قد ورد هو في هذه المحاضرة (إضغط هنا) بعضاً مما جاء في
كتابه هذا، ولذلك فلن أكرره هنا..
• تصنيع الإجماع؟ بمعنى جعل الرأي العام يوافق على أمور لا يرغبها بالأساس
عن طريق استخدام وسائل دعائية.
• الطفل ذا الثلاثة اعوام لن يعرف كيف يتعامل مع تلك الحرية، وبذات المنطق
يمكن القول بأنه لا يجب السماح للقطيع الحائر بأن يكونوا مشاركين في الفعل.
• المنطق هو مهارة ضيقة النطاق يتمتع بها عدد قليل من الناس؛ذلك أن غالبية
الناس منساقون وراء عواطفهم. (رينهولد نايبهور)
• الدعاية العامة في النظام الديمقراطي هي بمثابة الهراوات في الدولة
الشمولية.
• تُعد الولايات المتحدة رائدة صناعة العلاقات العامة؛ ذلك أنها التزمت
مبدأ السيطرة على العقل العام.
▬ المفهوم الأول للديمقراطية يعتبر أن المجتمع الديمقراطي هو المجتمع هو
المجتمع الذي يملك فيه العامة (الجمهور) الوسائل اللازمة للمشاركة الفعالة في
إدارة شئونهم، وأن تكون وسائل الإعلام منفتحة وحرة. إذا بحثت عن المعنى اللغوي
لكلمة الديمقراطية في القاموس، فستجد ذات التعريف. أما المفهوم الآخر للديمقراطية،
فهو أن يُمنع العامة من إدارة شئونهم وكذا من إدارة وسائل الإعلام التي يجب أن تظل
تحت السيطرة المتشددة. وقد يبدو هذا مفهوماً مستهجناً أو شاذاً للديمقراطية، ولكن
من المهم بمكان فهم أن ذلك هو المفهوم الحاكم، وفي واقع الأمر هو ليس فقط المفهوم
المعمول به فعلياً لفترات طويلة ولكنه أيضاً له أساس من الناحية النظرية. صــ7
▬ وجهة النظر تلك ليست بجديدة، فهي تعود لمئات السنين، وهي كذلك وجهة نظر
لينينية بحتة. وفي حقيقة الأمر هي مطابقة لمبدأ لينين القائل بأن طلائع المفكرين
الثوريين لابد وأن تستولي على السلطة عن طريق توظيف ثورات شعبية كإحدى الوسائل
التي من شأنها أن تدفع بهم إلى سدة الحكم، ثم دفع الجماهير الغبية الدهماء بإتجاه
مستقبل غير قادرين أو مؤهلين لفهمه، أو وضع تصور له؛ لشدة غبائهم وعدم أهليتهم
لفعل ذلك. صــ9
▬ هناك "وظيفتان" في النظم الديمقراطية: الوظيفة الأولى منوط بها
الطبقة المتخصصة، الرجال المسئولون يقومون بالتفكير وفهم التخطيط للمصالح العامة،
ثم هناك أيضاً القطيع الضال! بيد أنه وفق ذلك التحليل، فإن هذا القطيع أيضاً يتمتع
بوظيفة ما في النظام الديمقراطي، تلك الوظيفة-حسب تصور ليبمان-تتمثل في كونهم
مشاهدين وليسوا مشاركين في الفعل. هناك وظيفة أخرى لتلك المشاهدة من قبل القطيع؛
نظراً لأنه نظام ديمقراطي في التحليل النهائي، فمن وقت لآخر يسمح لهذا القطيع
بتأييد أحد أفراد الطبقة المتخصصة، بمعنى آخر يسمح لهم بالقول "نحن نريدك
قائداً لنا" ذلك لأنها ديمقراطية وليست نظاماً شمولياً، وهذا ما يطلق عليه
"الإنتخابات" ، ولكن بعد أن يلقوا بثقلهم خلف عضو آخر، من الطبقة المتخصصة،
ومن المفترض أن يعودوا أدراجهم على الفور ويصبحوا مشاهدين لا مشاركين لأفعال. هذا
ما يجب أن يحدث في نظام ديمقراطي سليم! صــ10
▬ هذا الأسلوب الفعال للغاية، وهو مستمر حتى اللحظة ويتم التحضير له
بعناية، فالعاملون في مجال العلاقات العامة ليسوا هناك للترفيه. هم يقومون بعمل
جاد، ذلك أنهم يحاولون تلقين القيم الصحيحة-وفق رؤيتهم هم. بل في واقع الأمر لديهم
تصور عما يجب أن تكون عليه الديمقراطية، حيث يجب أن تكون نظاماً يسمح فيه للطبقة
المتخصصة بالتدرب للعمل في خدمة السادة-أي أولئك الذين يملكون المجتمع-أما بقية
المجتمع فيجب حرمانه من أي صورة من صور التنظيم؛ لأن التنظيم يثير المشاكل، حيث
يجب أن يجلسوا بمفردهم أمام شاشات التليفزيون وأن يلقنوا رسالة مفادها أن القيمة
الأساسية في الحياة هي أن يتوافر لديك أكبر كمية من السلع، أو أن تعيش مثل الطبقة
الغنية المتوسطة التي تشاهدها، وأن تتبنى قيماً لطيفة مثل التناغم والهوية
الأمريكية، هذا كل ما هنالك في الحياة. قد تسول لك نفسك بأنه ربما هناك أشياء أخرى
في الحياة، ولكنك تقول حينئذ إنه ربما اصابك الجنون للتفكير بذلك؛ لأن هذا هو كل
شيء يحدث هناك، وبما أنه غير مسموح بالتنظيم، وهو أمر غاية في الأهمية؛ إذ ليس
بإستطاعتك معرفة ما إذا كنت بالفعل مجنوناً أم أنك تفترض ذلك؛ لأن الإفتراض يبدو
طبيعياً. إذن هذا هو الأنموذج، وتبذل جهود هائلة في سبيل تحقيق هذا الأنموذج. من
الواضح أن ثمة تصوراً ما وراء هذا، وتصور الديمقراطية هو الذي أشرت إليه، فالقطيع
الضال يعد مشكلة وعلينا منعه من الزئير ووقع الأقدام، عليهم أن ينشغلوا بمشاهدة
أفلام العنف والجنس، أو المسلسلات القصيرة، أو مباريات الكرة....وبين الفينة
والأخرى تستدعيهم ليرددوا شعارات لا معنى لها مثل "ساندوا قواتنا"،
وعليك أن تجعلهم خائفين طول الوقت؛ لأنه إذا لم تتم إخافتهم من كل أنواع الشياطين
التي ستقضي عليهم من الداخل والخارج، فربما يبدءون بالتفكير، وهو أمر جد خطير؛
لأنهم ليسوا مؤهلين للتفكير؛ ولذا من المهم تشتيتهم وتهميشهم. هذا هو تصور
الديمقراطية. صــ15 : 16
▬ وإذا قرأت البرامج المحلية للإدارات التي توالت على الحكم خلال العقد
الماضي-ومتضمن في ذلك المعارض الديمقراطية-لا يوجد أي اقتراحات حقيقية بشأن ما يجب
عمله إزاء المشاكل الحادة، مثل الصحة والتعليم والبطالة والجريمة وارتفاع عدد
المجرمين والسجون والتدهور الحاصل في الضواحي السكنية. كلكم على علم بها وتعلمون
كذلك أنها تزداد سوءاً. وفي السنتين اللتين أتى فيهما جورج بوش الحكم، هناك ثلاثة
ملايين طفل هبطوا تحت خط الفقر، والدين يزداد، والمستويات التعليمية في حالة
متدهورة، والأجور عادت إلى المستوى الذي كانت عليه في أواخر الخمسينات المعظم
السكان، ولا أحد بوسعه أن يفعل شيئاً حيال هذا الأمر. وفي مثل هذه الظروف عليك أن
تشتت القطيع الضال؛ لأنهم لو لاحظوا هذا الأمر ربما لا يعجبهم بما أنهم هم الذين
يعانون، وربما أن مشاهدتهم لمباريات الدوري والمسلسلات القصيرة ليست بالأمر
الكافي، عندئذ لابد من إخافتهم من الأعداء، ففي الثلاثينيات أخافهم هتلر من اليهود
والغجر، فعليك أن تحطمهم لتدافع عن نفسك، ولدينا طرقنا الخاصة بنا أيضاً. صــ24
حينما أعلن أن احتلال جنوب أفريقيا لناميبيا 1969 احتلال غير شرعي، هل فرضت
الولايات المتحدة حصاراً على الدواء والغذاء؟ هل أعلنت الحرب؟ هل هاجمت كيب تاون؟
لا لم تفعل وإنما واصلت ما يسمى "بالديبلوماسية الهادئة" لقرابة عشرين
عاماً. لم يكن الأمر هادئاً طيلة العشرين، ففي سنوات إدارة كل من ريجان وبوش
وحدهما قُتل ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص بواسطة حكومة جنوب أفريقيا في الأقطار
المحيطة، ناهيك عما كان يحدث في جنوب أفريقيا وناميبيا، وبشكل ما لم يؤثر هذا
الأمر في أرواحنا الحساسة. فقد واصلنا الديبلوماسية الهادئة، وانتهى بنا الأمر أن
كافأنا المعتدين؛ حيث منحوا الميناء الأكبر في ناميبيا والعديد من المزايا التي
أخذت في اعتبار مخاوفهم الأمنية، فأين تلك المبادي التي نؤمن بها؟ صــ31
//أما النصف الثاني من الكتاب لم أضع شيئاً منه هنا،
لأنه كما ذكرت قد علق عليها في المحاضرة أعلاه..وهذا موضوع آخر له علاقة بالكتاب
(إضغط هنا).//
0 التعليقات:
إرسال تعليق