الدولة اليهودية (تيودور هرتزل)


• إن الفكرة التي طورتها في هذا الكتيب فكرة موغلة في القدم، هي فكرة استعادة الدولة اليهودية. إن العالم يردد صيحات صاخبة ضد اليهود، وهذه الصيحات هي التي أيقظت الفكرة من سباتها.
• إن كل إنسان يستطيع أن يرى بنفسه أن عناصر الفكرة التي أقوم بالتخطبط لها ليست موجودة فحسب ولكنها حقاً ظاهرة للعيان. ومن ثم المحاولة لحل المشكلة اليهودية يمكن وصفها بكلمة واحدة "توليفة"، ولكنها ليست بالتأكيد خيالاً.
• إن كل شيء يعتمد على قوتنا الدافعة..ولكن ما هي قوتنا الدافعة؟ إنها بؤس اليهود؟ فمن يجرؤ على إنكار وجوده؟
• كلنا يألف ظاهرة قوة البخار التي يولدها الماء الذي يغلي فيرفع غطاء الغلاية، هذه الظاهرة الخاصة بغلاية الشاي هي محاولات الصهاينة والجمعيات الصهيونية لكبح جماح العداء للسامية.
• لن أطيل في وصف جمالي مفصل لمشروعي خشية إثارة الشك في أنني أؤلف يوتوبيا وعلى أي حال فإنني أتوقع أن بعض الساخرين الذين لا فكر لهم سوف يصورون مشروعي بصورة هزلية، وبذلك يحاولون إضعاف أثره.
• إن الدولة اليهودية ضرورية للعالم ولذلك فسوف تقوم.
• إن اليهود الذين يريدون الدولة اليهودية ستكون لهم، وسوف يستحقونها.
• قد تبلى فروع كثيرة من اليهودية وتسقط، أما الجذوع فإنها تبقى ثابتة.
• لقد ظل اليهود يحلمون هذا الحلم الملكي خلال الليالي الطويلة من تاريخهم. "العام القادم في القدس" إنها عبارة قديمة. المشكلة الآن أن يتحول هذا الحلم إلى واقع حي.
• هل أصبح علينا الآن أن نرحل؟ وإذا كان الأمر كذلك فإلى أين؟ أم لا يزال أن نبقى؟ وإذا كان كذلك فلأي فترة من الزمن؟
• إن العداء للسامية بين الشعوب يتعاظم يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، وهي حرية بأن تتعاظم حقاً، لأن أسباب نموها مستمرة في الوجود ولا يمكن إزالتها.
• لا ينبغي أن نتصور أن رحيل اليهود سيكون رحيلاً مفاجئاً، وإنما سيكون رحيلاً تدريجياً ومستمراً على مدى عقود من الزمان.
• لا يصح لنا أن نأخذ رمحاً وحربة ونخرج أفراداً وراء الدببة، بل ينبغي أن ننظم مجموعة قوية من الصيادين، فنسوق الحيوانات لنجمعهم في مكان واحد ثم نقذف في وسطهم قنبلة مدمرة.
• إن المهاجرين الذين يقفون في أسفل السلم الإقتصادي سوف يتبعهم ببطء أولئك الذين هم أفضل منهم حالاً.
• هناك الآن منطقتان موضوعتان في الإعتبار: فلسطين والأرجنتين. ففي كلا البلدين هناك تجارب استعمارية هامة، ولكن على أساس مبدأ خاطيء من التسلل التدريجي لليهود وهو تسلل من شأنه أن ينتهي نهاية سيئة.
• هل نختار فلسطين أم الأرجنتين؟ إننا سنأخذ ما يعطي لنا، وما يختاره الرأي العام اليهودي، وسوف تقرر الجمعية كلا الأمرين.
• أما فلسطين فإنها وطننا التاريخي الذي لا تُمحى ذكراه، إن إسم فلسطين في حد ذاته سيجتذب شعبنا بقوة ذات فعالية.
• نحن نريد أن تكون أجيالنا القادمة قوية سواء من الرجال أو النساء. وسوف نعلم الأطفال كما نريد منذ البداية..
• إن أرض الميعاد هي أرض العمل..
• إن الملكية الخاصة-التي هي الأساس الإقتصادي للإستقلال-سوف تنمو بحرية سوف نحترمها. وسوف تكون الفرص متاحة فوراً لعمالنا الأوائل غير المهرة أن يجتهدوا في الصعود إلى الملكية الخاصة.
• هذا الكتيب معني بفتح باب المناقشة في "المشكلة اليهودية"، وسيشترك في هذه المناقشة الأصدقاء والأعداء على السواء. ولكني آمل ألا تأخذ المناقشة شكل السباب العنيف أو التبرير العاطفي، بل مناظرات ذات طابع علمي جاد وسياسي.
• لقد ذكرت من قبل أن أول أهدافنا هو السيادة - التي يضمنها لنا القانون الدولي - على قطعة من الأرض ذات مساحة كبيرة كافية لتحقيق متطلباتنا العادلة.
• كل إنجاز اجتماعي أو تكنولوجي في عصرنا هذا أو في العصر القادم - أمام التنفيذ البطيء لمشروعي - ينبغي توظيفه لهذا الهدف. وكل اختراع ذي قيمة سواء كان موجوداً الآن أو سيوجد في المستقبل، ينبغي الإستفادة به.
• إن المُعاناة المشتركة بسبب العداء للسامية هي سبب تجمع اليهود وتوحدهم.
• إن الحياة الجديدة يمكن أن تمنح الشخص روحاً جديدة، حتى المجرمين. وعندنا من هؤلاء عدد قليل نسبياً.
• لو أن رجلاً كان يعيش في القرن الماضي عاد إلى الأرض اليوم، فسوف يجد الحياة الحاضرة حافلة بسحر يستعصي عليه فهمه. فحيثما يظهر الرجل مع اختراعاتنا، فإننا نحول الصحراء إلى حديقة.
• إنني أعتقد أن اليهود سيكون لهم دائماً قدر كافٍ من الأعداء كأي أمة أخرى، ولكن حينما يصمدون في أرضهم الخاصة فلن يمكنهم بعد ذلك أن يفترقوا في العالم.
• إن تشتت الأمة لن يحدث مرة أخرى، إلا إذا انهارت حضارة العالم بأسره. ومثل هذا الإنهيار لا يخشاه إلا أُناس أغبياء. إن حضارتنا الحالية تملك أسلحة قوية تكفي للدفاع عن نفسها.
• ربما سيكون علينا أن نحارب أولاً ضد كثير من أبناء جنسنا، من أصحاب الأفق الضيق والقلوب العليلة والتوجهات الفاسدة.
• صحيح أن الإضطهادات لم تعد من الخبث بمكان كما كانت في العصور الوسطى، وإنما حساسيتنا هي التي تزايدت حتى أصبحنا لا نشعر بتضاؤل المعاناة. لقد أنهكت اعصابنا الإضطهادات الكثيرة على مر العصور.
• فيا إخواننا اليهود هذه هي "أرض الميعاد"! لا أسطورة هي ولا خدعة. وكل إنسان يستطيع أن يختبر حقيقتها بنفسه، لأن كل إنسان سيحمل معه قطعة من أرض الميعاد: بعضها في رأسه، وبعضها بين ذراعيه، وبعضها في ملكيته المكتسبة.

===================================================
▬ إنني على يقين تام أنني على حق وإن كنت أشك فيما إذا كنت سأبقى حياً لأري الأيام تبرهن على ذلك، أما ألئك الذين سيكونون أو من يفتتح هذه الحركة فمن النادر أن يبقوا على قيد الحياة ليشهدوا نهايتها العظيمة، ولكن افتتاحها في حد ذاته يكفي لمنحهم الشعور بالفخر والسعادة بالتحرر الروحي. صــ2

▬ إن الذين يرغبون بصدق أن يروا اليهود يذوبون في بوتقة واحدة مع الشعوب الأخرى ليس أمامهم غير طريق واحد، هو أن يمتلك اليهودي باديء ذي بدء قوة اقتصادية تمكنهم من التغلب على التحيز الإجتماعي القديم الذي يُمارس ضدهم. ولعل وضع الطبقة العليا من اليهود أصدق تعبير على ذلك حيث يحدث الزواج المختلط بين أفرادها بنسبة أكبر. لقد انقرضت بالتدريج تلك الأسر اليهودية التي استعادت بأموالها مكانتها العالية السالفة. ولكن أي شكل تأخذه هذه الظاهرة في الطبقات الوسطى حيث يكون اليهود طبقة برجوازية فإن المسألة اليهودية تطرح نفسها بحدة. صــ8

▬ ما الذي يمكن اكتسابه بنقل بضعة آلاف من اليهود إلى دولة أخرى؟ إنهم إما أن يُصابوا بالفشل على الفور، أو يكون النجاح حليفهم، وفي هذه الحالة فإن نجاحهم هذا سيولد العداء للسامية. لقد ناقشنا الآن هذه المحاولات التوجيه اليهود الفقراء إلى مناطق جديدة، ومن الواضح أن هذا التوجيه غير كافٍ ولا طائل من ورائه، إذا لم يكن في الحقيقة محبطاً للنتائج المرجوة، لأن ما يفعله هو مجرد إطالة الحل أو تأجيله، ولربما يكون سبباً في تفاقم المشكلات. صــ14

▬ إن إقامة دولة جديدة ليس أمراً يدعو للسخرية ولا هو مستحيل. لقد شاهدنا في أيامنا الحالية هذه العملية تتم بين شعوب ليست بشكل كبير من الطبقة الوسطى وإنما أكثر فقراً وأقل تعليماً وبالتالي أصعب منا. إن الحكومات في جميع البلاد التي اُنتُقِدَت بسبب العداء للسامية سوف تكون حريصة على مساعدتنا في الحصول على السيادة التي نريدها. صــ17

▬ لقد حققت الثورة الفرنسية نتائج مماثلة شيئاً ما، على نطاق أضيق، ولكن هذه النتائج جاءت عن طريق حمامات الدم تحت المقصلة في كل مقاطعة من فرنسا، وفي ميادين الحرب في أوروبا. وعلاوة على ذلك فقد دمرت الحقوق الموروثة منها والمكتسبة، ولم يتمتع بالثراء سوى أولئك الدهاة الذين اشتروا ممتلكات الدولة. سوف تقدم الشركة اليهودية إلى الحكومات - التي في مجال نشاطها - منافع مباشرة وغير مباشرة. فسوف تعطي الحكومات - كأول عطاء - ممتلكات اليهود المهجورة، وستتيح للمشترين أفضل الشروط، وسوف تكون الحكومات قادرة على الإستفادة من التخصيص الودي للأرض للقيام بإصلاحات اجتماعية معينة، وستعطي الشركة الحكومات والبرلمانات كل مساعدة لتوجيه الهجرة الداخلية للمواطنين المسيحيين. وسوف تدفع الشركة اليهودية أيضاً ضرائب جمركية ثقيلة، وسوف يكون مركزها الرئيسي في لندن حتى تكون في حماية قانونية لقوة ليست في الوقت الراهن معادية للسامية. صــ30

▬ إننا سنترك حتى لألئك الذين يتمتعون بأقل درجات الذكاء وهماً مواسياً بأنهم ذوو فائدة في هذا العالم؛ فسوف نوفر أعمالاً سهلة لأولئك العاجزين عن العمل العقلي، إذ يجب علينا أن نأخذ في اعتبارنا تضاؤل الحيوية في أجيال هدها الفقر. أما الأجيال المقبلة فستعامل بأسلوب آخر، إنهم سيربون على الحرية لحياة حرة. إننا سوف نسعى بالعمل لمنح الخلاص الأخلاقي للرجال من جميع الاعمار والطبقات، وهكذا يستعيد شعبنا قوته من جديد في الأرض ذات السبع ساعات عمل في اليوم. صــ40

▬ حقاً إن الدولة اليهودية يمكن تصور أنها تركيبة جديدة ومميزة، وعلى أرض غير محددة. إلا أن الدولة لا تتشكل بواسطة قطعة من الأرض، ولكن بواسطة عدد من الناس متحدين تحت سلطة سيادية. الشعب هو الأساس الذاتي للدولة، والأرض هي الأساس الموضوعي لها. والأساس هو أهم الإثنين. فعلى سبيل المثال هناك سلطة ليس لها أساس موضوعي على الإطلاق، وهي على الأرجح الأكثر إحتراماً في العالم، وأنا هنا أشير إلى السلطة البابوية. صــ47

▬ إن الشعب اليهودي محروم حالياً - بسبب وجوده في حالة الشتات - من إدارة شئونه السياسية بنفسه. إلى جانب ذلك فإن اليهود في حالة من العسر الشديد - قلت أو كثرت - في أجزاء شتى من العالم. إنهم يحتاجون - قبل كل شيء - إلى كفيل. هذا الكفيل لا يمكن بطبيعة الحال أن يكون فرداً واحداً. فإن مثل هذا الفرد إما أن يجعل نفسه موضوع سخرية، أو باعثاً على الإحتقار إذا بدا أنه يحقق مصالحه الخاصة. إن كفيل اليهود ينبغي أن يكون هيئة عامة، وتلك هي "جمعية اليهود". صــ49

▬ في أمريكا كانت طريقة إحتلال الأرض الجديدة المفتوحة طريقة بدائية، حيث يتجمع المستوطنون على الحدود، وفي وقت محدد يندفعون جميعاً في وقت واحد بعنف لإحتلال الجزء الذي يقدرون عليه. إننا لن نتبع هذا الأسلوب في الأرض الجديدة لليهود. فإن قطع الأراضي بالأقاليم والمدن ستباع بمزاد علني، وسيدفع ثمنها عملاً وليس نقداً. وستكون الخطة العامة قد اكتملت فيما يتعلق بالطرق والكباري ومحطات تزويد المياة وغيرها مما هو ضروري للتجارة. هذه كلها ستتوحد في أقاليم، وفي داخل هذه الأقاليم ستباع مواقع المدن أيضاً بالمزاد العلني. صــ51

▬ قد يرى البعض أن حاجتنا إلى لغة جارية مشتركة يمثل صعوبة. إننا لا نستطيع التخاطب بعضنا مع بعض باللغة العبرية، فمن منا لديه معرفة كافية ليطلب تذكرة قطار باللغة العبرية. مثل هذا الأمر لا يمكن حدوثه. ومع ذلك فالمشكلة يمكن التغلب عليها بسهولة. فكل شخص يمكنه أن يحتفظ باللغة التي تحمل أفكاره بيسر. وتقدم إلينا سويسرا برهاناً قاطعاً على إمكانية تعدد اللغات في اتحاد فيدرالي. سوف نبقى الوطن الجديد كما نحن الآن، ولن نتوقف عن الإعتزاز في أسى بذكرياتنا في البلاد التي أُخرجنا منها. سوف نتخلص من تلك الرطانات البائسة المتحجرة، لغات "الجيتو" التي لا نزال نستعملها، فقد كانت هي اللغة الخفية للسجناء. إن معلمينا القوميين سوف يهتمون بهذه المسألة، واللغة التي تثبت أنها أكثر نفعاً في العلاقات الإجتماعية العامة، سوف نتبناها بدون إكراه كلغة قومية. إن جنسنا غريب فريد، فليس يجمع بيننا إلا عقيدة آبائنا. صــ53

▬ هل ستنتهي إلى حكومة ثيوقراطية؟ لا بالتأكيد. إن العقيدة تجمعنا والمعرفة تمنحنا الحرية. ولذلك سنمنع أي إتجاهات ثيوقراطية تتصدر قيادتنا من جانب الكهنوت. سوف نحصر كهنتنا داخل حدود المعابد، كما سنحصر بالمثل جيشنا داخل حدود معسكراته. لسوف يلتقي جيشنا وكهنتنا منا كل احترام رفيع بقدر ما تستحقه وظيفتهما القيمة، ولكنهما لا يجب أن يتدخلا في إدارة شئون الدولة التي تخلع عليها مكانة سامية، وإلا فسيجلبان علينا صعوبات في الداخل والخارج. صــ53

▬ ليس لدينا عَلَم ونحن في حاجة إلى ذلك. فإن كنا نريد أن نقود عدداً من الرجال، فلابد أن نرفع رمزاً فوق رؤوسهم، وأنا أقترح علماً أبيضاً به سبع نجوم ذهبية. الخلفية البيضاء ترمز إلى حياتنا الجديدة النقية، أما النجوم السبع فهي السبع ساعات الذهبية للعمل اليومي. لأننا سوف نسير إلى الأرض الموعودة حاملين شارة الشرف. إن الدولة اليهودية يجب أن تؤسس تأسياسياً سليماً، بالنظر إلى مركزنا المستقبلي المشرف في العالم. صــ54


▬ أيُ مجد ينتظر ألئك الذين يكافحون في سبيل هدف غير أناني! من أجل ذلك فإنني أعتقد أن جيلاً رائعاً من اليهود سوف ينبثق إلى الوجود، سينهض "المكابيون" مرة أخرى. ولأكرر مرة أخرى كلماتي الإفتتاحية: إن اليهود الذين يريدون الدولة اليهودية ستكون لهم. وسوف نحيا أخيراً رجالاً أحراراً على أرضنا، وسنموت بسلام في بيوتنا. وسوف يتحرر العالم بتحررنا، ويتغنى بثورتنا، ويعظم بعظمتنا. وأياً ما حاولنا إحرازه "هُناك" من أجل صالحنا، فسوف يرتد بقوة وفائدة لخير الإنسانية. صــ61

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

0 التعليقات:

إرسال تعليق