• إن العقلية العربية الآن مطالبة أكثر من أي وقت مضى للتفاعل مع أفكار
العصر والحوار مع الآخرين حتى يمكن مواجهة تحدياته التي يفرضها علينا يوماً بعد
آخر.
• كان أرسطو أول من شغل بتعريف الفلسفة وإعطائها معناها الإصطلاحي الدقيق
حيث عرفها بأنها: علم دراسة الوجود.
• لقد كان النشاط الفلسفي في كل عصر يتمثل في مهمتين رئيسيتين للفيلسوف هما
: التحليل أو النقد، وبعد التحليل يأتي التركيب.
• إن مهمة الفيلسوف - كما هي دائماً - ليست مجرد وصف الواقع وتفسيره، بل
إنه يسعى دوماً إلى تجاوز هذا الواقع سواء بالرجوع إلى ما ورائه والبحث عن العلل
البعيده لما فيه، أو بالنظر إلى المستقبل والبحث عما يمكن أن يكون فيه.
• إن نقطة بدء الفيلسوف هي دراسة الكل الماثل في جزئياته، بينما نقطة بدء
العالم دراسة الجزئيات للوصول إلى النتيجة الكلية.
• الإنسان ليس جسداً فقط، وإنما هو جسد وعقل ووجدان وإن كان العلم يشبع
مطالب الجسد ويركز عليها، فإن الفنون والآداب الراقية ترقي الوجدان وتهذب النفس.
• لا يوجد شيء إلا وللفلسفة فيه مدخل (الفارابي)
• إن الفضيلة علم والرذيلة جهل، وإن الفضيلة علم لا يُعلَم. (سقراط)
• حكومة الفلاسفة - عند افلاطون - هي الحكومة المثالية؛ لأنها حكومة يقودها
حكماء عرفوا مثال العدالة ومثال الدولة وتدربوا على الحياة السياسية العملية، ولا
هم لهم إلا إسعاد مواطنيهم في دولة يسودها النظام والعدالة.
• رغم إيمان أرسطو برأي السوفسطائيين نفسه القائل بأن الفضيلة مكتسبة أي
يتعلمها الإنسان وليست فطرية كما كان يعتقد سقراط وأفلاطون، إلا أن أرسطو وافق
الآخرين على أن الفضيلة ينبغي أن يكون لها ماهية ثابتة متفق عليها ولا يمكن أن
تكون نسبية تختلف من شخص إلى آخر.
• إن الإنسان في نظر أرسطو لا يمكن أن يسمى فاضلاً إلا إذا عرف معنى
الفضيلة وسلك وفقاً لما عرف.
• التأمل والتفكير - عند ارسطو - هما الوظيفة الأساسية للعقل الإنساني، ومن
هنا كان تفضيل أرسطو للفضيلة النظرية على الفضائل الأخلاقية.
• إن الشكوك هي الموصولة للحق، فمن لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر،
ومن لم يبصر بقي في العمى والضلال (أبو حامد الغزالي).
• إن النموذج الأمثل للمعرفة اليقينية عند ديكارت هو المعرفة الرياضياتية
فهو يعتبر ان العلم لا يكون يقينياً إلا إذا اتخذ صورة المعرفة الرياضياتية واكتسب
عن طريق منهجها.
================================================
▬ لا شك عندنا أن تنامي الوعي بأهمية الفلسفة ودراستها والقراءة فيها هو
المقدمة الضروية لهذا التفاعل مع العصر؛ لأن أولى خطوات الطريق نحو إمتلاك آليات
هذا التفاعل. هو التفكير العقلي الواعي بأهمية مقارعة الحجة بالحجة وقبول الرأي
والرأي الآخر والبعد بقدر الإمكان عن التصعب الأعمى لفكرة ما، وخاصة إذا كانت هذه
الفكرة قد تجاوزها الزمن، إنه التفكير القادر على قراءة المستقبل من خلال القراءة
الواعية للحاضر والإستفادة من العناصر الإيجابية في تراثنا العربي، إنه التفكير
الإيجابي البناء الذي بقدر ما يتفاعل مع الآخر ويدرك متطلبات العصر بقدر ما ينجح
في الحفاظ على الهوية الحضارية الخاصة ويغذيها بإستمرار بالعناصر التي تلزمها
المواصلة التقدم إلى الأمام وليس العودة إلى الوارء. صــ10
▬ [..] وعلى ذلك فإن الفلسفة بإعتبارها فن التساؤل ومحاولة الإنسان الوصول
إلى أقصى قدر من الحكمة في فهم هذا العالم وفهم نفسه وعلاقته بالعالم الطبيعي وما
وراءه قديمة قد الحضارات الشرقية الأولى، وإن كان المعينان الإصطلاحي والإشتقاقي
الكامل لها لم يعرفا إلا في العصر اليوناني وخاصة منذ ظهور الفلسفة الطبيعية على
يد طاليس في القرن السادس قبل الميلاد. صــ15
▬ إن الفلسفة والفيلسوف لم يكونا منفصلين يوماً عن الواقع المعاش؛
فالفيلسوف دائماً ابن عصره يعيش كافة قضايا مجتمعه الفكرية والسياسية والإجتماعية
والإقتصادية ويعبر عنها، وإذا كان ينتهي إلى تقديم رؤياه للواقع الذي يحيا فيه.
ومن ثم فإتهام الفيلسوف بأنه الرجل الخيالي الذي يعيش في برجه العاجي بعيداً عن الناس
وعن المجتمع إنما هو إتهام باطل، لأن الفيلسوف حتى وهو في حالة العزلة التي تساعده
على بلورة أفكاره إنما يكون شغله الشاغل هو كيف يصل إلى حلول لمشاكل مجتمعه. صــ23
▬ ربما تكون هذه المصطلحات الفنية التي درج الفلاسفة على صياغتها والتعبير
عن مذاهبهم الفلسفية من خلالها هو السبب الرئيسي في ذلك الحاجز الكبير الذي يفصل
بين معظم الفلاسفة وبين عامة الناس. والحقيقة التي لا شك فيها أنه بمجرد أن يتعرف
الإنسان العادي على معنى هذه المصطلحات التي يستخدمها الفيلسوف أو ذاك فإنه يتعجب
لوجوه الشبه الكثيرة التي قد تبدو بين فلسفة هذا الفيلسوف وبين ما يؤمن هو به في
حياته العادية. صــ26
▬ إن فروعاً جديدة للفلسفة تتسم بالنزعة التطبيقية قد ظهرت وتطورت لتواكب
هذه التطورات العلمية مثل: فلسفة العلوم وفلسفة التاريخ والحضارة، وفلسفة البيئة.
إن هذه الفروع الجديدة للفلسفة قد تبلورت ثم تدعمت وتطورت لتقدم الفهم الأشمل
والأدق لحياة الإنسان في عصر العلم، ولتكشف أمام العلماء وأمام عموم الناس على حد
سواء أن التقدم العلمي ينبغي ألا يكون على حساب تدمير البيئة الطبيعية الملائمة
لحياة الإنسان، كما ينبغي ألا يكون على حساب قيم إنسانية قد ترسخت وقادت حياة
الإنسان طوال تاريخه. صــ31
▬ إن كون الحقيقة الفلسفية نسبية أو حمالة أوجه لا يعيبها أو يقلل من
قيمتها لأن تلك الأوجه المتعددة للحقيقة الفلسفية ترجع أولاً إلى طبيعة الموضوعات
التي يتناولها الفلاسفة بالبحث والتأمل، وترجع ثانياً إلى إختلاف وجهات نظرهم ومذاهبهم
الفلسفية، وترجع ثالثاً - وهذا هو الأهم - إلى أن الإختلاف في الرأي حول أي موضوع
إنما هو من صميم الطبيعة البشرية. صــ34
▬ لقد إختار أفلاطون هذه الطريقة في الكتابة الفلسفية - طريقة المحاورة -
ليعلم دارس الفلسفة أنها الحوار الذي يستهدف الوصول إلى الحقيقة، فالفلسفة لديه
إنما هي حوار دائم بين الناس بغرض الوصول إلى الحقيقة في موضوع معين، وليس جدلاً
لمجرد الجدل كما كان الامر عند السوفسطائيين، ومن خلال هذه المحاورات قدم افلاطون
أول مذهب فلسفي متكامل في تاريخ الفلسفة، ونعني بالمذهب الفلسفي أن يكون لدى الفيلسوف
فكرة محورية جديدة يدور حولها كل فكره ويستخدمها في تحليل كافة القضايا التي يتعرض
لها ويقدم من خلالها الحلول التي يقدمها لكل هذه القضايا. صــ53
▬ [..] ولذلك فقد رسم أفلاطون معالم الدولة المثالية على أساس من تصوره
السابق للعدالة في النفس. فكما أن نفس الفرد لها ثلاث قوى تقوم بثلاث وظائف متحلية
بثلاث فضائل، فقد وجد أفلاطون من تحليله للمجتمع الإنساني ورؤيته للنظام الأفضل
فيه أن الدولة كذلك ينبغي أن تقوم على أساس ثلاث طبقات أساسية تقوم كل منها
بوظيفتها متحلية بفضيلتها؛ الطبقة الأولى، طبقة الحكام ووظيفتها الحكم وفضيلتها
الحكمة، والطبقة الثانية هي طبقة الجند ووظيفتها الدفاع عن الدولة ونظامها
وفضيلتها الشجاعة، أما الطبقة الثالثة فهي طبقة المنتجين ووظيفتها الإنتاج بمختلف
أنواعه الزراعي والرعوي والصناعي، وكذلك أصحاب الحرف والصنائع المختلفة، وفضيلة
أبناء هذه الطبقة هي العفة. صــ57
▬ لما جاء دور آرسطو حاول أن يستوعب كلا الرأيين في فلسفته، وأن يقيم
توازناً بين دور كل من الحواس والعقل في المعرفة الإنسانية، وأن يفسر العالم من
خلال المادة والمثال معاً، ولذلك فقد ابتدع في فلسفته إصطلاحين مهمين هما: الوجود
بالقوة والوجود بالفعل أو المادة والصورة، واستطاع من خلالهما أن يستوعب المذاهب
السابقة وأن يتجاوزها جميعاً. صــ66
▬ استطاع أرسطو أن يؤكد حقيقة غابت عن الفريقين هي أن حقيقة الشيء - أي شيء
- لا تنفصل فيها المادة عن الصورة؛ أي لا تنفصل فيها مادته - أي العناصر المادية
التي يتكون منها - عن ماهيته الثابتة التي لا تتغير مهما طرأ على مادته من تغيرات،
فسقراط هو سقراط سواء أدركناه في طفولته وحجمه الصغير أم عرفناه شيخاً كبيراً،
والكرسي هو الكرسي حيث إن صورته التي تمثل جوهره أو ماهيته الثابتة هي رغم أنه
يمكن أن يكون مصنوعاً من الخشب أو من الحديد أو من أي مواد أخرى. فكل شيء من
الأشياء إذن له مادته وهي علة أي تغير يطرأ عليه وهي ما يطرأ عليه التغير، وله
صورته أي ماهيته الثابتة التي لا تتغير، وإذا ما تسائلنا: كيف نميز بين مادة أي
شيء وبين صورته ؟ أجابنا أرسطو بإصطلاحيه الشهيريين: إنه يمكننا ذلك عن طريق
التمييز بين وجوده بالقوة أي وجوده كمادة فقط وقبل أن تتخذ هذه المادة صورة معينة،
وبين وجود بالفعل أي بعد أن تتحول هذه المادة فتأخذ صورة معينة نعرف من خلالها
الشكل النهائي لهذا الشيء، فالخشب مثلاً مادة تمثل مجرد استعداد وإمكانية (أي تمثل
وجود بالقوة) لأشياء عديدة مثل الكرسي والمنضدة والسرير..إلخ، وبمجرد أن يتدخل
الصانع ليصنع من هذا الخشب كرسياً معيناً فإنه قد تحولت هذه المادة من مجرد
استعداد وإمكانية (أي وجود بالقوة) إلى شيء محدد فعلاً (أي إلى وجود بالفعل) هو
وجود هذا الكرسي. [..] لكن ألا توجد مادة بلا صورة، أو صورة بلا مادة ؟ نعم، توجد
في نظر أرسطو مادة بلا صورة، ولكنها المادة الأولى القديمة التي يسميها بإصطلاحه
الهيولي الأولي، وهي مادة نستطيع أن نستدل على وجودها فقط دون أن نكون قد رأيناها.
وكذلك توجد صورة بلا مادة، وهي لابد أن تكون صورة أعلى مفارقة لهذا العالم الطبيعي
تماماً؛ لأنها الصورة التي بلا مادة، وهذه الصورة المفارقة للعالم الطبيعي وللمادة
لابد أن تكون صورة الصور أو ماهية الماهيات أي مبدعة الماهيات والصور الأخرى،
ولاشك أن تلك الصورة الخالصة من أي مادة إنما هي صورة الإله..صــ68
▬ إن الأخذ بالفلسفة والتعرف عليها ودراستها مسألة ضرورية سواء لدى من
أوجبوا دراستها أو لدى من رفضوا ذلك؛ لأنه كما يقول الكندي - إن تساءلنا عن إقتناء
الفلسفة يجب أو لا يجب ؟ فإن قالوا : "يجب" وجب عليهم طلبها، وإن
قالوا:" إنها لا تجب" وجب عليهم أن يحصروا علة ذلك وأن يعطوا على ذلك
برهاناً وإعطاء العلة والبرهان من قنية علم الأشياء بحقائقها - أي من الفلسفة -
فواجب إذن طلب هذه القنية بألسنتهم والتمسك بها اضطراراً عليهم. صــ90
▬ إن الغزالي لم يهاجم الفلسفة بكافة فروعها بل على العكس؛ فلقد أدرك أن
المنطق والرياضيات والطبيعيات والأخلاق والسياسة - وهي جميعاً كان ينظر إليها
بإعتبارها فلسفة في ذلك الوقت - إنما هي فروع لا غبار عليها بل حض المسلم على أن
يقرأها ويتعلم منها وياخذ من علمائها، وهو نفسه قد استفاد منها جميعاً في فلسفته
الدينية، وعلى سبيل المثال: فقد استفاد الغزالي كثيراً من علم المنطق في دراساته
في علم أصول الفقه، وكان أشهر ما كتب في ذلك كتابيه: "القسطاس
المستقيم"، "والمستصفي في علم الأصول". صــ101
▬ إذا كان مطلبنا ومطلب كل إنسان الوصول إلى يقين في معارفه، فعليه في رأي
ديكارت كما كان في رأي الغزالي سابقاً ان يبدأ بالشك. والشك عند ديكارت أمر ضروري
ينبغي أن يصطنعه الفيلسوف، أي يتخذ منه بإرادته الواعية منهجاً يصل من خلاله إلى
تفريغ عقله من كل الأفكار السابقة أياً كان مصدرها وأياً كان نوعها، فعلى الفيلسوف
أن يبدأ بطرح الأفكار الصادرة عن السلطات أياً كانت، سواء أكانت سلطات اجتماعية أو
سلطات فلسفية أو سياسية أو غيرها. وكذلك عليه أن يهجر الآراء التي تصفق لها
الجماهير ويشكك فيها لأنه لا ينفعنا في تمييز الحق من الباطل أن نعد الأصوات،
فإجماع الكثرة لا يعد دليلاً يعتد به لإثبات الحقائق التي يكون اكتشافها عسيراً،
كذلك لا بد من رفض شهادة الحواس في كل ما عرفناه من قبل لأنها في الاغلب خادعة ،
وإذا امكن أن تخدعنا فمن الممكن أن تخدعنا دائماً فكثيراً ما نرى الملعقة مكسورة
في كوب الماء، وكثيراً ما نرى السراب ونحسبه ماء...إلخ. صــ123
▬ يرفض ديكارت أن تكون الحواس هي مصدر أي معرفة، وإنما كل ما نعرفه عنه هي
تلك الصور الذهنية والأفكار التي في ذهننا، وإذا سألناه: هل هذه الصور والأفكار
مطابقة لموجودات حقيقية لأجابنا أن هذا شيء لا نعلمه مباشرةً، وإنما نعلمه بواسطة،
أي بفضل الصدق الإلهي، فطالما أننا آمنا
بالله وبوجوده فمن غير الممكن أن تخدعنا الأفكار التي أودعها الله فينا، ومنها ميلنا
الإعتقاد بوجود هذا العالم الخارجي. صــ129
▬ إذا ما استبعدنا الميتافيزيقا غير المشروعة وركزنا انتباهنا حول
الميتافيزيقا أو الفلسفة المشروعة، وتساءلنا: كيف نصل إليها وما هي شروطها وحدودها
؟ لأجابنا كانط بان نقطة البدء في هذه الفلسفة بعد أن يتعهد الفيلسوف بالإلتزام
بحدود عالم الظواهر ولا يحاول تخطيها إلى ما ورائها، هو أن ندرك حقيقة مهمة أكد هو
عليها ويؤمن بها وهي ان الموضوعات لكي تُعرف فلا بد أن تدخل في إطار التصورات
والمباديء التي تملكها اذهاننا، أي أن معرفتنا بالعالم الخارجي عالم الظواهر لا
تتم إلا إذا استطعنا أن نلملم شتات الأشياء وان نفرض عليها النظام والوحدة بفضل ما
لدى أذهاننا من تصورات ومباديء نُطلق عليها اسم المقولات..صــ135
▬ لقد أثرت النظريات العلمية الحديثة أبلغ تأثير على الفلسفات التي ظهرت في
القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث بدأ الفلاسفة أكثر تواضعاً وإيماناً بنسبية
الحقيقة مثل العلماء، كما بدأوا ينفرون من إقامة الأنساق الفلسفية الشاملة، فغدت
فلسفاتهم تهتم بالمنهج أكثر من إهتمامها بوضع المذاهب الشاملة. ومن ثم فقد تركز
اهتمامهم في معالجة القضايا الجزئية العملية وإن لم يفقدوا في معالجتهم لهذه
القضايا نظرتهم الفلسفية العقلية الشاملة التي تتميز بسعة الأفق والقدرة على
استشراف المستقبل. صــ140
▬ لقد حققت البراجماتية مع جيمس وديوي شهرة واسعة، ولم تعد مجرد فلسفة
أمريكية تعبر عن الواقع الامريكي بسماته الفريدة التي ابرزها التعددية في كل شيء،
وإطلاق حريات الأفراد السياسية والإقتصادية والإجتماعية إلى أبعد الحدود، نقول:
إنها تجاوزت أمريكا وانتقلت إلى أوروبا وبقية أجزاء العالم وأصبحت مع نهاية القرن
العشرين أشهر الفلسفات وأكثرها تأثيراً في العالم المعاصر؛ فقد أصبحت النغمة
السائدة لدى الجميع الآن هي التساؤل عما سيعود عليه من فائدة؟ أي أن الجميع أصبح يقيس صحة أي فكرة بما يترتب عليها
من نتائج نافعة ستعود عليه. صــ146
▬ إن تحول المجتمعات العربية إلى مجتمعات إستهلاكية مستوردة قد أدى إلى خلل
وضطراب عميق في الشخصية الفردية للإنسان العربي وكذلك في الشخصية العامة لهذه
المجتمعات، إنه اضطراب يلخصه التناقض بين الإعجاب الشديد بهذه المنتجات والأجهزة
التي يقتنيها الفرد دون معرفة الأسرار التفصيلية لإنتاجها وتشغيليها وكيفية
صيانتها، وبين الرغبة الملحة في ضرورة إدارك كوامن هذه الثورة التكنولوجية
المعاصرة واللحاق بها رغم العجز الذي يواجهه المرء حينما يحاول ذلك في ظل
الإمكانيات المحدودة، وعدم سماح الدول المنتجة للآخرين بإمتلاك أسرار الإنتاج
المتفوق لهذه المنتجات التكنولوجية المتطورة. صــ179
3 التعليقات:
الف الف شكر - ربنا يجزاك كل خير على المجهود
ارجوكم اريد هذا الكتاب لم أجده في Google
ارجوكم لي يعرف سنة النشر و الطبعة لهذا الكتاب يقولي و شكرا
إرسال تعليق