود فيه العدل المطلق. وعالم الواقع الذي يعيش فيه الناس ويتواصلون مع بعضهم بعضاً. ويتبادلون التعاون بأشكال مختلفة، ويعتمدون في ذلك على حواسهم بشكل رئيسي. صــ115

▬ إن فن الحوار والجدل، أو لنقل الديالكتيكا، هو ما يسمح للنفس بأن تترفع عن عالم الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم العياني للأفكار لأنه طريق هذه الديالكتيكا المتصاعدة نحو الأصل، يتعرف الفكر إلى العلم إنطلاقاً من الرأي الذي هو المعرفة العامية المتشكلة من الخيالات والإعتقادات وخلط الصحيح بالخطأ. هنا تصبح دراسة الرياضيات، ذلك العلم الفيثاغورثي المتعلق بالأعداد والأشكال، مجرد دراسة تمهيدية؛ لأنه عندما  نتعلم الرياضيات "من أجل المعرفة، وليس من أجل العمليات التجارية" يصبح بوسعنا عن طريقها "تفتيح النفس للتأمل وللحقيقة". لأن الدرجة العليا من المعرفة، التي تأتي نتيجة التصعيد الديالكتيكي، هي تلك المعرفة الكشفية التي نتعرف عن طريقها إلى الأشياء الجلية .صــ119

▬ لقد كان مركز المرأة في مجتمع أثينا في القرن الرابع قبل الميلاد أعلى مقداراً شعرة من منزلة العبيد المسترقين الذين كانوا جميعاً ملك أسيادهم. طبقات الرجال التي حكمت المجتمعات والمنازل. كانت نساء أثينا ملكاً لرجالهم يورثن كما تورث البيوت والعبيد والماشية. كان وجودهن يعتبر عدماً وبلا معنى إلا لخدمة غرضين تحيا النسوة وتموت لأجلهن ألا وهما: 1-الأمومة والتي أُعتبرت أسمى وأهم دور لوجود وقصارى ما تستطيع بذله للمجتمع. 2-الخدمة العامة لرعاية الرجل والعائلة في المنزل وتعلن فنون الطبخ الوخدمة في تنظيف البيت. صــ120

▬ يحتل التعليم الموسيقي والتربية البدينة المكانة الأساسية في هذا التعليم الأولي، غير أن إنجاز هذه المهمة يتطلب في نظر أفلاطون تنقية عقول الأطفال مما ترسخه الحكايات الأسطورية، هذه الحكايات التي لها مفعول سحري يصادف فراغ ذهن الطفل مما يسهل رسوخه، فالإتجاه نحو الموسيقى وتربية الجسم يقتضيان أن يمهد لهما بتعويد الطفل على سماع ما يؤهله لما هو جميل وسام، يقول أفلاطون على لسان سقراط: "ذلك لأن الطفل لا يستطيع أن يميز الأسطوري من الواقعي، ولا شك أن كل ما يتلقاه ذهنه في هذه السن ينطبع فيه بعمق لا تمحوه الأيام ولذا كان من أخطر الأمور أهمية أن تكون أولى القصص التي تطرق أسماع الأطفال سامية للأفكار الفاضلة. صــ128

▬ إذا كانت الرياضيات هي ما ينبغي أن يتعلمه المُتلقي الأفلاطوني، فلأن ذلك مرتبط بأمور حيوية، ذلك أن ممارسة شؤون الحياة مهما كانت بساطتها. وإتقان جميع أنواع المعارف... كل ذك يتوقف، بمعنى ما، على الرياضيات، على العلم الذي يهيء لنا شروط التمييز في أولى صوره، ولذلك يلح أفلاطون على أن هذا العلم يجب أن يتعلمه كل إنسان قبل غيره من العلوم .. ليست الرياضيات تخصصاً وإنما هي فرع معرفي مشترك يهيء لمراحل عليا، بالنظري إلى كونها تمثل أساساً لكل تعلم، فإن الرياضيات، في هذه المرحلة، تحتل درجة الضرورة، ضرورة ما دام باقي أنماط التعلم تتوقف عليها، وضرورة لأن من يريد حسن التمييز، وضبط إستعمال عقله لا يتأتى له ذلك إلا بهذا العلم، وليس غريباً، تبعاً لما سبق، أن نجد أفلاطون يضع إتقان الرياضيات كشرط للإنخراط في الأكاديمية، وبالتالي للتفلسف. صــ132

▬ يقول أفلاطون:"ومن أهم الإحتياطات أن نمنعهم من ممارسة الديالكتيك وهم لا يزالون في حداثتهم، ولعلك لاحظت من قبل أن المراهقين الذين تذوقوا الديالكتيك لأول مرة يسيئون استعماله، ويتخذونه ملهاة ولا يستخدمونه إلا للمغالطة، فإذا ما قام أحد بتفنيد حججهم فإنهم يحاكونه ويفندون حجج الآخرين على نفس النحو، شأنهم في ذلك شأن الجرو الذي يجد لذة في جذب كل من يقترب منه وتمزيق ملابسه". صــ134

▬ وقد جاء في جمهورية أفلاطون أن أصول البشر مخلوقات مستيديرة كروية الشكل برأي واحد ووجهين وأربع أقدام وأربع أيدٍ وأربع آذان وزوج من الأعضاء التناسلية. كانت تلك المخلوقات قوية جداً تتحرك بسرعة كبيرة بالتدحرج حول نفسها. وقد حرضها إحساسها بقوتها تلك على التفكير في إرتقاء السماء لمحاربة الآلهة، الأمر الذي دفع بزيوس إلى معاقبتها، بشطرها إلى نصفين اثنين قصد إضعافها، قبل أن يطلب من أبولون أن يعيد ترقيتها وتسويتها (على طريقة العمليات التجميلية) حتى أخذت شكلها الذي نعرفه اليوم. بعد قسمة تلك الكائنات إلى نصفين، شعر كل نصف بالحنين إلى نصفه الآخر الذي انشطر عنه، فأخذ يبحث عنه بين الأنصاف المنفصلة، وعندما كان يجد أحدهما نصفه الآخر، كانا يرتميان في أحضان بعضهما البعض ويتعانقان بقوة. هكذا ومنذ حادثة الفصل تلك يحبث كل نصف عن الإتحاد بنصفه الآخر من أجل إعادة تركيب ذلك الكائن الفريد!! صــ154


▬ نجد في شخصية أفلاطون وفكره السياسي أنه أقرب إلى الخيال من عالم الواقع لكنه تحول إلى الناحية العلمية الواقعية في آخر سني حياته وكان يعتقد أن العدل من أساس الملك وأن الحكم فن بحت لا يجيده إلا من اكتسب خبرة ومراناً فيه كما أنه أثر الإعتدال دائماً ليضمن الحرية. كما شدد على أهمية الفضيلة في بناء الدولة وأهمية التربية والتعليم ويعتبر من أهم المفكرين السياسيين أنصار مصلحة الجماعة أي الدولة على مصالح الأفراد الخاصة أي الأقلية. صــ213


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

حرية الفكر (ج.بيوري)

• إن حرية الكلام قد نراها اليوم مسألة واقعية مألوفة في المجتمعات التي أخذت بنصيب موفور من الحضارة، ولقد نرى أننا تعودناها إلى الحد الذي نراها فيه حقاً طبيعياً، ولكن هذا الحق لم تدركه البشرية إلا بعد أن خاضت إليه أنهاراً من الدماء.
• إن غريزة المحافظة على الذات وما ينتج عنها من مذهب محافظ  يجدان عوناً كبيراً في الخرافاتّ!
• لقد كان سلاح العقل الأوحد هو الإقناع، أما "النقل" فكان يعتمد على القوة المادية والقوة الأدبية والتشريعات المانعة وإثارة السخط الإجتماعي على المفكرين الأحرار.
• إن من الناس من يستنكر أن نرفض مبدأ دينياً إلا إذا استطعنا أن نثبت تهافته وبطلانه. وهذه مغالطة واضحة فإن عبء البرهان على صحة ذلك المبدأ لا تقع علينا وإنما تقع على عاتق أصحابه ومعتنقيه.
• لقد كانوا يرون قصائد هوميروس (الإغريق) بمنظار دنيوي لا بمنظار ديني، كانوا يرونها بمنظار دنيوي مع أنها أشد مراعاة للأخلاق والإنسانية من بعض الكتب المقدسة.
• كان أبيقور يقرر أن الخوف هو الدافع الرئيسي للتدين وكان من أهم أغراضه أن يحرر عقول الناس من ذلك الخوف. لقد كان أبيقور مادياً يفسر الكون بنظرية "ديمقريطس" الذرية، ولا يعترف أن هذا العالم تديره قدرة إلهية.
• لقد كان أبيقور يقرر أن هناك آلهة ولكن آلهته كان وجودهم كالعدم بالنسبة للإنسان، كانوا آلهة يعيشون في خلوة بعيدة وينعمون "بهدوء خالد مقدس". لقد كان وجودهم مجرد قدرة لتحقيق الحياة الأبيقورية المثالية الهانئة.
• إن الفلسفة الرواقية كانت خير معوان لقضية الحرية، ولم يكن مقدراً لها الإنتشار والإزدهار لو لم تنبُت في جو أُطلِقت فيه حرية البحث والمناقشة.
• لقد ظل الرومان دهراً وهم لا يعلمون عن المسيحيين الذين وصلت أخبارهم إلى روما إلا أنهم طائفة من اليهود. وكان الدين اليهودي هو الدين الوحيد الذي يبغضه الوثنيون المتسامحون ويسيئون به الظن نظراً لغطرسته وتعصبه وإنطوائه على نفسه.
• إن طبيعة الكتاب المقدس فضلاً عن تعاليمه مسئولة إلى حد ما عن قسوة المباديء التي اتبعتها الكنيسة المسيحية.
• الواقع أن الكتب المقدسة ما هي إلا موانع وعقبات في سبيل الرقي العقلي والأخلاقي لأنها تمجد آراء عصر معين وعاداته وأخلاقه وتسبغ عليها تقديساً إلهياً.
• كانت الكيمياء توصف بأنها صناعة الشياطين وإنتهى بها الأمر إلى أن حرم البابا الإشتغال بها تحريماً باتاً..
• لقد حاول ابن رشد أن يتجنب التصادم مع السلطات الإسلامية المحافظة فابتكر نظرية (الحق المزدوج) والمقصود بها أن في هذا الوجود حقيقتين مستقلتين متناقضتين. حقيقة دينية وحقيقية فلسفية. ولكن هذه النظرية لم تحل دون نفيه وإبعاده عن بلاد الخليفة الأندلسي.
• إنها لمن حقائق التاريخ العظمى التي لم تكد تنال من التعظيم، أن الحرية الدينية التامة المطلقة قد تحققت للمرة الأولى في حياة الدول الأوروبية الحديثة على يد حاكم مفكر حر هو صديق (الملحد الأكبر) "فولتير".
• ومن العجيب أن البابوية قد عاشت قوية محترمة رغم التناقض الحاد بين مباديء الكنيسة وبين تيار الحضارة الحديثة. عاشت في عالم سادت فيه المباديء التي لعنتها وطالما حملت عليها.
• كان العقل خلال الثلثمائة سنة الماضية يُهشِّم ببطء وإطراد ما جاءت به المسيحية من أساطير ويكشف المزاعم التي قيلت عن الوحي المساوي.
• جاء النقد التارخي فقوض الأساس الذي بُنيت عليه الكتب المقدسة، تلك الكتب التي كانت حتى ذلك الحين معرضة لنقدات الذوق السليم وحده، تلك النقدات التي إن تكن حاذقة فهي غير متسقة.
• إن الخوف الموهوم من الكائنات الغيبية المحجوبة هو خوف يسببه الجهل هو نواة ذلك الشعور الذي يجده المرء في نفسه فيسميه ديناً ويجده عند غيره من الناس بصورة أخرى فيسميه خرافة. (توماس هوبز)
• لابد لنا أن نُلاحظ ها هنا أن صفة "الإلحاد" كانت تطلق جزافاً في القرن السابع عشر والثامن عشر للنيل من المفكرين الأحرار.
• إذا نزعت العقل لتفسح مكاناً للوحي فإنك تُطفيء نورهما معاً، ويكون مثلك كمثل من يُغري إنساناً بأن يفقأ عينيه ويستعيض عنهما بنور خافت يأتيه من نجم سحيق خلال التلِسكوب. (جون لوك)
• إن مثل هذا الإنسان الذي يعتنق دينه (كما يفعل أكثر الناس) دون أن يحققه كمثل الثور الذي قبل أن توضع في عنقه "عدة المحراث". (فولتير)
• إن الأمر الوحيد الذي يبرر إدعاءنا صدق أية فكرة وصلاحيتها للتنفيذ هو الحرية التامة في مناقضتها وتخطئتها وبغير ذلك لا يستطيع كائن ذو مواهب إنسانية أن يتثبت تثبتاً عقلياً من صواب آرائه.

================================================

▬ لقد كانت في القرون الوسطي "مناطق" واسعة محرمة على العقل ومملؤة بالمعتقدات التي فرض "النقل" والرواية صحتها على الناس فرضاً. ولكن العقل لم يكن ليحترم نفسه لو رضي بتلك النواهي التحكيمية، وهو لا يعترف بوجود "مناطق" ممنوعة عليه؛ لأن ميدانه الواسع وهو التجربة ميدان متشابك متداخل يكاد يشمل كل شيء، والعقل لا يستطيع أن يتنازل عن حقوقه لأي سلطان " منقول" إلا بعد أن يفحص ويدقق أوراق اعتماده ويوافق عليها. صــ25

▬ لقد كانت أرض "أيونيا" في آسيا الصغرى مهد التفكير الحر، ولا ريب في أن تاريخ العلوم الأوروبية والفلسفة الأوروبية يبدأ من "أيونيا" فهناك (في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد) حاول الفلاسفة الأوائل أن ينفذوا بعقولهم إلى أصل هذا العالم وتكوينه. ولا شك في أنهم لا يستطيعون التخلص تخلصاً تاماً من الآراء القديمة، ولكنهم هم الذين بدأوا مهمة تحطيم الآراء السائدة والعقائد الدينية. صــ30

▬ إن الظروف التي حوكم فيها سقراط الفيسلوف لتبين لنا تسامح الأثينيين وتعصبهم في آن واحد، فإن عدم إعتراض أحد على تعاليمه خلال تلك الأعوام الطويلة، وكون إتهامه صادراً بعد ذلك عن دوافع سياسية وربما كان صادراً عن دوافع شخصية، وتلك النسبة الكبيرة من الشعب التي توافق على إدانته، كل هذا يدل على أن الفكر كان حراً بوجه عام وأن الكتلة المتعصبة التي رأيناها قد كانت نتيجة تدبير محكم ربما قصدت به أغراض أخرى غير إضطهاد الحرية. صــ38

▬ إن الفلسفة الرواقية كانت خير معوان لقضية الحرية، ولم يكن مقدراً لها الإنتشار والإزدهار لو لم تنبُت في جو أُطلِقت فيه حرية البحث والمناقشة. وقد كانت تلك الفلسفة تناصر حقوق الأفراد ضد السلطة العامة. وكان سقراط قد أكد من قبل أن القوانين قد تكون ظالمة وأن الجماعات الإنسانية قد تسير إلى الضلال ولكنه لم يرسم مذهباً واضحاً لهداية المجتمع. فجاء الرواقيون وكشفوا عن ذلك المذهب في صورة "قانون الطبيعة" الذي أعتبروه أسبق وأسمى من العرف والعادات والقوانين الوضعية، ذلك المذهب الذي تخطى حدود الجماعات الرواقية وتحكم في العالم الروماني وتأثرت به التشريعات الرومانية. صــ40

▬ كان الملحدون القدماء يعتقدون أن الدين الزائف لا بد منه وجوده لحفظ نظام المجتمع، وهذا رأي نشهده اليوم عند أكثر الناس بصور مختلفة، فهم يدافعون دائماً عن الأديان بإعتبارها شيئاً مفيداً لا بإعتبارها حقاً وصواباً. وهذا الدفاع يرجع إلى السياسة الميكيافلية التي تقدر أن الدين ضروري لقيام الحكومة، وأنه قد يكون من واجب الحاكم أن يناصر ديناً يؤمن بزيفه وبطلانه. صــ41

▬ إن إضطهاد المسيحيين لم يكن يستطيع الدفاع عنه وثني مخلص محافظ، لأنه كان إراقة للدماء بغير نتيجة، كان بعبارة أخرى غلطة كبرى لأنه لم يكن ليكتب له النجاح. ولما كان الإضطهاد ما هو إلا إختيار أحد شرَّين فقد كانت النتيجة لا تخرج عن أحد أمرين: العنف (وهو أمر لا يمكن أن ينكر أنصار الإضطهاد أن شر في ذاته) وإنتشار المعتقدات الضارة: وقد اختير الأول لتجنب الثاني ليس إلا ، بإعتبار أن الثاني هو أعظم الشرين. ولكن الإضطهاد لا بد له أن يُنسق تنسيقاً يؤدي إلى الغاية وإلا أصبحنا أمام شرين بدلاً من شر واحد، وهذا لا يقول به أحد. صــ46

▬ حينما كان المسيحيون طائفة منبوذة مدى قرنين من الزمان كانوا يطالبون بالتسامح محتجين بأن الإيمان الديني أمر إختياري لا يمكن فرضه على الناس. وحينما أصبح دينهم هو الدين الغالب على أمره وصار مدعماً بسلطان الدولة هجروا مبدأ التسامح هجراناً وجعلوا يمنون أنفسهم بجمع الناس وتوحيد آرائهم توحيداً تاماً إزاء مشاكل الكون المبهمة الخفية وبدأوا من فورهم سياسة تتفاوق في الدقة والوضوح وتهدف إلى تقييد التفكير..صــ49

▬ في عام 1689م أصدر "جون لوك" رسالة عن التسامح، كتبها باللغة اللاتينية ثم أردفها بثلاث رسائل أخرى لكي يتمم بحثه ويوضحه. وكان جوهر فكرته أن مهمة الحكومة المدنية تختلف إختلافاً بيناً عن مهمة الدين. وأن الدولة ما هي إلا هيئة تكونت لغرض واحد هو إنماء مصالح أفرادها المدنية، وهذه المصالح المدنية هي الحياة والحرية والصحة وإمتلاك المتاع، أما العناية بعالم الروح فلا تدخل في إختصاص الحكام، وإ،ما شأن الحكام في ذلك كشأن كافة الناس. إذ أن الحاكم لا يملك سوى القوة المنظورة أما الدين الحقيقي فإنه لا يلجأ إلى غير إقناع العقل إقناعاً "داخلياً" وقد أطلق العقل بحيث لا تستطيع القوة الخارجية إجباره على الإيمان. فإن القانون يفقد نفوذه بغير عقاب، والعقاب ها هنا سفاهة لعجزه عن الإقناع. صــ83

▬ يقول (جون لوك) : "إن هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله لا يستحقون أن يعاملوا بالتسامح، فإن الكافر لا يقيم وزناً لعهد ولا قسم ولا ميثاق، وتلك الروابط التي يتماسك بها المجتمع الإنساني. إن إستبعاد الله ولو في الفكر ينقض هذه الروابط نقضاً، هذا فضلاً عن أن هؤلاء الذين يقوضون بإلحادهم الأديان كلها لا يمكن أن يزعموا أن لهم ديناً يطالبون بمقتضاه بحق التسامح". وهكذا نرى "لوك" متأثراً بأوهام عصره وتفرضاته. فإن هذين الإستثنائين يتناقضان مع مبدئه الذي يقرر أنه "من السخف أن تفرض أمور لا يستسغها الناس بقوة القانون وإ، الإيمان بصحة هذا الشيء أو ذاك لا دخل فيه لإرادتنا". صــ84

▬ يقول فولتير: "إن الإنسان الأعمى هو الذي يُفضل عقيدة دموية سخيفة، يؤيدها الجلادون ويحوطها الوصوليون الشرسون، عقبة لا يُقبِل عليها إلا من يستفيدون منها سطوة وثروة، عقيدة غريبة لا يعرفها سوى جزء ضئيل من الدنيا، إنه الأعمى ذلك الذي يفضلها على دين (طبيعي) بسيط يشمل الدنيا بأكملها". وفي نقده للأخطاء الجغرافية التي وردت في التوراة يقول : "من الواضح أن الله لم يكن قوياً في الجغرافياً". وأنظر إليه حينما يشير إلى "الجريمة الشنيعة" التي إرتكبتها زوجة سيدنا "لوط" حينما تلفتت إلى الوراء وكيف أنها مُسخت فصارت عاموداً من الملح، ويتمنى لو كانت أقاصيص الكتاب المقدس مدعاة لتهذيبنا مادامت لا تستطيع أن تثير عقولنا. وكان من أقرب الأساليب إلى قلم فولتير أن يتناول المباديء المسيحية كما لو كان إنساناً يسمع عن المسيحيين أو اليهود لأول مرة في حياته. صــ117

▬ كانت أبحاث "كوبرنيكس" بشيراً بمولد العلم الحديث في القرن السابع عشر ذلك القرن الذي شهد ثبوت النظرية الكوبرنيكية، واكتشاف قانون الجاذبية واكتشاف الدورة الدموية، ونشأة علم الطبيعة وعلم الكيمياء. ولقد تأكد العلماء حينئذ من معرفة المذنبات ولم يعد الناس يعتبرونها علامات لغضب الله، ولكن بعضه أجيال كانت لابد أن تمر قبل أن يصبح العلم - عن غير قصد - عدواً للدين في الأمم البروتستنتينية. ولما جاء القرن التاسع عشر لم يكن هنالك سوى نقط محدودة تتصادم فيها الحقائق العلمية الثابتة مع نص الكتاب المقدس كحركة الأرض ودورانها، وكان من الهين اليسير تسوية ذلك التناقض بتأيل جديد للنصوص المقدسة..صــ133

▬ إن معظم الناس الذين شبوا في جو حر في دولة حديثة يرمقون الحرية بعين العطف في كفاحها المتمادي ضد السلطة التحكمية الملزمة، ولا يكادون يتصورون إمكان الدفاع عن تلك السياسة الباغية الجموع التي توسلت بها المجامع والحكومات وأصرت عليها لإخماد الأفكار الجديد وإزهاق حرية التفكير. ولقد تبدو الصورة التي رسمتها في هذه الصفحات كما لو كانت تمثل حرباً بين النور والظلام. وإنا لننادي بأن الذي حبك أطراف هذه المؤامرة المشئومة على الرقي البشري هما: "السلطان المستبد" "والمحراب" وإننا لنتلفت إلى الماضي بقلوب فزعة، نتلفت إلى الكوارث التي عاناها كثير من أبطال حرية الفكر على يد كل أعمى حقود من ذوي السلطان. صــ165


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

العقد الإجتماعي (جان جاك روسّو)


• يولد الإنسان حُراً، ويوجد الإنسان مقيداً في كل مكان، وهو يظن أنه سيد الآخرين، وهو يظل عبداً أكثر منهم، وكيف وقع هذا التحول ؟ أجهل ذلك، وما الذي يمكن أن يجعله شرعياً؟ أراني قادراً على حل هذه المسألة.
• إن الناس ليسوا متساوين بحكم الطبيعة، وإنما يولد بعضهم للعبودية ويولد الآخرون للسيطرة. (أرسطو)
• لا يكون الأقوى قوياً بما فيه الكفاية، مطلقاً، حتى يكون سيداً دائماً، ما لم يُحول قوته إلى حق وطاعته إلى واجب، ومن ثم كان حق الأقوى، هذا الحق الذي يُتلقى بسخرية ظاهراً والذي يوضع كمبدأ حقيقيةً..
• بما أنه ليس لإنسان سلطان طبيعي على مثله، وبما أن القوة لا تُوجب أي حق، فإن العهود تظل أساساً لكل سلطان شرعي بين الناس.
• الذي يخسره الإنسان بالعقد الإجتماعي هو حريته الطبيعية وحق مطلق في كل ما يحاول وما يمكن أن يحصل عليه، والذي يكسبه هو الحرية المدنية وتملك ما يجوز ويجب [..] فالحرية المدنية مقيدة بالإرادة العامة.
• يجب، لإكتشاف أحسن قواعد المجتمع الملائمة للأمم، وجود ذكاء عالٍ يرى جميع أهواء الناس من غير أن يَبتلي واحداً منها..
• إذا بُحِث عن الشيء الذي يقوم عليه أعظم خير للجميع، والذي يجب أن يكون غاية كل طريق إشتراعي، وجِد أنه يُرد إلى أمرين أصليين: الحرية والمساواة.
• ما الحكومة إذن؟ الحكومة هيئة متوسطة قائمة بين الرعايا والسيد ليتواصلا موكول إليها تنفيذ القوانين وصيانة الحرية المدنية والسياسية.
• الواقع أن الإرادات الخاصة كلما قلت نسبتها إلى الإرادة العامة، أي نسبة الطبائع إلى القوانين، وجبت زيادة القوة الزاجرة، ولذا يجب ، لتكون الحكومة صالحة، أن تكون أكثر قوة نسبياً كلما زاد الشعب عدداً.
• إنني أفضل الحرية مع الخطر على السلم مع العبودية.
• لو وجد شعب من الآلهة لكانت حكومته ديمقراطية، فحكومة بالغة الكمال كهذه لا تلائم الآدميين.
• يقوم مبدأ الحياة السياسية على السلطة ذات السيادة، وتعد السلطة التشريعية قلب الدولة، وتعد السلطة التنفيذية دماغها الذي يوجب حركة جميع الأجزاء، وقد يُصاب الدماغ بالفالج ويظل الفرد حياً، وقد يبقى الإنسان الأبله ويعيش، ولكن القلب إذا ما إنقطع عن القيام بوظائفه مات الحيوان.
• كلما كان نظام الدولة صالحاً فُضِّلت الأعمال العامة على الأعمال الخاصة في نفوس المواطنين، حتى إن الأعمال الخاصة تكون قليلة جداً..
• إذا وجِد معارضون عند وضع الميثاق الإجتماعي فإن معارضتهم لا تُبطل العقد، وإنما تحول دون إشتماله عليهم، فيكونون غرباء بين المواطنين.. //هل يمكن لنا أن نقول "سُكنى البلد يعني خضوعاً للسيادة؟ ، أم المسألة لا تكون بهذا الشكل؟//
• إن التصويت بالقُرعة من طبيعة الديمقراطية. (موِنتسيكو)
==================================================

▬ مجتمع الأسرة هو أقدم المجتمعات، وهو المجتمع الوحيد، وذلك إلى أن الأولاد لا يبقون مرتبطين في الأب إلا بالزمن الذي تحتاجون فيه إليه لحفظ أنفسهم، وتَنْحَلُّ الرابطة الطبيعية عند إنقطاع هذا الإحتياج، ويعود الأولاد إلى الإستقلال بالتساوي عندما يُحَلُّون من الطاعة الواجبة ويعود عليهم نحو الأب ويُحَملُّ الأب من رعاية الأولاد الواجبة عليه، وهم إذا ما استمروا على البقاء متحدين عاد هذا لا يكون طبعاً، بل طوعاً، ولم تَدُم الأسرة نفسها إلا عهداً. صــ30

▬ إذا كانت القوة هي التي تصنع الحق فإن المعلول يتغير بتغير العلة، وتَخْلُف الأولى في حقها كل قوة تقهرها، ومتى أمكن العصيان بلا عقاب صار العصيان شرعياً، وبما أن الحق يكون بجانب الأقوى دائماً فإن الأمر الوحيد الذي يُهِمُّ هو أن يُسار بما تُصار به الأقوى، ولكن ما الحق الذي يزول بإنقطاع القوة ؟ وإذا ما لَزِمَت الطاعة قهراً عُدنا غير محمولين عليها، ولذا تَري أن كلمة "الحق" هذه لا تُضيف إلى القوة شيئاً. ولذا فهي لا معنى لها هنا أبداً. صــ33

▬ وهكذا، مهما تكن الجهة التي يُنظر منها إلى الأمور، يكون حق الإسترقاق باطلاً، لا لأنه غير شرعي فقط، بل أنه مخالف للعقل خال من كل معنى أيضاً، فكلمتا الإستعباد والحق متناقضتان، متنافيتان مبادلة، ومن الحماقة أن يقول رجل لرجل أو لشعب: أضع معك عهداً يجعل كل غُرم عليك وكل غُنم لي، وأرعى هذا العهد ما راقني وتراعيه ما راقني..صــ40

▬ أدى الإنتقال من الحال الطبيعية إلى الحال المدنية إلى تغيير في الإنسان جدير بالذكر كثيراً، وذلك بإحلاله العدل محل الغريزة في سيره وبمنحه أفعاله أدباً كان يعوزها سابقاً، وهنالك، فقط ، إذ عّقَب صوت الواجب الصولة الطبيعية، وعقب الحق الشهوة، رأى الإنسان، الذي لم ينظر غير نفسه حتى ذلك الحين، اضطراره إلى السير على مباديء أخرى، وإلى مشاورة عقله قبل الإصغاء إلى أهوائه، وهو ، مع حرمانه نفسه في هذه الحالة منافع كثيرة ينالها من الطبيعة، يبلغ من كسب ما هو عظيم منها، وتبلغ أهلياته من الممارسة والنمو، وأفكاره من الإتساع، ومشاعره من الشرف، وروحه من السمو، ما إذا لم يحطه سوء إستعمال هذه الحال الجديد في الغالب إلى ما تحت الحال التي خرج منها وجب عليه أن يبارك، بلا إنقطاع، تلك السويعة السعيدة التي انتزعته من ذلك إلى الأبد والتي جعلت موجوداً ذكياً وإنساناً من حيوان أرعن قليل العقل..صــ50


▬ ليس من الصالح أن ينفذ القوانين من يضعها، ولا أن تُحول هيئة الشعب انتباهها من المقاصد العامة إلى الاغراض الخاصة، ولا شيء أشد خطراً من تأثير المصالح الخاصة في الأمور العامة، وإن سوء إستعمال الحكومة القوانين أقل شراً من فساد المشترع الذي تكون نتيجة لازمة لأغراض خاصة، فالدولة إذ تكون قد فسدت في جوهرها فإن كل إصلاح يصير متعذراً، وإن الشعب الذي لا ينبغي له أن يسيء إستعمال الحكومة مطلقاً لا ينبغي له أن يسيء إستعمال الإستقلال أيضاً، فالشعب الذي يُحسن الحكم دائماً لا يحتاج إلى أن يُحكم فيه أبداً. صــ114



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

الحرية وما وراءها (جون هولت)


• هذا الكتاب موضوعه حرية التعلم، ويعالج أيضاً بعض الصعوبات والتوترات التي نقابلها عندما نحاول خلق مواقف تتوفر فيها للدارسين حرية التعلم..
• اخش الإنسان الذي يشعر بأنه عبد؛ فلسوف يريد أن يجعل منك عبداً.
• يجب أن نرى في التعليم تغيراً أوسع وأعمق مما هو كائن.
• الناس - حتى الأطفال منهم - يتعلمون عن طريق المجتمع بأسره من حولهم وخلال نوع الحياة في  هذا المجتمع أكثر مما يتعلمون مما يجري في المدارس.
• الناس في المجتمع المحلي يقومون بأعمال كثيرة على النحو نفسه ولا يفكرون - مجرد التفكير - فيها إلى أن ياتي شخص من خارج هذا المجتمع ويفعل شيئاً مختلفاً تماماً.
• الحرية لفظ نستخدمه بصورة سيئة وغريبة، ويبدو أننا نخافه..
• قلة من العبيد هم الذين يتحدثون عن التحرر من الرق، أما سائرهم فيتناقشون ويتجادلون في أيهم ينتمي إلى أغنى السادة وأقواهم بأساً؟ أيهم أكبر داراً وافخم مؤسسة، وليُنزِلنَّ فريقي بفريقك شر هزيمة!..
• إن الصغار يصنعون أكثر مما يجب أن يصنعوه ليحظوا بالثناء من جانب البالغين.
• من الحماقة ألا نتعلم شيئاً من التجربة، ولكننا لا يمكن أن نتعلم منها أكثر مما يجب.
• إنه لا كبير جدوى من أن نقول للأطفال: إن بوسعهم أن يصنعوا ما شاءوا إذا لم يكن لديهم في الواقع أي شيء تقريباً يمكنهم ان يصنعوه!.
• إن المدرسة الثانوية الإستبدادية في مجتمع محلي مُنخفض الدخل ربما لا تكون مكاناً يعمل فيه معلم لإحداث تغيير تربوي.
• إذا أعطينا الأطفال الحرية فكيف يمكن أن يتعلموا الإنضباط ؟
• إن الإنسان حيوان إجتماعي وثقافي، والأطفال يحسون من حولهم هذه الثقافة، هذه الشبكة من الإتفاقات والعادات، والأعراف والقواعد التي تربط البالغين بعضهم ببعض.
• قارن في أي مجتمع محلي بين المكتبة العامة المحلية التي تخدم كل إنسان، وبين المدرسة الثانوية العامة المحلية التي لا تخدم التلميذ إلا مدة أربع سنوات!
• إن مشكلة الفقر جزء من مشكلة التعليم.
• في المجتمع المدرسي التعليم عليك أن تذهب إلى المدرسة كي تتعلم شيئاً ما، ولكنك حتى إن ذهبت إلى هناك لا تستطيع أن تتعلم ما تريد أن تتعلمه.
• إن المدارس لم تعد قادرة على الوفاء بوعدها أن تسلم "وظائف حسنة" إلى من يحصلون على دبلوماتها، وهي أقل قدرة من ذلك أيضاً على الوفاء بوعدها للصغار الفقراء.
• التعليم الحقيقي لا يهديء الأمور، بل يثيرها. إنه يوقظ الوعي، ويحطم الأساطير، ويمد الناس - كما أحسن دنيسون التعبير عن ذلك - بالقوة على التفكير بأنفسهم والعمل لأنفسهم.
• إننا ما لم نرد للفقراء أن يقووا فلن نستطيع تعليمهم، فالتعليم كوسيلة للتهدئة قد فشل دائماً في الماضي ويفشل الآن، وسيفشل في المستقبل.
------------------------------------------------------------------------------
▬ إن الأطفال بطبيعتهم ذو براعة ومكر! وفيهم طاقة نشاط، وحب إستطلاع، وتلهف على التعلم، ويحسنون التعلم، بحيث إنه لا حاجة إلى رشوتهم أو إكراههم ليتعلموا، وإنهم على أفضل الوجوه عندما يكونون سعداء نشيطين منهمكين ومهتمين بما يصنعون. وإن تعلمهم يصبح أقل ما يكون - أو ينعدم أصلاً - عندما يسأمون، أو يقع عليهم التهديد والإذلال والتخويف..صــ12

▬ المُعلم التقليدي يقول للأطفال، كيف يريد منهم أن يكون سلوكهم؟ أما المعلم التقدمي أو المُسمى بالحر فيقول: "ليكن سلوككم على أي نحو تريدون؟" ومن ثم يكون على الطفل أن يبحث عن الدلائل الهادية التي لا حيلة للبالغين في إعطائها، كي يعرف هل هو يفعل الصواب أو لا؟ وقد يكون هذا مُنهِكاً وأحياناً يسأم الصغير هذا الوضع، ويقول مثل ما قال الطفل الشهير (وقد يكون مختلقاً) في المدرسة التقدمية: أعلينا يا استاذ أن نفعل اليوم ما نريد؟" وهو يعني بذلك: "أعلينا أن نكتشف ماذا تريدنا أن نصنع اليوم؟ لماذا لا تُخبرنا به أنت؟". صــ26

▬ إننا لنسرف في المنع والتحريم؛ مما يجعل حرية الخيار لدى الأطفال ضئيلة جداً، أو يجعل إختياراتهم تافهة. فما أعنيه بالحرية للأطفال - بل لكل الناس - هو المزيد من الخيار ، والإقلال من الخوف، وما وجه أهمية هذه الحرية للأطفال؟ وكيف يستخدمونها؟ وكيف تساعدهم على الحركة والنمو؟ ما من كتاب يجيب عن هذه الأسئلة إجابة أشمل وأوقى وأشد حيوية من كتاب "دنسيون": (حياة الأطفال). صــ36

▬ لست مستعداً بالقطع لتمضية كل وقتي داخل قاعة الفصل طالباً من تلاميذي أن يرفعوا هذا الشيء أو أن يضعوا ذاك الشيء في موضعه الصحيح، وهلم جرا، فأنا لم آت إلى مدرسة كهذه كي أكون كراعي البقر لهؤلاء الصغار. وهم لم يأتوا إلى هنا كي يركب احد أكتفاهم او يسوقهم سوق السائمة، فلنترك لهم أن يقرروا بأنفسهم مقدار ما يريدونه من النظام في فصلهم. صــ49

▬ وأغلب المشاحنات بين البالغين والأطفال رأيتها يثيرها البالغون بدون واعٍ لغير ما سبب أكثر من إثبات ما لاشك لدى الأطفال فيه لحظة واحدة، وهو انهم أصحاب السلطة أو السيطرة. وكم من مرات كثيرة في المطارات، وفي اماكن أخرى عامة وخاصة سمعت هذه اللازمة المرددة. تقال للأطفال لا تتجاوز سنهم السنتين أو ثلاث السنوات:"عندما أقول لك تعال هنا، تأتي إلى هنا. فاهم؟". صــ84

▬ وما أكثر ما يقول المعلمون أو المدارس للأطفال : "الآن بوسعكم أن تصنعوا أي شيء تشاءون! في حين لا يكون هناك شيء يمكنهم عمله! وقد زرت ذات مرة فصلاً بمدرسة أولية يديره شاب لطيف للغاية. وكان قد سمع بالفصول المفتوحة على الأسلوب البريطاني واليوم المتكامل، وكان يحاول أن يدخل ذلك في فصله ولم يستطيع أن يستشف: لماذا لا يبدو على الأطفال الميل إلى القيام بأي عمل سوى الجري في المكان ومضايقة بعضهم بعضاً؟ ونظرت في أرجاء الحجرة، فلم أجد هناك شيئاً سوى ما في الفصل التقليدي من سقط المتاع: من كتب مطالعة، وكتب عمل، ونصوص! فلا العاب ، ولا ألغاز ، ولا أدوات ، ولا أجهزة ، ولا آلة كاتبة ، ولا آلة تصوير ، ولا آلات تسجيل الأشرطة، ولا مواد موسيقية ، أو علمية ، ولا مصادر فنية ، بل ولا مجلات أو كتب جديدة!. صــ127

أثناء حديثه عن سياسية السمع والطاعة العمياء في الأساليب التربوية..

▬ وما أشبه ذلك بالموعظة التي كان يلقيها الأغنياء على الفقراء في أوائل أيام الثورة الصناعية: تقبل وضعك في الحياة مهما تكن متواضعاً ذلك الوضع الذي عينه الله لك! وهناك أدِ واجبك بخنوع وإمتنان. وهذه الموعظة مازالت تلقى بالطبع! فالأغنياء والأقوياء - لأسباب واضحة - يبحون دائماً أن يحدثوا الفقراء والوضعاء عن فضائل الواجب والطاعة والعمل الشاق. صــ147

▬ الطفل الذي تحفل حياته بالتهديد وخوف العقاب يظل حبيساً داخل طفولته ولا سبيل للنمو وتعلم كيف يتحمل مسئولية حياته وأفعاله. وأهم من كل شيء أننا يجب ألا نفترض أن الإضطرار إلى الخضوع لتهديد القوة العليا ذو تأثير حسن على خلق الطفل؛ فهذا ليس شيئاً حسناً لخلق أي إنسان، فالإنحناء للقوة العليا يجعلنا نشعر بالعجز والجبن، لأنه لم تكن لدينا القوة أو الشجعاة لمقاومتها. صــ151

▬ إن النتائج السيئة للتعليم المدرسي يتغذى بعضها على بعض ويقوي بعضها بعضاً. ولما كان الناس يزداد إيمانهم بإطراد في التعليم المدرسي، وأن التعلم يجب ولا يمكن أن يحدث إلا في المدرسة وأنها مسألة مؤلمة لا يسحنونها؛ فإن تصرفاتهم تتجه بإطراد إلى تصعيب التعلم في أي مكان عدا المدرسة تصعيباً متزايداً. ولما كان عدد من يتعلمون في المدارس - كراهية - القراة يزداد، فإن عدد من يشترون كتباً من متاجر الكتب أو يستعيرونها من المكتبات العامة أو الخاصة يزدادون قلة! ومتاجر الكتب تغلق أبوابها، والمكتبات تخفض خدماتها، وهكذا تقل الأماكن التي يستطيع الناس فيها خارج المدرسة أن يجدوا السبيل فيها إلى الكتب. وهذه مجرد وسيلة من الوسائل التي يناهض بها التعليم المدرسي بمعناه الواسع. صــ194

▬ لقد تذكرت محادثة جرت منذ سنوات طويلة، فقد التقيت في إحدى الولايات الغربية وأحد رجال النفط، وهو من ذلك النوع الذي كان خليقاً أن يخترعه رسام كاريكاتوري، فقد كان أحسن - أو لعله أسوأ - من أن يكون حقيقياً. وفي تلك المناسبة قال: إن كل هذه الضجة والنفقات التي تُخصص للتعليم "كلام فارغ"! ، وإننا يجب أن نرسل الصغار إلى المدرسة ثلاث أو أربع سنوات لنعلمهم القليل من القراءة اليسيرة أو القليل من عمليات الحساب السهلة ثم نُلقي بهم إلى الدنيا ونحملهم على الإلتحاق بعمل، وما يزيد على هذا القدر من التعليم إنما يجعلهم مصدر شغب!. صــ196

▬ لنكن ذوي سياسة واقعية وإقتصادية عملية فذلك حين نضمن ونوفر لكل أمريكي - رجلاً وإمرأة وطفلاً - دخلا يمكنه أن يعيش عليه حياة لائقة ومريحة سواء كانت له "وظيفة" أو لا. وعندئذ يتسنى له أن يؤدي أي عمل يقوم به لا عن خوف أو حاجة، بل لأنه يهمه أو يطيب له ويبدو جديراً بأن يؤدى. صــ252

▬ لا أظن المدارس نوعاً من (لوحة) القفز أو السلم لمساعدة الصغار الفقراء على الصعود في الدنيا، أو يمكن جعلها كذلك. بل أظن بدلاً من ذلك أن المدارس والتعليم المدرسي، بطبيعتهما أنفسهما، وبأغراضهما، وبنيتهما وطرائق عملهما يشكلان ومقصود بهما أن يشكلا، عقبة للصغار الفقراء، والمدرسة مصممة ومشيدة بحيث لا تحركهم صعدا في الدنيا، بل تبقيهم في قاعها وتجعلهم يظنون أن ذلك بخطئهم!. صــ261

▬ في المجتمع المدرسي التعليم عليك أن تذهب إلى المدرسة كي تتعلم شيئاً ما، ولكنك حتى إن ذهبت إلى هناك لا تستطيع أن تتعلم ما تريد أن تتعلمه. تستطيع فقط أن تتعلم ما يريدون أن يعلموه، وبالترتيب والطريقة اللذين يرون أن يعلموك إياه بهما. ومعظم ما يعلمونه موضوع ومحبوس بإحكام داخل ما يسميه إيفان أليتش "المنهج المدرج" وهو نوع من سلم التعلم، وهذا السلم من الصعب تسنمه ولترقي فيه! فالقاعدة أن الدارس قد لا يقطع على هذا السلم خطوة ما لم يكن قد قطع خطوات كثيرة قبله (كلها في المدرسة) وما لم يكن مستعداً أن يتخذ (أيضاً في المدرسة) خطوات كثيرة بعد ذلك. صــ264

▬ إن المجتمع اللامدرسي التعليم حري أن يكون مجتمعاً يتمتع فيه كل شخص بأوسع خيار ممكن، وأوفره حرية كي يتعلم ما يريد أن يتعلمه كائناً ما كان، سواء في مدرسة أو بأي طريقة أخرى مختلفة عن ذلك تماماً. وما أبعد هذا عن أن يكون مجتمعاً لا يتمتع فيه الصغار الفقراء بفرصة التعلم. بل الأمر بالعكس! فالصغار الفقراء، شأنهم شأن الفقراء عموماً، بل كل الناس في الواقع حريون أن تكون لديهم فرص أكثر لتعلم أشياء كثيرة، وتتوفر لهم وسائل لتعلمها أكثر كثيراً مما يتوفر لديهم الآن! إنه مجتمع خليق أن توجد به مسالك كثيرة للتعلم والتقدم بدلاً من مسلك واحد كما هو الحال الآن، وهو مسلك ضيق أكثر مما يجب بالنسبة لكل إنسان، وما أيسر وما أكثر ما يسد هذا المسلك في وجوه الفقراء!. صــ266

▬ إن الفقير المتهم بإقتراف جريمة قد لا يُلقي معاملة عادلة جداً في المحكمة، إلا أن لديه الفرصة على الأقل في المثول أمام محكمة..أما التلميذ المتهم بإقتراف خطأ في المدرسة والمهدد بعقاب قد يؤثر على مستقبله، فليست لديه أيسر فرصة للدفاع عن نفسه. وهذا يمد المدارس بسلاح قوي جداً، لا تترد الكثيرات منها في إستخدامه. وهي في الغالب الأعم تستخدم التهديد بخفض درجات التلميذ كوسيلة لإبقائه خاضعاً، كوسيلة لجعله يذعن للإذلال والمهانة. صــ278

▬ ما إن يتعلم الصغار الفقراء إجتياز عقبة المضمار المدرسي - وهو أطول وأوعر بالنسبة لهم مما هو بالنسبة لأبناء الطبقة الوسطى - توجد وسائل جديدة لجعل ذلك المضمار أطول مما كان. وإنه لطريقة عظيمة - من بين أمور أخرى - لإستهلاك طاقات الفقراء السياسية وغضبهم، إذ نستطيع أن نبقيهم مشغولين مدى سنوات يتدافعون فيها مذعورين ومتنافسين بعضهم ضد بعض في سبيل حفنة من الدرجات العلمية، على أمل أنهم عندئذ قد يحصلون على وظائف كان من الممكن أن تؤدي في معظم الأحوال بالإجادة نفسها بدون الدرجات العلمية. صـ289

▬ قراءة بدون تعليم مدرسي ؟ .. إن الوالد الفقير قد يجيب بقوله: "لعل شيئاً من الصواب فيما تقول، ومع هذا، إن لم تُعلِّم المدرسة صغيري كيف يقرأ؟ فكيف يمكن أن يتعلم؟"... ولكن المدارس لا تعلم عدداً كبيراً من الصغار الآن كيف يقرءون؟ إن الكثيرين يقرءون من غير أن يعلمهم أحد ! والمسألة هنا ليست مسألة التخلي عن الجيد بحثاً عما هو كامل. فما نصنعه الآن ليس ناجحاً جداً، فما الذي يمكن أن نتعلمه عساه يساعدنا على التحسن؟ صــ304


▬ لقد أخبرني رجل ذات مرة أن طفلته كانت تجد متاعب في تعلم القراءة مع أنها كانت تريد في إستماتة أن تتعلمها، فقلت: "إن، لفظ "إستماتة" هو مفتاح متاعبها، فنحن لا نتعلم الأمور العسيرة بإستماتة، وعندما تعلمنا الكلام كان ذلك جزءاً من كل شيء آخر مما نقوم به" فما كانت تريده هذه الطفلة بإستماتة ليس أن تتعلم القراءة، بل - كما عبرعن ذلك دينسون ذات مرة فأجاد: لو كانت قد تعلمت القراءة : أي أنها - بعبارة أخرى - كانت تريد أن تتخلص من وصمة وعار كونها غير قارئة. ولكن هذا العار هو الذي يمنعها - أكبر من أي شيء آخر - من تعلم القراءة. صــ312

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

النفعية (جون ستيوارت مِل)


• فهذا العلم (علم الأخلاق) لا يستمد يقينه للتلاميذ على أنه مبادئها، إذ ان هذه المباديء اللتي وضعها كبار المدرسين مازالت تحتوي على أوهام، مثلها مثل القانون الإنجليزي وأسرار اللاهوت.
• إن الحقائق القصوى التي قوبلت كباديء أولى لعلم ما، هي في الواقع آخر نتائج التحليل الميتافيزيقي الذي يُمارس على المفاهيم الأولية الخاصة بهذا العلم.
• كل فعل يهدف إلى غاية ما، لذا فإن قواعد الفعل كما هو مفترض بصفة طبيعية، يجب أن تأخذ كل طابعها ولونها من الغاية التي تكون في خدمة تحقيقها.
• مهما إجتهدنا في البرهنة على ما اعتبر خيراً فعلينا أن نعتبره كذلك بالإشارة إلى كونه سيتخذ وسيلة لشيء ما، وأنه قد تم التسليم به على أنه طيب دون دليل.
• إن فن الطب مبرهن على طبيعته بما هو وسيلة مؤدية للصحة. لكن كيف يمكن لنا أن نبرهن أن الصحة شيء طيب؟ وفن الموسيقي طيب بسبب - ضمن أسباب أخرى - أنه يجلب اللذة. لكن أي دليل يمكن تقديمه للبرهنة على أن اللذة طيبة؟
• أقلية من الكائنات البشرية سوف توافق على أن تتحول إلى الحيوانات الدنيا، وذلك أملاً منها في الحصول على أكبر نصيب من اللذات الحيوانية.
• المنفعة لا تتضمن فحسب البحث عن السعادة، بل تجنب الشقاء أو التخفيف منه..
• الكثير يشعرون بالرضى في مقابل الحصول على القليل جداً من اللذة، كما أن بإمكان البعض منهم ترويض أنفسهم على كمية كبيرة من الألم والكثرة من الإثارة.
• ضئيلة تلك الضرورة التي تُلازم أي كائن بشري حتى يكون أنانياً صرفاً، وخالياً من أي شعور أو رعاية ما عدا ذلك الشعور أو الإهتمام الذي يكون مركزه الفردانية الخاصة..
• إنه لمن النبل أن نكون قادرين على التخلي كلياً عن نصيبنا من السعادة، أو عن جزء من حظنا في السعادة. لكن وفوق كل ذلك فلا بد أن تكون هذه التضحية بالذات من أجل بعض الغايات الأخرى..
• إن الأخلاق النفعية تعترف بقدرة الذوات البشرية على التضحية بأكبر خير لهم لما فيه خير الآخرين.
• إن التضحية التي لا تُنمي أو التي لا تسعى إلى تنمية المقدار العام للسعادة، تعتبر تضحية لا طائل يُرجى من ورائها.
• عليّ أن أعيد مجدداً-وهو نادراً ما اعترف به وبكل إنصاف لأعداء النفعية-إن السعادة التي تمثل المقياس النفعي لما هو خير في ما يتعلق بالسلوك ليست متمثلة في السعادة الخاصة للفاعل، بل هي متعلقة بسعادة الجميع.
• إن الجزاء الاقصى لكل أخلاق، بإستثناء الدوافع الخارجية، هو إحساس ذاتي يسكن فينا.
• إذا كان الإعتقاد في الأصل الترنسندنتالي للواجب الأخلاقي يُضيف نوعاً ما من النجاعة إلى العقاب الباطني، فيبدو لي أن المبدأ النفعي سبق له أن تفوق في ذلك عليه.
• وكما هو الأمر في إعتقادي الخاص، فإن المشاعر الأخلاقية ليست فطرية، بل هي مكتسبة بدون أن يمنع ذلك من إعتبارها طبيعية.
• إن الحياة الإجتماعية بين الأمثال لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تم إستيعاب ضرورة إعتبار كل المصالح الخاصة بالجميع مصالح متساوية.
• عندما يُصبِح الفكر البشري متطوراً، فإن التأثيرات ستكون في تزايد مطّرد، مما يدفع للتوليد لدى كل فرد شعوراً بالوئام مع الآخرين..
• إن المذهب النفعي هو المذهب الذي يعتبر السعادة مرغوب فيها. وأنها هي الشيء الوحيد المرغوب فيه كغاية، وأن كل الأشياء الأخرى لا نرغب فيها إلا بما هي وسيلة لهذه الغاية.
• وفقاً للنظرية النفعية لا تكون الفضيلة بصفة طبيعية ولا بصفة جزئية أصلية جزءاً من الغاية بل بإمكانها أن تصبح الغاية ذاتها. وبالنسبة لمن يحبونها بنزاهة فإنها أصبحت كذلك فهم يرغبون فيها ويحبونها كوسيلة للسعادة بل كجزء من سعاداتهم.
• العديد من الأشياء النزيهة، والتي يأتي بها البشر في الأصل من منطلق أي دافع كان فإنهم يستمرون في القيام بها بحكم العادة.
• إن الإرادة هي وليدة الرغبة ولا يمكنها الإفلات من سلطة الوالد إلا لتقع تحت سلطة العادة.
• إن ما يكون نتيجة العادة لا يمكن له أن يدعي أنه طيب في ذاته.
• يعتبر بصفة شاملة أنه من العدل أن يحصل كل شخص على ما يستحقه (سواء كان خيراً أو شراً) وأنه من الظلم أن يحصل على خير ما أو يتحمل شراً مادام لا يستحقه. هذا هو ،ربما ،أوضح وأبلغ شكل يمكن للتصور العام أن يدرك من خلاله مفهوم العدل.
• أن يكون لنا حق، هو فيما أعتقد، لأن نملك شيئاً ما يجب على المجتمع أن يدافع عن امتلاكنا له إلى حد ما، بحيث يسأل عن سبب هذا الوجوب فإني لا أستطيع ان أقدم له سبباً آخر غير المنفعة العامة.

----------------------------------------------------------------------
▬ إن المدرسة الأخلاقية الحدسية مثلها مثل ما يُسمى بالمدرسة الإستقرائية تصر على ضرورة القوانين العامة. فكلاهما يتفق على أن أخلاقية الفعل الفردي لا تختص بالإدراك المباشر، بل تخص تطبيق القانون على حالة فردية معينة. فكلاهما يميز إلى حد كبير أيضاً - نفس القوانين الأخلاقية، لكنهما يختلفان في الأدلة الخاصة بكل منهما والمصدر الذي تستمد القوانين منه سلطتها.صــ29

▬ إن كل ما يمكن تقديمه لجاهل يعتقد أن الذين يدافعون عن المنفعة كمقياس للخير والشر هو، استخدامهم للفظ في معنى ضيق وشائع، يجعل فيه المنفعة مقابلة للذة. إننا نقدم الإعتذار للمعارضين الفلسفيين للنفعية، وهو اعتذار يستحقونه على الأقل لما بدا من خلط مؤقت بين اللذة والمنفعة، وبما هو مزج ناجم عن سوء فهم خال من المعنى. والأغرب من ذلك، على خلاف التهمة المعاكسة، هو إتهامهم بإرجاع كل شيء إلى اللذة بأبشع صورها، إذ هي إحدى التهم العامة المرفوعة ضد النفعية. صــ35

▬ إن البشر يفقدون تطلعاتهم العالية لأنهم يفقدون اذواقهم الفكرية وذلك بسبب ضيق الوقت أو عدم توفر الفرص السانحة لهم بالتدليل عليها. فيدمنون على اللذات الحسية بسبب أنهم يفضلونها بعد المداولة، بل لأنها هي الوحيدة التي لديهم إمكانية الوصول إليها أو الوحيدة التي يُمكن الإستمتاع بها. صــ42

▬ في عالمٍ تسود فيه المصلحة بقدار هائل، وفي عالم زاخر بما يمكن التمتع به وفيه الكثير مما يمكن إصلاحه وتطويره، وفيه كل واحد يتمتع بكمية معتدلة من المتطلبات الأخلاقية والفكرية، هو عالم يمكن إعتبار الحياة فيه حياة يُحسد عليها. إلا إذا كان ذاك الشخص، ومن خلال قوانين سيئة أو خضوع لإرادة الآخرين قد فقد حرية إستخدام مصادر السعادة في متناول يده، فإنه لن ينزل إلى حد إعتبار هذه الحياة محسوداً عليها إذا ما تجنب الشرور الإيجابية للحياة، والمصادر الكبرى للشقاء المادي والمعنوي-كالفقر والمرض والقسوة والخصاصة، أو الفقدان المبكر لمواضيع يحبها. صــ48

▬ إن صدق الإعتقاد القائل بأن الله يرغب فوق كل إعتبار في سعادة مخلوقاته، هو ما كان غرضه من خلقها، فإن النفعية لن تكون فحسب نظرية دون إله، بل ستكون نظرية دينية في أعماقها وأكثر من أي نظرية أخرى. وإن قصد البعض أن النفعية لا تعترف بكون الإرادة الإلهية التي تم الوحي بها بما هي القانون الأعلى للأخلاق فإني أجيب، أن النفعي الذي يؤمن بالطيبة الكاملة والحكمة الإلهية هو يعتقد بالضرورة بأنه مهما كان قد تصوره الإله مناسباً للوحي به حول موضوع الأخلاق، يجب أن يناسب مقتضيات المنفعة في درجة أعلى. صــ58

▬ إن هذا النمط من تصورنا لأنفسنا، ولتصورنا للحياة الإنسانية يصبح أكثر فأكثر طبيعياً كلما تقدمت الحضارة. فكل خطوة في التطور السياسي تجعله طبيعياً أكثر، بفضل تغيير مصادر التقابل حول المنفعة، والمعادلة بين اللامساواة القائمة على إمتيازات شرعية، وبين الأفراد والطبقات، والإلتزام تجاه الفئات الواسعة من البشر التي لا تزال سعادتها مهملة. عندما يصبح الفكر البشري متطوراً، فإن التأثيرات ستكون في تزايد مطرد، مما يدفع للتوليد لدى كل فرد شعوراً بالوئام مع الآخرين، وهو شعور لو كان كاملاً لما جعله أبداً يفكر في أي وضع يكون لصالحه الخاص أو حتى يرغب فيه دون أن يأخذ فيه بعين الإعتبار مصلحة الآخرين. صــ74

▬ إن الدليل الوحيد الذي نكون قادرين على تقديمه حول كون موضوع ما هو مرئي هو أن الناس بالفعل يرونه، عن الدليل الوحيد على كون صوت ما هو مسموع هو أن الناس يسمعونه، وهكذا يكون الحال بالنسبة لكل المصادر الأخرى لتجربتنا. وفي إعتقادي وبنفس الطريقة فإن الدليل الوحيد الذي يمكننا تقديمه على أن شيئاً ما مرغوب فيه هو أن الناس يرغوب فيه بالفعل. فإن كانت الغاية التي تقدمها النظرية النفعية لنفسها غير معترف بها لا نظرياً ولا عملياً، بما هي غاية فلا شيء يقدر على إقناع أي إنسان على أنها كذلك. فلا يمكننا تقديم أي علة نبرز بها سبب جعل السعادة العامة موضوع رغبة. إلا بإستثناء (الحالة) التي يرغب فيها كل شخص في سعادته الخاصة، وذلك على مدى إعتقاده في إمكانية إداركها. صــ78

▬ أولئك الذين يرغبون في الفضيلة لذاتها فحسب هم يرغبون فيها أيضاً لأن الوعي بها هو لذة، أو لأن الوعي بعدمها هو ألم أو للسببين مجتمعين معاً، فمثلما هو الحال بالنسبة للحقيقة فإن اللذة والألم نادراً ما يوجدا منفصلين، بل هما دائماً موجودين معاً، فنفس الشخص يشعر باللذة بحسب درجة الفضيلة التي تحققت، ويشعر بالألم بسبب عدم إداركها بدرجة أرفع، فإن لم توفر له إحداهما أية لذة، والأخرى أي ألم فإنه لن يحب الفضيلة، ولن يرغب فيها، أو أنه ربما لا يرغب فيها إلا بحثاً عن منافع أخرى بإمكانها أن توفرها له، أو توفرها للذين يكونون تحت رعايته. صــ82

▬ فلنأخذ بعين الإعتبار الشخص الذي ليس له إرادة ثابتة لفعل الخير، بل ذاك الذي تكون إرادته لفعل الخير مازالت ضعيفة ومازالت تحت وطأة الإغراء، والتي لا يمكننا الإعتماد عليها. فبأي الوسائل يمكننا تقويتها؟ كيف يمكن زرع إرادة فاضلة عندما تفتقر لقوة كافية فيها؟ وكيف يمكن إيقاظها؟ لا يكون ذلك إلا بجعل الشخص يرغب في الفضيلة بجعله يفكر فيها في صورة ممتعة، ويرى في غيابها صورة مؤلمة، يتم ذلك بالربط بين فعل الخير واللذة وفعل الشر والألم، أو بجعله يكتشف وينطبع وتستدرج ضمن تجربته الشخصية اللذة الموجودة في الواحدة أو الألم الموجود في الأخرى. وهذا ما يُسمى بتقوية الإرادة حتى تصبح فاضلة، وعندما يتحقق ذلك فإنه يأتي بالفعل دون تفكير لا في اللذة ولا في الألم. إن الإرادة هي وليدة الرغبة ولا يمكنها الإفلات من سلطة الوالد إلا لتقع تحت سلطة العادة. إن ما يكون نتيجة العادة لا يمكن له أن يدعي أنه طيب في ذاته، فلن يكون هناك أي داعٍ لنتمنى أن يصبح هدف الفضيلة مستقلاً عن اللذة والألم، عندما لم تكن الترابطات الممتعة أو المؤلمة والدافعة للفضيلة مؤيدة من طرف العادة. فإننا لا نقدر على التعويل الكافي على هذا التأثير ليكسب الفعل ثباتاً لا يزعزعه أي شيء منيع. صــ85 : 86


▬ يبقى العدل هو الإسم المناسب لنوع من المنافع الإجتماعية التي هي أشد وأوسع أهمية وبالتالي أشد إطلاقاً، وأشد إلزاماً من أي منافع أخرى بما هي قسم منها (وإن ليس بالقدر الذي يمكن للأخرى أن تكون عليه في الحالات الخاصة). وهي إذا التي يجب أن تكون طبيعية بالقدر الذي تكون فيه محمية من طرف شعور لا يكون مختلفاً عن الشعور الأكثر إعتدالاً الذي يرتبط بالفكرة المجردة لتنمية ما يلذ للبشر وما يناسبهم بفضل الطبيعة القطعية لأوامره وبفضل كذلك الطابع الأشد حدة لعقابه. صــ120

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

إستعباد النساء (جون ستيوارت مِل)



نقاط ذكرها "مِل" :-
----------------------------------------------------------
• إن القاريء يتوقع مني أن أدحض جميع الحجج التي تؤيد الإثبات، غير أن المشكلة هي أن قضية الوضع السيء للمرأة تدعمها العادات والتقاليد التي يقدسها الناس، كما تدعمها المشاعر القوية.
• تصبح الصعوبة بالغة عندما يحاول المرء التأثير على الناس وإقناعهم عن طريق "عقولهم" ضد مشاعرهم وميولهم العملية، لاسيما إذا كان إيمانهم بالعادات والتقاليد والشعور العام أكثر مما ينبغي إلى درجة قد تبلغ حد التقديس.
• لا ينبغي النظر إلى قضية المراة على أن الحُكم قد صدر فيها مقدماً عن طريق الواقع القائم والرأي العام السائد، بل لابد من فتحها للنقاش على أساس انها مسالة عدالة..
• لقد كانت هناك في الماضي أخلاق الخضوع، ثم جاءت بعدها أخلاق الفروسية والكرم، وقد آن الأوان أن تتحقق أخلاق العدالة كلما تقدم المجتمع نحو المساواة..
• لقد كانت النساء في المجتمعات البدائية يؤخذن بالقوة، أو يبيعهن أباؤهن لزوج ما.
• إن تحريم العمل على النساء لا يقتصر ضرره عليهن فحسب، بل يلحق أيضاً بمن يستفيد من خدماتهن..
• لا شك أن هُناك فروقاً عقلية بين الرجال والنساء، لكنها ليست سوى الأثر الطبيعي للإختلافات في التربية والظروف، ولا تدل على أي إختلاف جذري خلقته الطبيعة. وبالتالي فليس ثمة أي إنحطاط في قدرات المرأة عن الرجل.
• إنه لمن أعجب العجب أن تكون الأشياء التي تحرمها القوانين القائمة على النساء هي الأشياء التي أثبتن أنهن يستطعن القيام بها وبمهارة.
• على الرغم من أن النساء لا يتذمرن من سطلة الأزواج، فإن كل واحدة منهن تشكو من زوجها عموماً، أو من ازواج صديقاتها، والشيء نفسه يحدث في جميع حالات العبودية.
• من مميزات تحرير المرأة:-أن تقوم العلاقات البشرية على العدل لا الظلم..-مضاعفات الملكات العقلية المتاحة لخدمة البشر..-توجيه تأثير النساء في الغالبية العظمى من مشاعر البشر ومعتقداتهم..الخ.
• إن العلاقة بين الزوج وزوجته هي نفسها العلاقة بين السيد الإقطاعي وتابعه، بإستثناء أن الزوجة مطلوب منها طاعة غير محدودة أكثر مما كان مطلوباً من التابع.
• الرجل الذي يتزوج من إمرأة أقل منه ذكاءً يجدها بإستمرار عبئاً ثقيلاً..
• إن المتفوق في الذكاء لا يستطيع أن يحصن نفسه ضد العواقب عندما يغلق على نفسه الأبواب مع شخص أدنى منه، ويختار هذا الشخص الأدنى شريكاً له.
• الحرية هي أثمن وأقوى حاجات الطبيعة البشرية بعد الضرورات الأولية من غذاء وكساء.
• إن من يدرك قيمة الإستقلال الشخصي، حق قدرة ، بوصفه عنصراً من عناصر السعادة، ينبغي عليه أن يفكر في القيمة التي يضفيها هو نفسه على هذا الإستقلال كعامل من عوامل سعادته هو.
• لقد تعلمت النساء كبتها، حتى ولو كانت تسير في إتجاهها الطبيعي الصحيح، لكن يظل المبدأ الداخلي في صورة خارجية مختلفة.

أولاً :فقرات المترجم والمعلق على الكتاب (إما عبد الفتاح إمام)
----------------------------------------------------------
• الرجال الذين يعملون على ترك النساء في حالة من التبعية، يمنعون أنفسهم من الإستفادة من نصف مواهب العالم، وهم بذلك يفشلون في إقامة حياة زوجية سعيدة.
• لقد رفض "فرويد" كتاب "مِل" وسخط عليه، وراح يؤكد لخطيبته أن يريد أن يجنبها قسوة العالم وما فيه من شرور، وأنه لهذا السبب يرفض مقترحات "مِل" العقلانية التي تدعو إلى المساواة بين الجنسين، ويسخر منها بوصفها آراء رجل ساذج بل أبله!.
• كانت أوضاع النساء سيئة للغاية في إنجلترا ابان القرن التاسع عشر، حتى الفترة التي عاشها "مِل" حيث عمل هذا الفيلسوف بشتى الوسائل على تحريرها من هذا السجن على نحو ما تقدم ذكره..
----------------------------------------------------------
▬ يعتقد "مِل" أن الوضع الحالي للمرأة قد نشأ منذ البدايات الأولى للمجتمع البشري، ففي فجر التاريخ وجدت المرأة نفسها في حالة عبودية لرجل ما، ربما بسبب ضعف قواها البدنية، ثم بدأت القوانين والنظم السياسية، كما هي الحال دائماً، بالإعتراف بالوضع القائم، والعادات والعلاقات الموجودة بالفعل، ثم أحالت هذه الوقائع إلى قوانين! لأن القوانين ليست سوى تلخيص للأوضاع، والإعتراف بالعلاقات، التي تكون موجودة فعلاً بين الأقوياء، وهي بذلك تحيل الوقائع المادية إلى حق قانوني، وتضفي عليها مشروعية بإقرارها بواسطة المجتمع!. صــ12

▬ يعتقد "مِل" أن الخاصية الأساسية التي تميزت بها المجتمعات الحديثة هي القول بأن الموجودات البشرية لم تعد تولد في أوضاع محددة سلفاً، وإنما تولد حرة في إستخدام ملكاتها وما يُتاح لها من فرص في تحقيق المصير الذي ترجوه، وذلك عكس ما كانت تأخذ به المجتمعات القديمة التي ذهبت إلى أن الفرد يولد في مركز إجتماعي محدد وثابت فكما أن بعض الناس يولد أبيض وبعضهم الآخر يولد أسود، فإن البعض يولد عبيداً والبعض الآخر يولد من نبلاء الإقطاع أو من الدهماء. وحتى بين طبقات الصناع لم يكن في وسع أحد أن يشتغل بالمهنة سوى من يولد عضواً فيها. أما الآن فقد زال هذا التصور، وأصبح يترك للفرد حرية الإختيار، بلا قيد، للعمل الذي يريده، ولقد جاء ذلك ثمرة ألف عام من التجربة!. صــ14

▬ وهكذا يعلن "مٍل" أن التراث الذي يحكم العلاقة بين الرجل والمراة تراث متخلف عفا عليه الزمان منذ أصبحت القوة البدنية لا توضع في الحسبان. ويسخر من الذين يدافعون عن القوة البدنية عند الرجال ويعتبرونها "ميزة" وتفوقاً يتمتع به الرجال دون النساء، ويتساءل" في تهكم " اتراهم حقاً على استعداد للدفاع عن القوة البدنية عند "الفيل" ويعتبرونها، بنفس المنطق، "ميزة" وعلامة تفوق تتمتع بها "الفيلة" دون الموجودات البشرية؟! أنه لمن الخُلف اللامعقول أن نُبقي على هذه الخرافات القديمة أو أن نتمسك بها. صــ16

▬ يعتقد "مِل" أن أنصار حرمان المرأة من حقوقها والإبقاء على إستعبادها يلجاون في بعض الأحيان إلى الدين الذي يفرض، في رأيهم، واجب الطاعة على الزوجة. ومن ثم كان خضوع الزوجة وطاعتها له "حكماً من أحكام الدين"، معتمدين في ذلك على أقوال القديس بولس:"أيتها النساء اخضعن لرجالكم كما للرب، لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح هو رأس الكنيسة..". صــ20

ثانياً : فقرات صاحب الكتاب (مِل)
----------------------------------------------------------
▬ إن قانون الطبيعة في مجال السياسة يكشف لنا أن أولئك الذين يعيشون تحت سلطة لها جذور قديمة، لا يبدأون ابداً بالشكوى من السلطة نفسها، وإنما يتذمرون فقط من ممارسة السلطة بطريقة قمعية اضطهادية. وتلك هي الحال مع عدد كبير من النساء اللائي يشكون من سوء معاملة أزواجهن، وكان عددهن سيتضاعف بما لا نهاية له، لولا أن الشكوى ستكون مبرراً أعظم لسوء المعاملة وزيادتها. وهذا هو السبب في إحباط جميع المحاولات الرامية للإبقاء على السلطة ودعمها مع حماية النساء من سوء استخدامها ضدهن. وليس ثمة حالة أخرى (فيما عدا حالة الطفل) يوضع فيها الشخص الذي برهن قانونياً على أنه عانى من الأذى، تحت السلطة البندية للشخص الآثم الذي ثبت أنه أذاه. وهكذا نجد أن الزوجات حتى في أقصى حالات الإيذاء البدني الشديد، ومهما طالت مدته، لا يجرؤون مطلقاً على اللجوء أو الإستعانة بالقوانين التي وُضِعت لحمايتهن، وان فعلت احداهن ذلك في لحظة غضب لا يقاوم أو تحت تأثير الجيران أو تدخلهم، فإن جهودها، بعد ذلك، تنصب على إلتماس العفو عن المذنب، وتخفيف ما يستحقه الطاغية من عقاب، وعدم البوح بشيء مما يحدث بينهما، إلا بالنذر اليسير وبأقل قدر ممكن. صــ53

▬ لو أن الرجال وُجِدوا في مجتمع ما بغير نساء، أو كان هناك مجتمع بلا رجال، أو مجتمع من الرجال والنساء، لم تكن النساء فيه خاضعات لسيطرة الرجال - فربما كان قد عرفنا شيئاً مؤكداً عن الإختلافات العقلية والمعنوية التي قد تكون متأصلة في طبيعة كل جنس منهما. ومن هنا فإن ما يُسمى الآن "طبيعة النساء" هو شيء مُصطنع، وهو ثمرة الكبت في بعض الإتجاهات، وإثارة غير طبيعة في إتجاهات أخرى. صــ61

▬ إن فهم الرجل لإمرأة واحدة لا يُعني بالضرورة أنه فهم غيرها. وحتى لو إنه استطاع دراسة عدد من النساء من طبقة واحدة أو من بلد واحد، فإن ذلك لا يُعني أنه فهم نساء الطبقات الأخرى، والبلدان الأخرى. وحتى لو افترضنا، جدلاً، أنه فعل ذلك فإن ما درسه، مع هذا، يشكل نساء فترة واحدة من فترات التاريخ. وهكذا نستطيع أن نؤكد، في إطمئنان وثقة، أن المعرفة التي يستطيع الرجال تحصيلها عن النساء - حتى فيما يتصل بالماضي والحاضر ودون أن نتعرض لما يكون عليه الحال في المستقبل، هي معرفة سطحية وناقصة تماماً، وأنها ستكون على هذا النحو بإستمرار إلى أن تقول النساء ما لديهن وما ينبغي عليهن قوله. صــ66

▬ ونحن نفترض أن الرأي العام للرجال هو أن الرسالة الطبيعية للمرأة هي أن تكون زوجة وأم. وأنا أقول:"نحن نفترض" لأن المرء يستطيع إذا حكمنا من الأفعال، وبالتكوين الحالي للمجتمع بأسره، أن يستنتج أن رأي النساء على النقيض المباشر لذلك تماماً. ويمكن أن نفترض أنهن يعتقدن أن الرسالة الطبيعية المزعومة للنساء هي أكثر شيء تنفر منه طبيعتهن. بمعنى أنه لو تُركت لهن الحرية لأيه وظيفة أخرى، وإذا وجِدت أية وسيلة للعيش أو أية رغبة تتناسب قدراتهن ووقتهن، فلن تكون هناك أعداد متبقية منهن يقبلن الوضع الذي يُقال عنه إنه رسالتهن الطبيعية. وإذا كان ذلك هو رأي الرجال فمن الأفضل إعلانه. صــ68

▬ عندما نتأمل العدد الهائل من الرجال، في أي بلد عظيم، الذين لا يرتفعون إلا بقدر ضئيل عن مستوى المتوحشين والهمج، وكيف أن ذلك لا يمنعهم من الحصول على ضحية، عن طريق قانون الزواج، فسوف يظهر لنا بوضوح مدى عمق وإتساع الشقاء البشري الذي ينجم عن سوء استعمال نظام الزواج. ومع ذلك فإن هذه هي فقط الحالات المتطرفة، وهي تمثل أدني هاوية، ولكن هناك درجات ودرجات من الإنحطاط قبل أن نبلغ قاع هذه الهاوية. فحالة الوحش المطلق - سواء في الطغيان السياسي أو الطغيان المنزلي - توضح هذا النظام، بصفة أساسية، بأن تبين أنه لا تكاد تكون هناك فظائع مرعبة لا يمكن أن تحدث في ظله لو شاء هذا المستبد. صــ81

▬ وليس صحيحاً أنه في كل إرتباط إداري بين شخصين لابد أن يكون أحدهما سيداً مطلقاً، ويقل عن ذلك صحة أن نقول أن القانون لابد أن يحدد أيهما يكون السيد. لأن أكثر حالات الإرتباط الإداري - فيما بعد الزواج - هي المشاركة في العمل: ولم يجد أحد أنه من الضروري إصدار قانون بأن يكون لواحد من الشركاء في كل شركة سيطرة مطلقة على جميع الأمور، وأن يلتزم الآخرون بطاعه أوامره، فليس هناك من يوافق على الدخول في شركة لا يتحمل فيها أية مسئولية رئيسية، ولا تكون لهذا الشريك سلطات أو امتيازات سوى سلطات كاتب أو موظف عادي. صــ85

▬ إن القول بأن المسيحية تتجه نحو المحافظة على الصورة القائمة للحكم وللمجتمع، وحمايتها من التغير، يعني الإنحطاط بمستواها، وردها إلى مستوى الإسلام والبرهمية. مع أن المسيحية لم يقصد بها ذلك ولهذا السبب وحده كانت ديانة الجزء التقدمي من البشر، في حين كانت البرهمية والإسلام أديان الأجزاء الجامدة، أو بالأحرى الأجزاء المنهارة، لأنه لا توجد مجتمعات جامدة. لقد كانت هناك في جميع العصور المسيحية الكثير من الناس الذين حاولوا أن يجعلوا المسيحية على هذا القدر من الجمود، كما أرادوا تحويلنا إلى نوع من المسلمين المسيحيين، وتحويل الكتاب المقدس إلى قرآن، وبذلوا جهوداً مضنية لتحريم كل إصلاح، وكانت قوتهم عظيمة..". صــ95

▬ ..أما الآن فإن اكثر الناس كراهية للنساء لن يجرؤا على إنكار أنه عندما نضيف تجربة العهود الحديثة إلى تجربة العصور الماضية، فسوف نجد أن النساء، وليس مجرد عدد قليل منهن بل كثيرات، أثبتن قدرتهن على القيام بكل شيء يقوم به الرجال، وربما بغير إستثناء واحد، وهن يقمن به بنجاح وبطريقة مشرفة. صــ102

▬ من الصعب أن تجد ما هو أثمن في قيمته عند رجل الفكر النظري من التأملات. وهو لا يشغل نفسه في تجميع المعلومات عن طريق الملاحظة، بل تراه يقوم بتكوين هذه المعلومات بسلسلة من الأفكار ينظمها في حقائق شاملة للعلم وقوانين السلوك. وليس هناك ما هو أثمن عنده من أن يقوم بهذه التأملات في صحبة إمرأة حقيقية تحت مراجعتها. فليس ثمة ما يمكن مقارنته بهذه العملية في المحافظة على أفكاره داخل نطاق الأشياء الحقيقة ووقائع الطبيعة الفعلية. أما المرأة فهي نادراً ما تجري وراء التجريدات، لأن الإتجاه المعتاد لذهنها هو أن تتعامل مع هذه الأشياء فُرادى وليس في مجموعات [...] وهكذا نجد أن أفكار النساء تفيد في إضفاء طابع الواقعية على الرجال. كما أن أفكار الرجال تفيد في إضفاء طابع الإتساع والشمول على تفكير النساء. أما فيما يتعلق بالعمق، كشيء متميز عن الإتساع، فإني أشك حتى في الوقت الحاضر في أن النساء ينقصهن شيء، إذا ما قورنَّ بالرجال فيه. صــ113

▬ لكن إفرض أن من الصواب أن نقول أن عقول النساء بطبيعتها أكثر مرونة من عقول الرجال، وأقل قدرة على المثابرة لفترة طويلة في جهد واحد مستمر، وأكثر ملاءمة لتقسيم قدراتهن بين أمور عدة من السير في طريق واحد إلى أن يبلغن أعلى نقطة يمكن بلوغها في هذا الطريق: ان هذا الفرق قد يصلح تطبيقه على النساء على نحو ما هن عليه الأن (وإن كانت هناك إستثناءات عديدة وعظيمة لهذا الغرض)، كما أنه قد يُفسر لنا السبب في بقائهن متخلفات عن اسمى ما وصل إليه الرجال في الأمور التي يبدو أن المطلوب فيها، أكثر من غيرها، هو استغراق الذهن بأسره في مجموعة واحدة من الأفكار والإهتمامات.  صــ119

▬ إن تنازلات المتميزين لغير المتميزين نادراً ما تحقق بدافع أفضل من قدرة غير المتميزين على إنتزاعها، حتى أنه يحتمل أن اية حجة ضد امتياز الجنس، لا تهتم بها الغالبية العظمى من الناس، إلا إهتماماً بالغ الضآلة. مادام في قدرتهم أن يقولوا لأنفسهم أن النساء لا يشتكين من ذلك. ولا شك أن هذه الواقعة تمكن الرجال من الإحتفاظ بإمتيازهم غير العادل فترة أطول. وإن كانت لا تجعل هذا الإمتياز اقل ظلماً، ويمكن أن يقال الشيء نفسه بالضبط عن النساء في "حريم"، الرجل الشرقي: فهن لا يتذمرن من عدم السماح لهن بحرية المرأة الأوربية. بل يعتقدون أن نساءنا جريئات بطريقة لا تُطاق وعلى نحو يخلو من الأنوثة. ومن النادر جداً أيضاً أن يتذمر الرجال من النظام للمجتمع، ذلك لأنهم لم يعرفوا بوجود أي نظام آخر في أي مكان في العالم. صــ139

▬ إن قانون العبودية في الزواج يعبر عن تناقض صارخ مع جميع مباديء العلم الحديث، ولكل تجربة مرت بها هذه المباديء ببطء وألم، إنها الحالة الوحيدة الآن، بعد إلغاء رق الزنوج ، التي يوضع فيه موجود بشري بكامل قواه العقلية إلا لخير الشخص الخاضع ولمصلحته. فالزواج هو بالفعل حالة العبودية الوحيدة التي يعرفها القانون الإنجليزي. فلم يعد هناك، من الناحية القانونية ، عبيد سوى كل ربة منزل. صــ144


▬ لقد تعلمت النساء كبتها، حتى ولو كانت تسير في إتجاهها الطبيعي الصحيح، لكن يظل المبدأ في صورة خارجية مختلفة، كالذهن الإيجابي النشط. إذا ما فَقَد الحرية، فإنه يسعى وراء القوة والسلطة: فهو لما كان قد مُنِع من أن يحكم نفسه، فإنه سوف يثبت شخصيته ويؤكد ذاته بمحاولة السيطرة على الآخرين. فأنت عندما ترفض السماح للموجودات البشرية أن يكون لها وجود مستقل قائم بذاته، بل أن يكون وجودها بإستمرار معتمداً على غيرها، فإنك بذلك تفتح الباب لإستغلال الآخرين وإستخدامهم في اغراضك. وعندما يكون الأمل في الحرية بعيداً ولا يكون قريباً سوى السلطة، فإن القوة تصبح هي الهدف للرغبة البشرية. إن أولئك الذين لا يتركهم الآخرون يديرون شئونهم بأنفسهم بلا مضايقات، سوف يعرضون أنفسهم، لو إستطاعوا، بالتدخل في شئون الغير. ومن هنا جاءت رغبة النساء العارمة نحو الجمال الشخصي والملابس، وحب الظهور والإستعراض وما يستتبع ذلك كله من شرور إجتماعية، وبذخ بالغ الضرر. والواقع أنه بين حب القوة وحب الحرية تطاحن خارجي مستمر، وكلما قل قدر الحرية، إندفعت القوة بإنفعال طاغٍ دون مبالاة لأي وازع. صــ165

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS