نقاط ذكرها "مِل" :-
----------------------------------------------------------
• إن القاريء يتوقع مني أن أدحض جميع الحجج التي تؤيد الإثبات، غير أن
المشكلة هي أن قضية الوضع السيء للمرأة تدعمها العادات والتقاليد التي يقدسها
الناس، كما تدعمها المشاعر القوية.
• تصبح الصعوبة بالغة عندما يحاول المرء التأثير على الناس وإقناعهم عن
طريق "عقولهم" ضد مشاعرهم وميولهم العملية، لاسيما إذا كان إيمانهم
بالعادات والتقاليد والشعور العام أكثر مما ينبغي إلى درجة قد تبلغ حد التقديس.
• لا ينبغي النظر إلى قضية المراة على أن الحُكم قد صدر فيها مقدماً عن
طريق الواقع القائم والرأي العام السائد، بل لابد من فتحها للنقاش على أساس انها
مسالة عدالة..
• لقد كانت هناك في الماضي أخلاق الخضوع، ثم جاءت بعدها أخلاق الفروسية
والكرم، وقد آن الأوان أن تتحقق أخلاق العدالة كلما تقدم المجتمع نحو المساواة..
• لقد كانت النساء في المجتمعات البدائية يؤخذن بالقوة، أو يبيعهن أباؤهن
لزوج ما.
• إن تحريم العمل على النساء لا يقتصر ضرره عليهن فحسب، بل يلحق أيضاً بمن
يستفيد من خدماتهن..
• لا شك أن هُناك فروقاً عقلية بين الرجال والنساء، لكنها ليست سوى الأثر
الطبيعي للإختلافات في التربية والظروف، ولا تدل على أي إختلاف جذري خلقته
الطبيعة. وبالتالي فليس ثمة أي إنحطاط في قدرات المرأة عن الرجل.
• إنه لمن أعجب العجب أن تكون الأشياء التي تحرمها القوانين القائمة على
النساء هي الأشياء التي أثبتن أنهن يستطعن القيام بها وبمهارة.
• على الرغم من أن النساء لا يتذمرن من سطلة الأزواج، فإن كل واحدة منهن
تشكو من زوجها عموماً، أو من ازواج صديقاتها، والشيء نفسه يحدث في جميع حالات
العبودية.
• من مميزات تحرير المرأة:-أن تقوم العلاقات البشرية على العدل لا
الظلم..-مضاعفات الملكات العقلية المتاحة لخدمة البشر..-توجيه تأثير النساء في
الغالبية العظمى من مشاعر البشر ومعتقداتهم..الخ.
• إن العلاقة بين الزوج وزوجته هي نفسها العلاقة بين السيد الإقطاعي
وتابعه، بإستثناء أن الزوجة مطلوب منها طاعة غير محدودة أكثر مما كان مطلوباً من
التابع.
• الرجل الذي يتزوج من إمرأة أقل منه ذكاءً يجدها بإستمرار عبئاً ثقيلاً..
• إن المتفوق في الذكاء لا يستطيع أن يحصن نفسه ضد العواقب عندما يغلق على
نفسه الأبواب مع شخص أدنى منه، ويختار هذا الشخص الأدنى شريكاً له.
• الحرية هي أثمن وأقوى حاجات الطبيعة البشرية بعد الضرورات الأولية من
غذاء وكساء.
• إن من يدرك قيمة الإستقلال الشخصي، حق قدرة ، بوصفه عنصراً من عناصر
السعادة، ينبغي عليه أن يفكر في القيمة التي يضفيها هو نفسه على هذا الإستقلال
كعامل من عوامل سعادته هو.
• لقد تعلمت النساء كبتها، حتى ولو كانت تسير في إتجاهها الطبيعي الصحيح،
لكن يظل المبدأ الداخلي في صورة خارجية مختلفة.
أولاً :فقرات المترجم والمعلق على الكتاب (إما عبد
الفتاح إمام)
----------------------------------------------------------
• الرجال الذين يعملون على ترك النساء في حالة من التبعية، يمنعون أنفسهم
من الإستفادة من نصف مواهب العالم، وهم بذلك يفشلون في إقامة حياة زوجية سعيدة.
• لقد رفض "فرويد" كتاب "مِل" وسخط عليه، وراح يؤكد
لخطيبته أن يريد أن يجنبها قسوة العالم وما فيه من شرور، وأنه لهذا السبب يرفض
مقترحات "مِل" العقلانية التي تدعو إلى المساواة بين الجنسين، ويسخر
منها بوصفها آراء رجل ساذج بل أبله!.
• كانت أوضاع النساء سيئة للغاية في إنجلترا ابان القرن التاسع عشر، حتى
الفترة التي عاشها "مِل" حيث عمل هذا الفيلسوف بشتى الوسائل على تحريرها
من هذا السجن على نحو ما تقدم ذكره..
----------------------------------------------------------
▬ يعتقد "مِل" أن الوضع الحالي للمرأة قد نشأ منذ البدايات
الأولى للمجتمع البشري، ففي فجر التاريخ وجدت المرأة نفسها في حالة عبودية لرجل
ما، ربما بسبب ضعف قواها البدنية، ثم بدأت القوانين والنظم السياسية، كما هي الحال
دائماً، بالإعتراف بالوضع القائم، والعادات والعلاقات الموجودة بالفعل، ثم أحالت
هذه الوقائع إلى قوانين! لأن القوانين ليست سوى تلخيص للأوضاع، والإعتراف
بالعلاقات، التي تكون موجودة فعلاً بين الأقوياء، وهي بذلك تحيل الوقائع المادية
إلى حق قانوني، وتضفي عليها مشروعية بإقرارها بواسطة المجتمع!. صــ12
▬ يعتقد "مِل" أن الخاصية الأساسية التي تميزت بها المجتمعات
الحديثة هي القول بأن الموجودات البشرية لم تعد تولد في أوضاع محددة سلفاً، وإنما
تولد حرة في إستخدام ملكاتها وما يُتاح لها من فرص في تحقيق المصير الذي ترجوه،
وذلك عكس ما كانت تأخذ به المجتمعات القديمة التي ذهبت إلى أن الفرد يولد في مركز
إجتماعي محدد وثابت فكما أن بعض الناس يولد أبيض وبعضهم الآخر يولد أسود، فإن
البعض يولد عبيداً والبعض الآخر يولد من نبلاء الإقطاع أو من الدهماء. وحتى بين
طبقات الصناع لم يكن في وسع أحد أن يشتغل بالمهنة سوى من يولد عضواً فيها. أما
الآن فقد زال هذا التصور، وأصبح يترك للفرد حرية الإختيار، بلا قيد، للعمل الذي
يريده، ولقد جاء ذلك ثمرة ألف عام من التجربة!. صــ14
▬ وهكذا يعلن "مٍل" أن التراث الذي يحكم العلاقة بين الرجل
والمراة تراث متخلف عفا عليه الزمان منذ أصبحت القوة البدنية لا توضع في الحسبان.
ويسخر من الذين يدافعون عن القوة البدنية عند الرجال ويعتبرونها "ميزة"
وتفوقاً يتمتع به الرجال دون النساء، ويتساءل" في تهكم " اتراهم حقاً
على استعداد للدفاع عن القوة البدنية عند "الفيل" ويعتبرونها، بنفس المنطق،
"ميزة" وعلامة تفوق تتمتع بها "الفيلة" دون الموجودات
البشرية؟! أنه لمن الخُلف اللامعقول أن نُبقي على هذه الخرافات القديمة أو أن
نتمسك بها. صــ16
▬ يعتقد "مِل" أن أنصار حرمان المرأة من حقوقها والإبقاء على
إستعبادها يلجاون في بعض الأحيان إلى الدين الذي يفرض، في رأيهم، واجب الطاعة على
الزوجة. ومن ثم كان خضوع الزوجة وطاعتها له "حكماً من أحكام الدين"،
معتمدين في ذلك على أقوال القديس بولس:"أيتها النساء اخضعن لرجالكم كما للرب،
لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح هو رأس الكنيسة..". صــ20
ثانياً : فقرات صاحب الكتاب (مِل)
----------------------------------------------------------
▬ إن قانون الطبيعة في مجال السياسة يكشف لنا أن أولئك الذين يعيشون تحت
سلطة لها جذور قديمة، لا يبدأون ابداً بالشكوى من السلطة نفسها، وإنما يتذمرون فقط
من ممارسة السلطة بطريقة قمعية اضطهادية. وتلك هي الحال مع عدد كبير من النساء
اللائي يشكون من سوء معاملة أزواجهن، وكان عددهن سيتضاعف بما لا نهاية له، لولا أن
الشكوى ستكون مبرراً أعظم لسوء المعاملة وزيادتها. وهذا هو السبب في إحباط جميع
المحاولات الرامية للإبقاء على السلطة ودعمها مع حماية النساء من سوء استخدامها
ضدهن. وليس ثمة حالة أخرى (فيما عدا حالة الطفل) يوضع فيها الشخص الذي برهن
قانونياً على أنه عانى من الأذى، تحت السلطة البندية للشخص الآثم الذي ثبت أنه
أذاه. وهكذا نجد أن الزوجات حتى في أقصى حالات الإيذاء البدني الشديد، ومهما طالت
مدته، لا يجرؤون مطلقاً على اللجوء أو الإستعانة بالقوانين التي وُضِعت لحمايتهن،
وان فعلت احداهن ذلك في لحظة غضب لا يقاوم أو تحت تأثير الجيران أو تدخلهم، فإن
جهودها، بعد ذلك، تنصب على إلتماس العفو عن المذنب، وتخفيف ما يستحقه الطاغية من
عقاب، وعدم البوح بشيء مما يحدث بينهما، إلا بالنذر اليسير وبأقل قدر ممكن. صــ53
▬ لو أن الرجال وُجِدوا في مجتمع ما بغير نساء، أو كان هناك مجتمع بلا
رجال، أو مجتمع من الرجال والنساء، لم تكن النساء فيه خاضعات لسيطرة الرجال -
فربما كان قد عرفنا شيئاً مؤكداً عن الإختلافات العقلية والمعنوية التي قد تكون متأصلة
في طبيعة كل جنس منهما. ومن هنا فإن ما يُسمى الآن "طبيعة النساء" هو
شيء مُصطنع، وهو ثمرة الكبت في بعض الإتجاهات، وإثارة غير طبيعة في إتجاهات أخرى.
صــ61
▬ إن فهم الرجل لإمرأة واحدة لا يُعني بالضرورة أنه فهم غيرها. وحتى لو إنه
استطاع دراسة عدد من النساء من طبقة واحدة أو من بلد واحد، فإن ذلك لا يُعني أنه
فهم نساء الطبقات الأخرى، والبلدان الأخرى. وحتى لو افترضنا، جدلاً، أنه فعل ذلك
فإن ما درسه، مع هذا، يشكل نساء فترة واحدة من فترات التاريخ. وهكذا نستطيع أن
نؤكد، في إطمئنان وثقة، أن المعرفة التي يستطيع الرجال تحصيلها عن النساء - حتى
فيما يتصل بالماضي والحاضر ودون أن نتعرض لما يكون عليه الحال في المستقبل، هي
معرفة سطحية وناقصة تماماً، وأنها ستكون على هذا النحو بإستمرار إلى أن تقول
النساء ما لديهن وما ينبغي عليهن قوله. صــ66
▬ ونحن نفترض أن الرأي العام للرجال هو أن الرسالة الطبيعية للمرأة هي أن
تكون زوجة وأم. وأنا أقول:"نحن نفترض" لأن المرء يستطيع إذا حكمنا من
الأفعال، وبالتكوين الحالي للمجتمع بأسره، أن يستنتج أن رأي النساء على النقيض
المباشر لذلك تماماً. ويمكن أن نفترض أنهن يعتقدن أن الرسالة الطبيعية المزعومة
للنساء هي أكثر شيء تنفر منه طبيعتهن. بمعنى أنه لو تُركت لهن الحرية لأيه وظيفة
أخرى، وإذا وجِدت أية وسيلة للعيش أو أية رغبة تتناسب قدراتهن ووقتهن، فلن تكون هناك
أعداد متبقية منهن يقبلن الوضع الذي يُقال عنه إنه رسالتهن الطبيعية. وإذا كان ذلك
هو رأي الرجال فمن الأفضل إعلانه. صــ68
▬ عندما نتأمل العدد الهائل من الرجال، في أي بلد عظيم، الذين لا يرتفعون
إلا بقدر ضئيل عن مستوى المتوحشين والهمج، وكيف أن ذلك لا يمنعهم من الحصول على
ضحية، عن طريق قانون الزواج، فسوف يظهر لنا بوضوح مدى عمق وإتساع الشقاء البشري
الذي ينجم عن سوء استعمال نظام الزواج. ومع ذلك فإن هذه هي فقط الحالات المتطرفة،
وهي تمثل أدني هاوية، ولكن هناك درجات ودرجات من الإنحطاط قبل أن نبلغ قاع هذه
الهاوية. فحالة الوحش المطلق - سواء في الطغيان السياسي أو الطغيان المنزلي - توضح
هذا النظام، بصفة أساسية، بأن تبين أنه لا تكاد تكون هناك فظائع مرعبة لا يمكن أن
تحدث في ظله لو شاء هذا المستبد. صــ81
▬ وليس صحيحاً أنه في كل إرتباط إداري بين شخصين لابد أن يكون أحدهما سيداً
مطلقاً، ويقل عن ذلك صحة أن نقول أن القانون لابد أن يحدد أيهما يكون السيد. لأن
أكثر حالات الإرتباط الإداري - فيما بعد الزواج - هي المشاركة في العمل: ولم يجد
أحد أنه من الضروري إصدار قانون بأن يكون لواحد من الشركاء في كل شركة سيطرة مطلقة
على جميع الأمور، وأن يلتزم الآخرون بطاعه أوامره، فليس هناك من يوافق على الدخول
في شركة لا يتحمل فيها أية مسئولية رئيسية، ولا تكون لهذا الشريك سلطات أو
امتيازات سوى سلطات كاتب أو موظف عادي. صــ85
▬ إن القول بأن المسيحية تتجه نحو المحافظة على الصورة القائمة للحكم
وللمجتمع، وحمايتها من التغير، يعني الإنحطاط بمستواها، وردها إلى مستوى الإسلام
والبرهمية. مع أن المسيحية لم يقصد بها ذلك ولهذا السبب وحده كانت ديانة الجزء
التقدمي من البشر، في حين كانت البرهمية والإسلام أديان الأجزاء الجامدة، أو
بالأحرى الأجزاء المنهارة، لأنه لا توجد مجتمعات جامدة. لقد كانت هناك في جميع
العصور المسيحية الكثير من الناس الذين حاولوا أن يجعلوا المسيحية على هذا القدر
من الجمود، كما أرادوا تحويلنا إلى نوع من المسلمين المسيحيين، وتحويل الكتاب
المقدس إلى قرآن، وبذلوا جهوداً مضنية لتحريم كل إصلاح، وكانت قوتهم
عظيمة..". صــ95
▬ ..أما الآن فإن اكثر الناس كراهية للنساء لن يجرؤا على إنكار أنه عندما
نضيف تجربة العهود الحديثة إلى تجربة العصور الماضية، فسوف نجد أن النساء، وليس
مجرد عدد قليل منهن بل كثيرات، أثبتن قدرتهن على القيام بكل شيء يقوم به الرجال،
وربما بغير إستثناء واحد، وهن يقمن به بنجاح وبطريقة مشرفة. صــ102
▬ من الصعب أن تجد ما هو أثمن في قيمته عند رجل الفكر النظري من التأملات.
وهو لا يشغل نفسه في تجميع المعلومات عن طريق الملاحظة، بل تراه يقوم بتكوين هذه
المعلومات بسلسلة من الأفكار ينظمها في حقائق شاملة للعلم وقوانين السلوك. وليس
هناك ما هو أثمن عنده من أن يقوم بهذه التأملات في صحبة إمرأة حقيقية تحت
مراجعتها. فليس ثمة ما يمكن مقارنته بهذه العملية في المحافظة على أفكاره داخل
نطاق الأشياء الحقيقة ووقائع الطبيعة الفعلية. أما المرأة فهي نادراً ما تجري وراء
التجريدات، لأن الإتجاه المعتاد لذهنها هو أن تتعامل مع هذه الأشياء فُرادى وليس
في مجموعات [...] وهكذا نجد أن أفكار النساء تفيد في إضفاء طابع الواقعية على
الرجال. كما أن أفكار الرجال تفيد في إضفاء طابع الإتساع والشمول على تفكير
النساء. أما فيما يتعلق بالعمق، كشيء متميز عن الإتساع، فإني أشك حتى في الوقت
الحاضر في أن النساء ينقصهن شيء، إذا ما قورنَّ بالرجال فيه. صــ113
▬ لكن إفرض أن من الصواب أن نقول أن عقول النساء بطبيعتها أكثر مرونة من
عقول الرجال، وأقل قدرة على المثابرة لفترة طويلة في جهد واحد مستمر، وأكثر ملاءمة
لتقسيم قدراتهن بين أمور عدة من السير في طريق واحد إلى أن يبلغن أعلى نقطة يمكن
بلوغها في هذا الطريق: ان هذا الفرق قد يصلح تطبيقه على النساء على نحو ما هن عليه
الأن (وإن كانت هناك إستثناءات عديدة وعظيمة لهذا الغرض)، كما أنه قد يُفسر لنا
السبب في بقائهن متخلفات عن اسمى ما وصل إليه الرجال في الأمور التي يبدو أن
المطلوب فيها، أكثر من غيرها، هو استغراق الذهن بأسره في مجموعة واحدة من الأفكار
والإهتمامات. صــ119
▬ إن تنازلات المتميزين لغير المتميزين نادراً ما تحقق بدافع أفضل من قدرة
غير المتميزين على إنتزاعها، حتى أنه يحتمل أن اية حجة ضد امتياز الجنس، لا تهتم
بها الغالبية العظمى من الناس، إلا إهتماماً بالغ الضآلة. مادام في قدرتهم أن
يقولوا لأنفسهم أن النساء لا يشتكين من ذلك. ولا شك أن هذه الواقعة تمكن الرجال من
الإحتفاظ بإمتيازهم غير العادل فترة أطول. وإن كانت لا تجعل هذا الإمتياز اقل
ظلماً، ويمكن أن يقال الشيء نفسه بالضبط عن النساء في "حريم"، الرجل
الشرقي: فهن لا يتذمرن من عدم السماح لهن بحرية المرأة الأوربية. بل يعتقدون أن
نساءنا جريئات بطريقة لا تُطاق وعلى نحو يخلو من الأنوثة. ومن النادر جداً أيضاً
أن يتذمر الرجال من النظام للمجتمع، ذلك لأنهم لم يعرفوا بوجود أي نظام آخر في أي
مكان في العالم. صــ139
▬ إن قانون العبودية في الزواج يعبر عن تناقض صارخ مع جميع مباديء العلم
الحديث، ولكل تجربة مرت بها هذه المباديء ببطء وألم، إنها الحالة الوحيدة الآن،
بعد إلغاء رق الزنوج ، التي يوضع فيه موجود بشري بكامل قواه العقلية إلا لخير
الشخص الخاضع ولمصلحته. فالزواج هو بالفعل حالة العبودية الوحيدة التي يعرفها
القانون الإنجليزي. فلم يعد هناك، من الناحية القانونية ، عبيد سوى كل ربة منزل.
صــ144
▬ لقد تعلمت النساء كبتها، حتى ولو كانت تسير في إتجاهها الطبيعي الصحيح،
لكن يظل المبدأ في صورة خارجية مختلفة، كالذهن الإيجابي النشط. إذا ما فَقَد
الحرية، فإنه يسعى وراء القوة والسلطة: فهو لما كان قد مُنِع من أن يحكم نفسه،
فإنه سوف يثبت شخصيته ويؤكد ذاته بمحاولة السيطرة على الآخرين. فأنت عندما ترفض
السماح للموجودات البشرية أن يكون لها وجود مستقل قائم بذاته، بل أن يكون وجودها
بإستمرار معتمداً على غيرها، فإنك بذلك تفتح الباب لإستغلال الآخرين وإستخدامهم في
اغراضك. وعندما يكون الأمل في الحرية بعيداً ولا يكون قريباً سوى السلطة، فإن
القوة تصبح هي الهدف للرغبة البشرية. إن أولئك الذين لا يتركهم الآخرون يديرون
شئونهم بأنفسهم بلا مضايقات، سوف يعرضون أنفسهم، لو إستطاعوا، بالتدخل في شئون
الغير. ومن هنا جاءت رغبة النساء العارمة نحو الجمال الشخصي والملابس، وحب الظهور
والإستعراض وما يستتبع ذلك كله من شرور إجتماعية، وبذخ بالغ الضرر. والواقع أنه
بين حب القوة وحب الحرية تطاحن خارجي مستمر، وكلما قل قدر الحرية، إندفعت القوة
بإنفعال طاغٍ دون مبالاة لأي وازع. صــ165
1 التعليقات:
merci
إرسال تعليق