• يستطيع الإنسان أن يفكر بالفطرة على نحو منطقي دون إلمام بعلم
المنطق وأساليبه، فهو يفكر بفطرته مثلما يأكل ويشرب ويتحرك.
• إذا كان موضوع المنطق هو الفكر، فإن الفكر نفسه إنما هو في حاجة ماسة إلى
الألفاظ لكي يتم انتقاله بين الناس فضلاً عن استخدام الألفاظ على نحور سليم، إنما
يساعد بلاش شك على التفكير بطريقة أكثر دقة ووضوحاً.
• إن الحجج الاستقرائية تحتمل درجات من القوة تعتمد على مقدار التأييد الذي
تمنحه المقدمات للنتيجة.
• من الخطأ أن نطلق على استدلال ما إنه مغالط لا لسبب إلا كونه يشتمل على
مقدمة كاذبة أو أكثر. لأن مشكلة الخطأ التي تهم المنطق إنما هي صورية Formal problem.
• القياس هو قول مؤلف من قضيتين يلزم عنهما قضية ثالثة. وتسمى القضيتان
اللتان توجدان في البداية بالمقدمتين بينما تسمى القضية اللازمة عنهما بالنتيجة.
• على حين ترتبط المغالطة بالتضليل والخداع، فإن الأغلوطة تخلو تماما من
هذا الغرض، حيث يقع المرء فيه عن غير قصد، ودون توجه واع إلى تضليل غيره.
• على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه المنطق المتعدد القيم على صعيد
التطبيقات العلمية المختلفة، إلا أنه لم يسلم من الانتقادات العنيفة، نتيجة لوجود
بعض الاعتبارات غير المبررة، مما أوقعه في كثير من الأحيان، في قفزات استدلالية
غير مأمونة من وجهة نظر الكثيرين.
===============================
▬ لقد جرت العادة على تعريف المنطق بأنه علم التفكير الصحيح أيا كان
الموضوع الذي يتم حوله التفكير فهو العلم الذي يضع لنا القوانين التي تجنب الإنسان
الوقوع في الخطأ بما يضعه من قوانين عامة ليتبعها العقل الإنساني في تفكيره،
وبالتالي فما كان من التفكير موافقا لهذه القوانين كان صحيحا، وما كان مخالفا لها
كان فاسدا، ولهذا يعرف المنطق أحيانا بأنه علم قوانين الفكر. ومع أن هذا التعريف
يقدم لنا مفتاحا لطبيعية المنطق إلا أنه غير ملائم للبعض، لأن الفكر - وهو موضوع
المنطق إنما هو عملية نفسية من بين العمليات التي يهتم بدراستها علم النفس، بينما
المنطق ليس فرعاً من فروع علم النفس، إنما هو مجال دراسة مستقل ومميز. ولهذا فإنه
إذا كان الفكر يشير إلى آية عملية مما يحدث في عقول الناس، فإنه ليس كل تفكير يعد
موضوعا لدراسة المنطق. نظراً لأن المنطق يهتم بنوع خاص من التفكير وهو التفكير
الاستدلالي، والذي تكون فيه النتائج مستمدة من المقدمات، بينما ليس كل تفكير يعد
استدلالاً. إذ ربما يكون التفكير مجرد تخمين أو تخيل أو تذكر دون أن يكون
استدلاليا، ولهذا كان التعريف الشائع للمنطق هو أنه علم الاستدلال. صــ 16 ، 17
▬ على الرغم من معرفة أرسطو بقانون ثنائية التكافؤ، والذي ينص على أن
القضية إما أن تكون صادقة أو كاذبة، إلا أنه لم يقبل صحة هذا المبدأ بالنسبة
للقضايا المتعلقة بالأحداث المستقبلية الممكنة. ولهذا يرى أن أي قول يتعلق بحادثة
مستقبلية يثبت أن ينكر ما سوف يقع ليس بصادق ولا بكاذب [...] إلا أنه على الرغم من
أن الحجج التي أوردها أرسطو فيما يتعلق بمناقشته للمستقبلات الممكنة لم تتضح عبارتها
تمام الوضوح، ولم تبلغ تمام تكوينها في الفكر، إلا أنها تحتوي على فكرة هامة وعلى
قدر كبير من الخصوبة حيث إنها تمدنا بالباعث لأحد البحوث الرائدة للمنطق المتعدد
القيم [...] إلا أن لوكاشيفتش يرى أنه من غير الملائم تسمية المنطق المتعدد القيم
بالمنطق اللا-أرسطي نظراً لتشكك أرسطو نفسه في صحة مبدأ الثالث المرفوع في ميدان
المستقبلات الممكنة، ولهذا فضل لوكاشيفتش تسميته بالمنطق اللاكريسبي على أساس أن
كريسبوس كان أول من أعلن صراحة أن كل القضايا إما أن تكون صادقة أو كاذبة [...]
ومعنى هذا أن المنطق الثنائي أو المتعدد
القيم لا يكمن في هذه النظرية أو تلك، بل يكمن أساساً فيما بعد المنطق، حيث يتحدد
شكل خاص عن طريق قبول أو رفض مبدأ ثنائية التكافؤ. بمعنى أن كل من يقبل صحة مبدأ
ثنائية التكافؤ، كما فعل كريسيبوس، سيقبل بالمنطق الثنائي، بينما كل من يرفض
بالمثل ولو بصورة جزئية هذا المبدأ، كما فعل أرسطو، فإنه سيفتح الباب بذلك للمنطق
المتعدد القيم. صــ 129 - 131
▬ على الرغم من كل ما يقال من أن التهديد الكبير لقانون الثالث المرفوع في
الأزمنة الحديثة إنما جاء نتيجة لتطور المنطق المتعدد القيم وبشكل خاص من نسق
لوكاشيفتش الثلاثي القيم، إلا أن تشارلز بيلز لا يوافق على هذا حيث أثبت أن وجود
المنطق المتعدد القيم ليس له علاقة إلى حد بعيد بمبدأ الثالث المرفوع على أساس أن
هذه الأنساق إنما هي في الحقيقة مخططات غير مفسرة، ولا تدعي التوافق مع المعاني
المعروفة لكلمة صادق وكاذب، بل والأكثر من هذا أن نسق لوكاشيفتش، فيما يبدو، لم
يُخترع في الأصل كمخطط غير مفسر فحسب، بل إنه نشأ ضد النقاش الموجود في كتاب
العبارة فيما يتعلق بتطبيق المبدأ على المستقبلات الممكنة. صــ 135
0 التعليقات:
إرسال تعليق