tag:blogger.com,1999:blog-61868064194655460682024-03-06T00:31:43.314+02:00شذرات من كتاب إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.comBlogger152125tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-55590625857661145912020-07-08T12:36:00.002+02:002020-07-08T12:36:57.123+02:00العلمُ المَرِح (نيتشه - ترجمة وتقديم حسان بورقية، محمد الناجي)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• تجرأوا
أن تتذوقوا طعامي، أيها الأكلّة! غدًا سيكون طعمه أفضل.. وبعد غدٍ سيبدو لكم أحسن!
أترغبون في المزيد منه؟ ستُلهمني وصفاتي القديمة، بقدر وصفاتٍ جديدة. ص26</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• عندما
مللتُ البحثَ.. تعلمتُ الاكتشاف.. ولما أمست لي ريح رفيقًا.. صرتُ لكل ريحٍ
شِراعًا.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• أيسحركَ
أسلوبي وكلامي؟ ماذا؟ ستتبعني خطوة خطوة؟ لا تأبه بأن تكون إلا نفسك مخلصا، وستكون
قد تبعتني- رويدًا رويدا!</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إذا
أردتَ أن لا يَكلَّ نفاذُ النظر والرأي.. طارد الشمسَ في الظلِ. ص29</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• غير
كافٍ، أبدًا، أن تكون مشحوذًا.. فالصدأُ ضرويٌ لك أيضا.. إن أردتَ ألا تُعرف
مغفلا. ص29</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• كيف أصل
بسرعة إلى القمة؟ - اصعد دائما، ولا تأبه بذلك!</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• أكرهُ
النفوس البليدة.. حيثُ لا طيبة، ولا خبث أيضا. ص30</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن ألمًا
مضاعفًا مطاقٌ، أكثر من ألم أوحد: أتريد أن تخاطر؟</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• انزع
المرأة التي من أجلها يحترق قلبك! هكذا يفكر الرجل؛ المرأة لا تنزع أبدا، إنها
تخفي.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• أجل، إن
نظرته باردة: ولذلك تبجلونه؟ هو لا يبالي بتشريفاتكم، كالنسر، عينه على الأقاصي..
كلا لن يراكم، لن يبصر إلا النجوم، النجوم! ص35</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• بالصراع
يا أصدقائي.. تنزل كل سعادة ساحةَ الأرض.. أجل، لنصبح أصدقاء.. لابد من جلجلة
المدافع.. يتوحد الأصدقاء في ثلاثة أشياء: إخوة في الضرورة، سواء أمام العدو،
أحرار أمام الموت!</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• ماذا،
أنا مُنقِّب؟-بمنّة، وفروا عني هذا الكلام.. ما أنا إلا ثقيل كالعديد من الأوزان!
أسقط، أسقط دون توقف.. للوصول أخيرًا إلى العمق!</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• الشمسُ،
يلعنها كل المنهوكين.. وعندهم، قيمةُ الأشجارِ: ظلالُها!</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• أقطنُ
بيتي الخاص، ولم أقلدا أحدا في شيء قطُ، وأسخرُ من كل معلم لم يعرف كيف يسخر من
نفسه.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن
التنكر اللاشعوري للحاجات الفيزيولوجية تحت أقنعة الموضوعية، التصور الذهني،
العقلانية الخالصة، قادر على أن يأخذ أبعادًا مخيفة-وكثيرا ما تساءلتُ، بعد تقليب
طويل، إن لم تكن الفلسفة إلى ذلك الحين عبارة عن تأويل للجسد وسوء فهم له، على
الإطلاق. ص45</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لسنا
ضفادع مفكرة، آلات للإسقاط أو للتسجيل دون أحاسيس،- يجب أن نولِّد دومًا أفكارنا
من صميم آلامنا، وبإمومة ننعم عليها بكل ما فينا من حياة، من حب، من رغبة، من شغف،
من وجع، من شعور، من مصير-من حتمية.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• حتى
آنذاك يظل حب الحياة ممكنا- ولو أننا سنحب الآن بطريقةٍ أخرى.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إننا
نعظم الشفقة وكأنها عفة المومسات. ص62</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• جشعٌ
وحبٌ: أية أحساس، متضاربة، لا توحي إلينا بكل من هاتين اللفظتين!</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إنّ نفعا
ممتلكا تقل أهميته، على العموم، بفعل امتلاكه.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يجب أن
نعرف الكتمان في معاشرة الأشخاص الذين يحتشمون من العواطف: فهم قابلون لحقد مفاجئ
على الذي يكتشف لديهم شعورا رهيفًا، حماسيًا أو عظيمًا، وكأنه تبين أسرارهم. ص64</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إنّ السم
الذي يموت به نوعٌ ضعيف جدًا ليُعتبر مُنشِّطًا للقوي-هكذا لا يأبه القوي بأن
يعتبره سُما. ص65</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إنّ
بواعث هذه الأخلاق تُناقض مبادئها! ما تريد هذه الأخلاق أن تقيم به حججها تدحضه في
نفس المحاولة بمعيارها الأخلاقي! ص67</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• تغير
الذوق العام مهم أكثر من تغير الآراء: فالآراء بمجموع أدلتها، دحوضاتها وبكل
تقنّعها الفكري ما هي إلا أعراض الذوق الذي يتغير وليست بالتأكيد دواعي هذا
التغيير، كما مازلنا نفترض. ص77</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن أقوى
سحر النساء، هو أن نُعرِّف به إلى مسافةٍ بعيدة، وحتى نتلكم لغة الفلاسفة، إنه
الفعل عن بعد: لكن لبلوغ ذلك يجب أولا وقبل كل شيء-بعضُ المسافة! ص90</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• كل النساء
يظهرن أنفسهن في غاية الرقة في تعظيم نقائصهن، بل ويتفنن في اختراعها ليظهرن هشّات
مثل التزيينات التي مجرد ذرة عفر تفسدها: فوجودهن يقتضي أن يُشعر الرجل بثقله
الخاص وإرهاق إحساسه بذلك. هكذا يدافعن عن أنفسهن ضد "حق القوي على
الضعيف". ص92</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• هل
تستطيع المرأة أن تأخذنا (أو كما نقول، أن تفتننا) من حيث لا ندري، عند اللزوم، هل
تعرف كيف تستعمل الخنجر (أي نوع من الخناجر) ضدنا؟ أو ضد نفسها هي: ذاك ما يكوّن
في حالاتٍ معينة انتقامًا أكثر حساسية (الانتقام الصيني). ص93</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• النساء
صغيرات السن يجهدن أنفسهن ليظهرن سطحيات وطائشات: وأشدهن نباهةً يتظاهرن بنوع من
الوقاحة. ـــ إن النساء يختبرن أزواجهن بسهولة كعلامة استفهام عن حياتهم الزوجية
وأبنائهم كتبرير أو توبة - إنهن بحاجة إلى أطفال، ويرغبن فيهم بمعنى مخالف تماما
لما يمكن للرجل أن يرغب فيهم. باختصار لا نستطيع أن تكون أكثر حنوا تجاه النساء!
ص94</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• ليست
الحقيقة ولا اليقين هما ما يكوّن الرأي المعاكس لعالم الجنون، بل العمومية
والضرورة الإجماعية لرأي ما. ص95</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• "ما
الجميل في هذا؟" سأل أحد المسّاحين عند نهاية عرض (إيفيجيني) ــ "إن هذا
لا يبرهن على أي شيء إطلاقا!".. هل كان الإغريق في منأى عن هذا الذوق؟ لدى
سوفوكليس على الأقل، "كل شيء مبرهن عليه". ص100</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن الشغف
أفضل من الرواقية والتمثل، إن الصدق حتى في الشر أفضل من أن تضل النفس في أخلاقية
التقاليد، إن الإنسان الحر قد يكون طيبًا بقدر ما يكون شريرًا، لكن الإنسان العبد
يكون عارًا للطبيعة ولا حظ له في أي عزاء سماوي أو أرضي. أخيرًا أن أي امرىءٍ يريد
أن يكون حرا لا بد له أن يصير كذلك بنفسه، وأن الحرية لم تهبط على أحد من السماء
كهبةٍ معجزة. (كلمات نقلها عن ريتشارد فاغنر) ص113</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يتعلم
الناس الثناء كما يتعلمون الازدراء. أي امرىءٍ انخرط في سبل جديدة وقاد إليها
آخرين كثيرين يكتشف باندهاش كم يظهرون حقيرين ورعناء في التعبير عن شكرهم، كم هو
نادر أن يتوصل هذا الشكر إلى التعبير عن نفسه. ص114</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إنه لمن
الضروري أن نروّح عن أنفسنا من حينٍ لآخر لصالح الفن الذي يمكننا ممن تأمل أنفسنا،
من أعلى، وأن نضحك علاوة على ذلك، من أنفسنا أو نبكي عليها. أن نكشف البطل وكذلك
البهلوان اللذين يختبئان في شغفنا للمعرفة، أن نستمتع من حينٍ لآخر بجنوننا كي
نستمر في الاستمتاع بتعقلنا! ص119</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• فلا شيء
يستطيع أن يحسن إلينا أفضل من قبعة الجنون: إننا في حاجة إليها حاجتنا إلى دواء ضد
أنفسنا-نحن في حاجة إلى كل فنٍ مرِح، طافٍ، راقص، ساخر، طفولي وجدي. ص119</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• ستكون
انتكاسة لنا أن نسقط كليةً في الأخلاق بفعل نزاهتنا النزقى ذاتها، وبتلبية مطالب
مفرطة فإننا ننتهي بأن نصير مسوخا وفزّاعات فضيلة. ص119</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن طبيعة
كل العالم هي منذ الأزل طبيعة الفوضى، ليس بسبب غياب الحاجة لكن بسبب غياب النظام،
التمفصل، الشكل، الجمال، الحكمة، وذلك مهما تكن مقولاتنا الجمالية الإنسانية. ص122</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• منذ أن
تعلَم أنه ليست هناك غاية فإنك ستعلم أن لا صدفة هناك. لأن كلمة الصدفة ليس لها
معنى إلا بالقياس إلى عالم الغايات. ص123</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لم يُولِّد
العقلُ خلال مُدد زمنية هائلة سوى أخطاء: وقد بدت في بعضها مفيدة، وصالحة لحفظ
النوع: أيّ واحد يتبناها أو يرثها كان يقوى على خوض صراع ما بمزيد من الحظ من أجله
هو ومن أجل خَلَفِهِ. ص123</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• من أين
نشأ المنطق في رؤوس الناس؟ لا شك من اللامعقولية التي كان مجالها شاسعًا في الأصل.
لكن كائنات لا تُحصى كانت تستنتج بطريقة غير التي نستنتج بها الآن قد هلكت. ص125</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• العلة
والمعلول: نقول إنه "التفسير"، لكن في الواقع "الوصف" هو ما
يميزنا بالنسبة إلى درجات المعرفة والعلم الدقيقة. إننا نصف أحسن، نفسر قليلا مثل
أسلافِنا. ص126</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يكفي أن
نعتبر العلم أنسنة للأشياء مخلصًا نسبيًا؛ إننا نتعلم أن نصف أنفسنا بشكلٍ دقيق
أكثر فأكثر، فقط بوصفنا الأشياء وتعاقبها. ص126</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• بالأخلاق
يجد الفرد نفسهُ مُستدرّجًا ليكون تابع القطيع وإلى عدم ادعاء أية قيمة إلا
باعتباره تابعًا. ص127</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن اللذة
والاشتهاء تختلطان لدى الأقوى الذي يريد أن يحول شيئا إلى تابعه الخاص: وتختلط لدى
الأضعف، الذي يرغب في أن يصير تابعا، لذة وإرادة أن يكون مُشتهى.ص128</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لقد
ساهمت المسيحية أيضًا بقسطٍ وافر في التنوير: لقد لقنت الشكوكية الأخلاقية،
بطريقةٍ نفاذة وفعالة، من فرط الاتهام والإغاظة، ولكن بصبرٍ ودقة لا يعرفان الكلل:
لقد دمرت في كل فرد اعتقادَه في فضائله الخاصة؛ لقد وارت إلى الأبد تلك الوجوه
الكبيرة الفاضلة التي كانت تزخر بها العصور القديمة، أولئك الناس الشعبيين
المشربين بقداستهم، الذين كانوا يسيرون بسرعة مصارعي الثيران. ص130</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• تشتهر
التفسيرات الصوفية بكونها عميقة: الحقيقة أنها ليست حتى سطحية. ص133</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• الاعتقاد
في الإرادة، كما في علة الآثار هو اعتقاد في قوى فاعلة بشكل سحري. والحالة أن
الإنسان كان في البدء يعتقد في وجود إرادة مسببة حيثما شاهد وقوع حادثة ما، مثلما
كان يعتقد في وقوفه شخصيًا خلف العمل ــ لقد كان مفهوم الإوالة غريبًا عنه تماما.
ص133</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لقد
وُضِعت الصلاة لهذا الصنف من الأشخاص غير القادرين إطلاقًا على التفكير بأنفسهم،
الذين لا يعرفون تساميًا، أو لا يشعرون بتطوره. ص134</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• "إن
الإله ذاته لن يستطيع البقاء بدون الناس العقلاء" - قال لوثر، وبحق، غير أن
"قدرة الإله على البقاء ستكون أقل بدون الخُرق" - هذا ما لم يقله لوثر
الشجاع! ص135</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن الحل
المسيحي القاضي باعتبار العالم ذميمًا وقبيحًا قد صيّر العالم ذميمًا وقبيحًا.
ص135</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لقد
جعلتْ المسيحية من الرغبة الكبيرة في الانتحار التي كانت سائدة وقت ظهورها عماد
قوتها: فبينما كانت تُحرم بشكلٍ صارم كل أشكال الانتحار الأخرى لم تترك سوى شكلين
ألبستهما أسمى كرامة وغلفتهما بأغلى الآمال: الاستشهاد، وقتل الزاهد لنفسه ببطء.
ص135</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• انتشار
البوذية (وليس ظهورها) يُعزى بقدر كبير إلى إفراط الهندوس في استهلاك الأرز
والاقتصار عليه تقريبًا، وإلى الخمول التام الذي نتج عنه. ص136</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لقد كان
مُنشئ المسيحية يخال أنه لم يكن هناك شيء يجعل الناس يعانون غير ذنوبهم:- لقد كان
هذا خطأه، خطأ من يشعر أنه غير مذنب ومن تنقصه التجربة في هذا المجال! ص138</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن تعدد
الآلهة قد جسّد مقدمًا زندقة وتعددية فكر الإنسان: أي قوة إيجاد عيون جديدة وشخصية
جديدة أكثر فأكثر، بحيث أنه، من بين كل الحيوانات، يفلت الإنسان وحده من ثبات
المنظورات والآفاق الأبدية. ص140</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إننا قد
أضفينا صبغة جديدة على الحقائق، ولا نفتأ نصبغها- لكن ماذا كانت إلى الآن مهارتنا
إزاء بهاء لون هذا المعلم القديم! أعني الإنسانية القديمة. ص143</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إنكم لا
تعرفون إطلاقًا ما يتفق لكم أن تعيشوه، تهرولون كما لو أن الوجود أسركم، وإن سقطتم
أسفل السلم من حينٍ لآخر. لكن أعضاءكم تبقى سالمة بفضل سُكركم؛ جد واهنة هي
عضلاتكم وجد معتمة هي رأسكم لكي تحسوا مثلنا بصلابة حجر هاته الدرجات! أن نحيا،
بالنسبة لنا، هو غاية المخاطرة: فنحن من زجاج-وويل لنا عند أدنى صدمة! سقطة واحدة
وتكون نهاية كل شيء! ص144</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يحدث أن
تعوز الكرامةُ أحدَنا فيظهر نفسه متملقًا إحدى الفضائل. ص145</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن أفضل
نتائج الفوز العظيم هي كونه يحرر المنتصر من خشية الهزيمة. "لمَ أستسلمُ عند
الحاجة؟ ــ يقول لنفسه. فأنا منذ الآن ثري بما فيه الكفاية كي أتحمل ذلك. ص145</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لا نقول
إننا مُتخمون بالناس إلا حين لا نستطيع هضمهم وقد امتلأتْ بهم معدتنا عن آخرها. ما
بُغض البشر إلا نتيجة حب جدُ شره للبشرية. ص146</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن من
يعلم أنه عميق يجِدّ في النور: أما من يريد أن يبدو عميقًا في أعين العامة فإنه
يجدّ في الظلام. لأن العامة يعتبرون كل ما لا يستطيعون رؤية قعره عميقًا: لشدّ ما
يخشون الغرق! 147</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• من الذي
ملك الفصاحة الأكثر إقناعًا حتى الوقت الحاضر؟ إنه قرع الطبل: ومادام تحت نفوذ
الملوك فإنهم سيظلون أجود الخطباء ومهيجي الشعوب. ص147</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• الأفكار
ظلال أحاسيسنا-فهي دائمًا مظلمة وأكثر فراغًا وبساطة من هاته الأحاسيس. ص148</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إنه
مفكر: أي أنه ماهر في اعتبار الأشياء أبسط مما هي عليه. ص150</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• أ- لا
نُمدَح إلا من طرف أندادنا!" ب: "طبعًا! فالذي يمدحك يقول لك: أنت
ندّي". ص150</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• ما الذي
يميز هؤلاء الأشخاص الخيرين الذين تشع وجوههم بالخير عن سائر الناس؟ إنهم يشعرون
بالراحة لدى حضور شخص جديد، ويولعون به بسرعة: لهذا يريدون له الخير، وحكمهم الأول
يعني: "إنه يروق لي" وتتابع لدى هؤلاء الأشخاص رغبة التملك (فهم لا يدققون
كثيرا فيما يخص قيمة الغير)، التملك السريع، فرحة التملك والعمل لصالح الشيء
المتملك. ص150</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• انظروا!
انظر! إن يفر بعيدًا عن الناس. ـــ لكن هؤلاء يتبعونه لأنه يجري أمامهم، ــ لشد ما
هم قطيعيون. ص150</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إننا لا
نسمع إلا الأسئلة التي نقدر أن نجد لها جوابا. ص151</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن
الفضيلة لا تمنح السعادة ونوعا من الخلاص إلا لأولئك الذين يؤمنون بفضيلتهم، وليس
لهاته الأرواح الشفافة التي تقتضي فضيلتها الاحتراس التام من الذات ومن كل
الفضائل. إذن هنا أيضًا نلاحظ جيدًا أن "العقيدة هي التي تنجي" ــ وليس
الفضيلة! ص153</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• أنفر من
الأشخاص الذين، لكي يبهروا فقط، يوجبون على أنفسهم أن ينفجروا مثل القنابل التي
توشك أن تفقد، بالقرب منها، حاسة السمع ــ بل وأكثر من ذلك. ص154</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يرى
الشاعر في الكذب أخاه من الرضاعة الذي حرمه (أي حرمه الشاعر) من الحليب الذي كان
مخصصًا له: بهذا بقي الثاني بئيسًا ولم يتمكن حتى من بلوغ الإحساس بالارتياح. ص154</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إني أخاف
أن تعتبر الحيوانات الإنسان كائنًا من جنسها فَقَدَ فطرته الحيوانية بأكثر الأشكال
خطورة،<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ـــ أن تعتبره بمثابة الحيوان
الغريب الأطوار، الحيوان الضاحك، الحيوان الباكي، الحيوان الذي مآله التعاسة. ص155</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لقد كان
الشر دائمًا متأكدًا من أكبر الأثر! والطبيعة شريرة! فلنكن إذن طبيعيين!"
هكذا يستنتج سريًا كبار مشخصي أثر الإنسانية الذين كثيرا ما عددناهم ضمن الرجال
العظام. ص155</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إننا
نعبّر عن أصعب الأمور ببساطة، شريطة أن نكون محاطين بأشخاص يؤمنون بقوتنا: فلمثل
هذا المحيط مزية التدريب على "بساطة الأسلوب". بينما العقول الحذرة تعبر
عن نفسها بمغالاة، العقول الحذرة تجعل سامعيها مُغالين. ص155</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• موسومٌ
بالضعف من أراد التوسط بين مفكرين وطيدي العزم؛ ليس له نظر ثاقب ليميز مالا يحدث
إلا مرة واحدة: فأن لا ترى سوى تشابهات وتساوي بين كل شيء فتلك ميزة البصر الضعيف.
ص155</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن
تشبُّثه بقضيةٍ قد توضحت له لهُوَ محض تحدٍ، ــ لكنه يسمي ذلك "وفاء".
ص155</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إنّ
العقول البطيئة في اكتساب المعرفة تظن أنه لا غنى عن البطء في اكتسابها. ص156</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• قلما
نحلم، وإلا فبطريقةٍ مفيدة. ـــ ينبغي تعلم السهر بهذا الشكل: ألّا نسهر إطلاقًا
وإلّا فبطريقةٍ مفيدة. ص156</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• كم من
رجلٍ يصل إلى أوجِه بطبعه، لكن عقله بالتحديد يبقى ما دونه ــ والعكس هو ما يحدث
لآخرين كثيرين. ص156</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• ألا
ينبغي لمن يريد أن يؤثر على العامة أن يكون كوميديَ أناه الخاصة؟ وأن يعبر عن نفسه
أولًا بصورة ذات دقة مضحكة ويمثل كل شخصيته وكل قضيته بهذا الشكل البذيء والمبسط؟.
ص156</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">•
"إنه جد مؤدب!" - في الواقع، إنه يحرص دائمًا على أن تكون معه قطعة سكر
ليعطيها لسيربيروس، وهو فَزِعٌ جدًا لدرجة أنه يعتبر كل واحد سيربيروس، وكذلك أنت،
وأنا نفسي- هنا يكمن أدبه. ص157</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إنه طاهر
من الحسد، لكن لا مزية في ذلك إطلاقًا: إنه يريد غزو بلد لم يمتلكه أحد بعد، بل
ولم يره. ص157</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إننا
نحاول بأي ثمن، مادام ذلك في مقدورنا، أن نُدخِل الرياضيات وصرامتها في كلِ علم؛
لا لاعتقادنا بأننا سنفهم الأشياء أفضل بهاته الوسيلة، لكن بُغيةَ توضيح علاقتنا
الإنسانية بالأشياء. فالرياضيات ليس إلا وسيلة معرفة الكائن الإنساني الكونية
والأخيرة. ص158</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• كل عادة
تجعل يدَنا أكثر مكرًا ومكرنا أقل حذقًا. ص158</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• ما الذي
يصنع البطولة؟ أن نسير في الوقت ذاته قُدّام أقسى معاناتنا وأسمى أمنيتنا. ص161</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• من الذي
تعتبره خبيثًا؟ - الذي يريد دائمًا أن يُخجِل الآخرين.. -ما الأكثر إنسانية في
نظرك؟ -أن توفر الخجل على شخصٍ ما. -ما خاتم الحرية المكتسبة؟ - ألا تخجل من نفسك
أبدا. ص162</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يجب على
أفكاري أن تدلني على أين أنا: لا أن تكشف لي إلى أين أسير، قال المسافرُ لظله. إني
أحب تجاهل المستقبل، ولا أريد أن أستسلم للجزع ولا للطعم المتوقع للأشياء الموعودِ
بها. ص170</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• أن يصل
المرء إلى الإعجاب بذاته-سواء بالصنف كذا أو بالصنف كذا من الفن أو من الشعر: إذاك
فقط يبدو الإنسان بمظهر محتمل! وكل من كان مستاءً من نفسه فهو مستعد دائمًا
للانتقام منها: وسنكون نحن ضحاياه، وإن لم يكن ذلك إلا لكي نستطيع تحمل مظهره
البشع! لأن رؤية شيء بشع تجعل الإنسان مريضًا وكئيبًا. ص172</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يتميز
الناس المتفوقون عن الأراذل بما يسمعونه ويرونه بطريقةٍ لا توصف، وإنهم لا يرون
ولا يسمعون إلا وهم يتأملون- وهذا ما يميز الإنسان عن الحيوان، مثلما يميز
الحيوانات الراقية عن الدنيا. ص178</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن كل ما
له بعض القيمة في العالم الحالي لا يملكها في ذاته، لا يملكها من طبيعته-فالطبيعة
دائمًا بدون قيمة-بل تلقى شيا من القيمة يومًا كمنحة، ونحن هم من كنا المانحين!
نحن الذين خلقنا العالم الذي يهم الإنسان! ص179</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إني أعرف
الحياة أكثر لكوني كثيرا ما كنتُ على وشكِ فقدها؛ ولهذا السبب بالذات أعطتني
الحياة أكثر مما أعطت أيا منكم! ص180</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إني لا
أحبُ أيّا من هاته الفضائل السلبية-الفضائل التي جوهرها جحود الذات والتضحية بها.
ص181</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن هؤلاء
الأخلاقيين الذين يَحُضُّون الإنسان قبل كل شيء وبالأساس على السيطرة على نفسه
يثيرون لديه مرضًا شاذًا: سرعة انفعال دائمة من كل الميول وكل الحركات الطبيعية،
نوعا من الحكة تقريبًا. ص181</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لقد
أطلقتُ اسمًا على ألمي وأناديه "كلبة" ــ إنها وفية، فضولية، قليلة
الحياء، مسلية وذكية، مثل أي كلب آخر ــ وأستطيع أن أوبخها وأمرر عليها سخطي مثلما
يفعله آخرون مع كلابهم، مع خدَمِهم ومع زوجاتهم. ص184</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• العواصفُ
خطري: فهل لي عاصفتي التي سأستسلمُ لها، مثلما استسلم أولفير كُرومويل لعاصفته؟ أم
سأنطفئ كمشعلٍ لا ينتظر أن تطفئه الريح، لكنه تعبٌ وشبعانٌ من نفسه ــ كمشعلٍ
مستهلك؟ أم: سأنتهي بإطفاء نفسي حتى لا أُستَهلك؟</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يوجد في
الألم من الحكمة قدر ما يوجد في المتعة: وهو، مثلها، ينتمي إلى القوى الأساسية
لحفظ النوع. ولو لم يكن ذلك لماتت هاته القوة منذ أمدٍ طويل. ص186</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• الذي
ينظر في نفسه كما في داخل كونٍ هائل ويحمل في ذاته مجرّات يعرف أيضًا كم هي
لامنتظمة كل المجرات: فهي تؤدي حتى عمق فوضى الوجود ومتاهته. ص187</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">•
"الحياة كوسيلة للمعرفة" ــ بهذا المبدأ في القلب نستطيع لا فقط أن نحيا
بشجاعة، بل كذلك أن نحيا بمرحٍ ونضحك بمرح! 188</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لا شك أن
الإيمان بالطبيعة الذميمة للأنانية، الذي نُودِي به بكثير من التصلب والإقناع، قد
أضر بالأنانية على العموم (لفائدة الغرائز القطيعية!)، خاصة بفعل تجريده لها من كل
راحة ضمير وحثه على البحث فيها عن المنبع الأساسي لكل شقاء.. "أنانيتك هي
كارثة حياتك" هذا كان مضمون كل وعظ طيلة ألفيات.. ص190</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• كم يوجد
من الرجال الذين يتقنون الملاحظة! ومن بين النادرين الذين يقدرون على ذلك-هل يوجد
من يستطيعون أن يلاحظوا أنفسهم؟ إن سابري الروح كلهم يعرفون، لسوء حظهم، أن كل
واحد بعيد عن ذاته أشد البعد؛ وحكم "اعرف نفسك بنفسك" الموجه إلى الناس
من فم إله هو خبث تقريبًا. ص194</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن متانة
حكمك الأخلاقي يمكن دائمًا أن تكون برهانًا بالضبط على البؤس الشخصي ودليلا على
اللاشخصية، إن مصدر قوتك الأخلاقية قد تكون في عنادِك-أو في عجزك عن استعياب مثل
عليا جديدة! ص195</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن النطق
بالأحكام بإسم الأخلاق لابد أن ينفر ذوقنا السليم في النهاية! 196</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لو
تأملتُ هذا القرنَ بعيون قرن سحيق فلن أعرف في طبيعة الإنسان المعاصر شيئًا أغرب
من هاته الخاصية الغريبة، هذا المرض الغريب الذي ندعوه "الحس
المؤرّخ".ص196</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن كل
هاته المخلوقات التي تثير الشفقة وتطلب الإنجاد تمارس إغواءً سريًا: "طريقنا
الخاص" في الواقع في الواقع قضية شاقة ومكلفة، وبعيدة جدًا عن حب الآخر
ومعرفته، ــ لا نفلت منها، وكذلك من شعورنا الشخصي. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• أينما
لوحظنا على أننا مُعانون فإن معاناتنا تُفسّر بأكثر الطرق سطحية؛ شيء خاص بطبيعة
العاطفة الشفوقة أن تعري المعاناة الغريبة مما هو شخصي فيها بالأساس: ــ فــ
"المحسنون" إلينا هم الذين ينتقصون من قيمتنا وإرادتنا أكثر من أعدائنا.
ص198جدا، دون بعض الارتياح، ونبحث عن ملجأ بقرب شعور الآخرين، في حراب معبد
"دين الشفقة" المريح. ص199</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• العالم
يفيض بالأشياء الجميلة، لكنه فقير، فقير جدا من حيث اللحظات الجميلة ومن حيث
التجليات الجميلة لمثل هاته الأشياء. لكن ربما يكون هذا هو سحر الحياة الأقوى:
إنها مغظاةٌ بخمارٍ منسوجٍ من ذهب، بخمارٍ من الإمكانيات الجميلة يعطيها هيأة
واعدة، متحفظة، محتشمة، ساخرة مستعطفة وساحرة. أجل، إن الحياة امرأة! ص200</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لا أحد
حتى الآن استطاع إذن أن يتفحص قيمة أشهر أنواع الطب، المُسمى الأخلاق: الشيء الذي
يستلزم أولا أن نقرر جعل هاته القيمة-موضع سؤال. وإذن هذا هو بالضبط مشروعنا. ص208</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن الوعي
لم يتطور، بصفةٍ عامة، إلا تحت ضغط الحاجة إلى التواصل-ولم يكن الوعي، منذ
البداية، ضروريا ونافعا إلا داخل علاقات الإنسان بالإنسان، خاصةً بين الذي يصدر
الأوامر والذي يطيع، وتبعا لدرجة هذا النفع كان يتطور. ص217</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن طبيعة
الوعي الحيواني تتضمن أن العالم الذي يمكن أن نعيه ليس إلا عالمًا سطحيًا، عالم
إشارات، عالمًا معمما، مبتذلا-أن كل ما يصير شعوريا يجد نفسه للوهلة ذاتها مسطحا
ومصغرا ومنقصا إلى حد بلادة المقولب القطيعي؛ أن كل وعي يرجع إلى عملية تعميم
وتسطيح وتزوير، إذن إلى عملية مُفسدة بالأساس. ص218</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• الرجل
الذي يحب مثل المرأة يصير بذلك عبدًا؛ لكن المرأة التي تحب كامرأة تصير بذلك امرأة
أكثر كمالا.. ص231</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• كل ما هو
مُتصور، مُتخيل شعريا، مرسوم أو مؤلف موسيقيًا، أو حتى منبني ومشكل، ينتمي إما إلى
الفن المناجاتي وإما إلى الفن أمام شهود. يجب أن نصنف ضمن هذا النوع الأخير كذلك
غنائية الصلاة كلها، هذا الفن الذي يبدو مُناجاتيًا، الذي يتضمن إيمان بالإله:
لأنه ليست هناك وحدة بالنسبة لروحٍ وروعة-هذا الابتكار يرقى زمنيًا إلينا نحن
الذين هم دون إله. ص234</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لا أعلم
تميزًا أعمق مما يلي في وجهة نظر الفنان الكاملة: معرفة إن كان يعتَبِر عمله في
تقدم من وجهة نظر الشاهد (ومنها كذلك يتأمل نفسه) أو إن كان على العكس قد
"نسي الناس": وهو شيء أساس لكل فن مناجاتي-الفن الذي يكمن في النسيان.
الفن الذي هو موسيقى النسيان. ص234</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• كآبتي
تريد أن تستريح في خبايا وثنايا الكمال، لهذا أنا في حاجة إلى الموسيقى. ص235</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن
تفسيرًا "علميًا" للعالَم مثلما تقصدونه أنتم سيبقى بالتالي واحدا من
أبلد التفسيرات، أي واحدا من بين أفقرها من حيثُ المعاني من بين كل التفسيرات
الممكن تصورها. ص241</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إنّ
الراقصَ لا ينتظر من غِذائه البدانة، بل الحيوية والرشاقة الكبرى.. ص248</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن
النفوسَ القوية، النفوس الخبيثة هي لأولئك الذين ساهموا أكثر، حتى الآن، في التقدم
البشري: إذ لا يتوقفون أبدا عن تحميس الأهواء الخامدة مجددا-كل مجتمع منظم
يخدرهاـــ، لا يتوقفون أبدا عن إيقاظ روح المقارنة، التناقض، التذوق للجديد،
المحاولات الجسورة، التجربة الخلاقة دائما، ويُكرِهون الناس على مقارعة الرأي بالرأي،
الأمثلة بالأمثلة. وذلك مع التلويح بأسلحةٍ [ما]، وقلب تخوم الحدود، وفي الغالب،
مع جرح روح التقوى: ولكن أيضا مع خلق دياناتٍ وأخلاقياتٍ جديدة! إن [الخبث] آنئذ
بين وضوح أكثر، فإنه لن يحرك العضلة في الحال، ولن يثير افتضاحًا مماثلًا! إن
الجديد يوجد مع ذلك في كل حالات الشر بما أنه الساعي إلى الغزو، إلى احتقار تخوم
الحدود القديمة والتقوى القديمة، والقديم وحده هو ما يمثل الخير! إن الرجال
الطيبين في كل عصر هم أولئك الذين يخُدُّنَ كليا الأفكار القديمة، والتي تنبث معها
الثمرات. إنهم حرَّاثو الروح. غير أن حقلا كهذا لن يثمر في النهاية ويجب على سكة
محراث الشر أن تقلبه ثانية. وتوجد الآن هرطقة أخلاقية، مبجلة في انجلترا بالخصوص:
تبعا لهذا تترجم أحكام ما هو "حسن" وما هو "قبيح"، جملة تجارب
الـ "نافع" وغير الـ "نافع": ويكون الخير هو كل ما يحفظ
النوع، "قبيح" كل ما هو ضار له. وفي الحقيقة إن الدوافع القبيحة تعتبر،
في درجة عليا، مفيدة وصالحة لحفظ النوع مثل الدوافع الحسنة: باستثناء أن لها وظيفة
مغايرة. ص55</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن
الشعور هو النمو الأخير والأكثر تأخرًا في الحياة العضوية، وبالتالي الأقل تكاملًا
والأكثر تعرضًا للعطب منها. فمن خلال الحياة تنشأ كبوات لا تُحصى، أفعال فاشلة،
تجعل حيوانًا، [و] كائنًا بشريا ينقرضان قبل أن يكون ذلك ضروريًا-"نكايةً في
القدر" كما يقول هوميروس. لولا وثاق الغرائز المحافظ، الشديد المتانة للغاية،
لولا الفضيلة المنظمة التي يباشرها الكائن البشري، لكان ينبغي أن تنقرض الإنسانية
من جراء أحكامها الفاسدة، هذيانها في حالة اليقظة، حاجتها لأساس وسذاجتها،
باختصار، من جراء حياتها الشعورية ذاتها: أو بالأحرى، من دون هذه الظواهر كانت
الإنسانية قد امّحت منذ عهدٍ طويل! قبل أن يتطور فعل ما وأن ينضج فإنه يشكل خطرا
على الجهاز العضوي: نعم الأمر إذا كان خلال هذه الفترة، مضطهدا جدا! هكذا<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يلفي الشعور نفسه مضهدا بجفاء، ومن دون شك
أليست غطرسته الخاصة هنا الأقل جورا! إننا نعتقد أن ثمة نواة الإنسان: أي الدائم،
الأبدي، الأخير، الأكثر الأصالة فيه. نتعامل مع الشعور ككم ثابت معطًى! نتجاهل
نماءه وتقلباته! نتصوره مثل "وحدة الجهاز العضوي"!- هذا التقدير المبالغ
فيه للشعور! وهذا الإنكار المثير للسخرية، كانت عاقبتهما الصائبة تحاشي تدبيره
السريع جدا. ولأن الناس اعتقدوا مسبقا امتلاك الشعور فإنهم لم يكلفوا أنفسهم عناءً
لاكتسابه- وقلما يختلف الأمر اليوم عن ذلك! فأن نتمثل المعرفة وأن نجعلها فطرية،
ذلك ما يؤسس حتما دورا جديدا، لا يكاد يدرك، حيث يتنبأ تماما الإبصار الإنساني
بوميضه-دور لا يدرك جيدا إلا من طرف أولئك الذين فهموا أنه حتى الآن وحدها أخطاؤنا
هي التي تشبهت بنا، وأن شعورنا كله لا يستند إلا إلى الأخطاء! ص60</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في فعل
الخير أو الشر للآخرين، نمارس عليهم سلطتنا-إذ لا نبتغي شيئا عدا ذلك! في فعل
الشر، نمارسها على أولئك الذين يجب أولا أن نختبرها فيهم! ذلك أن الألم وسيلة
ظاهرة بهذه الغاية أكثر من اللذة: فالألم يحتاج دائمًا إلى علل، في حين أن اللذة
ميّالة إلى ألا تُراعي إلا لذاتها دون مراعاة لناحية ما. إننا نمارس قوتنا في فعل
أو في إرادة الخير لأولئك الذين يخضعون لنا بطريقةٍ معينة (بمعنى، الذين جرت
العادة عندهم بأن يفكروا فينا كما يفكرون في مبرراتهم)، نريد أن ننمّى كثيرا
سلطتهم الخاصة، لأنه بهذا الشكل ننمي قوتنا، أو أننا نريد أن نبين لهم ميزة وجودهم
في تبعيتنا،ــ هكذا سيرضون أكثر على ظروفهم وسيكونون أكثر عدائية، أكثر قتالية
لأعدائنا نحن. أما أن نقدم تضحيات في فعل الخير أو الشر، فلن يبدل ذلك القيمة
الأخيرة لأفعالنا في شيء؛ أكان يجب أن نراهن بحياتنا كالمستشهد في سبيل كنيسته،ــ
فثمة دائما تضحية لصالح ظمئنا للقوة أو على الأقل للحفاظ على شعورنا بها. كم من
السيطرة يحوزُ ذلك الذي يريد أن يحمي الإحساس بأنه "يملك الحقيقة"! كم
من الأشياء لم يعد يلقي بها قط من عل، ليبقي في "العلو" أي فوق الآخرين
الذين تغيب عنهم الــ "حقيقة"! مؤكد أن الحال التي نسيء فيها، نادرا ما
تكون مقبولة، خالصة من كل شائبة مثل الحال التي نحسن فيها-تلك علامة على أن القوة
ما تزال تعوزنا، أو ما تزال تفشي بعائق هذا النقص، وافتقارنا للفعل كذلك يُسبب
مجازفات جديدة وشكوكا جديدة في قدرة القوة التي حظينا بها سابقا، ويكّدر أفقنا
بهواجس الانتقام، الهزء، العقاب والفشل. وحدهم الناس الأكثر حنقا والأكثر عطشا
للشعور بالقوة يمكنهم أن يحسوا بلذة أكبر في وصم مُعانِدِهم بخاتم قوتهم: يحسون
بمظهر الخاضع لهم، كعبء وغم (باعتباره سبب عطفهم). كل شيء يتعلق بالطريقة التي
نطيّف بها عادة حياتنا: المسألة مسألة ذوق في أن نفضل نموا بطيئا للقوة بدلا من
نمو مباغت، نموًأ محققا بدلا من نمو مجازف أو مغامر،ــ نختار هذا البهار، أو ذاك،
بحسب المزاج. إن ضحية سهلة لشيء جدير بالاحتقار بالنسبة للأمزجة الشامخة، لأنها لا
تحس إحساس الراحة إلا عند رؤية أناس لم يستطع شيء أن يضطدم بهم والذين بإمكانهم أن
يكونوا لهم معادين، مثلما لا تفتنهم سوى رؤية الحيازات الصعبة البلوغ: إن أمزجة
مماثلة تبدو دائمًأ قاسية للذي يتألم، إذ يظهر غير جدير بأنفتها وسعيها، بالمقابل
يبدو هؤلاء أولى باللباقة بالنسبة إلى أندادهم الذين سيكون الصراع والمقاومة معهم
مشرفين على أي حال، إذا أتيحت الفرصة لذلك. إن الشفقة هي دائمًا المحسوس بها بلذة
من طرف أولئك الذين لهم أنفة أقل ولا يستطيعون الوثوق بفتوحاتٍ كبيرة: إن التضحية
السهلة في نظرهم-كذا كل كائن يتألم-شيء فاتن. إننا نعظم الشفقة وكأنها عفة المومسات.
ص61، 62</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
نشاهد شخصًا يتألم، ننتهز طوعا الفرصة السانحة لتملكه: ذاك مثلا ما يفعله الإنسان
الرحيم والرؤوف ويعتقد بدوره أنه يحس بالـ "حب"، الحب بين الجنسين ما
ينفضح بجلاء أكبر كإغراء بتملك منفعة خاصة: فالعاشق يريد تملك المرغوب فيها تملكا
يقتصر عليه وحده، يريد أن يمارس سلطة مانعة على روحها، كما على جسدها، يريد أن
يكون معشوقًا من طرفها إلى حدود استبعاد أي شخص آخر، أن يسكن هذه الروح، ويهيمن
عليها كأنه أسمى من يكون وأشهى بالنسبة لها. إذا فكرنا أن كل هذا لا يعود في مداه،
إلا إلى حرمان بقية الناس من الاستمتاع بالنفع وبسعادة عزيزة؛ أن العاشق يسعى إلى
إفقار وحرمان كل المنافسين الآخرين ولا يلتمس سوى أن يغدو تنين كنزه، الآسير،
المحتال، الأكثر تجردا من الوساوس والأكثر أنانية؛ وأخيرا أن العالم عينه يبدو في
عيني العاشق، عديم الأهمية، أكمد، لا قيمة له، وأنه مستعد للتضحية بكل شيء،
للإخلال بأي نظام، لاحتقار أي مصلحة أخرى، فهناك ما سيدهشنا، أن هذا الجشع وهذا
الجور الهمجيين للكلف الجنسي جاز لهما أن يكونا مبجلين ومعظمين إلى هذه الدرجة كما
حصل في أي عصر، وأنه ولو بالغناء في أن نستمد، من نوع العشق هذا، مفهوما للحب باعتباره
نقيضا للأنانية، فإن الأمر ربما يتعلق بالتعبير الأكثر وقاحة عن هذه الأخير. هنا،
حسب الظاهرة، أن الذين لا يملكون، غير المشبعين ـــ وهم دائما الأغلبية على الأرجح
ــ هم الذين ساهموا في التعابير الشائعة للكلام. أما الذين كان القدر، في هذا
المجال، قد خبأ لهم الكثير من التمتع والإشباع، فقد انفلت منهم، دون شك، بعض
الكلام هنا وهناك بصدد الـ "جنّي الساخط"، شأن ألطف وأحب الآثينيين:
سوفوكوليس؛ أما إيروس فقد كان يسخر دائما من مجدفين مماثلين مع أن الأمر كان يتعلق
بالضبط بأكبر مُفضليه. أكيد أنه يوجد على الأرض، هنا وهناك نوع من التمديد للعشق،
والذي في غضونه استسلم هذا الطمع الجشع والمتبادل بين شخصين، لطمعٍ جديد، لجشعٍ
جديد، للظمأ المتفوق المشترك لمِثَل يستعلي عليهما: لكن، من يعرف هذا الحب؟ من
خَبَرَهُ؟ إن اسمه الحقيقي هو: صداقة. ص62، 63</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ ــــ
ماذا سأفعل بهذين اليافعين! صرخ بتبرم فيلسوف كان يفسد الشبيبة مثلما أفسدها سقراط
قديما،ــ إنهما بالنسبة لي مريدان غير مرغوب فيهما. فذاك لا يعرف أن يقول لا، وهذا
يقول في كل لحظة: "من زاويةٍ ما"... لنفترض أنهما أدركا مذهبي، سيعاني
الأول منه كثيرا، ذلك أن طريقة تفكيري تقتضي نفسًا شرسة، إرادة التعذيب، رغبة في
قول لا، جلدا صلبا-سيستسلم لجراحاته الظاهرة والخفية. وأما الثاني فكل قضية يدعمها
سيكون مستعدًا ليجعل منها قضية بين بين-إن مريدًا مماثلًا أتمناه لعدوي! ص74</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إذا
قوَّمنا عموم رغبة الانفجار الكامنة في طاقة الشباب، فلن نستغرب إذا رأيناهم
يعزمون على هذه المصلحة، أو تلك بقليل من الدقة وبقليل من الرَّوية في اختيارهم:
إن ما يحرضهم هو الغليان الذي تثيره مصلحة ما، أي رؤية الفتيل مُشعلا تقريبا-لا
المصلحة في حد ذاتها. كذلك يدرك الغاوون المرهفون جدا كيف يَعِدون بالانفجار
والتغاضي عن تبرير مصلحتهم: ليس بالتبريرات قط نربح براميل من بارود مماثلة! ص76</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ هذه
الظواهر الغريبة التي هي اللامبلاةُ الفجائية في سلوك الإنسان العاطفي، دعابةُ
الإنسان السوداوي، مثل الكرم الذي يرفض بالخصوص الانتقام وإشباع الرغبة فجأةــ
تتولد عند أناس تفعل فيهم طاقة قوية على التبذير، عند أناس ذوي الامتلاء الفُجائي
والاشمئزاز الفجائي. إن تعويضاتهم جد سريعة وجد قوية لدرجة أن يتعقبها الضجر
والنفور وفرارٌ مستهامٌ للذوق المناقض مباشرةً: في هذا التقابل تنحل أزمة
الحساسية، عند فلان بلامبالاة فجائية، عند فلان آخر بالضحك، وعند ثالث بدموع
وبتضحيات بالنفس. يبدو لي أن الكريم ـــ على الأقل من هذه الفصيلة من الكرماء التي
كان لها دائمًا إحساس مفرط ـــ إنسان متعطش إلى الانتقام بدرجة عليا، والذي تتاح
له إمكانية إرواء الغليل، ومن خلال تصوره لذلك يستلذها ويرتوي بها بوفرة وبعمق إلى
آخر قطرة، حتى يعقب هذا الجنون المباغت، اشمئزاز رهيب مباغت-ومستقبلا يعلو على
ذاته كما يقال، ويصفح عن عدوه بل يمجده ويبجله. بهذا العنف الذي يمارسه على نفسه،
بهذا الشكل الذي يهين به اندفاعه للانتقام الذي كان قويا من قبل، فإنه لا يستزيد
إلا الاستسلام للاندفاع الجديد الذي يهيمن، بدوره، عليه الآن، ويفعل ذلك بنفاذ صبر
وبجنون مثلما كان من قبل يحدث لذة الانتقام توهما، لدرجة استنفاذها تقريبا. إن مدى
الأنانية الذي يوجد في الكرم نفسه يوجد في الانتقام، غير أنه نوع آخر من الأنانية.
ص82، 83</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ وأنتم
أيها الرجال المتحفظون، الذين تشعرون بالحذر ضد الشغف والجنون، والذين تصنعون من
فراغكم عن طيب خاطر موضوع كبرياء وزينة، تدّعون بأنكم واقعيون وتزعمون أن كذلك
يبدو العالم لكم، وكذلك يكون في الواقع: لكم وحدكم يعرض الواقع نفسه عاريا وأنكم
ربما كنتم أحسن ضلع فيه.. لكن ألستم دائما، حتى في حالتكم الأكثر انكشافًا، أناسًا
هائمين ومظلمين بصراحة، مشبّهين بالأسماك ومتشابهين فوق الحد أيضًا لفنان عاشق؟ــ
وبلتالي ما "الحقيقة" بالنسبة لفنان عاشق! إنكم لا تكفون قط عن استرجاع
طريقة قديمة ما في تقييم الأشياء، طريقة لها أصلها في أهواء وشغوفات القرون القديمة!
إن تحفظكم ذاته سيظل مشبعا بنشوة خفية متعذر إخمادها! إن حبكم لل
"حقيقة" مثلا - ليس سوى شغف قديم، آه كم هو قديم! في كل إحساس، في كل
انطباع بالغ يكمن جزء من هذا الشغف القديم، وبعد كل حساب، فقد كان للاستبشاح،
للحكم المسبق، للجهل، للاوعي ولا أعرف أي أشياء أخرى، نصيب في تشكيل ذلك! انظروا
إلى هذا الجب، وإلى الغيمة هناك! ما الـ "واقعي" فيهما إذن؟ غضوا النظر
عن الاستيهام وعن كل إسهام بشري أيها الرجال المُتحفظون! آه لو كنتم تقدرون! لو
أنكم على الأقل كنتم تستطيعون نسيان أصلكم، ماضكيم، تكوينكم السالف- مجموع إنسانيتكم
وحيوانيتكم! لا توجد "حقيقة" قط بالنسبة لنا - لا ولا لكم أيها الرجال
المتحفظون - وكلانا غير غريب عن الآخر كما تزعمون، وربما استحق استعدادنا للخروج
من النشوة من العناية مقدار إيمانكم بأنكم غير قادرين حتى على الانتشاء. ص88</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
نعشق امرأة، نمقت بسهولة كل أنواع الأشياء الكريهة التي أخضعت الطبيعة المرأة لها،
طواعيةً نبعدها عن عقولنا، لكن عندما يحدث أن تلمس أرواحنا هذه الأشياء، فإنها
ترتعش بنفاذ صبر وتنظر للطبيعة بمظهر احتقار: إن الطبيعة تغيظنا، الطبيعة التي
يبدو أنها تغتصب ثروتنا، وذلك بأيادٍ جاز لها انتهاك الحرمات. نرفض الاستماع لأدنى
مصطلح من مصطلحات الفيزيولوجيا، ونعلن في أنفسنا: "لا أريد أن أسمع شيئا من
جراء أن الإنسان شيء آخر أيضًا غير روح وصورة!"، إن عبارة الــ كائن بشري تحت
البشرة" قبيحةٌ جدا، وشيءٌ غير معقول بالنسبة لكل العشاق، إنها تدنيس في حق
العشق. والحال أن هذا النوع من الاشمئزاز الذي لا يكف العاشق يحس به تجاه المظاهر
الدنيئة للطبيعة، كان كل عابد للإله و "جبروته" يحس به فيما مضى: في كل
ما كان يقوله الفلكيون، الجغرافيون، الفيزيائيون، الأطباء عن الطبيعة، كان يرى فيه
تدخلا في قدرته الخاصة العزيزة، فهو اعتداء إذن-وفضلا عن ذلك هو عدم حياء من طرف
المعتدي! لقد كانت "قوانين الطبيعة" أيضا مخالفة للأخلاق بالنسبة له
مثلما هي تجديف: جوهريا، كان بوده أن يُرجع كل أولولية لأفعال أخلاقية إرادية أو
اعتباطية: وبما أنه لم يكن باستطاعة أحد أن يؤدي له هذه الخدمة، فقد اكتتم لنفسه،
قدرما استطاع، الطبيعة وإواليتها وعاش كأنما في حلم. آة لقد كان هؤلاء الناس
الغبرون يمهرون في الحلم ولهذا لم يكونوا بحاجة إلى أن يناموا!-ونحن أناس اليوم،
مازلنا نمهر في ذلك أكثر بكثير رغما عن استعدادنا للسهر ولوضح النهار"! يكفي
أن نعشق، أن نكره، أن نشتهي، وببساطة أن نحس، لكي يوحي إلينا الطيف وقوة الخيال.
وها نحن نرتقي بتيقظ، المسالك الأكثر خطورة، غير آبهين بكل مخاطرة، على السطوح على
الأجراف وعلى أبراج التخيل دون أدنى<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>دوار،
للتسلق خُلقنا-نحن مترنمو النهار! نحن الفنانون! نحن كاتمو الطبيعة! نحن غريبو
الأطوار والباحثون عن الإله! نحن المسافرون إلى صمت الموت، المسافرون الجلد على
أعالي لا نحسبها كذلك، نعتبرها سهولنا، نعتبرها يقينياتنا. ص90</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ جيء
بشباب عند حكيم: "هذا واحد-قيل له-من الذين أُفسِدوا من طرف النساء!"
أخذ الحكيم يبتسم وهو يهز رأسه: "إن الرجال هم الذين يفسدون النساء، وكل ما
يغيب عن النساء يجب أن يُكفّر عنه وأن يُصلَح من طرف الرجال-ذلك أن الرجل يشكل
صورة عن المرأة، والمرأة تظهر طبقا لهذه الصورة" ـــ أنت مفرط اللطافة مع
النساء، قال أحد الحاضرين، إنك لا تعرفهن قط!" فأجاب الحكيم: "إن طبيعة الرجل
إرادة، بينما طبيعة المرأة قبول-هذا ناموس الأجناس-قاس على النساء"! كل
الكائنات البشرية بريئة من وجودها، والنساء كذلك لكن من درجة ثانية: من إذن يمكنه
أن يملك كفاية من المسح والرأفة على النساء!" ــ "المسح! الرأفة! ماذا
تقول؟ صاح آخر من بين الجمع: الأمر يتعلق بأن نربي النساء أفضل!" "الأمر
يتعلق بأن نربي الرجال أفضل"، قال الحكيم، وأشار على الشاب بأن يتبعه. ــ لكن
الشاب لم يتبعه قط. ص92</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن
الحيوانات تتصور الإناث بخلاف ما يتصوره الرجال عليهن: الأنثى بالنسبة إليها،
قيمتها في طبيعتها الإنتاجية. لا وجود عندها، أي الحيوانات، لحب أبوي، هناك شيء
يشبه الحب الذي نكنه لأبناء العشيقة، والطريقة التي نتعود عليها في ذلك. تجد
الإناث في صغارهن إشباعًا لرغبتهن في السيطرة، يجدن فيهم ملكية ما، انشغالا ما،
شيئا واضحًا بالنسبة لهن تمامًا، يمكن أن نثرثر معه: كل هذا يكوّن الحب
الأمومي-مثيل حب الفنان لأثره. إن الحَملَ قد صيّر النساء حنونات أكثر، صبورات
أكثر، هلوعات أكثر، لقد أعدّهن جيدًا للإذعان، وكذلك الحمل الفكري ينمي طبع مُحبي
التأمل، حليفي الطبع الأمومي: أولئك أمهات ذكورية. وعند الحيوانات يعرف الجنس
المذكر بالجنس اللطيف. ص94</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ رأى قديس
رجلا قاصدا إياه وهو يحمل وليدا: "ماذا عساي أن أفعل بهذا الطفل، سأل هذا
الأخير، فهو مُعدِم، مُخِف، ولم يعش كفاية ليموت". ـــ "اقتله"،
صاح القديس بصوتٍ عنيف، "اقتله وخذه ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ بين ذراعيك، حتى
تتذكر ذلك: بهذا لن تلدن طفلا أبدا إذا لم يكن الوقت ملائما". عندما سمع
الرجل هذه الكلمات، رحل خائبًا: ولام كثير من الناس القديس لكونه نصح بالإقدام على
فعلٍ قاسٍ، كقتل طفل. "لكن أليس أكثر قساوة أن ندعه يعيش؟" قال القديس.
ص95</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إنهم
الفنانون أولا، وبخاصة الفنانون المسرحيون، الذين منحوا الناس أعينا وآذنًا للنظر والسماع
بشيءٍ من الحبور إلى ما يكونه كل واحد في حد ذاته، ما يحس به كل واحد، ما يريده كل
واحد: إنهم الذين أولا علمونا كيف نحترم البطل المتخفي في كل واحد من هؤلاء الرجال
العاديين، هم الذين علمونا فن اعتبار أنفسنا كأبطال، من بعيد، مغيري الهيأة
تقريبًا-علمونا فن إخراج أنفسنا نحن بأم أعيننا. هكذا أتيحت لنا بوسائلنا الخاصة،
إمكانية صرف النظر عن بعض تفاصيلنا الحقيرة! دون الفن ذاك لن نكون عدا "صورة
مكبّرة" ولن نفتأ نحيا كلية تحت زاوية هذه البصرية التي تُكبِّر ببشاعة ما هو
مباشر ومتداول وتظهره كحقيقة في حد ذاته. ربما كان لها استحقاق مماثل، هذه العقيدة
التي تأمر بتفحص الخطأ مجهريًا عند كل إنسان، والتي تجعل من المذنب مجرمًا أبدًا
كبيرا: وبرسم أبعاد أزلية حوله، فإنها تُلقِّن الناس كيف يعتبرون أنفسهم من بعيد،
كشيء ماضٍ وحاصل. ص97</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ قال أحد
المبدعين لأحد مريديه: "أنا متعطش لأستاذ في فن الأصوات يعرف كيف يتعلم
أفكاري ويعبر عنها في المستقبل بلغته الخاصة: بذلك سأنفذ بشكل أفضل إلى الآذان
وقلوب الناس. الأصوات تمكن من إغوائهم في كل خطأ كما في كل حقيقة: منذا سيفكر في
إبراز خطأ صوت؟| ـــ "هكذا تريد أن تعتبر غير قابل للحضور؟" قال المريد.
ردّ المبدع: "أود أن أرى البذرة تصير شجرة. ولكي تصير نظرية ما شجرة، يجب
أولًا أن يُعتقد فيها/ أن تُعتبر غير قابلة للدحض. العاصفة، الشك، الهامة، الخبث
امتحن الشجرة لكي يظهر نوعٌ وقوة بذرتها، لتنكسر إن لم تكن قوية! لكن فيما يخص
البذرة فإنه لا يمكن أبدًا سوى أن تُباد-لا أن تُدحض!" ــ حين انتهى من قول
هذا، صرخ مريده باندفاع: "لكني أنا الذي أؤمن بقضيتك أعتبرها متينة جدا حيث
سأجرؤ على قول كل ما ينطوي عليه قلبي وإن كان ضدها" ــ ضحك المبدع في سره قال
مهددا إياه وهو يشير بأصبعه: "لن نستطيع أن نجد مريدين أفضل، غير أنهم
الأخطر، وثمة نظريات عديدة لن تؤيدهم". ص118، 119</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لو لم
نستحسن الفنون ونبدع هذا النوع من عبادة اللاحقيقي فلن نستطيع إطلاقا تحمل الملكة
التي يمنحنا إياها العلم، ملكة فهم الروح الكونية للاحقيقة وللكذب-فهم الهذيان
والخطأ باعتبارهما شرطين للوجود العارف والحساس. ستكون عاقبة النزاهة هي الاشمئزاز
والانتحار، ويحدث، والحالةُ هذه أن نزاهتنا تمتلك ملاذًا قويًا للتهرب من عاقبة
مماثلة: الفن، باعتباره موافقة للظاهر. إننا لا نمنع دائمًا نظرنا من أن يحدّ
وينهي ما نتخيله: وآنئذ ليس النقص الأبدي هو ما نحمل ما وراء نهر الصيرورة-لكننا
نعتقد أننا نحمل آلهة ونظهر أنفسنا فخورين وطفوليين بإسدائنا هاته الخدمة لها.
باعتبار الوجود ظاهرة جمالية فإنه دائمًا ممكن التحمل لدينا، وبموجب الفن فإن
العين واليد وقبل كل شيء راحة الضمير قد وهبت لنا كي نستطيع أن نتحول إلى مثل هذه
الظاهرة. إنه لمن الضروري أن نروّح عن أنفسنا من حينٍ لآخر لصالح الفن الذي يمكننا
من تأمل أنفسنا، من أعلى، وأن نضحك علاوة على ذلك، من أنفسنا أو نبكي عليها: أن
نكشف البطل وكذلك البهلوان اللذين يختبئان في شغفنا للمعرفة، أن نستمتع من حينٍ
لآخر بجنوننا كي نستمر في الاستمتاع بتعقلنا!-ولأننا في العمق عقول خطيرة، ولنا
جسامة الوزن بدل جسامة الرجال، فلا شيء يستطيع أن يحسن إلينا أفضل من قبعة الجنون:
إننا في حاجة إليها حاجتنا إلى دواء ضد أنفسنا-نحن في حاجة إلى كل فن مرِح، طافٍ،
راقص، ساخر، طفولي وجدي، حتى لا نفقد أي شيء من هاته الحرية التي تعلو على الأشياء
التي تنتظر منا نحن أن نكون مثلها الأعلى. ستكون انتكاسة لنا أن نسقط كليةً في
الأخلاق بفعل نزاهتنا النزقى ذاتها، وبتلبية مطلب مفرطة فإننا ننتهي بأن نصير
مسوخا وفزّاعات فضيلة. يجب أن نكون قادرين كذلك على البقاء ما فوق الأخلاق: وليس
فقط أن نمكث بالتصلب القلِق لامرىءٍ يخشى أن ينزلق ويسقط في كل لحظة، بل أن
نتجاوزها ونمرح بعيدا! كيف إذن سنحرم أنفسنا من الفن، كيف سنحرم من المجنون فينا؟
ــ وطالما أن فيكم شيئًا من الخجل من أنفسكم فلن تكونوا منّا بعد! ص119</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ منذ أن
تعلَم أنه ليست هناك غاية فإنك ستعلم أن لا صدفة هناك. لأن كلمة "صدفة"
ليس لها معنى إلا بالقياس إلى عالم الغايات. لنحذر القول أن الموت نقيض للحياة.
الحي ليس إلا نوعا مما هو ميت، ونوعا نادرا جدا. ــ لتحذر الظن أن العالم أبدا
يخلق شيئًا جديدا. ليست هناك مادة دائمة بشكلٍ أزلي؛ المادة خطأ مثل إله
الإيليين.. متى إذن سنتخلص من حذرنا ومن همومنا؟ متى تكف كل ظلال الإله هاته عن
حجب النور عنّا؟ متى سنزيل صفة الأولوهية كليةً عن الطبيعة؟ متى سيسمح لنا بأن
نتطبّع، نحن الناس، مع الطبيعة الخالصة المُكتشفة من جديد، المُحررة من جديد ؟
ص123</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ من أين
نشأ المنطق في رؤوس الناس؟ لا شك من اللامعقولية التي كان مجالها شاسعًا في الأصل.
لكن كائنات لا تُحصي كانت تستنتج بطريقة غير التي نستنتج بها الآن قد هلكت: ربما
يكون هذا أصح مما نظنه! مثلا، من لم يكن يعرف في غالب الأحيان تمييز الـ
"مماثل" فيما يخص الغذاء أو الحيوانات الخطيرة عليه؛ الذي كان بالتالي
بطيئا جدا في الترتيب، متيقظا جدا في الترتيب، قد كانت له حظوظ في البقاء أقل من
الذي يقع مباشرةً على المماثل ضمن كل أنواع الحقائق المتشابهة. لكن الميل السائد
إلى اعتبار الشبيه كالمماثل ـــ ميل لا معقول، لأنه لا يوجد شيء مماثل في ذاته ــ
هذا الميل قد خلق أساس المنطق نفسه. كان لابد كذلك، لكي يمكن تطور مفهوم الجوهر
الذي لا غني للمنطق عنه ألا يناظره شيء واقعي بحصر المعنى، أن تبقى تغيرية الأشياء
لمدة طويلة خفية وغير مضبوطة؛ لقد كان للكائنات غير المزودة بنظر دقيق سبقٌ على
الذين كانوا يرون كل الأشياء كما لو كانت "في تدفق أبدي". كل تيقّظ بالغ
في الاستنتاج وكل ميل شكوكي يشكلان لوحدهما خطرا كبيرا على الحياة. لم يكن أي كائن
حي ليبقى لو أن الميل المعاكس لإثبات الحكم بدلا من تعليقه، للتيه والتخيل بدلا من
الانتظار، للموافقة بدلا من الإنكار، للحكم بدلا من الإنصاف ــ لو أن لم يُثر
بشكلٍ قوي جدا. إن سياق الأفكار والاستنتاجات المنطقية في دماغنا الحالي تطابق
سياق وصراع دوافع هي بنفسها لا معقولة وجائرة: إن الإلوالية القديمة تجري فينا
الآن بشكلٍ سريعٍ وخفي جدا بحيث لا ننتبه أبدا إلا إلى نتيجة الصراع. ص125</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ العلة
والمعلول: ربما لا توجد مثل هذه الثنائية أبدا ــ إننا في الحقيقة أمام مجموعة
متصلة نعزل منها بعض الأجزاء، كذلك لا ندرك أبدا إلا نقطًا معزولة من حركةٍ لا
نراها في جملتها، لكننا نفترضها فقط. إن الفُجاءة التي يحلُ بها عددٌ كبيرٌ من
المعلومات محل البعض تخدعنا: لكنها بالنسبةِ لنا ليست إلا فُجاءة. هناك مجموعة
لامتناهية من السيرورات التي تفوقنا في هاته الثثانية من الفُجاءة. إن الفكر
القادر على رؤية العلة والمعلول ليس على طريقتنا أي باعتباره الكائن المقسّم
والمجزأ تعسفيًا، لكن باعتباره مجموعة متصلة </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">Continuum</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span> ، القادر إذن على رؤية مجرى
الأحداث ــ سيرفض مفهوم العلة والمعلول وينكر كل شرطية. ص126</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقد رُبي
الإنسان بأخطائه: فهو لم ير نفسه أولا إلا ناقصًا؛ ثانيًا، ادّعى ميزاتٍ وهمية؛
ثالثًا، أحس أنه يَشغَل في تراتبية الحيوانات مرتبة خاطئة بين الحيوان والطبيعة؛
رابعًا، لقد ابتكر باستمرار سلالم جديدة للقيم، اعتبرها البعض لوقت، أزلية ومطلقة،
حيث أن الدافع الإنسان كذا أو الحالة الإنسانية كذا، كانا يجدان نفسيهما بالتناوب
في المرتبة الأولى، معظمين بهذا التقدير. لو غضننا الطرف عن أثر هاته الأخطاء
الأربعة سنكون قد غضضنا النظر عن مفاهيم الإنسانية، عن الإحساس الإنساني وعن
"الكرامة الإنسانية". ص127</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أينما
توجد الأخلاق يوجد تثمينٌ وتراتبية الاندفاعات والأعمال الإنسانية. مثل هذا
التثمين وهاته التراتبية يعبران دائمًا عن حاجيات جماعة، عن حاجيات جمهور قطيعي:
فما يعود عليه بالنفع بالدرجة الأولى-كما الذي بالدرجة الثانية أو الثالثة-يشكل
أيضًا المعيار الأسمى لقيمة كل الأفراد. بالأخلاق يجد الفرد نفسهُ مُستدرَجًا
ليكون تابع القطيع وإلى عدم ادعاء أية قيمة إلا باعتباره تابعًا. بما أن شروط بقاء
طائفة كانت شديدة الاختلاف عن شروط بقاء طائفة أخرى، فقد وُجدت أخلاق شديدة
الاختلاف؛ وإذا ما تأملنا إعادة الصهر الجوهرية التي ستصدر عن الشرائح القطيعية
وعن الطوائف، عن الدول وعن المجتمعات، فإننا سنستطيع أن نتنبأ بمجيء أخلاق شديدة
الاختلاف. فالأخلاقية ليست سوى الغريزة القطيعية الفردية. ص127، 128</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إبان
عهود الإنسانية الغابرة والطويلة كان هناك نوع من تبكيت الضمير غير الذي هو في
الحاضر. فالناس لا يشعرون بالمسؤولية اليوم إلا عما يريدون وعما يفعلون، ويحملون
في ذاتهم موضوع أنفتهم: كل مشرّعينا ينطلقون من هذا الإحساس باللذة والرضى الذي
يلمسه الفرد في ذاته كما لو كان هذا منبع القانون منذ الأزل. ولكن خلال أطول مدة
من تاريخ الإنسانية لم يكن هناك أبشع من إحساس الفرد بكونه معزولا. فأن تكون
وحيدا، أن تكون لك طريقتك الخاصة في الإحساس، ألا تطيع ولا تسود، أن تشكل فردا، ــ
هذا الذي لم يكن في الماضي لذة، بل عقوبة؛ لقد كان محكومًا على الناس
"بالفرد". فحرية التفكير كانت تُعتبر الشقاء ذاته. وبينما نحس نحن
بالقانون والاندماج كإكراه وحرمان، كان الناس يحسون بالأنانية كمسألة مضنية، كضيق
حقيقي. أن تكون ذاتك، أن تقيّم ذاتك تبعا لوزنك ومقاييسك الخاصة ــ هو ذاما. كان
في الماضي منافيا للذوق. لربما اعتبر الميل لهذا الاتجاه جنونا: لأن مجرد أن تكون
وحيدا كان يستتبع كل المصائب، كل المخاوف. فيما مضى كان الإحساس بالخطأ جارّ
"القدرية" القريب؛ فكلما تصرف الناس بحرية أقل، كلما تجلّت الغريزة
القطيعية، لا المنحى الشخصي، في الفعل، كلما حسب الناس أنهم أخلاقيون. فكل ما
يُلحِق الضررَ بالقطيع، سواء الفرد أم أبى، كان يسبب تبكيت الضمير ليس فقط للفرد
ذاته ــ لكن لجاره، بل للقطيع كله! ــ وهذا ما غيّرنا فيه حكمنا أكثر. ص128</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ ألاحظ
لدى كثير من الأشخاص فائضًا من القوة ومن اللذة ينزع بهم ليصيروا تابعين: لهم فطنة
ثاقبة لكل المواضع التي يمكن أن يكونوا فيها هم أنفسهم تابعين، فيسارعون إلى
شَغلِها. في هذا الصنف نجد النساء اللائي يتحولن إلى تابع للرجل الذي لم يتطور
لديه هذا التابع إلا قليلا؛ على هذا النحو يصرنَ إما بورصة هذا الرجل، إما سياسته
وإما اجتماعيته. مثل هاته الكائنات تحافظ على نفسها بالاندماج في جسدٍ غريب: وإذا
لم تفلح في ذلك، تغتاظ، تغضب وتأكل بعضها. ص129</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>▬ أما سمعتم بذلك الرجل الأخرق الذي بعد أن أوقد
فانوسه في وضح النهار،صار يجري في ساحة السوق ويصيح دون توقف: "أبحث عن
الإله! إني أبحث عن الإله!" ــ ولما كان كثير ممن لا يؤمنون بالإله متواجدون
هناك بالضبط فقد أثار ضحكًا كثيرًا. هل فقدناه؟ قال أحدكم. هل شرد مثل طفل؟ قال
آخر. أم يختفي في مكانٍ ما؟ هل هو خائف منا؟ هل أبحر؟ هل هاجر؟ ـــ هكذا كانوا
يصيحون ويضحكون جميعا في ذات الوقت. سارع الأخرق إلى وسطهم واخترقهم بنظراته.
"أين الإله؟ صاح فيهم، أنا سأقوله لكم! لقد قتلناه-أنتم وأنا! نحن كلنا هم
قتلته! ولكن كيف فعلنا ذلك؟ كيف استطعنا أن نفرغ البحر من أعطانا الإسفنجة لمحوِ
الأفق كله؟ ماذا فعلنا بإبعادنا هاته الأرض عن شمسنا؟ إلى أين تسير الآن؟ إلى أي
شيء تقودنا حركتها؟ أبعيدا عن كل الشموس؟ ألم نندفع في منحدر طويل؟ وذلك إلى
الخلف، إلى الجانب، إلى الأمام، إلى كل الجوانب؟ أما يزال هناك أعلى وأسفل؟ ألسنا
نتيه كما لو عبر عدم مطلق؟ ألا نحس نفس الفراغ؟ أليس جو أبرد مما كان؟ أليس الوقت
ليلا باستمرار ويصير ليلا أكثر فأكثر؟ ألا يجب أن نوقد الفوانيس منذ الصباح؟ ألا
نسمع شيئا بعدُ من ضوضاء الرمّاسين الذين دفنوا الإله؟ ألا نشم شيئا أيضًا من
التدعص الإلهي؟ ــ فالآلهة أيضًا تتدعّص! مات الإله! ويظل ميتا! ونحن هم الذين
قتلناه! كيف سنعزي أنفسنا نحن أكبر القتلة؟ إن أقدس وأقوى ما ملك العالمُ إلى الآن
قد نزف دمَه بطعنات مُدادنا ــ من سيمسح هذا الدم عن أيدينا؟ أي ماء سيطهرنا؟ أي
مراسيم تكفيرية، أية ألعاب مقدسة يجب علينا أن نبتكر؟ وعِظَم هاته الفعلة، أليس
شيئا يفوق طاقتنا؟ ألا يجب علينا أن نصير نحن أنفسنا آلهة كي نبدو جديرين بهاته
الفعلة؟ لم تحدث أبدا فعلة أعظم من هاته - وكل من سيولد بعدنا سينتمي، بمقتضى هاته
الفعلة نفسها، لتاريخ أسمى مما كان عليه التاريخ الآن!" هنا توقف الرجل
الأخرق وتأمل مستمعيه: هم بدورهم ركنوا إلى الصمت وصاروا ينظرون إليه دون أن
يفهموا. وأخيرًا ألقى بفانوسه على الأرض حتى أنه انكسر وانطفأ. "لقد حَلَلتُ قبل
الأوان، قال إثر ذلك، لم يحن أواني بعدُ. هذا الحدث الرائع ما يزال يمشي ويسافر -
لم يبلغ آذان الناس بعد. يلزم الصاعقة والرعد بعضُ الوقت، يلزم ضوء النجوم بعض
الوقت، يلزم الأفعال بعض الوقت، يلزمها كلها بعض الوقت، بعد تمامها، لتُرى وتُسمع.
هاته الفعلة أبعد عنهم من النجوم الأشد بعدا - ومع ذلك فإنهم هم الذين قاموا
بها!" ويحكي أيضًا أن الرجل الأخرق دخل في نفس اليوم مختلف الكنائس حيث رتل
"ترانيم صلاة الله الأبدية" ولما طُرِدَ خارجا وأُرغِمَ على تبرير سلوكه
لم يكف عن تكرار: "ما هي هاته الكنائس إذن إن لم تكن مدافن وقبور الإله؟".
ص132، 133</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن
طباعًا مثل طبع الحواري بولس لا تملك إلا عينًا لامّة تجاه الشهوات: فهي لا تسعى
لأن تعرف منها إلا ما يُوسّخ، ما يُشوه، ما يقطع القلب، ــ فأمنيتها المُثلى
بالتالي هي تحطيم الشهوات: إنها لا تشعر بنفسها مُطهرة تمامًا إلا فيما هو إلهي.
وعلى عكس بولس واليهود تمامًا فإن الإغريق قد خصصوا أمنيتهم المُثلى للشهوات
بالضبط وأحبوها، مجّدوها، زخرفوها، وألّهوها. لم يكونوا، بكل بداهة، شعرون فقط
بسعادة أكثر في الشهوة، بل أيضًا بطهارة وبربانية أكثر من المعتاد. ص138</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إنه في
حالة خطرة! - مم يعاني؟ - من الرغبة في أن يُمدح، ولا يملك ما يلبي به رغبته. ـــ
إنه شيء غير معقول! فالكل يحتفي به، يشيد به، ولا يأخذونه بالأحضان فقط، بل إن
اسمه على كلِ لسان! - لا شك في ذلك، غير أنه لا يصغي للمديح. فإن كان الذي يمدحه
صديقًا فإنه يبدو أنما يريد أن يمدح نفسه، وإن كان عدوا كان كأنه لا يرتضي ذلك إلا
لينال الثناء؛ وأخيرًا إن كان الذي يمدحه واحدًا من الآخرين-وما بقي منهم إلا
القليل، فهو جد مشهور! ها هو ذا نَكد: لا يرغب الناس أن يكون لهم صديقًا ولا عدوا.
وقد اعتاد أن يقول: لا يهمني ذاك الذي يدّعي أنه مُنصفي! ص146</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ "واهاً
أيتها الشراهةُ الملعونة! لم يعد كفران الذات يقيم في هاته الروح- بل ذات تشتهي كل
الأشياء، تتمنى أن ترى من خلال كثير من الأفراد كما لو بأم عينيها، وأن تمسك كما
لو بيديها، ذات مسترجعة للماضي كله كذلك، لا تريد أن تفقد شيئًا من كل ما قد يكون
ملكا لها تماما! واهاً يا شُعلة شرهي الملعونة! ليتني أستطيع أن أولد من جديد في مئات
الكائنات!" ـــ إن من لا يعرف هذا التأوه عن تجربة لا يعرف شغف العارف أيضًا.
ص158</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ الحاصل
أن قليلا من الأشخاص لهم ثقة في أنفسهم:- وضمن هذا العدد الضئيل يتلقاها البعض،
بطريقةٍ فطرية، كعمًى نافع أو كتعتيم جزئي لعقولهم - (كم سيبصرون لو أنهم استطاعوا
أن يروا في عمق أنفسهم!) أما البعض الآخر فعليه أن يكتسبها أولا: فكل ما يفعلونه
من خير، من عملٍ ذي قيمة، من عملٍ عظيم، يصلح أولا كحجة ضد الشكوكي المقيم فيهم:
يتعلق الأمر بإفحام هذا الشكوكي أو إقناعه، وهذا يتطلب عبقرية تقريبًا. إنهم أكبر
اللاراضين عن أنفسهم. ص169</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ [...]
نحن أنداد شعاع الضوء الذين نفضل امتطاء جزء من الأثير، مثله، لكن في الاتجاه
المعاكس، مسارعين نحو الشمس! هذا مستحيل: ـــ لنفعل إذن ما نستطيعه: لنحمل الضوء
إلى الأرض، لنكن "ضوء الأرض!" لأجل هذا نحن مجنحون وسريعون وقساة، نتيجة
لهذا نحن رجوليون، بل شديدو المراس مثل النار. ليخشنا أولئك الذين لا يعرفون كيف
يصطلون ولا كيف يستنيرون قرب النار التي هي نحن! ص174</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أحبُّ
العادات القصيرة وأعتبرها أنفسَ وسيلة لمعرفة عدد من الأشياء والحالات حتى عمق
عذوبتها ومرارتها: طبيعتي كلها مخلوقة لعادات قصيرة بقدر ما أستطيع رؤيته: من
أخمصها إلى أعلاها، حتى من جهة متطلبات صحتها الجسدية، وبشكلٍ مطلق. أنا أعتقد
دائمًا أن هذا يملك ما يرضيني بشكلٍ دائم- فللعادة القصيرة هي الأخرى إيمان الشغف،
إيمان بالأبدية ــ وأتخيلني محسودًا لأني عثرت عليها وتعرّفتُ عليها: ومنذ ذلك
الحين وهذا الاعتقاد له الفضل في إطعامي صباح مساء وفي نشر اعتدال عميق حوله وهو
وفي أنا حتى أنني لا أشتهي شيئًا دون أن يكون على أن أقارن أو أحتقر أو أبغض.يأتي
اليومُ الذي يكون فيه الشيء الحسن قد أدى مهمته: فيفارقني، ليس كما لو صار موضع
اشمئزاز-لكن بهدوء، وقد شبع مني كما شبعتُ منه، وكما وجب علينا عرفانٌ متبادلٌ
بالجميل، إذن نكون مستعدين لنتصافح لحظة نتوادع! والشيء الجديد ينتظرني بعدُ
بالباب، وكذلك الاعتقاد ــ الأحمق الرصين، الحكيم الرصين! ـــ الاعتقاد بأن هذا
الشيء الجديد سيكون الشيء العادل، العادل قطعًا. بالنسبةِ لي فإن الأمر كذلك في
الوجبات والأفكار والرجال والمدن والقصائد والموسيقى والعقائد وبرامج اليوم
وأساليب العيش. - في المقابل أبغض العادات الدائمة، وأحس كأن طاغية يقترب وكأن جوي
قد تسمم بمجرد أن تأخذ الظروف منحًى من شأنه أن يوجِد بالضرورة عادات دائمة: بواسة
وظيفة مثلا، أو بواسطة حياة في صحبة دائمة لنفس الأشخاص، بواسطة سكن مستقر أو
بواسطة نمط واحد من الصحة. نعم، أعرف ، في عمق روحي وإرضاءً لصحتي الرديئة ولكل ما
هو على غير ما يرام فيّ، كيف أوفر لنفسي مئات المسالك الخفية من حيث أستطيع
الإفلات من العادات الدائمة. - إن الذي لا يُطاق دون شك، وما سيكون فظيعًا
بالنسبةِ لي هي حياة خالية تماما من العادات، حياة ستتطلب ارتجالا متواليا: -
ستكون منفايَ وسيبِريايَ. ص175، 176</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يتميز
الناس المتفوقون عن الأراذل بما يسمعونه ويرونه بطريقةٍ لا توصف، وإنهم لا يرون
ولا يسمعون إلا وهم يتأملون- وهذا ما يميز الإنسان عن الحيوان، مثلما يميز
الحيوانات الراقية عن الدنيا. إن العالم يغتني أكثر باستمرار في نظر الذي يتطور
وهو يسمو في أعالي الإنساني؛ تُلقى إليه إغراءاتُ الفائدة المتكاثرة: تزداد كميةُ
إثاراته باستمرار متزامنة مع مختلف أصناف متعته واشمئزازه ـــ هكذا يصير الإنسان
المتفوق سعيدا أكثر وتعسًا أكثر في الوقت ذاته. بينما هو دائمًا مرفوق بجنونٍ ما:
فهو يعتقد أنع وضع في الحقيقة، بكونه مشاهدًا ومستمعا، أمام العرض السمفوني
الكبير، الحياة؛ إنه يسمي طبعه تأمليًا دون أن يتنبه لكونه هو نفسه شاعر الحياة
كذلك الذي يتتبع تبلورها الشعري-وأنه يتميز دون شك عن ممثل هاته المأساة الذي يزعم
أنه رجلُ الفعلِ، بل يتميز، أكثر من ذلك، عن المتأمل البسيط المدعو إلى الحفل
ليجلس في صدر المسرح.. إن القوة التأملية، أي النظرة الاستعدادية لعمله، خاصة
بالشاعر بكل تأكيد، كما هي خاصة به أكثر من ذلك،<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>وقبل كل شيء، القوة الإبداعية التي تنقص رجل الفعل تمامًا، رغم المظاهر
ورغم الرأي السائد. إننا نحن المولعون بالتأمل-الرقيقو الطبع، هم في الواقع من
ينتج باستمرار شيئًا لا يوجد بعد: كليةَ العالم النامية أبدا، ننتج تقديرات،
ألوانا، أوزانا، منظورات، درجات، تأكيدات ونفيا. إن هذا الخلف الشعري الذي هو من
ابتكارنا يُدرَس باستمرار ويُتمرن عليه كيف يُمثل من طرف ممثلينا الذين هم الرجال
العمليون المزعومون، كي يُجسِّد ويخرج من طرفهم بل ويترجم إلى تفاهات يومية. إن كل
ما له بعض القيمة في العالم الحالي لا يملكها في ذاته، لا يملكها من
طبيعته-فالطبيعة دائمًا بدون قيمة-بل تلقى شيا من القيمة يومًا كمنحة، ونحن هم من
كنا المانحين! نحن الذين خلقنا العالم الذي يهم الإنسان!- غير أنه ثمة بالضبط تكمن
المعرفة التي تنقصنا، وإن حدث أن استوعبناها في لحظة فإننا ننساها في اللحظة التي
بعدها: إننا نجهل أفضل قوة فينا ونقلل من شأن أنفسنا بعض الشيء، نحن محبو التأمل-
لسنا فخورين ولا سعداء بالقدر الذي كنا نستطيع أن نكون عليه. ص178، 179</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يختبار
الأبيقوري الحالة والأشخاص وحتى الأحداث التي تناسب تكوينه الثقافي، ولأنه انفعالي
إلى أقصى حد فإنه يتخلى عن الباقي كله-أي عن أغلبية الأشياء تقريبًا-لأن ذلك سيكون
طعامًا حارًا وثقيلًا بالنسبةِ إليه. بالمقابل، يتمرن الرواقي على ابتلاع الأحجار
والهوام وأطراف الزجاج والعقارب، وعلى عدم الاشمئزاز من ذلك، فمعدته يجب أن تصير
غير آبهة بكل ما تُفرغ فيها صدفة الوجود، إنه يُذكِّر بطائفة عيساوة العربية التي
نجدها في الجزائر: ومثل فاقدي الإحساس هؤلاء يحلو له أن يكون له جمهور مدعوّ
لمشاهدة عرض فقْد-حساسيته، وهو بالضبط مالا يُنصح به الأبيقوري عن طيب خاطر:- في
الحقيقة إن لهذا "حديقة"! قد تكون الرواقية منصوحا بها كثيرا لرجال
يرتجل معهم القدر ويعيشون في منتصف عهودٍ قاسية، عالة على رجال أجلاف ومتقلبين.
لكن الذي يتنبأ إلى حدٍ ما بأن القدر سيسمح له أن يغزل عزلًا طويلًا فحسنًا سيفعل
باتخاذه إجراءات إجراءات أبيقورية: فقد فعله كل رجال العمل الروحي حتى الآن! ستكون
بالنسبةِ لهم أفدح الخسائر أن يفقدوا انفعاليتهم الرقيقة وأن يتلقوا في المقابل
جلد الرواقيين الشائك واللاسع. ص181، 182</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أغلق
المسافرُ بابًا وراءه بعنف ذات يوم، توقف وأخذ يبكي. ثم قال: "كم أحقد على
هذا النزوع، على هذا الدافع إلى الحقيقي، إلى الواقعي، إلى غير الظاهر، إلى
الأكيد! لماذا يتعلق بي أنا بالضبط هذا المطاردُ الغامضُ والولِه؟ أود أن آخذ
قسطًا من الراحة، لكنه لا يسمح لي بذلك! وكم من الأشياء تغريني بغواية الراحة!
بالنسبةِ لي، فإنه لا يوجد في كل مكان سوى حدائق عرميد: من ثم تنتج في القلب غموم
وتمزقات جدية، باستمرار! لا يزال علي أن أتقدم، أن أرفع هاته الرّجل المتعبة، هاته
الرّجل الجريحة؛ ولأنه علي أن أتقدم فإنه لا يكون لي إلى الأشياء الجميلة التي لم
تستطع استبقائي سوى نظرة مليئة حنقًا-لأنها لم تستطع استبقائي!". ص182، 183</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يا لها
من شراهة تلك التي تتقدم بها هاته الموجة، كأنما يتعلق الأمر ببلوغ شيءٍ ما! بأية
سرعة مقلقة تنساب في أعمق زوايا الشقوق الصخرية! يبدو أنها تريد أن تسبق أحدا
إليها: يبدو أن شيئا نفسيا مخبأ فيها! ــ وهاهي ذي ترجع بشيءٍ من التثاقل، وهي
تزال كلها بيضاء من الانفعال-ترى هل خاب أملها؟ هل وجدتْ ضالتها؟ هل تتصنع الخيبة؟
ـــ لكن موجه أخرى تقترب الآن، إنها أكثرث شراهة وشراسة من الأولى وروحها تبدو
مليئة بالعجائب، كلها طبع في الكنوز المستعبدة! هكذا تحيا الأمواج -هكذا نحيا نحن،
نحن الكائنات المريدة! لا أقول عن ذلك أكثر. ما هذا؟ أتحذرنني؟ ممتلئات حنقا عليّ
أيتها المسوخ المتعجرفة؟ أتخشين أن أفشي سركن كاملا؟ حسنًا! كن إذًا حنقات!
كوِّنَّ حائطا بيني وبين الشمس بنصب أجسامكن الهائلة الضاربة إلى الخضرة أعلى ما
تستطعن ــ كما تفعلن الآن! في الحقيقة، لم يتبق من العالم شيء سوى الأخضر الشفقي،
وومضات خضراء. ارقصن على هواكن، أيتها الجميلات الصاخبات، اصرخن من اللذة ومن
الخبث-ومن جديد اغطسن، وفي قعر الهوة أفرغن زمرداتكن، وفوق ذلك ألقين تخريماتكن
البيضاء اللامنتهية من الرغوة والزبد-أصفق للكل لأن الكل يلائمكن كذلك، أنتن اللائي
أدين لكن بكل شيء: فكيف أغدر بكن يوما؟ لأنني - إعلمن هذا جيدا - أعرفكن أنتن
وسركن، أعرف عرقكن! ألسنا، أنا وأنتن، من نفس العرق الواحد! أليس لنا، لي ولكُنّ
نفس السر الواحد!. ص183</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ العقل
لدى الأغلبية آلة مُربِكةٌ، كئيبةٌ وصارة، ييأسون من تشغيلها: يتحدثون عن
"حمل الأشياء محمل الجد" بمجرد ما ينتبهوا، بواسطة هذه الآلة، لأن
يعملوا ويفكروا جيدا ـــ آه! كم من جهودِ مضنية سيتطلبها منهم فعلُ التفكير جيدا!
إن الإنسان، الحيوان المحبوب، يفقد ابتهاجه كل مرة، فيما يبدو، حين يشرع في
التفكير جيدا! إنه يصير "جديا"! و "حيث لا يسود إلا الضحك والمرح
يفكر الناس عشوائيًا" ــ هذا حكم هذا الحيوان الجيدي المسبّق بخصوص كل
"علمِ مرح". طيب! لِنُبيِّن أنه حكم مسبق! ص189</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إني أفكر
في العقاب المخصص للشيخ كانط الذي لكونه رصد "الشيء في ذاته" وتلقفه
خلسة-شيء مضحك كذلك-فقد رُصِدَ هو بدوره وفوجيء بـ "الأمر" المطلق، وفي
باطنه وقع في بعض الأخطاء التي هي "الإله"، الـ "روح"، الــ
"حرية" والــ "خلود"، مثل ثعلب يتيه في قفصه من جديد:-
والحالةُ أن قوتَه وذكاءَه هما اللذان حطما هذا القفص!- وهأنتم أولاء تُعجبون
بالأمر المطلقل في داخلكم؟ بمتانة حكمكم<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>الأخلاقي المزعوم هذه؟ بمطلقية الإحساس أنه "في هذا يجب على الآخرين
أن يحكموا مثلي أنا"؟ عظّموا بالأحرى أنانيتكم هنا! عظموا عمى وخسة ونقصَ
متطلب أنانيتكم! إنه لمن الأنانية حقًا أن يشعر الواحد بحكمه الخاص كقانون كوني:
وإنها لأنانية عمياء، خسيسة وبلا مُتطلب، لأنها تكشف أنك لم تجد نفسك بعد، أنك لم
تخلق لنفسك مثلا شخصيا محضا: -ولن يكون مَثَل امرئٍ آخر أبدا، حتى لا نتكلم عن
الكل، عن كل الآخرين!... إن الذي لا يزال يحكم بأنه "في الحالة كذا يجب على
كل واحد أن يفعل كذا" لم يتقدم بعد في معرفة ذاته ولو قليلا: وإلا فإنه كان
سيعرف أنه ليس هناك، ولن يمكنه أن يكون هناك، أفعال متطابقة أبدا-إن كل فعل تم
فقدْ تم بطريقة فريدة ولا يمكن الاهتداء إليها ثانية، وأن نفس الشيء سينطبق على كل
فعل مقبل-سيعرف أن كل قوانين الفعل لا تهم إلا المظهر الخارجي الفج (حتى القوانين
الداخلية الأكثر دقة في كل الأخلاق حتى الآن)-سيعرف أنه يمكن أن يتحقق بها-ولا
مظهر تطابق، لكن لا شيء بالضبط غير المظهر-أن كل فعل هو شيء لا يُخترق ويبقى كذلك
بمجرد أن نفحصه أو نعيد تأمله-أن آراءنا حول ما هو جيد وسام وعظيم لن يُبرهن عليها
أبدا بأفعالنا، لأن كل واحدة منها غير معروفة- سيعرف أنه إن كانت آراؤنا
وتقييماتنا وجداول قيمنا من ضمن أقوى الركائز في دولاب أفعالنا فإنه يبقى أنه في
كل حالة خاصة يكون قانون آليتها متعذر الإثبات... ص195، 196</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لو
تأملتُ هذا القرنَ بعيون قرن سحيق فلن أعرف في طبيعة الإنسان المعاصر شيئًا أغرب من
هاته الخاصية الغريبة، هذا المرض الغريب الذي ندعوه "الحس المؤرّخ". إنه
ترسبُ شيءٍ جديد تماما وغريب في التاريخ: لنُهمل هاته البذرة بعض القرون ونيف، فقد
تنتهي إلى إنتاج نبات ذي رائحة لا تقل روعة، جدير بجعل الأرض ممتعة للسكن أكثر مما
كانت عليه حتى الآن. إننا نحن المعاصرون وقد شرعنا تماما في تشكيل سلسلةِ إحساس
مُستقبلي قوي، حلقة حلقة-ولا نكان نعرف هذا الذي نفعله. قد يبدو تقريبًا أن الأمر
يتعلق بإحساس جديد بل بتقليل من كل الإحساسات القديمة-فالحس المؤرخ لا يزال شيئا
فقير، جد بارد، ويوجد من بيننا كثيرون أصيبروا مثلما يصابون بجمود، ويجدون أنفسهم
من جرائه أكثر فقرا وبرودة. بينما لآخرين كعلامة الشيخوخة الزاحفة شيئًا فشيئا،
ويبدو لهم كوكبُنا كمريض مُترع بالكآبة، ولكي ينسى حاضره يشرع في كتابة تاريخ
شبابه. ليس هذا، في الواقع، سوى درجة من الإحساس الجديد: فكل من يستطيع أن يشعر
بتاريخ الناس في جملته كتاريخ الخاص سيشعر، بنوع من التعميم الكبير، بمرارة المريض
الذي يفكر في الصحة، بمرارة الشيخ الذي يفكر في أحلام الشباب، بمرارة البطل عشية
المعركة الحاسمة والتي كلفته مع ذلك جروحًا وفقد الصديق؛ ـــ لكن أن يتحمل هذا
الكم الهائل من المرارات من كل الأصناف، أن يستطيع تحملها ويكون مع ذلك البطل
الذي، عند طلوع اليوم الثاني من المعركة، يحيي الفجر ويحيي حظه، بمقدار ما له أفق
من الألفيات أمامه وخلفه، باعتباره وارث كل نبل العقل من الماضي، لكن وراث مُكلَّف
بواجبات، باعتباره أنبل كل النبلاء القدامى، لكنه المولود الأول للأرستقراطية
الجديدة، حيث لم يشهد أيُّ عهدٍ مثيلا له ولم يحلم به أبدا: أن يتحمل كل هذا في
روحه، أن يتحمل ما هو قديم جدا وما هو جديد جدا؛ أن يتحمل الخسائر والآمال
والغزوات وانتصارات الإنسانية، أن يملك كل هذا في روح واحدة في الأخير، أن يركزه
في إحساس واحد: ــ هذا ما ينبغي مع ذلك أن يشكل سعادةً لم يعرفها الإنسان قط حتى
الآن، ــ سعادة إله، كلها قوة وحب، كلها دموع وضحكات، سعادةً توزّع باستمرار، مثل
الشمس عند المساء، ثروتها لا تنضب وتُفرغ منها في البحر الذي لا يشعر، مثل الشمس،
إنه الأكثر غنًى إلا حين يجدف فيه أفقرُ صيادٍ بمجاديفٍ مُذهَّبة! إذاك سيسمّى هذا
الإحساس الإلهي-إنسانية!. ص196، 197</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لو
تفحصنا أغلب المعروف الذي نُسديه للأشقياء فإننا سنجد فيه شيئا ممقوتا في الوقاحة
الفكرية التي يطيب للشّفوق أن يلعب بها دور القَدر. إنه يجهل كل شيء عن هذا
التشابك وعن هاته العواقب الداخلية التي تُسمى شقاء بالنسبةِ لي أنا ولك أنت!
فمجموع مُدّخَر روحي وتعويضه بالــ "شقاء"، واقتحام مصادر وحاجيات
جديدة، واندمال جروح قديمة، ورفض الماضي بمختلف أنواعه ــ كل هذا الذي يمكن أن
يُربَط بالشقاء لا يزعج الروح الشفوقة العزيزة بتاتا: فهي تريد أن تُنجد، ولا تفكر
في أية لحظة في وجود احتياج شخصي للألم، في كون أشكال الرعب، أكال الحرمان، أشكال
الإفقار، منتصفات ليل الروح، مغامرات، مجازفات، كبوات، في كونها ضرورية، مثل
أضدادها، لك كما هي ضرورية لي، وأنه، لكي أعبِّر بطريقة صوفية، حتى السبيل التي
تؤدي إلى سمائها الشخصية تمر دائما عبر لذة جحيمنا الخاص. لا، إن الروح الشفوقة لا
تعرف شيئا من ذلك: "دين" الشفقة (أو الــ "قلب") يأمر
بالإنجاد، ويعتقد الناس أنهم يحسنون الإنجاد حين ينجدون في أسرع وقت! إن كنتم أنتم
يا مُعتنقي مثل هذا الدين تطبقون على أنفسهم هاته الحالة المعنوية التي تبدونها
تجاه أمثالكم، أنتم الذين تأبون حتى أن تتركوا معاناتكم الخاصة تستريح فيكم قليلا
لتستقبل باستمرار كل شقاء محتمل، إن كنت تشعرون إطلاقًا بالمعاناة والكرب
باعتبارهما قبيحين وكريهين وجديرين بالإزاحة، باعتبارهما عيب الوجود: فلأن لكم،
خارج دينكم، دين الشفقة، دينا آخر في القلب أيضًا، وربما يكون أصل ذاك: دين لين
العيش! آه، كم هو قليل ما تعرفنه عن غبطة الإنسان أنتن أيتها الأرواح المرفّهة
والرؤوفة! ـــ لأن السعادة والشقاء أخوان توأمان إما يكبران كلاهما وإما، كما هو الحال
عندكم، يظلان صغيرين كليهما! لكن لنعد الآن إلى السؤال الأول. ــ كيف يمكن أن يبقى
الإنسان في طريقه! فدائمًا يليهنا عنها صياح ما: ويندر إذاك أن تكتشف عيننا حالة
لا تأمرنا بترك أمرنا الخاص لنسرع إليه. أعرف ذلك جيدا: هناك ألف طريقة شريفة
وحميدة لتضليلي بعيدا عن طريقي، وهي طرق جد "أخلاقية"، هذا صحيح! أجل،
يذهب دعاة أخلاق الشفقة الحاليون إلى حد ادعاء هذا، ولا شيء غير هذا، سيكون أخلاقيًا:
أن<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يتيه المرء بهذا الشكل عن طريقه الخاص
ويسارع إلى قريبه. أعرف أيضًا بيقين لا يقل عن الأول: أنني لا أملك إلا أن أتأمل بؤسًا
حقيقيًا لأكون قد تهت! ولو أن صديقًا معانيا قال لي: "هذا هو الأمر، سأموت
عما قريب؛ عدني إذن أن تموت معي" ـــ لوعدته بذلك، تماما كما ستجعلني رؤية
عامة الناس الجبليين المقاتلين من أجل حريتهم أمد لهم يد العون وأهبهم حياتي: ـــ
حتى لا أختار هنا سوى بعض الأمثلة السيئة ذات الأسباب المعقولة. أجل، إن كل هاته
المخلوقات التي تثير الشفقة وتطلب الإنجاد تمارس إغواءً سريا كذلك: "طريق
(نا) الخاص" في الواقع قضية شاقة ومكلفة، وبعيدة جدًا عن حب الآخر ومعرفته،
ـــ لا نفلت منها، وكذلك من شعورنا الشخصي جدا، دون بعض الارتياح، ونبحث عن ملجأ
بقرب شعور الآخرين، في رحاب معبد "دين الشفقة" المريح. ما أن تنفجر حربٌ
في الوقت الحاضر فإن ذلك لا يكون أبدًا دون هجمة شهوة حسية أبقيت سرية بداهة
بالضبط لدى أنبل رجال شعب ما: فهم يسارعون، مفتونين، إلى خطر الموت الجديد، لأنهم
يظنون أنهم سيجدون في التضحية في سبيل الوطن هذا الإذن الذي بحثوا عنه طويلا-
الإذن بتحاشي هدفهم الخاص: ــ فالحرب توفر لهم منعطفا ليصلوا إلى الانتحار، لكنه
منعطف مع راحة الضمير. وإن تعلق الأمر هنا بكتمان بعض الأشياء فلن أكتُم مع ذلك
أخلاقي التي تقول لي: عش مختبئًا حتى تتمكن من العيش لنفسك! عش في جهل ما يبدو
لقرنك هو الأهم! ضع بين الحاضر وبينم سُمْكَ ثلاثة قرون على الأقل! لتكن صيحات
الحاضر، لتكن ضوضاءُ الحروب والثورات بالنسبة لك همسات فقط! أنت أيضًا تود أن
تنجد! لكن أن تنجد فقط أولئك الذين تدرك ضيقهم تماما، ــ إنهم أصدقاؤك، لأن معك ستكون
لهم معاناة، وأمل: وألا تنجدهم إلا بالطريقة التي تنجد بها نفسك أنت: ــ سأجعلهم
أكثر شجاعة، أكثر تحملا، أكثر بساطة، وأكثر فرحا! سأعلمهم ما يفهمه الآن قليل من
الناس، ما يفهمه دعاة التضامن الشّفوق أقل: التضامن في الفرح! ص198، 199</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في
الواقع إننا نحن الفلاسفة، نحن "العقول الحرة" عند سماع خبر أن
"الإله القديم قد مات" نحس وكأن أشعة فجر جديد قد لمستنا: يفيض قلبنا،
لهذا الخبر، بالشكران، بالدهشة، بالتوجس، بالانتظار ـــ ها هو ذا الأفق صافٍ من
جديد، وإن لم يكن صافيًا تمامًا، ها هي ذي سُفُنُنا حرة في استئناف سباقها، في
استئناف سباقها مهما كلفها الأمر، ها هي ذي كل جرأة المعرفة قد سُمِحَ بها،
والبحرُ، بحرنا، ها هو ذا مفتوح من جديد، ربما لم يكن هناك أبدا "بحرٌ
مفتوح" بمثل هذا الشكل. ص204، 205</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أن تريد
أن تبقى أنت ذاتك فذاك تعبير عن حالة من الضيق، عن تقييد للدافع الحيوي الذي يطمح
بطبعه إلى بسط القوة، ومن ثم غالبا ما<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>يتهِم الحفاظ على الذات ويضحي به. إن كان بعض الفلاسفة، مثل المسلول
سبينوزا، يرون في غريزة البقاء مسلمة قطعية، فلنعتبر ذلك شيئًا ذا دلالة لديهم: ــ
فهم بحق رجال في ضيق، فكون علوم الطبيعة المعاصرة قد اتفقت بشكل كبير مع المسلمة
الاسبينوزية (وفي الماضي القريب وبشكل فظ مع الداروينية بنظريتها الأحادية الجانب
بشكل غير مفهوم المتعلقة بـ "الصراع من أجل البقاء")، فهذا ما قد يكون
على وجه الاحتمال، في الأصل الاجتماعي لأغلبية هؤلاء العلماء: بهذا الاعتبار فهم
من "الشعب"، كان أسلافهم فقراء، من الطبقةِ الدنيا، ولم يكونوا يعرفون
من شظف العيش إلا بشكل جد مباشر. من كل الداروينية الأنجلو سكسونية تفوح رائحة جو
خانق بالاكتظاظ السكاني البريطاني، كنتنانة الطبقة الدنيا، المكون من البؤس وضيق
المجال. لكن على العالم باعتباره عالما في حقل العلوم الطبيعية أن يعرف كيف يخرج
من خلوته الإنسانية: ففي الطبيعة ليس الضيق هو الذي يسود، لكن الوفرة، التبذير حتى
درجة العبث. الصراع من أجل الوجود ليس إلا استثناء، إلا تقييدًا مؤقتًا لإرادة
الحياة: إن الصراع الصغير مثل الصراع الكبير من أجل الحياة، كلاهما يدوران في كل
الجهات حول التفوق، حول النمو، حول التوسع، طبقا لإرادة القوة التي هي بالضبط
إرادة الحياة. ص212</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ الإنسان،
يفكر باستمرار، مثل سائر المخلوقات الحية، لكنه يجهل ذلك، والفكرة التي تصير
شعورية ليست سوى جزء صغير جدا: الأكثر سطحية، الأضعف: ــ لأن هاته الفكرة الشعورية
وحدها تحدث بالكلمات، أي برموز التواصل التي بها ينكشف تلقائيًا أصل الوعي.
باختصار، إن تطور اللغة وتطور الوعي (وليس العقل قط) يسيران يدا في د. لنضف إلى
ذلك أنه ليست اللغة وحدها هي التي تمد جسرا بين الإنسان وآخر، بل كذلك النظرة وضغط
اليد والإشارة، أما الشعور بانطباعاتنا المحسوسة، أما القدرة على إثباتها وموضعتها
خارجنا تقريبا، فقد تزايدت تناسبيا مع الحاجة المتنامية لتبليغها للغير عبر
إشارات. إن الإنسان المخترع للإشارات هو ذات الوقت الإنسان الذي يعي ذاته بشكل حاد
أكثر فأكثر؛ وأن لم يتعلم أن يفعل ذلك إلا باعتباره حيوانا اجتماعيا-ولا يزال
يفعله أكثر فأكثر. ــ فكرتي، كما ترون، هي أن الوعي لا ينتمي في العمق إلى الوجود
الفردي للإنسان، بل إلى كل ما يجعل منه طبعا جماعيا وقطيعيا؛ هي أن الوعي،
بالتالي، لم يتطور بشكلٍ دقيق إلا من حيثُ النفع الجماعي والقطيعي، وأن كل واحد
منا رغم رغبته في أن يفهم ذاته فرديا قدر المستطاع، في "أن يعرف نفسه"
لا بد أنه لن يفعل شيئا عدا أن يجلب لوعيه ما هو غير فردي، ما هو
"واسطة"؛ ــ هي أن فكرنا نفسه يرى باستمرار تقريبا مزيد القيمة بميزة
الوعي ـــ بــ:عبقرية النوع" التي تسود فيه ـــ ومترجما ثانية إلى منظار
القطيع. إن أفعالنا في العمق شخصية تماما وبلا مثيل، فريدة، وفردية بمعنى غير
محدود، هذا شيء لا يرقى إليه الشك، لكن بمجرد ما نعيد ترجَمتها إلى الشعور تكف عن
أن تبدو كذلك... تلك هي الظاهراتية، المنظورية بحصر المعنى، كما أفهمها: إن طبيعة
الوعي الحيواني تتضمن أن العالم الذي يمكن أن نعيه ليس إلا عالمًا سطحيًا، عالم
إشارات، عالمًا معمما، مبتذلا-أن كل ما يصير شعوريا يجد نفسه للوهلة ذاتها مسطحا
ومصغرا ومنقصا إلى حد بلادة المقولب القطيعي؛ أن كل وعي يرجع إلى عملية تعميم
وتسطيح وتزوير، إذن إلى عملية مُفسدة بالأساس. في الختام، إن الوعي يشكل خطرا
بتطوره ذاته، وكل من عاش بين الأوربيين الأكثر وعيا يعلم أنه مرض. ليس ما يشغلني
هنا، كما يمكن أن تحزروه، هو التعارض بين الذات والموضوع: أدَعُ مثل هذا التمييز
المنظري المعرفة الذين وقعوا في أنشوطات النحو (هاته الميتافيزيقا المخصصة للشعب).
ويشغلني بشكل أقل التعارضُ بين "الشيء في ذاته" والظاهرة: لأننا بعيديون
عن أن "نعلم" ما يكفي حتى نسمح لأنفسها للقيام بمثل هذا التمييز.
الحقيقة أننا لا نمتلك أية آلية صالحة للمعرفة، للحقيقة: لا "نعلم" أو
(نعتقد أو نتصور) أن مقدار ذلك قد يكون نافعا لمصلحة القطيع الإنساني، لمصلحة
النوع: وما له اسم "نفع" هنا ليس في نهاية المطاف سوى اعتقاد، سوى تصور،
ولربما كانت بالضبط هاته البلادة نفسها، القاتلة أكثر من كل الأخريات، والتي سنهلك
بسببها يوما. ص217، 218</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ الفيلسوف
الفلاني اعتبر العالم "معروفا" بمجرد ما أرجعه إلى الـ"فكرة: لكن
أليس ذلك لأن الــ" فكرة" كانت معروفة ومألوفة لديه قبليا؟ أليس لأنه
كان قد توقف تمامًا عن الخوف من الــ "فكرة"؟ ــ يالفضيحةِ اكتفاء أولئك
الذين يزعمون أنهم يعرفون! لنتفحص بهذا الخصوص المبادئ والحلول التي يقترحونها
لألغاز العالم! إنهم حين يجدون في الأشياء وتحت الأشياء ووراء الأشياء ما هو معروف
لنا جيدا، لسوء الحظ، مثلا جدول ضربنا أو منقطنا، أو كذلك إرادتنا وطمعنا، فكم
يكونون سعداد لتوّهم! لأن "ما هو معروف يُتعرف عليه ثانية": إنهم على
الإجماع بهذا الخصوص. غير أن أكثرهم تحفظا يزعمون أن التعرف على المعروف أسهل على
الأقل من التعرف على الغريب: وسيكون أكثر منهجية مثلا أن ننطلق في "العالم
الداخلي" ابتداءً من "أفعال الشعور" لأن ذلك هو العالم المعروف
فينا أفضل! هذا أفظع الأخطاء! بالمعروف هو المعتاد، والمعتاد هو أصعب ما يمكن
"أن نتعرف عليه"، أي أن نتأمله كمشكل، إذن كغريب، كبعيد، كشيءٍ وُضِعَ
"خارجنا".. اليقين الكبير الذي تبين عنه العلوم الطبيعية بالنسبة إلى
علم النفس ونقد عناصر الوعي-وهما علمان يمكن القول أنهما مضادان للطبيعي-يتعلق
بالضبط بحقيقة كونها تعتبر الواقع الغريب موضوعًا: بينما هناك شيء من التناقض
والعبث تقريبًا في إرادة اعتبار ما ليس غريبًا موضوعًا... ص219</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ الرجل
الذي يحب مثل المرأة يصير بذلك عبدًا؛ لكن المرأة التي تحب كامرأة تصير بذلك امرأة
أكثر كمالا.. شغف المرأة بتخليها التام عن حقوق خاصة يفترض بالضبط أنه لا يوجد لدى
العاشق لا شفقة ولا إرادة تخلٍ مشابهين: لأنه لو تخيلنا عن نفسيهما، بالحب، فقد
ينتج عن ذلك، لستُ أدري، ربما فضاء فارغ؟ ــ المرأة تريد أن تُؤخَذ، أن تُقَبَّل
كملكية، تريد أن تزدهر في مفهوم "الملكية"، "أن تكون مملوكة"؛
وبالتالي فهي ترغب في رجل يأخذ، لا يعطي نفسه ولا يتخلى عن نفسه، بالمقابل، عليه
أن يصير أكثر غنًى في "نفسه" ــ بفائض قوة، بفائض سعادة، بفائض
إيمان،<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وذلك يشكل ما تعطيه إياه المرأة
حين تعطي نفسها. المرأة تتخلى عن نفسها، الرجل ينمو أكثر ــ لا أعتقد أن أي عقد
اجتماعي ولا أفضل إرادة إنصاف سيمكنان من التغلب على هاته الثنائية الطبيعية:
يُستحب إلى حدٍ بعيد ألا نصطدم باستمرار بما هو صلب ومرعب وملغز ولا أخلاقي في
هاته الثنائية. لأن الحب، مُتصورا في كليته، في رفعته، في كماله، هو طبيعي، وبما
أنه كذلك فهو شيء "لاأخلاقي" إلى الأبد. بهذا فإن الوفاء متضمن في حب
المرأة، يتفرع عن تعريف هذا الحب نفسه: لدى الرجل يمكن أن يتولد بسهولة من بعد
حبه، عرفانا بالجميل، أو بطبع ذوقه، وبالقرابة الانتخابية، لكنه لا ينتمي لجوهر
حبه، ــ وهذا أقل ما يمنحنا بعض الحق في التحدث عن تناقض طبيعي بين الحب والوفاء
الدى الرجل: هذا الحب ليس سوى إرادة امتلاك وليس تخليا ولا تركًا قط: والحالة أن
إرادة الامتلاك تتوقف بانتظام بمجرد ما يكون هناك امتلاك... في الواقع، إن ظمأ
الامتلاك الدقيقة والحذر لدى الرجل، هذا "الامتلاك" الذي لا يعترف به
إلا نادرا، وبشكل متأخر، هو الذي يُوجِد الحب لديه، وبهذا يُحتمل أن يزداد أكثر
بعد تخلي المرأة - فالرجل لا يقبل بسهولة أن يتبقى للمرأة شيء "تتخلى"
له عنه. ص231</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن
الكائن الغني بالوفرة الحيوية، إن الإله والإنسان الديونيزوسين يمكنهما أن يتيحا
لنفسيهما ليس فقط رؤية ما هو مريع وإشكالي لكن كذلك أن يقوما بعمل مريع وأن يكبّا
على ترف الهدم والتفكيك والنفي: فالشر والعبث والقبح تبدو كلها مباحة لديهما بفضل
وفرة في القوى المنتجة والمخصبة القادرة على تحويل كل صحراء، كيفما كانت، إلى بلدٍ
خصب. بالمقابل، سيكون الكائن المعاني والفقير من حيث هو من يحتاج الحياة أكثر إلى
الوداعة، إلى الصلاح في الفكر وفي العمل، لا بل إلى إله، إلى إله للمرضى بصفة
خاصةٍ، إلى "مخلص"؛ وهو من سيكون بحاجة كذلك إلى المنطق، إلى الوضوح
المفهومي للوجود- لأن المنطق يُهدِّئُ، يعطي الثقة-باختصار، سيكون بحاجة إلى نوعٍ
من الضيق والتضمين في آفاق متفائلة، جديرة بأن توفر له الدّفء وتطرد الخوف.. ص237</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إننا نقر
بالغموض-الحقيقة هي أننا نحن أنفسنا في نمو نخلع عنا قشورا بالية، في تغير دائم،
نكتسب جلدا جديدا كل ربيع، لا نفتأ نصير شبابًا أكثر فأكثر، نسير مستقبليين،
شامخين، أقوياء، نغرس جذورنا دائمًا بقوة أكب في الأعماق-في الشر-بينما في الوقت
نفسه نعانق السماء دائما بحب وسعة أكثر، وبكل أغصاننا، بكل أوراقنا نمتص ضوءها
بتعطش. إننا ننمو مثل الأشجار، مثل كل ما هو حي، هذا ما يستعصي على الفهم-ولسنا
ننمو في مكان واحد فقط، بل في كل مكان، لا في اتجاه واحد فقط، بل بقدر ما ننمو إلى
الأعلى، إلى الخارج، ننمو إلى الداخل وإلى الأسفل، ــ قوتنا في نفس الوقت في
الجذع، في الأغصان، في الجذور، لم نعد نملك أن نفعل شيئًا بشكل أفضل أو أن نكون
شيئًا منفصلا... هنا إذن نصيبنا، كما أسفلتُ؛ ننمو لى الأعلى حتى وإن كان ذلك
مميتا لنا ـــ لأننا نسكن قريبا من الصاعقة أكثر فأكثر! ــ نِعِمّا هو، فنحن لا
نحط من شرفها بهذا، ويبقى هذا الشيء هو ما لا نريد أن نقتسمه ولا أن نكشفه، إنه
لعنه العلو، لعنتُنا... ص239</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ حين نكتب
لا نحرض فقط على أن نُفهم، لكن أيضا على ألا نُفهم. لو ان شخصًا كائنا ما كان حكم
على كتاب ما بأنه غير مفهوم فليس ذلك اعتراضًا كافيًا عليه إطلاقًا: فلربما كان
هذا داخلا ضمن نوايا المؤلِف، ــ فهو لم يرد أن يٌفهم من طرف "أي كان".
كل عقل، كل ذوق رفيع يختار مُستمعيه حين يريد أن يتواصل؛ وبذلك نفسه يرسم حدا
للآخرين. من هنا تنشأ كل قوانين الأسلوب المهذبة... إنها تُبعد، تخلق مسافة، تمنع
الـوصول، تمنع الفهم، كما أسلفنا، ـــ بينما تفتح آذانَ أولئك الذين تجمعهم معنا
قرابة في الأذن. ص247</span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;"></span></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--></div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-37946333878811779422020-06-24T20:48:00.001+02:002020-06-24T20:48:26.943+02:00مولد التراجيديا (فريدريك نيتشه، ترجمة: شاهر حسن عبيد)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• الإنسان
الذي يستجيب إلى المنبهات الفنية يتصرف تجاه الواقع الرؤيوي كما يتصرف الفيلسوف
تجاه الواقع الوجودي. ص81</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• السحر
شرط مسبق لأي فن مسرحي. في إطار السحر يُرى المعربد الديونسيسي كواحد من أفراد
"الساتير" وبهذه الطريقة ذاتها ينظر الساتير ذاته إلى الإله ديونيس: فمن
خلال تحوله يحصل على رؤية جديدة خارج ذاته، يرى صورته الأبولية المكملة لحالته.
وبهذه الرؤية الجديدة تكتمل بنية الداراما. ص132</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لقد كان
يوربيدس هو الذي خاص معركة موت الدراما. وكان الجنس الجديد الطالع يُسمى
"الكوميديا الأتيكية الجديدة" وفي رحاب هذه الكوميديا عشات التراجيديا
أيامها الأخيرة، فكانت الكوميديا إثبات على موتها العنيف. ص152</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• تعتبر
الغريزة عند الأذكياء من الناس ملكة إبداعية وتأكيدية، بينما يتولى الوعي دورا
نقديا ورادعا. لكن بلنسبة إلى سقراط الغريزة تتحول إلى وعي إبداعي وتمارس دورا
نقديا - تصبح مسخا ناقصا! ما يظهر لنا كائنا عجيبا تنقصه الموهبة الصوفية،
وبالتالي يمكن وصف سقراط بأنه التجسيد الفعلي للكائن اللاصوفي الذي تطورت هويته
المنطقية عن طريق التخصيب المتطور تماما كحال الحكمة الغريزية التي تميز الصوفي.
ص172</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن الفن
اليوناني، والتراجيديا اليونانية بالدرجة الأولى، حال دون تدهور الميثولوجيا. وكان
على اليونانيين بدورهم تدمير التراجيديا بغية العيش، بعد أن تحرروا من الجغرافيا
الوطنية، دون حواجز تعيقهم عن التحليق الحر بأفكارهم وأخلاقياتهم وأفعالهم. ص251</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن وجود
الكون والعالم يبدو مبررا فقط باعتبارهما ظاهرة جمالية. ص257</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إذا
أردنا أن نقدر بدقة إمكانيات مجتمع معين، فمن الضروري، لا أن ننظر إلى الموسيقى
التي أبدعها فقط، بل ما أبدعته مخيلته من الأساطير التراجيدية. ص258</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن الروح
غير الفنية الطفيلية لمذهب التفاؤل السقراطي قد تم نقله عبر الأوبرا وعبر الطبيعة
التجريدية لوجودنا المفرغ من الميثولوجيا، عبر فنٍ غاص حتى مستوى المتعة المحضة،
وسار في دروب حياة تسيرها الأفكار فقط. ص259</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن الوهم
الجميل في عوالم الحلم، الذي متى ما ولد يجعل من كل إنسان فنانًا كاملًا، هو الشرط
الذي برر وجود الفنون البصرية بأنواعها، كما يبرر قسمًا كبيرًا من الشعر.. نحن
نشعر بالسعادة في خوفنا المباشر من الشكل، إذ أن كل الأشكال تخاطبنا، ولا شيء يقف
محايدًا أو يكون زائدًا عن الحاجة. لكن حتى عندما يأتي هذا الواقع الحلم إلينا
مصحوبا بكثير من الشدة، فإننا نبقى ندرك أن هذا مجرد "وهم". هذه هي
تجربتي على الأقل، وفي وسعي أن أسوق لكم الكثير من البراهين على ذلك، ومن ضمنها ما
يقوله الشعراء أنفسهم، إثباتًا لتكراره وسيرورته العادية. كما أن الفلاسفة لديهم
إحساس بأن وراء الألم الذي نعيش فيه عالم ثانٍ مختلف وأشد هدوءًا، ولذلك فإن
عالمنا نحن ما هو إلا وهم. وفي الواقع يقول شوبنهاور إن موهبة رؤية البشر والأشياء
أحيانًا كأطياف أو صور رؤيوية، علامة على إمكانية فلسفية.. وهكذا فإن الإنسان الذي
يستجيب إلى المنبهات الفنية يتصرف تجاه الواقع الرؤيوي كما يتصرف الفيلسوف تجاه
الواقع الوجودي. هذا الإنسان دقيق الملاحظة ويستمتع بما يلاحظه: وذلك لأنه يفسر
الحياة من خلال هذه الصورة، ويعد نفسه للحياة من خلال هذه العمليات. وهي ليست صور
محببة ولطيفة فقط تلك التي يختبرها هو بمثل هذا الفهم الشامل، بل بالقيود الطارئة
والجدية والكئيبة والمحزنة والعميقة، وبداء المصادفة وبالتوقعات المخيفة،
وباختصار، هو يختبرها بكل ما في الحياة من "كوميديا إلهية" ومن ضمنها
الجحيم، حيث تعبر كلها أمام ناظريه، ليس فقط كتيار متحرك - لأنه هو نفسه يعيش
شخصيًا من خلال هذه المشاهد - ومع هذا ليس دون ذلك الشعور الزائل للوهم. ومن
المحتمل أن يكون بوسع كثيرين يتذكرون مثلي أنهم يصرخون في داخلهم تشجيعا لأنفسهم،
وسط مخاطر ومخاوف الحلم، بانتصار قائلين: هذا حلم! وأريد أن أستمر فيه! ص81، 82</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تقول
الحكاية القديمة أن الملك "ميداس" بقي زمنًا طويلًا يتربص بسيلينوس
الحكيم، رفيق ديونيس، دون أن يقبض عليه. وحين وقع سلينوس في نهاية المطاف في يده
سأله الملك: ما هو أفضل وألذ شيء للإنسان؟ وقف الرجل العبقري بلا حراك وبقي
صامتًا، متوترًا، حتى أجبره الملك أخيرًا على الكلام، فأطلق الحكيم ضحكةٍ مدوية،
وقال العبارات التالية: "يأ أبناء السلالة البائسة الزائلة، أبناء المخاطر
والصعاب، لماذا تُكرهونني على قول ما قد يكون الأفضل لكم ألا تسمعوه؟ إن أفضل
الأشياء طرًا هو الشيء الذي لا حيلةَ لكم عليه: ألا تولد، ألا تكون. لكن ثاني أفضل
الأشياء لكم هو أن تندثروا في أقرب الأوقات". ص93</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ ليس
بالإمكان فهم "العفوية" لدى هومر إلا باعتبارها انتصارًا مؤزرًا للوهم
الأوبلي. وهذا أحد الأوهام التي تستخدمها الطبيعية كثيرا لتحقيق غايتها. إن الهدف
الحقيقي محجوب بستار السراب. إننا نمد أيدينا للإمساك بشيء ما، لكن الطبيعة تخدعنا
فتقدم لنا بدلًا منه شيئا آخر يخدم غايتها. لقد كانت "الإرادة" بين
اليونانيين في حالة تأمل عميق وتستعرض عالمها عبر العبقرية وعالم الفن. كانت تريد
رؤية أن يلقى ما تبدعه النجاح والتهليل بجعله يعكس شعورا بالعظمة، بالنظر إلى ذاته
كمستوًى أرفع، دون أن يبدو هذا التأمل مفروضًا عليه فرضًا أو كعقوبة ولوم. في هذه
الدائرة الجمالية كانت تنعكس إبداعات الإرادة بما أنتجته من أفكار متمثلة في آلهة
الأولمبي، وفي إطار هذا الانعكاس الجمالي اضطرمت المعركة بين "الإرادة"
الهيلينية وموهبة العبقري، كتمثيل معادل للموهبة الفنية، للوصول إلى الألم وحكمة
الألم، لكي يشمخ هومر، فنان العفوية شاهدًا على نجاح هذه الإرادة ص97</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لو
أَضفنا إلى ذلك أهم ظاهرة طبيعية تميز الشعر القديم: أي صفة التوحيد، بالأحرى
الهوية - التي اعتبروها صفة طبيعية تمامًا - التي تربط بين الشاعر الغنائي
والموسيقي، وهي التي يبدو حيالها شعرنا الغنائي الحديث أشبه بتمثال إله بلا رأس،
يمكن لنا الاستناد إلى ميتافيزيقا الفن المذكور سابقًا، لتفسير مسألة الشعرا الغنائي
كما يلي: إن الشاعر الغنائي كفنان ديونيسي يقرن ذاته بالدرجة الأولى ببساطة مع
الوحدة الأولية (الأزلية) بكل آلامها وتناقضاتها، وبالتالي فهو ينتج صورة هذه
الوحدة الأزلية كموسيقى، بافتراض أن الموسيقى قد صُنفت بدقة بأنها تكرار وقولبة
للعالم. وتحت تأثير الإلهام - الحلم الأبولوني فإن هذه الموسيقى تظهر له مرة
ثانيةً كصورة، كحلم رمزي. وهذا الانعكاس الأولي غير المحسوس للألم الأصلى كموسيقى،
الخالي من الصور والمفاهيم<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>والمستعاد عبر
الوهم، يولد الآن انعكاسًا ثانيًا هو الرمز أو المثال الأعلى. لقد تخلى الفنان عن
ذاتيته في أثناء هذه العملية الديونيسية: إن الصورة التي تظهر له الآن ذاته في
مركز الكون هي مشهد حالم يجسد التناقض الأصلي والألم الأصلي، إلى جانب الفرح
الأصلي للمظهر. ولهذا فإن "الأنا" لدى الشاعر الغنائي تصرخ من أعماق
كينونته: أما ذاتيته/ "الأنا" بالمعنى الحديث لعلم الجمال فمحض تخييل.
حيث يعبر أرخيلوكس، كأول شاعر غنائي في اليونان القديمة، أمام بنات
"ليكامب" عن مشاعر الحب المجنون والاحتقار، فإن هواه ليس وحده الذي يرقص
أمامه بحماسة العرائس. فنحن نرى ديونيس ومينادس كما نرى أرخيلوكس المعربد في حالة
نعاس، وهو على حد قول يوروبيدس في كتابه "تمساء باخوس" يغط في النوم في
المراعي الجبلية تحت آشعة الشمس، والآن، ها هو أبولو يقترب منه ويهمزه بغصن من
الغار. ولذلك، فالسحر الموسيقي الديونيسي للنائم يبدو وهو يطلق لمعات من الصورة لتلك
القصائد الغنائية التي سوف تسمى، حين تبلغ أبهى صورها، نصوصًا تراجيدية وأغاني
الديثرامب الدرامية. ص106، 107</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إذا أمكن
لنا رؤية الشعر الغنائي كانتشار لعملية محاكاة الموسيقى في صورة أفكار، فيمكن أن
نسأل: "".كيف ظهرت الموسيقى إذن على صفحة هذه الصور والأفكار؟. إن ذلك
يبدو كالإرادة حسب مفهوم شوبنهاور لكلمة رغبة </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">Will</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span> باعتبارها نقيضًا للجمالي، كحالة
تأملية خالصة معدومة الإرادة. هنا ينبغي لنا أن نفرق بقدر المستطاع بين مفاهيم
الجوهر ومفاهيم المظهر: إن الموسيقى في جوهرها يستحيل أن تكون رغبة، لأنها بذلك
تبعتد عن عالم الفن، ما دامت الإرادة تعني ما ليس جماليًا. ومع هذا فهي تتخذ مظهر
الرغبة. ولكي تكون القصيدة الغنائية معبرة عن مظهرها بالصور، يحتاج الشاعر إلى كل
دوافع الانفعال والوجد، من همس الشعور حتى صرخة الجنون. هذا الشاعر الغنائي مكره
على التعبير عن الموسيقى بالإشارات الأبولية، إذ يرى إلى الطبيعة بكاملها، وإلى
ذاته كجزء من الطبيعة، وكأنها رغبة أبدية، حنين أزلي، وتطلع بلا نهاية. لكنه بقدر
ما يفسر الموسيقى من خلال صور، يبقى الشاعر ذاته غارقًا في لجة التأمل الأبولي،
علمًا أن كل ما يراه عبر الوسط الموسيقى قد يكون ممثلًا في حركة طارئة جارفة.
بالتأكيد، لو أنه رأي نفسه وسط هذه الأداة (الموسيقى) ذاتها، فسيرى صورة ذاته
أيضًا في حالة حركة لا تهدأ، وتصبح رغباته، حنينه، تأوهاته، طربه، إشارة رامزة
تنقل له الموسيقى.. إن هذه هي ظاهرة الشاعر الغنائي كمبدع أبولي حيث يتم تفسير
الموسيقى من خلال صورة الإرادة، بينما يبقى الشاعر ذاته في منأى تام عن جشع
الإرادة، بمثابة عين الشمس الصافية التي لا يمكن<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>حجبها ص116، 117</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ [...]
لقد اعتمدتُ في هذه المناقشة على منطق أن الشعر الغنائي الذي يقوم على أساس روح
الموسيقى بقدر اعتمادها على الموسيقى ذاتها، في استقلاليتها المطلقة، ليس في حاجة
إلى صور أو أفكار، لكن هذا الشعر يمكنه أن يتقبل الأفكار والصور. الشعر الغنائي لا
يمكنه أن يأتي بجديد لم يتم التعبير عنه في السابق في هذا العالم، جديد يتمتع
بصلاحية عالمية، وذلك داخل عالم الموسيقى الذي أجبر الشاعر الغنائي على استخدام
لغة الصور. لهذا السبب بالذات لا يمكن نقل الرمزية العالمية للموسيقى بصفة حصرية
عبر اللغة، كونها تعبر عن التناقض الأبدي داخل هذه الواحدية الأبدية، وبالتالي فهي
تمثل تمثيلا رمزيا مجالا ينجاوز كل الظواهر ويسبقها. وفي الطرف الآخر في هذه
المقارنة، نجد أن الظواهر بأجمعها ليست سوى إشارات دالة. من هنا فإن اللغة التي
تمثل أداة وإشارة إلى الظواهر لا يمكنها أن تكشف النقاب عن الجوهر الداخلي
للموسيقى، لكنها تبقى دائمًا، حين تحاول محاكاة الموسيقى، على اتصال سطحي معها،
ولا يمكن لأي قدر من البلاغة الغنائية أن يقترب خطوة أخرى من الجوهر الحقيقي
للموسيقى. ص117</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن جوقة
الساتير، مثلها مثل الراعي البسيط في أحدث مراحل عصرنا، هي نتاج الحنين إلى نمط
البدائي وإلى الطبيعة. لكن السؤال هو كم استطاع اليونانيون أن يبقوا على هذا
الإنسان، رجل المراعي؟ وإلى أي حد تلهى الإنسان الحديث بتغنجه وتخنثه بالصورة
المسلية للراعي الحساس وهو يعزف على نايه؟ لقد كانت نظرة اليونانيين إلى الساتير
على أنه ممثل للطبيعة البكر، الطبيعة التي لم تغزها المعرفة بعد، لأن دعائم
الثقافة لم تكن قد تصلبت. ولهذا السبب لم يوحدوا بينه وبين القردة. بالعكس، كان
الساتير عندهم نموذجًا للإنسان، كان التعبير عن أرقى وأقوى مشاعر الإنسان، الكائن
المرح الملهم بسبب قربه من آلهته، وهي صحبة عاطفية تثبت الآلهة من خلالها ما تحس
به من لواعج الألم، كبشائر بالحكمة الصادرة عن كبد الحقيقة، كتعبير عن أمومة
الطبيعة الغامرة ، التي كان اليونانيون معتادين على تبجيلها بروح من الدهشة. إذن
كان الساتير شيئا ملائكيا ومتساميا. وكان يجب أن يكون هكذا بصفة خاصة في نظر
الديونيسي المتألم والكسير النظرة. وكان من المحتمل أن يتلقى الإهانة من الراعي
اللابس حلة مبهرجة: عين الراعي وقعت على هذا الكائن القنوع المتسامي، الذي لا يتقنع
بقناع ولا يعرف الاضطراب، ابن الطبيعة الرائعة بكل صفاتها. عندما أمحى وهم الثقافة
من الإنسان النموذج - إذ هنا بالضبط كشف الإنسان عن نفسه، كما وقف الساتير بلحيته
يمجد الرب، إلهه. ووقف رجل الثقافة في حضرته مرتعدًا في هيئة كاذبة مضحكة. ص126،
127</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقد كان
الكورَس "المشاهد" المثالي بقدر ما كان الناظر الوحيد، الناظر من العالم
المتخيل، هو الواقف على خشبة المسرح. وكما نعلم، كان جمهور المشاهدين حسب مفهومنا
اليوم غير موجود لدى اليونانيين. ففي مسارح اليونايين كان الأشخاص الجالسون في الشرفات،
المبنية على قناطر مركزية بارزة، قدارين على مشاهدة كل المشهد الثقافي المحيط بهم،
وأن يتخيلوا أنفسهم في إطار تأملهم العميق أنهم من أفراد الكورَس. لهذا يجوز لنا
أن ندعو الكورس في تلك البدايات من عهد التراجيديا الأصلي، بأنه حصيلة تأمل
الإنسان الديونيسي في أفكاره الشخصية. ص129</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن ما
يثيره الجو الديونيسي من الإثارة قادر على أن ينقل لجمعٍ غفير من الناس الهبة
الفنية المتمثلة في رؤية الشخص لنفسه محاطا بمجموعة من الناس الذين يعلمون أنهم
متحدون بقوة مع هذا الجو. هذه العملية هي الظاهرة المسرحية الأصلية في تاريخ
الكورس التراجيدي: رؤية الذات تتحول وتعمل كما لو أن صاحبها قد انتقل إلى بدن آخر،
تجسد في إنسان آخر. وهي العملية التي بدأت معها الدراما. وهي مسألة مختلفة عن صاحب
الملحمة الحماسية، الذي لا يتوحد مع صوره بل يرى، كالرسام، هذه الصور خارج ذاته
بعينين مليئتين بالتأمل. وهذا هجر للفردانية باللجوء إلى الحلول في شخصية أخرى.
ص131</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في
البداية، في ضوء هذه الرؤية، واعتمادًا على التراث، لم يكن ديونيس، البطل الحقيقي
لخشبة المسرح ومركز الرؤية كلها، موجودًا فعلًا في المرحلة الأولى القديمة من ظهور
التراجيديا، بل كان وجوده متخيلًا كبطل: وهذا يعني أن التراجيديا كانت في الأصل
عبارة عن "كورس" فقط وليس ""دراما". وفي مراحل لاحقة
كانت هناك جهود للبرهنة على أن هذا الإله "ديونيس" حقيقي، وليس مجرد
تجسيد للرؤية الشكلية بإطارها المتخيل في الشكل المرئي للنظر. من هنا انطلقت
الدراما بمفهومها الضيق. وقد أُنيطت بالكورس المنشد للأغاني الديثرامب مهمة تنشيط
مزاجية الجمهور على الطريقة الديونيسية، بحيث أنه عندما يظهر البطل التراجيدي على
الخشبة، لا يرى الجمهور مثلا الرجل المرتدي قناعه بشكل أخرق، بل يرى، وليكن، الشكل
المتولد في داخله كرؤية، نتيجة انحسار رؤيته بتأثير. وإذا كنا نتذكر أدميتوس وهو
يضيع في زحمة التفكير التخييلي، محاولًا أن يتذكر زوجته "ألسستيس" التي
هجرها مؤخرا، وفيما هو غارق تمامًا برؤيته لها - فجأة تظهر أمامه امرأة تشبه
امرأته لكنها متنكرة، وإذا كان بمقدورنا أن نتصور كيف أنه ارتعد فجأة بسبب القلق،
ونتذكر مقارناته المتهورة، وقناعاته الغريزية - عند ذلك نحصل على نظير للشعور الذي
انتاب الجمهور المشاهد، حيث أنه في ذورة الإثارة الديونيسية زُين له أنه يرى إلهه،
مع كل تلك الآلام التي وصفناها سابقًا، يراه وهو يذرع خشبة المسرح. يقوم المشاهد
مُكرها بتفسير كل هذه الصورة للإله وهو يرتعد في داخله أمام هذا البطل المقنع ومن
ثم يذوب حقيقته في وهم اللاحقيقة المرعبة. هذه الحالة هي حالة الحلم (الهذيان)
الأبولي الذي يحتجب بداخله ضوء النهار بحجاب، ليولد أمامنا مكانه بشكل مستمر عالم
جديد، أكثر وضوحًا، عالم يمكن فهمه والتأثر به أكثر من العالم الذي كان في السابق،
مع أنه أكثر احتجابًا. وحسب هذا الفهم يمكن أن نرى تباينًا شديدًا بين الأساليب
التراجيدية: وتصبح اللغة، واللون، والتعبئة وديناميكية الكلام فضاءات تعبيرية
منفصلة تمامًا في مجال الغناء الديونيسي الذي يؤديه الكورس، وأيضًا في عالم الحلم
الأبولي للخشبة. إن الظاهرات الأبولية التي يتجسد من خلالها ديونيس لم تعد الآن
"بحرًا بلا نهاية، ولا لحمة متغيرة في النسيج، أو حياة متوقدة كغناء الكورس.
فهي ليست تلك القوى لتشكل صورة ما، صورة يرى من خلالها التصاقه بإلهه. الآن أصبح
الوضوح والتماسك في الشعر الملحمي يخاطبه من فوق خشبة المسرح. الآن توقف ديونيس عن
الكلام عبر طاقاته الشخصية، وأصبح يتحدث كبطل ملحمي، لغته تكاد تقترب من لغة هومر.
ص134..136</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن ما
يراه يوربيدس في "الضفادع" لأرستفانيس نقاط جدارة ينسبها لنفسه بأنه
تمكن بدوائه الشامل تخليص التراجيديا من تضخمها الطنان، يتجلى في شخوص أبطاله
التراجيديين. فمن حيث الجوهر، رأي المتفرج الآن وسمع نسخة مضاعفة تطابقه تقف على
مسرح يوربيدس، فطار فرحًا بفصاحته. لكن فرحته لم تكتمل: فقد علم يوربيدس الناس كيف
يعبرون عن أنفسهم، كما يقول مفاخرًا في المنافشة بينه وبين أسخيلوس - حول كيف أنه
علَّم الناس على المراقبة والعمل والتفكير بشكلٍ منطقي وبحرفية ومهارة. وفي هذا
التحول في اللغة العادية مهد الطريقة لظهور الكوميديا الجديدة. ذلك أنه من هذه
اللحظة فصاعدًا لم يبق خافيًا كيف يمكن تمثيل مجريات الحياة اليومية على الخشبة،
وما هي المأثورات التي يمكن قولها. لقد لاحت الفرصة للوسطية البرجوازية لكي تتكلم
، بينما كانت لغتها الدرامية في ما مضى لغة أنصاف الآلهة في التراجيديا، أما في
الكوميديا فهي كلمات الساتير الثمل الذي هو نصف إنسان. كان يوربيدس في نظر أرستيفان
(أرستفانيس) جديرًا بالمفاخرة بأنه كان يصور الحياة اليومية، والناس العاديين،
والحياة الدنيوية التي بإمكان أي شخص يتحدث عنها. وإذا كان المجتمع اليوم أصبح
مهتمًا بفلسفة الحياة، ناقلًا ما كان يقوم به من عمل، ومدافعًا بذكاءٍ غير مسبوق
عن قضاياه القانونية، فهذا قد حدث بفضل يوربيدس، والعادات الذكية التي غرسها في
الناس. ص153، 154</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يوربيدس،
كشاعر، أحس بالترفع عن جمهور العامة، ما عدا اثنين من المتفرجين: فهو قدم رجل
العامة للمسرح لكنه كان يقيم وزنًا للمتفرجين اللذين نعنيهما كحكمين وحيدين
ومعلمين معنيين بالحكم على إبداعاته الفنية بصفة عامة ومن خلال تقيده بنصائح هذين
الحكمين واتباع إرشاداتهما سعى إلى ترجمة كل عالم الانفعالات والشغف والتجارب التي
أحس أن الجمهور المشاهد يحملها معه، وأفرغها في شخوص أبطاله فوق الخشبة، ناقلًا
لهم عبر بحثه عن لغة جديدة موسيقى لجمهورٍ يمثل مشاهدين جددا. في أصوات هؤلاء فقط
كان يسمع أحكامًا قاطعة حول عمله كما سمع تشجيعهم الذي يعده بالنجاح إذا ما خذله
الجمهور.. كان أحد هذين المشاهدين يوربيدس ذاته: يوربيدس المفكر، وليس الشاعر.
ويمكن القول إن الغنى المميز لموهبته النقدية، التي تضارع عبقرية "ليسنغ، هو
الذي كان يمنحه القدرة على الاستمرار المطرد على الأقل إذا ما واجه احتمال الفشل
في إبداع فن مميز من حيث زخمه وشاعريته. وبهذه الموهبة العظيمة، هذه العبقرية
النقدية الرشيقة، صمد يوربيدس في المسرح مناضلًا في سبيل إعادة اكتشاف الكتاب
الذين سبقوه، عبر كل سطر وكل كلمة كتبوها في روائعهم الفنية. وهذا ما مكنه من
إعادة اكتشاف ما أسهم به كل واحد من هؤلاء المؤلفين العظام من خلال أعمالهم في تثبيت
ما يمكن تثبيته من أسرار التراجيديا الأسخيلية: وقد وجد في كل سطر وكل سمة
تراجيدية شيئًا لا يخضع للقياس، نوعا محددًا من الدقة المخادعة، كما اكتشف في
الوقت عينه عمقًا محيرًا، خلفية مفتوحة على كل الاحتمالات.. لقد رأى يوربيدس أن
أكثر الشخصيات وضوحًا يحمل ذنبًا كالمذنب، متجهًا نحو اللايقين، نحو شيء لا يمكن
الإضاءة عليه. وهذا الغسق ذاته كان يلف بنية المسرحية، معنى الكورس خاصة. وما أكثر
ما استمر مثيرا للشك عنده حل المشاكل الأخلاقية! ويا لكثرة الأسئلة المتعلقة
بمعالجة الميثولوجيا! ويالكثرة شذوذ توزيع الحظ والتعاسة! حتى في اللغة التراجيدية
السابقة وجد الكثير من الأشياء الطاردة أو المحيرة على الأقل. واكتشف بصفة خاصة الكثير
من الإطناب في وصف العلاقات البسيطة، الكثير من اللغة المجازية والتضخيم في رسم
الشخصيات العادية. لقد جلس<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يوربيدس داخل
المسرح متأملًا طويلَا في قلق، واعترف هو ذاته، كشاهد، أنه لم يفهم هؤلاء الكتاب
الكبار الذين سبقوه. لكن بسبب إيمانه بأن العقل هو المصدر الحقيقي لكل المتع
والإبداع، لجأ مرغمًا إلى التساؤل عما إذا كان أي كاتب غيره قد فكر بما يفكر به هو
الآن، واعترف بانعدام القياس مع ما كتبه. لكن أكثرية الذين درسهم، وأبرز ممثليهم،
اكتفوا للإجابة عن تساؤلاته بمجرد الابتسام. ومع ذلك لم يحصل على إجابة شافية، برغم
كل شكوكه وكل ظنونه، على التساؤل لماذا كان هؤلاء الكتاب العمالقة على حق. وفيما
كان هو غارقًا في هذا الوضع المثير للشفقة هداه تفكيره العميق إلى الشاهد الثاني،
الشاهد الذي لم يكن مثله يفقه التراجيديا فاختار أن يتجاهلها. لكن يوربيدس استطاع،
بضم استنتاجاته إلى أفكار الشاهد الثاني، ومن خلال موقعه المنعزل، أن يشن هجومًا
كاسحًا على أعمال أسخيلوس وسوفوكل - ليس من خلال المناظرات الكلامية بل من موقعه
الشعري، كشاعر، متحدًا المفاهيم التقليدية للتراجيديا بما لديه من مفهومات شخصية.
ص158، 159، 160</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن
يوربيدس هو الممثل صاحب القلب النابض رعبًا والذي يقف شعره خوفًا. وهو يضع الخطة
كمفكر من نمط سقراط ويطبقها كممثل شغوف. إنه فنان نقي عندما يضع الخطة ويطبقها
أيضا. لهذا تأتي تراجيديا يوربيدس مباشرة، رابطة الجأش، ومتقدة، أي تكون باردة جدا
وملتهبة. لكن هذه التراجيديا لا يمكنها بلوغ الأثر الذي تحققه الملحمة الأبولية،
لكنها تمتلك القدرة على إحداث قطيعة مع الاتجاه الديونيسي. وفي هذه الحالة يلزمها،
لكي تحدث أثرا ما، حوافز جديدة تدفعها، حوافز لا تتوفر في تلك الدوافع الجمالية
ولا الأبولية أو الديونسية. هذه الحوافز من طبيعة باردة، أفكار متناقضة، أكثر مما
هي ذات طبيعة تأملية، هي عواطف نارية أكثر مما هي نشوات ديونيسية - وهذه الأفكار
والعواطف مآثر واقعية، ليست بأي حال من الأحوال منغمسة في فضاء الفن. . ما دمنا عرفنا
أن يوربيدس فشل فشلا ذريعًا في مساعيه لبناء التراجيديا على أساس وحيد هو الروح الأبولية،
وأن الغايات غير الديونيسية قد ابتعدت في اتجاه نزعة طبيعية لافنية، فقد صار
باستطاعتنا أن نناقش ظاهرة السقراطية الجمالية، التي تقوم أساسًا على القانون
التالي: "لكي يكون الشيء جميلًا يجب أن يكون مفهومًا" وهو قانون يتوازى
مع مقولة سقراط الشهيرة بأن "الفضيلة ملك المعرفة فقط".<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ص164</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في هذا
المجال يتجاوز الفكر الفلسفي الفن ويضطره للتشبث بقوة بغصن الديالكتيك. لقد انحشر
الاتجاه الأبولي في قوالب المنطق الضيق. وكان هذا يشبه ما حدث ورأيناه في أعمال
يوربيدس، إلى جانب تأويل الديونيسية بمشاعر طبيعية. إن سقراط، البطل الجدلي في
الدراما الأفلاطونية، يذكرنا ببطل يشبهه في مسرح يوربيدس، الذي يجبر على الدفاع عن
أفعاله بنقاشات وحجج مضادة، وبالتالي يغامر بفقدان تعاطفنا التراجيدي معه. إن الذي
يخفق في ملاحظة عنصر التأويل في الجدل، هو العنصر الذي يرقص مهللا لأي نتيجة ولا
يمكنه أن يتنفس إلا في الأجواء الصريحة ومن خلال الوعي، هذا العنصر المتفائل، الذي
غزا ذات يوم عالم التراجيديا، قد نما شيئًا فشيئًا حتى غطى على أصوله اليوربيدية
وأجبره على الانتحار - بانتقاله إلى المسرح البرجوازي. هنا لا بد من الاستشهاد
بأقوال سقراط المأثورة: "الفضيلة هي المعرفة، كل الخطاة يأتون من عوالم
الجهل، الإنسان الفاضل شخص سعيد". هذه العبارات الثلاث المتفائلة هي التي
تحمل موت التراجيديا في طياتها. والسبب هو أن البطل الفاضل يجب أن يكون جدليًا ،
يجب أن يكون هناك ضرورة كرابط واضح بين الفضيلة والمعرفة، بين الإيمان والأخلاق.
إن عدالة أسخيلوس التصعيدية قد تم تقليصها إلى المبدأ البسيط والجريء، أعني مبدأ
"العدالة الشعرية" بما فيه من "عدالة إلهة". ص177، 178</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لكن
العلم الآن يسير، نتيجة قوة الوهم فيه، بخطًى حثيثة متجاوزًا العقبات لتحقيق
غاياته، حيث ينهار التفاؤل اللازم للمنطق. ذلك أن محيط الدائرة العلمية يتشكل من
عدد لا يُحصى من النقاط، وحيث يكون مستحيلًا أيضًا معرفة قياس الدائرة بصفة كاملة،
فإن الإنسان النبيل والموهوب يصل بكل تأكيد، حتى قبل أن يبلغ منتصف العمر، محيط
الدائرة ليجد أنه يقف على الحافة محملقًا فيما لا يمكن التعبير عنه. وإذا ما شاء
حظه التعس أن يتفهم هذا الإنسان كيف يلتف المنطق حول ذاته، ويعض ذنبه، يبرز فجر
جديد من أشكال المعرفة، المعرفة التراجيدية، شكل معرفي يحتاج منا، إذا أردنا أن
نتحمله، إلى الحماية والعلاج .. ص186، 187</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يمثل
أبولو في نظري تجسيدًا للفكرة العبقرية "مبدأ الفردانية" كسبيل وحيد
للبحث عن الخلاص الحقيقي عبر الوهم. أما سحر الفردانية في صيحة انتصار ديونيس
الصوفية مقطوعة والسبيل مفتوح للوصول إلى أمهات الوجود، إلى جوهر الأشياء. هذا
التعارض الهائل، هذه الثغرة المتوسطة بين الفنون التشكيلية الأبولية وبين الموسيقى
الديونيسية، أصبحت واضحة جدًا عند أحد مفكرينا الأعلام إلى حد أنها دفعته إلى
القول، دون إشارة من الرموز الإلهية الهيلينية، إن تلك الموسيقى كانت مختلفة في
طبيعتها وأصولها عن كل الفنون الأخرى، والسبب هو أن الموسيقى بعكس بقية الفنون لم
تكن نسخة مطابقة تمامًا للظواهر، بل كانت نسخة مباشرة عن إرادة الإرادة ذاتها، وهي
تكامل بين كل المظاهر الطبيعية في هذا العالم وبين تجسيد للشيء بحد ذاته، أي
بالميتافيزيقي. لقد وضع رتشارد فاغنر بصمته موافقًا على هذه الرؤية المهمة للغاية
بالنسبة لكل علم الجمال (الذي يشير بمعناه الجدي إلى بدايات علم الجمال)، معتبرًا
في مقالته عن بيتهوفن أن الموسيقى تمثل لمبادئ مختلفة كليًا عن مبادئ الفنون
البصرية، ولا يمكن قياسها بمقاييس جمالية. مع أن علم الجمال المزيف، إلى جانب
الفنون المضللة والمتحللة، قد نما معتادًا على طلب المزيد، على أساس مفهوم الجمال
السائد في عالم الفنون البصرية، تلك الموسيقى يجب أن تقدم وقعًا يشبه وقع الأعمال
الفنية البصرية - إيقاظ المتعة في الأشكال الجميلة .. ص189، 190</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن الفن
الديونيسي بدوره يريد منا أن نقتنع بالمتعة الخالدة للوجود - لكن شريطة أن نسعى
لتأمين هذه المتعة فيما وراء الظاهرات وليس في الظاهرات ذاتها. هذا الفن يردنا أن
نعتبر بأن كل ما يحدث في الوجود يجب أن يكون معدا لمواجهة مصير مأساوي ما. وهو
يجبرنا على أن نتأمل في الأحداث المرعبة لوجود الفرد، لكن دون أن نتجمد خوفًا. إن
العزاء الميتافيزيقي ينتزعنا للحظات من لُجة التبدلات الشكلية المضطربة. ونصبح
فعلًا ولأمدٍ قصير الجوهر الأول ذاته، ونشعر بالإرادة الجامحة للوجود والاستمتاع
بهذا الوجود. عند ذلك نشاهد الصراعات، والعذاب، والتدمير الذي يلحق بالظاهرات
كضرورة، بوجود حركة التوالد الأبدي لأشكال الوجود التي تتدافع ليشق طريقه إلى
النور، إلى الحياة كحضن للخصوبة الغنية لعالم الإرادة. ص197</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تحدثنا
حكاية التراجيديا الإغريقية بكثير من الدقة والوضوح أن الفن التراجيدي اليوناني قد
خرج بالفعل من أعطاف الموسيقى، من جوهرها. ولأول مرة نتمكن بفهمها من إنصاف المغزى
القديم والمذهل للكورس. لكن ينبغي علينا أن نعترف بأن معني الميثولوجيا التراجيدية
لم يكن شفافًا من حيث درجة الوضوح الكلي لمفهومه لدى شعراء اليونان قديمًا من حيث
درجة الوضوح الكلي المفهومه لدى شعراء اليونان قديمًا، ناهيك عن فلاسفتها. لقد كان
أبطال اليونان إلى حد ما يتفوهون بأشياء ويقولون أكثر مما يعملون. لكن الأسطورة لا
ترى ما يكفي من التشيؤ </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">objectification</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span>
لعالمها في علم الكلام. إن بنية المشاهد والصورة الماورائية تكشف عن حكمة أعمق من
الحكمة التي يمكن التي يمكن أن يقلها الشاعر نفسه عبر كلماته وأفكاره. ونحن نلاحظ
هذا عند شكسبير، حيث هاملت، على سبيل المثال، يقول أكثر مما يفعل. وبالتالي، إن
العبرة من شخصية هاملت يمكن أن نأخذها ليس مما يهذر به بالضبط، بل مما هو في
التفكير المستغرق الذي يلف أمامه، ومن دراسة المسرحية ذاتها .. فيما يتعلق
بالتراجيديا اليونانية، التي نراها مكتوبة فقط ككلام شفوي، فكما قلتُ سابقًا، إن
التناقض بين الأسطورة والكلمة يمكن أن يكون مضللا ويقودنا بسهولة إلى الاعتقاد
أنها أكثر سطحية وأقل عمقًا مما هي عليه في الواقع، وإلى أن نتوقع أن تكون ذات وقع
سطحي أقوى مما كان يفترض، قياسا على شهادات الأقدمين. ذلك أن من السهل جدًا أن
ننسى أنه بينما كانت جهود الشاعر تخفق في الوصول<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>بالميثولوجيا إلى حالة روحية راقية المستوى ومثالية، كان هو ينجح دومًا
كموسيقي.. لا شك في أن علينا أن نعيد تركيب قوة الأثر الموسيقي المهيمنة، بطريقة
تقترب من الأسلوب المدرسي، حتى نتمكن من إدراك جزء من العزاء الذي لا يُضاهى، ولا
بد أنه متوفر في التراجيديا الحقيقية. لكن لا يمكن لنا، إلا إذا كنا من
اليونانيين، أن نقدر مدى تأثير تلك الموسيقى الرائعة حق قدرها. بينما في كل
الموسيقى اليونانية - لدى مقابلتها مع الموسيقى الأكثر غنى بما لا يقاس، والتي نعرفها
- يمكن أن نستمع إلى الأغنية الشبابية فقط التي تبدعها العبقرية الموسيقية، ذات
القوة المرخمة. واليونانيون، على حد قول الكهنة المصريين، أطفالٌ خالدون، وهم مجرد
أطفال حتى في فن التراجيديا، حيث يجهلون اللعبة التي ابتكروها، والتي سرعان ما
ستتصدع وتتفتت. ص198، 199</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ بينما
تبدأ المحنة. القابعة في سكون في رحم الثقافة النظرية بزرع الرعب تدريجيًا في نفوس
الإنسان الحديث، وتجبره على اللجوء مكرهًا إلى ما ادخرته ذاكرته من تجارب علها
تساعده على إيجاد الدواء الناجع الذي يمكن أن يدرأ عنه مخاطرها عليه، برغم عدم
ثقته في هذا الدواء، وبينما يبدأ بتكوين فكرة أولية عن النتائج التي ستترتب على
وضعه المأزوم هذا ، فإن الكثير من الأشخاص المعروفين والبارزين عالميًا، كانوا
يحتمون بدرع العلم ويستخدمونه للكشف عن قصور المعرفة ونزعاتها، وبذلك بدأوا بكل
عزيمة بنفي امتلاك المزاعم العلمية شرعية عامة وأهدافًا عامة. وبهذا السلوك كشف
هؤلاء الغطاء عن التضليل القائم على مبدأ السببية الذي يزين له أن باستطاعته تفسير
جوهر الأمور الفنية ص209</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقد كانت
شجاعة الحكمة الهائلة التي تحلى بها الفيلسوفان "كانت" وشوبنهاور هي
التي حملت بحزم مهمة التصدي وتحقيق الانتصار على التفاؤل الذي يكمن في أعماق
المنطق، الذي يشكل بدوره أساس ثقافتنا وفي حين اعتقدت هذه النزعة المتفائلة في
السابق أن من الحكمة معرفة كل أسرار العالم وفكفكة غموضها، اعتمادًا على مبدأ
الشرعية الأبدية غير الضار في ظاهره، وتعاملت مع عناصر المكان والزمان والسببية
كقوانين شرطية ومشروعة عالميًا، فقد كشف كانت كيف أن هذه العناصر قد استغلت فقط من
أجل تحويل حدود الظواهر، كيف أن كل ما فعلته "مايا"، إلى جوهر فذ وحقيقي
للأشياء، فجعلت بذلك المعرفة الحقيقية لهذا الجوهر أمرا مستحيلا جدا. أو على حد
وصف شوبنهاور، هي أغرقت الحالم في سبات عميق (انظر: العالم رغبة وتمثل). وقد أسهمت
هذه الفكرة في ثقافة أفضّل أن أدعوها بالتراجيدية. وأبرز سمة في هذه الفكرة أن
أسمى هدف لها ما عاد كامنًا في العلم، بل في الحكمة، بعيدًا عن تضليل انحرافات
العلوم المغرية، وأنها تنظر إلى العالم بأكمله بعينٍ ثابتة، وتسعى إلى احتضان
الألم بكل حنو كما لو كان ألمها هي. ص210</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ هنا
يتوجب عليّ أن أضيف توكيدًا توضيحيًا موازيًا لموقفي بأن الأوبرا تقوم على الأساس
ذاته الذي تقوم عليه ثقافتنا الألكسندرية. فالأوبرا نبتت من بنات أفكار الإنسان
النظري، الإنسان العادي الناقد، وليس الفنان: وهذه إحدى أغرب الحقائق في تاريخ
الفنون جميعها. لقد كان المستمعون غير الموسيقيين حقًا هم الذين طالبوا بأن تكون
الكلمات قبل غيرها مفهومة لديهم. وبذلك فإن ميلاد الموسيقى من جديد يمكن أن يحصل
عندما يتم العثور على طريقة للغناء تكون الكلمات فيها تحلق كنغم مضاف فوق النغم
الأصلي، كما يرتقي السيد فوق عبده. فقد كان هناك شعور بأن الكلمات أنبل من النظام
الهارموني المصاحب مثلما يكون العقل أنبل من الجسد. ومع هذا، فبمثل هؤلاء الهواة،
بمثل هذه الفجاجة البعيدة عن عالم الموسيقى، أصبح سائدًا التعاطي مع البنى
الموسيقية والصورة والكلمة في الأيام الأولى لنشأة الأوبرا. وبمثل هذه الروح من
الجمال كانت دوائر الهواة الأنيقة بين الشعراء والمغنيين تشجع التجارب الأولى
للأوبرا التي يقومون برعايتها.. إن الإنسان غير المتمكن من الفن يخلق لنفسه نوعا
من الفن يطابق الوضع الذي يخلقه من لا علاقة له بالفن الحقيقي. لأن هذا الإنسان
الذي لا يمتلك فكرة عن مكنونات فن الموسيقى الديونيسية، تراه يحول المتعة
الموسيقية إلى عوالم عقلانية من الخطابة التي تجمع بين العبارة والموسيقى
الانفعالية على طريقة الأسلوب التمثيلي وإلى شكل حسي من الموسيقى الصوتية. ولأنه
مفتقد للرؤية فهو يفرض بالقوة على الفنان الآلي والتزييني ليعمل لحسابه. ولأنه
الجوهر الحقيقي للفنان يقع خارج<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>محيط فهمه
تراه يستحضر "الإنسان الأول الفنان" حسب ذائقته الشخصية، ذلك الإنسان
الذي يغني وينشد بعاطفة متقدة. إنه يحلم بنفسه في عصر تكون العاطفة فيه كافية
لتحقيق الإبداع الفني. الأوبرا تقوم على إيمان زائف بخصوص العملية الفنية، الإيمان
الرعوي (الريفي) بأن كل من يمتلك العاطفة فنان. وحسب هذا الإيمان تصبح الأوبرا
تعبيرًا عن الهواية في الفن، التي تُملي قوانينها بمقتضى تفاؤل الإنسان النظري<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ص216، 217، 218</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن كل من
يريد أن يختبر بدقة كم هو قريب في علاقته من المشاهد الجمالي الحقيقي، أو من مجتمع
البشر الناقدين على مذهب سقراط، في حاجة فقط إلى أن يسأل نفسه بأمانة عن الشعور
الذي يتشكل بداخله كرد فعل تجاه المعجزات التي تعرض على المسرح: ما إذا كان حسه
التاريخي الموجه نحو علة "سببية" نفسية محددة بدقة قد تعرض للإهانة، ما
إذا كان يقر بالمعجزات، بإرادة خيرة أم لا، كظاهرة يفهمها الأطفال، لكن ليس هو، أو
ما إذا كان يستجيب لها بطريقة مغايرة ما. بذلك يمكنه أن يعرف ما إذا كان قادرًا
على فهم الأسطورة، باعتبارها صورة مكثفة للعالم الذي يستحيل، كتعبير مختصر
للظواهر، أن يتحقق دون معجزة. لكن في جميع الحالات، إن كل الذين عرضوا أنفسهم
لاختبار صعب كهذا، سوف يشعرون بانحطاط قيمتهم بسبب الروح النقدية التاريخية
المميزة لثقافتنا، حتى أصبح من المستحيل تصديق الحجة على وجود الأسطورة بشكلها
الأول بالوسائل البحثية وباللجوء إلى التجريد.. مع ذلك، إن كل إنسان تقريبًا في
حاجة إلى أن يسأل نفسه، بعد أن عرض نفسه للنقد القاسي، وسوف يشعر بالامتهان بسبب
الروح النقدية التاريخية لثقافتنا التي ترى أنه ليس إلا من خلال الوسائل التعليمية
يمكن أن تحقق الأسطورة بشكلها الأول مصداقيتها. مع هذا، من دون الأسطورة تفقد
الثقافة برمتها عافيتها وطاقتها الإبداعية الطبيعية. وهذا يعني أن الفضاء المحاط
بالأساطير وحده هو الذي يمكن أن يلعب دورا موحدا لحراكه الثقافي بمجمله. إن
الأسطورة وحدها هي المخلص لكل طاقات الخيال ومعها الحلم الأبولي من طوافها العبثي.
ومن الواجب أن تكون صورة الأسطورة عفاريت حراسة، لا يغيببون عن المكان ولا تراهم
العين، عفاريت يتكفلون بتنمية العقل الناشئ، ويقودون عملية تفسير الإنسان لحياته
ولصراعاته. حتى الدولة ذاتها ليس لديها من القوانين الشفوية ما هو أقدر من أعراف
مؤسسة الميثولوجيا التي تضمن علاقتها بالدين وتعاظمها من خلال عمليات التمثيل
الميثولوجي... لنتصور عند هذا الحد، بطريق المقارنة، الرجل المهتم بالتجريد، دون
مساعدة الأسطورة، وكذلك التعليم المجرد، والأخلاق المجردة، والعدالة المجردة،
والدولة المجردة. دعونا نتخيل عملية الانتقال<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>غير المشروع، غير المسيطر<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>عليه
للأسطورة الوطنية، للخيال الفني. ولنتخيل أيضًا وجود ثقافة بلا موقع أزلي آمن
وقدسي لها، ثقافة محكوم عليها ببذل كل ما لديها من جهد والعيش على فضلات الثقافات
الأخرى - هنا بالضبط سوف نعثر على عصرنا الحالي، الذي هو نتاج الفكر السقراطي
المنكب على مسألة تدمير الميثولوجيا. وههنا يقف الإنسان، مجردًا من سلاح الأسطورة،
وهو يتضور جوعًا إلى الأبد، يهيم وسط العصور التاريخية القديمة، وهو ينبش وينبش
بحثًا عن الجذور، حتى وإن كانت هذه الجذور في أعمق أعماق الزمن الغابر.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>... ص246، ..248</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ هنا
يتحتم علينا أن نخطو خطة جريئة نحو ميتافيزيقا الفن، مكررين ما أكدنا عليه سابقًا
بأن وجود الكون والعالم يبدو مبررا فقط باعتبارهما ظاهرة جمالية. وبالتالي يجب على
الميثولوجيا التراجيدية أن تكون مقنعة لنا بأنه حتى البشاعة والتنافر عبارة عن
لعبة فنية، تلعبها إرادة الإرادة مع نفسها في إطار غمرة سعادتها المفرطة السرمدية.
لكن هذه الظاهرة البدئية والصعبة للفن الديونيسي، لا يكون مفهومًا ويمكن الإمساك
بها<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>إلا من خلال المغزى الرائع للتنافر
الموسيقي، تمامًا كما أن الموسيقى وحدها، التي تأتي في المحل الثاني بعد العالم،
يمكن أن تزودنا بفكرة عما يمكن أن نفهمه عن طريق "تبرير وجود العالم على أسس
جمالية". إن المتعة التي توفرها لنا الميثولوجيا التراجيدية تصدر عن الأصل
ذاته الذي يتيح لنا الاستمتاع باستعياب التنافر الموسيقي. إن الفن الديونيسي، بما
فيه من متعة أزلية متاحة حتى في الألم ذاته، هذا الفن هو الحاضنة المشتركة
للموسيقى والميثولوجيا التراجيدية. ص257، 258</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أيها
الأصدقاء، يا من آمنتم بالموسيقى الديونيسية، كلكم تعرفون كم نحن نحب التراجيديا.
ففي رحاب التراجيديا التي وُلِدت مجددا من رحم الموسيقى نجد الأسطورة التراجيدية -
ومع هذه التراجيديا قد تأملون في الوصول إلى أي شيء ونسيان كل الآلام. غير أن أسوأ
هذه الآلام بالنسبة إلينا، في هذا التدهور الذي استغرق زمنًا طويلًا، هو ذاك الذي
عاشته الروح الألمانية بعيدة عن موطنها، فكانت خادمًا لأقزام شريرين. وأرجو أنكم
تستوعبون ما أقول - كما ستتفهمون في نهاية المطاف ما أطمح إليه من آمال. ص260</span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;"></span></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--></div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-32955273151446316942020-06-18T20:00:00.002+02:002020-06-18T20:00:36.024+02:00النساء: الوقوف على الدوافع الجنسية.. من الثأر إلى المغامرة (ديفيد إم.باس، سيندي إم.ميستون - ترجمة أحمد الناصح)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لماذا
ترغب النساء في بعض الصفات في القرين، فيما تنفر من صفات أخرى؟ ما التكتيكات التي
تستعملها النساء لاجتذاب الشركاء الجنسيين المفضلين؟ لماذا تدمج بعض النساء نفسيًا
بين الحب والجنس؟ لماذا تروق الروايات الرومانسية الشهوانية للنساء أكثر من
الرجال؟ لماذا تمارس بعض النساء الجنس للاحتفاظ بقرين بينما تمارسه أخريات للتخلص
من قرين غير مرغوب فيه؟ ص 15 </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يعالِج
الانتخاب الجنسي تطور صفات لا لأنها تمنح الكائن الحي ميزة بقائية، بل لأنها تمنحه
ميزة تزاوجية (اقترانية). ص21</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لقد شاعت
لعقود، إن لم نقل لقرون، مقولة مفاداها أن الرجال يمارسون الجنس من أجل اللذة، وأن
النساء يمارسنه لأجل الحب. لكن هل هي حقيقة أم أنها مجرد تراث شعبي ؟ ص88</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• في مسحٍ
شمل أكثر من 1600 امرأة أمريكية تتراوح أعمارهن بين 18 - 59 عاما، قالت 29% منهن
فقط، أنهن كن قادرات على الوصول إلى النشوة الجنسية بواسطة الشريك. فيما قالت 61%
(أكثر من الضعف) أنهن كن قادرات على الوصول إليها عن طريق الاستمناء. ص108</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إذا كانت
المرأة قد تربّت على قناعة دينية أو غيرها مفادها أن الغرض من الجنس هو الإنجاب
فقط، وأنه يجب أن يُمارس في نطاق الزواج فحسب، فستختبر المرأة على الأرجح جرعة
كبيرة من الشعور بالذنب بدلا من النشوة، عند ممارسة الجنس خارج هذا السياق. ص111</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يعتقد
بعض الباحثين أن مقدار الحب الذي يختبره الشخص يعتمد على قوة المكونات الثلاثة،
وأن الأزواج </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">couples</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span>
يتوافقون على النحو الأمثل إذا كان لهم نفس المستوى من الحميمية، الولع،
والالتزام. ص128</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يبدو أن
الجنس يتبادر إلى أذهان الرجال كواحد من أهم مفردات الحب، أكثر مما هو عليه الحال
عند النساء. وعليه، فرغم أن النساء غالبا ما يرين الحب كأحد الشروط المطلوبة
للجنس، يبدو أن الرجال غالبا ما يرون الجنس أحد الملامح المميزة للحب. ص144</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن
التنافس الجنسي يتضمن أفعالا من قبيل نعت المنافِسة بالداعرة، إخبار الآخرين بأن
المنافِسة تريد ممارسة الجنس فحسب، إخبار الآخرين بأنه كان لها علاقات جنسية كثيرة
جدا سابقا، أنها تضاجع أيا كان، أنها على استعداد لمضاجعة أي كان.. ص183</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• يكون بعض
الأشخاص، بمعنى ما، مدمنين على مرحلة الإعجاب الأولى أو الهوى. إذ تكون لديهم
توقعات غير حقيقية بأن الشعور بالجِدَّة والحماس سيستمر إلى الأبد. وحالما يخمد
حماسهم، تخمد رغبتهم الجنسية. وهنا يبدأ عدم التوافق في الرغبات الجنسية. ص240</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن واحدة
من الخصائص الرئيسية لاستراتيجية النساء الجنسية المطورة، هي عملية الانتقاء
الجنسي، أي اختيار نوعية الشريك الجنسي واختيار توقيت ممارسة الجنس. ص242</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• إن
جنسانية النساء شيء يُمكنهن مَنحه أو الامتناع عن منحه، شيء يريده الرجال بشدة
ويقيمونه عاليا، وبالتالي فإن بوسع النساء استخدامه للحصول على الموارد التي يرغبن
بها. وباختصار، فإن للنساء اليد العليا في الكثير من التعاملات الجنسية. ص320</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• عندما
ينجح الأمر، فإن ممارسة الجنس سعيا لرفع الثقة بالنفس، يمكن أن تمنح المرأة فوائد
جمة-دفقات من الهرمونات المحسنة للمزاج كالأوكسيتوسين، توكيد قيمتها ككائنة بشرية،
وتزويدها بالثقة للإقدام على استبدال الشريك الحالي بآخر أفضل، وإحساس بالهيمنة أو
السطوة الجنسية في عالم يحاول أحيانا سلبها بالكامل. ص360</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• لا تتلقى
جميع النساء الاهتمام الود الوالدي الكافيين، إذ تعاني بعضهن من الإهمال من طرف
الوالدين. وهذا الانخفاض في تقدير الذات يدفع أحيانا بعض النساء للتعويض عن قلة ما
يحظين به من الاهتمام- حيث يبحثن من خلال الجنس عن الاهتمام الذي لم يحصلن عليه من
الوالدين. ص371</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• بينما
تمارس بعض النساء الجنس بقصد علاج أزمة نفسية، أو لاستعادة إحساسهن بقيمتهن
الذاتية بعد الانفصال، تمارسه أخريات لتحقيق سطوة أو سلطة. ص376</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• ليست
القدرة هي دائمًا الهدف بحد ذاتها. بل طريقة تقوم من خلالها النساء بممارسة
السيطرة والتأثير على الشريك الجنسي. وفي بعض الأحيان تكون السيطرة في سياق علاقة
رومانسية. ص377</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">• من
التفسيرات المعقولة أن الخضوع قد يجعل المرأة تشعر بأنها مرغوبة جنسيا، وتمنحها
مرغوبيتها الجنسية بدورها سطوة وهيمنة جنسيتين على شريكها. ص382</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">===========================================</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
يستعمل علماء النفس التطوريون عبارات من قبيل "آليات نفسية مُطوَّرة" أو
"تكيفات نفسية" فإنهم لا يعنون أنها غرائز آلية روبوتية جامدة يُعبر
عنها سلوكيا بغض النظر عن الظروف. بل إن التكيفات النفسية عند البشر مرنة جدا
وحساسة جدا للظروف، وتنشط فقط في بعض السياقات الاجتماعية.. عاطفة مطورة كالغيرة
مثلا، قد تدفع امرأة للممارسة الجنس مع شريكها بهدف صرف اهتمامه عن النساء
الأخريات، لكن المرأة لا تشعر بالغيرة الجنسية عادةً إلا إذا كان هناك تهديد جنسي
لعلاقتها. على ذلك فإنّ المرأة قد تتعامل بطرق عديدة مع تهديد جنسي ما، فقد تزيد
من حذرها واحتراسها، أو تغرق شريكها بالحب الزائد. وحتى عندما يتم تنشيط التكيفات
الجنسية عند النساء، فلا يعني أنهن سيستجبن لها حتمًا. فقد يثير لقاء عابر مع رجل
غريب وسيم طويل القامة، الرغبة الجنسية لامرأة ما، ولكنها قد تختار عدم الانصياع
لرغبتها المُطورّة تلك، إما بسبب رغبتها في الحفاظ على إخلاصها لشريكها الشرعي، أو
خوفا من دمار سمعتها، أو بسبب قناعات أخلاقية أو دينية تتبناها. ص24</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن فكرة
كون العديد من عناصر السيكولوجيا الجنسية للنساء ذات وظائف تكيفية، لا تقتضي أن
تكون جميع مكونات هذه السيكولوجيا تكيفية، أو أن جميع السلوكيات الجنسية للنساء
لها فوائد. على العكس تماما، فإن بعض الأسباب التي تدفع بالنساء للانخراط في
علاقات جنسية، تودي بهن إلى تدمير أنفسهن، وتسبب لهن مشاكل شخصية، أو تفقدهن
احترامهن لأنفسهن، أو حتى حياتهن. وقد يصل الحال ببعضهن إلى مشاكل مرضية سريرية
تتطور إلى اضطراب جنسي اكتئابي. ص25، 26</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">[<span style="color: blue;">بعض التعليقات الواردة لنساء في دراسة سرية على الإنترنت قُدمت
في الأعوام بين 2006 و 2009 عن سؤال الدافع الجنسي لهن من خلال قصص واقعية في
الحياة حدثت<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>لهن</span>] </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقد
أدركتُ شيئين مهمين، القابلية على أن أكون منهمكة جنسيًا بشكل تام مع أحدهم، وأكون
قادرة على الضحك من قلبي في نفس الوقت، والاستمتاع بكوني معه بطريقة مختلفة، لكأن
الضحك والجنس يشبعان رغبتين بشريتين أساسيتين في آنٍ واحد. (امرأة غيرية الجنس،
العمر 42)</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ "مارستُ
الجنس في علاقتي الأخيرة لكيلا أشعر بأني منبوذة وحيدة. كان عملًا غبيًا لأنه
انتهى بأن جعل مشاعري السلبية أسوأ مما كانت علية من قبل، أنا نادمة الآن لأننها
لم نكن نعرف أحدنا الآخر جيدا ولم نكن متأكدين مما نريد الوصول إليه، وقد انفصلنا
بعد شهر". (امرأة غيرية الجنس، العمر 39).</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقد
مارستُ الجنس مع اثنين من الرجال (في مناسبتين منفصلتين) لأنني شعرتُ بالأسى
عليهما، لقد كانا بتولين وأشفقتُ عليها لأنهما لم يمارسا الجنس من قبل، لذا فقد
مارستُ الجنس معهما. وشعرتُ بأنني قدمتُ لهما خدمةً عظيمة لم يفعلها أحد من قبل.
لقد شعرتُ بسطوتي عليهما، كما لو أنهما كانا ضعيفين بين يدي وأنا مسيطرة عليهما.
ورفع ذلك من ثقتي بنفسي لأكون الموجِّهة في ذلك الموقف وجعلنا أشعر بأني مرغوبة
أكثر". (امرأة غيرية الجنس، العمر 25).</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لا
أستطيعُ أن أصف هذه التجربة بدقة.. لكن ما أشعر به من المتعة الخالصة والامتزاج مع
شخص آخر، يقربني من دورات الحياة، والطاقة التي تكمن وراء العالم.. الرب بالمعنى
الأساسي. (امرأة غيرية الجنس، العمر 21) ... ص29، 30</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يثيريني
جدًا أن يكون المقابل غامضا ولا يكشف أسرار نفسه بسهولة. مارستُ الجنس ذات مرة مع
رجل لأنه كان ينظر إليَّ بلهفة، دون أن يقول الكثيرة. وقد كانت تجربة لاهبة.(امرأة
غيرية الجنس، العمر 33) ص 38</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنتُ
منجذبة إلى رائحته، عينيه، أسلوبه، وكذا لكنته الفرنسية. (العمر 23). ص40</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان يصلح
أن يكون عارضًا (موديل). وعندما أبدى اهتمامه بي، لم أكد أصدق. مارسنا الجنس لمرة.
والأغرب من ذلك، أنه استمر بمحاولة الاتصال بي على الهاتف. إلا أني لم أواصل تلك
العلاقة لعدة أسباب. أولًا لم يكن أكثر من مجرد وجه جميل، ولو أنه كان مشغوفًا بي
فيما أعتقد. ثانيًا، لا تواعدي أبدًا رجلًا أجمل منكِ، فهذا مدمر لثقتك بنفسك
وصحتك النفسية. (امرأة غيرية الجنس، العمر26). ص52</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أقمتُ
صداقة مع رجل وسيم جدا، ولكني لم أشعر برغبة في إقامة علاقة معه. وقد طلب مني أن
أبقى لليلة في فراشه، ورغم شكوكي تجاهه.. فلم أستطع المقاومة. لقد كان وسيما على
نحو تقليدي، ولكنه كان نزقًا ومشاغبًا، وكنتُ أروق له كثيرا. (العمر 36). ص55</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ قيل لي
أن الرجل الذي يرقص ببراعة يبلي بلاءً حسنا في السرير. لم أصدق ذلك وأردت أن أتأكد
بنفسي. التقيت بشخص رقص بطريقة تشبه رق التعري. وقد رقص لي مرتين. وانتهى بنا
الأمر إلى ممارسة الجنس، وبالفعل لم تكن براعته في السرير تقل عن براعته على حلبة
الرقص.. لقد كان حرفيا يرقص في أثناء ممارسة الجنس، كان ذلك مدهشًا. (العمر 29)
ص60</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ من
الممكن بالتأكيد أن تمارس الجنس مع شخص يتمتع بالجاذبية الجنسية فقط، أو تشعر
بالارتباط العاطفي معه فحسب، لكن عند ممارسة الجنس مع شخص لا يمتلك كلا النوعين من
الخصائص، تظل تشعر بأن ممارسة الجنس ليست كاملة بعض الشيء. كان لي شريك كنت قد
انجذبت إليه في البداية، ولكنه أظهر لاحقا علامات الشخصية المتقلبة، وبلادة الإحساس.
ورغم أنني بقيت منجذبة إليه جسديًا، ولكنني كلما أمعنتُ النظر في تصرفاته كلما قلت
رغبتي بمواصلة ممارسة الجنس معه. وعلى العكس من ذلك، فقد كنتُ على علاقة بشخص شدني
إليه شخصيته الفذة، وليس مظهره. (العمر 21) ص63</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان لي
حبيب لم يكن جذابًا جدًا من الناحية الجسدية، ولكنه كان رومانسيًا جدا، وكان بوسعه
إضحاكي بمجرد أن ينظر لي. كان لديه حس دعابة فريد كان يثيرني جدا.. وفي مرحلة ما
خانني، وكسر قلبي أيضًا، وأنهيتُ العلاقة.. وبعد عدة سنوات بدأنا نتواعد مجددا،
ولو أن السحر الأول لم يعد موجودًا. لكن ذلك لم يمنعني من طلب ممارسة الجنس معه،
فقد كان لا يزال مسليا وفكايا بشكل مبهر!. (العمر 40) ص64</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ الجسم
الرائع جذاب حقا، ولكن خصوصا مع تقدمي في العمر، فإن الشخصية تصبح أكثر أهمية. إن
شخصًا فكاهيًا بإمكانه أن يجعلك تشعر براحة واسترخاء أكبر، خفة الدم - بذكاء -
جذابة بحد ذاتها (العمر 38) ص66</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقلد
خرجتُ مع عدد من حملة شهادة الدكتوراه، أطباء، أساتذة القانون ومدراء تنفيذيين،
بالخصوص لأنني كنت أظن دائمًا أنهم أناس من نوعية أخرى. وكنت معتقدة أنهم أكثر
ذكاءً مني بكثير بسبب شهاداتهم. أردت بشدة أن أعرف ما الذي يجعلهم أفضل مني. وقد
نمت معهم جميعا. وتبين لي أنهم لا يختلفون عن الميكانيكي أو عامل المصنع، كل ما
هنالك أن لديهم أموالًا أكثر. (العمر 42) ص69</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقد
مارستُ الجنس في الماضي مع رجال كانوا مجرد أصدقاء فقط، وكان ذلك لأجل اللذة
الجنسية الصرفة. أما عاطفيًا، ففي الحقيقة لم تكن لدي عواطف تجاههم، عدا الخوف من
أن يطالبونني بمزيد من الجنس مستقبلا. (امرأة غيرية الجنس، العمر 27). ص86</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كانت
اللذة الجنسية دافعي الرئيس في معظم تجاربي الجنسية. لا أستطيع أن أتصور نفسي أقدم
على ممارسة جنسية دون أن أتوقع أن أخرج منها بتجربة مشبعة، لن يكون ذلك منطقيا
(امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر 36) ص86</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقد كنت
في علاقة لم تتضمن الجنس طيلة 13 سنة. وبعد انتهائها، أردتُ أن يلمسني بشر ليذكرني
بأنني مازلت قادرة على أن أشعر. الجنس واللذة الجسدية ساعداني على أن أستعيد شعوري
ببشريتي مجددا. (امرأة غيرية الجنس، العمر 42) ص87</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يحوي
الجنس الكثير من اللذة الجسدية. مجرد ملامسة جسد الشخص لجسد شخص آخر له لذة، أشبه
بالحصول على تدليك أو عناق. يُحدث التقبيل شعورا بالإثارة والدفء، فيما يؤدي تلامس
الأعضاء التناسلية و/أو الإيلاج المهبلي إلى النشوة. ومجمل هذه العوامل هي ما يجعل
الجنس أحب إليّ من الاستمناء. (امرأة غيرية الجنس، العمر 26) ص87</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان
الالتقاء به مرة أخرى صدفة رائعة.. كل ما استطعت التفكير به هو الشعور بيديه على
جسدي، وفي داخلي، الإحساس بالتوسع والامتلاء بينما قضيبه يدخل جسمي، وقد سألته إن
كان بإمكانه أن يأتي معي لساعتين.. كنت أشعر بالبلل وهو يتسرب إلى سروالي
الداخلي.. والتقلص في فخذي.. والإحساس بحلماتي تكاد تخترق قميصي.. الهدف من ممارسة
الجنس هو اللذة.. هذا شيء مؤكد. كان الأمر ببساطة وتعقيد عبارة (أنا أريدك).
(امرأة غيرية الجنس، العمر 41) ص88</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ دخلتُ في
علاقاتي مع الكثير من الرجال في حياتي - ربما 100 رجل تقريبا-، ومن بين هؤلاء
الرجال، واحد فقط تعلم كيفية تحفيز بقعة جي خاصتي. أنا متزوجة الآن، وأحب زوجي،
ولكني مازلت أفكر بممارسة الجنس مع ذلك الرجل ذي الأصابع السحرية! أقسم أنه عندما
كان يضغط على تلك البقعة الخاصة كان يركبني بجنون، لم أكن أريد مداعبات تسبق الجنس
أو ما شابه بل المزيد من الإيلاج فقط. (امرأة غيرية الجنس،العمر 50) ص96</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ توجُّع
في المناطق المهبلية ورجفة في الأفخاذ. تتوتر كل عضلة في الجسم ثم تتحرر كمية
كبيرة من الطاقة. أحس كما لو أنها تأتي بين ساقي، ثم تصعد عبر عمودي الفقري
مكهربةً دماغي بالطبع. أحبس أنفاسي غالبا، أغلق عليني بشدة فتظهر ألوان على أجفاني
وفي اللحظة التالية أكون حساسة جدا للضوء، دائخة بسعادة، شاعرة بالتنميل والراحة،
وممتلئة بالطاقة. (امرأة غيرية الجنس، العمر 24) ص100</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أشعرُ
كأنني أختبر تحررا جسديا، وانتشاءً أو ثمَلًا عاطفيًا بعد النشوة. على أنني أستمتع
بسير العملية، فليس الهدف هو الوصول إلى النتيجة النهائية، بل أن التجربة بأكملها
مثيرة، ممتعة، وخلاقة. أحيانا، أريد أن أعاود الإثارة الجنسية لكي أكرر خيالا
جنسيا أو جزئية فنية. غالبا ما تشتمل تجربتي الجنسية على قدر كبير من الجنس
الفموي، حيث أختار أن أعطي أو تلقى جنسا فمويا، أو أقوم بالاثنين في وقت واحد!،
حسب حالتي المزاجية وطريقتي المفضلة في الوصول إلى الذروة هي أن يقوم زوجي بمداعبة
عضوي بفمه، بينما أنا أتخيل شيئا ما (يختلف باختلاف الوقت والحالة المزاجية،
أحيانا تخيلات مثلية الجنس، وأحيانا غيرية الجنس، وأحيانا أركز على اللحظة الحاضرة
فحسب، أستمتع بأحاسيس الجنس. (امرأة غيرية الجنس، العمر 28) ص103، 104</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ مارستُ
الجنس عدة مرات مع أشخاص لم أكن أشعر تجاههم بأي تعلق عاطفي، لكني فعلت ذلك لأني
كنت أريد أن أشعر باللذة الجسدية والنشوة الجنسية، إحدى الحالات كان صديقا لي منذ
عدة سنين. وقتها كنت لم أمارس الجنس منذ مدة طويلة، وقد أردت أن أنهي ذلك. تعشينا
في منزلي، وانتهى الأمر لاحقًا متعانقين على السرير. شعرتُ بالارتياح معه لأنه كان
صديقا لي، وكانت ممارسة الجنس جد ممتعة. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر 28)
ص104، 105</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لم أصل
إلى النشوة أبدًا إلا بنفسي، لذا فإني أُعرِّف "المتعة غيرية الجنس" على
أنها حسية أكثر منها جنسية. (امرأة غيرية الجنس، العمر 54) ص108</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
تكون شابا، فالجنس شيء رائع بحق، انتظر إلى أن تبلغ سن الخامسة والخمسين، وسواء
تزوجت أم لا، فلن يبقى الجنس بنفس الأهمية بالنسبة لك.. لكنه يجب أن يكون مهما
بالفعل. يعلق الرجال عليه أهمية كبرى، ولكنهم لا يعرفون شيئا عن مداعبات ما قبل
الجنس أو أهيمتها، مهما بدت أهميتها صغيرة. (امرأة غيرية الجنس، العمر 54) ص109</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
كنت عزباء، مارست الجنس من أجل متعتي الشخصية، وبما أنني متزوجة الآن فإنني أمارس
الجنس لإمتاع زوجي. ولا تبدو متعتي على نفس القدر من الأهمية مع متعته. وأعتقد أنه
يشعر بذات الشعور. (امرأة غيرية الجنس، العمر 26). ص110</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أشعر أن
الجنس يمكن أن يكون أحد التعبيرات الجسدية العديدة عن الحب، رغم أن الجنس لا يكون
دومًا تعبير عن الحب. عندما أمارس الحب مع زوجي، فهو حميمية وثقة، وكشف لنفسي لا
أشاركه مع أحد غيره.. لأنني أحبه. يمكن أن يكون الجنس طريقة لإشباع حاجات زوجي
(الجسدية والعاطفية والنفسية) والتي لا يمكن إشباعها بأية وسيلة أخرى، وكذلك فإن
هذا يجعله يعلم بأني أحبه والعكس صحيح. رغم أني مارست بعض الحميمية (التقبيل،
الملامسات، إلخ) مع أشخاص لم أكن أحبهم، فإنني لم أمارس الجنس إلا مع من أحببتهم.
(امرأة غيرية الجنس، العمر 29) ص126</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ بصراحة
لم يكن الجنس بالنسبة لي عملية إشباع. بل دائمًا ما كان يعبر عن شيء أكثر من ذلك..
أشعر بسعادة عظى كوني على علاقة بالرجل الأروع.. ربما حدث لأننا عندما عشنا بعيدين
عن بعضنا مدة طويلة جدا، فقد أتيحت لنا الفرصة يعرف كل منا مايعنيه الآخر بالنسبة
له، وأن يعي ما هو الحب الحقيقي، الآن بينما أنظر في عينيه عندما نمارس الحب،
يعتريني شعور يصعب جدا وصفه بالكلمات، لكأنما تُزهِر وردة حبنا بأكمل صورة. (العمر
38) ص126</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تجربتي
الجنسية الأولى مع رجل كانت لأنني أردتُ منه أن يلتزم بالعلاقة. كان بعمر 16 عاما،
وبتولين، وكنا نتواعد منذ 3 أشهر. أنا من أصررت على أن نمارس الجنس لكي أبين له
أنني أحبه. أردت أن أعطيه شيئا لم يعطه أحد من قبل. (العمر 25) ص128</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لماذا
مارستُ الجنس مع زوجي السابق؟ لقد كنتُ يافعة بعمر 16 عاما، وكنت أريد أن يبقى
معي. وقد اعتقدتُ أنني بممارسة الجنس معه سأضمن التزامه. ولم أفلح في ذلك، لكن في
وقتها، لم تكن لتنجح في إقناعي بالعدول عن رأيي. كنتُ أساوي بين الجنس والحب. بأني
كلما مارستُ الحب معه أكثر، كلما أحبني أكثر. كنتُ حمقاء. (العمر 41) ص128</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ بدأتُ
أول عمل لي بدوام كامل، وقد كان زميلي في العمل رجلا جذابا جدا. كنت في ذلك الوقت
أما بالفعل.. ولم أكن أعتقد أني واجدةٌ من يحبني حقا.. لكني (وقعت في حب زميل
العمل) ذاك.. لقد كان يفوقني خبرة بكثير وعلمني كلاميا الكثير من الأشياء عن
الجنس. وقد طبقنا معا ما كان يلقيه علي من دروسه تلك واعتقدت أنه سيحبني إذا نفذت
ما كان يطلب مني فعله. ومنها مثلا الجنس الفموي والتعري والحديث الفاحش معه عبر
الهاتف. لم أكن أمتلك خبرة كافية آنذاك، واعتقد أنني إذا فعلتُ هذه الأشياء فسيقع
في غرامي في النهاية. لم يحصل ذلك، ومازلت أكن له مشاعرًا حتى اليوم. (العمر46)
ص141</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كانت
علاقة قائمة عبر مسافة بعيد، لم أواجه نفسي بحقيقة أنها لا تستحق العناء وأنني على
وشك إنهائها. وقد مارسنا الجنس لأنه كان - إلى حدٍ كبير - كل ما نفعله في
المناسبات النادرة التي نلتقي فيها. اعتقدت أنها قد تقربنا من بعضنا وتجعلنا نعتقد
أن بوسعنا متابعة العلاقة. وهذا لم يحصل. (امرأة شاذة/ليزبيانية، العمر18) ص145</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ شعرتٌ
بأنني بدأتُ الوقوع في حب هذه الفتاة. أحببتُ مشاركة بعض الأشياء معها، سواء كانت
قصصا أو أشياء في حياتي، أو التجارب التي مررنا بها سوية. لقد ارتبطتُ بها عقليًا
وعاطفيا بحيث... أردتُ أن أرتبط بها جنسيا أيضا. (امرأة ليزبيانية، العمر 20) ص146</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ دائمًا -
تقريبا - ما كنت أمارس الجنس لكي أشعر بالارتباط مع شخص ما على المستويين العاطفي
والجسدي. أكون شاعرة بالترابط معه قبل ممارسة الجنس، وأريد أن أذهب بهذا الترابط
إلى أبعد ما يمكن. هذا يخلق الفارق الدقيق جدا بين ممارسة الجنس والحب. فعندما أقع
بحب أحدهم، فإنني أرتبط معه بطرق عديدة، وممارسة الجنس هي إحداها. (امرأة غيرية
الجنس، العمر 24) ص146</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لا أمارس
الجنس ما لم أكن واقعة في الحب، بالنسبة لي فإن هذا الحب هو الرغبة بالالتحام
بالشخص الذي أكن له تلك العواطف القوية. إن معاشرة شخصين لبعضهما ليست مجرد شيء
جسدي، بل هي شيء ذهني وعاطفي. الجنس هو وسيلة لإشباع كل هذه النواحي. (العمر23)
ص146</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أن تكون
واقعا في حب الآخر بشكل كامل، بحيث تريد أن تصبحا واحد - كل واحد داخل الآخر -
جسديا وروحيا، متفتحين بشكل كامل. (امرأة ليزبيانية، العمر 43) ص147</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لكوني
لاجنسية </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">asexual</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span>
فغالبا ما لا تكون لدي رغبة بممارسة الجنس لدافعٍ جسدي، لكنني أحصل منه على
الاستمتاع العاطفي عندما أكون مع شريكي. (امرأة لاجنسية، العمر 20) ص149</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يعشق
حبيبي إثارة الاهتمام، وفي الفترة الأولى من علاقتنا، بدأ بعلاقة سطحية مع فتاة
أخرى من وراء ظهري، وعندما علمت بذلك أول مرة، تحطمت، لكن تدريجيا، وضعت هدفا لي
أن أجعله يدرك أنني الفتاة الوحيدة التي يريدها. ومع أني كنت أسعد بممارسة الجنس
معه، أُدرِك الآن أني كنت أمارسه أيضًا بهدف أن أثبت له أني أفضل من الفتاة
الأخرى. (العمر 18) ص174</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنتُ
خارجة من علاقة استمرت شهورا، وكنت أشعر.. بالحرية. وقَدِم رجل بهي الطلعة لزيارة
إحدى صديقاتي.. وقد عرفت مذ رأيته أنني أريد أن أعابثه. ثم أدركتُ أن كل الفتيات
في الجوار يتكلمن في الأمر نفسه. وكانت (عاهرة) الحي أكثر من أرادت ذلك.. وقد
قَدَّرتُ أنها ستفوز به في نهاية الليلة.. لقد أردتُ بشكلٍ ما أن أشعر بما
شَعَرَتْ به كل مرة عادت إلى منزلنا بصحبة رجل غريب. لذا فقد تنافستُ معها في
لعبتها.. وفزت.. ولكني دفعتُ ثمنًا لذلك. (العمر 20) ص183</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في أيام
المدرسة الاعدادية، أتذكر أني كنتُ أشعر بفخر كبير بعدد شركائي الجنسيين... كنت
أشعر بالإثارة حالما يوشك أحد الفتيان على ممارسة الجنس معي، قائلة لنفسي (فتَى
آخر! فتًى آخر يقع في حبائلي). (العمر 26) ص186</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أشعر أن
الجنس تجربة ممتعة، أستمتع بالالتقاء بشخص ما وأغوائه. شعور الصيد شعور منعش، كأنه
الثَمَل. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر 20) ص186</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ مؤكد أننا
جميعا في لحظة ما نريد أن نركز عقلنا على الحصول على شيء ما. عندما أفعل هذا، أي
أحقق هدفي بأن أعود إلى المنزل مع شخص ما، أشعر وكأنني حققت فتحا. (المرأة غيرية
الجنس، العمر 26) ص186</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أوه، حقا
كان شيئا تافها.. أنا أنزعج من هؤلاء الشبان الذين يبدو بوضوح أنهم شاذين جنسيا
وغالبا ما يغازلون النساء بطريقة (همم، أنا أحب جماليات جسم الأنثى و..ولكن)، ثم
لا يوضحون إن كانوا مهتمين بالأمر أم لا. وفي أحد المساءات عندما كنت ثملة تحديت
أحد هؤلاء الفتيان بهذا الخصوص - وانتهى بنا الأمر إلى الفراش - وقد اعتقدتُ أن
هذا شيء جدير بأن أفتخر به، أي قيامي بتحويل ذلك الشاب الشاذ.. (امرأة مثلية الجنس
غالبا، العمر 22) ص186</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أردتُ أن
أفوز. كان الكثير من الفتيان في الاعدادية مهتمين بصديقتي المقربة. وعلى الرغم
أنني لم أكن مهتمة فعلا بالشباب، فإن هذا الوضع أزعجني. لذا فقد بدأت بملاحقة نفس
هؤلاء الشبان لأبرهن لهم أنني مثلها، إن لم أكن أفضل منها. وحالما تقوم صديقتي
بإبداء إعجابها بأحد الفتيان، كنتُ أتتبعه ثم أفوز به بأن أعرض عليه فورًا ممارسة
الجنس. بما في ذلك ممارسة الملامسات الساخنة تحت المنضدة في أثناء حصة الدرس أو
الجماع الكامل في الأركان المنزوية الخفية في المدرسة. (امرأة شاذة/ليزبيانية،
العمر 23) ص187</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ مارستُ
الجنس مع شخص مشهور جدا ومحبوب، خصوصا في منطقتنا. لم أفعل ذلك لأني أنوي إنشاء
علاقة معه، ولكن بعض الفتيات كُن مهتمات به جدا.. وقد عرفتُ أن الفتيات الأخريات
أردن مواعدته، ولكني أردت أن أسبقهن وأفوز به. أردتُ أن أكون الفتاة التي تسرقه من
بقية الفتيات. وحالما حصلتُ على موعد معه، عرفتُ أنني سأعاشره جنسيا.. وكنت جد
متلهفة لليوم التالي حيث عرفتْ الفتيات أنني كنت برفقته. كان شعورا رائعا. وقد
حسدتني صديقاتي عليه. (امرأة غيرية الجنس، العمر 23) ص187</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
كنتُ يافعة، كنت أذهب برفقة صديقتي إلى الحانة. وقد كان هناك شعور بالمنافسة دائما
حول من ستستطيع أن تحصل على الرجل. وبعد الشرب والاستمتاع، كنت أحيانا أحظى
بمرافقة الرجل إلى سكني المشترك وأمارس الجنس معه لكي تعلم صديقاتي أنني حصلت على
الرجل في تلك الليلة. (امرأة غيرية الجنس، العمر26) ص188</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنت
أتطلع إلى تلك المرأة، وقد كانت مهيبة بسبب عمرها وثروتها، وكانت تواعد أناسا
آخرين كانوا جميعا ما عداي من الذكور. لم أرضخ في أول مرة حاوَلَت فيها إغوائي،
لأنني لم أكن متأكدة من نفسي. أما في المرة الثانية فقد تركتُ الأمور تأخذ مجراها،
لأني أعتقدتُ أن هذا سيقربني منها... (امرأة شاذة/ليزبيانية، العمر20) ص189</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ حسنا،
كنت برفقة صديقاتي في رحلة في يوم عطلة، وكان هناك مجموعة من الفتيان في نفس
المنتجع الذي كان فيه. وقد كان من بينهم<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>فتَى يروقني ويروق لإحدى صديقاتي أيضا. قد لا يكون لهذا علاقة بالأمر، لكني
أقول إنه قد حدث شجار عنيف بيني وبين صديقاتي. ولا أستطيع أن أتذكر السبب حتى. وقد
عزمتُ على الأمر، وقمتُ بمغازلة ذلك الشاب. كنتُ يافعة (بعمر ثمان عشرة سنة)
ومفتقرة للخبرة الجنسية. ولكني قررتُ أني سأضاجع ذلك الرجل، كنوع من الثأر من
صديقتي، وكبرهان على أني الأفضل والأكثر جاذبية. وقد قمت بما اعتزمت القيام به.
لقد كنتُ غاضبة منها وشعرتُ بالفخر لأني قد فزت. (امرأة غيرية الجنس، العمر26)
ص191</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ دائمًا
ما يكرر حبيبي على مسامعي إعجابه بجمال عارضة الأزياء كيت موس. وفي الحقيقة فهي
ليست أكثر من مجرد قحبة عجفاء مدمنة على المخدرات. ما الطريقة التي فكرتُ في استخدامها
لقتلها؟ فكرتُ بأخذ علَّاقة ملابس وإداخلها عبر عينها إلى دماغها حتى تموت. ثم أن
أقوم بتعليق جثتها في حجرتي لأُريه أنها ليست جميلة كما يظن. (امرأة غيرية الجنس،
العمر 20) ص199</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ خانني
زوجي مع صديقتي المقربة، لذا فإنني أقمت علاقة مع زوجها لثلاثة أشهر، ولم أشعر
بالذنب إطلاقا (العمر 44) ص201</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ مارستُ
الجنس مع حبيبي السابق، والذي أعرف أنه لا يزال يكن لي المشاعر، رغم أن لا مشاعر
لدي تجاهه. لكنه كان قد بدأ بمواعدة صديقتي الأقرب، وقد أردتُ الثأر منهما معا.
(امرأة غيرية الجنس، العمر 22) ص201</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ خانني
شريكي مرة لذا فقد اعتقدتُ أنني إذا خنته فسنكون متعادلين، وعليه فقد خرجتُ برفقة
صديقاتي ليلةً والتقيتُ بصديق قديم من أيام الإعدادية، وانتهى الأمر بنا إلى
ممارسة الجنس. لم يعرف شريكي بذلك أبدا لكني شعرت بأني قد ثأرت لنفسي. (امرأة
غيرية الجنس، العمر 34) ص201</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان
حبيبي السابق وغدًا، ولذا حالما انفصلنا مارستُ الجنس مع صديقه. استمعت بذلك كثيرا
لأنني أعرف أن هذا سيغيظه. (امرأة غيرية الجنس، العمر22) ص202</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ منذ عدة
سنوات خانني زوجي. كان وزني قد ازداد بعد أن وضعتُ طفلتنا لذا شعرتُ بأني عديمة
النفع. وخلال الستة أشهر التالية فقدتُ وزني وخنته مع أقرب أصدقائه لكي أشعر
بالرضا عن النفس الذي شعر به عندما خانني. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر 37)
ص202</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ سبق لي
أن استمررت بمضاجعة شخص لمدة 6 أشهر (دون أن أتواعد معه) كنا أنا وشريكي وصديقه
الأقرب نشرب ذات ليلة. وبعد أن نام شريكي قام صديقه المقرب بـ "إغوائي"
وقد قررتُ أن أمارس الجنس معه لكي يدرك شريكي أن هناك أناسا آخرين يرغبون بي.
(امرأة غيرية الجنس، العمر 19) ص208</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنت قد
انفصلت توا من علاقة مع إحداهن. وشعرت بالخيبة وبالرفض وبأن ثقتي بنفسي قد تحطمت.
وبعدها ربما بأسبوع ذهبت إلى موعد عشوائي مع واحدة أخرى ومارست معها الجنس، وأخبرت
الفتاة الأولى بالأمر (كنا لا نزال صديقتين) محاولة أن أجعلها تشعر بالغيرة. لم
أكن أشعر بانجذاب تجاه الفتاة الثانية التي مارستُ معها الجنس لكي أجعل الأولى
تشعر بالغيرة، ولم أكن لأمارس الجنس معها لولا شعوري أنني بحاجة لأثبت شيئا ما.
(امرأة مثلية الجنس/ليزبيانية، العمر 21) ص209</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان
حبيبي السابق يتحدث لهذه الفتاة التي تزعجني كثيرا ولا أحبها أبدا. وعندما سنحت
الفرصة لممارسة الجنس معه، انتهزتها. عرفتُ أنه سيخبرها وهذا ما سرني أكثر. (امرأة
غيرية الجنس، العمر24) ص214</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
كنت في العشرين من عمري، انفصلت عن حبيبي بعد علاقة دامت لعامين. وبدأ يعبث مع
فتاة أخرى. لذا قمت بمضاجعة واحد من أقرب أصدقائه. وقد اقنعت نفسي بأني أفعل هذا
انتقاما منه، لكني في الحقيقة أردت أن أثير غيرته حتى يعود من جديد. وقد أتى ذلك
بنتائج عكسية. ليس فحسب أنه لم يعد إلي، لكن جميع أصدقائه قد أصبحوا يزدرونني
كثيرا بما فيهم الشخص الذي ضاجعته (نوع من الكيل بمكيالين). (امرأة غيرية الجنس
غالبا، العمر 28) ص220</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يكون
زوجي سعيدا بعد ممارسة الجنس معي إذا كنت أنا المبادرة ببدءه. إذ يقضي وقتا أكثر
معي، كما لا يعود يحدق في النساء هنا وهناك بكثرة. (العمر 30) ص225</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ شريكي
الحالي من هواة تبادل الشركاء. لا أرتاح للقيام بهذا العمل، لكنني أحبه لذا أقوم
به من أجله. نذهب إلى نادي التبادل، ويمارس كل منا الجنس مع أناس آخرين، لأن هذا
يثيره ويجعله سعيدا، لذا فإني أفعله لأجله. أتظاهر بأنه سيدي وأنني أنفذ جميع
أوامره، وهذا يساعدني على تمضية الليلة بسلام. لو عاد الأمر إليّ لما فعلت ذلك
أبدا. وكذلك يطلب مني كثيرا أن أمارس الجنس الثلاثي برفقة صديقتي المقربة، أتظاهر
بأنني أتقبل الأمر، لكنني أقرف منه كثيرًا. ببساطة، لا أريد أن أواجهها صباحًا
متظاهرة بأن شيئا لم يحصل. (امرأة غيرية الجنس، العمر32) ص227</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ شعرتُ
بأنه يضاجع نساء أخريات هنا وهناك، وقد توجب علي أن أفعل المثل لأحافظ على شعوري
بعدم الأمان الذي سببه لي. فإذا شعرتُ بأنه لم يجدني جذابة في وقت ما، وأن يتطلع
إلى امرأة أخرى أقوم بممارسة الجنس مع شخص آخر لأثبت لنفسي أنني لازلتُ مرغوبة
وجذابة. (امرأة غيرية الجنس، العمر19) ص229</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لاحظتُ
على شريكي علامات جلية على استعداده للانفصال، لذا قمتُ بإغراء شخص آخر احتياطيًا،
كي يتوفر لي شريك جاهز حالما يهجرني شريكي الأول. (امرأة ثنائية الميل الجنسي،
العمر 20) ص230</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يتذمر
زوجي قائلا إننا لا نمارس الجنس بشكل كافي، لذا أخضع للأمر الواقع وأمارس الجنس
معه. هكذا هي الحياة الزوجية. (امرأة غيرية الجنس، العمر53) ص236</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كانت أول
مرة أمارس فيها الجنس. وقد شعرتُ بأني مضطرة لممارسته لأنه بدا لي أن الوقت قد حان
لبدء ممارسة الجنس في علاقتنا. لم أكن شخصيا راغبة بذلك، فقط لم أكن أعرف كيف
يمكنني أن أقول "لا" دون أن أهدم العلاقة. (امرأة غيرية الجنس، العمر24)
ص237</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كانت
غريزتي الجنسية - ولازالت- ضعيفة جدا، لذا فإني أتحامل على نفسي أحيانا لممارسة
الجنس مع أني لست في مزاح ملائم لذلك أبدا. (امرأة مثلية الجنس غالبا، العمر27)
ص240</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لا أذكر
مرة واحدة مارست فيها الجنس عن رغبةٍ خلال الـ32 عاما الماضية. بالنسبة لي، فإن
استئصالي لمبيضي هو ما أخمد رغبتي الجنسية. حتى أنه كانت هناك مرات لم أشعر فيها
بالرغبة في ممارسة الجنس، لكنني فعلت ذلك لأجل زوجي فقط. كان انعدام الرغبة محبطا
لي، وكانت ممارسة الجنس تسبب لي الاكتئاب لأني لم أكن أحقق إشباعا. على أنني كنت
أشعر بالذنب إذا لم أقم بممارسة الجنس مع زوجي، وكنت أريد إرضائه، هكذا هي حياتي.
(امرأة غيرية الجنس، العمر52) ص246، 247</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقد
وضعتُ ابننا منذ عدة شهور، وحتى الآن لم تراودني الرغبة الجنسية. ولم نكن قد
مارسنا الجنس منذ حملي وعليه فقد شعرت بالذنب. لذا فإني أتظاهر بالرغبة وأمارس
الجنس. (امرأة غيرية<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الجنس، العمر35) ص250</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يتمتع
شريكي بغريزة جنسية أقوى من غريزتي، لذا فإنني أشعر أحيانا بأني أمارس الجنس
لتلبية حاجاته. لا يشعرني هو بالإلزام، لكنني أشعر به لأنني أعرف أن هذا جزء طبيعي
من العلاقات الصحية. ولأنني أعاني من بعض القلق وأتناول مضادات الاكتئاب فإن
غريزتي الجنسية ضعيفة جدا. بإمكاني الامتناع عن الجنس لشهور، لكن سيكون ظلما له.
(امرأة غيرية الجنس، العمر38) ص253</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أنا أحب
زوجي، لكن عندما تكون متزوجا لمدة طويلة، لنواجه الحقيقة- لا تعود ممارسة الجنس
مشوقة كما كانت. حيث يمكن توقع كل تفاصيله. حتى عندما نحاول أن نكون (عفويين) فإن
الأمر يكاد يتحول إلى مهزلة، لأنني أستطيع أن أتوقع كل حركة يقوم بها. أمارس الجنس
لأنني أشعر بأني (مدينة) له به كزوجة، وكذا لأنني أحبه وأريد إسعاده. ورغم ذلك
فالحقيقة أنني في أغلب الأحيان عند ممارسة الجنس، أضطجع فقط وأحرك رأسي يمنة
ويسرة. وأئنُ بين فترة وأخرى لكي لا يحسب أنني قد نمت، ثم أخبره بعد أن ينتهي أن
الأمر كان ممتعا بحق. ويبدو أنها خطة ناجحة وزواجنا سعيد. (امرأة غيرية الجنس،
العمر 48) ص</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">258</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان رأسي
يؤلمني وأردت أن أنام، لكن حبيبي استمر بتقبيلي والإلحاح علي. كانت علاقتنا قائمة
على مبعدة، وكانت تلك أول مرة نرى فيها بعضنا منذ أسابيع، لذا فقد استسلمت بعد
إلحاح غير كثير. لكن ما إن بدأت مطاوعته حتى وجدت نفسي أنا الأخرى منغمسة في الأمر
إن صح التعبير. (امرأة غيرية الجنس، العمر24) ص273</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنت في
الكلية وكانت جميع صديقاتي قد جربن الجنس، وقد أردتُ أن أعرف ما الجنس. كنت أفكر
كيف أن جميع البشر يعرفون ما هو الجنس.. وأنهم أشعلوا حروبا وقتلوا بعضهم من
أجله.. أثار ذلك فضولي وشعرتُ نوعا ما بحاجة ماسة لأن أكتشف بنفسي. (امرأة غيرية
الجنس، العمر24) ص281</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ شعرتُ
نوعا ما بأني أريد أن أتجاوز هذه المسألة (العذرية) تجاوزتُ الأمر بسلام وقد أزحت
عبئه عن كاهلي (امرأة غيرية الجنس، العمر25) ص283</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في
الكلية كانت تربطني صداقة مع شاب أ ُشتُهِرَ عنه أنه بارع في السرير. وذات يوم كنا
نشرب وحدثته بشأن سمعته الجنسية. وسألني ما إذا كنت راغبة في أن أتحقق مما كان
يشاع عنه (كنا نتبادل المغازلات) ولدهشته، أجبتُ بنعم. وكانت واحدة من أفضل تجاربي
الجنسية! (امرأة غيرية الجنس، العمر27) ص290</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ التقيتُ
بأحدهم في الكلية وكنتُ قد سمعتُ أشياء جيدة عن سلوكياته لجنسية. بدأت بمواعدته
وكان السبب الرئيسي في ذلك هو ما سمعته عنه من صديقة لي. مارسنا الجنس مرة واحدة
في أول أسبوع من المواعدة. لقد خيب أملي، لكني كنتُ مسرورة بأني تأكدتُ بنفسي.
وقمت بعد ذلك بإنهاء العلاقة. (امرأة غيرية الجنس، العمر26) ص290</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ بعد أن
أنهيت علاقتي الرومانسية طويلة الأمد الأولى (استمرت عامين، وأنهيتها بعمر الثامنة
عشرة) لم يكن قد سبق لي أن مارست الجنس إلا مع شريك واحد غيريِّ الجنس. وقد شعرت
بأن الوقت قد حان لاستكشاف جنسانيتي فبحثتُ عن شريكات إناث لممارسة الجنس معهن. لم
أفعل ذلك فقط لكي أعرف ما سيكون عليه الجنس مع شخص آخر غير شريكي بل مع شخص من جندر
آخر أيضًا. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر20) ص291</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لم يكن
أول شخص مارستُ معه الجنس ذا قضيب كبير. كان الأمر في منتهى السوء باعتقادي. فيما
كان الشخص التالي ذا قضيب كبير. أردت أن أختبر الفرق. (امرأة غيرية الجنس،
العمر22) ص293</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ سبق لي
أن مارست الجنس مع أشخاص لمعرفة ما إذا كانوا جيدين في السرير، لكي أستطيع أن أحدد
ما إذا كنت أريد المضي قدما في العلاقة أم لا. كانت النتائج مختلفة لكنها إيجابية
في أغلبها. فمثلا فعلت هذا مع حبيبي الحالي وقد كنت مسرورة بأني عرفت أداءَه
الجنسي قبل أن أقرر نوع العلاقة التي أريد أن تجمعنا. كنت أشعر وقتها أن الأمور
بيننا تمضي على ما يرام وبأن الخطوة المنطقية التالية هي أن أعرف كيف هي ممارسة
الجنس معه. (امرأة ثنائية الميل الجنسي،العمر24) ص295</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ ناقشتُ
مع حبيبي إمكانية الزواج. ثم انتابني التردد. كنت أتساءل ما إذا كان الجنس الذي
أمارسه معه جيدا بما يكفي. لذا مارستُ الجنس مع شخص آخر اعتقدت أنه أفضل في
الفراش. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر20) ص295</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في المرة
الأولى التي مارست فيها الجنس، كان السبب الرئيس هو أنني كنت في التاسعة عشرة
وأنني شعرتُ أن الوقت قد حان "لأتعلم كيف أمارس الجنس.. لذا كانت المرة
الأولى مع شخص أكبر مني سنا بكثير ولم أكن مهتمة به كثيرا، إنما كان الدافع الرئيس
أنني أردت أن أتعلم ما ينبغي عمله في المرة القادمة. وبوضوحٍ أكثر: لم يكن الدافع
هو أن أنهي حالة العذرية التي كنت عليها، لم يكن ذلك يضايقني بحد ذاته. لكنني
شعرتُ أن شخصا بعمره يفترض أن يكون ذو باعٍ طويل في الجنس، لذا قمتُ بما أعتقد
أنني بحاجة له لكي أتعلم. (امرأة غيرية الجنس، لعمر23) ص297</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
كنت بعمر الرابعة عشرة، كنت محبطة من كوني غير ماهرة في أداء الجنس الفموي. لم أقم
بذلك أبدا، لكني أردتُ أن أقوم ببعض الممارسة قبل أن أبدأ بمواعدة شخص كنت أحبه -
شخص أهتم لرأيه بمدى مهارتي في الجنس الفموي. كنت معتادة على الخروج برفقة صديقاتي
إلى مَرأب للسيارات حتى وقت متأخر ليلا، لمشاهدة سباق للدراجات النارية وكنا نقوم
بمغازلة هؤلاء الشبان. وقد سألني أحدهم ذات ليلة.. ما إذا كنت أوافق على أن أكشف
عضوي التناسلي لأحد أصدقائه لإمتاعه. ضحكتُ فعرض علي 5 دولارات ففعلت ذلك بسرعة
وانصرفت قائلة: ليس هذا كل ما أستطيع عمله. لحقني أحدهم إلى مسافة قريبة وسألني ما
إذا كنت أوافق على منحه جنسا فمويا مقابل خمسة دولارات. كان ذلك هو ما احتجته بالضبط.
وقد وافقتُ. وفعلنا ذلك في الباحة الخلفية لمنزل أحد الأصداء وكان ذلك شيئا كريها.
اختنقت وكدت أتقيأ. وشعرتُ بالضعف. وبعد أن ذهبت شعرت بالإثم، كما لو أني قد بعت
احترامي لنفسي للتو. شعرت بالعار نوعا ما، لكني تجاوزت الأمر بعد يوم أو نحوه.
(امرأة طبيعية +، اعلمر 19) ص298</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لا أعتبر
نفسي أحادية الشريك. أستمتع بممارسة الجنس مع أشخاص مختلفين، لأنهم يختلفون عن
بعضهم في كل ما يفعلونه في أثناء الجنس. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر 28) ص302</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أنا
وصديقتي محبتان للجنس السادي والمازوخي، وهي أكثر خبرة مني. وغالبا عندما نسمع أو
نقرأ عن تقنيات أو أنشطة جنسية جديدة، فإننا نحاول تجربتها خلال لقائنا الجنسي لكي
نكتسب خبرة أكبر بها. (امرأة مثلية الجنس غالبا، العمر21) ص303</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أنا في
علاقة منذ تسع سنوات، وفي وقت ما بدأت شرارة الجنس بيننا بالخمود. لذا فقد اتفقنا
أنا وزوجي على أن تكون علاقتنا مفتوحة على الآخرين لكي يمارس كل واحد منا الجنس مع
مَن يريد. شعرنا أن هذا قد يؤدي إلى مزيد من الحميمية في العلاقة بيننا، وهذا ما
حدث فعلا. كلانا الآن متعدد الشركاء. (امرأة عديدة الشركاء، العمر30) ص303</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أنا
امرأة جنسية جدا، وأستمتع بأساليب بعينها في ممارسة الحب. لا أماثل زوجي في
الغريزة الجنسية وحتى عندما نمارس الجنس فإن زوجي ينتهي بسرعة ولا يُلقي بالًا
لاحتياجاتي. وقد اخترت شركاء مختلفنين عبر السنين الماضية، لأسباب مختلفة. مارستُ
الجنس مع زميل عمل، ومع عدة رجال متزوجين، وجربت أيضًا الجنس الثلاثي (امرأتان
ورجل) وقد مارستُ الجنس مع رجل يصغرني سنا كان يعمل في مدرسة ولدي الإعدادية.
تعرفت على رجل عبر الإنترنت وخنت زوجي معه لمدة طويلة. شعرتُ ببعض العواطف تجاه
هؤلاء الأشخاص، لكني لم (أقع بحب) أي منهم على الإطلاق. كان ذلك من أجل المتعة،
والجنس الرائع، والتعبير عن نفسي. إنه شيء مثير وخطر قليلا. (امرأة غيرية الجنس،
العمر39) ص303، 304</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن منح
العطايا، أو التعويضات المالية مقابل الجنس، يشكل حافزًا يجعل ممارسة الجنس مع رجل
ثري، مثيرة مثل ممارسته مع رجل قوي جسديًا. فالأمن المالي لا يقل أهمية عن الأمن الجسماني.
(امرأة غيرية الجنس، العمر58) ص320</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عملتُ في
ماخور دعارة في نيفادا لما يقارب ثلاثة أعواد، لم يكن أدائي جيدا هناك بالمناسبة،
حيث كنت أزعج الزبائن كثيرا، لكني استطعت الاحتفاظ بعملي، لا أعتبر تلك الفترة
بالضرورة.. جزءًا من "حياتي الجنسية"، حيث إنها كانت مجرد حرفة. لم يكن
لدي أي مكان آخر أذهب إليه، كما أن الفتيات الأخريات في الماخور قد أصبحن كعائلة
بالنسبة لي. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر36) ص325</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان
كلانا مدمنين على المخدرات وقتها - إدمان من ذلك النوع الذي يجعلك مستيقظا تهذي
طوال الليل. لم يقم أحد بمراودتي لفعل أي شيء، لكني كنت أعرف أني إذا ما جعلته يقع
في حبي فسيكون بإمكاني الحصول على كل ما أريد من المخدرات. وهذا ما فعلته. (امرأة
شاذة/ليزبيانية،العمر20) ص231</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أنا
أمارس الجنس مقابل المال مع والد أطفالي فقط. لا لأني عاهرة أو ماشابه، أنا أحبه
لكن لا شيء مجاني في هذا العالم. (امرأة غيرية الجنس، العمر32) ص323</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ جربتُ
مرة واحدة أن أكون "محظية يافعة"، دون ابتذال. ضاجعتُ أحد أساتذتي.
أصبحتُ بعدها محط انتباه أكاديمي أكثر وقد أعطاني الرجل أيضًا كتبا تساوي عشرات
الآلاف من الدولارات. لم أشعر بالذنب أو ماشابه. إذ كانت الكتب بالنسبة لي مجرد
هدايا، كان ليعطيني ما أعطانيه على كل حال لأنني كنت مساعدته البحثية وصديقته.
دائما ما كنت أتعجب لماذا يعتبر الناس هذا غير أخلاقي أو أنه يكاد يكون بغاءً غير
قانوني. كان حبيبا رائعا، ولم أكن ألزمه بإعطائي أي شيء. (امرأة شاذة/ليزبيانية،
العمر25) ص333</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أنا أحب
الجنس لذا فليس هناك سبب للامتناع عن ممارسة الجنس مع شخص يطلب منك ذلك إذا كان
مستعدا للتضحية ببعض وقتك ليبتاعك وجبه. (امرأة ثنائية الميل الجنسي، العمر45)
ص335</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان ذلك
الشخص يتمتع بمركز قوي في شركته وكان ثريا جدا. لم أكن أمارس الجنس معه في البداية
إلا بدافع الانجذاب المتبادل. لكن ما أن بدأ بإغداق الهدايا علي، شعرتُ بأن هذا هو
كل ما أردته من ممارسة الجنس معه. (امرأة غيرية الجنس، العمر29) ص335</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنتُ
أواعد رجلا في الستين من عمره - يكبرني بـ 22عاما- أخذني إلى مطعم راقٍ للأكلات
البحرية والمشويات. كنت أواعده فقط لأنني أشعر بالسأم ومستجدة في البلدة، ولأنني
لم ألتق بشخصٍ غيره بعد. كان كلانا يسكن مع أسرته، لذا فإننا غالبا ما نمارس داخل
سيارته الكبيرة من طراز كلاديلاك. كان يرغب عادة بالجنس الفموي فقط، وكنتُ أُلبي
طلبه. كنت أقول لنفسي: لمَ لا؟ يتستمع هو وأحصل أنا على وجبة طعام. (امرأة غيرية
الجنس، العمر47) ص335</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عَلِمَ
صديق ثري سابق لي أنني في مشكلة مالية، لذا عرض علي 20 دولارا مقابل جنس فموي. إنه
تبادل بسيط جدا للخدمات، يساعدني وأساعده. كنا ومازلنا مرتبطين بعلاقة صداقة منذ
عدة سنوات. كل مرة أحتاج المال، يعرض عليّ ذات العرض. وقد تحول الأمر بيننا إلى ما
يشبه الطُرفة الآن. (امرأة غيرية الجنس غالبا، اعلمر24) ص339</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كانت
علاقتي تسمى (رفيق الفراش </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">fuck
buddy</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span>) أي أن تقوم بمضاجعة أحدهم دون مواعدته، بمعنى أنك بشكل ما تعيش
حياة سرية لا أحد يعرف عنها شيئا.. لم يكن يريد مواعدتي بل ممارسة الجنس معي فحسب،
وقد فعلت ذلك. كنت أعرف أنه يضاجع نساء أخريات غيري، لكني بقيت معه لأنه أخبرني
بأن الأمور قد تتحول وهذا ما كنت آمله. (امرأة غيرية الجنس، العمر23) ص342</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ منذ عدة
سنوات اشتري لي حبيبي سيارة. لم أكن راغبة بالجنس لكنه كان راغبا، لذا كنت أمارس
الجنس بناءً على طلبه.. لأسبوعين على الأقل!. (امرأة غيرية الجنس، العمر22) ص344</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لم أكن
مهتمة به كثيرا لكنه قاد سيارته لخمس ساعات عبر مسافة بعيدة لكي يزورني، لقد شعرتُ
بالضيق لأنه قطع كل تلك المسافة من أجلي حيث إني أدركت بعد أن رأيته أنه لا يروقني
كثيرا كما كنت أعتقد، لذا علمتُ أنني قد ارتكبتُ غلطة. (امرأة غيرية الجنس،
العمر24) ص345</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أحيانا
تفعل أشياء لأنك تعرف أنك إذا أمتعتَ شريكك فسيكون سعيدا، وهو ما سيجعله يساعدك في
أعمالك. فمثلا إذا كان البيت يحتاج بشدة للتنظيف، فإن الشريك سيكون مستعدا أكثر
لمساعدتك إذا كان في مزاج رائق. وكذا لو كنت تحتاج خدمة كبناء شيء ما مثلا، فإن
شريكك سيكون أكثر استعدادا لإسداء الخدمة إذا كنت تَرُد الخدمة بالطريقة الأكثر
إمتاعا!. (امرأة غيرية الجنس، العمر25) ص345</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أمارس
الجنس لكي أقنع زوجي بالموافقة على ما أريد فعله عندما يكون معارضا. (امرأة غيرية
الجنس، العمر31) ص346</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أستخدم
الجنس كثيرا لزيادة تأثيري في العلاقة لكي أحصل على ما أريد. (امرأة غيرية الجنس،
العمر27) ص346</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تعرف تلك
المواقف التي تكون فيها مضطرا لإرضاء الشريك جنسيا لإقناعه بالموافقة على شيء ما.
أشياء بسيطة مثل اختيار المطعم الذي تتناولان فيه العشاء. (امرأة غيرية الجنس،
العمر25) ص346</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن حصول
زوجي على ترقية في العمل، مؤشر جيد على أننا سنمارس الجنس. ربما يكون الأمر
كمكافأة له، ولكنه أيضا يبدو أكثر جاذبية في عيني عندما يقوم بكسب الكثير من
الأموال. أعتقد أن الأمر يتعلق بالإنجاز أكثر منه بالمال، بمعنى نظرة الآخرين له
على أنه شخص ناجح. (المرأة غيرية الجنس، العمر48) ص348</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ مارستُ
الجنس مع شخص شعرت بأنه قريب إلىّ لأنني كنت أشعر بالوحدة. كان الرجل يحبني ويعطف
علي دائما مما يجعلني أشعر برغبة بأن يكون معي في الفراش، لليلة واحدة. كانت ليلة
حمراء حقا وفعل كل ما طلبته منه. شعرت بثقة أكبر وبأني أكثر جاذبية جنسية (كامرأة)
طوال الأيام التالية ساعدني ذلك على رفع ثقتي بنفسي بشكل كبير للغاية. (امرأة
غيرية الجنس، العمر39) ص359</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لأكون
صادقة، فإن خمسة من الرجال الستة الذين مارست الجنس معهم خلال حياتي، كان الدافع
لقيامي بذلك هو لأنهم كانوا أعلى من مستواي. أضعفُ كثيرا أمام الشخص إذا كان ذا
مظهر جيد، ووظيفة، ومستوى ذكاء متوسط مثلي. فعادةً لا يُعجب بي إلا رجال فاقدو
الأسنان وبشعين. (امرأة غيرية الجنس، العمر24) ص359</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في بعض
الأحيان عندما أشعر بانخفاض ثقتي بنفسي-زيادة وزني، قلة جاذبيتي..إلخ- يكون من
اللطيف أن أعرف أن شخصا آخر يجدني جذابة ويريدني. (امرأة غيرية الجنس، العمر23)
ص360</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لأكون
صادقة، ما أردته هو أن أحصل على الحنان من شخص آخر، ولو لمدة قصيرة فقط. في المرات
القليلة التي مارست فيها الجنس بغرض الشعور باهتمام الشخص الآخر، كان الدافع هو
أني لم أكن أشعر بأني جذابة. اعتقدت أنه إذا أراد الرجل ممارسة الجنس معي، فهذا
يعني أنه يجدني جذابة جنسيا بعض الشيء. وبعد أن انتهى الأمر، شعرتُ بالخواء أو ما
شابه، ليس امتهانا، بل خواءً. لأنني أدركتُ أن مجرد ممارستي الجنس مع رجل ليس
كافيا ليجعلني سعيدة. (امرأة غيرية الجنس، العمر23) ص362</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لم أكن
يوما رشيقة، ولكنني ليستُ بدينة أيضا. يصعب علي أن أعتقد أن أحدا على استعداد
لممارسة الجنس معي. على أني قد مارستُ الجنس أحيانا مع رجال قد تعتبرهم النساء
الأخريات "مرغوبين". وبعد أن انتهت علاقتي طويلة الأمد الأخير كنا نتحدث
عن إمكانية الزواج، بدأت على الفور علاقةً مع رجل جذاب جسيما للغاية، لكنه كان
يعاملني معاملة سيئة جدا. كان شعورا رائعا أن أعرض أن شخصا جذابا وناجحا مثله يريد
ممارسة الجنس معي، وهو ما جعلني أمارسه معه كثيرا. (امرأة غيرية الجنس، 32) ص363</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كانت لدي
في الإعدادية صديقةٌ جسورة وجِد متمردة. وقد صَوَّرَت لي أن الطريقة الوحيدة التي
يمكنني بها أن أكون "لطيفة" معها هي بأن أضرب عرض الحائط بكل ما أعرفه
كما هو صواب وأن أرافقها في طريق ممارسة الجنس مع أي كان.. الجنس من أجل الجنس
نفسه. قبل أن أصادقها كنت ساذجة جدا. لم أكن أعرف أي شيء عن الجنس لذا فقد وافقتها
على أن أشياء مثل تحدي الأصدقاء بأن يمارسوا الجنس ويخونوا حبيباتهم، ومضاجعة أي
رجل يبدي اهتماما، هي أشياء طبيعية. حتى أنني كنت أمارس الجنس لمجرد أن أحظى
باحترامها، لأنني كنت مُعدمة جدا في الإعدادية ولذا فلم يكن لدي إلا القليل جدا من
الأصدقاء. لقد كرهتُ كل تلك التجارب التي مررت بها، وتطلب الأمر 5 سنوات لكي أقطع
علاقتي بها وأشعر بالطهر والنقاء مرة أخرى. (امرأة غيرية الجنس، العمر22) ص367</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ اعتقدتُ
أن كوني عذراء يمنعني من دخول دائرتي الاجتماعية الخاصة. لم أكن أحصل على الأشياء
التي تحصل عليها صديقاتي النشِطات جنسيا وقد شعرتُ بأني مُقصاةٌ من النشاطات
الاجتماعية لهذا السبب. لذا فقد مارست الجنس مع شخص أكبر مني سنا لكي أحظى بالتقبل
في دائرته الاجتماعية، والتي كانت تتكون من أشخاص أكبر سنا وذوي تعليم عالٍ.
(امرأة غيرية الجنس، العمر26) ص368</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لم يكن
ذلك الرجل مشهورا جدا، فقط كان ضمن فرقة موسيقية تحظى بشعبية كبيرة محليا وتعمل
على ألبوم لشركة كبيرة. كانت علاقة ممتعة، وكان هو حبيبا ممتازا وقد عرف الجميع
بالأمر فقد كان يزوروني في مسكني. لقد فعلت ذلك لمجرد أن أُثير حسد الفتيات
الأخريات.. وجعلني ذلك أبدو سعيدة. (امرأة غيرية الجنس، العمر22) ص369</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان
الشخص الذي مارست معه الجنس مرغوبا بشدة من الفتيات سنوات الجامعة، وكانت أي فتاة
لتفتخر بأنها حظيت بموعد معه، أو هذا ما كنت أعتقده حينها. وبعد ليلة صاخبة من
الشرب في نادٍ ليلي محلي (كانت ليلة الفتيات، وقد شربنا مجانا!)، شعرتُ ببعض
الشجاعة لمفاتحته ومغازلته قليلا. حسنا، تصاعدت الأمور خطوة بعد أخرى وانتهى بنا
الأمر إلى ليلة جنس حمراء في منزلة. كنتُ راغبة بالتأكيد، أساسًا بسبب الشراب الذي
منحني الشجاعة وأزال مخاوفي بشأن مظهري وما أبدو عليه في تلك الليلة الصاخبة
بإصابتي بمرض منقول جنسيا، وبتحطيم سمعتي، وبصداع فظيع! ولم أكرر ذلك الشطط مرة
أخرى بعدها. (امرأة غيرية الجنس، العمر26) ص370</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنت
مراهقة أعيش في بيئة عائلية قاسية وفقيرة. وقد اعتقدتُ أنني إذا أنشأت علاقة جسدية
مع الرجال فسيقود هذا إلى الحب، علاوة على أنني أحببت الاهتمام الذي يُولونه
لجسدي، والذي كان شيئا ظريفا. كثيرا ما فعلتُ ذلك، أتذكر مرة أنني كنت مستلقية على
ظهري محدقة في السماء أنتظر انتهاء الأمر. أردت أن أشعر بشعور جميل وتظاهرتُ
بالحماس، لكن ما كنت أريده حقيقةً هو الحميمية العاطفية. شعرتُ بأني قذرة. لكني
واصلت القيام بذلك مرة بعد أخرى، يحدوني الأمل. (امرأة غيرية الجنس، العمر28) ص372</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ نشأتُ في
محيط عائلي قاسٍ. وقد تربيت على فكرة أنني مذنبة بشكل ما، ولذا فإني أستحق هذه
المعاملة الأسرية السيئة. كان جنس هو أو شكل أتلقاه من الاهتمام، بحيث أنني كنت
أشعر بالتقدير عند ممارسة الجنس في علاقة غير طويلة الأمد، وبأنني مرغوبة ومحبوبة.
(المرأة غيرية الجنس، العمر25) ص372</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنتُ
بحالة نفسية سيئة، شاعرة بأن الحياة قد امتهنتني وأن الأطباء قد استغلوني لمصلحتهم
الخاصة. ولوهلة لم أكن أحترم نفسي ولا جسدي وكنت أقول لنفسي: ليس أمرا مهما، إنه
مجرد لحم لا أكثر. لذا فقد كنت أتعرى للجميع ولأيٍّ كان وأقوم بسلوكيات منحطة لأنه
بعد كل شيء مجرد لحم، شيء لا معنى له. وبنفس هذا النمط من التفكير فقدتُ عذريتي
أيضا. كان الأمر عبارة عن (ليكن ما يكون، إن الفرصة تقدم نفسها) استغرق الأمر 45
دقيقة ربما، بعدها استَسلم هو للنوم، وارتديت أنا ملابسي وجلست لفترة، وماذا الآن؟
خرجتُ أبحث عن بعض الأصدقاء لمصاحبتهم على الغداء. أعتقد أنني أردت أن أشعر بشيء
ما، والشعور بالهوان كان على أية حال شعورا أيضا. (امرأة غيرية الجنس، العمر24)
ص373</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كلما
آذاني شخص أحبه أعالج الأمر بممارسة الجنس مع شخص آخر. يساعدني هذا على نسيان ذلك
الشخص ومتابعة حياتي الاعتيادية. كذلك يساعدني على أن أشعر بشعور أفضل حيال نفسي،
خصوصا إذا كان من أحبه قد هجرني من أجل شخص آخر. إذ يجعلني هذا أشعر بأني لازلتُ
مرغوبة وأن ما دفعه إلى هجري ليس عيبا فيَّ. (امرأة غيرية الجنس، العمر19) ص374،
375</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تكمن
المسألة بشكلٍ رئيسي في الشعور بالقدرة على المبادرة بالجنس وإظهار القدرة على الشخص
الذي تمارس معه الجنس، حتى ولو كان ذلك الشخص شريكا طويل الأمد. من عدة نواحٍ، فإن
الجنس يتمحور حول القدرة، القدرة على منح الشريك اللذة وسلبها منه، والقدرة على
الشعور بالجاذبية والمرغوبية. ليس من النادر ممارسة الجنس لهذا الدافع فيما أعتقد،
ولو جزئيا. (امرأة غيرية الجنس، العمر22) ص377</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ بالنسبة
لأنثى ما، يسهل إبقاء الرجل تحت السيطرة من خلال الجنس. أو يمكن أن تكونا على
الأقل متساويين فلا سيطرة لأحد الطرفين على الآخر. كان لي حبيب متسلط، لكن فيما
يتعلق بالجنس كنا متساويين، وكان بإمكاني حتى أن أُملي عليه ما يتوجب فعله، وهذا
ما لا يكون متاحا في أغلب الحالات. (امرأة غيرية الجنس، العمر19) ص377</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ حدث ذلك
بعد مدة قصيرة من انفصالي عن زوجي بسبب خيانته لي. إذ مارستُ جنسا ثلاثيا مع رجل
وامرأة بقصد أن أرد له الصاع صاعين. لم يعلم زوجي بذلك وهذا ما لم أكن أنتويه
أبدا. مارستُ ذلك الجنس الثلاثي بهدف أن أثبت أنني مازلتُ مرغوبة وأن شخصًا ما قد
يريدني. كما أعجبتني فكرة أنه تابو، وأنه شيءٌ لم أجربه من قبل. لم أكن مهتمة بتلك
المرأة ولم يكن بيننا أي تفاعل على الإطلاق، وكان اهتمام كل واحدة منا منصبا على
الرجل في ذلك اللقاء الجنسي. وقد شعرتُ بالقوة عندما استطعتُ أن أحوز على اهتمامه
لممارسة الجماع معي وصرف انتباهه عنها. (امرأة غيرية الجنس، العمر29) ص378</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
كنت أعاني من البوليميا ،كانت لدي مشاكل جدية فيما يتعلق بالسيطرة، وقد كان
يُعَزيني شعوري بالسيطرة الجنسية الكاملة على شخص آخر، رجلٌ خصوصا. (امرأة غيرية
الجنس، العمر23) ص379</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ الفرصة
بنفخ الحياة في رجل في أرذل العمر عندما تحبه امرأة شابة هي شيء مفعم بالشعور
بالقوة - وعدٌ بالخلود للرجل المتهالك وارتقاء إلى مستوى روحي أعلى بالنسبة
للمرأة. (امرأة غيرية الجنس، العمر58) ص379</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ مارستُ
الجنس مرتين بدافع الشعور بالأسى على رجلين كانا بتولين. شعرتُ بالحزن عليهما
كونهما لم يمارسا الجنس من قبل. كما شعرتُ بأني أقدم لهما خدمة كبيرة لم يسبق لهما
أن تلقياها من أحد. وأحسست بالهيمنة عليهما، كما لو أنهما ضعيفان بين يدي بينما
أنا مسيطرة عليهما. عزز ذلك من ثقتي حيث لأكون الموجهة في ذلك الموقف وشعرتُ بأني
أكثر مرغوبية. (امرأة غيرية الجنس، العمر25) ص379</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يثيرني
أحيانا أن أكون خاضعة جنسيا. إنما ليس دائما. لكن في مرات قليلة رغبت بممارسة
الجنس بطريقة يكون فيها شريكي هو المسيطر. جعلني ذلك أشعر بأني مرغوبة وجذابة
ومسيطرة بدوري بطريقة ما. أردتُ أن يكون هو المسيطر لكن ذلك جعلني أشعر أنني
مسيطرة أيضا. يتضمن الخضوع الجنسي كما أمارسه أحيانا أن يقوم شريكي بربط مِعصمي
بحبل أو يقيد ذراعي. (امرأة غيرية الجنس، العمر33) ص382</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أردتُ
إظهار خضوعي لحبيبي في لعبة تمثيل الأدوار. كنا نمارس المصارعة، ثم أخذ الأمر
منحًى جنسيا، كانت حالتي المزاجية آنذاك تميل للخضوع، وقد أثارني فكرة هيمنته علي.
أَخرَجَ أحزمة مطاطية من خزانته وقام بربطي على سريره. شعرتُ بالعجز وبأنه لا
يتوجب علي أن أقلق بشأن أي شيء، أين أضع يديّ، ماذا أقول، ماذا أفعل. تركته يتحكم
بالأمر تماما. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر22) ص384</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أنا
مازوخية وخاضعة جنسيا.. كنت أتعرض للتوبيخ دائما في صباي لممارستي الاستمناء، وهذا
فيما أعتقد هو ما جعل الجنس يرتبط في ذهني بالخزي والإذلال أحيانا. أستمتع بأن
يدعوني شريكي بالساقطة، رغم أنني لا أرى أنني في الحقيقة.. أحتاج إلى الإذلال.
إنها مجرد لعبة، طريقة للتنفيس عن رغبة. (امرأة بعمر 31 عاما، لم تُفصح عن ميلها
الجنسي) ص384</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أنا
خاضعة وأستمتع بأن يتم إذلالي. أفعل هذا فقط مع الشركاء المحترمين الذين أثق بهم.
ولم أكن لأفعل هذا مع شريك عابر. (امرأة غيرية الجنس، العمر53) ص384</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أحس
أحيانا بأنني أستحق العقوبة. فإذا أراد حبيبي ممارسة الجنس في وقت لا أكون راغبة
فيه بذلك فإنني لا أمنعه. لدي رغبة بأن أشعر بالامتهان. (امرأة غيرية الجنس،
العمر18) ص385</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ شعرتُ
بالذنب بسبب أذًى عاطفي سببته لحبيبي الذي تربطني به علاقة منذ مدة طويلة.. أظن
أنني بشكل ما أردته أن يؤذيني جسديا لأكفرعن الأذى العاطفي الذي سببته له. أنا لا
أتذكر حتى ما إذا كان الأذى الذي سببته له منذ مدة طويلة.. لم أقم بمواجهته وجها
لوجه عندما كنا نقوم بذلك، أدرتُ وجهي عنه، وأخبرته أنني أحب الجنس بهذه الطريقة
كثيرا. أظن أنه أحس أنني لستُ على ما يرام لأنني في العادة أميل إلى الاقتراب في
أثناء الجنس. إنما في مكان ما عميقا في داخله كان يعرف أنه يقوم بإيذائي، لكنني
توسلت إليه أن يواصل القيام بالأمر بهذه الطريقة التي أحببتها، أخبرته بما عليه
فعله، وقد فعل كل ما طلبت. شعرت بشعور أفضل قليلا بعد انتهاء الأمر. كما لو أن
قيامه بإيذائي قد جعلنا متعادلين نوعا ما. (امرأة غيرية الجنس، العمر20) ص385</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في أيام
الكلية خرجت ليلة وشربت بإسراف. وكان هناك شاب يروقني كثيرا. وقد أمطرني بكل
الأكاذيب التي طالما تم تخديرنا منها، لكني لم أفكر بذلك حينها. مثلا أخبرني أنه
ليس مثل بقية الشباب وأنه سيتصل بي صباحا وأنه واقع بغرامي حقا. أخبرني كم أنا
جميلة وذكية وكم سَيَعُدُّ نفسه محظوظا لو أننا بقينا معا. وكل ما كان يشغلني
آنذاك هو مدى انبهاري بذلك الشاب ورغبتي بأن أعجبه. وقد أُخِذتُ تماما بأكاذيبه.
وبعد قليل من كؤوس الشراب الإضافية صعدنا إلى الطابق العلوي ومارسنا الجنس. ولم
يتصل بي في اليوم التالي. ثم اكتشفت أنه أخبر أصدقاءه كم كنت سهلة. وقد شعرتُ بخزي
عظيم. (امرأة غيرية الجنس، العمر27) ص396</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
كنتُ بعمر السابعة عشرة، كنتُ أواعد شابا بعمر السادسة والعشرين. كنت أريد أن
أكتفي بالمواعدة وقتها لكنه كان يريد أكثر من ذلك. لم أكن أريد أن أخسره، لذا فإنه
عندما كان يرغب بالجنس كان يجبرني على ذلك، كان يجبرني عليه لمدة طويلة دون أن
يكترث حتى لبكائي أحيانا. لكني واصلت العلاقة معتقدة أن هذا جزء مما يجب عليّ
القيام به لكي أحصل على شريك. (امرأة غيرية الجنس، العمر38) ص403</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
كنت بسن صغيرة جدا، أُجبرت على الجنس الفموي من قبل رجل لمرتين على الأقل، كان هو
بعمر السادسة عشرة. كنت مرتبكة ولا أعرف ما هذا الذي يفعله معي. وعندما كبرت بما
فيه الكفاية لأفهم ما حدث لي، شعرت بالحزن والاشمئزاز. وقد خضعت لجلسات علاج نفسي
كثيرة مع أصدقاء ومحترفين لكي أجتاز الأمر وأفهم كيف أنه قد أثر على جنسيانيتي
وحياتي الجنسية. أنا متأكدة أنه قد أثر على حياتي من نواحٍ لن أتمكن حتى من
اكتشافها، لكنني على الأقل أستطيع أن أعرف أن هذه التأثيرات موجودة من خلال شعوري
بالنقص، افتقاد اللذة الجنسية، قلق الأداء الجنسي، وانخفاض تقديري لذاتي. وقد قطعت
شوطا طويلا في سبيل تجاوز هذه المشاكل. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر27) ص405</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تعرضتُ
للاغتصاب بعمر الخامسة عشرة، من قبل ثلاثة فتيان في صفي في المدرسة بعد انتهاء
الدوام. كنت عذراء حتى ذلك اليوم. كان هناك العشرات من الطلبة يمرون من خلف
المدرسة.. وقد سمعوا جميعا نداءات استغاثتي ولكن أحدا لم يهب لنجدتي. لم أستطع
الفرار إلا بعد أن عضضت واحدا منهم بقوة بحيث أسلت منه الدم. وهذا بالإضافة إلى
الكدمات والخدوش التي سببوها لي وسببتها لهم في أثناء مقاومتي قد ساعد الشرطة على
إدانتهم. ومع ذلك فلن تفعل المحكمة أكثر من أن رّبَّتت على أكتافهم طالبةً منهم أن
يكونوا مهذبين في العامين المقبلين.. كنتُ أتعرض للاغتصاب باستمرار أيضا من قبل
"شريكي" الحقيقي الأول- كنا نعيش متزوجين عرفيا لا رسميا لعام ونصف.
واغتصُبت من قبل رجل تبعني خارجةً من نادٍ ليلي ودفعني إلى أحد الممرات الضيقة
وأجبرني على الجنس. شاهده العشرات من الناس، وسمعوا استغاثاتي، ومرة أخرى لم يتدخل
أحد لمساعدتي.. حتى التقيت بزوجي الثاني (وهو زوجي الحالي)، لم أكن أعرف قبلها أنه
يمكن للرجال أن يكونوا طيبين ورحماء هكذا. وقد غير آرائي السابقة عن الرجال.
(امرأة غيرية الجنس، العمر35) ص407</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كان زوجي
السابق يسيء إليّ لفظيا وجسديا، وكان يمارس معي الجنس بالإجبار في معظم سنوات
علاقتنا الخمس عشرة. وعندما كنت أرفض ممارسة الجنس معه كان يبقى غاضبا ويوجه
الإساءات لي لمدة قد تطول إلى ثلاثة أيام. وفي النهاية لم أعد أحاول الرفض لأنه
كان الأسهل لي أن أستسلم وأتقبل 15 دقيقة من الجنس من أن أتحمل أذاه لأيام. (امرأة
غيرية الجنس، العمر 36) ص409</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كثيرا ما
تعرضتُ للاغتصاب في طفولتي وفي زواجي الأول. في طفولتي، صوب أحدهم مسدسا إلى رأسي
وهددني بإطلاق النار علىّ إن رفضت ممارسة الجنس معه. وفي زواجي الأول، كان زوجي
يُعِيرُني إلى أصدقائه كسلعة جنسية. وقد هددني أنه سيقتلني في أثناء نومي إذا
امتنعت عن ذلك، وكان يحتفظ بسكين تحت وسادته ليبرهن على أنه جاد في تهديداته.
(امرأة مثلثية الجنس غالبا، العمر26) ص411</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
دخلتُ الجامعة بعمر السابعة عشرة، ذهبت في موعد مع صديق. قضينا وقتا ممتعا
وتناولنا البيتزا وتجولنا في الكلية. ثم أتى معي إلى غرفتي ونمنا على السرير، وهو
أمر اعتدنا على القيام به، حيث كنا أصدقاء. لكني استيقظت ليلا على وقع قيامه بتحسس
مناطقي التناسلية وعندما حاولت الرفض لم يكترث وأجبرني على الجماع. كان أكبر مني
حجما بكثير وكنت خائفة من المقاومة بأكثر من الكلام لأني خفت أن يقوم بضربي. وفي
الصباح عندما طردتُه شعرتُ بالامتهان والعار. ذهبتُ إلى المستشفى لطلب المساعدة،
ولكني قضيت الأشهر القلية التالية في اكتئاب عميق. ثم تلقيت جلسات مشورة نفسية وقد
ساعدني ذلك على أن أستعيد تقديري لذاتي من جديد وعلى أن أؤمِن بأنني إنساني رائعة
مرة أخرى. (امرأة غيرية الجنس، العمر23) ص415</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أعاني من
الصداع النفسي، ورغم أن نوبات الصداع قليلة ومتباعدة ومعتدلة عموما، فقد وجدت أنني
عندما أمارس الجنس في أثناء نوبة الصداع، فإنه يختفي بسرعة، خصوصا إذا وصلت إلى
نشوة جنسية قوية. (المرأة غيرية الجنس، العمر42) ص434</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ وصف لي
أخصائي الأعصاب الوصول للنشوة الجنسية كعلاج للتخلص من ألم الشقيقة. وقد جربتُ ذلك
ونجح أحيانا بالفعل. فبعد أن أتناول علاج الشقيقة، تخف حدة الألم وأدخل في حالة
أسميها "مرحلة ضاجعني" حيث يبقى مقدار يسير من الألم في مؤخرة رأسي لا
يلبث أن يختفي بممارسة الجنس والوصول إلى النشوة. كنت أفعل هذا مع شريكي، لكنني
أستخدم الألعاب الجنسية أحيانا كالهزاز </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">vibrator</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span>، حيث إن استخدمه للوصول إلى النشوة يساعد على عدم
تكرار النوبات. (ألمرأة غيرية الجنس، العمر43) ص434</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ اللذة
الجسدية للجنس واحدة من أفضل مخففات التشنجات الحيضية بالنسبة لي. كثيرا ما مارست
الجنس لهذا الهدف. (امرأة غيرية الجنس، العمر47) ص437</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يعالج
الجنس التوتر، ولنكن صريحين هنا، فالرجال لا يهمهم السبب الذي نمارس معهم الجنس
لأجله، فهم مستعدين لتقديم المساعدة دوما على هذا الصعيد. (امرأة غيرية الجنس
غالبا، العمر22) ص440</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ أكون
أحيانا محبطة وغاضبة، لذا أحتاج إلى تنفيس جسدي لهذه الطاقة الزائدة. وقد وجدتُ أن
ممارسة الجنس هي طريقة إيجابية للتعامل مع هذه الانفعالات السلبية ولتحقيق الهدوء
المنشود. هناك أنشطة مماثلة أخرى للتنفيس عن هذه الطاقات، كالرياضة مثلا، لكنها لا
تعمل دائما. (امرأة غيرية الجنس، العمر23) ص442</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنت في
علاقة طويلة الأمد في سنٍ مبكرة.. كنت أعتقد الجنس بعد الشجار تصلح الأمور. هذا
صحيح للأمانة، ولو بشكل مؤقت. (امرأة غيرية الجنس، العمر25) ص443</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ عندما
كنت على وشك إنهاء دراساتي الأولية في الكلية، عانيت من الأرق والتوتر. كنت أحاول
جاهدة التغلب على هذه الأمور، كنت أعمل بجد كما أنني أصبحت محتاجة للترفيه وإراحة
دماغي، وللأندروفينات كي تمنحني الشعور براحة البال، وكانت النشوة الجنسية تحقق لي
ذالك. لم أكن على علاقة بأحدهم لكي أفعل هذه الأمور معه، لذا فقد كنت كثيرا ما
أستخدم القضيب الاصطناعي، وهذا ما يوفر ميزة أخرى تتمثل في الأنانية الكاملة دون
أن يصاحبها شعور بالذنب. (امرأة غيرية الجنس، العمر29) ص445</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ مارستُ
الجنس في علاقتي الأخيرة لكي لا أشعر بأنني وحيدة منبوذة. كان قرارا غبيا لأنه
انتهى بأن أصبحتُ أشعر بالمرارة أكثر. وقتها لم يكن قد مضى على تعارفنا إلا شهر أو
نحوه. كنا نداعب بعضنا البعض (جسديا) بعد نقاش جدي حول علاقتنا وإلى أين نحن
ماضيان. قال إنه يريد أن (يُضاجِع) ولم أكذب خبرا لأنني كنت راغبة بأن أشعر بأحدهم
يحتضني، كي لا أشعر أن جسدي مجرد قطعة شحم. أنا نادمة الآن لأننا لم نكن نعرف
بعضنا جيدا ولم نكن نعرف ماذا نريد من علاقتنا.. هكذا هي الحياة. (امرأة غيرية
الجنس، العمر31) ص461</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ خلال
معظم فترة علاقتي مع زوجي السابق، كنت أعتقد أن الجنس سيساعد على إبقائه معي. كان
الجنس يتعلق به كليا، ويتمحور حول جعله سعيدا. كنت صغيرة السن لأعرف، لكنه كان حقا
يفتقر للمهارات الجنسية كليًا ولم يكن قادرا على إشباعي. لم يكن أيضًا يمتلك
تعاطفا ولا اهتماما ولا حبا صادقا تجاهي. كان شخصا أنانيا تماما. لم أكن أحصل على
أية لذة في لقاءاتنا الجنسية. كان الأمر متعلقا به وبجعله سعيدا لكي لا يتركني
فأشعر بالوحدة. (امرأة غيرية الجنس غالبا، العمر39) ص461</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ دائمًا
ما كنتُ فتاة جيدة ولم أكن أمارس الجنس مع أي كان. وفي أحد الأيام اكتشفتُ أنني
أصبتُ بداء الهربس المنقول جنسيا من شريك سابق لي كنت قد تركته. كنت محطمة. حدث
ذلك في السبعينيات، عندما كان ذلك هو أسوأ ما قد يحدث لفتاة على الإطلاق. اعتقدتُ
أنه يعني أنني لن أتمكن من إنجاب الأطفال، وكنت متيقنة أنه يعني أيضا أن رجلا لن
يرغب بي. لذا بدأتُ أمارس الجنس مع كل من يمكنني ممارسته معه محاولةً مني لإيجاد
زوج. مارستُ الجنس عمدًا عندما استفحل المرض لكي أنقل العدوى لشخص آخر وأجعله معي
في نفس المركب. لم يكن الأمر أنني أريد انتقاما عشوائيا لما حدث لي. بل لأنني كنت
مرعوبة من أن أصبح وحيدة. اعتقدتُ أنني إذا أَصبتُ شخصًا آخر بالمر ض فسيرتبط بي
ولن يهجرني بسببه. (امرأة غيرية الجنس، العمر49) ص462</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كنتُ
وقتها أشعر بالوحدة، وكنت أعرف أن ذلك الشاب على استعداد لممارسة الجنس معي.. وقد
فعلنا ذلك. شعرتُ حقا بأنني محبوبة وقتها.. وحالما تركني عاد إلي الشعور بالوحدة
مجددا. (امرأة غيرية الجنس، العمر24) ص462</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">==========================================</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تبقى
الدافعيات التي تكمن وراء جعل بعض الصفات جذابة جنسيًا للنساء، مسألة مجهولة
جزئيًا، وخارج الإدراك الواعي. إذ تسعى النساء إلى الأصوات والروائح الجذابة
جنسيًا في الرجال. ولكنهن لسن على علمٍ دائم لماذا يحفز بعض الرجال حواسهن، بينما
يطفئها بعضهم الآخر. تعرف النساء أنهن يجدن بعض الوجوه والأجسام جذابة، ولكنهن
يبقين غير واعيات بالمنطق التكيفي<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الذي
يمكن وراء رغباتهن. كذلك فإن إنجذابهن نحو الرجال الأكثر رجولة في فترة الإباضة
والأقل رجولة في ما عداها من الدورة الشهرية، يكشف عن حكمة تزاوجية منظمة، ولو أن
معظم النساء على غير وعي بهذه التقلبات التكيفية الشهرية. ص76</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن وظيفة
التقلصات المهبلية ليست واضحة. فتقول بعض النساء أن تلك الانقباضات تضاعف كثيرا
اللذة التي يختبرنها في أثناء النشوة. وإلى ذلك فمن الجدير بالذكر أن تقليص هذه
العضلات إراديًا، لا يسبب متعة تستحق الذكر. وإذا كنتِ امرأة يمكنكِ أن تجربي ذلك
بنفسك. ولكي تعرفي العضلات التي تشترك في تلك الانقباضات، ففي المرة القادمة
للتبول، حاولي إيقاف التدفق وإطلاقه بالتناوب. فالعضلات التي تستخدمينها في هذه
العملية هي نفسها العضلات التي تشترك في الانقباضات في أثناء النشوة. طرح بعض
المنظرين فرضية مفاداها أن تلك الانقباضات المهبلية تطورت لتكون وسيلة لتحفيز
الشريك الجنسي الذكر على القذف في أثناء الجماع، ليتيح للأنثى إدخال السائل المنوي
إلى الداخل. والثغرة في هذا التفسير، وهي التي تسبب الإحباط للنساء بالمناسبة، هو
أن الرجال في كثير من الأحيان يقذفون قبل أن تصل النساء إلى نشوتهن. ص101</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يرتفع
هرمون البرولاكتين إلى الضعف مباشرةً بعد النشوة، ويبقى مرتفعا لمدة ساعة بعد ذلك.
يُعتقد أن البرولاكتين مسؤول عن حدوث ما يدعى دور الجموح أو دور الحِرَان </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">refractory period</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span> عند الرجال، الفترة
التي تلي القذف، والتي لا يستطيع الرجل خلالها تحقيق انتصاب مجددا. ويتباين دور
الجموح كثيرا بين الرجال من مختلف الأعمار، ولكن مدته تزداد مع التقدم في السن،
حيث يتطلب الأمر المزيد من فترة الراحة بين الانتصاب والانتصاب الذي يليه عند
الرجال الأكبر سنا. أما في النساء، فلا يبدو أن البرولاكتين له ذات التأثير
المُثَبِّط (الكابح). وبالتالي فإن النساء قادرات على الحصول على نشوات متعددة، أي
سلسلة من النشوات، تكون النشوات الأخيرة منها بنفس شدة النشوة الأولى وأقوى منها
أحيانا. وخلافا للرجال، فإن النساء قادرات على الوصول إلى ما أسمياه ماسترز
وجونسون "وضعية النشوة </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">status
orgasmus</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span>" وهي نشوة تتواصل لعدة دقائق. كذلك فإن هناك اختلافا آخر بين
النشوة عند الذكور ونظيرتها عند الإناث. وهو أنه عندما يصبح الرجل مثارا بشكل
عالٍ، فإنه يصل إلى "نقطة اللاعودة"، وهي مرحلة تصبح بعدها النشوة عملية
أوتوماتيكية حتى لو توقف التحفيز. أما في النساء، فعندما يتم وقف التحفيز في أثناء
حث النشوة البظرية أو المهبلية، فإن النشوة تتوقف فجأة. يجدر بالشركاء الجنسيين
أخذ هذا الأمر بالحسبان. ص102 ، 103</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في عام
2003 بدأ اثنان من علماء الأعصاب في لندن، أندريس بارتلز وسمير زكي بمسح أدمغة بعض
العشاق اليافعين لمعرفة ما يعنيه "الوقوع في الحب". إذ قاما باختيار 17
رجلا وامرأة ممن توفرت فيهم </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">المعايير
التي حدداها وهي أن يكونوا "واقعين في الحب حقا، بعمق وبجنون"، وقاما
بمراقبة أدمغتهم باستخدام جهاز التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي، وهو جهاز
يستطيع تسجيل التغيرات في سريان الدم إلى أجزاء مختلفة من الدماغ. عندما تنشط
الخلايا العصبية في الدماغ، فإنها تستهلك الأوكسجين، يُحمل الأوكسجين إلى الدماغ
بواسطة خضاب الدم (الهيموجلوبين) الموجود في كريات الدم الحمراء عبر الأوعية
الشعرية التي تتخلله-الدماغ-. وعليه فإن سريات الدم إلى<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الدماغ/ ومقدار النشاط الدماغي مترابطان بشدة..
وبينما يتم مسح أدمغة المشاركين، عَرَضَ عليهم الباحثون إما صور محبوبيهم، أو
صورًا لأصدقائهم العاديين (غير الرومانسيين). فقط عندما كان المشاركون ينظرون إلى
صور محبوبهم، أظهر المسح نشاطًا قويا في المناطق الدماغية المرتبطة بالبهجة
والمكافأة، ونقصانًا في نشاط المناطق المرتبطة بالحزن، الخوف، والقلق. في الواقع،
إن نمشط النشاط الدماغي الذي يظهر عند رؤية المشاركين لصور محبوبيهم، لا يختلف عن
نشاط الدماغ الذي يظهر عندما يكون الشخص تحت تأثير العقاقير المخدرة كالكوكايين.
كذلك فإن الأدمغة المنتشية بالحب، تظهر نقصا في نشاط الدماغية المرتبطة بالتفكير
النقدي، وهذا قد يفسر الماذا يبدو الأشخاص المتيمون حبا كما لو أنهم "شاردو
الذهن". أو ربما كما يقترح الباحصون الذين قاموا بهذه الدراسة، عندما يقرر
الشخص أنه أو أنها واقع/ة بالحب، فإنه لن يعتبر التفكير النقدي ضروريا لتقييم خصال
الشخص الآخر الذي وقع بحبه. ص130، 131</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ فندت
دراسة امتدت خلال الفترة (1972 - 1974) أجريت على 231 ثنائيًا متواعدًا </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">dating couples</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span> من طلاب الجامعات فندت
الصورة النمطية عن أن النساء هن العاشقات وأن الرجال هم المبادرون للخروج من
العلاقة. وجدت الدراسة أن احتمالية إنهاء العلاقة من طرف النساء أعلى من احتمالية
إنهائها من طرف الرجال، كما أن من المرجح أكثر أن تتنبأ النساء بانهيار العلاقة
قبل مدة طويلة من حدوثه. وبالتالي، بعد أن حدث الانفصال، رأت النساء أن هذه
النهاية كانت عملية تدريجية، بينما رآها الرجال كحدث مفاجئ، بحيث بدا وكأنه صاعقة
نزلت عليهم بلا سابق إنذار. وعندما تأملت النسوة علاقاتهن السابقة لتقديم إفادة
بالمشاكل التي تخللتها، فقد مِلن إلى تسجيل عدد من المشاكل أكبر مما أفاد به
الرجال.. كذلك فإن هناك أدلة تشير إلى أن إنهاء العلاقة يكون جارحا للرجال أكثر من
النساء. يعتمد ذلك بالتأكيد على الظروف التي أحاطت بكل من العلاقة والانفصال، لكن
على وجه العموم، عند انتهاء علاقة، فإن الرجال يميلون إلى أن يفحصوا عن اكتئاب
ووحدة أكثر من النساء. وقد فسر الباحثون نتائج دراستهم في ضوء الاختلافات الجندرية
في القوة الاجتماعية والاقتصادية. فعلى الرغم من أن هذه الدراسة على الانفصال
نُفذت في السبعينيات، فإن النساء ما زلن إلى اليوم يعتمدن على الرجال في مجالي
الثروة والمكانة على الأغلب، أكثر من العكس (اعتماد الرجال عليهم). ولهذا فإن من
الأهمية بمكان للمرأة أن تقوم بالتمعن في فحص من تختاره كشريك وتقارنه بالبدلاء
الممكنين، وهذا ما يزودها بـ "فرملة" تمنعها من القوع المفجائي في الحب.
أما بالنسبة للرجال وبسبب وضعهم الأقوى فيما يتعلق بالمكانة والثروة، فإنهم يميلون
إلى أن يبالوا أقل مقارنة بالنساء بنتائج الخيارات التي يتخذونها في هذا المكال.
وعليه، فإن الرجال أكثر قدرة من النساء على تحمل كلفة الإقدام على "الحب من
أول نظرة" والبقاء في علاقة فقط لأجل الرومانسية. وربما كان للأمر علاقة بما
تسميه عالمة النفس في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس شيلي تايلو "غريزة
الحّدّب" حيث إن لدى النساء نزعة سواء بسبب استعدادات بيولوجية أو نتيجة
لتقبل ثقافي أكبر، إلى الاستجابة للظروف الضاغطة بتقديم العون والمساعدة للآخرين.
وعليه فإن للنساء شبكات من الداعمين تقدم لهن المساندة أكبر عند حدوث الانفصال
مقارنةً بالرجال.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ص 137، 138، 139</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ رغم أن
العديد من النساء لا يتطلب الحب أو يبحثن عنه للإقدام على ممارسة الجنس، فإن
النساء أكثر من الرجال، يعتقد أن الجنس لا بد أن يكون مصحوبا بالحب. ففي مسح أجراه
مختبر ميستون للفسيولوجيا النفسية الجنسية، سُئل أكثر من 700 من طلبة الجامعات ما
إذا كانوا يوافقون على عبارة "ممارسة الجنس بلا حب ليست شيئا خاطئا".
وقد كان نصف الطلاب تقريبا ينحدرون من أصل أوربي، فيما ينحدر نصفهم الآخر من جنوب
شرق أسيا. وفي كلا المجموعتين الثقافيتين، كان الرجال أكثر موافقة من النساء على
أن الجنس بلا حب شيء مقبول. وقد توصل عالم النفس ديفيد شميت إلى نتائج مماثلة في
دراسة عملاقة شملت 56 بلدًا. ص143</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ في دراسة
أجراها مختبر ميستون، شخصنا أربعة أصناف رئيسية من الأحداث أو المحفزات التي أدت
إلى شعور النساء بالرغبة الجنسية. ثلاثة منها كانت متعلقة بالانجذاب والإثارة.
فمثلا، هناك نساء اشعلت رغبتهن مثيراتٌ شهوانية صريحة كقراءة أو مشاهدة قصة جنسية
أو "الكلام البذيء" مع الشريك، أو إحساس المرأة بإن جسمها في وضع
استثارة، بما في ذلك اكتشاف إفراز السوائل الترطيبية في العضو التناسلي. كذلك فقد
استجبن لمثيرات المكانة، كرؤية أو التحدث مع شخص مشهور أو ذي سلطة. كذا استجبن
للمثيرات "الرومانسية" كالرقص مع الشريك في وضع متلاصق، أو تناول عشاء
غرامي، أو الشحك سوية. أما النوع الرابع من الأحداث التي زادت من رغبة النساء
الجنسية، فقد كانت تتعلق بالترابط العاطفي. يمكن للشعور بالترابط أن يجعل النساء
يرغبن بالجنس. حتى لو لم يكن يبحثن عن الجنس في البداية، في حال لم تستجب أجسام
النساء جنسيا لمحاولات الشريك أو المثيرات الأخرى، تستمد بعضهن اللذة من ممارسة
الجنس من خلال ما يتبع الفعل الجنسي من أمور - الضم والعناق والتدليل، والعشور
بالترابط. ص149</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ قامت
العالمة النفسانية التطورية أنَّا كامبل بإجراء عدة دراسات على السمعة الجنسية
للفتيات وقد رصدت أن "للفتيات أنفسهن القِدْحُ المُعَلَّى في المحافظة على
هذا التقليد أو هذه السنة. فقد تجنبت الفتيات إنشاء علاقة صداقة مع الأخريات
المعروفات بأنهن "عاهرات"، وقاطعنهن بالمرة، حفاظا على سمعتهن الجنسية.
إذ كن يخشين أن مصاحبتهن لهذا النوع من الفتيات قد يكسبهن ذات السمعة السيئة. وكما
أوضح أحد العلماء: "أن أخطر الأسرار هي تلك التي تتعلق بالسلوكيات أو المشاعر
الجنسيتين. نادرًا جدًا ما تتحدث امرأة عن رغبة جنسية أو عن سلوك جنسي قامت به
فعلا، حتى لأقرب صديقاتها، ذلك خوفا من أن تُفشي صديقتها أسرارها هذه (فتنتشر
إشاعة عن كونها منحطة) أما في حالة الفتيان فليس هناك خطر مماثل ينتج عن إفشاء
أسرارهم الجنسية، هذا الخطر الذي قد يدمر الوضع الاجتماعي للفتاة بأكمله. إن وصم
امرأة بأحد الأوصفات التحقيرية يضعها في موقف بالغ الصعوبة لأنه ما من طريقة
مباشرة لدحض هذه الاتهامات التي تهدد فرصها الاقترانية مستقبلا. ص185</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تستخدم
النساء الجنس كثيرا وبطرق عديدة لحماية علاقاتهن. فيخضعن لمطالب شركائهن الجنسية
على أمل إسعادهم، كما يتصرفن "بطريقة مثيرة جنسيا" لإبعاد نظر شركائهن
عن المنافِسات المحتملات، كما يحققن الرغبات الجنسية الرغبات الجنسية لشركائهن
ويخضعن لضغط جنسي في سبيل إغراء شركائن بالبقاء معهن. أحيانا تنجح هذه
الاستراتيجيات بتحقيق النتائج المطلوبة. ص225</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ من
الاعتقادات الشائعة شعبيا أنه في العلاقات غيرية الجنس، دائما ما تصبح المرأة في
النهاية أقل رغبة من الرجل بممارسة الجنس. هذا ليس صحيحا. ليست المرأة هي من ترغب
بتقليل ممارسة الجنس. هناك الكثير من الأزواج يذهبون للعلاج لأن المرأة تشعر بأن
حاجتها الجنسية غير مُشبَعة أو لأنها ترغب بممارسة الجنس - لكن ليس مع شريكها
الحالي. وما يحدث في الحقيقة هو أن الرجال عموما يفصحون عن رغبة أكثر بممارسة
الجنس من النساء، بينما تفصح النساء أكثر من الرجال عن خمود رغبتهن الجنسية. ص241</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ وفقا
لعالم الأنثروبولوجيا التطورية دونالد سيمونز، لو كانت الرغبة الجنسية للمرأة
جامحة فستتداخل مع عملية اختيار القرين عندها، مؤدية بها إلى ممارسة الجنس دون
اختيار التوقيت المناسب، ومع قرين غير ملائم، أو قد تؤدي بها إلى الخيانة الجنسية
التي قد تهدد علاقتها الأساسية. أما على الجهة الأخرى فقد دعم الانتخاب التطوري
الرغبة الجنسية القوية عند الرجال. حيث إنها تدفع بهم إلى علاقات جنسية تعود عليم
بالنفع، لأن النجاح التكاثري للرجل تاريخيا، ارتبط بشدة مع عدد النساء الخصبات
اللواتي استطاع تلقيحهن.. كذلك فإن الاختلافات التشريحية بين العضو التناسلي للرجل
وذلك الخاص بالمرأة قد تكون من العوامل المسببة للاختلافات في الرغبة. فعندما يثار
الرجال، فإن الانتصاب يشكل لهم علامة جلية جدا تسبب رغبة جامعة في ممارسة الجنس.
وقد يحدث هذا حتى لو لم يكونوا في البداية راغبين في الجنس. فغالبا ما تحدث
انتصابات ليلية في المرحلة المبكرة من النوم المسماة بمرحلة حركة العين السريعة،
والتي تهبط فيها تدريجيا الموجات الدماغية وتبدأ الأحلام. كذلك يحصل الانتصاب عند
الرجال عندما<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يحتك القضيب عفويا بالملابس
أو خلال الاستحمام -دون تفكير واع منهم بالجنس- على أن رد فعلهم عند إدراكهم لحدوث
الانتصال، قد يقلب الحدث غير الجنسي بسهولة، إلى جنسي. فيما لا تستلم النساء على
الجهة الأخرى، من أجهزتهن التناسلية إلا إشارات قليلة جدا عند حدوث الإثارة
الجنسية لديهم. لذا فإن علامات إثارة العضو التناسلي لا تحفز الرغبة بالجنس عند
النساء بنفس القدر أو الطريقة عند الرجال. ص242، 243</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تغيرت
قيمة العذرية بشكل كبير مع اختراع حبوب منع الحمل عام 1961. إذ أصبحت حرية ممارسة
الجنس دون خشية من الحمل الوقود المحرك للثورات الجنسية في ستينيات وسبعينيات
القرن العشرين. في الواقع، هناك فرق هائل بين نسبة ممارسة الجنس قبل الزواج قبل
العام 1960 وبين نسبته بعد ذلك العام، بحسب ما أفصحت عنه النساء. ففي تقرير كينزي
الشهير المنشور عام 1953 والذي قام بمسح حوالي 6000 امرأة أمريكية أفادت 40% منهن
أنهن فقدن عذريتهن قبل الزواج. وفي مسح أُجري عام 1994 على أكثر من 1600 امرأة
أمريكية، أفادت 80% من النساء اللاتي وُلدن بين 1953 و 1974 أنهن قد مارسن الجنس
قبل الزواج. كما سجلت عدة دراسات ازديادا كبير في ممارسة النساء للجنس قبل الزواج
في سبعينيات القرن الشعرين. كذلك فقد تغير متوسط عمر المرأة عند فقدانها عذريتها،
بشكل جذري خلال نفس الفترة. ففي عام 1950 كان متوسط عمر المرأة عندما تمارس أول
نشاط جنسي - أو على الأقل متوسط العمر الذي اعترفن به - هو 20 عاما. فيما كان 16
عاما بحلول العام 2000. ص282</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن
الجواب التطوري الأكثر معقولية للغز امتلاك المرأة اليد العليا في ميدان الجنس -
أي لماذا تكون جنسانية النساء عالية القيمة بحيث إن الرجال في جميع أنحاء العالم
مستعدين للدفع مقابلها - يقع ضمن الاختلافات الجوهرية لبيولوجيا التكاثر البشري،
والسيكولوجيا البشرية التي تطورت كنتيجة لذلك.. لقد ناقشنا سابقا كيف أن الاستثمار
الهائل الذي تقوم به النساء في الحمل، عند النظر إليه من منظور تطوري، قد حابى
نشوء سيكولوجية جنسية يبدو أنها تجعل النساء أقل رغبة بامتلاك شركاء جنسيين
عديدين. لكن الاختلافات الجندرية في البيولوجيا التكاثرية تبدأ في الحقيقة منذ
مرحلة مبكرة هي مرحلة تكوين البيضة في المرأة، والحيمن في الرجل. إذ ليس الحيمن
تقريبا إلا مجموعة مورثات تتحرك بسرعة 1/8 بوصة في الدقيقة عبر ما نستطيع أن نسميه
حوض سباحة. يكون الحيمن أصغر حجما بكثير من بيضة المرأة التي تكون مليئة بالمواد
الغذائية. تكون أبعاد الحيمن البشري الطبيعية عند النضع بقطر يتراوح بين 120-150
ميكرون. لذا فإنه من اللحظة الأولى للحمل تساهم النساء بجزء أكبر مما يساهم به
الرجال. ومما يزيد من عدم التماثل بين الجنسين، إن النساء يولدن بعدد ثابت من
البيوض، حيث لا يجري إنتاج بيوض جديدة بدلا من المستهلكة.. وعلى العكس من ذلك،
بينتج الرجل حوالي 85 مليون حمين جديد كل يوم. وفي الوقت الحاضر، تلعب هذه
الاختلافات دورها في قيمة ما يُدفع للرجال مقابل التبرع بالحيامن، مقارنة بما يدفع
للنساء كمقابل للتبرع باليوض. إذ تبدأ المبالغ التي تدفع مقابل البيضة الواحدة
5000 دولار فصاعدا، ويمكن تكون أضعاف هذا الرقم إذا كانت المرأة المتبرعة تتمتع
بصفات جسدية ونفسية مرغوبة. لا يستلم المتبرعون بالحيامن في المقابل إلا 35 دولارًا
مقابل المرة الواحدة، على أن المتبرعين ذوي الصفات المرغوبة - كطول القامة، الكتف
بشكل </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">V</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span>، ملامح الوجه الجذابة،
الذكاء المرتفع، والمكانة الاجتماعية العالية - قد يصل ما يدفع لهم إلى 150 دولارا
للمرة الواحدة.. ويزداد هذا الاختلاف بين الجنسين نتيجة الحمل الذي تتكبده النساء
لتسعة أشهر لإنجاب الطفل. إن الاستثمار التكاثري الأكبر للنساء في إنجاب ذريتهن
يعني أنهم المورد التكاثري الأكبر قيمة بكثير. وكقاعدة عامة، كلما كان المورد أكبر
قيمة، كلما كان تنافس الناس أشد للوصول إليه. لابد أن يتنافس الرجال مع بعضهم
البعض من أجل الوصول الجنسي إلى النساء. ويمكن للنساء أن يكن انتقائيات جدا في
اختيار الشريك، لأن الطلب عليهن أكبر بكثير فيما يتعلق بالجنس.. يطرح علماءا لنفس
التطوريون عددا من التفسيرات لهذه السطوة الجنسية الأكبر للنساء على الصعيد
الجنسي. يُستمد التفسير الأول من الاستراتيجية الجنسية التي طورها الرجال لما
يُدعى بالتزاوج قصير الأمد منخفض الاستثمار. فحيث إن الرجال الأسلاف استطاعوا
زيادة نجاحهم التكاثري الصافي من خلال الممارسات الجنسية العابرة الخالية من
التكاليف مع شريكات كثيرات، فإن واحدة من مكونات السيكولوجية الجنسية التي طوروها،
هي الرغبة في الوصول الجنسي إلى عدة قرينات. إن الرغبة في التنويع الجنسي تنعكس في
الخيالات الجنسية، حول ممارسة الجنس مع الغرباء، ممارسته مع عدة شريكات، وتبديل
الشريك خلال النوبة الواحدة من التخيل. إن عدد الرجال الذين قالوا أن تخيلاتهم
الجنسية عبر حياتهم الماضية تضمنت أكثر من ألف شريك جنسي مختلف، يبلغ أربعة أضعاف
عدد النساء اللواتي أفصحن عن ذلك. ورغم أن هذه النتائج قد تكون متأثرة بمسألة
الإفصاح ذاتها - إذ يتم تنشئة النساء ثقافيا على عدم الإفصاح عن معلومات تتعلق
بجنسياتهن، وهذا يحصل بشكل أقل مع الرجال - فإن الاختلافات الجنسية هائلة وتم
تأكيدها من قبل الكثير من الدراسات. وبسبب رغبة الرجال بالتنويع الجنسي، فإن هناك
نقصًا في المعروض من النساء في نظرهم على الدوام.. للرجال طبع نفسي لا إرادي آخر،
وهو ما يدعى تحيز فرط الإدراك الجنسي، وهو النزعة إلى المبالغة في تقدير ميل
النساء الجنسي إليهم بناءً على معلومات غير واضحة. كما أوضحنا في الفقرة الخاصة
بمستفزات الغيرة في الفصل الخامس، عندما تبتسم امرأة لرجل ما، فإن الرجال يفسرون
ذلك على أنه اهتمام جنسي منها به، بينما كثيرا ما قد لا تكون المرأة تقصد من ذلك
إلا التعبير عن الصداقة المجردة أو دماثة الخُلُق. تُفعل إشارات ملتبسة أخرى -
لمسة على الذراع، الوقوف على مسافة قريبة من الرجل، أو حتى المحافظة على الاتصال
بالعينين للحظة أطول من المعتاد - تحيز فرط الإدراك الجنسي عند الرجال. وبالتالي،
يمكن للنساء استغلال تحيز فرط الإدراك الجنسي هذا عند الرجال، لجني مكاسب اقتصادية
فيما يُسمى بـ "تكتيك الإغراء والاستدراج"، وهي استراتيجية تتضمن إغراء
الرجل بإغداق الموارد على المرأة كجزء من المغازلة، مقابل "وعد" مفترَض
بالجنس لن يتحقق.. توصلت البحوث العلمية أيضا إلى أن معظم الرجال يرون معظم النساء
جذابات جنسيا، على الأقل إلى درجة ما، بينما ترى معظم النساء معظم الرجال غير
جذابين جنسيا بالمرة. لقد اكتشف مختبر باس لعلم النفس التطوري أن الرجال يخفضون
معايير الجاذبية الجنسية خاصتهم عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الجنسية العابرة. إذا
ثبت تجريبيا، أن الرجال يرغبون بممارسة الجنس مع الشريكات اللاتي يحققن بالكاد
الحد الأدني من الصفات التي يجدها الرجال جذابة، كالذكاء والعطف. وعلى العكس
تماما، تعتمد النساء معايير مرتفعة لاختيار شركائهن الجنسيين، سواء على مستوى
العلاقات الجنسية العابرة أو على مستوى العلاقات طويلة الأمد.. كما تعطي اختلافات
جندرية أخرى بين النساء والرجال في كيفية الاستثارة الجنسية وكيفية الاستجابة
للمثيرات الجنسية، تعطي للنساء هيمنة أكبر في الاقتصاديات الجنسية. يكون الرجال
عموما أكثر من النساء قابلية للاستثارة الجنسية بواسطة المثيرات البصرية، إن مجرد
رؤية امرأة جذابة يمكن أن يسبب لرجل غيري الجنس استثارة جنسية، وهذا يعطي أفضلية
للنساء، حيث أنهن يملن إلى أن يكن أقل تأثرا بالانجذاب البصري. كذلك يبدو أن
الرجال أقل تحملا للحرمان الجنسي، وأن لديهم رغبة أوى بممارسة الجنس، تحت جميع
الظروف. لا بد أن نذكر هنا أن الرجال ليس لديهم رغبة واعية لـ "زراعة
بذورهم" وكذلك فإن رغبتهم في التنويع الجنسي وكثرة الشريكات ليست إلا واحدة
فقط من استراتيجياتهم التزاوجية، حيث إن معظم الرجال يسعون أيضا إلى بناء علاقات
ملتزمة طويلة الأمد. لكن السيكولوجية الجنسية الأقصر نظرا للرجال تخلق سوق اقتران
تكون فيه الخدمات الجنسية للنساء البضاعة الأكثر طلبا. وفي بيئتنا الحديثة، يمنح
هذا النساء الفرصة لاستبدال الجنس بقيمة عالية من خلال البغاء، المقايضة الجنسية،
والعلاقات الاقترانية الطويلة. ص321..ص325</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ رغم أن
معظم النساء اللواتي يمارسن الجنس من أجل الحصول على الترفيعات المهنية لا يستمتعن
في أثناء الجنس بل يمارسنه على كراهة، فإن هذا لا ينطبق عليهن جميعا. إذ تُقبِل
بعض النساء برغبة على ممارسة الجنس من أجل مناصب أو امتيازات في المؤسسة التي
يعملن فيها. فمثلا، تقول إحدى النساء أنها لم تعتبر طلب رئيسها في العمل ممارسة
الجنس معه تحرشا جنسيا، لأنها كانت تحصل على "عمل سهل" في المقابل. ص338</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ القلق
بشأن صورة الجسم يلعب دورا رئيسا في دفع النساء لشراء وتجربة آخر إرشادات وأغذية
الحِمية ولواحقها -صناعة حجمها 50 مليار دولار في أمريكا الشمالية وحدها. إن صورة
الجسم غير المُرضية تسبب للمرأة اضطرابات في تناول الطعام بما في ذلك فقدان الشهية
العصبي (تجويع النفس) والنُهام العصبي (تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة ثم
محاولة التخلص منها بالقيء أو تناول المُسهِلات). إلا أن ما لم يسلط عليه الضوء
كثيرا، هو حقيقة أن صورة جسم المرأة في ذهنها تؤثر بشكل كبير للغاية على جميع
نواحي جنسانيتها. إذ تفيد الدراسات التي أجريت على النساء الأمريكيات الجامعيات،
أن هؤلاء اللواتي يقيمن أنفسهن على أنهن غير جذابات، أقل قابلية لإيجاد شريك جنسي،
ربما لأن النساء غير الراضيات عن أجسامهن قلقات بشأن ما تبدو عليه صورتهن للآخرين
ويعانين قلقلا من فكرة مشاهدتهن عاريات من قبل شخص آخر. وبالتالي فإنهن يتجنبن
أحيانا الفرص الجنسية بدلا من اقتناصها. وحتى بين الطالبات الجامعيات اللاتي على
علاقة جنسية كانت الطالبات اللواتي لديهن صورة جسم سلبية يمارسن الجنس مرات أقل
ويختبرن تجربة جنسية أقل، بالمقارنة مع نظيراتهن اللواتي يتمتعن بصورة ذهنية
إيجابية عن أجسامهن.. بالطبع فإن هناك دائما بعض الاستثناءات. فبعض النساء اللاتي
يعانين من صورة جسم سلبية، يسعين إلى ممارسة الأنشطة الجنسية لُيُحَسِّن ما يشعرن
به حيال مظهرهن.. ص361، 362</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كما يبدو
على بعض الناس أنهم يقيمون مواردهم ووضعهم الاجتماعي ليقدروا قيمتهم الذاتية، يبدو
أن البعض الآخر يستمدون تقديرهم لذاتهم من معرفة ما إذا كان شخصٌ آخر يحبهم أم لا.
ولأنه ما من ضمانة بأن حب أحدهم سيستمر إلى الأبد، فإن هذا يجعل تقديرهم لذاتهم في
وضع قَلِق نوعا ما. فإذا كان تقدير امرأة ما لذاتها بأكمله مستمدا من حب شخص ما
لها، فإنها تخاطر بأن تصاب بالاكتئاب والشعور بانعدام القيمة كليا إذا ما كف ذلك
الشخص عن حبها. وحتى بالنسبة للأشخاص الذين لا يضعون كل بيضات تقديرهم لذاتهم في
سلة حب شخص آخر لهم، فإن كف الشخص الآخر عن حبهم قد يسبب لم أذًى نفسيا. ص373</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ من
التفسيرات المعقولة أن الخضوع قد يجعل المرأة تشعر بأنها مرغوبة جنسيا، وتمنحها
مرغوبيتها بدورها سطوة وهيمنة جنسيتين على شريكها. وبالمجمل، فقد وجدنا أن سببين
من التي أفادت بها النساء لممارسة الجنس وُهما: "أردتُ أن أخضع لشريكي"
و "أردت أن أستحوذ عليه" كانا مرتبطين ببعضهما إحصائيا، إذ كانا ضمن
مجموعة فرعية متقاربة، مما يُرجح أن الخضوع الجنسي قد يكون في الواقع وسيلة
لاكتساب الهيمنة. ص382</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تبحث
معظم النساء عن الارتباط العاطفي أو الالتزام العاطفي من جانب الرجل قبل الموافقة
على ممارسة الجنس معه. ومن منظور تطوري، فإن هذه حكمة عاطفية ورثتها النساء من
أمهاتهن السوالف اللاتي نجحن تكاثريا. فالتزام الرجل العاطفي، بالتحديد حبه
الصادق، يزودها بمؤشر قوي على أنه سيبقى معها في السراء والضراء، في الصحة والمرض.
إذ يمثل الحب احتمالا قويا لأن يقوم الرجل بتكريس التزامه وموارده وحمايته لامرأة
بعينها ولأطفالها. حيث أن الرجال المحبين يتمتعون بحرية التنقل من امرأة إلى أخرى.
ص394</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ رغم أن
الرجال ينجحون أحيانا في خداع النساء، إلا أنه من الخطأ الاعتقاد بأن النساء مجرد
بيادق بلهاء في لعبة الاقتران الرجالية. تعرف النساء أن للرجال رغبة شديدة في
الجنس العابر الخالي من التكاليف والالتزامات. وقد طورت النساء في الواقع وسائل
متقدمة لكشف المخادعين. تظهر البحوث أن النساء متفوقات على الرجال في قراءة
الإشارات غير اللفظية كتعابير الوجه وحركات الجسم. إذ يقمن بفك شفرة تعابير الرجل
الوجهية وتَفَحُّص نبرة صوته لتقويم مدى مصداقيته، كما يجمعن المعلومات عن سمعته
الاجتماعية وتاريخه الجنسي. وتقضي بعضهن ساعات في حوارات نقاشية خاصةٍ مع صديقاتهن
المقربات، حيث يساعدهن ذلك في تحري نوايا الرجل الحقيقية: "قال س فقلتُ ص...
لكن هل كان ينظر في عينيكِ مباشرةً عندما قال ع؟.." .. من التكتيكات الرئيسية
الأخرى التي تستخدمها النساء هو إطالة فترة المغازلة قبل أن تقبل بممارسة الجنس
إلى مدة أطول مما يرغب به الرجال. ففي دراسة أجراها مختبر باس، سألنا كُلا من الرجال
والنساء عن إمكانية موافقتهم على ممارسة الجنس مع شخص يجدونه جذابا إذا ما كانو
يعرفونه منذ فترات زمنية متنوعة تراوحت بين ساعة واحدة إلى 5 سنوات. وبينما أفصح
غالبية الرجال عن استعدادهم لممارسة الجنس بعد أسبوع واحد فقط من التعارف، فضلت
معظم النساء فترة انتظار أطول. إن إطالة فترة الانتظار تسمح للنساء بعمل تقييمات
واختبارات كثيرة للرجل، استراتيجية مصممة جزئيا لإبعاد المخادعين. 398</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ يكون
الرجل الأكبر عمرا بكثير من امرأة ما، أكثر خبرة جنسية منها عموما، ويميل لأن تكون
له السيطرة عليها. وهذا العامل يجعل من المحتمل أن يقوم الرجل بالضغط على المرأة
الأصغر سنا منه لممارسة الجنس قبل أن تكون هي مستعدة لذلك. كذلك فإن النساء صغيرات
السن وعديمات الخبرة الجنسية غالبا ما يتقبلن فكرة أنهن المسؤولات عن الواقعة. قد
تشعر المرأة أحيانا أن الخطأ خطئها لأنها تعتقد أنها هي من "أغرته"، أو
لأنه كان يجب عليها أن تعرف كيف تتملص من الموقف. وجدت دراسة أن ما بين ربع إلى
ثلث طلبة الإعدادايات في الولايات المتحدة يعتقدون أنه من المقبول أن يقوم الفتى
بإجبار الفتاة على الجنس إذا كانت تسمح له بلمس صدرها، أو كانت ترتدي ملابس فاضحة،
أو إذا وافقت على أن تذهب معه إلى منزله، أو كانت تواعده منذ مدة طويلة. ص403</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ بينما
ينمو البشر نحو البلوغ، يُنمَّى معظمهم هوية أجسامهم وملكيتهم لها. لكن عندما يتم
انتهاكهم جسديا، وبالخصوص في عمر مبكر، فإنهم قد يصبحون معقدين أن لا سلطة لهم على
أجسادهم، وأنهم لا يمتلكون حدودا جسدية خاصة بهم يستطيعون حمياتها. تصف النساء
عادة حدوث "انفصال ذهني" عن تجربة الانتهاك الجسدي في وقت حدوثها. أي
أنه إذا كانت المرأة غير قادرة على التخلص جسديا من الموقف، فإن الطريق الوحيد
المتاح أمامها" للهروب" هو بالانفصال ذهنيا عن جسدها. حتى أن بعض النساء
اللائي يتعرضن لتجربة الانتهاك هذه، عندما يدخلن لاحقا في علاقة حب، يجدن صعوبة في
التواصل "وعيش اللحظة" في أثناء ممارسة الجنس، لأنهن قد تعودن على
التعامل مع الجنس بالانفصال الذهني. فإذا تعلمت امرأة أنه ليس بوسعها فعل شيء
لحماية جسمها من الأذى، فإنها قد تصبح أقل حذرًا أو مقاومة<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>في التعامل مع نُذُر الخطر. وقد تشعر بأن لا
حول لها ولا قوة في اتخاذ القرار بشأن الموافقة على الجنس أو رفضه إذا ما أراد
الشريك ذلك. ص406</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ إن
امتناع النساء عن الإقرار بأنهن تعرضن للاغتصاب من قبل شركائهن يشببه خوفهن من
الانتقام، أو دمار سمعتهن، أو الخوف من قيام شركائهن بإيذائهن جسديا. في الواقع،
كثيرا ما يكون الانتهاك الجنسي والاعتداء البدني مترادفين في العلاقات التي تشهد
هذه الاعتداءات. إن إجبار الزوجة على الجنس هو تأكيد على السلطة والهيمنة أساسا،
وفي العديد من الحالات فإن تأكيد الهمينة هذا يمتد إلى مناطق أخرى من العلاقة.
يحاول الرجال الذين يمارسون هذه الاعتداءات عادةً عزل المرأة ومنعها من التواصل مع
عائلتها وأصدقائها، وتحطيم تقديرها لنفسها، والحط من شأنها بعشرات الطرق الأخرى.
وبذلك فإنهم يجعلون شريكاتهم أكثر اعتمادا عليهم ومن ثم أكثر إذعانا لمطالبهم.
يبرر بعض الرجال إجبارهم لزوجاتهم على ملازمة البيت بأنه "لا يمكن الوثوق
بهن". ص410</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ تُظهر
المدونات التاريخية كذلك أن الاغتصاب كان شائعا بالخصوص في الحروب. وفي الواقع فإن
بعض الأنثروبولوجيين يُنظِّرون بأن الاستحواذ الجنسي على النساء بالقوة كان السبب
الرئيسي لشن الحروب أساسا. حتى أن الغازي المهيب جنكيز الخان (1162 - 1227) يصفُ
بصراحة الاغتصاب كواحدة من الفوائد التي يجنيها من خلال الحروب: "تتجلى
السعادة العظمى في أن تقهر أعداءك، أن تسوقهم أمامك، أن تسلبهم ثرواتهم، أن تريهم
أحبابهم وأقربائهم وهم غارقين بدموعهم، أن تمتطي أحصنتهم وأن تضطجع على بطون
زوجاتهم وبناتهم البيضاوات". وفي كتابها المعنون "رغما عنا </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">Against our wil</span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">l</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span>" وثَّقت سوزان
براون ميلر بإسهاب أنماطا مماثلة من الاغتصاب ما زالت مستمرة في الحروب الحديثة.
ففي الاحتلال الياباني لمدينة نانكينج في الصين خلال الحروب الحرب العالمية
الثانية، اغتصب اليابانيون ما يقدر بعشرين ألف امرأة وفتاة يافعة. كما أن أعدادًا
هائلة من النساء اغتصبت خلال الاجتياح الروسي لألمانيا في نفس الحرب عام 1945م،
حيث "عامل الجنود السوفيين النساء الألمانيات كغنائم جنسية حصلوا عليها من الحرب".
وحتى إلى عهد قريب جدا، تم اغتصاب حوالي عشرين ألف امرأة مسلمة في البوسنة من قبل
الصرب خلال الحرب في أواسط تسعينيات القرن المنصرم. وفي جلسة سماع هيلاري كلينتون
عندما رُشحت لمنصب وزيرة الخارجية في يناير 2009، أدرجت كلينتون الانتشار الكبير
للاغتصاب كجزء من الحرب في الكونغو، علي أنها واحدة من المشاكل الملحة التي يتوجب
على السياسة الخارجية الأمريكية التعامل معها عاجلا. ص418، 419</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لقد تبين
أن خيالات الاغتصاب عند النساء تأتي بنوعين رئيسيين على الأقل. الأول هو خيالات
الاغتصاب بشهوانية. وهذا النوع مختلف تماما عن الصورة التي تتبادر إلى أذهان الناس
عند التفكير بالاغتصاب. في خيالات الاغتصاب الشهوائية، يكون الذكر المُتخيل عادةً
جذابا، مسيطرا، ومتوقدا بالرغبة الجنسية تجاه المرأة. ورغم أنها تُظهر عدم الرضى
في السيناريو المتخيل، فإنها عادة ما تتخيل قيامها بقدرٍ ضئيل من المقاومة فقط.
ببساطة، فإن الرجل المسيطرة والجذاب "يأخذها" جنسيا. رغم أن النساء
اللاتي يتخيلن هذه الخيالات يختبرن خوفا منخفضا إلى متوسط الشدة ، فإن هذه
الخيالات لا تحتوي عادة على عنف حقيقي. تثير الأشكال من الخيالات الجنسية، والتي
هي كما سبق أن رأينا موجودة في الكثير من الروايات الرومانسية، تثير النساء من
طريقين أحدهما التوتر، والثاني هو مثالية القرين المُتخيل.. أما خيالات الاغتصاب
المُنفرة، النوع الثاني، فإن لها طبيعة ووظيفة مختلفتان كليا. فعلى العكس من
خيالات الاغتصاب الشهوانية، عادة ما يكون الرجل المغتصب في خيالات الاغتصىاب
المنفرة غريبا وليس معروفا للمرأة، أكبر منها عمرا لا أصغر، وغير جذاب بالمرة.
تتضمن هذه الخيالات قدرا معتبرا من الإكراه والتعنيف المؤذي. وكمثال عليه، يقوم
الرجل بمسك المرأة وطرحها أرضا، ثم يمزق ملابسها بينما تقاوم هي بشدة لمنعه. تميل
النساء اللاتي يختبرن خيالات الاغتصاب المنفرة إلى أن يكن أكثر خوفا من الاغتصاب
الفعلي، مقارنة بالنساء اللاتي لا تراودهن هذه الخيالات، كما أن بعضهم - أي بعض
النسوة اللاتي يراودهن هذا النوع من الخيالات - قد سبق لهن أن تعرضن للاعتداء
الجنسي في طفولتهن. ورغم أن هذا لا يعدو أن يكون افتراضا، فإن من الممكن أن تكون
خيالات الاغتصاب المنفرة هذه تعمل كدفاع ضد الاغتصاب من حيث أنها تخلق عند النساء
مخاوف تدفعهم ليكن أكثر حذرا. ص422، 423</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ كيف يمكن
للجنس أن يعمل كمسبب وكعلاج للصداع معا؟ تحدث خلال النشاط الجنسي تفاعلات علاجية:
عندما يفرز الجسم دفقات الأوكسيتوسين، تسبب المستويات العالية من هذا الهرمون
إلاطق الأندروفينات، وهي مواد كيميائية دماغية تشبه المورفين كثيرا. يربط الكثير
من الناس بين الأندروفينات "ونشوة العَدو أو الركض" أو بينها وبين أنشطة
دماغية أخرى تسبب شعورا بالسعادة والتي تحدق عادة بعد بذلك جهد رياضي كبير. تعمل
الأأندروفينات بالفعل كمهدئات قوية للألم. يفرز جسم المرأة مقادير ضيلة من
الأندروفينات خلال اليوم. ولولا هذه الأندروفينات، لكانت حتى الآلام العادية
البسطية التي نختبرها يوميا لا تطلف.. يعتاد مدمنو المورفين والهيرويين على تلقي
مهدئات ألم صناعية، بحيث تكف أجسامهم بعد مدة عن إفراز مهدئات الألم الدماغية
الحقيقية، فإذا مٌنِع عنهم المخدر، لن تكون أجسامهم حاوية إلا على ماقدير قليلة من
مهدئات الألم، أو ستخلوا منها تماما، طبيعية أو صناعية... ص435</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ بمعنًى
ما، فإن الجنس يمثل عامل نظافة يعتني بالهبل. يحتوي دم الحيض على شظايا صغيرة من
بطانة الرحم، ويمكن لهذه الشظايا أن تعود ناكصةً إلى داخل منطقة الحوض. وتعرف هذه
الظاهرة بـ "الطمث الراجع"، وهي ترفع من احتمالية إصابة المرأة
بالانتباذ الرحمي، لذا فإن ممارسة الجنس في فترة الحيض تقلل من فرصة حدوث ذلك
لأنها تحفز تنظيف الرحم من بقايا الأنسجة التالفة. كما أن النشوة الجنسية، سواء
كانت من طريق الجماع أو الاستمناء، يمكن أن تساعد على تقليل احتمال الإصابة
بالاتباذ الرحمي حيث إن التقلصات في أثناء النشوة تدفع بقايا الأنسجة خارج الرحم.
وعلى نفس الصعيد، وجد الباحثون في نفس المدرسة الطبية في جامعة يال، أن النساء
اللاتي يستخدمن الفوط في أنثاء الحيض، أكثر احتمالية بمقدار مرتين للإصابة للانتباذ
الرحمي مقارنة بالنساء اللاتي يستخدمن السدادات القطنية فقط. وهذا يرجح أن
السدادات القطنية تزيل السوائل وبقايا الأنسجة الرحمية بكفاءة أكبر من الفوط. أما
بالنسبة للغسل الداخلي للمهبل </span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;">douching</span><span dir="RTL"></span><span style="font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span> <span lang="AR-SA">، سواء كان في أثناء الحيض أم لا، فلم يثبت أي ارتباط بينه وبين
الإصابة بالانتباذ الرحمي.. إذن، فالجنس في فترة الحيض، يخفف التشنجات، ويُقصر مدة
الحيض، ويقلل احتمال الإصابة بالانتباذ. ويتضح إذن أن الأدلة العلمية لم تكن
متوفرة حينما كتب بليني الأكبر قائمته الخاصة بالأخطار الناجمة عن ممارسة الجنس في
فترة الحيض. وبحسب بليني، فإن ملامسة دم الحيض تفسد النبيذ، تهلك الزرع، تُذهب
حِدة الِنصال، تمحق لمعة العاج، وتسبب الجنون للكلاب، بل حتى أن النمل يتقزز من
حبوب الذرة الملوثة بدم الحيض. ص439</span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">▬ لماذا
تجد لنساء المكتئبات الاستمناء أكثر لذة من ممارسة الجنس مع شريك؟ أحد التفسيرات
الممكنة هو أن النساء المكتئبات يمارسن الاستمناء كعلاج "ذاتي" في
محاولة للتخلص من المشاعر السلبية بواسطة الوصول للنشوة. تخلق أندروفينات التي يتم
إطلاقها في أنثاء النشوة الجنسية إحساسا فائقا بالسعادة، ولو أنه مؤقت. وحيث أن
النساء المكتئبات لا يجدن إلا القليل جدا من المسرات في حياتهن، فحتى هذا الإحاساس
قصير الأمد بالمتعة، والذي يتأتى من النشوة الجنسية، يوفر لهن مهربا يُحسن بع
مزاجهن. تجد غالبية النساء، حتى غير المكتئبات، الوصول للنشوة الجنسية من خلال
الاستمناء أسهل من الوصول لها من خلال ممارسة الجنس مع شريك - حيث إنهن يعرفن
بالضبط الأماكن التي ينبغي لمسها والمقدار المطلوب من الضغط لخلق أقوى شعور باللذة.
كذلك فإن ممارسة الجنس مع شخص آخر تتطلب مقدارا معينا من التفاعل الاجتماعي - وهو
شيء يحاول الأشخاص المكتئبون تجنبه. كما أن ممارسة الاستمناء لا تسبب "قلق
الأداء الجنسي"، ولا الخوف من قيام الشخص الآخر بالتقييم كما يحدث أحيانا في
ممارسة الجنس مع شريك. ص455، 456</span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt;"></span></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--></div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-87567123670849632642018-09-22T21:19:00.003+02:002018-09-22T21:19:40.685+02:00سيكولوجية المرأة (زكريا إبراهيم)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhoY3Xnm1bJ5QCd1DVkcrrktg9TJ7TpACvCYbAHn_zACd9hLq1RtcpXGQUmK3lZGWEe_snPh_XmWPTKc_FF4Zv7eaDXqhCtgv8ezxuH4tLDIFqDw4t_lkNEuVhR2c6eQsjbojqUQksVTHXz/s1600/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581+%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D8%25B3%25D9%258A%25D9%2583%25D9%2588%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25AC%25D9%258A%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B1%25D8%25A3%25D8%25A9.PNG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="562" data-original-width="379" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhoY3Xnm1bJ5QCd1DVkcrrktg9TJ7TpACvCYbAHn_zACd9hLq1RtcpXGQUmK3lZGWEe_snPh_XmWPTKc_FF4Zv7eaDXqhCtgv8ezxuH4tLDIFqDw4t_lkNEuVhR2c6eQsjbojqUQksVTHXz/s320/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581+%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D8%25B3%25D9%258A%25D9%2583%25D9%2588%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25AC%25D9%258A%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B1%25D8%25A3%25D8%25A9.PNG" width="215" /></a></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• مهما كان
حظنا من الذكورة فإن من المؤكد أننا نحمل في ثنايا تكويننا الجسماني والنفسي قسطًا
قل أو كبر من الأنوثة! ص13<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• الغريزة
الجنسية، مثلها في ذلك كمثل سائر الغرائز الأخرى، تقوم على "بناء تحتي"
بيولوجي"، و "بناء فوقي" اجتماعي، وهي في هذا إنما تستجيب لتلك
العملية المعقدة التي تدفعها إلى التسامي بميولها روحيًا واجتماعيًا. ص15<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• حقًا إن
الفتاة "المسترجلة" قد لا تتخلى عن أنوثتها، بل هي قد تعمد أحيانًا إلى
اتخاذ "الإغراء" أداة عدوان، بحيث أن الفتاة لتبدو في هذه الحالة أقرب
ما تكون إلى "غانية" صغيرة تتقاذقها نوازع الأنوثة بما فيها من إغراء
وتبرج، ونوازع الرجولة بما فيها من عدوانٍ وتحدٍ. ص49<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• إن
الأنوثة لترتبط في ذهن الفتاة بتلك العادة الشهرية الأليمة، فنراها سرعان ما تنطوي
في نظرها على معاني الألم والمرض والموت! وحينما تجد الفتاة نفسها أسيرة لعادة
شهرية تعاني خلالها الكثير من الآلام، فإن فكرة الأنوثة قد تقترن في نظرها بفكرة
"الجسم الدامي"، وفكرة "النزيف الباطني". ص74<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• ليس من
شكٍ في أن كثيرا من هواجس المراهِقة إنما ترتبط بفكرة البراءة والطُهر: إذ تشعر
الفتاة بأن المجتمع يضطرها إلى الرياء والنفاق، ما دام يطلب إليها النقاء المطلق
والعفاف التام، بينما هي تحس في قرارة نفسها بأن حوافز الجنس تعمل عملها في صميم
وجودها باعتبارها فتاة.. ص90<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• الواقع
أن "العانس" لا زالت محتقرة في معظم المجتمعات، لأن (الزواج) هو في نظر
الكثيرين طريقة المرأة الوحيدة في كسب عيشها، فضلًا عن أن "الإشباع
الجنسي" يكاد يكون محرمًا على الفتاة في غير نطاق الزواج. ص96<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• الجماع
عند الرجل بداية ونهاية، بينما هو عند المرأة عملية نفسية ليس لها بداية محددة،
وقلما تنتهي بشكلٍ حاسم واضع المعالم. ص103<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• إننا لا
ننكر أن "المازوشية" تلعب دورا كبيرًا في حياة المرأة الجنسية، ولكننا
نعتقد أنه إذا لم ينجح الزوج في أن يمنح زوجته ما تحتاج إليه من حبٍ ورقة وحنان،
فإنها لن تستجيب مطلقًا لسائر المهيجات الجنسية. ص104<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• إن
الأمومة تنطوي على عمليات صراعٍ مختلفة تتم في نفس المرأة بين مطالب الذات وخدمة
النوع. ص148<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">===========================<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يمكننا
أن نقول أنه لما كان من الضروري للمرأة أن تتحمل الألم وتتقبل التضحية، بحكم
وظيفتها التناسلية، فقد تكفلت الطبيعة بتزويدها بسلاح قوي من
"المازوشية" حتى تستطيع بذلك أن تتكيف مع الواقع. ولما كانت هناك أخطار
كثيرة تتهدد حياة المرأة منذ البداية حتى النهاية، باعتبارها خادمة للنوع، فقد كان
لابد لها من أن توحد بين مازوشيتها الأنثوية وقلقها الإنساني وتبعًا لذلك فقد وجدت
المرأة نفسها مضطرة إلى أن توفق بشكل ما من الأشكال بين اهتمامها الفردي بالحصول
على اللذة، واهتمام النوع من خلالها بتحقيق مآربه حتى ولو ترتب على ذلك القدر
الكثير من الألم بالنسبة لها. ومثل هذا التوافق لا يمكن أن يتم إلا إذا اكتسب
الألم المقترن بالعملية الجنسية والوظيفة التناسلية طابع اللذة. والواقع أن
استعداد المرأة السيكولوجي للوظيفتين الجنسية والتناسلية لا بد من أن يقترن بالكثير
من الأفكار المازوشية. ولعل هذا هو السبب في أن فكرة الجماع لا بد من أن تقترن في
نظر المرأة بعملية فض البكارة؛ وهذه بدورها تقترن بفكرة الاعتداء عليها ونفاذ عضو
الذكر إلى صميم جهازها التناسلي. صــ 19<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وربما
كان الأصل في هذا الارتباط الوثيق بين الألم واللذة في حياة المرأة، براجعٍ إلى
وظيفتها التناسلية. وليس من شك في أن عملية الحمل والولادة تقترن منذ البداية في
حياة المرأة بالكثير من النوازع المازوشية. وقد تنحرف هذه المازوشية عن سبيلها
السوي فتطغى آلام الحمل والولادة، ومتاعب الوضع والأمومة، على سرور الأم بوليدها
نفسه. وهكذا تكتسب كل الوظيفة التناسلية لدى المرأة طابعًا مازوشيًا مَرَضيًا.
ولكن مهما يكن من شيء، فإن المازوشية تلعب دورًا كبيرًا في حياة المرأة الجنسية
والتناسلية معًا: لأنها من جهة تقترن منذ البداية بعقدة الخصاء، والخوف من الحيض،
وعملية فض البكار، كما تقترن من جهةٍ أخرى بآلام الحمل والوضع والولادة والأمومة.
وإذا كان من شأن هذه المازوشية أن تعين المرأة على التوافق مع الواقع بتقبل كل ما
يجيء مع وظيفتها الأنثوية من آلام، فإنها إذا زادت عن الحد قد تثير لدى المرأة
ضربًا من (الدفاع) فتعتمد المرأة إلى الفرار من أخطاء المازوشية الزائدة بأن تتهرب
من وظيفتها وتتنكر لأنوثتها. وسنرى فيما بعد إلى أي حد يتوقف مصير المرأة كله على
تحقيق ضرب من التوافق الانسجامي أو التكامل والتآزر بين نوازعها النرجسية ونوازعها
المازوشية. صــ 20، 21<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ الظاهر
أن معظم تجارب الفتيات الصغيرات المتعلقة بالقضيب إنما ترتبط بوظيفته البولية،
خصوصًا وأن البنات سرعان ما يدركن قلة مقدرتهن على ضبط أجهزتهن البولية، بعكس
الولد الذي يستطيع إلى حدٍ كبير أن يتحكم في ضبط جهازه البولي. هذا إلى أن عضو
التبول لدى الولد عضو خارجي يسهل عرضه، بينما يستحيل على البنت أن تستكشف عضوها
البولي أو أن تقوم بعرضه! وكل هذه الاعتبارات قد تجعل للقضيب أهمية خاصة في نظر
الطفلة، باعتباره أداة طيعة يتحكم فيها الولد كيفما شاء. ولكننا نعود فنقول أن
الملابسات الخاصة هي التي تعمل على زيادة اهتمام الطفلة بعضو الذكر؛ وأما في الحالات
العادية فإ، الامتياز الذي يتمتع به الولد من حيث طريقته في التبول قد يبقى أمرًا
ثانويًا لا يتسبب عنه تولد أي شعور بالنقص لدى البنت. صـ 43<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وعلى
الرغم من أن البنت قد تجد لذة كبرى في أن تشترك مع الأولاد في ألعابهم، نظرًا لما
لديها من نزعة مازوشية قد تجعلها تستعذب ضرباتهم ومظاهر احتقارهم، فإن المربين مع
ذلك كثيرًا ما يحولون بينها وبين إشباع هذه النزعة الأنثوية الطبيعية. وإذن فقد
يكون من الخطأ أن ننكر على البنت كل نشاط "إيجابي"، ولكن ربما كان من
الخطأ أيضًا أن نخلط بين "فاعلية" الولد" و "فاعلية"
البنت. والحق أن الفتاة لا تميل إلى مشاركة الفتيان في ألعابهم، مع ما يستتبع ذلك
من تحمل للكثير من الآلام والضربات ومظاهر العنف المختلفة، لمجرد رغبتها في القيام
بنشاط إيجابي؛ وإنما الملاحظ أن ميلها إلى النشاط الإيجابي لا يكاد ينفصل عن
نزعتها المازوشية. صــ 47<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وقد قام
كاتب هذه السطور بإجراء "استخبار" على بعض تلميذات المدارس المصرية
والسودانية البالغات من العمر ما بين الثامنة والثانية عشرة، وجه فيه إليهن السؤال
التالي: "هل ترغبين في أن تصبحي ولدا؟ ولماذا؟"، فكانت نسبة عدد البنات
اللائي يرغبن في تغيير جنسهن حوالي 78%. وقد تنوعت أسباب التفضيل لدى البنات،
فكانت إجابة الصغيرات منهن منحصرة في القول بأن ألعاب الأولاد أكثر تشويقًا من
ألعاب البنات، أو أن ملابس الأولاد أكثر ملاءمة للجسم من ملابس النساء، أو أن حرية
الأولاد أكبر من حرية البنات. وأما الكبيرات منهن فقد أبدين أسبابًا أخرى للتفضيل،
منها قولهن أن الرجال لا يتألمن كالنساء، أو أن مستقبل الرجل من مستقبل المرأة، أو
أن الرجال أقدر من النساء على العمل...إلخ. وقد وردت بين الإجابات المختلفة
أسبابًا أخرى متفرقة منها قول إحداهن "أنني أفضل أن أشابه والدي"، وقول
أخرى: "أنني أريد أن أخيف البنات!"...إلخ. وهذا الاستخبار إن دل على
شيء، فإنما يدل على أن عددًا كبيرًا من الفتيات - حتى في هذه السن المبكرة - يشعرن
بسوء مركز "المرأة"، ويرغبن في التنازل عن "أنوثتهن". أما إذا
قمنا بعمل استخبار عكسي، فسنرى بوضوح - كما يظهر من الإحصائيات التي قام بها
هافلوك آليس - أن واحدًا فقط من بين مائة ولد، هو الذي يرغب في أن يصبح فتاة! صــ
53، 54<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وإذا
كانت الفتاة كثيرًا ما تريد أن تثأر لنفسها من والدتها، فذلك لشعورها بأن أمها قد
أخفت عنها الكثير من الحقائق إبان الطفولة، خصوصًا ما يتعلق بمسائل الحمل والوضع
وولادة طفلٍ جديد. وهذه الحاجة إلى إخفاء الأسرار قد تتخذ صورة عجيبة، فنجد الفتاة
تفضي بسرها إلى رفيقة طالبة منها كتمان الأمر عن باقي الزميلات مستحلفة إياها ألا
تذيعه بين الأخريات، وهلم جرا! وقد تتولد عن هذه الحاجة نزعة منحرفة تميل معها
الفتاة إلى خلق الأسرار واختراع الأنباء، حينما تعز الأحداث، أو حينما يقفهر
الواقع؛ وتلك نزعة قد تبقى لدى كثير من البالغات، فتجد الواحدة منهم ولوعة
بالأسرار، كلفة بالأقصايص، حتى لتكاد تخلط بين الواقع والخيال! ولعل هذا هو السر
فيما اشتهر عن النساء من ميلٍ إلى الكذب، وولع باختلاق الأساطير! صــ 58<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لا
يفوتنا أن نشير إلى أهمية الصداقة في هذا الدور، فإن علاقات "ما قبل
البلوغ" حينما تتخذ صورة "علاقة سادية - مازوشية" فإنها قد تترك
آثارًا سيئة في الحياة النفسية للفتاة "المازوشية" على وجه الخصوص. وقد
لوحظ أن عجز بعض الفتيات عن مواصلة الدراسة، أو متابعة نشاطهن العادي، قد يرجع
أحيانًا إلى انشغال الفتاة بعلاقة من هذا القبيل من فتاة "سادية". ومثل
هذه العلاقات التي تجيء عادةً مع بوادر "البلوغ" هي التي ستحدد مصير
الفتاة في مرحلة المراهقة. وحينما تنضج إحدى الصديقتين جنسيًا قبل أن يكون نمو الأخرى
قد اكتمل، فإن الفتاة المتخلفة قد تنزع بحكم الغيرة أو التقمص الوجداني إلى مجاراة
الأخرى في نشاطها الجنسي الغيري (</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Heterosexual</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>)، دون أن يكون قد تهيأ لها النضج السيكولوجي
اللازم. وعندئذ قد تتعرض شخصية الفتاة للاضطراب، فنراها تستسلم للضعف أو الانحراف
أو الجريمة. وربما كانت معظم حالات الدعارة أو الجريمة لدى الفتيات الصغيرات
براجعة إلى إصابتهن أثناء مرحلة ما قبل البلوغ بتوقف مفاجئ، مما يترتب عليه
انصرافهن عن العلاقات الجنسية المثلية التي لا ضرر فيها، إلى علاقات جنسية غيرية
هن لم يؤهلن لها بعد. صــ 60، 61<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ قد يولد
العشق الذاتي لدى الفتاة الكثير من أحلام اليقظة، فنراها تلتمس في تلك الأحلام
سبيلًا إلى امتلاك ذاتها على نحوٍ شعريٍ خيالي! وحينما تجد الفتاة نفسها وحيدة في
غرفتها، أو حينما تتاح لها الفرصة لأن توجد في مجتمعات الرجال والنساء، فإنها قلما
تفصل بين رغبتها في الجنس الآخر وعشقها لذاتها. والظاهر أن الفتاة لا تسعى لتجميل
نفسها حتى تأسر الرجل فحسب، وإنما هي تسعى أيضًا للظفر بإعجاب الرجل حتى تؤكد
لنفسها أنها جميلة وفاتنة!.. ولهذا فقد تكون شخصية "المحبوب" خيالية
محضة، بدليل أن الفتاة قد تكتبُ خطابات غرام ترسلها إلى نفسها، أو هي قد تنهمك في
علاقة غرامية موهومة، فتتصور أنها عشيقة لشخصٍ لم تتح لها الفرصة يومًا لأن تتحدث
إليه وجهًا لوجه!<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>صــ 83، 84<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ حينما
يشتد الصراع في نفس الفتاة بين أحلام اليقظة ومطالب الواقع، فإنها قد تستسلم
لنوبات اليأس والحزن والبكاء. وإذا كانت "الدموع" شيئا مألوفا مستحبا
لدى النساء، فذلك لأن البعض منهن قد يستبقى من دور المراهقة هذه الحاجة الطبيعية
إلى المازوشية، وتلك الرغبة الملحة في الاستسلام لدواعي الألم والصراع والهبوط النفسي.
وقد لا يخفف من حدة هذه الحالة سوى ظهور عامل "الجنسية المثلية" الذي
يجيء فيضاف إلى عوامل "النرجسية" و "المازوشية" التي سبق أن
لاحظناها لدى معظم المراهقات. وهكذا تظهر "الصداقة" بين الفتيات، فنرى
الواحدة منهن تبادل صديقتها سرًا بسر، وتطلعها على خباياها الجنسية ودواخل حياتها
العاطفية وقد تتخذ هذه "الصداقة" طابعًا جنسيًا صريحًا، فتكتشف بعض
الفتيات عن عريهن أمام البعض الآخر، وتقارن الواحدة منهن بين صدرها وصدر زميلتها،
وقد تنتشر فيما بينهن عادات الملاطفة الجنسية، ومظاهر الاتصال الموضعي أو الملامسة
المنتشرة على سطح الجسم كله. وهنا يذهب بعض علماء النفس إلى أن الاتصالات الجنسية
فيما بين الفتيات تكاد تكون ظاهرة عامة هي أكثر انتشارا مما قد تتوهم. ولكننا نميل
إلى الاعتقاد - بناءً على بعض الإحصائيات والمراجعات التي لا تخلو من دقة علمية -
بأن الصداقة التي تتم بين الكثير من المراهقات لا تتخذ بالضرورة طابعًا جنسيًا
صريحًا. حقًا إن انتشار مثل هذه الصلات الجنسية بين الفتيات يختلف باختلاف البيئات
والأجناس والعادات، ولكن ربما كان في استطاعتنا أن نقول بصفةٍ عامة أن الأصل
في<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>معظم صلات "الجنسية المثلية"
هو حافز الاتصال بالأم. فالفتاة التي تتعلق بصديقة لها إنما تعبر عن حاجاتها
اللاشعورية إلى الحب الأنثوي، ذلك الحب الرقيق الذي عرفته الفتاة إبان عهد
الطفولة. ولا يجب أن ننسى أن الميول الجنسية التي نجدها لدى الفتيات قد لا تنفصل
عن ميولهن النرجسية: فإن إعجاب الفتاة بمفاتن جسم زميلتها إنما هو بمثابة انعكاس
لإعجابها بنفسها، وتأكيد لعبادة الأنثى بصفةٍ عامة. صــ 86، 87<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وبينما
تتخذ الرغبة الجنسية لدى الفتى صورة إيجابية عدوانية، نرى الفتاة لا تحلم قط
بالاعتداء والاستيلاء، وإنما هي تحلم بالارتماء والاستسلام. وكثيرا ما يبدو
"الجسم" للفتاة شيئًا هشًا ضعيفًا معرضًا للخطر في كل لحظة، فنراها تشعر
بأنها مهددة في صميم كيانها، وأنها مجعولة للرجل يمتلكها ويسيطر عليها وينفذ إلى
صميم وجودها! وإذ تحس الفتاة بأنها أنثى كاملة يمكن أن تصبح "امرأة"،
فإنها قد تجزع لفكرة "الاتصال الجنسي" بشخصٍ من الجنس<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الآخر. ولاشك أن معظم مخاوف الفتيات إنما ترتبط
بفكرة "فض البكارة" و "نفاذ" عضو الرجل في صميم جهاز المرأة،
وامتلاكه التام لجسدها باعتباره "موضوعًا يسيطر عليه ويتحكم فيه. وإذا كانت
الفتاة تجزع لفكرة فض بكارتها، فما ذلك لأنها تعرف أن هذه العملية تقترن بجرحٍ
وألم، ولكن لأنها تخشى هذا الجرح وذلك الألم باعتبارهما مفروضين عليها "من
الخارج". وهذا ما عبرت عنه إحدى الفتيات بقولها "إنه لمن المفزع حقا أن
تفكر الفتاة في أنه لا بد للرجل من أن "يخترقها" وإذن فإن ما تخشاه
الفتاة ليس هو عضو الرجل في ذاته، بل فكرة "الاختراق" أو
"النفاذ" باعتبارها منطوية على معاني الضعة والخضوع والانهيار! صــ 89<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ بيد أن
الفتاة سرعان ما تتقبل وضعها باعتبارها "أنثى" مجعولة للرجل، وبالتالي
فإنها لن تلبث أن تفهم أن "الزواج" هو غايتها الوحيدة، وأنه لابد لها
يومًا أن تلتقي بفتى أحلامها! حقًا إن الشاب هو الآخر كثيرا ما يفكر في
"فتاة" أحلامه، ولكن الحب النسبة إلى الشاب ليس سوى مجرد رغبة جامحة
تطوف به وتلح عليه، بينما هو بالنسبة إلى الفتاة صميم "وجودها"
باعتبارها امرأة قد جعلت للزواج والأمومة. وهذا ما عبر عن نيتشه بقوله: "إن
كل ما في المرأة لغز، وليس لهذا اللغز سوى الولادة... ليس الرجل للمرأة إلا وسيلة،
أما الغاية فهي دائمًا: الولد... لقد خُلِقَ الرجلُ للحرب والقتال، وأما المرأة
فإنه ليس ثمة لديها شيء سوى الحب والطفل... وتبعا لذلك فإن سعادة الرجل هي:
"أنا أريد"، وأما سعادة المرأة فهي "هو يريد"." صــ 91<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لا زال
كثير من علماء النفس يأخذون بالرأي القائل بأنه ليس ثمة أي فارق جنسي أصيل بين
الرجل والمرأة من حيث شدة الحافز الجنسي. ولكن هذا لا يمنعنا من القول بأنه لما
كان للفعل الجنسي بالنسبة إلى المرأة نتائج أخطر مما له بالنسبة إلى الرجل، فإن من
الطبيعي للفتاة أن تكون أكثر ترددًا وأبطأ اختيارًا من الشاب، حينما يكون عليها أن
تتخذ شريكا لها في الحياة.. صــ 97<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ تربية
الفتاة الدينية قد تصور لها الحياة الجنسية بصورة حيوانية، فتظل تعاني الكثير من
المخاوف لشعورها بأن مجرد الاستمتاع بالعملية الجنسية هو اثم منكر، أمكننا أن
نتصور لماذا كان "تكيف" المرأة مع الحياة الزوجية عملية عسيرة. وقد يحدث
أحيانًا أن تظن الفتاة أن "الفعل الجنسي" هو من جانبها مجرد
"خدمة" تؤديها للرجل، فسرعان ما يحول هذا الشعور بينها وبين
"المتعة الجنسية"، خصوصًا إذا لم يوفق الزوج في أن يحقق لزوجه المتعة
التي يحققها لنفسه. هذا إلى أن زواج الفتاة قد لا يكون وليد "حب" أو
" علاقة عاطفية"، بل قد يكون مجرد "صفقة تجارية" أو لمجرد
التخلص من "العزوبة" أو على سبيل كسب العيش بطريقة شريفة! صــ 100<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ ربما
كانت الصعوبة في دور الرجل براجعة إلى أنه في حاجةٍ إلى أن يمزج القوة باللطف، وأن
يتغلب على مقاومة المرأة بالرفق، وأن يستعمل معها الأدب والذوق دون أن ينسيه
الاحترام حرارة الحب! ونحن نعلم أن موقف المرأة في العادة خليط من المتناقضات: فهي
تريد ولا تريد، وهي ترغب ولا ترغب، وهي تقاوم ولكنها لا تلبث أن تستسلم. وكل هذه
العوامل النفسية المتناقضة تزيد من صعوبة مهمة الرجل، وتجعل "اللباقة"
شرطًا أساسيا للزواج الناجح. صــ 103<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فترة الحمل هي مرحلة العواطف المتناقضة، وهي
الفترة التي تكثر فيها المخاوف النفسية، سواءً أكان مصدرها هو الشعور بالإثم، أم
وجود بعض اضطرابات مازوشية في نفس المرأة تحول بينها وبين ترقب الطفل بسرور، أم
تأثير بعض الرغبات القديمة المرتبطة بالمحارم </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Incest</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>.
ولما كان الرجل هو الشريك الطبيعي للمرأة في عملية إنجاب النسل، فإن كل ما يرتبط
بالزواج من حب أو كراهية سرعان ما يمتد إلى شخصية الطفل، فتستنزل المرأة اللعنات
على ذلك الوليد المسكين (مثلا) لمجرد أنه نتاج اتصال جنسي تم في ظروف أليمة، أو
لمجرد أنها لم تستطع أن تتخلص منه حتى تمحو آثار صلة غير مشروعة...إلخ. صــ 138<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وهنا، في
مرحلة سن اليأس، قد يتغير سلوك المرأة، فنراها تحاول أن تثبت في عنادٍ أنها لازالت
شابه، وأن كل ما طرأ عليها من تغيرٍ لم يستطع أن ينفذ إلى صميم حياتها الجنسية!
وإذا كان البعض قد سمى سن اليأس باسم "العهد الخطير"، فذلك لأن المرأة
فيه قد تصبح مدعاة للسخرية، خاصًا حينما تأبى أن تعترف بالأمر الواقع، فتحاول أن
تقلد الفتيات في سن المراهقة، كما يبدو بوضوح من سلوك هذا النوع من
"النساء" المسنات اللائي دأب أصحاب "الفن الهزلي" على السخرية
منهن بقسوة على خشبة المسرح. صــ 153<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ هناك
نساء أخريات لا يجدن في سن اليأس أي عزاء اللهم إلا بالالتجاء إلى حصن
"الدين". وهنا قد تظهر المرأة اهتمامًا كبيرًا بمشاكل المصير والخلود
وما بعد الموت، فتعود إلى قراءة الكتب المقدسة، وتهتم بممارسة الفروض والعبادات،
وتلتجئ إلى رجال الدين تلتمس عندهم المعونة والنصح والقيادة الروحية. وقد لا تجد
المرأة لديها من "الروح النقدية" ما تستطيع معه التمييز بين الغث
والسمين، أو بين رجال الدين وأهل الشعوذة والمحتالين، فنراها تقع فريسة سهلة في يد
بعض الأفاكين، خصوصًا وأنها لا تريد المنطق والحجة والدليل، بل هي تريد الإلهام
والمعجزة والرؤى الخاصة! وليس من النادر أن تتحول المرأة المستهترة في سن الشيخوخة
إلى عابدة زاهدة، فلا يعود لسانها يكف عن التمتمة بالأدعية ولصلوات، ولا تصدر في
مختلف تصرفاتها إلا عن دوافع التضحية وبذل الذات. وهكذا يكون "سن اليأس"
في هذه الحالة بمثابة حد فاصل بين فترتين هامتين من حياة المرأة: فترة التبرج
والاستهتار، وفترة التعبد والاستغفار! صــ 155<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ والواقع
أن "سن اليأس" كثيرا ما يكون مصحوبًا ببعض أعراض التهيج الجنسي، خصوصًا
لدى النساء المتزوجات، حيث قد يزيد من خطورة الموقف فتور النشاط الجنسي لدى الرجل،
مما قد يترتب عليه عجزه عن إشباع تلك الحمية الجنسية التي تظهر فجأةً لدى زوجته.
وحينما تجد المرأة نفسها بإزاء زوج فاتر خامد العاطفة، فقد تشتعل "الغيرة"
في نفسها، إذ يخيل إليها أن زوجها قد انصرف عنها، أو أنه قد اتجه بعاطفته نحو
امرأةٍ أخرى! صــ 157<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وهناك
حصنٌ آخر قد تلتجئ إليه المرأة للاحتماء من صدمات "سن اليأس"، ألا هو
"النشاط الاسترجالي". والحق أن "الذكورة" تقوم دائمًا في حياة
المرأة بدور "صخرة الخلاص"، لأن التسامي العقلي الذي تقوم به المرأة
حينما تلتجئ إلى احتراف مهنة هو الذي يحميها في هذه السن من تأثير كل صدمة
بيولوجية. ولعل هذا السبب في أن سن اليأس قد يكون في حياة الكثيرات بمثابة لعهد
ذهبي مليء بالنشاط والإنتاج. وهنا قد تكتسب المرأة بعض الصفات الرجلية، فنجدها
تظهر الكثير من الوضوح، والموضوعية، والاعتدال في أساليب تفكيرها، كما قد تقترب في
سلوكها من "رجال الأعمال" فتصبح عاملة حازمة لبقة ذات روح
اجتماعية...إلخ، وليس أدل على تزايد النشاط العقلي للمرأة في هذه السن، من أن نساء
كثيرات لم ينبغن في مجال تخصصهن إلا بعد بلوغهن لسن الستين. ولا شك أن تفرغ المرأة
للكثيرة من ضروب النشاط الاجتماعي في هذه السن هو وليد انصرافها عن مشاغل الجنس
وهموم البيت، بعد أن زالت عنها تبعات النوع! صــ 160</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;"><o:p></o:p></span></div>
<br /></div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-65484661934910002192018-09-18T14:43:00.001+02:002018-09-18T14:43:26.834+02:00العقل واللغة والمجتمع (جون سيرل - ترجمة: سعيد الغانمي)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>•
نحن نبتكر الكلمات لوصف الوقائع وتسمية الأشياء، لكن هذا لا يعني أننا نبتكر
الوقائع أو الأشياء. ص43<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• الشعور
تسببه عمليات دماغية وهو سمة من مستوى أعلى للمنظومة الدماغية. ص87<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• بالرغم
أن الشعور هو ظاهرة بيولوجية كأية ظاهرة أخرى، فإن أنطولوجيته الذاتية، الحضورية،
تجعل من المستحيل اختزاله إلى ظواهر غيابية موضوعية بالطريقة نفسها التي تُختزَل
بها الظواهر الغيابية الأخرى كالهضم والصلابة.. ص9<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">===============================<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يكمن
إغراء المثالية في أنها تزيل الفجوة بين الواقع والمظهر، وهي الفجوة التي تجعل من
الشكية ممكنة. فالواقع يتكون من مظاهر نسقية. ولكن يجب أن أعترف بأنني أعتقد أن
هناك سببًا أعمق يدعو إلى استمرار الاحتكام للنزعة المضادة للواقعية، وقد اتضح ذلك
في القرن العشرين: فهي ترضي الدافع الأساسي للقوة. إذ يبدو من المقرف جدًا، نوعًا
ما، أن نضطر إلى أن نكون تحت رحمة "العالم الواقعي". ويبدو من القبيح
جدًا أن تُضطر تمثيلاتنا إلى الخضوع لمساءلة أي شيء سوانا. وهذا هو السبب في أن
الناس الذين يصرون على الصورة المعاصرة من النزعة المضادة للواقعية ويرفضون نظرية
المطابقة مع الحقيقة يسخرون في العادة من النظرة المقابلة لها. على سبيل المثال،
يشير ريتشارد رورتي باستهزاء إلى "الواقع كما هو في ذاته". صــ 35<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يبدو لي
أنه لا الثنائية، سواءً أكانت ثنائية الجوهر أو الخاصية، ولا المادية في أي شكل من
أشكالها المتعددة تمتلك فرصة أن تكون صحيحة. وكوننا نستمر في طرح هذه الأسئلة
ومحاولة الإجابة عنها بالألفاظ القديمة والمهجورة عن "العقلي" و
"الفيزيائي" و "العقل" و "الجسم" ينبغي أن يكون
مؤشرًا على أننا نرتكب بعض الأخطاء المفهومية الجسيمة حول كيفية صياغة الأسئلة
وأجوبتها. فمن ناحية، تجعل الثنائية في كلا شكليها من وضع الشعور ووجوده أمرًا مُلغزًا
بحق. على سبيل المثال، كيف ينبغي أن نفكر بأي نوع من التفاعل السببي بين الشعور
والعالم الفيزيائي؟ إذا بمجرد أن يفترض الثنائي وجود عالم عقلي منفصل، فإنه لا
يستطيع أن يفسر كيف يرتبط بالعالم المادي الذي نعيش فيه جميعًا. ومن ناحية أخرى،
تبدو المادية واضحة الزيف: فهي تنتهي بنكران وجود الشعور وبالتالي بنكران وجود
الظاهرة التي تتسبب بوجود السؤال في المحل الأول. هل هناك من مخرج؟ هل هناك من
بديل عن هجير الثنائية ورمضاء المادية؟ أعتقد أن هناك بديلًا. صـ 76، 77<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لا أعتقد
أننا مضطرون إما إلى ركوب الثنائية أو المادية. والنقطة التي يجب تذكرها هي أن
الشعور هو ظاهرة بيولوجية شأنها شأن أية ظاهرة أخرى. صحيح أنه يتميز ببعض السمات
الخاصة، ولا سيما سمة الذاتية، كما رأينا، غير أن ذلك لا يمنع الشعور من أن يكون
سمة على مستوى أعلى للدماغ، تمامًا كما أن الهضم سمة على مستوى أعلى للمعدة، أو أن
السيولة سمة على مستوى أعلى لمنظومة الجزئيات التي تشكل الدم. بوجيز العبارة،
تتمثل الطريقة في الرد على المادية في الإشارة إلى أنها تتجاهل الوجود الفعلي
للشعور. وتتمثل الطريقة في دحض الثنائية بمجرد رفض القبول بمنظومة المقولات التي
تجعل من الشعور شيئًا لا بيولوجيًا، وليس جزءًا من العالم الطبيعي. صــ 83<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يتطلب
نموذج الرؤية تمييزًا بين فعل الإدراك والشيء والمُدرَك. إذا رأيت هذا الكرسي،
إذًا ففي الإدراك هناك تمييزًا بين الكرسي وتجربة الإدراك التي أدرك بها الكرسي...
لكن حين أحسُّ بالألم، فلا أستطيع أن أميز الألم عن إحساسي بالألم. بعبارة أخرى،
لا أستطيع أن أجري التمييز الذي يبيح لنموذج الرؤية أن يعمل، وهو التمييز بين
تجربة الإدراك والشيء المدرك. لهذا السبب يبدو لي من الخطأ أن نفترض أن الطريقة
الصحيحة لفهم حلاتنا الشعورية وكيفية معرفتنا تعتمد على نموذج الرؤية عن طريق ملكة
خاصة بالإدراك الداخلي نسميها بـ "الاستبطان". صـ 111<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ تركز
الجزء الأكبر في نقاشنا للعقل، حتى الآن، على الشعور، وقد يوحي هذا التركيز
بالانطباع أن العقل في جوهره ميدان للذاتية مغلق على ذاته. ولكن الدور التطوري
الأساسي للعقل، على العكس من ذلك، يتمثل في ربطنا بطرق معينة بالبيئة، وبالناس
الآخرين على وجه الخصوص. تربطني حالاتي الذاتية ببقية العالم، والاسم الذي يطلق
على تلك العلاقة هو "القصدية". وتشمل هذه الحالات الشعورية الاعتقادات
والرغبات، والقاصد والإدراكات، وكذلك ضروب الحب والمكاره، والمخاوف والآمال.
فـ"القصدية"، إذا شئنا التكرار، هي المصطلح العام لجميع الأشكال
المختلفة التي يمكن أن يتوجه بها العقل، أو يتعلق، نحور الأشياء أو الحالات
الفعلية في العالم. صــ 128<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ هناك
واقع موضوعي يوجد بمعزلٍ عنا بالكامل، توجد فيه الأشياء على نحوٍ مستقل عن
الملاحِظ، وتكون أحكامنا على ذلك الواقع حقيقية أو زائفة استنادًا إلى الطريقة
التي نمثل بها كيف توجد الأشياء بدقة. ويتألف ذلك الواقع من دقائق فيزياوية في
حقول القوة. وتنتظم الدقائق في العادة في منظومات أكبر. وإحدى تلك المنظومات هي
منظومتنا الشمسية الصغرى، بما فيها كوكبنا الأرضي بوصفه نظامًا فرعيًا. وعلى سطح
الكوكب الذي نعيش فيه، فإن الأنظمة التي تتكون في الغالب من نويات قائمة على
الكاربون هي الأنظمة الحية التي تشكل أعضاءً للأنواع التي تطورت وارتقت عبر حقب
زمنية طويلة. بعض هذه الأنظمة الحية هي الحيوانات، وبعض الحيوانات لديها أجهزة
عصبية، وبعض الأجهزة العصبية يمكن أن تتسبب في الشعور وتغذيته. وفي العادة فإن
الحيوانات الشعورية الواعية تمتلك القصدية.. وبمجرد أن يكون نوع معين قادرًا على
الشعور والقصدية، فإن القصدية الجمعية ليست بالخطوة البعيدة. وإني ليذهب بي
التخمين إلى أن جميع الأنواع الحيوانية الواعية القصدوية تمتلك صورة من صور
القصدية الجمعية، غير أني لا أعرف ما يكفي عن الإثنولوجيا والبيولوجيا الحيوانية،
لكي أجعل ذلك أكثر من مجرد تخمين. ومع القصدية الجمعية يمتلك النوع تلقائيًا وقائع
اجتماعية وواقعًا اجتماعيًا. فالشعور والقصدية جزءان واقعيان مستقلان عن الملاحظ
من العالم الواقعي، لكنهما يعطيان القدرة على خلق ظواهر تعتمد على الملاحظ. وتكمن
الوظائف بين هذه الظواهر التي تعتمد على الملاحظ. ويمتلك كثير من الأنواع القدرة
على إسناد الوظائف للأشياء. لكن القدرة التي يتفرد بها الإنسان هي القدرة على فرض
وظائف الوضع، وبالتالي على خلق الوقائع المؤسساتية. وتتطلب وظائف الوضع وجود اللغة
أو في الأقل وجود قدرة على الترميز شبيه باللغة. صــ 198، 199</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;"><o:p></o:p></span></div>
<br /></div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-34446628781621644472017-08-06T23:49:00.000+02:002017-08-06T23:49:12.838+02:00علم النفس التطوري (دافيد باس)، ترجمة (مصطفى حجازي)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><span dir="RTL"></span><span style="mso-spacerun: yes;">
</span><o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>• السبب
الأساسي الذي أدى إلى تنمية دافع للحصول على مكانة لدى الرجال يكمن في أن المكانة
الأعلى توفر فرصًا جنسية متزايدة. ص41<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• أرى في
المستقبلِ البعيد مجالاتٍ مفتوحة لأبحاثٍ أكثرَ أهمية. وسيقومُ علمُ النفسِ على
أساسٍ جديد يتمثل في ضرورةِ اكتساب كل قوةٍ عقلية وكل كفاءة بالتدريج. (تشارلز
داروين، 1859) ص49<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• مع أفول
بعض افتراضات "السلوكية" وبزوغ الثورة المعرفية أصبح من الجدير
بالاحترام النظر "داخل رأس" الإنسان. لم يعد طرح حالات وعمليات ذهنية
داخلية يعتبر "غير علمي". وإنما على العكس أصبح يعتبر ضروري حتمًا. ص101<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• على
الرغم من أن التطور بالانتقاء الطبيعي يُسمى نظرية، فإن مبادئها الأساسية قد تمَّ
إثباتها عددًا كبيرًا من المرَّات - ولم يتم أبدًا إثبات بطلانها - بحيث إنها
تُعتَبر من قِبَل معظم علماء البيولوجيا بمثابة واقعة فعلية. ص115<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• التطور
من خلال الانتقاء الطبيعي هو النظرية العلمية الوحيدة المعروفة التي بإمكانها
تفسير التنوع المذهل للحياة التي نراها حولنا راهنًا. ص115<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• تتشكل
التكيفات بتأثيرٍ من عملية الانتقاء. في كل جيل، يعمل الانتقاء وكأنه مُنخُل،
مستبعدًا الملامح التي لا تُسهم في الانتشار، ومبقيًا على تلك التي تُسهم فيه.
ص117<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• الآلية
النفسية المتطورة هي عبارة عن طاقم من الإجراءات داخل المتعضي مصممة لتلقي شريحة
خاصة من المعلومات وتحويلها من خلال قواعد اتخاذ القرار إلى مخرجات ساعدت تاريخيًا
في حل مشكلة تكيفية. توجد الآلية النفسية في المتعضيات الراهنة لأنها أدت عمومًا
إلى حلول ناجحة لمشكلات تكيفية نوعية جابهها أسلاف هذه المتعضيات. ص139<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يكشف
تحليل أسنان أسلافنا من البشر، على سبيلِ المثال، معلومات حول طبيعة نظامهم
الغذائي. كما يكشف تحليل كسور الهيكل العظمي معلومات حول كيفية موت أسلافنا. حتى
بإمكان العظام أن توفر مفاتيح حول أنواع الأمراض التي أصابتهم.. ص 164<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• توفر
آلياتنا النفسية الراهنة نوافذ لرؤية طبيعة المشكلات التكيفية التي أصابت أسلافنا.
ص165<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يدعم
تفوق النساء في ذاكرة مواقع الأشياء والمعرفة الواقعية حول النباتات، الفرضية
القائلة بأن النساء قد طورن تكيفات متخصصة لجمعِ الطعام - وهي تكيفات تعكس تقسيمًا
راسخًا للعمل بين الجنسين. ص203<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• ألا يمكن
أن نشك بأن مخاوف الأطفال، المستقلة تمامًا عن الخبرة هي الآثار الموروثة للأخطار
الواقعية خلال الزمن الوحشي الغابر؟ (داروين) ص212<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• تحدد
حالات الولع الممكنة للجنس المستثمر - أي الإناث - وإلى درجة خارقة للعادة وجهة
تطور النوع. إذ إن الأنثى هي الحَكَم النهائي لتحديد متى ستقترن وبأي وتيرة ومع
من. (سارة بلافر هردي) ص237<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• لقد
تطورت العديد من الرغبات النوعية، نتيجة لمميزات البقاء والتكاثر القوية التي تم
إنضاجها من قبل أولئك الأسلاف الذين اختاروا أقرانهم بحكمة. وباعتبار أن البشر
المحدثين يمثلون ذرية أولئك الرابحين في اليانصيب التطوري، فإنهم ورثوا طاقمًا
نوعيًا من تفضيلات الأقران. ص237<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• حين
تُعطى الصدارة لدوافع الاقتران من خلال التعرض لصور نساء شابات جاذبات، يحدث شلال
من التغيرات النفسية في الرجال بحيث إنهم يثمنون بالتحديد ما تريده النساء
ويستعرضونه، وبالتالي فإنهم يستعرضون ما يحتاجه الرجال للنجاح في التنافس على
القرين. ص289<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• ليس من
النادر أن تهرب [النساء] بعيدًا مع عاشق مفضل.. وهكذا نرى أن النساء لسن فعلًا في
حالة بالغة الإذلال في ما يتعلق بالزواج كما تقرر افتراضه غالبًا. بمقدورهن غواية
الرجال الذين تفضلنهم، وبمقدورهن كذلك رفض أولئك الذين لا يرغبن فيهم، سواء قبل
الزواج أم بعده. (تشارلز داروين، 1871) ص351<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• تقول أمي
إنه أبي. ولكن في ما يخصني، فأنا لا أعرف ذلك. إذ إنه لا يوجد امرؤ يعرف (على وجه
اليقين) من أنجبه. (تيليماك بن أدوديسيوس - من ملحمة الأوديسة لهوميروس) ص401<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• لماذا
توفر الأمهات، في العديد من الأنواع، بما فيها البشرية، رعاية والدية أكبر بما لا
يُقاس من رعاية الآباء؟ ص404<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• مع أن
عدم التأكد من الأبوة لا يحول دون تطور رعاية الذكر الأبوية، إلا أنه يبقى أحد
الأسباب الصامدة لنزوع الإناث واسع الانتشار للاستثمار في الذرية أكثر مما يستثمر
الذكور فيها. ص406<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• تشكل
القرابة الجينية منبئًا قويًا بالاستثمار الوالدي وبإساءة معاملة الأطفال. يستثمر
الرجال المزيد في تربية أولادهم الجينيين مما يستثمرونه في أولادهم غير الجينيين،
ويستثمرون أقل في الأطفال عندما يكون هناك بعض الشك في أبوتهم لهؤلاء الأطفال.
ص423<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• كيف أصبح
بالإمكان أن تتطور الغيرية بين غير الأقارب، بوجود التصميمات الأنانية التي تنزع
إلى أن تنتج عن الانتقاء الطبيعي؟ هذا ما يدعوه علماء البيولوجيا التطورية مشكلة
الغيرية. ص520<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• تقرر
نظرية الغيرية المتبادلة بأن التكيفات المكرسة لتوفير فوائد لغير الأقارب، يمكن
لها أن تتطور طالما أن تقديم مثل هذه الفوائد سيكون متبادلًا في لحظة ما في
المستقبل. ص521<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• السببُ
الرئيس للعنف، من وجهة نظر تطورية، هي الذكورة. (روبرت رايت، 1995) ص569<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• من ضمن
أكثر من عشرة ملايين نوع من أنواع الحيوانات الموجودة، بما فيها أربعة آلاف من
الرئيسات، تم توثيق نوعين فقط يبديان ائتلافات منسقة بمبادرة من الذكور، تغير على
المجالات الحيوية المجاورة، وينتج عنها تهجمات مميتة على أعضاء من نوعهما ذاته
وهما: الشمبانزي والبشر. ص570<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يلجأ
الذكور أكثر من الإناث، لدى البشر، إلى العدوان الجسدي بغية الاستيلاء على موارد
الآخرين. يبرز الفارق بين الجنسين في استعمال القوة الجسمية في سنٍ مبكرة تبدأ من
عمر ثلاث سنوات. ص572<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يحط كل
من الرجال والنساء من قدر مزاحميهم من الجنس نفسه، طاعنين بمكانتهم وسمعتهم بقصد
جعلهم أقل مرغوبية من قبل أعضاء الجنس الآخر. ص573<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• الحرب هي
نشاط يُمارَس حصريًا من قبل الرجال. ويكون الرجال الآخرون هم الضحايا المستهدفين
في معظم الأحيان، ولو أن النساء غالبًا ما يعانين أيضًا. ومع أن حروبًا قليلة
تُشَن لمجرد النية الصريحة في أَسرِ النساء، إلا أن كسب المزيد من إمكانات الجماع
تعتبر في الأعم الغالب بمثابة مغنم مرغوب للنجاح في الانتصار على العدو. ص600<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• سيكون
هناك دومًأ معركة بين الجنسين لأن كلًا من الرجال والنساء يريدون أشياء مختلفة.
الرجال يريدون النساء، والنساء تريد الرجال. (جروج بورنز) ص625<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• معركة
الجنسين في كلِ عمر هي إلى حدٍ بعيد معركة حول الجنس.(دونالد سايمونز، 1979) ص625<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• قد تكون
الخلافات حول تكرار ممارسة الجنس وتوقيته أكثر مصادر الصراع شيوعًا بين الرجال
والنساء. ص629<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يتمثل
أحد مصادر الصراع الكبرى في أن الرجال يستنتجون أحيانًا اهتمامًا جنسيًا من قِبَل
المرأة في حين أنه ليس موجودًا. ص630<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يؤول
الرجال إشارات الود البسيط ومجرد الابتسام من قِبَل النساء على أنها تدل على قدر
أكبر من الاهتمام الجنسي مما تراه النساء اللواتي يشاهدن الأحداث ذاتها بالضبط.
ص630<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يُصَرِّح
الرجال عبر كلِ الثقافات بمعاناة أكبر من النساء في الاستجابة لسيناريو الخيانة
الجنسية، وتصرح النساء عبر كل الثقافات بمعاناة أكبر في الاستجابة لسيناريو
الخيانة العاطفية أو خيانة الحب. ص654<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يتعارك
الشمبانزي على السيطرة ويكسب الذكر المسيطر نمطيًا إمكانات وصول جنسي إلى الإناث
أكثر مما يكسبه الذكر الخاضع. ص688<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• الرجال
ذوو المكانة العالية غالبًا متعددي<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>الزوجات، وذلك عبر التاريخ والثقافات، مما يكسبهم وصولًا جنسيًا إلى نساء
متعددات على شكلِ زوجات، وعشيقات، وخليلات. ص696<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• قد تؤدي
المستويات المرتفعة من التستوسرون لدى الرجال إلى سلوكيات مسيطرة تؤدي بدورها في
بعض الثقافات<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>النوعية إلى مكانة عالية،
وفي المقابل يؤدي الارتفاع في المكانة إلى ارتفاع مستويات التستوسترون. ص718<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• تتمثل
أكثر مظاهر علم النفس التطوري إثارة في أنه يبشر بإطار لتكامل الأدلة والتفسيرات
من كل من البيولوجيا، والأنثروبولوجيا وعلم النفس وعلوم السلوك الأخرى في وصف موحد
للسلوك الإنساني.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>(بوتر وهيكهاوسن، 2000)
ص735<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يبدو علم
النفس التطوري أنه ما فوق النظرية الوحيدة القابلة للحياة والتي تتمتع بما يكفي من
القوة بحيث تُكامِل كل هذه المذاهب الفرعية. إنها ما فوق النظرية التي تهدف إلى
تقديم فهم مُوَحَّد لآليات العقل المميزة لهذا النوع الغريب من الرئيسات منتصبة
القامة. ص737<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">•
"اللغة هي قدرة ذات أحجام مذهلة: "إذ بمجرد عمل ضوضاء من خلال أفواهنا،
يمكننا بثقة توليد تراكيب دقيقة من الأفكار التي تبرز في أذهان بعضنا بعضًا. ص751<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• هل اللغة
تَكَيُّف أم مُنتَج ثانوي ؟ ص751<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• قد يكون
لدى النساء "نظرية في أذهان الرجال" تختلفُ عن "نظريتهن في أذهان
النساء" نظرًا لاختلاف أنواع المشكلات التكيفية التي تجابههن تبعًا لما إذا
كُنَّ يتفاعلن مع رجلٍ أو امرأة. ص771<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• تكشف
نماذج الثقافة التي نبدعها ونستهلكها سيكولوجية التطور البشري، ولو أنها ليست
تكيفًا بحد ذاتها. ص802<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">◘ ينكبُّ
علمُ النفس التطوري على دراسة العقل البشري وآليات عمله. ويهتمُّ، بالمنظور الأكثر
اتساعًا، بالإجابة عن أسئلة أساسية من مثل: لماذا يعمل العقل بالطريقة التي يعمل
بها؟ وما هي الوظائف التي يقوم بها العقل بناءً لآلية عمله؟ وكيف يتفاعل عمل هذه
الآلية مع مدخلات البيئة والمحيط، ووفق أي سياقات وشروط ومثيرات، كي تنتج السلوك
البشري الملاحَظ؟ [..] يقوم علم النفس التطوري على مجموعة من المقدمات والمسلمات
قال بها كل من دافيد باس، كوسميدس وتوبي. قدّم باس خمسًا منها: 1) يتوقف السلوك
الظاهري على آليات نفسية ضمنية، أي أدوات معالجة معلومات يحتويها الدماغ، على صلةٍ
تفاعلية مع مدخلات كل من البيئة العضوية الداخلية، والبيئة الإيكولوجية المحيطة
التي تطلق نشاط هذه الآليات. تذهب هذه المقدمة على عكس النظرية السلوكية ذات
النزعة البيئية المفرطة التي ترد كل سلوك إلى مبادئ التعلم. وهي بالمقابل تُعلي من
شأن علم النفس المعرفي وآليات عمل الدماغ البشري. 2) التطور بالانتقاء هو العملية
السببية الوحيدة المعروفة القادرة على خلق هكذا آليات عضوية معقدة. 3) تتخصص
الآليات النفسية المتطورة وظيفيًا في حل مشكلات تكيفية نوعية جابهها البشر خلال
تاريخ التطور المديد. 4) صمم الانتقاء معالجة المعلومات الخاصة بكل هذه الآليات
النفسية بحيث تتأثر تكيفيًا بفئات نوعية من معلومات البيئة. 5) يتكون علم النفس
البشري من عدد وافر من هذه الآليات النفسية المتطورة والتخصصية التي تكون كل منها
حساسة لأشكال خاصة من مدخلات البيئة، وبحيث تنسّق هذه الآليات نشاطها فيما بينها
وتتمازج كي تنتج السلوك الظاهري [..] يرى علماء النفس التطوري أن العقلَ البشري
الراهن بداراته العصبية وآلياته النفسية المتطورة هو نتاج العصر البلايستوسيني
الذي ابتدأ قبل مليون وثماني مائة ألف من السنين وانتهي قبل 12000 سنة خلت، وما
جابهه الأسلاف من تحديات بقاء وتكاثر تطلبت نشأة آليات تكيفية لحلِّ مشكلاتها [..]
يتفاعل التطور الوراثي المكون للآليات النفسية وداراتها العصبية مع التطور الثقافي
الشائع لدى الإنسان العاقل. إنهما متلازمان في تطورهما. وعلى عكس الرأي الشائع في
العلوم الاجتماعية، فالثقافة ليست كيانًا مفروضًا من الخارج على الفرد، بل هي مكون
أساسي من مكونات الدماغ البشري... تولد الآليات الجينية شروطًا ثقافية قابلة
للانتقال بالتعلم من خلال تحديدها لما يمكن أن يتعلمه الإنسان، وكيفية تعلمه تبعًا
لبنية الدماغ وداراته العصبية. وبالتالي فهي تحدد قدرة الدماغ على التعلم
الاجتماعي والتخزين الثقافي. إلا أن الثقافة ثؤثر بدورها على الموروثات من خلال
مبدأ الانتقاء الطبيعي ذاته. فثقافة الرعي وتربية الماشية واستهلاك ألبانها، على
سبيل المثال، أدت إلى انتقاء الموروثات التي تسمح بامتصاص اللاكتوز. وبالتالي حين
تتشكل هذه الآليات تعود فتحدد بدورها الإدراك الانتقائي لمثيرات البيئة، كما تحدد
إمكانات التعلم. فالبشر مثلًا لديهم دارات لتعلم اللغة تسمح للمحيط بتعليمهم لغة
نوعية، ولكن ليس لديهم دارات للطيران جسميًا. وهكذا إذًا يتلازم تطور الموروثات
والثقافة عبر المسار الوجود البشري. [<span style="color: blue;">ملخص مقدمة المترجم
ص24 إلى ص31</span>]<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ يُشكل
فهم آليات العقل/الدماغ البشري من منظور تطوري هدف الفرع العلمي الجديد الذي يطلق
عليه إسم علم النفس التطوري.. يركز علم النفس التطوري على أربعة أسئلة مفتاحية: 1)
لماذا صُمِّمَ العقل بالطريقة التي هو عليها - أي ما هي العمليات السببية التي
ولِدَ العقل البشري وصممته أو شكلته في شكله الراهن؟ 2) ما هو تصميم العقل البشري
- أي ما هي آلياته أو أجزاؤه المكونة له، وما هي طريقة تنظيمها؟ 3) ما هي وظائف
أجزائه المكونه له، وما هي بنيتها التنظيمية - أي ما هي الأشياء التي صُمِّمَ
العقل للقيامِ بها؟ 4) كيف تتفاعل مدخلات البيئة الراهنة مع تصميم العقل الإنساني،
كي تنتج السلوك المُلاحَظ؟ صــ 50<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ مثَّلَ
افتقار داروين لنظرية فاعلة في التوريث حجر عثرة كبير بالنسبة للعديد من علماء
البيولوجيا. توفرت هذه النظرية حين تم الاعتراف بأعمال غريغور مندل، وتم توليفها
مع نظرية داروين في الانتقاء الطبيعي في حركة أُطلقَ عليها تسمية التوليف الحديث.
تبعًا لهذه النظرية، لا يتضمن التوريث المزج بين خصائص كلا الوالدين، وإنما هو
توريث دقائقي. أي أن، الموروثات، وهي الوحدة الأساسية في التوريث، تأتي على شكل
مجموعات متمايزة لا تتمازج مع غيرها (من الوالد الآخر) وإنما تُمرَر بدون تعديل من
أسلاف الوالدين إلى الطفل. وفرَّت نظرية التوريث الدقائقي العنصر المفقود في نظرية
داروين في الانتقاء الطبيعي. صــ 103<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ البشر هم
ثدييات نشأت منذ ما يزيد على 200 مليون سنة خلت. نحن جزء من خط الرئيسات الذي بدأ
منذ 85 مليون سنة خلت. أصبح أسلافنا يقفون على ساقين منذ 4.4 مليون سنة خلت،
وطوروا أدوات حجرية بدائية منذ 2.5 مليون سنة خلت، وقد يكونون بدأوا اكتشاف النار
وإشعالها منذ 1.6 مليون سنة خلت. ومع توسع أدمغة أسلافنا، بدأنا نطور أدوات
وتقنيات أكثر إتقانًا، كما بدأنا باستعمار عدة أجزاء من العالم. هناك نظريتان متنافستان
حول أصول الإنسان الحديث هما: نظرية استمرارية تعدد المناطق، ونظرية الخروج من
أفريقيا. يجادل البعض بأن الأدلة التشريحية، والأحفورية والجينية تدعم نظرية
الخروج من أفريقيا، والتي تذهب إلى القول بأن البشر المحدثين أتوا على الغالب من
أصل أفريقي، وهاجروا لاحقًا إلى آسيا وأوروبا، حالِّين بذلك محل كل الأجناس
البشرية الأخرى بما فيها النياندرتال. بينما يعتقد منظرون آخرون بأن الدليل الجيني
يتلاءم مع كلا النظريتين، وأن الأدلة الجينية الأحدث قد ترجح الكفة من جديد نحو
تعدد المناطق. ومع أن النايدرتال ازدهر في أوروبا لما يزيد على 170 ألف سنة، إلا
أنهم انقرضوا من 30 ألف سنة خلت، مما يتطابق مع قدوم البشر المحدثين على الصعيد
التشريحي. ويظل الانقراض المفاجئ للنياندرتال لغزًا علميًا. صــ 105<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ لو
تجولتَ حافي القدمين لأسبايع قليلة فإنك ستنمي طبقة ثنفية </span><span dir="LTR" style="font-size: 14pt;">Calluses</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><span dir="RTL"></span> على أخمص قدميك تنشط آليات إنتاج
الثفن - التي تصنع العديد من الخلايا الجلدية الجديدة عند تكرار احتكاك الجلد
بمادة صلبة - لحماية البنى التشريحية والفسيولوجية لقدميك من الأذى. ولكن لو تجولت
بسيارتك لعدة أسابيع، فإن عجلات سيارتك لن تزداد سماكة. لماذا يا تُرى ؟ تخضع كل
من قدميك وعجلات السيارة لقوانين الفيزياء. فالاحتكاك يؤدي إلى تآكل الأشياء، وليس
بنائها. إلا أن، قدميك على العكس من عجلاتك، تخضعان لطاقم آخر من القوانين - أي
قوانين الانتقاء العضوي الطبيعي. تمتلك قدماك آليات إنتاج - ثفن بسبب الانتقاء
الطبيعي. فالتطور بالانتقاء هو عملية خلاقة؛ وآليات إنتاج الثفن هي المنتجات
التكيفية لتلك العملية الخلاقة. وهي توجد الآن، لأن من كانوا ينزعون في الماضي،
لامتلاك موروثات، ولو بدرجة متدنية، تهيئهم لتنمية سماكة جلد إضافية نتيجة
للاحتكاك، كان لديهم ذلك العنصر الإضافي الذي يساعد في بقائهم، وبالتالي فهم عاشوا
كي يتوالدوا أكثر من أولئك الذين يفتقرون إلى هذا الاستعداد المفيد لبقائهم.
وباعتبارنا ذرية هؤلاء الأسلاف الناجحين، فإننا نحمل تلك الآليات التكيفية التي
أدت إلى نجاحهم. صــ 113<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ هناك
ثلاثة منتجات للعملية التطورية: 1- التكيفات، وهي خصائص موروثة ونامية أتت إلى
الوجود من خلال الانتقاء الطبيعي، لأنها ساعدت في حل مشكلات في البقاء أو التكاثر
أفضل من تصميمات بديلة كانت موجودة لدى أفراد النوع خلال فترة تطورهم؛ الحبل
السُري، على سبيل المثال. 2- المنتجات الثانوية، وهي خصائص لا تحل مشكلات تكيف، كما
لا تمتلك تصميمًا وظيفيًا؛ وإنما هي حُمِّلَت مع الخصائص التي كان لها تصميم
وظيفي، لأنه حدث أن اقترنت مع تلك التكيفات؛ من مثل سُرّة البطن. 3- التشويش، وهي
آثار عشوائية ناتجة عن قوى من مثل الطفرات بالصُدفة، من نوع التغيرات المفاجئة وغير
المسبوقة في البيئة، أو آثار الصدفة خلال النمو؛ من مثل: الشكل الخاص لُسرة بطن
شخصٍ ما. صــ 116<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ لا يُعني
مظهر التكيفات النامي بشكلٍ موثوق، أن التكيف يتعين أن يظهر عند الميلاد. إذ تنمو
معظم التكيفات، في الواقع، بعد الميلاد بوقتٍ طويل. فالمشي هو خاصية نامية
بموثوقية لدى البشر، إلا أن معظمهم لا يبدأ المشي إلا بعد مضي سنة كاملة من العمر
بعد الميلاد. كما أن الثديان هما خاصية نامية بموثوقية لدى النساء، إلا أنهما لا
ينموانِ إلا عند البلوغ. أما الخصائص العابرة، والمؤقتة، والتي تختل بسهولة بفعل
البيئة أو التي لا تظهر إلا لدى قلة من أفراد نوعٍ معين، فإنها ليست نامية
بموثوقية، وبالتالي لا تستوفي المعايير التعريفية للتكيفات. صــ 117<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ تُحيل
بيئة قابلية التكيف أو </span><span dir="LTR" style="font-size: 14pt;">EEA</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><span dir="RTL"></span>
إلى التركيبة الإحصائية لضغوطات الانتقاء التي تحدث خلال مرحلة التكيف التطوري
المسؤولة عن إنتاج التكيف. وبصيغةٍ أخرى فإن </span><span dir="LTR" style="font-size: 14pt;">EEA</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><span dir="RTL"></span> أي بيئة قابلية التكيف التطورية
تحيل على صعيد كل تكيف إلى انتقاء القُوى أو المشكلات التكيفية، التي كانت مسؤولة
عن تشكيلها، خلال زمن تطوري مديد. على سبيل المثال تحيل </span><span dir="LTR" style="font-size: 14pt;">EEA</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><span dir="RTL"></span> العين إلى ضغوط الانتقاء النوعية
التي شكل كلًا من مكونات النظام البصري عبر مئات ملايين السنين. بينما تتضمن </span><span dir="LTR" style="font-size: 14pt;">EEA</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><span dir="RTL"></span> للتحرك على ساقين
ضغوطًا انتقائية ذات مدى زمني قصير، إذ تعود إلى حوالي 4.4 مليون سنة خَلَت. تتمثل
النقطة المفصلية في أن </span><span dir="LTR" style="font-size: 14pt;">EEA</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><span dir="RTL"></span>
لا تحيل إلى زمن أو مكان محددين، وإنما إلى قُوى الانتقاء المسؤولة عن تشكيل
التكيفات. وبالتالي فإن كل تكيف يمتلك </span><span dir="LTR" style="font-size: 14pt;">EEA</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><span dir="RTL"></span> الفريدة الخاصة به. وتحيل مدة تطور التكيف إلى المدى الزمني الذي
تكون خلاله، قطعة قطعة، حتى انتهى إلى أن يميز التصميم الكوني الخاص بالنوع. صــ
118، 119<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ [<span style="color: blue;">الآلية النفسية المتطورة هي طاقم من العمليات داخل المُتعضي
تمتلك الخصائص التالية: من ص135 إلى ص139</span>]<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">1- توجد
الآلية النفسية المتطورة بالشكل التي هي عليه لأنها حلّت تكرارًا مشكلة نوعية في
البقاء والتكاثر خلال التاريخ التطوري.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">2- الآلية
النفسية المتطورة مصممة كي تتلقى شريحة ضيقة من المعلومات فقط.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">3- تُعْلِم
مدخلات الآلية النفسية المتطورة المتعضي بالمشكلة التكيفية الخاصة التي يواجهها.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">4- تتحول
مدخلات الآلية النفسية المتطورة من خلال قواعد اتخاذ القرار إلى مخرجات.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">5- إما أن
تكون مخرجات الآلية النفسية المتطورة إما نشاطًا فسيولوجيًا، أو إعلام آليات نفسية
أخرى أو سلوكًا ظاهرًا.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">6- تكون
مخرجات الآلية النفسية المتطورة موجهة نحو حل مشكلة تكيفية نوعية.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ هناك
توافق واضح على أن أسلاف البشر كانوا يأكلون كل شيء، وأن كلًا من اللحم والنباتات
المجمعة كانت تشكل مكونات مهمة من نظامهم الغذائي، وذلك على الرغم من عدم حسم
الخلاف حول الموضوع حتى الآن. يوفر الانتشار العالي للصيادين الذكور، والجامعات
الإناث بين المجتمعات التقليدية، حتى ولو لم يكن دليلًا نهائيًا، مؤشرًا إضافيًا
على أن كلا النشاطين يشكلان جزءًا من النمط البشري في توفير الطعام. صــ 200<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ يغلب أن
يطور البشر مخاوف من أخطار كانت حاضرة في بيئة الأسلاف، أكثر من المخاوف من الأخطار
في البيئة الراهنة. فالثعابين على سبيل المثال تمثل مشكلة فعلًا. وهكذا بالكاد
نسمع عن مخاوف من السيارات، الأسلحة النارية، ومخارج التيار الكهربائي، والسجائر،
حيث أنها أخطار جديدة من الناحية التطورية - أي أنها جد حديثة بالنسبة للانتقاء كي
يطور مخاوف نوعية بصددها. إن واقعة ذهاب عدد أكبر من ساكني المدن إلى الطبيب
العقلي بسبب خوفهم من الثعابين والغرباء أكثر من خوفهم من السيارات ومخارج التيار
الكهربائي، تقدم نافذة على أخطار بيئة أسلافنا. صــ 212<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ الانتقاء
يكون أكثر زخمًا في مرحلة مبكرة من الحياة لأن أي حدث يحدث مبكرًا يمكن أن يؤثر في
مجمل مدى سنوات الشخص المُنجِبة. إلا أنه مع تقدم الناس في العمر، تضعف قوة
الانتقاء. وفي الحالة القصوى، فإن ما يحدث لك في سن الشيخوخة وقبل أن تتوفى من
المرجح ألا يكون له أثر على قدرتك الإنجابية. مما يعني أن الانتقاء سوف يعطي الأفضلية
للتكيفات التي توفر آثارًا مجزية في مرحلة مبكرة من العمر حتى ولو كانت ذات تكاليف
عالية في مراحل لاحقة. تتراكم هذه التكاليف في سن الشيخوخة، مما ينتج عنه تدهور في
كل أجزاء الجسم في الوقت نفسه تقريبًا. ولهذا المعنى يمكن القول إن المتعضيات
"مصممة" كي تموت. صــ 224<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ توفر
النتائج من باحثين مستقلين مستقلين دعمًا أوليًا لنظرية دي كاتازارو التطورية في
الانتحار. وهناك حاجة لإجراء اختبارات أكثر دقة، وقد تتمثل الخطوة التالية في
دراسة استشرافية للناس الذين ينتحرون فعلًا. وعلى كل حال يمكننا بانتظار ذلك،
الاستنتاج، ولو نظريًا، بأن هناك شروطًا يمكن أن تدفع إلى انتقاء آليات نفسية قد
تحض الشخص على الانتحار. تتمحور هذه الشروط حول الفشل في الاقتران مع الجنس الآخر،
وفي تشكيل عبء على الأقرباء الأقربين. ويرجح أن تحدث أفكار الانتحار عندما يجابه
الناس هذه السياقات الاجتماعية المهددة للياقة الشخصية. صــ 227<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ لا ينتهي
استثمار النساء المبدئي الأكبر في كل مشيج في البويضة. يحدث الإخصاب والحمل، وهما
مكونان محوريان من مكونات الاستثمار البشري الوالدي، في أرحام النساء. يمكن لفعل
جماع واحد، لا يتطلب من الذكر إلا حدًا أدنى من الاستثمار، أن يُنتج استثمارًا
إلزاميًا ومستلهكًا للطاقة لدى المرأة يمتد لتسعة أشهر، ويمنع فرص اقتران أخرى.
ويضاف إلى ذلك، انخراط النساء وحدهن في نشاط الإرضاع (الرضاعة من الثدي) التي قد
تمتد إلى أربع سنوات في بعض المجتمعات.. ليس هناك قانون بيولوجي في العالم الحيواني
يفرض أنه يتعين على الإناث الاستثمار أكثر من الذكور. في الحقيقة يوظف الذكور
واقعيًا أكثر من الإناث في بعض الأنواع من مثل جُدْجُدْ مورمون، وفرس البحر
الأنبوبي، وذكور الضفادع النشابة السامة. ينتج ذكر جُدجُد المورمون أكياسًا منوية
مليئة بالمغذيات. تصبح هذه الأكياس المنوية الكبير نسبيًا ثمينة جدًا بالنسبة
للأنثى في المناطق التي يندر فيها الطعام، إلا أنه يصبح من العسير على الذكر إنتاج
الكثير منها لأنها تتطلب استهلاكًا مفرطًا للطعام. تتنافس الإناث في ما بينها
للوصول إلى الذكور ذوي الاستثمار العالي الذين يحملون هذه الأكياس المنوية
الكبيرة. تكون الذكور أكثر انتقائية في الاقتران من الإناث في هذه الأنواع المسماة
"ذات الدور الجنسي المعكوس". صــ 239، 240<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ موجز
القول، ينجم عن نظرية ترايفرز (1972) في الاستثمار الوالدي والانتقاء الجنسي
تنبؤان عميقان: يتمثل أولهما في أن الجنس الذي يستثمر أكثر في الذرية (وهن النساء
خصوصًا، وإن لم يكن دائمًا) سيكون أكثر تمييزًا أو انتقائية بصدد التزواج؛ ويتمثل
ثانيهما في أن الجنس الذي يستثمر أقل في الذرية سيكون أكثر تنافسية للوصول الجنسي
إلى الجنس ذي الاستثمار الأعلى. فلكي تنجب المرأة طفلًا واحدًا يتعين عليها معاناة
تسعة أشهر من الحمل، بينما يمكن للرجل أن ينجب هذا الطفل ذاته بقليل من الاستثمار
لا يعدو دقائق معدودة. وأما حين يتعلق الأمر بالاقتران طويل المدى أو الزواج، فإنه
من الواضح بالقدر ذاته أن كلًا من الرجال والنساء يستثمرون في الأطفال بكثافة،
ولذلك تتنبأ نظرية الاستثمار الوالدي بأنه يتعين على كلا الجنسين أن يكونا جد
انتقائيين وتمييزيين. صــ 241<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ ورثت
النساء الحديثات عن الجدات الأوائل الناضجات الحكمة الخاصة بالرجال الذين توافقن
على الاقتران بهم. النساء الجدات اللواتي تزاوجن من دون أي تمييز كن على الأرجح
أقل نجاحًا على صعيد التكاثر من أولئك النساء اللواتي مارسن حسن الاختيار. يجلب
الاقتران على المدى الطويل معهم كنزًا نفسيًا من الموارد الاقتصادية الملائمة هو
مسعى معقد بشكل استثنائي. إنه يتضمن عددًا من التفضيلات التمييزية التي تطابق كل
منها مع مورد يساعد النساء على حل مشكلات تكيفية حرجة. قد يبدو بديهيًا أن تبحث
النساء عن الموارد في شريك زوجي. ولأنه لا يمكن دومًا تمييز الموارد مباشرةً إلا
أن تفضيلات الاقتران لدى النساء مربوطة بصفات أخرى تدل على أرجحية ملكية الموارد،
أو الحصول المستقبلي عليها. في الحقيقة، قد تكون النساء أقل تأثرًا بالنقود بحد
ذاتها، بل هي قد تتأثر بالصفات التي تؤدي إلى الموارد، من مثل الطموح، الذكاء،
والعمر الأكبر سنًا.. تتحرى النساء هذه الصفات الشخصية بعناية كبيرة لأنها تفصح عن
إمكانات الرجل. صــ 289، 291<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ ما زالت
هناك حاجة لإجراء دراسات حاسمة ونهائية حول ما إذا كان الرجال قادرون على رصد متى
تبيض النساء. الدليل المتوفر كافٍ للإحياء بأن هناك تغيرات جسمية ممكنة قابلة
للملاحظة على مستوى جسد المرأة وجلدها حين تبيض - وهي تغيرات معروف أنها جذابة
جنسيًا للرجال. سنكون قادرين خلال السنوات القليلة القادمة على تحديد ما إذا كانت
الحكمة المتعارف عليها - والقائلة بأن الرجال لا يستطيعون رصد متى تبيض النساء -
صحيحة أم خاطئة. صــ 324 ، 325<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ [..] أما
المشكلة التكيفية الكبرى الثانية فهي مشكلة عدم التأكد من الأبوة. الرجال الذين
كانوا لا مبالين تجاه هذه المشكلة التكيفية، عبر تاريخ البشر التطوري، تعرضوا لخطر
تنشئة أبناء رجل آخر، وهو ما كان يمكن أن يكون له تكاليف هائلة على صعيد النجاح
التكاثري. يُثمِّن الرجال في العديد من البلدان البكارة في العرائس الممكنة، إلا
أن ذلك ليس كونيًا. أمَّا الحل الكوني الأكثر ترجيحًا فيتمثل في إعطاء الصدارة
لمؤشرات الوفاء الزوجي - أي ترجيح اقتصار إقامة المرأة للعلاقة الجنسية مع الزوج
حصريًا. صــ 348<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ تؤكد
أربعة مصادر من البيانات السلوكية الفرضية القائلة بأن تفضيلات الرجال للقرين تؤثر
على سلوك الاقتران الفعلي. أولها أن الرجال الذين يستجيبون للإعلانات الشخصية
يبدون معدلات استجابة أعلى للنساء اللواتي يدعين أنهن شابات وجاذبات جسميًا.
وثانيها، أن الرجال عبر العالم يتزوجون فعليًا من نساء يصغرنهم بحوالي ثلاث سنوات؛
وأما الرجال الذين يطلقون ويتزوجون ثانية، فيميلون إلى الزواج من نساء أصغر منهم
سنًا، حيث يبلغ الفرق خمس سنوات للزواج الثاني، وثماني سنوات للزواج الثالث. أما
ثالثًا، فهو أن النساء يكرسن الكثير من الجهد لتحسين مظهرهن الجسمي للتفضيلات التي
يعبر عنها الرجال. وأما رابعها فيتمثل في أن النساء ينزعن إلى الحط من قدر
غريماتهن من خلال تبخيس مظهر هاته الغريمات الجسمي، واتهامهن بالإباحية - وهي
تكتيكات ذات فاعلية في جعل الغريمات أقل جاذبية للرجال لأنها تتنافى مع التفضيلات
التي يتبناها الرجال بالنسبة لقرين على المدى الطويل. صــ 349<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ حجم
خصيتي الرجل، بالنسبة لوزن جسمه، هو أكبر بما لا يقاس من حجم خصيتي الغوريلا
والأورانج أوتانغ. تبلغ خصيتا الذكر 0.018 في المئة من وزن جسم الغوريلا، و 0.048
في المئة من وزن جسم الأورانج أوتانغ. وعلى النقيض من ذلك، تبلغ خصيتا الذكر
البشري 0.079 في المئة من وزن جسم الرجال، أو ما يعادل 60 في المئة أكثر من النسبة
لدى الأورانج أوتانغ، وأكثر من أربعة أضعاف النسبة لدى الغوريلا، مقارنة بحجم
الجسم. يوفر كبر حجم خصيتي الرجال النسبي أحد الأدلة على أن النساء مارسن أحيانًا
خلال تاريخ البشر التطوري، الجنس مع أكثر من رجل واحد خلال فترة أيام معدودة. ولم
يكن من المرجح أن يتطور حجم الخصيتين هذا إلا إذا كان هناك تنافس منوي. وهو ما
يشير إلى أن كلا الجنسين قد قاما باقتران قصير المدى لبعض الوقت. على أن البشر لا
يمتلكون حجم الخصيتين الأكبر من بين كل الرئيسات. حجم خصيتي البشر أصغر بشكل بيّن
من حجمها لدى الشمبانزي الذي يتصف بإباحية جنسية عالية، والذي تبلغ نسبة خصيته
0.29 في المئة من وزن جسمه، أي بما يقدر بثلاثة أضعاف النسبة المئوية لدى الرجال.
تشير هذه المعطيات إلى أن أسلافنا من البشر نادرًا ما وصلوا إلى حالات الشمبانزي
المتطرفة من الانخراط في الجنس العشوائي نسبيًا. صــ 359 ، 360<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ حصلت عدة
فرضيات حول الوظائف المتطورة لاقتران النساء قصير المدى على بعض السند التجريبي:
(1) تبديل الأقران، (2) استخدام الاقتران قصير المدى لغايات بعيدة المدى، (3)
اكتساب موارد، و(4) الحصول على موروثات جيدة أو موروثات أبناء جذابين جنسيًا. وليس
هناك ما يلزم بأن يكون لاقتران النساء قصير المدى وظيفة واحدة وحيدة فقط بل يمكن
أن يكون له عدة وظائف. فالنساء المقترنات حاليًا برجال ذوي قيمة اقترانية متدنية،
على سبيل المثال، قد يستخدمن الاقتران قصير المدى بغية تقدير وتقويم رجل معين
كإمكانية مستقبلية طويلة المدى، أو هي تضاجعه بغية تحويل الأمر إلى علاقة أكثر
التزامًا. قد تستخدم النساء اللواتي يعشن ظروفًا تتسم بندرة الموارد، أو النساء
غير القادرات على اجتذاب قرين طويل المدى، الاقتران قصير المدى للحصول على موارد
حيوية. كما أن النساء المقترنات حاليًا برجال ذوي نوعية جينية متدنية، يمكنهن
استخدام الاقتران قصير المدى لتأمين موروثات أفضل، وخصوصًا في فترة الإباضة. صــ 388<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ الأمهات،
في كل المملكة الحيوانية هن عمومًا "متأكدات" بدرجة 100 في المئة من
إسهامهن الجيني في ذريتهن. من الضروري وضع كلمة "متأكدات" بين مزدوجين
لأنه لا لزوم لاعتراف واعٍ بتأكدهن من والديتهن. عندما تضع الأنثى مولودًا، أو
تبيض بيضة ملقحة، ليس هناك شك بأن ذريتها تتضمن 50 في المئة من مورثاتها. أما
الذكور فلا يمكنهم أبدًا أن يكونوا "متأكدين". تعني مشكلة عدم التأكد من
الأبوة، أنه من منظور الذكر هناك دومًا بعض الاحتمال أن يكون ذكر آخر قد لقَّح
بيوض الأنثى. صــ 405 <o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ حين يكرس
الرجل جهدًا للوالدية، فإنه قد يُستخدم بمثابة تكتيك اقتران أكثر من كونه وسيلة
للمساعدة على بقاء الطفل - وهي فرضية تم تطويرها على يد عالمي الرئيسات باربرا
سموتس وديفيد غوبرينك (1992). درس مارك فلن (1992) على سبيل المثال، التوظيف
الوالدي الذكوري في قرية ريفية في ترنيداد. وجد أنه حين تكون المرأة عازبة ولديها
طفل، يتفاعل الرجال مع طفل المرأة بدرجة أكبر قبل زواجهم مما يفعلونه بعد الزواج،
وهو ما يوحي بأن الرجال قد يوجهون الجهد نحو الطفل في محاولة لاجتذاب المرأة. صــ
442<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ القرابة
الجينية تشكل عامل تنبؤ محوري بالاستثمار من قبل الأقارب. وكلما توثقت القربى، كان
الاستثمار أضخم. عندما تكون القرابة الجينية أكيدة يكون الاستثمار في أعلى
مستوياته، مع تساوي كل الاعتبارات الأخرى. يتناقص الاستثمار عندما تتعرض القرابة
الجينية للشبهة من خلال انعدام يقين الأبوة، أو من خلال وجود والد غير أصيل (زوج
أم أو زوجة أب). تحمل نظرية اللياقة المتضمنة عواقب عميقة على فهم سيكولوجية
القرابة والعائلة، بدأ الباحثون للتو في استكشافها. صــ 513<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ مفارقة
المصرفي: يواجه المصرفيون الذين يقرضون المال معضلة: إذ إن عدد الناس الذين يطلبون
قروضًا هو أكبر مما لدى أي مصرف من المال للإقراض. يتعين على المصرفيين أن يتخذوا
قرارات صعبة لمن يتعين عليهم إقراض المال. يشكل بعض الناس مقترضين جيدين ويبرهنون
عن احتمال عالٍ بأن يسددوا المال المُقتَرَض. بينما أن أُناسًا آخرين يشكلون
مقترضين سيئين، وقد لا يكونون قادرين على السداد. تتمثل مفارقة المصرفي في التالي:
أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى الاقتراض هم تحديدًا الناس ذاتهم الأقل قدرة على
السداد، بينما أن أولئك الأقل حاجة إلى المال هم أفضل المستدينين، وهكذا ينتهي
بالمصرف إلى إقراض المال لأولئك الأقل حاجة إليه، ويمنع الاقتراض عن الأكثر حاجة
إليه.. تتشابه هذه المعضلة مع مشكلة تكيفية عميقة واجهت أسلافنا. فلدى كل شخص كمية
محدودة من العون الذي يمكن تقديمه للآخرين. فعندما يكون أحدهم في أمس الحاجة إلى
المساعدة، فإن ذلك يتطابق مع أسوأ إمكانات السداد، لأن من غير المرجح أن يكون
قادرًا على المعاملة بالمثل. وعلى سبيلِ المثال، فإذا جُرِحَ أحد أسلافِنا أو
مَرِضَ، فإن ذلك هو تحديدًا الوقتُ الذي يكون فيه في أمس الحاجة إلى المساعدة، إلا
أنه من غير المرجح أن يكون هو الشخص الذي يجدر أن نصرف عليه وقت مساعدتنا المحدود.
وهكذا جابه أسلافنا معضلة شبيهة بمعضلة المصرفي. كان يتعين عليهم اتخاذ قرارات
حرجة بصدد من يمدونه بالعطاء، ومتى يمدون الأفراد الآخرين بعطائهم. وكما أن بعض
الناس هم أفضل المستدينين تحديدًا بالنسبة للمصارف، كذلك فإن بعض الناس هم أكثر
جذبًا لنا بمثابة موضوعات لقدرتنا الطبيعية المحدودة على تقديم العون. صـ 544، 545<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ تم
القيام ببعض الأعمال حول وظائف الصداقة من خلال استكشاف منافعها وتكاليفها
المدركة. يكون كل من الرجال والنساء صداقات مع الجنس نفسه، وكذلك صاداقات مع الجنس
الآخر، إلا أن الدليل يشير إلى وجود فروق جنسية في وظائف الصداقة. يدرك الرجال
أكثر مما تدرك النساء أن الحصول على الجنس على المدى القصير يشكل إحدى فوائد
الصداقة مع الجنس الآخر. بينما تدرك النساء أن الحماية تشكل إحدى منافع الصدافة مع
الجنس الآخر، أكثر مما يدركه الرجال. يدرك كلا الجنسين أن المعلومات عن الجنس
الآخر تمثل منفعة مهمة من منافع الصداقة. يتمثل أحد أعباء الصداقة مع الجنس نفسه
في التنافس الجنسي الممكن. ويبدو التنافس الجنسي أكثر شيوعًا بين الأصدقاء الذكور
عمّا هو بين الصديقات الإناث، مما يمكن أن يرجع إلى رغبة الرجال الأقوياء في
الاقتران على المدى القصير، وهو ما يمكن أن يلقي بهم في حمأة الصراع بشكل أكثر تكرارًا.
صــ 564 ، 565<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ الرجال
هم ضحايا العدوان أكثر بما لا يقاس من النساء، لأن الرجال هم في حالة تنافس مع
الرجال في المقام الأول. الرجال الآخرون هم من يشكلون المصادر الأولية للتعارض
الاستراتيجي، والرجال الآخرون هم من يعيقون حصولهم على الموارد اللازمة لاجتذاب
النساء، والرجال الآخرون هم من يحاولون صد حصولهم على النساء. تذهب الغنائم
للمنتصرين. ويبقى الخساسرون بلان قرين يعانون من الجروح، أو حتى الموت المبكر.
تنخرط النساء أيضًا في العدوان، وضحاياهن كذلك نموذجيًا من أعضاء جنسهن، ففي
الدراسات حول العدوان اللفظي من خلال الحط من قدر المنافسات، على سبيلِ المثال،
تشوه النساء من سمعة مزاحماتهن من خلال الطعن في مظهرهن الجسمي وبالتالي في قيمتهن
الإنجابية. إلا أن أشكال العدوان المرتكب من قبل النساء، هي نموذجيًا أقل جذرية،
وأقل عنفًا، وبالتالي أقل خطورة من العدوان المرتكب من قبل الرجال - وهي وقائع تجد
تعليلها في نظرية الاستثمار الوالدي والانتقاء الجنسي. في الحقيقة قد يعمل
الانتقاء ضد النساء اللواتي يقدمن على الأخطار الجسمية التي تندرج عن العدوان.
تجادل عالمة النفس التطوري آن كامبل بأن النساء تحتجن إلى إعطاء قيمة أعلى لحياتهن
الذاتية مما يفعل الرجال تجاه حياتهم، نظرًا لكون المواليد الصغار يعتمدون على
الرعاية الأموية أكثر من اعتمادهم على الرعاية الأبوية. وهكذا يتعين أن تعكس
سيكولوجية النساء التطورية مخاوف أكبر من الوضعيات التي تشكل تهديدًا جسيمًا
متمثلًا في الجروح الجسدية - وهو تنبؤ يجد له سندًا جيدًا من المعطيات التجريبية.
صــ 581 ، 582<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ تمثل
الغيرة الجنسية كذلك مفتاحيًا للقتل الزوجي، وتشكل على ما يبدو السبب الأكثر
شيوعًا عبر الثقافات. فاالرجال الذين يقتلون زوجاتهم أو عشيقاتهم يقومون بذلك
نموذجيًا في واحد من ظرفين محوريين: إما ملاحظة خيانة جنسية أو الشك فيها، وكذلك
حين تقدم المرأة على إنهاء العلاقة. يمثل أولهما حالة الرجل الديوث (الذي تخونه
زوجته)، التي تضعه في خطر استثمار موارده المحدودة في ذرية لا تمت إليه بصلة.
ويمثل ثانيهما خسارة امرأة ذات قيمة إنجابية لصالح غريم - وهي أيضًا خسارة مباشرة
في سوق اللياقة. لا يحضر هذا المنطق التكيفي بالطبع في أذهان الرجال. إلا أن
الرجال يحملون معهم الآليات النفسية التي أدت إلى نجاحات أسلافهم، وتغذي مجموعة من
مثل هذه الآليات الغيرة الجنسية والنزعة التملكية للقرينات، وكلتاهما يمكن أن تؤدي
إلى العدوان. صــ 597<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ تنبأ
علماء النفس التطوري بالصراع بين الجنسين، ولكن ليس لأن الرجال والنساء يتنافسون
على موارد التكاثر ذاتها. وإنما، يمكن رد العديد من مصادر الصراع بين الجنسين إلى
فوارق متطورة على صعيد الاستراتيجيات الجنسية. يمت واحد من أهم الفروق إلى استراتيجيات
الاقتران قصير المدى. فلقد طور الرجال، أكثر بكثير من النساء، رغبة أعمق في التنوع
الجنسي. تفضح هذه الرغبة عن نفسها بأشكال متعددة، من ضمنها البحث عن الوصول الجنسي
الأسرع، وبشكلٍ أكثر إصرارًا وأكثر عدوانية مما ترغب فيه النساء عادةً. وفي
المقابل، تطورت النساء كي تكن أكثر تمييزًا في الاقتران قصير المدى، بحيث تؤخرن
نمطيًا الجماع الجنسي إلى أبعد مما يرغب فيه الرجال عادةً. ومن المواضح، أن
الجنسين لا يستطيعان إنجاز هذه الرغبات الجنسية المتعارضة في الآن عينه. وهو ما
يشكل مثالًا على ظاهرة تُدعى التعارض الاستراتيجي [...] يمثل التحرش الجنسي أحد
أشكال التعارض الاستراتيجي في موقع العمل. الخداع في مجال المواعدة هو شكل آخر من
التعارض الاستراتيجي. فالرجل الذي يخدع امرأة ما بصدد وضعه الزوجي والمرأة التي
تخدع رجلًا ما بصدد سنها يخرقان كلاهما رغبة الجنس الآخر ويمثلان بالتالي أشكالًا
من التعارض الاستراتيجي. وتمثل الخيانة الجنسية في نطاق الزواج شكلًا آخر من
التعارض الاستراتيجي لأنها تخرق رغبات الزوج الآخر. يشكل كل من الضبط القسري،
والتهديدات، والعنف، والشتائم، ومحاولات الحط من التقدير الذاتي للشريك أشكالًا
أخرى من التعارض الاستراتيجي في العلاقات طويلة المدى [..] تقوم نظرية التعارض
الاستراتيجي على مسلمتين أساسيتين: أولاهما، أنه يتوقع أن يحدث التعارض
الاستراتيجي في كل مرة يعتدي فيها أحد الجنسين على رغبات الجنس الآخر؛ كان بإمكان
هكذا تعارض أن يمنع تاريخيًا أجدادنا من الإنجاز الناجح لاستراتيجية جنسية مفضلة،
وبالتالي كان بإمكانه أن يحد من نجاحهم التكاثري. ثانيًا، تمثل الانفعالات
"السلبية" من مثل الغضب، الغيظ، والأسى حلولًا متطورة لمشكلات التعارض
الاستراتيجي، حيث تنبه الناس إلى مصادر التعارض، وتطلق أفعالًا مصممة لمجابهتها.
صــ 627 : 629<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ ينشد
الرجال أحيانًأ الوصول إلى الجنس بالحد الأدنى من الاستثمار. يُضِن الرجال غالبًا
بمواردهم، وهم انتقائيون بشكلٍ غير اعتيادي بصدد من سيستثمرون فيه هذه الموارد.
إنهم "متحفظون في مواردهم" وغالبًا ما يحتفظون باستثمارهم من أجل
القرينات على المدى البعيد. ولأن النساء يتبعن غالبًا استراتيجية جنسية على المدى
البعيد، فإنهن غالبًا ما ينشدن الحصول على الاستثمار، أو علائم الاستثمار، قبل
قبولهن بممارسة الجنس. ومع ذلك فإن الاستثمار الذي تتوق النساء إليه هو تحديدًا
الاستثمار الذي يحرص الرجال على عدم التفريط فيه بأقصى ما يمكنهم. صــ 630<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ في الغزل
البشري، تقع أعباء التعرض للخداع بصدد موارد قرين ممكن والتزامه بشكل أشد وطأة على
عاتق النساء. فالرجل من الأسلاف الذي قام بخيار رديء لشريك جنسي يتعرض فقط لخسارة
شطر ضئيل من وقته، وطاقته، وموارده، ولو أنه يمكن أن يثير غضب زوج غيور أو أب
حامٍ. إلا أن المرأة من الأسلاف التي قامت بخيار رديء لقرين عابر، تاركة نفسها
تتعرض للخداع بصدد نيّات الرجل على المدى البعيد أو رغبته في تكريس موارده لها،
تكون قد عرضت نفسها في نهاية المطاف للحمل ولتربية طفل من دون أي عون. صــ 633<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ يشكو الرجال
دومًا من امتناع النساء الجنسي عليهم، ومما يترجم من خلال أفعال من مثل الغواية
الجنسية المصحوبة بالامتناع، ورفض الجماع، واستدراج الرجل ومن ثم صده. ينزعج كلا
الجنسين من الامتناع الجنسي، وينزعج الرجال بشكل دال أكثر من النساء. يقوم
الامتناع الجنسي بعدة وظائف ممكنة بالنسبة للمرأة. تتمثل إحداها في الاحتفاظ
بقدرتهن على اختيار رجال ذوي قيمة عالية ممن يرغبون في الالتزام العاطفي
والاستثمار المادي. تمتنع النساء جنسيًا عن بعض الرجال وتخصصه بشكل انتقائي لآخرين
من اختيارهن. وفوق ذلك، فإن قيام النساء بالامتناع الجنسي يزيد من قيمته؛ حيث
يحولنه إلى مورد نادر. وتزيد الندرة من الثمن الذي يرضى الرجال بدفعه للحصول على
الجنس. فإذا تمثل السبيل الوحيد لتمكن الرجال من الحصول على الجنس، في الاستثمار
المكثف، فإنهم يقومون عندها بهذا الاستثمار. ففي ظروف الندرة الجنسية، من يفشل من
الرجال في الاستثمار سيفشل في تأمين النكاح. وهو ما يولد صراعًا آخر بين الرجل
والمرأة: إذ يعيق امتناعها استراتيجيته في الوصول الجنسي المبكر مع ما يرتبط بذلك
من قيود عاطفية. صــ 637<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ دان بعض
علماء النفس التعارض الزائف بين "الثقافة" و "البيولوجيا، وكأن
الإثنين كانا بمعنىً ما متنافسين سببيًا. تعكس الأطروحات القائلة بأن
"الثقافة تتجاوز البيولوجيا" وأن "لدى الحيوانات غرائز، ولدى البشر
ثقافة" هذه الثنائية الزائفة. يوفر علم النفس التطوري موقفًا تفاعليًا
حقيقيًا بين أسباب زيف هذه التعارضات. . لا يمكن النظر إلى "الثقافة"
بمثابة سبب منفصل لأنها تقوم على أساس من الآيات النفسية المتطورة. صــ صــ 792 ،
793<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ تستجيب
كل الآليات المتطور للشروط البيئية: تمثل قزحيات العيون، غدد التعرق، الإثارة
الجنسية، والغيرة أمثلة قليلة واضحة. تحيل الثقافة المُستَحضَرة (وهل بخلاف
الثقافة المنقولة) إلى ظواهر تنطلق في بعض الجماعات أكثر من سواها بسبب اختلاف
الظروف البيئية. يعكس لون الجلد الأكثر سمرة سكان كاليفورنيا من جلد سكان أوريغون،
على سبيل المثال، اختلاف مستويات التعرض لضوء الشمس. تفسر مثل هكذا "فروقات
ثقافية" ببساطة من خلال استحضار آلية متطورة مشتركة كونيًا متمازجة مع فروق
محلية جماعة وأخرى تلعب دور المدخلات على تلك الآلة الكونية. صــ 794<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ تقوم
الثقافة المنقولة كذلك على أساس من الآليات النفسية المتطورة التي تحدد ما هي
الأفكار التي تكون موضع اهتمام، وترميزها واستعادتها من الذاكرة، ونقلها إلى
الأفرد الآخرين. وكما استنتجه بت ريتشاردسون وروب بويد "لا شيء مما يخص
الثقافة يكتسب معنى إلا على ضوء التطور" صــ 798<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ لماذا
ينخرط الناس في هذا العدد الكبير من الأنشطة التي تبدو أنها ليست على أي صلة كانت
مع البقاء والتطور؟ لماذا يصرف الناس الساعات، الأيام، الشهور، والسنوات في خلق
الفن، الأدب، الموسيقى، والأحداث الرياضية، واستهلاكها؟ تستحوذ هذه "الهوايات
التافهة" ظاهريًا على كامل حياة بعض الناس مما تستدعي هذه النماذج تفسيرًا.
تبنى علماء النفس التطوري مقاربتين قاعدتين للإجابة عن هذه الألغاز. يمكن تسمية
المقاربة الأولى "فرضية التباهي". تشكل الثقافة، تبعًا لهذه الفرضية،
"ظاهرة ناشئة ناجمة عن التنافس الجنسي بين أعداد وفيرة من الأفراد الذين
يتابعون استراتيجيات اقتران مختلفة في حلبات اقتران مختلفة" (ميللر، 1998).
ينزع الرجال على وجه الخصوص إلى إبداع الفن والموسيقى واستعراضها بمثابة
استراتيجية لإذاعة استعراضات التودد إلى تنوع كبير من النساء: "وكما يعرفه كل
مراهق، ويتناساه معظم علماء النفس، يزيد الاستعراض الثقافي من قِبَل الذكور من
إمكانات الوصول الجنسي.. يمكن لفرضية التباهي أن تعلل العديد من الوقائع المعروفة
حول تنميط الاستعراضات الثقافية. يمكنها أولًا أن تعلل الفروق بين الجنسين في
إنتاج المنتجات الثقافية. فلقد أنتج الرجال، تاريخيًا، المزيد من الفن، الموسيقى،
الأدب أكثر مما أنتجته النساء عبر تنوع واسع من الثقافات. تبعًا لهذا المنطق، لدى
النساء الأقل كي تكسبه من الاستعراض الثقافي وذلك ببساطة لأن السعي وراء المزيد من
الوصول الجنسي على المدى القصير نادرًا ما يُشكل هدفًا بالنسبة إليهنَّ. يمكن
لفرضية التباهي أن تعلل أيضًا التوزيع العمري للاستعراضات الثقافية. العديد من
الأعمال الكبرى في الفن والموسيقى أبدعها رجال في حداثة الرشد - أي في الفترة التي
يكون فيها الرجال الأشد انخراطًا في التنافس الجنسي ضمن الجنس الواحد. باختصار
تبدو فرضية التباهي قادرة على تعليل التوزيع الجنسي والعمري للإنتاج الثقافي. إلا
أن فرضية التباهي لا تستطيع تفسير العديد من الوقائع الأخرى حول الفن، الموسيقى،
والأدب. أولًا، لا تستطيع أن تفسر محتوى هذه المنتجات الثقافية. لماذا يجد الناس
بعض الأغاني مثيرة للمشاعر، ولكنهم يبدون لا مبالاة تجاه أخرى غيرها؟ لماذا تبدو
مسرحيات شكسبير ساحرة بالنسبة للبعض، بينما تبدو العديد من المسرحيات الأخرى مملة؟
ولماذا تجتذب بعض الأفلام ملايين المشاهدين، بينما يخبو نجم غيرها في الظلمة؟
يتعين أن تفسر النظرية الكاملة في الثقافة محتويات المنتجات الثقافية، وليس مجرد
توزيعها تبعًا للسن والجنس. ثانيًا، لا يمكن لرفضية التباهي أن تعلل كون بعض الناس
يصرفون كميات غير اعتيادية من الوقت في الاستماع الانفرادي بالفن، الموسيقى،
والأدب، في سياقات لا تتضمن استعراضًا بيِّنًا... يقترح بنكر في مقاربة ثانية
لتفسير الثقافة، جوابًا عامًا على هذه الألغاز،<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>مع أنه جواب تخميني. إنه يجادل بأن الجواب لا يكمن في تكيفات نوعية للفن،
الموسيقى، والأدب، وإنما بالأحرى في آليات الذهن المتطورة لأغراض "تدفع الناس
إلى الاستمتاع بالأشكال، والألوان، والأصوات، والنكات والقصص والأساطير".
يمكن لآلية إبصار اللون المصممة لتحديد موقع الثمار الناضجة، على سبيلِ المثال، أن
تنشط بمتعة من خلال إبداع اللوحات الفنية التي تُحاكي هذه النماذج. يمكن استغلال
التفضيلات النفسية لمؤشرات خصوبة الإناث في الرسم الزيتي، التصور الفوتوغرافي،
السينما، والمجلات الإباحية، بغية لذة محاكاة النماذج التي صممت الآليات في الأصل
للاهتمام بها وطلبها. وكما أن المخدرات الاصطناعية يمكن أن تُصَنَّع كي
"تحرك" مراكز اللذة لدينا، بالإمكان إبداع الفن، الموسيقى، والأدب كي
"تحرك" تنوعًا من الآليات النفسية المتطورة. تعلم البشر أن ينشطوا
اصطناعيًا الآليات الموجودة من خلال اختراع منتجات ثقافية تُحاكي المثيرات التي
صُممت الآليات من أجلها في الأصل. وباختصار، ليست هذه الأنشطة الثقافية تكيفات،
وإنما هي بالأحرى منتجات ثانوية لاتكيفية.. يصوغ بنكر منطقًا مماثلًا للموسيقى:
"يخامرني شعور بأن الموسيقى هي عبارة عن حلوى سمعية، حلوى مرهفة معمولة
لدغدغة النقاط الحساسة لست على الأقل من ملكاتنا العقلية. من ضمن هذه الملكات
العقلية اللغة (من مثل الأغاني الشاعرية)، تحليل المشاهد السمعية (حيث يتعين،
مثلًا أن نعزل الأصوات الآتية من مختلف المصادر، على غرار نداء الحيوان في غابة
مليئة بالضجيج)، النداءات الانفعالية (من مثل النحيب، البكاء، العويل، الصياح،
والُهتاف التي تُستَعمل بمثابة مجازات لوصف المقاطع الموسيقية)، انتقاء السكن (من
مثل إمكانية إشارة الرعد، والماء المنهمر، والهدير، وأصوات أخرى إلى البيئات
الآمنة أو غير الآمنة)، والضبط الحركي الذي تحتاجه مختلف المهمات، بما فيها الجري
والتسوق، العلامات الدالة على النوعية من مثل الحالة الطارئة، التكاسل، والثقة(.
وتبعًا لهذه الفرضية، فإن النماذج الموسيقية المولدة للسرور، هي تلك التي تُحاكي
اصطناعيًا المثيرات الطبيعية التي صممت آلياتنا المتطورة لمعالجتها [..] وكما لاحظ
بنكر "أنه حين نكون مستغرقين في كتاب أو فيلم، نتطلع لرؤية مناظر خلابة،
نتسامر مع أناس مهمين، نقع في حب رجال ونساء فاتنين، نحمي أحباءنا، نبلغ أهدافًا
مستحيلة، ونهزم الأعداء الأشرار. ليس كل ذلك صفقة سيئة مقابل سبعة دولارات وخمسين
سنتًا!". أظهر تحليل لست وثلاثين قصة أساسية شائعة في أعمال أدبية، أنها
تندرج ضمن واحد من أربعة مواضيع: الحب، الجنس، التهديد الشخصي، أو تهديد أقارب بطل
القصة. تكشف نماذج الثقافة التي نبدعها ونستهلكها سيكولوجية التطور البشري، ولو
أنها ليست تكيفًا بحد ذاتها. صــ 798 : 802<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ يمكن تَوَقُّع
أن يقوم علم النفس التطوري في نهاية المطاف بإذابة هذه الحدود المذهبية التقليدية.
إذ لا يمكن تجزئة الكائنات البشرية بشكل واضح إلى عناصر خفية من مثل الشخصية،
الاجتماعي، النمائي والمعرفي. فلقد أُتْبِعَت الفروق الفردية المستقرة تقليديًا
إلى فروع شخصية، إلا أنها غالبًا ما تضمنت توجهات اجتماعية، وكان لها سوابق نمائية
خاصة، كما أنها منغرسة في آليات معرفية خاصة. ولقد اعتبر التفاعل الاجتماعي
والتبادلية تقليديًا بأنهما يمتّان إلى علم النفس الاجتماعي. إلا أن الآليات
الكامنة وراءهما تتمثل في أدوات معالجة المعلومات ذات المسارات النمائية. كانت
التغيرات السريعة التي تحدث أثناء البلوغ تشكل دائرة النفوذ التقليدية لعلماء نفس
النمو. إلا أن الأفراد يتفاوتون في بداية البلوغ، كما أن العديد من أكثر التغيرات
أهمية خلال البلوغ هي اجتماعية. إنّ العديد من الحدود المذهبية التقليدية من منظور
علم النفس التطوري، ليست اعتباطية فقط، بل هي مضللة، ومعيقة للتقدم العلمي. إنها
تتضمن حدودًا تفصم الآليات بأساليب اعتباطية وغير طبيعية. بينما توفر دراسة
السيكولوجية البشرية من خلال المشكلات التكيفية وحلولها - مما يمثل المبدأ الناظم
لهذا الكتاب - وسائلًا أكثر طبيعية "لربط الطبيعة عند مفاصلها" ،
وبالتالي اختراق الحدود المذهبية الراهنة. صــ 802، 803</span><span dir="LTR" style="font-size: 14pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-16389944301696395312017-07-16T21:51:00.006+02:002017-07-16T21:51:56.481+02:00فلسفةُ العلومِ الاجتماعية (إسماعيل عبد العزيز)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• يشير
مصطلح العلوم الاجتماعية أو ألإنسانية إلى مجموعة العلوم التي تتخذ الإنسان
موضوعًا للدراسة، بهدف الكشف عن أبعاده المختلفة، النفسية، والاجتماعية،
والاقتصادية، أو التي تشكل الظواهر الإنسانية مجال بحثها. ص2<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• هل يمكن
صياغة خطاب علمي حول الإنسان، وبالتالي التنبؤ بسلوكه والوصول إلى قوانين عامة
حوله؟ وإلى أي حد يمكن أن تكون مناهج العلوم الطبيعية صالحة لاستخدامها كنموذج
لتفسير الظواهر الاجتماعية؟ وبأي معنى نتحدث عن موضوعية في ظل وضع يكون الدارس فيه
طرف في الظاهرة المدروسة؟ ص72<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• إلى أي
حد يمكن تطبيق المنهج التجريبي في العلوم الاجتماعية؟ ألا تطرح عوائق ابتسمولوجية
عندما نكون أمام السلوك الإنساني الذي يتميز بالوعي؟ وكيف نتحدث عن موضوعية في ظل
صعوبة عزل الذات عن الموضوع في مثل هذه الدراسة؟ ص73<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">• ألا يؤدي
تَشَيُّء الظواهر الإنسانية، سواءً كانت اجتماعية أو إنسانية، إلى افتقارها
وإفراغها من محتواها الحقيقي؟ أليس لهذه الظواهر أسباب باطنية وذاتية، مثلما أن
لها أسباب خارجية وموضوعية؟ ألسنا في حاجة إلى تفهم الظواهر الإنسانية بدلًا من
الاكتفاء بتفسيرها؟ ص129<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ إذا كان
من الممكن أن تختلف العلوم الاجتماعية عن بعضها في<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>زاوية المعالجة التي ينظر إليها أي متخصص، وفي
كيفية الحل والعلاج، إلا أن العلوم الاجتماعية لا تنفصل عن علم الاجتماع، الذي اخذ
في التطور، بعد أن حقق استقلاله الذاتي، بفعل تعقد الحياة الاجتماعية. فتشعب إلى
ميادين متعددة، يشمل كل منها جانبًا من جوانب الحياة الاجتماعية. وفي نطاق هذا
التخصص لم يفقد علم الاجتماع ارتباطه الوثيق بالعلوم الاجتماعية الأخرى، فبقيت
بينه وبينها اهتمامات مشتركة، وموضوعات متماثلة، نظرًا لاهتمامه بدراسة السلوك
الاجتماعي الإنساني. ويعتبر علم الاجتماع من<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>أكثر العلوم اتصالًا وتداخلًا مع غيره من العلوم الاجتماعية الأخرى. ويشبه
علم الاجتماع في أهميته للعلوم الاجتماعية أهمية الرياضيات بالنسبة للعلوم
الطبيعية. لذا فإنه إذا كانت العلوم الاجتماعية تشترك في دراسة سلوك الإنسان في
المجتمع، فمن الطبيعي أن يكون هناك بعض التشابه والتداخل بين مجال الدراسة في علم
الاجتماع ومجالات الدراسة في<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>العلوم
الاجتماعية الأخرى مثل؛ علم النفس، والأنثروبولوجيا، وعلم الاقتصاد، وعلم
السياسة.. صــ 13 ، 14<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ وتأكيدًا
على أهمية الفلسفة بالنسبة للعلوم الاجتماعية أو الإنسانية ذهب الفيلسوف
ميرلوبونتي إلى "عدم وجود أي عداوة بين المعرفة العلمية والمعرفة
الميتافيزيقية؛ نظرًأ لأن الثانية تضع الأولى أمام المهام المكلفة بها. فالعلم
بدون الفلسفة يجهل ما يتحدث عنه، والفلسفة بدون دراسة منهجية للظواهر، لن تصل سوى
إلى حقائق صورية أو شكلية". ولذلك يقول لوسيان غولدمان: "إن الفلسفة تقدم
بالفعل حقائق عن طبيعة الإنسان، وكل محاولة ترمي إلى إقصائها من مجال<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>المعرفة، لابد أن نعكس سلبًا على فهم الظواهر
الإنسانية. وفي هذه الحالة سيكون لزامًا على العلوم الإنسانية، أن تصبح فلسفية
بالضرورة كي تكون علمية". ولهذا يصعب على من ينشغل بنشأة وتطور العلوم
الإنسانية أو الاجتماعية في الغرب، أن يعثر على عالم واحد في هذا الميدان، سوءا
كان من الرواد الأوائل أم المعاصرين، لا ينطلق في فرضياته ونظرياته وأبحاثه
العلمية، من رؤية فلسفية معينة. صــ 18<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ إذا كانت
العلوم الاجتماعية تدرس في نطاق اختصاصها الظاهرة فقط، سواء كانت اقتصادية أو
سياسية أو قانونية، فإن علم الاجتماع يدرس العلاقات المتبادلة وأشكال التفاعل بين
هذه الظواهر.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فعلم الاجتماع لا يهتم
بالظاهرة الاقتصادية في حد ذاتها، بل يهتم بها بوصفها ظاهرة اجتماعية توجد في
المجتمع، وأنها ترتبط بغيرها من الظواهر الأخرى بأشكال من التفاعل والعلاقات
المتبادلة. وبالتالي<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>تسعى فلسفة العلوم
الاجتماعية إلى تجاوز تقسيم الواقع الاجتماعي إلى أجزاء منعزلة، وهو التقسيم الذي
تصطنعه العلوم الاجتماعية المحدودة. ولذلك فإنه إذا كان هذا التقسيم للعلوم
الاجتماعية قد فرضته ظروف التخصص، فإن المهمة الاساسية لفلسفة العلوم الاجتماعية،
تصبح متمثلة في إعادة الربط والتأليف بين ظواهر الحياة الاجتماعية المختلفة. صــ
41<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ هناك
العديد من التعريفات التي تحاول أن تصف بدقة الظواهر الاجتماعية، وتحاول وضع مفهوم
محدد لها. ومن هذه التعريفات ما ذهب إليه "دور كايم" في تعريفه للظاهرة
الاجتماعية، حيث يعرفها بأنها "كل سلوك يجب أن يعم المجتمع بأسره". وهذا
يعني أن الظاهرة الاجتماعية عبارة عن نماذج من العمل والتفكير والإحساس التي تسود
مجتمعنا، ويجد الأفراد أنفسهم مجبرين على اتباعها في أعمالهم وتفكيرهم، بل وتفرض أيضًا
على أحاسيسهم؛ مثل اللغة، والعادات الاجتماعية، والنظم الاقتصادية والدينية.. صــ
42<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ ولهذا
فإنه إذا كانت السوسيولوجيا مثلًا استطاعت تقليد النموذج التجريبي، فإنها اصطدمت
بخصوصية الظاهرة الاجتماعية المتميزة بتفردها وتعدد أبعادها، ويأتي على رأسها بعد
الحرية، الذي يعتبر نقيضًا للحتمية، فضلًا عن وجود مجموعة من العوائق التي تحول
دون نجاح مناهج العلوم الطبيعية بالنسبة للعلوم الاجتماعية، وعلى رأسها صعوبة
تحقيق الموضوعية، نظرًا لأن مسألة الملاحِظ والموضوع الملاحَظ في العلوم الطبيعية
ليس هي نفسها في العلوم الاجتماعية، نتيجة لتدخل الوعي، ولهذا يقول ليفي شتراوس
"إن الوعي هو بمثابة العدو الخفي لعلومِ الإنسان". صــ 73، 74<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ على
الرغم من صعوبة الإحاطة بالتطورات الدقيقة للنظرية الاجتماعية وبروادها، إلا أنه
لو أن النظرية توقفت عند حدود التيار الوضعي التقليدية، لما أمكن لها أن تتقدم قيد
أنملة، لا سيما في ضوء العولمة ومنتجاتها من التقنية المعلوماتية الهائلة، والتي
تمثل تحديًا غير مسبوق للعلوم الاجتماعية، فالمجتمع الذي نعيش فيه هو مجتمع يشهد
تغيرات في الدقيقة وليس في الحقب أو السنوات، فهو مجتمع سريع التطور والتغير
والتبدل، ولذلك فإننا لا ندري كيف يتأتى للنظرية الاجتماعية أن تتولد بهذه السرعة
من التغير، ولو كان بمقدورنا أن نصف على الأقل نمط الحياة الذي نعيش فيه لما
استطعنا أن نفعل ذلك.. ومن خلال ما سبق يمكن القول أن هناك مشكلات تواجه الدارسين
للنظرية الاجتماعية سواء كان ذلك على مستوى التطبيق أو التغيير والتحليل ويمكن أن
يكون العامل الرئيس في ذلك هو أن بعض النظريات تحاول أن تصل إلى المستوى الذي وصلت
إليه النظرية في العلوم الطبيعية من حيث الدقة والتحديد والتجريب والتنبؤ
والعمومية، علاوة إلى أن النظرية في علم الاجتماع مازالت تعاني من مشكلات
أيديولوجية ومنهجية وليس هناك اتفاق عام حول نظرية اجتماعية شاملة... فالخصائص
الجوهرية للظواهر الطبيعية تتصف بالعمومية والديمومة رغم التفاوت في الزمان
والمكان، أما الظواهر الاجتماعية فليس لها خصائص جوهرية ثابتة، وذلك نتيجة للمتغيرات
التي تؤثر فيها. والتي تؤثر بالتالي على دراسات الباحثين في العلوم الاجتماعية،
وقضية تبنيهم للنظرية الملائمة للموضوع. صــ 86، 87<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ يرى فوكو
أن ما منع العلوم الإنسانية من التحول إلى علوم حقيقية، على شاكلةِ العلومِ
التجريبية، هو عجزها عن إنتاج معرفة وضعية تجريبية حول الإنسان، فصحيح أن هذه
العلوم لم تنشأ إلا لحظة خضوع الإنسان لأول مرة لإمكانية معرفة وضعية، أي بالتزامن
مع ميلاد ونشأة العلوم التجريبية، إلا أنه على الرغم من هذه النشأة المتزامنة،
وعلاقة الجوار مع بقية العلوم، لم تستطع العلوم الإنسانية إنتاج معرفة وضعية حول
الإنسان. لذا فإن السؤال الذي يفرض نفسه علينا الآن هو؛ إذا كانت العلوم الإنسانية
علمًا حقيقيًا، وإذا لم تكن فلسفة صريحة فماذا عساها أن تكون إذن؟ صــ 120<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ يعتبر
ميرلوبونتي أن التجربة الذاتية ذات أهمية كبرى في دراسة الظاهرة الإنسانية، بحيث
أن كل معرفة يتوفر عليها الفرد ويكونها عن العالم، إنما هي معرفة ناتجة عن احتكاك
الذات بهذا العالم، ومدى تفاعلها داخله، والذي يختلف من شخصٍ لآخر حسب التجربة
الفردية. ولهذا يخلص ميرلوبونتي إلى اعتماد المنهج التجريبي في دراسة الظاهرة
الإنسانية هو حذف ونسيان للعالم المعيش، وللتجربة الذاتية ولذلك ينبغي العودة إلى
الإنسان واعتباره مولدًا للمعنى. ونتيجة لهذا كله، تساءل البعض عن المنهج الذي
يمكن للعلوم الاجتماعية أو الإنسانية أن تتنازل من خلاله موضوعها. إذا كان موضوعها
هو الظاهرة الاجتماعية أو الإنسانية، وهي ظاهرة فريدة ومتميزة عن الظاهرة
الطبيعية، فهل يمكن للعلوم الاجتماعية الإنسانية أن تدرس موضوعها باستخدام منهج
التفسير السائد في العلوم التجريبية، أم أنها مطالبة بابتكار منهج يلائم خصوصية
الظاهرة الاجتماعية الإنسانية؟ وهل المنهج الملائم للظاهرة الإنسانية هو منهج
التفسير أم منهج الفهم؟ وما هي المرتكزات والخصائص التي تميز كلا المنهجين؟ صــ
127 ، 128<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;"><o:p> </o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ إذا كان
منهج التفسير يسمح برصد المحددات الموضوعية، فإن المحددات والعوامل الذاتية تحتاج
إلى منهج آخر مغاير هو الذي يُسمى بمنهج الفهم. وهذا ما يتجلى في عبارة ديلتاي
الشهير: "إننا نفسر الطبيعة، لكننا نفهم ظواهر الروح". لذا فإنه إذا كان
الموضوع في العلوم الطبيعية ماديًا ومعزولًا عن الذات فإن الموضوع في العلوم
الاجتماعية الإنسانية مرتبط بالذات وجزء لا يتجزأ منها. ولهذا يبدو أنه لا يمكن
تفسير الظواهر الاجتماعية أو الإنسانية وإجراء التجارب عليها، بل لا بد من تفهمها
عن طريق منهج الفهم الذي يعتمد على الحدس والاستبطان والتأويل والفهم. ومن هنا فهدف
المنهج التفهمي هو إدراك دلالات الأفعال عن طريق ربطها بالمقاصد والنوايا الذاتية
لأصحابها والفاعلين لها، ولذك فهو منهج يعتمد على البداهة والحدس؛ فنحن نفهم بعض
الحوادث بالبداهة كأن ندرك أن الشخص يكون غاضبًا حينما يتم الاعتداء عليه، أو أن
نتبين رفضه من خلال قسماته الجسدية. فما يكون بديهيًا يكون واضحًا ويحتم إدراكه
بشكل مباشر، دون الحاجة إلى تفسيره بالاعتماد على طراق وإجراءات موضوعية. صــ 130<o:p></o:p></span></div>
<br />
<br />
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin: 0in 0in 0pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt;">▬ إن الخاصية
الأساسية لما بعد الحداثة هي التعددية، والتي تتمثل في تعددية الثقافات والتقاليد
المجتمعية، والأيديولوجيات، وصور الحياة، والنظريات، والأنساق الفكرية،
والمعايير...إلخ. حيث تتسم الأشياء في عالم ما بعد الحداثة بطبيعة تعددية، ولا
يمكن ترتيبها في تسلسل زمني تطوري، كما يظهر بعضها على أنه متفوق على البعضِ
الآخر، كذلك لا يمكن تصنيف بعض الأشياء باعتبارها صحيحة أو خاطئة، أو باعتبارها
حلولًا صحيحة أو خاطئة لمشكلات معينة، أي بمعنى أنه لا يمكننا بل يستحيل تقييم أي
معرفة خارج سياق الثقافة، والتقليد، والتي تعطي لهذه المعرفة معنى، وبالتالي ليس
ثمة محاكاة ومعايير للصحة<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>والصدق تصلح
للتطبيق خارج سياقها الأصلي، ولهذا تصبح مشكلة عالم ما بعد الحداثة هي تحقيق
الاتصال والفهم المتبادل بين الثقافات، والتأكيد على النسبية وتبديد أحلام العمومية
الحداثية. صــ 184</span><span dir="LTR" style="font-size: 14pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-16177812284601375012017-07-01T08:32:00.002+02:002017-07-01T08:32:43.255+02:00الأخلاق المهنية (أخلاق العمل) (رجاء أحمد علي)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>•
العلاقة بين الأخلاق العملية والنظرية وثيقة إلى حدٍ بعيد، فإذا كانت الأخلاق
العملية تتمثل في القواعد التي تقوم عليها الأعمال الإنسانية لتكون صالحة، فإن
الأخلاق النظرية أو الفلسفة الخلقية تهتم بدورها في إيضاح الأسس أو المبادئ التي
تقوم عليها هذه القواعد ورسم المثل الأعلى للسلوك الإنساني كما يجب أن يكون.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• أخلاقيات
المهنة بمثابة ميثاق او وثيقة تحدد المعايير الأخلاقية والسلوكية المطلوب أن
يتبعها أفراد المهنة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ العمل
أوسع وأشمل دلالة من الهنة. فالعمل يطلق على الفعل اتخذه سبيلًا وحيدًا لكسبه ام
لا، وسواء أتقنه الإنسان أو لم يتقنه، فهذا يطلق على كثير من الأعمال التي لا
تحتاج إلى مهارة وتدريب كأعمال النظافة في الشوارع وأعمال الحفر وغير ذلك. أما
المهنة: فهي عمل يحتاج إلى إتقان ومهارة وتدريب عملي بالإضافة إلى الدارسة
النظرية، فالمهنة عمل لكنه متخصص في مجال معين فالتعليم مهنة والطب مهنة والكيمياء
مهنة والهندسة مهنة وذلك لأنها تخصص في مجال معين يحتاج إلى علم ومهارة تخص هذا
المجال. والعمل والمهنة كلاهما يحتاج إلى مجهود بدني أو عقلي أو كلاهما معًا
(البدني والعقلي) ويهدف من وراء هذا المجهود إضافة وإنتاج ومنفعة لذلك العمل
المنسوب إليه. صــ 28<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ اهتم
مفكرو الإسلام بالحاكم اهتمامًا عظيمًا ويظهر ذلك في الكتابات السلطانية التي
تركوها ومن هؤلاء الغزالي الذي نرى من جانبه هذا الاهتمام والذي ظهر في أكثر من
مؤلف له منها التبر المسبوك، وعرض فيه للأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الحاكم. يظهر
اهتمام الغزالي بالجانب الأخلاقي واضحًا في الأخلاقيات التي وضعها للمعلم والمتعلم
فكل منهما لا بد أن يتحلى بالأخلاقيات كي يكون ناجحًا في مهنتة وظهر هذا واضحًا من
خلال نصحه الذي قدمه في رسالة "أيها الولد". صــ 120<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ تعددت
الكيانات القانونية المنظمة لأداءات القائمين على الجامعة ومن ثم كان ضروريًا أن
نتعرف على الفرق بين الميثاق الأخلاقي وقانون تنظيم الجامعات. يُعرف الميثاق
الأخلاقي بأنه أكثر تفصيلًا من تلك المبادئ والقواعد التي يتضمنها القانون، فقانون
الجامعات يتضمن عددًا من النصوص الهامة بشأن أخلاقيات المهنة، لكن تلك النصوص كلية
تحتاج إلى تفصيل لها، وهذا يمكن أن يُفصله ويناقشه الميثاق، فعلى سبيلِ المثال:
تنص المادة (96) على أنه على أعضاء هيئة التدريس التمسك بالتقاليد والقيم الأصيلة
والعمل على بثها في نفوس الطلاب، وعليهم ترسيخ وتدعيم الاتصال المباشر بالطلاب
ورعاية شئونهم الاجتماعية والفنية والثقافية والرياضية من خلال الريادة ونظم
الأسر. تنص المادة (103) على أنه لا يجوز لأعضاء هيئة التدريس إعطاء دروس خصوصية
بمقابل أو بغير مقابل. تنص المادة (110) أن كل فعل يزري الشرف ويمس النزاهة يوجب
عزل صاحبه. هذه المواد وردت بالقانون لكن كل منها يحتاج إلى تفصيل، فلم يحدد
القانون ماذا يقصد بالتقاليد والقيم الأصيلة، حرم الدروس الخصوصية فما هو الموقف
من مجموعات التقوية بالكليات؟ ما هو الفعل المزري.. كل هذا يوضح من خلال الميثاق.
صــ160<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ تعد مهنة
الإعلام من أهم المهن وأكثرها خطورة على حياة الأفراد وكثيرًا ما يستخدم الإعلام
الصورة، تلك الصور التي تعد صانعة الأحداث فبها يمكن تفكيك وتركيب ما يريد ومن ثم
تطورت وسائل الإعلام تطورًا سريعًا ومتلاحقًا في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعل
من الصعوبة التحكم فيها ومن ثم كانت هناك ضرورة ملحة لوضح ميثاق شرف لهذه المهنة
لا سيما وأننا نجد أن هناك خلطًا بين وظيفة الإعلامي وصانع الثقافة على الرغم من
أن لكلٍ منهما وظيفة خاصة به ولابد أن نضع في الاعتبار الفرق بين الأنواع المختلفة
للإعلام، فمنه ما يعرف بالإعلام التقليدي وهناك الإعلام الإلكتروني وإذا كان هناك
قد تم وضع ميثاق شرف للإعلام التقليدي إلا أنه من الصعوبة التحكم في النوع الثاني
من الإعلام أو فرض ميثاق شرف له وذلك لتطوره السريع. صــ 194</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-81226763573621608912017-06-25T21:25:00.002+02:002017-06-25T21:26:03.439+02:00مشكلات الفكر العربي المعاصر (مصطفى النشار، رجاء أحمد علي)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن
التخلص من وهم المعجزة الغربية في مجالات العلوم المختلفة إنما ينبع من الإيمان
بأن العلم في مختلف فروعه إرث بشري شارك في صنعه كل البشر وكل العلماء في مختلف
الحضارات البشرية عبر تطورها الطويل، والإيمان في ذات الوقت بأن استنبات
التكنولوجيا والتقدم العلمي داخل كل مجتمع إنما ينبغي أن يتم بآليات وعقليات تراعي
ظروف هذا المجتمع ومشكلاته الخاصة في كل مجالات الحياة. صــ 5<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لا يوجد
نظام الحكم الأمثل بصورة مطلقة، إنما النظام السياسي الأمثل دائمًا هو ذلك الذي
يتلاءم مع البيئة السياسية القائمة ويلبي رغبات وطموحات شعب معين في حقبة زمنية
معينة في ضوء عقائد هذا الشعب وأخلاقياته بل وعاداته وتقاليده. إن لكل شعب ثقافته
الخاصة، وتجربته السياسية المتميزة عبر تاريخه، وعليه أن يستثمر ذلك في تطوير
نظامه السياسي دون تقليد أعمى للتجربة الغربية التي قد تكون ملائمة فقط لأصحابها وتحقق
أهدافهم وطموحاتهم. وعلى الغربيين في المقابل أن يكفوا عن فرض رؤيتهم السياسية
والاقتصادية على الشعوب والثقافات الأخرى التي قد تكون أعرق في خبراتها وجديرة بأن
تصنع بنفسها ما تريده من نظام سياسي ونظام اقتصادي يكفل لها الاستقرار ونموذج
التقدم الذي تنشده. صــ 11، 12<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لقد نشأ
الفكر العربي المعاصر نتيجة اللقاء الحضاري بين الحملات الاستعمارية الأوروبية
لبلادنا العربية منذ الاحتلال الفرنسي لمصر في نهاية القرن الثامن عشر وبدايات
القرن التاسع عشر، ونتيجة للصدمة الحضارية التي نتجت عن إدراك العرب لمدى التقدم
الغربي والتخلف العربي انقسموا لثلاث فرق متناحرة فيما عرف بقضية الأصالة
والمعاصرة التي شكلت الوهم الأول الذي لا يزال يشغل المفكرين العرب حتى الآن، وفي
ثنايا ذلك بهروا بالحضارة الغربية ووقعوا في وهم تفوق الحضارة الغربية (المعجزة
الغربية) ووهم التنمية والتقدم على الطريقة الغربية ووهم أن الديمقراطية هي النظام
السياسي الأمثل. وهذه الأوهام الأربع التي ندعوا للتخلص منها حتى يمكن أن نبدأ عصر
نهضتنا الجديد الذي ينبع حقًا من ذاتية العرب وهويتهم الفكرية والحضارية المستقلة
والتفاعل تفاعلًا إيجابيًا مع كل عناصر التقدم في عصرنا الحالي. صــ 19<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لقد آن
الأوان إذن أن نتجاوز كل المشاريع الفكرية العربية المعاصرة سواء ارتمت في أحضان
الفكر الغربي وحاولت استنباته في البيئة العربية وهي غير بيئته ولن ينبت الزرع
قويًا ومثمرًا حقًا في بيئة غير بيئته، أو عادت إلى التراث لتنهل منه وتتصور أنه
يمكن أن يعود بحذافيره لنحياه في عصرنا، إذ لا يمكن لعقارب الساعة أن تعود إلى
الوراء وأن يحيا المعاصرن حياة أسلافهم بقضها وقضيضها مهما حاول من يزال يحاول
استعادة الماضي في الحاضر. كما أن التوفيق بين هذين البديلين ووضعهما إلى جوار بعض
يعد تلفيقًا لا قيمة له ومضيعة للوقت في استجلاء قيم الماضي التي نريد أن نستعيدها
لأنه حتى لو نجحنا في استجلائها وأردنا النهوض من خلالها فلن تكون مثلما كانت ولن
تعود بنفس صورتها القديمة دافعة للتقدم بصورته المعاصرة.. ولكل ذلك أقول ببساطة أن
التفكير في المستقبل والانشغال بقضاياه بعيدًا عن الإلتفات إلى الوراء هو ما سنصنع
به ومن خلاله التقدم دون أن ننسلخ عن تاريخنا وهويتنا ودون أن نذوب في حضارة ليست
حضارتنا. إننا سنصنع مستقبلنا بقيم العصر وآلياته في ذات الوقت الذي لا نملك فيه
الإقلاع عن ذاتيتنا وهويتنا، والمسألة هنا ليست مجرد كلام نظري، بل هي واقع نعيشه
ونسعى لتحقيق التقدم في إطاره؛ فالوعي بالتاريخ ليس مجرد وعي نظري، بل قد يكون وعي
كامن في الذات يوقظه متطلبات اللحظة الراهنة في علاقتها بما تريد تحقيقه من تقدم في
المستقبل، وأنا سأظل أنا؛ أنا الذي أعيش اللحظة وأنا الذي يرسم الطريق لصناعة الغد
بآليات الحاضر الأكثر تقدمًا وفعالية بصرف النظر عن مصدرها ومن أبدعها!! تلك هي
القضية وذلك هو التحدي. إنه التفكير في المستقبل ممتلكين لإرادة التحدي ولإرادة
صنع التقدم. صــ 40 ، 41<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن هذه
الدعوة للإستفادة من الحضارة الغربية الحديثة عند طه حسين لم تكن تعني كما ادعى
خصومه الارتماء في أحضان الحضارة الغربية والذوبان فيها، وإنما كانت تعني في
جوهرها رفض الإشكالية التي تمثلت في ازدواجية الأصالة والمعاصرة، فلسنا في واقع
الأمر مخيرين بين إما....أو، وإنما نحن أمة لها أصالتها وتاريخها وثقافتها وهويتها
التي لا يمكن أن تضيع إذا ما استفادت من حضارة العصر وتشربت عوامل تقدمها وهضمتها
لتكون جزءًا من هذا العصر الذي نعيشه. إن طه حسين في اعتقادي الشخصي لم يقع في فخ
إشكالية إما التمسك بالتراث والأصالة وإما الارتماء في أحضان الغرب المعاصر، لأنه
وهو يدعو إلى الاستفادة من وسائل الحضارة الغربية لم ينس أبدًا أنه إنسان
مصري-عربي-مسلم- له هويته المستقلة ولغته العربية رمز هذه الهوية، ودينه الإسلامي،
دين العلم والمدنية وليس دين التخلف والتبعية. صــ 175<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يعد مالك
بن نبي من أهم المفكرين العرب المعاصرين حيث يمتلك رؤية واضحة لأسس البناء الحضاري
الثلاث: الإنسان - التراب - الوقت، وإذا ما نجح الإنسان في استنهاض دافعية البناء
الحضاري وهي - في رأي ابن نبي - عادة ما تكون دافعية دينية، واستغل عنصر التراب أي
ثروات أرضه وعنصر الوقت الذي يعني استغلال كل لحظة في البناء والعمل الإيجابي،
سيكون صانعًا للنهضة الحضارية بحق. واعتبر ابن نبي أن الأمة قادرة على بناء مثل
هذه النهضة الحضارية بتغليب الأفكار على الأشياء وبالتوفيق مع روح العصر مع الحفاظ
على أصالة الأفكار وامتلاك القدرة على التخطيط الدافع للفعالية الاجتماعية. صــ
206</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-47588694535247544982017-06-25T08:00:00.001+02:002017-06-25T08:00:06.092+02:00فلسفة اللغة والأدب (سعيد توفيق)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>•
كل تفكير تأملي يكون شعرًا، وكل شعر يكون بدوره نوعًا من التفكير (مارتن هيدجر)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• تجربة
الشاعر مع اللغة تجربة يشعر فيها الشاعر بحضور اللغة عندما تفر كلماتها منه
باستمرار، وعندما يفتش عنها دومًا ويلاحقها كي يستنطقها، أي يتيح لنا أن تتحدث.
ص23<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• إننا إذا
أردنا أن نفهم هيدجر حقًا، فإننا ينبغي أن نتجاوز
مفهومي العقل واللاعقل أو التعقل واللاعقلانية معًأ ليصبح الفهم في مجال
الفهم التعاطفي، أي الفهم الذي يحب أن يبقى بقرب الأشياء والموجودات، لينصت إلى
نداء الحقيقة والوجود الذي يتجلى في هذه الموجودات من خلال اللغة. ص39<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• إن الروح
الصوفية تنظر إلى اللغة نظرة خاصة مغايرة، نظرة تؤمن بأن الكلمة أو الإسم ذاته له
قدرة خاصة. ليس المتصوفة فحسب، بل والشعراء والفلاسفة ممكن أن يكون إنتاجهم مشبعًا
بتلك الروح الصوفية. ص145<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن
الصعوبات التي تكتنف فهم هيدجر - لغةً وفكرًا - ترجع إلى طرائقنا ومناهجنا
التقليدية في فهم اللغة بوجةٍ عام، وإلى الأسلوب المتوارث الذي نفهم به لغة الخطاب
الفلسفي باعتباره خطابًا يتوخى الدقة والوضوح، واجتناب الغموض وعدم التناقض، واستخدام
لغة منطقية تتعامل بالمفاهيم المتعلقة أو التصورات المجردة. وهذا الأسلوب المعتاد
للغة الخطاب الفلسفي سوف يبدو على النقيض تمامًا من أسلوب الخطاب الفلسفي لدى
هيدجر، وسيحول دون فهم لغة هذا الخطاب سواءً كان يتعلق بسياق أطروحاته عن اللغة
ذاتها أو بأي سياق آخر. ويمكن هنا أن نسوق الأمثلة التالية من عبارات هيدجر التي
تتردد كثيرًا في سياقات مختلفة من كتاباته: "إننا نعرف العدم" ،
"إن ماهية الحقيقة هي حقيقة الماهية" ، "إن شيئية الشيء هي الأسلوب
الذي به يتشيأ"... إن اعتياد لغة الخطاب الفلسفي التقليدي هو ما سيعوق فهم
مثل هذه العبارات الهيدجرية ليس فحسب بالنسبة للقارئ أو المتلقي العادي، وإنما أيضًا
بالنسبة لبعض الفلاسفة أنفسهم ممن يشاركون في تعضيد هذا الخطاب التقليدي. وسوف
نُحاكم لغة هيدجر هنا باعتبارها كلامًا خلوًا من المعنى، أو خلط فكري وإسراف في
الغموض غير المبرر على أفضل تقدير. صــ 4، 5<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ نتساءل
مع هيدجر: هل "المنطق" هو الوسيلة الوحيدة لبلوغ مطابقة الفكر للحقيقة؟
وهيدجر ينبهنا إلى أنه يضع كلمة "المنطق" بين شولتين ليبين لنا أن
"المنطق" ما هو إلا تفسير واحد لطبيعة التفكير. والتفكير المنطقي مضاد
للتفكير في الروح الإنساني والوجود، فهو مجرد تفكير حسابي يقوم على ملاحظة وعد
الموجود باعتباره شيئًا جزئيًا يضاف إلى شيء جزئي آخر. وفي مقابل هذا التفكير يوجد
نوع آخر من التفكير الذي يسميه هيدجر "التفكير الأساسي" من حيث أنه
تفكير ينشغل لا بالموجود وإنما بحقيقة الوجود.. الوجود الذي يكون أقرب إلى الإنسان
من أي موجود. وهذا التفكير الأساسي في الوجود الذي ينشغل به الوجود الإنساني
الأصيل، هو يبتعد بطبيعته عن أي "حساب" ولا يستطيع أي "منطق"
أن يدرك حقيقته. صــ 7<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ هذه التفرقة
بين الكلام والقول، أو بين اللغة التي تقول من خلال الكلام المنقول (أي المنطوق
والمتخذ مظهرًا صوتيًا)، واللغة التي تقول من خلال الكلام اللامقول (أي من خلال
الكلام المسكوت عنه) هذه التفرقة قد أكد عليها جادامر أيضًا في مقاله عن
"الصورة الصامتة" في فقرة تستحق الاقتباس برمتها: "عندما نقول إن
شخصًا ما يكون صامتًا </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">speechless</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>، فإننا لا
نعني بذلك أنه لا يكون لديه شيء يُقال. بل الأمر عل العكس من ذلك، فإن هذا
الصمت هو في الحقيقة نوع من الكلام. وفي اللغة الألمانية نجد أن كل </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">stumm</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> (صامت) لها صلة وثيقة بالكلمة </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">stammlen</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>
(يتمم أو يتلعثم). ومن المؤكد أن حيرة المتمتم لا تكمن في أنه لا يكون لديه شيء ما
ليقوله. فهو بخلاف ذلك يريد أن يقول الكثير جدًا في الوقت نفسه، ولا يكون قادرًا
على أن يجد الكلمات التي يعبر بها عن الثروة الضاغطة من الأشياء التي تدور بذهنه.
وبالمثل، فإننا عندما نقول إن شخصًا ما قد أصابه بكم أو ران عليه الصمت فإننا لا
نعني ببساطة أنه كف عن الكلام. فندما
نحتار في أن نجد الكلمات المعبرة على هذا النحو، فإن ما نريد أن نقوله يكون بالفعل
قد أصبح قريبًا منا على نحو خاص باعتباره شيئًا ما يكون علينا أن نبحث عن كلمات
جديد له".. وإذا كان القول لا يوجد فقط في الكلام الذي يقال، وإنما في الكلام
الذي لا يقال، أي الذي يبقى في اللاتحجب، باعتباره سرًا غير قابل للإظهار، فإن ذلك
يعني أن ماهية اللغة عند هيدجر لا تكمن في مجرد الكلام المنطوق، وإنما في القول.
وعلى هذا، فعندما يقول هيدجر أن اللغة تتحدث، فإنه يعني ذلك أن اللغة تتحدث بوصفها
قولاً، أي باعتبارها تقول. وفي عملية القول هذه نجد هناك شيئًا يكون حاضرًا أو
غائبًا، يظهر ذاته أو يتوارى. وفهم هذه العملية هو ما يمكن أن يقودنا إلى الطريق
لفهم حقيقة اللغة " فمن خصوصية اللغة أن تخفي ذاتها في ذلك الأسلوب الذي به
يتيح القول لأولئك الذين ينصتون إليه أن يصلوا إلى اللغة. صــ 15، 16<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن كل ما
نعرفه عن خبرة اللغة الآن هو أنها الخبرة التي تكشف فيها اللغة عن ماهيتها باعتبار
أن اللغة هي التي تتحدث، وأننا نحن الذين نتحدث من خلالها، وأن هذا التحدث هو في
حقيقه قول وإفصاح، أي إظهار؛ وبالتالي فإننا عندما نتحدث اللغة نرى أنفسنا
كموجودات بشرية، بل نرى الوجود نفسه. فأين، وأنى لنا أن نلقى هذه الخبرة باللغة
على نحوٍ جلي؟ أين تتجلى لنا حقيقة اللغة باعتبارها قولاً وإظهارًا.. إظهارًا
لأنفسنا وللوجود الذي يكتنفنا مثلما تكتنفا اللغة؟ إن إجابة هيدجر هي: في الشعر
والتفكير الشعري. ولهذا يمكن أن نتساءل: كيف ولماذا تتحقق حقيقة أو ماهية اللغة في
الشعر؟ وبتساؤل آخر: كيف يمكن أن تضيء خبرة الشعر خبرة اللغة؟ إن معاناة خبرة
اللغة - كما اتضح لنا - يعني أن تنصت إلى اللغة ذاتها عندما تتحدث، وأن نصبح
مكتفين في وجود اللغة... في حضور اللغة ذاتها. وهذا لا يمكن أن يحدث عندما نتحدث
لغة الحياة اليومية، وإنما عندما "تجلب اللغة ذاتها إلى اللغة": فنحن في
لغة الكلام اليومي نتحدث عن أشياء بواسطة اللغة، سواء كنا نتحدث عن جملة من
الوقائع، أو عن حدث ما، أو سؤال أو مسألة تشغل اهتمامنا. ولكن في مثل هذا الاستخدام للغة لا يكن أن تجلب اللغة
ذاتها إلى اللغة، أي لا يمكن أن تتكشف لنا طبيعة للغة باعتبارها كيانًا له حضوره
الخاص الذي يكتنفنا، بل إن طبيعة اللغة تتراجع هنا عندما نتحدث اللغة (على هذا النحو). فمن العجيب أن
اللغة تتحدث ذاتها كلغة عندما لا نستطيع أن نجد الكلمة الملائمة لشيء ما يشغلنا،
يحبطنا أو يشجعنا.. فعندئذ نترك ما يجول بخاطرنا لا منطوقًا دن أن نهبه فكرًا
صحيحًا، ونمر بلحظات نشعر فيها بحضور اللغة ذاتها التي مستنا عن بعد وبشكلٍ عابر.
وهذه الخبرة التي يبقى فيها شيء ما لامنطوقًا ومحتاجًا إلى اللغة التي تمنحه أو
تمنع عنه الكلمة الملائمة، هي خبرة الشعر أو الشاعر. صــ 21، 22<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ ما المقصود
بخبرة لشعر هنا؟ إننا نعلم أن هيدجر يستخدم كلمة الشعر بمعنيين: الشعر بمعناه
الواسع أو الماهوي </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Poetry</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>، والشعر
بمعناه الضيق الذي يشير إلى "قرض الشعر" أو "فن القصيد </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Poesy</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> وعلى هذا، فعندما يتحدث هيدجر عن خبرة الشعر، فإنه يعني في المقام
الأول خبرة ممارسة التفكير الشعري الذي يكون ماثلًا في كل فن وكل تفكير أصيل
باعتباره عملية جلب وإظهار الموجود على مجال "الانفتاح"؛ فكل فن يكون
شعرًا بعذا المعنى الماهوي الواسع للشعر، تمامًا مثلما أن كل فن يكون لغة بالمعنى
الواسع الماهوي للغة الذي لا تكون فيه اللغة مجرد أداة للتوصيل، وإنما عملية كشف
وإظهار من خلال اللاتحجب والتحجب، ومن هنا أيضًا فإن فن شعب ما يكشف عن لغة هذا الشعب في التعبير عن عالمه
وإظهاره. فالفن يكو شعرًا بهذا المعنى الواسع الذي تتحقق فيه ماهية اللغة والشعر. صــ 23<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ ومن هنا
كانت أهمية الدور الفينومينولوجي الذي اضطلع به ميرلوبونتي ليبين كيف تتم عملية
الاتصال في إطار سابق على الذاتية والموضوعية، وقد وجد ميرلوبونتي هذا التفسير من
خلال موقف حي معيش للبدن يلتحم فيه الفكر باللغة، والمعنى بالكلمة، والإيماءة
بالدلالة.. ليست هناك كلمات يمكن أن ننظر إليها بدون معناها، وليست هناك معانٍ
اصطلاحية كما لو كانت معاني مثالية توجد في قاموس مثالي، فالحقيقة أن الكلمات
تكتسب معانيها في استعمالنا اليومي، فالكلمات هي تعبيرات بدنية مخصبة بمعانيها،
وليس هناك قاموس لهذا. فعلاقة الكلمات بمعانيها ليست من قبيل علاقة التناظر </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">correspondence</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> التي تعرف في المنطق بإسم "علاقة واحد إلى واحد". </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">one to
one relation</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> ومن هنا
يتضح لنا الخطأ الذي يقع فيه الدارسون المبتدئون، حينما يحاولون تعلم لغة أجنبية
بالإلتجاء إلى قاموس ذي لغتين. فليس يكفي - على سبيل المثال - أن نربط كلمة فرنسية
بكلمة إنجليزية حتى نفهم، ففم اللغة الفرنسية يعني الاستجابة للكلمات على النحو
نفسه الذي يستجيب به متحدثو الفرنسية
الأصليون. صــ 57<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وليس في
وسعنا - ولا هدفنا - أن نتابع تحليلات ميرلوبونتي العديدة للغة، وإنما يهمنا فقط
أن نبين كيف يفهم ميرلوبونتي الخبرة الجمالية على أساس من فهم خبرة اللغة كخبرة
بتعبير إيمائي محسوس لا يختلف عن سائر الإيماءات البدنية. ويمكن تلخيص الإيماءات
عند ميرلوبونتي على النحو التالي: 1- إن الإيماءات باعتبارها مرئية ومسموعة، فإنها
تُدرَكُ حسيًا، لأنها فعل من أفعال البدن، والمرء يقصدها أيضًا من خلال خبرة
البدن. 2- إن التعبير الإيمائي، هو تعبير لا يكون فيه المعنى منفصلًا عن الإيماءة،
بل مباطنًا فيها، فالمعاني ليست أفكارًا
متمثلة، وإنما أفكار مجسدة في - ومتزامنة مع - إيماءات أو وسائط تعبيرية محسوسة.
3- إن معاني الإيماءات لا يمكن فهمها، إلا داخل موقف كلي معيش. صــ 60<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ ينظر
ميرلوبونتي إلى فعلِ الاتصال اللغوي على أنه فعل بدني، وليس فعلًا من أفعال
التفكير، فالفكرُ يكون في الحديث نفسه، في الكلمات المنطوقة، لأن العلاقة بين
الفكر والكلمات المنطوقة، ليست علاقة خارجية فالكلمة هي جزء من عالمي اللغوي، وجزء
من الوسائل التي يستعين بها البدن في الاتصال بعالمه، أو كما يقول ميرلوبونتي.
ونلاحظ من هذا أن "مشكلة علاقة الإشارة بدلالتها" هي عند ميرلوبونتي نفس
"مشكلة البدن بالذهن"، ولذلك فإن معالجته تعد واحدة في الحالتين، فكما
أن الوعي يكون متجسدًا في البدن، ويكون كلاهما مظهرين مرتبطين لأسلوب حضور الإنسان
في العالم، كذلك فإن الكلمة والفكر الذي تعنيه أو تشير إليه يكونان مرتبطين معًا،
فالكلمة تحمل معناها في باطنها كما تبطن إيماءات البدن دلالاتها في تجسيد نمط
سلوكي أو شعوري معين. فالإيماءة اللغوية - شأنها شأن إيماءات البدن الأخرى - هي
تعبير محسوس عن معنى يُدرَك بشكلٍ سابق على الوعي التأملي. صــ 62<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لم تكن
أطروحة موت المؤلف، التي صاغها بارت في مقال له يحمل العنوان ذاته، سوى انعكاس
لمناخٍ عام شاع فيه فكرة النهايات، وهي الفكرةُ التي ظهرت بوادرها في القرنِ
التاسعِ عشر، وانتشرت بقوةٍ في القرنِ العشرين، لتصبحَ تيمة حاضرة باستمرار في
فلسفات النصف الثاني من هذا القرن. وقد عكس هذا الانتشار للفكرة شعورًا عامًا لدى
الغرب آنذاك بفقدان الثقة في المقولات التي تأسس عليها المشروع الحداثي الغربي،
فجاءت فكرة النهايات لتعلن موت تلك المقولات وضرورة استبدالها بمقولات بديلة تصلح
لطبيعة تلك المرحلة. ربما بدأت فكرة النهايات في الظهور بعد وفاة هيجل من خلال
تلاميذه، فقد قال إيريك فيل: إن هيجل قد وضع للفلسفة نقطة النهاية. وقد أعلن
اشبلنجر بعد ذلك صراحةً نهاية الغرب أو أفوله. ثم جاء نيتشه ليزكي تلك الروح عندما
أعلن موت الإله كما كتب بنيامين عن نهاية الفن في عصر الإنتاج الآلي، وأسس هيدجر
مشروعه الفلسفي على "تقويض الميتافيزيقا" وأعلن فوكو "موت
الإنسان" كما أعلن رورتي "نهاية الفلسفة النسقية" وكتب فوكوياما
بعد ذلك "نهاية التاريخ" وفي نفس السياق حاول فاتيمو حصر توجهات النصف
الثاني من القرن العشرين الفكرية في خمسة مبادئ رئيسة؛ نهاية الفن وأفوله - موت
النزعة الإنسانية - العدمية - نهاية التاريخ - تجاوز الميتافيزيقا. وهي كلها تنويع
على فكرة النهايات. لا يوجد علم أو فلسفة أو فن بل إعلان النهاية لكلِ شيء، دق
أجراس الموت، كما يشير عنوان أحد مؤلفات دريدا. صــ 91 ، 92<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يبدو أن
كل الطرق لفهم النتاج الفكري لمفكري النصف الثاني من القرنِ العشرين تفضي بالضرورة
إلى نيتشه. كان نيتشه يصف نفسه بأنه "ديناميت" والواقع أن هذا الديناميت
قد تضاعف حتى انفجر في النصف الثاني من القرن العشرين محدثًا دويًأ هائلًا. لقد قدم
نيتشه نقدًا لمفهوم الحقيقة، كان مؤثرًا بقوة في التصور الذي قدمه بارت لطبيعة
النص؛ فقد رأى نيتشه أن هناك فهم ميتافيزيقي مضلل لمفهوم الحقيقة، فالشيء الحقيقي
هو الخير والعام والواضح والنافع والجميل، وقد سعى الفلاسفة حول هذا الوهم طوال
تاريخ الفلسفة محاولين الوصول إلى ما هو حقيقي. لكن السؤال الذي تناساه هؤلاء: من
يملك تحديد الحقيقي؟ وما هو هذا الحقيقي؟ وليست المشكلة عند نيتشه متعلقة بالبحث
عن الحقيقة أو محاولة الكشف عنها، بل المشكلة أن كلمة الحقيقة نفسها مضللة، فهي
تنفي الاختلاف الذي هو من صميم الحياة. ولم يتوقف مفكر من قبل للتساؤل عن كنه
الحقيقة، بل كانت كل الأسئلة متمحورة حول كيفية بلوغها أو شروط إمكانها. فكل
الفلسفات اعتبرت أن مسألة الحقيقة ليست في حاجةٍ إلى ما يبررها. بل وأكثر من ذلك
غدت مسألة الحقيقة هي المنطلق والأساس الذي تتأسس عليه كل فلسفة، وبالتالي أصبحت
الحقيقة صنمًا أو إلهًا يقدسه الفكر باحثًا عن كل سبيل لبلوغه. في مقابل هذا
الفهم، ينظر نيتشه للحقيقة على أنها حشد من الاستعارات والكنايات التي تكونت عبر
التاريخ، وتم التعامل معها بعد ذلك بوصفها بديهيات أو حقائق. إن هذا المعنى
النيتشوي لمفهوم الحقيقة سيجد تجلياته في النص البارتي. لهذا نجد بارت يفرق منذ
البداية بين الأثر والنص، ويدعو للانتقال من الأول إلى الثاني؛ فالأثر لا يزعج
فلسفات الهوية، والتعدد عند تلك الفلسفات هو الشر بعينه، الأثر له معنى متوارث
مغلق لا يقبل التجديد، بل يعتبر التجديد فيه نوع من الهرطقة، أما النص فهو متعدد
ولا تعني صفة التعدد التي يحوذها النص أنه يتحوي فقط على معانٍ عدة، وإنما يحقق
تعدد المعاني ذاته "فالنص ليس تعدد لمعانٍ، بل هو مجاز وانتقال. وبناء على
ذلك لا يمكن أن يخضع للتأويل، وإنما لتفجيرٍ وتشتيت. صــ 98 ، 99<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إذا
افترضنا مع فرويد أن العمل الفني ما هو إلا انعكاس لحياة الفنان وتجاربه النفسية
وحياته الشخصية فإن هذا الافتراض يلغي تعددية العمل الفني ويجهض إمكاناته
التأويليه، لأنه في تلك الحالة سيكون ثمة معنى واحد للعمل الفني، وسيفقد العمل
الفني قيمته وخلوده في الزمن، سيفقد هالته وبريقه إذا شئنا أن نستخدم مصطلحات
فالتر بينامين. إذ يكفينا في تلك الحالة أن نعرف الدلالات السيكولوجية للعمل الفني
وعلاقتها بحياة الفنان ليترسخ لدينا في نهاية الأمر أننا أحطنا بالعمل الفني في
مجمله وأننا لسنا بحاجة للعودة إليه، فقد استنفد غرضه. وهكذا فعل فرويد في تعامله
مع دافنشي، فمن منا بعد قراءة هذا التحليل يرغب في العودة إلى دافنشي ورؤية
أعماله، فالمعنى قد تم كشفه، وما كان محتجبًا بالنسبة إلينا أصبح الآن واضحًا
جليًا. هذا هو الحال إذا اعتمدنا التحليل النفسي للفن كما قال به فرويد وأصحاب
نظري التحليل النفسي. صــ 104<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن غاية
كل فيلسوف الوصول إلى صياغات شبه رياضياتية. وبعكس ذلك إن حلم الأديب هو أن يحيط
الكلمات بهالة من الغموض، ليس ذلك جريًا وراء الغموض، بل لأن دوره يتمثل في تصوير
كيف أن كل عاطفة وكل حالة هي متناقضة وغامضة. فإذا ما قرأنا الخلاصة اللاهوتية
للقديس توما الأكويني وجدنا أن الله خير والشيطان شرير وانتهى الأمر. لكن لنقرأ
الفردوس المفقود لملتون ولنطرح السؤال: هل الشيطان شرير؟ ليس هذا أكيدًا، يجب
التعمق في المسألة. وإذا ما طلبنا من ملتون مزيدًا من التوضيح سيجيبنا: لتقرأوا
الخلاصة اللاهوتية". يفرق إيكو هنا بين أسلوبين للكتابة، الأسلوب الفلسفي
الذي يتخذ من الصياغات الرياضياتية هدفًا له، أسلوب ينشد الوضوح والتميز، يخاطب
العقل، يسعى لتحديد المعنى وحصره في أضيق حدود ممكنة. وهذا الأسلوب هو المتبع في
الكتابة الفلسفية على مختلف العصور، فهو ذاته الأسلوب الذي عبر به ديكارت وكانط
وهيجل ومن قبلهم أفلاطون وأرسطو. هناك بالطبع استثناءات لبعض الفلاسفة الذين
حاولوا التعبير بأسلوب مختلف يقع على التخوم بين الأسلوب الفلسفي والأدبي، غير أن
هذه المحاولات ليست سوى محاولات فردية ويظل الغلبة في النهاية لأسلوب التعبير
الصارم الذي ينشد الدقة ويهدف إلى الوضوح والغموض، ولا يقدم المعاني الجاهزة
المباشرة، بل يستفز ملكة التأويل لدى المتلقي ويشحذ قدراته النقدية. جاء بارت إذن
ليقول أن النص أنتج في مكان وزمان مجردين، وأن الفنان ما إن يضع فرشاته أو قلمه
وينتهي من عمله، فإن مهمته قد انتهت. وبالتالي لن يفيدين كثيرًا أن أقرأ إسم
المؤلف على الكتاب. ينتهي دور المؤلف ويكون من باب الخيانة أن يقم بترجيح تفسيرٍ
على تفسيرٍ آخر. صــ 107 ، 108<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن
العملَ على معنى أو معاني للنص، وفقًا لبارت، لابد أن ينطلق من قاعدة
فينومينولوجية، فلا توجد آلة لقراءة المعنى، وليس ثمة خطوات منهجية تفضي إلى نتيجة
واحدة، لهذا رفض بارت وصف مقاربته للنص بالمنهج وفضل استخدام كلمة إجراءات لقراءة
النص، فالتحليل البنيوي للسرد ليس فرعًا
من فروع المعرفة، كالبيولوجيا وعلم الاجتماع، فهو لا يملك قواعد صارمة تشكل نظامًا
ما. كما أن قراءة باحث ما لا تشكل إلزامًا لباحثٍ آخر، وليس بإمكان قارئ أن يتحدث
بإسم قارئ آخر. ومن جهةٍ أخرى يظل البحث الفردي على مستوى كلِ باحث في حالة من
الصيرورة، إذ أن لكلِ باحث تاريخه الخاص، وليس ثمة وصفة جاهزة للتعامل مع
النص". صــ 110<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ تعددية
المعاني لا تشكل - حسب رأي بارت - الجوهر الأساسي للأدب فحسب، وإنما هي المعيار
الوحيد للقيمة الجمالية للعمل. فالأدب العظيم هو ذلك الذي يصارع وبدون هوادة إغواء المعنى الواحد. ومن ناحيةٍ
أخرى فإن انفتاح العمل يعني أن القراءة ستتحول إلى عملٍ إبداعي، ليصبح القارئ
مبدعًا مشاركًا في النص؛ بمعنى أنه يشارك في إنجاز ما تركه الكاتب
"مفتوحًا". وهذه المشاركة تحقق ما يمكن أن نطلق عليه "اللذة
الجمالية". فتعدد المعاني يهب اللذة للقارئ، والعكس أيضًا، فإن تأطير النص
ليس سوى تقييد لتلك اللذي "فلذة القارئ تبدأ عندما يكون منتجًا، أي عندما
يسمح له النص أن يقوم بتشكيل قدراته الخاصة. صــ 112<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لكن هل
يمكن بالفعل فصل العمل الأدبي، والفني على وجه العموم، عن المحيط الاجتماعي
والثقافي السائد في المجتمع والتعامل معه على مستوى الألفاظ والدلالات اللغوية
فقط؟ وما قيمة البناء اللغوي إذا كان لا يحيل إلا إلى ذاته؟ يبدو أن هذا ما لم يكن
بارت يقصده. فقد كان هدف بارت الرئيس ألا يتم التعامل مع النص الأدبي بفروض مسبقة
عن الكاتب والمؤلف وعدم اتخاذ مواقف نفسية من المؤلف قبل الدخول إلى عالمه. إن
الفرضية المسبقة تعني أن القارئ لديه فكرة ما يحاول إثباتها والتحقق منها من خلال
تعامله مع النص الأدبي، هي أشبه بالنتيجة التي يحاول أن يستقي مقدماتها من داخل
العمل، وهذا يفضي في النهاية إلى قراءة أحادية للنص تزعم امتلاك حقيقته واكتشاف
غاياته، وهذا الفهم نابع من تصور مؤداه أن ثمة حقيقة كامنة وراء النص، وتلك
الحقيقة مرتبطة في الأغلب، بحياة المؤلف أو الإطار الثقافي التي أبدع فيها مؤلفه.
هذا الفهم للنص الأدبي وطريقة التعامل معه هو ما جاء بارت ليناهضه من خلال مقولته
عن موت المؤلف. فالنص بنية مستقلة بذاته، ودلالته ليست مسبقة بل هي لاحقة،
وبالتالي فهو لا يشير إلى الماضي بل إلى المستقل. وبمجرد أن ينتج النص فإنه يترك
مداره الخاص وسياقه المرتبط بنشأته حتى يدخل ف مدار آخر وسياق مختلف تمامًا. هذا
السياق الجديد هو سياق النصوص الأخرى السابقة عليه والمتزامنة معه، وهذا السياق هو
الذي لابد أن يتعامل معه القارئ دون أن يحاول نزعه منه. ولا يعني ذلك أن الوقوف
عند حدود الألفاظ والدوال هو المبتغى النهائي للقارئ، إذا أن أطروحة بارت تقطع
الطريق أمام الفروض المسبقة التي يدخل بها القارئ على النص لكنها لا تلغي الدلالات
المختلفة للعمل الأدبي، فالنص قد يكشف عن أبعاد مختلفة مرتبطة بالواقع والمجتمع،
لكن هذه الأبعاد لابد من بنائها واكتشافها داخل النص وليس بصورةٍ مسبقة أو على شكل
افتراضاتٍ سابقة يسعى القارئ لإثباتها عبر قراءته. صــ 113، 114<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لقد
ارتبطت أطروحة "موت المؤلف" عند بارت بفكرةٍ أخرى أشار إليها ضمنًا في
مؤلفاته عندما وصف عملية الكتابة بأنها "امتزاج للكتابات"، وأن معنى
النص ما هو إلا تعددية لنظمه، وقابليتها اللامتناهية (الدائرية) للنسخ، وهو الوصف
الذي أعطته جوليا كريستيفا مصطلح "التناص" وأقره بارت في حينخ. ويعني
التناص أن أي نص في النهاية ما هو إلا تجميع واقتباس وتداخل مع نصوص أخرى سبقته
"فالكاتب لا يستطيع إلا أن يحاكي حركة سابقة له على الدوام، دون أن تكون هذه
الحركة في الأساس أصيلة". ويوضح شلوفسكي هذا بقوله "كلما سلطت الضوء على
حقبةٍ ما، ازددت اقتناعًا بأن الصور التي تعتبرها من ابتكار الشاعر إنما استعارها
هذا الشاعر من شعراء آخرين وبدون تغيير تقريبًا". فلا يوجد نص أصلي، إنما
النص هو تلاقٍ بين النصوص، وكل نص هو امتصاص وتحويل لنصٍ آخر. وفي ضوء ذلك، يكون
هدف التفكيك - بحسب دريدا - البحث عن نص داخل نص آخر، وإحالة نص إلى نص، وبناء نص
من نصٍ آخر...إلخ. إن التناص نتيجة طبيعية أيضًا لموتِ المؤلف، فالنصوص هي التي
تفسر بعضها، ومن ثم وجب إبعاد العوامل الخارجية عن النص، فالسياق الخارجي لا يمكن
أن يحدد علاقات النص ودلالته، لأن النص قد تجاوز هذا الخارجي وتحرر عنه واستقل عنه
بوجود جديد، ينبني عليه عالم جديد. صــ 115<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ على
الرغم من أن تحليلات بارت بالفعل كان لها الأثر الأهم في أن تخطو الجماليات خطوات
متقدمة في نهايات القرن العشرين، خاصةً في مجال النقد الأدبي، إلا أن إعلان بارت
موت المؤلف لم يكن مقنعًا بالدرجة الكافية، وأسقط النقد الأدبي فيما أطلق عليه
بارت حتمية الشكل، والذي ترتب عليه الاهتمام المفرط بالعلامات والدوال المستخدمة،
وما تبع ذلك من الإغراق في التجريد، وافتقاد الشاعرية في التحليل، وصعوبة اللغة
المستخدمة. إن من مقتضيات تمام العملية الإبداعية أن تكون هناك صلة نفسية ومعرفية
بين أطرافها: المؤلف، النص، القارئ، وذلك يتيح "حرية للقارئ في إعادة بناء
النص، وإذا انتفت المسافة النفسية افتقد القارئ القدرة على ممارسة خبرة الإبداع في
تذوق العمل الفني وأضحى العمل الفني نوعًأ من التغييب للقارئ، بينما تتيح المسافة
النفسية أن يكون حضور القارئ مساويًأ لحضور المؤلف لكي يدير حوارًا معه"،
فكيف يحدث ذلك إذا افترضنا موت أحد أطراق عملية الإبداع وهو المؤلف. صــ 121<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وبعيدًا
عن السيموطيقا نجد بيير بورديو يتخذ موقفًا ناقدًا من هذا الاتجاه وهو بصدد تحليله
لحقل الإنتاج الفني. فقد توصل بورديو في كتابه الفن إلى صيغة معتدلة لا تنجرف وراء
التحليلات النفسية والاجتماعية، وفي الوقت ذاته ترفض القراءات الداخلية للأعمال
الفنية التي تتجاوز الظروف التاريخية التي أنتجتها. فالعمل الفني ليس مجرد تعبير
عن عبقرية الفنان، ولا هو مجرد انعكاس
للظروف الاجتماعية والنفسية له، بل يتم إنتاجه من خلال الطابع الثقافي، الذي يعكس
الأصل الاجتماعي والمسار الشخصي للفنان، وهو حقل - فضاء منظم من الاحتمالات - يحوي
شتى المذاهب والأساليب المتنافسة كما تتحد الاحتمالات ذاتها من قبل التطور
التاريخي لذلك الحقل فلا يوجد كاتب (أو فنان) يبتكر ببساطة أسلوبًا فنيًا من عدم،
بل هو يختار تكرار ما هو موجود، أو أخذ نوع فني قائم ودفعه إلى اقصاه. لذا فإن كل
تصريح يحمل بداخله موقفًا ما من الأعمال القائمة والمواقف الماثلة في الحقل الفني،
وتنوع المواقف التي يستطيع أي فنان أن يتخذها في ضوء التاريخ السابق للحقل. وفي
رأي بورديو، أن حقل الإنتاج الفني هو عالم من الثورة الدائمة والتمرد على الأساليب
القائمة. وأن تفسير هذه الثورة يحتاج إلى فهم الحقل الثقافي بكافة كوناته، خاصةً
أن هناك محددات تمارس تأثيرها على العمل الفني وعلى طرق استقباله لا دخل للفنان
بها، ومنها الظروف الاجماعية والتاريخية والاقتصادية. صــ 123<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وقد
اقترح البعض القيام بعملية إزاحة مؤقته لسلطان المؤلف عن النص، ثم يعيده ضيفًأ
عليه "إن مفهوم الموت لا يعني الإزالة والإفناء، ولكنه يعني ارتحال القراءة
موضوعيًا من حال الاستقبال إلى التذوق، ثم إلى التفاعل وإنتاج النص وهذا يتحقق موضوعيًا
بغياب المؤلف، فإذا ما تم إنتاج النص بواسطة القارئ فإنه من الممكن حينئذ أن يعود
المؤلف إلى النص ضيفًا عليه. وهذا المعنى نجده عند بارت في أعماله المتأخرة، يقول
في مقالة له بعنوان من الأثر إلى النص: "لا يعني هذا أن المؤلف لا يمكن أن
يعاود الظهور مجددًا في النص، في نصه، لكنه لو عاد سيعود في صورة مدعو"..
أخيرًا،، إن منح القارئ هذه الأهمية لم يكن يتطلب بالضرورة "تهميش المؤلف"
واعتباره "آلة ناسخة للكلمات"، فموت المؤلف هو في الأصل تهميش للإنسان
ضد الاحتفاء به في الاتجاه الحداثي "فعندما يتم عزل النسق يتم عزل التاريخ
أيضًا، فتغدو الأبنية كلية لا زمنية، أو هي أجزاء اعتباطية من عملية تغيير غير
تاريخية ومتحولة أبدًا". صــ 124 ، 125<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ الأديب -
خاصةً الروائي - هو الذي يصور لك عالمًا، يأخذك إلى عالمه الرحب الذي سوف تجد نفسك
بالتأكيد في شيء منه ربما عايشته يومًا ما أو عايشت شيئًا منه توارى في مملكة
الذكريات المطوية، أو تمنيته بالخيال وفي عالم الأحلام. ولكنك في كل الأحوال لن
تتمكن من النفاذ إلى هذا العالم ما لم تمتلك مفاتيح فك شفراته، وأولها أن تقرأ
دائمًا بين السطور، وأن تعرف لغة الكاتب باعتبارها علامات تؤدي إلى عالمه الخاص
القابع هناك. وهو عالم لا يكون معطى لنا على نحوٍ مباشر؛ ولذلك لا يمكن التعرف
عليه من ظاهر النص فحسب؛ فاللغة هنا تكون مراوغة دائمًا بحيث تقول شيئًا وتقصد
أشياءً. صــ 137، 138<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يبين لنا
هيدجر أن الإسم ليس مجرد إشارة تعين شيئًا ما؛ فمثل هذه الإشارات إنما هي الأسماء
بمعنى الرموز التي نستخدمها في لغة الحياة اليومية والمصطلحات التي نستخدمها في
اللغة العلمية. أما حينما تكون اللغة لغةً بحق (كما في اللغة الشعرية أو الصوفية
على سبيل المثال)، فإن الأسماء أو الكلمات فيها تستدعي وجودًا أو حضورًا لموجودا
بعينها، كما لو كان لها قدرة سحرية أو تعزيمية على استحضار الموجود: فالكلمة هنا
لا تشير إلى الخارج، وإنما تجلب الخارج إلى داخل.. تجعل الوجود مباطنًا في الكلمات
ذاتها أو بحسب تعبير هيدجر البليغ: "اللغة مسكن الوجود؛ ولذلك فإنه يتوقف
وقفة طويلة عند قصيدة شتيفان جئورجه بعنوان "الكلمة" والمؤلفة من سبعة
أبيات.. يتوقف بوجه خاص عند البيت السابع والأخير الذي يقول فيه الشاعر: حينما
تٌفتَقدُ الكلمة..لايمكن لشيء أن يكون. صــ 146<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ الشعر
والفلسفة أم الفلسفة والشعر؟ هل هناك دلالة للتقديم والتأخير في هذه الحالة؟ أرى
أن المسألة هنا هي مجرد المنظور الذي ننظر
منه بحسب الأرض التي نقف عليها، فإذا كانت الفلسفة والشعر أشبه بجبلين
يطلان على وادي مشترك بينهما كما صورهما هيدجر؛
فإن هذا يتوقف على الجبل الذي نقف على قمته.. إذا كنت تنظر إلى الأمر من منظور
أرسطو الذي كان يقف على قمة جبل الفلسفة في عصره، ستجد أن الفلسفة هي الاصل
والمرجع والمعيار حينما يميز الشعر بقوله: إن الشعر يعبر عن الكلي". ولقد
أفاض الفلاسفة في تفسير هذا القول الذي لا يزال صالحًا حتى يومنا هذا؛ لأن الشعر
يشارك الفلسفة في أنه يقدم لنا رؤية كلية للوجود، ولكنها مكثفة في اللغة الشعرية؛
فالشاعر لا يعنيه الحدث الجزئي العابر إلا بقدر ما يكون ممثلًا لحالة لها دلالة
إنسانية عامة. ولكن الشاعر - في الوقت ذاته - لا يعبر عن هذه الدلالة بلغة
التصورات الفلسفية المجردة، وإنما يعبر عنها في طابعها الحسي الملموس الذي يتجسد
فيه المعنى والدلالة بلغة لا يمكن استبدالها، أي من خلال الكلمات بصوتياتها
وإيحاءاتها التي تؤمئ إلى المعنى دون الإفاضة في شرحه وتفسيره. وإذا كنت تقف على
جبل الشعر مثلما وقف حسن طلب وغيره من الشعراء الكبار، فسوف ترى أن الفلسفة لن
تعينك بلغتها التقليدية على رؤية المشهد الذي تراه من قمة جبل الشعر. ذلك أن لغة
التصورات المجردة لن تعينك على الإمساك بتجربة الحياة في طابعها المحسوس والمعيش
والغامض أحيانًا. ولهذا نجد أن بعض الفاسفة قد مالوا إلى التعبير عن رؤاهم
الفلسفية بلغة لا تخلو من الحالة الشعرية. ولا شك أن حالة نيتشه جاءت معبرة عن هذا
المشهد بصورة إبداعية. كما أن أكثر الفلاسفة صرامةً في صياغتهم للقضايا الفسلسفية،
قد وجودا في النهاية أن العالم نفسه أوسع كثيرًا من حدود هذه اللغة المنطقية
الصارمة، واكتشفوا بعد طول تأمل أن تجربتنا في فهم العالم تنطوي على مناطق غامضة
لها طبيعة صوفية تتجاز حدود معرفتنا المباشرة، ومن ثم لا تستوعبها لغتنا المنطقية.
ولا شك أن حالة فتجنشتين قد عبرت عن هذا المأزق على مستوى الدرس الأكاديمي. وإذا كان
نيتشه قد تجاوز هذا المأزق بصورة عملية في صياغته لفلسفته، فإن هيدجر قد تمثله
وأفصح عنه فلسفيًا، أعني على مستوى الدرس الفلسفي.. وعلى غرار هيدجر و نيتشه سار فلاسفة عظام من أمثال جاستون باشلار.. ذلك
العالم الذي تحول إلى الفلسفة، ولكنه لم يصوغ فلسفته في لغة العلم ولا في لغة
الفلسفة التقليدية، وإنما من خلال لغة التأمل الانعكاسي التي تعبر عن خبرات لا
يمكن وصفها من خلال لغة العقل أو التصورات المجردة، ولذلك كان يستعين بمقاطع شعرية
لشعراء كبار فيما بين ثنايا سرده الفلسفي/الشعري. ويكفي القارئ أن يطلع على ذلك من
خلال كتاباته العديدة، وعلى رأسها كتابه الشهير "جماليات الكان". صــ
158 ، 159<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ البحث عن
معنى الشعرية هو بحث في ماهية الشعر، أي في كل ما يجعل أشكال القصيد تشارك في
الشعر، وفحواها أن المعنى الذي تومئ له اللغة الشعرية يكمن في اللغة ذاتها بكل
صوتياتها وإيقاعاتها وصورها الحسية. والحقيقة أن هذه الشعرية يمكن أن تتجلى عمومًا
في سائر أشكال اللغة أو القول؛ ولذلك فإن الحالة الشعرية يمكن أن تتجلى بدرجات
متفاوتة في سائر فنون القول بحسب ثقل طرفي العلاقة بين الصوت والمعنى، فكلما كان
المعنى مباطنًا في حسية الكلمة، مال القول إلى الشعرية. بل إن الشعرية تتجلى أيضًا
في سائر الفنون حينما تعمد إلى الإفصاح والقول من خلال لغتها الخاصة المرئية
واللامرئية (بالمعنى الواسع للغة هنا)، وبهذا الاعتبار يمكن أن نتحدث عن شاعرية
الرواية، بل عن شاعرية الصورة السينمائية على سبيلِ المثال. صــ 166<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-73419966446475525482017-06-24T08:08:00.000+02:002017-06-24T08:08:06.335+02:00الفلسفة الأمريكية المعاصرة (محمد محمد مدين)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• إنَّ ما
حَدَثَ في القرنِ الماضي "التاسعِ عشر" من تغيراتٍ هائلة لا يُقارن بما
يمكن أن يحدث عندما يتم الاقتناع بضرورة تطبيق المنهج العلمي على القيم. (جون
ديوي).<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• أحكام
القيمة أحكام تتعلق بالشروط الحياتية، ونتائج الموضوعات المختبرة والمعيشة؛ فهي
أحكامٌ تتعلقُ بما يجبُ أن يُنظمَ تكوين رغباتنا وعواطفنا ومشاعرنا ومتعنا.
(ديوي).<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">[البراجماتية]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إذا كانت
النتائج هي ما يجمع بين أقطاب البراجماتية على اختلاف توجهاتهم، فإليها يرجعُ
اختلافهم وتباينهم. فقد كان "شالرلز بيرس" معني بالوظيفة العلمية
للأفكار والتصورات، ومن ثم استبعد النواحي الأخلاقية والجمالية والدينية، أو ما
أسماه بالقيم والعلوم المعيارية واعتبرها أمورًا تتعلق بالمشاعر والانفعالات، ومن
ثم لا يمكن في نظره، تناولها بالمناهج العلمية أو الرياضياتية، وذلك لأن الإنسان
الحكيم عندما يكون بصدد أمور جليلة يتبع حدسه وقلبه ولا يثق في رأسه وفكره.. وعلى
ذلك يُعد "تشارلز بيرس"، في نظرنا، المسؤول عن كل الحركات الوضعية
ونظرتها الضيقة للقيم الإنسانية وذلك لأنه ضيق من حدود استخدام التفكير العلمي،
ولم يمتد به ليشمل أفاق الفاعلية الإنسانية. ولكن وليم جيمس لم يقف هذا الموقف المتشدد.
وإنما نظر إلى الخبرة الإنسانية نظرة أوسع وأرحب، وذلك لأن براجماتية جيمس لا تعني
أكثر من كونها (اتجاه للتوجيه، أي الاتجاه نحو التخلي عن كل الأشياء والمبادئ
والمقولات الأولى والضرورات المزعومة، ثم الاتجاه إلى البحث عن الأشياء والنتائج
والثمار والحقائق الأخيرة، وذلك لأن وليم جيمس بعد أن أوضح وجهة نظر تشارلز بيرس
في أن الأفكار عبارة عن قواعد للعمل والسلوك وأن كل فكرة نكونها لأنفسنا عن موضوع
ما هي فكرتنا عن النتائج الممكنة لهذا الموضوع، أوضح لنا أن الاختيار النهائي للحق
هو السلوك الذي يبعث إليه، فمعنى الفكرة يمكن أن يرتبط بنتيجة معينة في سلوكنا
العملي المستقلبي، ومن ثم فإن وليم جيمس يؤكد على النتائج الخاصة ويحلها محل
القاعدة العامة التي وضعها "بيرس"، فلم يكن جيمس يعنى بالعملي إلا ما هو
"مميز" و "محسوس" وفردي" و "جزئي" و
"فعال" مقابل ما هو "مجرد" وساكن" و "راكد" و
"آسن" فمعنى أي قضية ينبغي أن نحدده في إطار بعض النتائج الجزئية في
خبرتنا العملية المستقبلية سواء كانت هذه الخبرة سلبية أو خبرة إيجابية وفعالة..
وعلى هذا يمكننا أن نقول إن براجماتية وليم جيمس براجماتية "إسمية"،
بينما كانت براجماتية بيرس "عقلية" "منطقية"، فقد كان وليم
جيمس يرى أن الأفكار العامة ليست إلا كلمات أو أسماء ليس لها وجود حقيقي، وإنما
الوجود هو مسمياتها. فالاختيار البراجماتي للأفكار عنده هو "معناها
الجزئي"، وقد استمد وليم جيمس هذه الإسمية من نزعته الإنسانية أو فرديته
الواضحة، فهو لا يعتبر مشكلة الكليات مشكلة علمية أو منطقية ولكنها في المقام
الأول مشكلة إنسانية؛ فهذه الكليات فارغة إذا لم تكن تلخيصًا للجزئيات، فالتصورات
العامة لا تصير ذات معنى، من الوجه البراجماتي إلا إذا كان لها تأثر على خبرتنا؛
فمن صميم المنهج البراجماتي يكون اختبارنا لهذه الأفكار العامة والكلية، وذلك لنرى
ما لها من معانٍ جزئية ملموسة ومحسوسة، فأن نختبر فكرة كلية بأخرى كلية لا ينتهي
بنا إلا لحلول نظرية لا معنى لها.. وإذا كان وليم جيمس قد وسع من نطاق الخبرة، إلا
أنه قد أقام فصلًا مزعومًا بين "المنطق" من جهة و "الخبرة" من
جهةٍ أخرى، وذلك لأنه رأى أن أمور الدين والأخلاق لا نستطيع حسمهما على المستويين
الفكري والنظري فقط، وذلك لأن الإنسان ليس مكتوبًا عليه أن ينتظر دومًا حتى يأتيه
الشاهد والدليل العلمي، وذلك لأن هذا الدليل قد يغيب ولا يأتي قبل قيام الساعة،
ومن ثم أفسح وليم جيمس المجال لما أسماه بإرادة الاعتقاد "</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">The will to believe</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span>" أو الرغبة في
الاعتقاد، لأن هناك حالات يتعذر فيها مجيء الحقيقة إلا إذا كان هناك (إيمان
بمجيئها)، فالإيمان أو الرغبة في الحقيقة جزء لا يتجزأ من وجودها.. ص18 ، 19<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لقد لعب
كتاب وليم جيمس في "علم النفس" 1890 دورًا أسياسيًا في أداتية جون ديوي،
واعتبره دستور البراجماتية الذي يعتبر عنها حتى أكثر من كتاب (البراجماتية). ومن
الممكن اعتباره، وبدون مبالغة، علامة مميزة في تاريخ الإنسان العقلي، وقد قدم هذا
الكتاب لجون ديوي تصورًا جديدًا للعقل، فالعقلُ، في نظر وليم جيمس، ليس شيئًا
مغايرًا للطبيعية ولا مخالفًا لها، ولا مفروضًا عليها من مصدر يتجاوزها، وإنما
العقل (عملية) وعي موضعية مستمرة يتم عن طريقها التآزر والتفاعل بين (الإنسان)
ومحيطه، فما العقلُ في أساسهِ إلا وظيفة هدفها خدمة الإنسان في علاقته ببيئته
الطبيعية والاجتماعية وهو أداة مثله مثل العين التي ترى والأنف الذي يشم، ولا
نجانب الصواب إذا قلنا أن هذا التصور البيولوجي الذي قدمه (وليم جيمس) للعقل، لم
يؤد إلى تغيرات حاسمة في أفكار (جون ديوي) فقط وإنما كان له تأثير كبير على فلسفة
(جورج هربرت ميد) الذي كان يعتبر وهو أيضًأ (العمليات العقلية) مجرد وظائف في
عملية التكيف المستمرة بين الكائن ومحيطه. صــ 32<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن تطور
(جون ديوي) الروحي يعبر عن فيلسوف أصيل، فأداتيته الطبيعية تطورت عن (بيرس) و
(جيمس) ولكنه تميز عنهما بأنه كان واعيًا بالبعد الاجتماعي للفكر الفلسفي، فلم يكن
مختصًا في المنطق مثل (تشارلز بيرس) ولا مشغولًا بالفلسفة بهدف تهدئة التوترات
الشخصية مثل (وليم جيمس) وإنما كان مهتمًا بالإصلاح والنقد الاجتماعيين، أي أن
(جون ديوي) كان براجماتيًا أكثر منهما، فقد طور نظرية متكاملة في القيم، ولا نبالغ
لو قلنا أنه بالرغم من أصالة وجدة كتابات (بيرس) و (وليم جيمس) إلا أنها تبدو مجرد
إعداد لفلسفة لم تكتمل إلا على يد (ديوي)، وإذا اعتبرنا (بيرس) بطل البراجماتية
المنطقي، وجيمس بطلها الديني، فإن (ديوي) هو بطلها العلمي، وإذا كنا لا نستطيع أن
نفهم البراجماتية إلا في كتابات (ديوي) فإننا لا نستطيعُ أيضًا أن نفهمَ الفلسفةَ
في القرنِ العشرين دون أن نضع البراجماتية في حسابنا. صــ 37<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ ترى
البراجماتية أن إخفاقنا في تحقق الاتصال بين الأحكام العلمية والأحكام العملية
مرده إلى عدم وجود تنظيم اجتماعي بين العلماء وهذا من جهة وطبيعة أبحاث العلماء
المجردة، ومبالغتهم في التخصص، وقد أدى هذا إلى نعدام الثقة فيما يستطيع العلم أن
يقدمه لنا في نطاق (القيم) و (الغايات)، إلى الحد الذي يضع فيه غلاة (العلمانية)
كلًا من (العلم) و (القيم) على طرفي نقيض، ويزعمونَ أن كلًا منهما يمثل نسقًا
معرفيًا متميزًا عن الآخر، وذلك لأن العلم يدرس (ما هو كائن) بينما تدرس القيم (ما
ينبغي أن يكون)، والمشكلة تظهر بوضوحٍ عندما نعرف أن الأحكام العلمية (تقريرية) </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Assertive</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span> ، ويمكن التأكد منها
بالرجوعِ إلى (الواقع) ، بينما أحكام القيمة تقديرية ومعيارية </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Normative</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span>، فليس لها من ثم صلة
بالمنهجِ العلمي. ولكن (البراجماتيين)، وخلافًا لذلك، يؤكدون على فكرة أن للقيم
(قوة توجيهية وإيعازية). فعنصر (التوجيه) بواسطة فكرة القيمة ينطبق على العلم، كما
ينطبق على كلِ شيءٍ آخر، إذ في كلِ عمل علمي خطوات متتابعة مستمدة من التقديرات
مثل (من الجدير أن نبحث هذه الوقائع كمعطيات أو أدلة)، (من المستحسن محاولة هذه
التجربة أو تسجيل هذه الملاحظة أو التمسك بهذا الغرض أو ذاك)، أو إجراء هذا
الحساب.. وهكذا، فالأحكام العلمية دائمًا مرتطبة بأحكام القيمة، وغير منفصلة عنها
[...] وإذا كانت أحكام القيمة لا تخضع خضوعًا مباشرًا للمنهجِ العلمي، إلا أن هذا
لا يجعلنا نتسرع ونرفضها، لأن في هذا إسرافًا في تطبيق المنهج العلمي وحصره في
نطاق (الكم) فقط، فإبمكاننا دراسة القيم على أساس أنها تعبير غير مباشر عن طواهر
إنسانية مباشرة اندمجت وتداخلت وأنتجت تلك الأحكام، بمعنى أن بإمكاننا أن ندرس
العناصر الأساسية التي أدت إلى إحكام القيمة بالمنهج العلمي، إذا كان من الصعب
دراسة القيمة علميًا بطريقةٍ مباشرة. صـ 69، 70<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إذا كان
أقطابُ البراجماتية يتفقون على أن النتائج العملية، على الرغم من اختلافهم في
فهمها، هي التي تحدد معنى التصورات العقلية المختلفة، فإن البراجماتية تصبح، بناءً
على ذلك، (نظرية معيارية)، أعني (نظرية في القيمة)، فهي عبارة عن معيار (قيمي) يتم
على أساسه توجيه سير أفكارنا، كما أنها تبين لنا على أي نحوٍ ينبغي أن نوضح
أفكارنا، ونحكم عليها بالصدق وبالكذب، وبعبارةٍ أخرى، تقدم البراجماتية (معيارًا) يتم
على أساسه تحديد معنى التصورات والفروض المختلفة وتقييم هذه الفروض والحكمِ عليها،
وذلك على ضوء ما يترتب عليها من نتائج وآثار عملية، ومن ثم يمكننا التمييز بين
المشكلات الحقيقية والمشكلات غير الحقيقية (الوهمية)، والإجابات الشافية ذات معنى
والقيمة والأخرى التي تخلو منها، وذلك على مستويات الفعالية الإنسانية، سواء في
مجال الإدارك أو الشعور أو الوجدان، فنحن إذا طبقنا هذا المعيار البراجماتي على
كثيرٍ من المسائل الميتافيزيقية التي يختلف حولها الفلاسفة مثل مشكلة (الوحدة
والكثرة)، والخلاف بين المثاليين والواقعيين حول طبيعة الوجود والخلاف بين
العقليين والتجريبيين حول أداة المعرفة، فإن هذه الخلافات تصبح لا معنى لها، وذلك
لأن المثالي والواقعي، رغم اختلافهما في المذهب، يسلكان حيال العالم سلوكًا
واحدًا، ومع ذلك لا يترتب عليه أي اختلاف في النتائج والآثار العملية، فعلى الرغم
من أن باركلي يؤكد على أن (الوجود إدراك) وزميله الواقعي يصر على أن الوجود موجود
حتى لو لم يكن هناك فعل الإدراك، فالإثنان يتصرفان تصرفات واحدة تجاه العالم
المادي، ولا يترتب على تصرفاتهما أي اختلاف عملي، وذلك لأن باركلي لا يستطيع أن
يعلق نفسه في حبل ملفوف حول عنقه دون أن تزهق روحه، وعلى هذا فإننا نؤكد على أن
البراجماتية في جوهرها ليست إلا نظرية في القيمة، فهي تقدم لنا معيارًا نستطيع على
أساسه أن نحسمَ كل المشكلات والصراعات الفلسفية.. صــ 72، 73<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن كان
"وليم جيمس" قد ساهم في تشكيل الروح الأمريكية، وباتت الفلسفة
البراجماتية العملية السمة المميزة للفكر الأمريكي، فإن "جوزايا رويس"
كان هو الفيلسوف الذي حاول صياغة هذه النزعة العملية صياغة مثالية، فقال بالبراجماتية
المطلقة. ولئن كان "وليم جيمس" قد حاول إحياء هذه الروح بمطق عملي
براجماتي، تمثل فيه الفردية المقام الأول، فلكل فرد معياره الخاص للصدق، وله
تجربته الدينية الخاصة، فإن رويس قد حاول بعث هذه الروح بصهر الشعوب والأجناس التي
كونت المجتمع الأمريكي في وحدةٍ واحدة. وإن كان جيمس قد ربط قيمة الفرد بعمله
ونتيجة هذا العمل في الواقع، فإن رويس قد جعل من مبدأ (الولاء للولاء) مقياسًا
لقيمةِ الفرد. صــ 76<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ ينتقد
جوزايا رويس نظرية الصدق البراجماتية على أساس أننا إذا قلنا إن صدق الفكرة يتحدد
بالنتائج التي تترتب على الاعتقاد بها فلابد وأن تكون على وعي بمعيار اختيار
النتائج وانتقائها، وذلك لأن هذه النتائج كثيرة كما أنها غير محدودة، وفي حالة
غياب هذا المعيار فإننا سوف نستمر إلى ما لا نهاية، ومن ثم فإننا لن نستطيع أن
نعرف أين ومتى نقف. وبالتالي فإننا إذا لم نكن على علمٍ بالمطلق، فلن يكون
بمقدورنا على الإطلاق أن نحدد الصدق المرغوب فيه، وبالتالي فإن البراجماتية تدفعنا
منطقيًا إلى مذهب المثالية المطلقة </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">absolute
idealism</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span>. فجوزايا رويس يتساءَل عن السبب الذي من أجله تعمل الأفكار
الصادقة، وما هو الضمان الذي يكفل لها الاستمرار في العمل؟ فهو يرى أن (الاختبار
أو المحك الإنساني) من ناحية و (الاختيار القائم على الخبرة) من ناحية أخرى،
سيؤديان، بالضرورة، إلى الفشل والإخفاق، فالفكرة الصادقة ينبغي أن تعمل (فعلًا) أو
تعمل (باستمرار)، وعلى نحوٍ دائم، ولكن البراجماتية ليس لديها مكان للمطلق، ومن ثم
فهي، في نظر رويس، تفشل في تزويدنا بنظرية متكاملة في الصدق. فالصدق ينبغي أن يكون
أزليًا ومطلقًا بجانب كونه عمليًا وأداتيًأ، وذلك لكي يكون متسقًا كاملًا.. صــ 81<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">[الواقعية
الجديدة]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ تتخذ
المذاهب المثالية جميعها نقطة بدئها من الذات أو الشعور. وتنظر إلى الذات على أنها
ليست فقط مسؤولة عن إدراك أو معرفة الأشياء بل عن وجوده أيضًا. فالذات عند هذه
المذاهب المثالية بمثابة الشاشة التي ننظر من خلالها لنرى العالم، أو بمثابة
المركز الذي لابد أن نبدأ به لنصل إلى الوجود. لكن الفلاسفة المثاليين كثيرًا ما
بدأوا بالذات وانتهوا عندها أي أنهم كثيرًا ما ضلوا في متاهات الذات، واتخذوا منها
مدار تفكيرهم، ونسوا أو تناسوا أن يفكروا في الوجود الطبيعي الواقعي. وعندما فكروا
في هذا الوجود لم يقدموا لنا عنه إلا صورة باهتة له هي "صورته المعقولة"
التي تختلف دون شك عن "صورته الواقعية".. فكان على الفلاسفة الواقعيين
أن يبدأوا بداية أخرى. فاتخذوا بدئهم من العالم الحسي، أو بمعني أدق من العالم الطبيعي.
ونقول بمعنى أدق لأن البدء بالعالم الحسي لم يؤد إلى نتائج واقعية عند الفلاسفة
التجريبيين الحسيين (الفلاسفة الإنجليز). وذلك لأنهم فهموا الإحساس على أنه
الإحساس الذاتي أو مجموعة التأثيرات الذاتية الحسية. أما البدء بالعالم الطبيعي أو
بالطبيعة عند الفلاسفة الواقعيين فيرجع إلى رغبتهم في تصور الكون على نحوٍ مستقل
عن العقل أو الذات العارفة أو الإحساس الذاتي. وكلها بمعنى واحد أو وسائل مختلفة
لنتيجة واحدة. وهو يمثل كذلك عندهم ضمانًا أكيدًا لعدم الحيدة عن أرض الواقع
الصلبة. صــ 92، 93<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لجأ
الفلاسفة الواقعيون إلى وسيلةٍ أخرى يقررون بها استقلال الطبيعة عن الذاتِ
العاقلة. فالعقلُ أو الذات العاقلة عند الفلاسفة المثاليين تؤثر في الوجود الواقعي
عن طريق العلاقات أو الراوابط التي تفرضها على الأشياء المادية وتخلعها عليها،
وتمنحها نوعًأ من الوحدة تنظم كثرتها المادية وتردها إلى ضربٍ من التأليف العقلي.
فالعقل عندهم إذن مصدر وحدة هذا العالم المادي. أما الفلاسفة الواقعيون فلا
يوافقون على منح العقل هذه المهمة: مهمة إقامة العلاقات العقلية بين الأشياء. ومن
أجل ذلك ذهبوا إلى أن العلاقات التي توحد وتربط الأشياء والتي يقول عنها العقليون
أنها تصدر عن العقل، قائمة في الطبيعة قيامًا موضوعيًا بين الأشياء المادية نفسها،
عن طريق ما تستطيع أن تقوم به هذه الأشياء من "تشكيلات" وتنظيمات نابعة
من الطبيعة نفسها. صــ96<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ بالرغمِ
من التأثير الكبير الذي كان للبراجماتية على الواقعية الجديدة، فإن هؤلاء
الواقعيين قد وجهوا انتقاداتٍ كثيرة لهذه البراجماتية، وفيما يلي نقدم بعض
الانتقادات التي وجهها (مونتاجيو للبراجماتية ونظريتهم في الصدق. يوجه (وليم
مونتاجيو) نقدًا مزودجًا إلى النظرية التي تربط بين (الصدق) و (النتائج)، فهو يرى
أننا إذا قلنا أن القضية يمكن الاعتقاد في صحتها إذا كانت نافعة من الناحية
العملية، أو إذا أدت إلى نتائج ناجحة، فالعقيدة الدينية مثلًا قد يمكن الإيمان
بصحتها على أساس أنها تُمكِّن معتنقيها من إجادة العمل. وهي بهذا المعنى تكون
مفيدة عمليًا. وقد تؤدي إلى نتائج ناجحة في التطبيق، ولكن (وليم مونتاجيو) يعتبر
أن هذا المقياس يعتبر غاية في النقص، فما أكثر الاعتقادات الباطلة التي أحرز بها
كثير من الناس النجاح العملي لفتراتٍ طويل من الزمن، وكذلك ما أكثر القضايا الصادقة
التي تجلب اليأس، بل وفشل الحركة عند بعض معتنقيها.. ويرفضُ (وليم مونتاجيو)
(التوحيد بين اعتبار النتائج مقياسًا لصحة الاعتقاد)، وبين (العملية التي يُقام
بها الدليل على صحةِ القضية)، وذلك لأن هذا يؤدي بالصدق الفعلي إلى أن يُصبح
(مسألة سيكولوجية)، ومن ثم يدخل في نطاق (الخبرة الفردية)، ويصبح (نسبيًأ) عند كل
فرد مرت به التجربة. فقد أجني نتائج ناجحة في اعتقادي بأن القضية صحيحة، ولعل غيري
يجني نتائج ناجحة لاعتقاده في (بطلان) القضية، فهل تكون القضية صادقة وكاذبة في
آنٍ واحد؟.. ولهذا فهو يرفض هذه النسبية ويرى أن صدق القضية أو كذبها يسبق عملية
التحقق على ضوء النتائج.. ولكن هل يقبل البراجماتيون نقد وليم مونتاجيو، وهو
الفيلسوف الواقعي؟ يرى البراجماتيون، أن الواقعيين، الذي ينتمي إليهم وليم
مونتاجيو، يتخذون من (الحقيقة بمعناها المجرد) صنمًا يعبدوه دون أن يختبوره. ولذلك لا يمكن أن يكون له أي فائدة أو معنى. وقد
يعترضون أيضًا بأن الواقعيين إذا كانوا يرون أن الصدق الفعلي هو (علاقة الاتفاق
بين الأحكام والحقائق والوقائع الخارجية)، فينبغي أن يسلموا بأن مثل هذا الاتفاق
لا يمكن أن يحدث إلا على أساس الخبرات الفردية التي تتصل بهذه الحقائق وهذه
الوقائع والتي يعتمد عليها.. ولكن وليم مونتاجيو يُسلم بأن (الاتفاقات) لا يمكن
اكتشافها بغير الخبرة التي تثبتها، ولكنه يرى أنها حين تُكتَشف بهذه الخبرة، فإنها
تقدم على ما يثبت عدم اعتمادها على هذه الخبرة. أعني أنه في لحظة المعرفة نكتشف
استقلال الحقائق والوقائع عن الذات العارفة. ففي حالة كولمبس الذي اكتشف وجود أرض
على الغرب من أوروبا، ونيوتن الذي أثبت فرضية الجاذبية، وفيثاغورث الذي أثبت فرضه
الهندسي، في كل حالة من هذه الحالات، نجد أن الصدق الذي تحقق يكشف، وبوضوح، عن
أمرٍ لم يكن ليعتمد على عملية التحقق. (فوظيفة الخبرة، ووظيفة تحقيق الصدق على
الخصوص، ليست أن نخلق الأشياء والاتفاقات التي عرفناها وأثبتناها، بل أن (تكشف)
لنا هذه الحقائق. صــ 98، 99 ، 100<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">[المقولات
الجامعة للفلسفةِ الأمريكية المعاصرة]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يجمع
الفلاسفة البراجماتيون والواقعيون في الفلسفة الأمريكية المعاصر على رفض كل صورة
الثنائية </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Duality</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span>
فبدلًا من أن يكون هناك ذات عارفة في مقابل العالم باعتباره موضوعًا للمعرفة، فإنه
عن طريق هذا التفاعل يكون لدينا معابر بين الكائن الحي والبيئة التي يتعيش فيها،
ولكن هذا لا يعني أن الكائن يمثل جانبًا أو طرفًا والبيئة تمثل جانبًا أو طرفًا
مقابلًا، ثم يتوسطهما أو يجمعهما التفاعل باعتباره طرفًا ثالثًا، فالتكامل بين
الإثنين (الكائن الحي وبيئته) أعمق أساسًا من التفرقة أو التمييز الذي لا يحدث إلا
على فترة زمنية، ولا تدل إلا على تفكك جزئي بين ما كان متكاملًا بادئ ذي بدء،
ولكنه تفكك، ولكنه يتمتع بطبيعته الحركية التي تدفعه دفعًا، ما دامت الحياة قائمة،
إلى إصلاح ما فسد. والواقع أن تفاعل الكائن الحي مع بيئته إنما هو المصدر المباشر
وغير المباشر لكل خبرة، كما أن البيئة هي الأصل الذي تنبعث منه الصدمات والمقاومات
والمساعدات والاتزانات التي تكون الصورة حينما تتلاقى مع طاقات الكائن الحي على
أنحاء ملائمة ومناسبة. صــ 104<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ مقولةُ
الاتصال: تعتبر في نظر الفلاسفة الأمريكان أهم مقولة أو خاصية تميز الخبرة، ومما
لا شك فيه أن هذا يعكس أثر الفيلسوف الألماني هيجل، فما يقصده البراجماتيون بمتصل
الخبرة يتفق إلى حدٍ بعيد مع متصل العقل ومتصل الطبيعة ومتصل العقول في مثالية
هيجل الموضوعية، فالاتصال إذا كان أساس فلسفة (هيجل) فهو أيضًا أساس فلسفة (ديوي)
ولكن إذا كانت تجريبية (ديوي) تؤكد على اختلاف وتنوع الظروف على مسرحِ الأحداث
الطبيعية، فإن البراجماتتين، بهذا المعنى، يختلفون عن (هيجل)، وذلك في تأكيدهم على
(الفردية) و (الأصالة) و (التعدد) و (الكثرة)، وهذه الأشياء إنما تحدث في صميم
عالمٍ واحد، فالطبيعة والخبرة لا تمثلان أشياء منفصلة، مستقلة، تضاف حسابيًا إلى
بعضها بل أن الخبرة هي الصورة التي تفرضها الطبيعة في التفاعلات التي تحدث على
المستوى العضوي أو غير العضوي أو هي هذا الجانب من الطبيعة، والذي تصبح سماته
قابلة للمعرفة والتحديد بفضل افتراض الاتصال. وعلى ذلك فالاتصالُ كما هو أساس
فلسفة هيجل، هو أيضاً أساس في فلسفة البراجماتيين بل أنهم اعتبروه المصادرة الأولى
لنظرية المعرفة البراجماتية، التي تقوم على أساسٍ طبيعي بيولوجي، ويرفض
البراجماتيون وغيرهم من الفلاسفة الأمريكان أي فصل تعسفي بين (الخبرة) و (الطبيعة)
وأي نوع من أنواع الثنائية على أي مستوى، مثل الثنائية القائمة بين الفرد
والمجتمع، وبين (الدافع والنتيجة) و (السلوك والشخصية) و (القيم والوقائع) و
(الوسائل والغايات) و (الواقعي والمثالي) و (القيم الذاتية والقيم الموضوعية) و
(الفنون الجميلة والفنون النافعة) ولكن، برغم ذلك، نجد أن بين البراجماتيين بعض
الخلاف اليسير حول هذه الثنائيات، فتشارلز بيرس نجده يعترف بثنائية (الشعر
والحياة) أو (المنطق والخبرة) وأيضًا وليم جيمس الذي أقر بثنائية (الخبرة والعقل)،
ومن الممكن أن نستمر إلى ما لانهاية في تعداد هذه الثنائيات التي أقحمها الفلاسفة
مثل (أفلاطون قديمًا وديكارت حديثًا - دون وجه حق وبتعسف على الخبرة والطبيعة والحياة
الإنسانية فمزقوا ما كان في الأصل متصلًا)... مما سبق نتبين العلاقة الوثيقة بين
مقولتي (التفاعل) و (الاتصال)، فهما تلتقيان وتتحدان حتى يمكن اعتبار الاتصال
الجانب (الطولي) في الخبرة بينما التفاعل جانبها (العرضي)، فعلى أساس الاستمرار
والاتصال تمتد الخبرة وتتشعب ويتعالق أطرافها، وعلى أساس التفاعل تزداد الخبرة
عمقًا ومعنى، فالخبرة ظاهرة متصلة لا تنقطع نظرًا لأن التفاعل القائم بين المخلوق
الحي والظروف المحيطة به واقعة متضمنة في صميم عمليات الحياة. صــ 109، 110، 111<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ وعلى هذا
يترتب بعض النتائج التي يأتي في مقدمتها التأكيد على الجانب الزمني </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Temporal</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span>، والدينامي في الخبرة
والطبيعة، فالبراجماتيون والواقعيون وغيرهم من الفلاسفة الأمريكان، يرون أن
الصيرورة والتطور سمات جوهرية في فهمنا للخبرة والطبيعة، وعلى أساسها نرفض كل ما
هو مطلق وخالد وأزلي، ومن ثم تتبدل نظرتنا لقيم الحق والخير والجمال، فبعد أن كانت
صفات الموجود مطلق خالد أزلي تصبح مرتبطة بالأحداث والمواقف المختلفة، فهي بمثابة
(الحد المثالي) لأي موقف، أو (الغاية) التي نضعها نصب أعيننا باعتبارها حلًا
لإشكال، وعلى ذلك ترتبط أحكام القيمة بالتقريرات المقبولة (المؤكدة) </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Warranted assertibility</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span> في أحكام الواقع،
وبهذا التمييز المزعوم بين (القيم) فالقيم الأخلاقية لا تنفصل عن القيم السياسية
والاقتصادية، ولا تنفصل القيم الجمالية عن القيم الأداتية، فعلى أساس مقولتي
(التفاعل) و (الاتصال) تتحقق وحدة القيم. صــ 111، 112<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يختلف
الفلاسفة الأمريكان عن الفلاسفة الإنجليز (جون لوك - ديفيد هيوم - وغيرهما) الذين
ردوا الخبرة إلى مجرد مجموعة متفرقة من الحالات العقلية أو الإحساسات والانطباعات
وهو ما يتناقض تمامًا مع ما تعلمناه في (البيولوجيا) التي تكشف لنا عن (كائن) يوجد
في (بيئة) يتفاعل معها بكل الوسائل المتاحة له في (الخبرة) التي هي في جوهرها
عبارة عن مجموعة من الوظائف والعادات لأنواع التَّكَيُّف الفعالة والفعاليات
المتنوعة والملامح التي تميز البيئة في المكان والزمان. صــ 118<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">[الفن في
الفلسفة الأمريكية المعاصرة]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لعلنا لا
نجانب الصواب لو قلنا أن كتاب جورج سانتيانا "الإحساس الجمالي" وكتاب
جون ديوي "الفن خبرة" هما الكتابان الأشهر والأكثر ذيوعًا في الساحة
الفلسفية الجمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكننا نرى أن كتاب "جون
ديوي" هو، ومن جهة نظرنا" الذي ُعبر وبصدق عن التصور الأمريكي المعاصر
للفن وللخبرة الجمالية، وذلك لارتباط الأفكار التي وردت فيه، وخلافًا لما ورد في
كتاب جورج سانتيانا، بالعلم والتجربة العلمية والخبرة الإنسانية. وإذا كان جون
ديوي هو "فيلسوف الخبرة" فإن فلسفة الفن عنده هي الأخرى فلسفة الخبرة،
ولكن في صورتها المصفاة المكررة.. ولقد ربط جون ديوي بين الفن من جهة وجوانب
الفعالية الإنسانية من جهةٍ أخرى. ولا جدال في أن الفكرة الأساسية في نظرية جون
ديوي الجمالية هي ما أسماه "بالاتصال بين الخبرة الجمالية والخبرة
العادية" وتبعًا لذلك فإن كل من يتصدى للكتابة في فلسفة الفنون الجميلة عليه
أن يعمل على إعادة أسباب الاتصال بين صور الخبرة في حالات تركزها ونقائها.. ألا
وهي الأعمال والمنجزات الفنية من جهة وبين الأحداث والأفعال والآلام اليومية التي
تؤلف صميم الخبرة وذلك من جهةٍ أخرى، والواقع أن قمم الجبال لا تطفوا في الهواء
دون أن ترتكز على أي شيء، كما أنها لا تستند إلى الأرض أو تقوم عليها فحسب، وإنما
هي الأرض نفسها في مظهر من مظاهر فعاليتها، وليست مهمة المشتغلين، بدراسة الأرض
سوى العمل على إيضاح هذه الواقعة، والكشف عما تنطوي عليه من مضمونات عديدة، وثمةً
مهمة مماثلة تقع على عاتق من يتصدى لدراسة الفن الجميل، فنحن إذا أردنا أن نفهم
الظاهرة الجمالية في أسمى صورها، فلابد أن نبدأ بدراستها في شكلها الخام، وهذا
يعني أن الفن ينبغي دراسته في علاقته بصور الفعالية الإنسانية الأخرى وأنماط
الوجود الطبيعي وهذا من ناحية، وأن نوائم بينه وبين ما هو عملي وذهني وهذا من
ناحيةٍ أخرى، وذلك عن طريق تفسير الجمال بأنه "البعد المثالي" أو
"الجانب المصفى" أو "المكرر" للسمات والكيفيات التي نجدها في
الخبرة العادية. صــ 124، 125<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إذا كانت
الخبرة عملية </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">process</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span>،
وذلك لأن كل ما هو طبيعي عبارة عن (عملية)، فإن ما يظهر لنا على أنه مباشر هو في
الحقيقة "مختار"، تم انتقائه واختياره، وذلك لأن الإدراك نفسه عبارة عن
(عملية تتم فيها الاستجابة لشيء ما متميز في البيئة؛ فليس هناك كائن حي يستطيع أن
يستجيب للبيئة ككل، فالإدراك يلتقط الأشياء التي يستجيب لها، وهو يقوم بتشييد
بيئته، والفنُ خبرة نامية، ومن ثم فإن جوهره هو (العملية) </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">process</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span>، ونستطيع أن نقول أن هدف جون ديوي
من كتابه "الفن خبرة" هو أن يقنع القارئ بأنه لا بديل لنا عن الحساسية
المباشرة للأعمال الفنية، وأن التقدير الفني إنما يتضمن الاستجابة الفعالة من جانب
(المدرك) أو القائم بتقدير العمل الفني إذا كان هذا العمل الفني يتضمن معاني خصبة غنية.
صــ 131<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن
الإيقاع </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">rhythm</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span>
هو الشرط الضروري الذي لا بد من توفره لقيام الصورة الفنية، وهو موجود في الطبيعة
قبل ظهور الفن بصوره، وإلا لكان شيئًا مفروضًا على المادة من الخارج، وذلك بدلًا
من أن يكون عملية تحقق المادة عن طريقها غايتها في الخبرة، ولا شك أن الإيقاعات
الأولى في الطبيعة ترتبط بالوجود الإنساني، فالشروق والغروب والليل والنهار والمطر
والصحو، في تعاقبها المستمر، إنما هي عوامل تهم الموجودات البشرية مباشرةً، وقد
استطاع الإنسان بعد ذلك، مشاركة الطبيعة في إيقاعاتها، ثم نجح في فرض الإيقاع على
تغيرات كانت تفتقر إليه، ويرى جون ديوي أن مصطلح "القانون الطبيعي" هو
مجرد مرادف للمصطلح "الإيقاع الطبيعي"، فليست القوانين العلمية أكثر من
مجرد صيغ للإيقاعات التي تزخرُ بها الطبيعة. صــ 137<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يرى جون
ديوي أن للفن علاقة وثيقة بالحضارة والثقافة، فالفنُ، فيما يرى، كيفية تشيع في أية
خبرة، ولكن الخبرة الجمالية تكون أكثر من مجرد شيء جمالي، لأن فيها جسمًا من
المواد والمعاني، التي لا تعد في ذاتها جمالية، ولكنها لا تلبثُ أن تصبح كذلك
عندما تندرج في حركة إيقاعية منتظمة تتجه نحو التحقق والاكتمال، والمادة ذاتها
(بشرية)، ومن ثم فهي (اجتماعية)، فالخبرة الجمالية مظهر لحياة الحضارة، وسجل لها،
وإحياء لذكراها، ووسيلة للنهوضِ بها، وهي بمثابة الحكم عليها، ولئن كانت هذه
الخبرة نتاجًا يستحدثه الأفراد ويستمتعون به إلا أنهم ليسوا على ما هم عليه في
مضمون خبرتهم إلا بسببِ ارتباطهم بثقافةٍ وحضارة معينة. صــ 150، 151<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-75791826464627940272017-05-30T17:37:00.000+02:002017-05-30T17:37:09.602+02:00اتجاهاتُ الفلسفة ِالآسيوية المعاصرة (علي محمد مبروك، هالة أبو الفتوح)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• يوجد في
عالمِ اليوم ما يكفي من الأديان لكي يكره الناس أحدهم الآخر، ولكن لا يوجد ما يكفي
من الروح الدينية لتلهم البشر بأن يحب أحدهم الآخر. ص9<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• غالبًا
ما تصف الهندوسية الله بأنه جوهرة انعكاس الرغبات؛ إذ يجد فيه كل إنسان انعكاسًا
لمثاله الخاص عن الحقيقة والخير والجمال. ص10<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• الطقوس والميثولوجيا
والفلسفة عوامل ضرورية للتطور الديني فهي بمثابة القشور التي تحمي لب الحقيقة
الدينية واللب هو الجزء الأساسي من البذرة ولكنه دون القشرة عندما يظهر البرعم
تسقط القشرة وعندما يبدأ المرء بالغوص عميقًا في بحثه عن الله يستبعد من الطقوس
والميثولوجيا والفلسفة ما هو غير ضروري. ص13<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• لقد أعيت
الروحُ أذكى العقولِ في التاريخ فاحتضنت العقل البشري وآمن بها دون أن يدركها
ويكشفُ مكنونها. ولذلك نجدُ أن الثقافاتِ الكبرى وقفت أمام معضلات لا تحصى أثناء
تناولها قضايا الروح. كما لو أنها تكشفُ عن الحقيقةِ القائلة إن البحثَ عن الروحِ
هو عينُ البحثِ عن اليقين؛ وهنا يكمنُ مصدر الشك واليقين، القلقُ والثبات، وهي
الحالة التي يجد الإنسان دومًا نفسه فيها عندما يقف أمام تلك القضية التي ترهق
عقله والتي تؤكد على العدم هو مصير الإنسان أينما كان. ص18<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• نحن مجرد
ظلال وهمية للمطلق، والظلُ ليس له وجود حقيقي ومع ذلك، ليس عدمًا.. العالم ظل
للحقيقة ولذلك يتعلق به الحمقى. (سوامي فيفي كاناندا) ص31<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• كل هذا
الجهل يمكن التخلص منه، فقط عندما أدركُ أنني والإله شيء واحد. (سوامي فيفي
كاناندا) ص32<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• الحريةُ
ليس مما يُمنع أو يُمنَح للإنسان وفقًا لظروفه وأحواله، كما أنها لا تُكتَسبُ حسبُ
جدارةٍ علمية أو أخلاقية أو حتى التزام ديني؛ ذلك لأن الحرية هي ماهية الروح. إننا
نعثرُ في أعماقنا على معنى الحرية والكمال، لأن الإله الذي يشكلُ حقيقتنا يحركُ
فينا ذلك السعي حتى نُحقق مقولةَ (الكل في واحد). ص56<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• إذا كان
الإحلال البشري قد نجح بشريًا وثقافيًا في خلق امتداد حقيقي لأوروبا في العالم
الجديد فإن الإحلال الثقافي في العالم القديم لم يفلح إلا في إنتاج أوروبا شائهة
أو بالأحرى استهلاكها والسعي الدؤوب إلى استنساخها. ص134<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• إن طبيعة
الإنسان والموجودات هي ذاتها طبيعتي، لكن عندما يتم منح كل موجود بمنحة مادية
مختلفة وصورة فيزيقية كذلك، عندئذ يحدث الاختلافات. (تشوهسي) ص204<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ غالبًا
ما كان راما كريشنا يصف التجارب الدينية المختلفة بأنها ألحان موسيقية مختلفة. ذات
يوم، وبينما كان يستمع إلى حفلٍ موسيقي، قال لأحد القادة الدينيين الذي كان يرفض
الديانات المختلفة عن ديانته "هل تسمع كم هي شجية هذه الموسيقى؟ أحد العازفين
يصدر صوتًا رتيبًا على مزماره بينما يبدع الآخر موجات لحنية بطرقٍ متنوعة. لماذا
أنتج صوتا رتيبًا عندما أمتلك آلة لها سبعةً ثقوب؟ لماذا أردد "أنا هو، أنا
هو "فقط؟ أريدُ أن أعزف ألحانًا مختلفة على آلتي ذات الثقوبِ السبعة لماذا
أكتفي بقول "براهما! براهما!"أريد أن أتحد مع الله من خلال علاقاتٍ
مختلفة. وقال في مناسبةٍ أخرى متوجهًا إلى بعضِ أعضاء مذهب ديني يؤمن بإله مجرد من
الشكل: "إننا جميعًا ننادي بالله ذاته. لذلك يجب التخلي عن الأنانية والمكر.
بعضهم يقول إن الله مجرد من الشكل وبعضهم الآخر يقول إن اللهَ أشكالًا. أقولُ
فليتأمل المرء في اللهِ ذي الشكلِ إن كان يؤمنُ بالشكلِ وليتأمل الآخرُ في اللهِ
المجرد من الشكلِ إن كانَ لا يرمنُ بأيِ شكل. ما أعنيه أن التعصب شيء، من
السيء أن أشعر أن ديانتي وحدها دين حق وأن
الدياناتُ الأخرى محقة أو مخطئة، حقيقة أو مزيفة. أقول هذا لأن المرء لا يستطيع أن
يعرف الطبيعة الحقيقية لله إلا إذا نجح في تحقيقه. هل تعلمون ما هي الحقيقة؟ لقد
خلقَ اللهُ أديانًا مختلفة لتلائم التواقيت والأزمنة والبلدان على اختلافها،
العقائد دروب عديدة ولكن أيًا منها لا يمثل الله بذاته. بالتأكيد يستطيع المرء
بلوغ الله إذا اتبع بإخلاص أي طريق من الطرق. وإذا افترضنا أن هناك أخطاء في
الديانة التي قبلها المرء، صحح له الله هذه الأخطاء، إن كان صادقًا ومجتهدًا. صــ
7، 8<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ نجحت
طبقة البراهمة في تحديد غاية الوجود في ذلك السعي الروحي لإدراك المطلق في ذاته،
ذاتًا وصفاتًا، إذ أن من عرف هذه الذات وتلك الصفات وسعى لتحقيقها نال النعيم
والخلود، الذي لا يعقبه ميلاد ولا شقاء ولا موت. الأمر الذي أدى إلى ظهور الدعوى
لإنكار العالم وإرادة الحياة ومن ثم هيمنة نزعة الزهد والتقشف على الفكر الهندي
بمختلف تياراته. ومن اللافتِ أن هذه الغاية الروحية قد كُتِبَ لها السيادة
والهيمنة على الفكر الهندي القديم والحديث ليس فحسب بين التيارات والمذاهب التي
دعمت سلطة البراهمة ولكن أيضًا بين المذاهب التي اختلفت معها فكريًا. وكأن الخلاف
مع البراهمة لم يكن خلافًا فقهيًا أو عقائديًا بقدر ما كان خلافًا سياسيًا أو -
إذا جازَ لنا ذلك - سلطويًا.. وهكذا سعت السلطة إلى تحويل المجتمع الإنساني إلى
مجتمع روحاني أي إلى أرواح تسعى في الأرض بلا رغبات ولا شهوات ولا أماني تخص هذا
العالم أملًا في أن تشارك المطلق الإلهي، ولذلك يبدو أن تاريخ الإنسانية لم يشهد
هذه القسوة في إهمال البدن في مقابل المغالاة في الاهتمام بالروح وبضرورة هيمنة
هذه الروح على كل جوانب الحياة اليومية كما حدث في الهند. صــ 21<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ [...]
ومن ثم فإن ما نراه في واقعنا المعيش ليس هو الإنسان الحقيقي، الإنسان في ذاته،
إنما هو الإنسان الظاهري المنفصل عن حقيقته بفعل الجهل أو الوهم. وهذا يعني أنه
يقدم تصورًا للعلاقة بين الطبيعة الإنسانية والطبيعة الإلهية، حيث أصبح الإله
والإنسان وحدة واحدة، فاللامتناهي يتجلى دومًا في المتناهي، ولهذا يجب على كل
إنسان أن يعي حقيقته الإلهية ويعمل على إظهارها بحيث تصبح الإنسانية كلها تجليًا
للإلهي وهو ما يخالف الوعي الديني المسيحي الذي عبر عن وحدة الإلهي والإنساني في
إطار تجسد المسيح فقط، حيث اتحد فيه اللاهوت والناسوت وهو ما يرمز إلى استعادة
العلاقة التي فسدت بفعلِ الخطيئة. والسؤالُ الآن: هل حقًا كان المعلم الروحي
فيفيكانندا يعني ما يقول بأن كل روح إلهية على نحوٍ كامن؟ أم أنها مجرد دعوة للثقة
في الروح الإنسانية التي أرهقها الزهد وحط من شأنها التسول؟ صــ 27<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إذا كانت
الكلاسيكيات قد حسمت علاقة اللامتناهي بالمتناهي، المقدس والدنيوي، عبر قضية
"الإتمان" الذي هو جزء أو نفحة من البراهمان، فإن فيفيكانندا قد رفض
فكرة أننا جزء من المطلق، حيث المطلق كل لا يتجزأ، رغم أنه يبدو أنه قابل للتجزئة
عندما ننظر إليه في إطار الزمان والمكان
والسببية. أما عندما نتجاوز هذا العالم الحسي فنحن هو. ومن ثم فإن فكرته عن
أن الأرواح مجرد تجليات وهمية للواحد المطلق، كانت من أجل التأكيد على أنه لا يوجد
سوى المطلق الذي يمكن إداركه فيما وراء التعدد الظاهري. ولعل ذلك يرجع في الحقيقة
إلى أن تعدد الأراوح يتناقض مع إيمانه بقضية محورية لديه، ألا وهي وحدة الوجود
والتي أزعم أنها لم تكن مطروحة عبر الكلاسيكيات. وهكذا كانت قضية الظل نقطة انطلاق
للتوحيد بين العلة والمعلول حيث لا يوجد اختلاف بين المطلق وما يصدر عنه، إذ إن
الاختلاف يبدو فقط خلال هذا العالم، فالعلة لا تختلف عن المعلول، فأنا هو، ومن يرى
أن ثمة اختلافًا بين الإله (العلة) والإنسان (المعلول) فهو واهم.. وفي الحقيقة فإن
فيفيكانندا كان أكثر إخلاصًا للتصور الذي يذهب إلى أن كل الأرواح انعكاسًا لحقيقة
واحدة، وذلك للحفاظ على غاية أعم وأشمل يريد أن يدشنها ليس داخل الهند بمذاهبها
المتنوعة فحسب، بل أيضًا داخل العالم كله، ألا وهي وحدة الإنسانية كلها استنادًا
إلى وحدة الروح، ومن ثم التأكيد على المساواة بين البشر، ثم الانتقال منها إلى
وحدة الوجود كله. أما تصور أن كل روح إلهية قد تنطوي في ذاتها على ما يدمر هذه
الوحدة المنشودة، ولكن إذا كنا جميعًا ظلالًا لحقيقةٍ واحدة وأن المطلق متحقق فينا
جميعًأ دون فرق بين شعبٍ وآخر، أو بين طبعة وأخرى، كيف يمكن تفسير الاختلاف فيما
بيننا؟. يرجع فيفيكانندا هذا الاختلاف إلى أن تجلي المطلق بين البشر يتحقق على
نحوٍ متفاوت بحيث يختلف هذا التحقق من شخصٍ لآخر، غير أن هذا الاختلاف ليس اختلافًا في النوع بقدر ما هو اختلاف في
درجةِ التجلي أو الظهور، وعليه فلا يوجد فرق بين الآثم والقديس سوى في درجة
التجلي، فكلاهما إله ولكن نجح أحدهما في تحقيق ألوهيته، بينما فشل الآخر. صــ 33 ،
34<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ كثيرًا
ما يوظف فيفيكانندا في هذا السياق أقوال السيد المسيح كنموذج يؤكد من خلاله على أن
للدينِ خطابان، خطابٌ للعامة، التي هي دائمًا في احتياج إلى كل ما هو ملموس ومدرك
بالحواس، والآخر للخاصة (الصفوة) التي تبحث عن أشياء تسمو على المادة بل ويناضلون
من أجل ذلك. ولهذا يرى أن الإنسان قبل أن يحقق تلك المعرفة الصوفية نخاطبه بعبارة
(صلِ لأبيكِ الذي في السماء). ولكن بعد أن يصل إلى أعلى درجات الوعي الروحي حيث لا
يرى فرقًا بين الأشياء من حوله، وعندما يدرك الألوهية التي هي طبيعته الحقة،
وعندما يعي مقولة أنا وأبي حقيقةً واحدة، يتعلمها ثم يكررها على نفسه ويتأملها حتى
تمتزج بكل قطرة من دمائه وتختلط بأقواله وأفعاله، وعندئذٍ يقول له المسيح (مملكة
السماء في داخلك).. وهكذا لم يعد العالم منقسمًا إلى مملكتين، مملكة السماء ومملكة
الأرض، الأولى يطمح المؤمن إليها والثانية يعيشها العامي الذي يجهل الحقيقة
ويستمتع بلذتها الوقتية ورغباته الزائلة، وإنما أصبحت مملكة السماء من نصيب
العامة، التي تضع عالمًأ آخر مقابلًا لعالمنا الدنيوي، يسمو عليه ويجعل السماء
مقرًا لها، أما العالم الآخر وهو عالم الصفوة فهو عالم الذات، الذي يوجد في أعماق
كل منّا، هو عالم الروح حيث التوحد مع الكل. صــ 39<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إننا
جميعًا نحيا في هذا العالم ونرى أن التغير يهيمن على كلِ شيء ومع ذلك فنحن نتعلق
به ونظن أنه ثابت، فالأشياء تظهر ثم تختفي ولا يبقى شيء، ولا يستطيع أحد أن يوقف
هذا التدفق وتلك الصيرورة ومع ذلك فنحن نتعلق بتلك الأشياء ونحزن عندما تختفي.
فنحن نرى الموت في كلِ لحظة ونرى الحزن والألم يعقب كل شعور بالسعادة، ورغم ذلك
نسعى دائمًا لتناسي هذا الأمر، إننا نسعى لخلق نمط من السلوان لأنفسنا وذلك عبر
الاستغراق في كل أشكال المتع، والتي بالضرورة تولد قدرًا مساويًا من الألم، وتلك
هي المايا، (الجهل)، ولهذا فإن الاستغراق في خلق مزيد من المباهج الحسية بجانب
المعاناة التي نصطدم بها يؤديان إلى مزيد من الاغتراب عن حقيقتنا الخالدة. فكلاهما
له ذات التأثير في تشكيل الحجاب الذي يحجب عنا الحقيقة، وكلاهما يجعلنا عبيدًا
للمايا، ومن ثم يزداد تعلقنا بالجسد والعالم المادي، فلا نعود نرى الإله لا في
الداخل ولا في الخارج. صــ 47<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ في الوقت
الذي يقلل فيه فيفيكانندا من قيمةِ المعرفة العقلية وما تشمله من عمليات التفكير
والتعقل إلا أنه يُعلي من شأنٍ التأمل باعتباره النقطة التي تمثل الانفصال عن
العالم المادي وتجاوز الواقع المعيش عبر الاستغراق في مقولات تتجاوز كل ما هو ظاهر،
حيث أن جوهر المعرفة يكمن في التجاوز بل والتخلي عن العالم المادي وهذا هو دور
التأمل وليس دور التعقل، لأن التعقل يتعلق دائمًا وبشكلٍ ما بما هو محسوس. صـ 59<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إنَّ جمع
الأفغاني بين السلطتين (الدينية والسياسية) قد كان بمثابة إرهاصٍ بما سوف تنتهي
إليه لاحقًا فيالق الإسلام السياسي من اعتبار أن "السلطة السياسية" هي
أحد الأصول الهامة التي لا قيام للدين من دونها؛ وبحيث راحت "الدولة"
تأخذ موقع الشرط اللازم لإكمال إقامة الدين؛ بل إنه راح يجري اعتبارها ركنًا
جوهريًا من أركانه. حيث إن ثمة من سيمضي من الجماعاتِ المتأخرة - كجماعة التكفير
والهجرة" المصرية مثلًا - إلى تعليقِ أداءِ بعضِ العباداتِ والفروضِ الواجبةِ
على المسلم - كصلاةِ الجمعة - طالما أن "الجماعة المسلمة" لم تبلغ حد
"التمكين" في الدولة؛ وبمعنى أنها لم تُمسكُ بدولابِ السلطة بعد. صــ
112<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ رغم أن
الفكر الصيني عامة والكونفوشية خاصة يعدا - إلى حدٍ ما - من أكثر الأنساق وضوحًا
وموضوعية في القضايا التي يتم تناولها نظرًا لتحررهما من الطابع المجرد وتعلقهما
بالواقعِ المعيش، حيث اصطبغا بالطابع العقلي العملي، فإن البوذية - مع دخولها إلى
الصين - قد أخذت الفكر الصيني إلى منعطفٍ بات فيه أكثر انشغالًا بالقضايا المجردة؛
وبما ترتب على ذلك من ازدياد مساحة الغموض في معالجة القضايا المثارة بسبب صعوبة
التمييز بين الفيزيقي والميتافيزيقي فيها [..] وهكذا فإن التأسيس الميتافيزيقي
الذي أعاد إحياء الكونفوشية في سياقه لم يتسبب في انكماش الدور الإنساني في الكون،
أو الإقلال من قيمةِ عالمنا الدنيوي لصالح عالمٍ آخر، بل على العكس من ذلك فقد أدى
العنصر الغيبي إلى انفتاح الممكن الإنساني على آفاق تتجاوز ما هو ملموس ولكنه يقوم
ضمن حدود عالمنا الواقعي. فما زال العالم الدنيوي هو الحيز المكاني الوحيد المتاح
أمام الإنسانية لكي تحقق وجودها المثالي تأكيدًا لاعتقادهم بأنه أفضل العوالم
الممكنة. صــ 189 ، 190</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-38833987519008219602017-05-16T21:51:00.000+02:002017-05-16T21:51:00.952+02:00حيونةُ الإنسان (ممدوح عدوان)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>• لقد بذل الجانب "البشري" الاستغلالي المسيطر جهودًا
كبيرة لإخفاء توحشه، ولبست جهود كثيرة منها لبوس العلم أو الدين. ص46<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• توفير حاجات الرفاه والابتعاد عن الجهد العضلي واستنباط متع جديدة (غير
حسية) في الأدب والموسيقى والفنون الأخرى، وتربية النشء الجديد تربية حضارية
تساعد، كلها على الابتعاد عن الوحش (الكامن في الإنسان) وعلى تقليص دوره تدريجيًا
حتى إفنائِه. ص58<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• تاريخُ الإنسانِ المقموع، وهو الغالبيةُ العُظمى من البشر، هو تاريخُ
الإنسانِ المتحولِ إلى شيءٍ آخرَ غير الإنسان. هو تاريخ تشويه الإنسان وتزويره.
ص77<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• مجتمعاتُ القمعِ هي المجتمعاتُ التي تضعُ هدفَها أنه لا بد من أن يتغير
شيء ما في الإنسان لضمانِ انصياعه التام والدائم. ص93<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الشخصُ الذي يأنف في أعماقهِ من السرقة والقتل والاعتداء قد يرى نفسه وهو
ينفذ هذه الأفعال بشيء من اليسر حين يؤمَرُ بفعلها من قِبَل سُلطة معينة. ص94<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• حين تسكت عن حقك الواضح، بسبب الخوف غالبًا، فإنك لن تتوقع من الآخر أن
يحترم لك هذا الحق، سيتصرف في المرةِ القادمة وكأن التطاول على حقوقك من المسلمات.
ص104<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الذي حول الوحوش الضارية إلى مخلوقات مسلية في السيرك، وجعل الفيلة
تقف على رؤوسها، والأسود تقفز كالبهلوانات، قد اكتشف أنه يستطيع أن يجري التحويل
ذاته على الإنسان، حوله إلى مخلوق مسلوب الإرادة. ص105<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• لا بد لنا أن ننتبه إلى الازدواجية المرعبة في بعض المجتمعات القائمة على
العنف، فالأرستقراطية البيضاء التي تسمع الموسيقى الكلاسيكية، والتي يغمى عليها
إذا شاهدت فأرًا، هي نفسها التي تعلق رؤوس الحيوانات في صالونها، وإلى جانب هذه
الرؤوس فروات رؤوس هنود حُمر. ص106<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن المقموعين تاريخيًا، حين يجدون متنفسًا ويتوصلون إلى سلطة ما، فإنهم
يريدون أن ينتقموا داخل نفوسهم من كلِ مشاعر الخوف والتذلل التي عرفوها، ولذلك
يصبحون أشد قسوة من مضطديهم.. ص112<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ كم فقدنا من كرامتنا وتضامننا الإنساني وإحساسنا بإنسانيتنا حتى صرنا
نتعود الإذلال المحيط بنا، لنا ولغيرنا؟! وحتى صرنا نقبل هذا العنف والتعامل غير
الإنساني الذي نُعامل نحن به أو يُعامل به غيرنا على مرأى منا في الحياة أو حين
نقرأُ عنه أو نراه على شاشات التلفزيون. (وسنتجاهل أننا نحن نعامل غيرنا أحيانًا
بهذه الطريقة: أولادنا أو مرؤوسينا أو الذين يقعون بين أيدينا من أعدائنا مثلًا،
أو السجناء الذين بين أدينا، مفترضًا أن بعض من يقومون بهذه المهمات يمكن أن
يقرؤوا ما أكتب). وينعكس تعودنا على هذا الإذلال في أننا صرنا نعد أن تعذيب السجين
أمر مفروغ منه. لم نعد نساءل عن أثر ذلك التعذيب في السجين الضحية، حتى بعد خروجه
من السجن، كما أننا لم نعد نتساءل عن أثر التعذيب في منفذه. وهل يستطيع بسهولة أن
يعود إلى حياته اليومية العادية بعد خروجه من غرفة التعذيب، كما لو أنه خرج من
المرحاض لكي يستأنف حياته. صــ 13<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ يشيرُ كتاب "التعذيب عبر العصور" بحذر إلى استمتاعنا جميعًا
برؤية مشاهد العنف والقسوة في السينما والتلفزيون والأدب. وهناك الجلاد الذي يعذب
ضحاياه وهو لم يعد يريد معلومات أو اعترافات، يعذب ليستمتع. وهناك تجارة
"فنية" واسعة تقوم على تسويق أفلام تحتوي على نحو أساس على التعذيب.
وسنكتفي هنا بالإشارة إلى آخر ما توصلت إليه هذه التجارة التي تقوم أصلًا لإرضاء
أذواق مستهلكيها، وهي تجارة الأفلام المهربة، وهذه أفلام لا يمكن لأي سلطة مهما
كانت بدائية أو متحضرة أن تسمح بعرضها على جمهورها، أي لا يمكن لها أن تتحمل
مسؤولية الاعتراف بأن الناس، لديها، يستمتعون بهذه الوحشية. ولكن بالمقدار ذاته لم
تستطع أي سلطة منه تهريبها، ولهذا تظل التجارة قائمة، وتُرصد لها الملايين لكي
تجني منها الأرباح بالمليارات. ما يعني استمرار وجود من "يستهلكونها، أي
يستمتعون بها.. صــ 39 ، 40<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن اللغة، هنا، تبدو فقيرة، وحين نضطر لاستخدام كلمات "وحش" و
"وحشي" و "متوحش"؛ فإننا نتواطأ مع جنسنا البشري لكي نظلم
الوحوش. فقد دلت الأبحاث والتجارب على أن ما نصفه بالوحشية هو سلوك خاص بالإنسان.
وإيريك فروم يقول إن الإنسان يختلف عن الحيوان في حقيقة كونه قاتلًا، لأنه الحيوان
الوحيد الذي يقتل أفرادًا من بني جنسه ويعذبهم، دونما سبب بيولوجي أو اقتصادي،
ويحس بالرضى التام من فعل ذلك. وفي كتاب "التعذيب عبر العصور" ترد هذه
الفقرة الهامة في التمييز بين الإنسان والحيوان: "فالوحوشُ لا تقتلُ
المخلوقات الأخرى من أجل الابتهاج والرضى فقط، والوحوش لا تبني معسكرات اعتقال أو
غرف غاز، ولا تعذب الوحوش أبناء جنسها إلى أن تهلكم ألمًا، ولا تستنبط الوحوش متعة
جنسية منحرفة من معاناة أقرانها وآلامهم". صــ 49 ، 50<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ في دراسةٍ عن الاغتصاب، نشرت مجلة التايم العدد (5 أيلول/ سبتمبر 1983م)،
ومن خلال بحث بين مرتكبي جرائم الاغتصاب أن الجنس ليس وحده ما يحرك المغتصب، بل
"الاغتصاب هو التعبير الجنسي عن العدوانية"، وتبين أن معظم هؤلاء
المغتصبين ينظرون إلى الفعل الجنسي ليس فقط على أنه مفرج عن الكبت؛ بل على أنه يحط
من قدر الطرف الآخر. وهم بهذا نتاج لثقافة تؤكد على هذا الرأي. ومن ثم فإن المغتصب
يستخدم الجنس كسلاح للحط من قدر المرأة (أو قومها)، أو كما يقول أحدهم:
"الطريقة الوحيدة التي تجعلني أحس بأنني أفضل منها هي أن أجعلها تحس هي بأنها
أسوأ منها". صــ 51 ، 52<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إذا نظرنا إلى الجانب الأفضل من الإنسان وتاريخه نستطيع أن نستنتج أن
تاريخ "تطور" البشرية هو تاريخ محاولات الإنسان الابتعاد عن هذا الوحش
الكامن في أعماقه، أو عدم السماح له بالنمو على أمل التواصل إلى التخلص منه
نهائيًا. وهذا الوحش الذي صار قابعًا في الأعماق مشكلة أساسية من المشكلات التي
حاول رجال الفكر والأدب معالجتها، والتي حاولت الأديان ترويضها بالدعوة إلى
التسامح والمحبة والإخاء. صــ 53<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ الإنسان نفسه كما يقول جوزيه دي كاسترو في كتابه الهام والخطير
"جغرافية الجوع"، فهو خبير تغذية في الأمم المتحدة، "إذا تسلط عليه
الجوع التام صار سلوكه من العنف مثل سلوك الحيوان تمامًا... والجوع يهدم الشخصية
ويقضي على التجاوب الطبيعي بين الإنسان وجميع مؤثرات البيئة التي لا تمت بصلة إلى
إشباع غريزة الأكل. أما العوامل الأخرى التي تصوغ السلوك البشري فلا يبقى لها أثر،
وكذلك دوافع المحافظة على الحياة وتحكم العقل تختفي بالتدريج إلى أن ينتهي بانعدام
كل حذر وكل وازعٍ من ضمير، وعندئذ يستحيل الإنسان، كما يقرر شبنجلر، أكثر مما
يستحيل في أي وقتٍ آخر، إلى حيوانٍ ضارٍ..". صــ 93<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ كل نظام استبدادي يطرح هذه الظاهرة الخطيرة. إن صلاحيات الجلادين
المذعورين الراغبين في الانتقام من ماضيهم لا تقتصر على الزنزانات، بل إن هؤلاء
الجلادين ينقلون زنزاناتهم وسياطهم ووحشيتهم معهم أينما تنقلوا ويحولون المجتمع
كله إلى زنزانة واحدة كل إنسان فيها معرض للضرب والإذلال والإهانة والسلب في أي
لحظة، ومن دون سبب واضح بالضرورة. وهؤلاء الذين ينشرون الذعر يشعرون، بوعي أو من
دون وعي، بأنهم يتحركون ضمن مجتمع مذعور، فتظل غرائزهم العدوانية مستيقظة ومستمتعة
بذلك الذعر الذي يسود المجتمع. صــ 113، 114<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ هناك مقولة تكرر الأيام إثبات صحتها، وهي أن مجتمعات القمع، القامعة
والمقموعة، تولِّد في نفس كل فرد من أفرادها ديكتاتورًا، ومن ثم فإن كل فرد فيها،
ومهما شكا من الاضطهاد، يكون مهيأً سلفًا لأن يمارس هذا القمع ذاته الذي يشكو منه،
وربما ما هو أقسى وأكثر عنفًأ، على كل من يقع تحت سطوته، فالمثل المحتذى متوفر
أمامه كل يوم في من يضطهدونه، وهو شاء أم أبى يرى فيهم ما يمكنه أن يقلده، ولهذا
يتبين أن الموظف الضعيف الهزء والمسخرة له أنياب لا تقل حدة وإيذاء عن أنياب من
يهزؤون منه ويسخرون أو يسخرون منه، ولا تظهر هذه الأنياب، أنيابه، إلا حين تتاح له
الفرصة للترقي الوظيفي، وحين يصبح آمرًا على آخرين يستطيع أن يضرهم وينفعهم. صــ
147<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[كُتُب يمكن الرجوعُ إليها]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">1- التاريخ الطبيعي للاغتصاب (روندي ثورنيل و كريغ ت)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">2- تاريخ الشيطان (وليام وودز)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">3- التعذيب عبر العصور (بيرنهاردت هروود)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">4- رواية "العسكري الأسود" (يوسف إدريس)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">5- مسرحية "الرجلُ الذي صارَ كلبًا" (أوزفالدوا دراغون)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">6- رواية "الناسُ والسراطين" (جوزيه دي كاسترو)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">7- جغرافية الجوع (جويه دي كاسترو)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">8- طاعة السلطة، نظرة تجريبية (ملغرام)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">9- التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور (مصطفى حجازي)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">10- دفاعًا عن الجنون (ممدوح عدوان)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">11- المتنمر تحت النظر (تيم فيلد)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">12- في أصلِ العنفِ والدولة (علي حرب)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">13- اغتصاب الجماهير بالدعاية السياسية (سيرج تشاكوتين)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">14- الطاغية (إمام عبد الفتاح إمام)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">15- رواية "مزرعة الحيوانات" (جورج أورويل)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">16- رواية "1984" (جورج أورويل)<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">17- طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد (عبد الرحمن الكواكبي)</span><span dir="LTR" style="font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-63511350697006206702016-12-28T21:43:00.001+02:002016-12-28T21:43:08.159+02:00سيكولوجية الجماهير (غوستاف لوبون)، ترجمة (هاشم صالح)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن معظم القواعد والقوانين الخاصة بحكم البشر وقيادتهم والتي استخلصها
ماكيافيلي لم تعد صالحة منذ زمنٍ طويل. وعلى الرغم من مرور أربعة قرون على هذا
الرجل العظيم فإن أحدًا لم يحاول إكمال عمله. (في كتابه "علم النفس
السياسي")<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• لقد كانت الحضارات قد بُنِيتْ ووجهت حتى الآن من قبل أرستقراطية مثقفة
قليلة العدد، ولم تُبنَ أبدًا من قبل الجماهير. فهذه الأخيرة لا تستخدم قوتها إلا
في الهدم والتدمير. كما أن هيمنتها تمثل دائمًا مرحلة من مراحلِ الفوضى. ص47<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن معرفة نفسية الجماهير تشكل المصدر الأساسي لرجل الدولة الذي يريد ألا
يُحكَم كليًا من قبلها، ولا أقول يَحكُمها لأن ذلك قد أصبح اليوم صعبًا جدًا. ص48<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الجمهور النفسي هو عبارة عن كائن مؤقت مؤلف من عناصر متنافرة ولكنهم
متراصو الصفوف للحظة من الزمن. إنهم يشبهونَ بالضبط خلايا الجسد الحي التي تشكل عن
طريق تجمعها وتوحدها كائنًا جديدًا يتحلى بخصائص جديدة مختلفة جدًا عن الخصائص
التي تمتلكها كل خلية. ص56<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الظواهر اللاوعية تلعب دورًا حاسمًا ليس فقط في الحياة العضوية أو
الفيزيولوجية، وإنما أيضًا في طريقة اشتغال الذهن أو آلية العقل. والحياة الواعية
للروح البشرية لا تشكل إلا جزءًا ضعيفًا جدًا بالقياس إلا حياتها اللاوعية. ص56،
57<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الفرد المنخرط في الجمهور هو عبارة عن حبة رمل وسط الحبات الرملية
الأخرى التي تذروها الرياحُ على هواها. ص60<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الإنفعالات التحريضية المختلفة التي تخضع لها الجماهير يمكنها أن تكون
كريمة أو مجرمة، بطولية أو جبانة وذلك بحسب نوعية هذه المحرضات. ولكنها سوف تكون
دائمًا قوية ومهيمنة على نفوس الجماهير إلى درجة أن غريزة حب البقاء نفسها تزول
أمامها. (بمعنى أنها مستعدة للموتِ من أجلها). ص64<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الجماهير تشبه الأوراق التي يلعب بها الإعصار ويبعثرها في كل اتجاه قبل
أن تتساقط على الأرض. إن دراسة بعض الجماهير الثورية تقدم لنا بعض الأمثلة عن تغير
عواطفها وتنوعها وتقلبها. ص65<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الإنسان المعزول يعرف جيدًا أنه لا يستطيع أن يحرق قصرًا أو ينهب مخزنًا،
وبالتالي فإن مجرد التفكير بذلك لا يخطر على باله. ولكنه ما إن ينخرط في الجمهور
حتى يحس بالقوة الناتجة عن العدد والكثرة. ص65<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الأحداث الأكثر شبهة هي تلك الأحداث التي لاحظها أكبر عدد من الأشخاص.
وإذا قلنا بأن حادثة ما قد لوحظت في نفس الوقت من قبل آلاف الشهود، فإن ذلك يعني
أن الحادثة الحقيقية هي بشكل عام مختلفة جدًا عن الرواية المنقولة عنها. ص72<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن بساطة عواطف الجماهير وتضخيمها يحميها من عذاب الشكوك وعدم اليقين.
فالجماهيرُ، كالنساء، تذهب مباشرةً نحو التطرف. فما إن يبدر خاطر ما حتى يتحول إلى
يقين لا يقبل الشك. والشعور البسيط بالنفور من شيء أو عدم استحسانه يظل في حجمه
الطبيعي لدى الشخص العادي، ولكنه يتحول مباشرةً إلى حقدٍ هائج لدى الفرد المنخرط
في الجمهور. ص74<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• بما أنه لا يمكن تحريك الجماهير والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف
المتطرفة، فإن الخطيب الذي يريد جذبها ينبغي أن يستخدم الشعارات العنيفة. ينبغي
عليه أن يبالغ في كلامه ويؤكد بشكلٍ جازم ويكرر دون أن يحاول إثبات أي شيء عن طريق
المحاجّة العقلانية. وهذه هي الطريقة الشعبية التي يستخدمها الخطباء في الملتقيات
الشعبية. ص75<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• المسرحية التي يتحمس لها الجمهور في بلدٍ ما لا تلقى أي نجاح في بلدٍ آخر
أو أنها تلقى نوعًا من الإحترام المحدود لأنها لا تجيش الحوافز القادرة على إثارة
حماسة جمهورها الجديد. ص75 ، 76<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن نزعتي الاستبدادية والتعصب عامتان لدى كل فئات الجماهير، ولكنهما
تتجسدان بأنواعٍ ودرجات متفاوتة جدًا. ص76<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الجماهير التي تضرب عن العمل تفعل ذلك من أجل إطاعة الأوامر أكثر مما
تفعله من أجل الحصول على زيادة الرواتب. نادرًا ما تكون المصلحة الشخصية محركًا
قويًا لدى الجماهير، هذا في حين أنها تشكل المحرك الكلي تقريبًا لدوافع الفرد
الواحد. ص79<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• لما كانت الأفكار تستعصي على الجماهير إذا لم تتخذ هيئة بسيطة جدًا فإنه
لكي تصبح شعبية أن تتعرض لتحويل كامل. وعندما يتعلق الأمر بأفكار فلسفية أو علمية
عالية نسبيًا، فإننا نلاحظ مدى عمق
التحويل اللازم لكي تنزل من طبقة إلى طبقة حتى تصل إلى مستوى الجماهير. ص83<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الفكرةَ تتعرض لتحولات تجعلها في متناول أيدي الجماهير فإنها لا تفعل
فعلها ولا تؤثر إلا بعد أن تدخل إلى اللاوعي وتصبح عاطفة متماسكة أو متينة.. وهذا
التحول يكون عادةً طويلًا جدًا، فالأفكار الفلسفية التي أدت إلى الثورة الفرنسية
أخذت وقتًا طويلًا قبل أن تنغرس في الروح الشعبية. ص84<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• كل ما يؤثر على مخيلة الجماهير يقدم نفسه على هيئة صورة مؤثرة وصريحة مُخَلَّصة
من كل تأويل ثانوي، أو غير مصحوبة إلا من قبل بعض الوقائع العجيبة الساحرة: كالنصر
الكبير، أو المعجزة الكبيرة، أو جريمة كبيرة، أو أمل كبير.. صــ 88<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها. ص89<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الإنسان ليس متدينًا فقط عن طريق عبادة آلهة معينة، وإنما أيضًا عندما
يضع كل طاقاته الروحية وكل خضوع إرادته، وكل احتدام تعصبه في خدمة قضية ما أو شخص
ما كان قد أصبح هدف كل العواطف والأفكار وقائدها. ص92<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الشعبَ عبارة عن كائن عضوي مخلوق من قِبَل الماضي. وهو، ككل الكائنات
العضوية الأخرى، لا يمكنه أن يتغير إلا بواسطة التراكمات الوراثية البطيئة. ص101<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الشعب لا يمتلك أبدًا أية قدرة حقيقية على تغيير مؤسساته. لا ريب في أنه
يستطيع تعديل اسمها عن طريق إشعال الثورات العنيفة، ولكن المضمون لا يتغير. ص104،
105<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• طباع الشعب - وليس الحكومات - هي التي تحسم مصيرها. ص105<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الكلمات ليس لها إلا معانٍ متحركة ومؤقتة ومتغيرة من عصرٍ إلى عصر، ومن
شعب إلى شعب. وعندما نريد أن نؤثر على الجمهور بواسطتها، فإنه ينبغي علينا أولًا
أن نعرف ما هو معناها بالنسبة له في لحظة معينة، وليس معناها في الماضي أو معناها
بالنسبة لأفراد ذوي تكوين عقلي مختلف. فالكلمات تعيش كالأفكار. صــ 118<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• قوة الكلمات وتأثيرها من الضخامةِ بحيث أنه يكفي على القادة أن يعرفوا
اختيار الكلمات لكي يجعلوا الجماهير تقبل أبشع أنواع الأشياء. ص119<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن سبب وجود الآلهة والأبطال والشعراء أو مبرر هذا الوجود هو خلع بعض
الأمل والوهم على حياة البشر الذين لا يمكنهم أن يعيشوا بدونها. وقد بدا لبعض
الوقت أن العلم يضطلع بهذه المهمة. ولكن الشيء الذي حط من مكانته في نظر القلوب
الجائعة للمثال الأعلى، هو أنه لم يجرؤ على توزيع الوعود هنا وهناك، كما أنه لا
يعرف أن يكذب بما فيه الكفاية. ص121<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• لنترك إذن العقل للفلاسفة، ولكن ينبغي ألا نطلب منه ما لا يستطيع: أي أن
يتدخل كثيرًا في قيادة البشر وحكمهم. وليس بالعقل، بل غالبًا ضده، أُبدِعَت عواطف
كعاطفة الشرف والتفاني والإيمان الديني وحب المجد والوطن. ومن المعروف أنها كانت
حتى الآن تمثل أكبر البواعث التي تقف خلف تشييد الحضارات. ص126<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن دور القادة الكبار يكمن في بث الإيمان سواء أكان هذا الإيمان دينيًا
أم سياسيًا أم اجتماعيًا. ص128<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الشيء الذي يهيمن على روح الجماهير ليس الحاجة إلى الحرية وإنما إلى
العبودية. ذلك أن ظمأها للطاعة يجعلها تخضع غرائزيًا لمن يعلن بأنه زعيمها. ص130<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• في الجماهير نجد أن الأفكار والعواطف والانفعالات والعقائد الإيمانية
تمتلك سلطة عدوى بنفس قوة وكثافة سلطة الجراثيم. ص134<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن التأثير المزدوج للماضي والتقليد المتبادل يؤديان في نهاية المطاف إلى
جعل كل البشر التابعين لنفس البلد ونفس الفترة متشابهين إلى درجة أنه حتى أولئك
الذين يتوقع منهم أن يفلتوا من هذا التشابه كالفلاسفة والعلماء والأدباء يبدون
متشابهين في أسلوبهم ومطبوعين بطابع الفترة التي ينتمونَ إليها. ص135<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن العدوى من القوةِ بحيث إنها تفرض على البشر ليس فقط بعض الآراء وإنما
أيضًا بعض الطرق في الإحساس والشعور. فهي التي تجعل الناس يحتقرون في فترة ما
عملًا أدبيا ما، وهي التي تجعلهم بعد بضع سنوات يعجبون بنفسِ العمل، هم الذين كانوا
قد تنكروا له واحتقروه. ص135<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• يمكنك أن تذل الناس وأن توقع فيهم المجازر بالملايين وأن تقود غزوًا
وراءَ غزو، كل شيء مباح لك بشرط أن تملك الهيبة الشخصية والموهبة القادرة على
الحفاظ عليها. ص141<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الهيبة التي تصبح عرضة للنقاش لا تعود هيبة. فالآلهة والأشخاص الذين
عرفوا المحافظة على هيبتهم لم يسمحوا أبدًا بالمناقشة. فلكي تعجب بهم الجماهير
وتعبدهم ينبغي دائمًا إقامة مسافة بينها وبينهم. ص144<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• بدءًا من اللحظةِ التي يأخذ فيها الناس بمناقشة عقيدة كبرى ونقدها فإن
زمن احتضارها يكون قد ابتدأ. وبما أن كل عقيدة عامة ليست إلا وهمًا فإنها لا
تستطيع أن تستمر إلا إذا نجت من التفحص والنقد. ص146<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• ليس هناك من طغيان حقيقي أكبر من ذلك الذي يمارس نفسه على النفوس بشكلٍ
لاواعٍ لأنه الوحيد الذي لا يمكننا أن نحاربه. ص148<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إنَّ روح العِرق تهيمن كليًا على روح الجمهور. إنها الجوهر القوي الذي
يحد من التذبذب والتغير. وتكون خصائص الجماهير أقل حدة وبروزًا كلما كانت روح
العِرق أكثر قوة. صــ 159<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إنَّ جرائم الجماهير ناتجة عمومًا عن تحريضٍ ضخم، والأفراد الذين ساهموا
فيها يقتنعون فيما بعد بأنهم قد أطاعوا واجبهم. وهذه ليست أبدًا حالة المجرم
العادي فتاريخ الجرائم التي ارتكبها الجماهير توضح لنا ما سبق. ص161<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• في الجمهور يتساوى البشر كلهم دائمًا. ورأي أربعين عالم من الأكاديمية
الفرنسية بخصوص القضايا العامة لا يختلف إطلاقًا عن رأي أربعين سقاءً (أو ناقل
مياه). ص180<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن القادة المحركين، ولنكرر ذلك مرةً أخرى، يتحركون قليلًا جدًا بواسطة
العقل والمحاكمة العقلية، وكثيرًا جدًا بواسطة هيبتهم الشخصية. وإذا ما عرَّتهم
منها حالة ظرفية ما فإنهم يفقدون كل تأثير ونفوذ. ص185<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن القادة المحركين في كل العصور، وخصوصًا أولئك الذين برزوا أثناء
الثورة الفرنسية، كانوا محدودي العقل جدًا، ومع ذلك فقد مارسوا تأثيرًا كبيرًا.
ص189<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• نلاحظ فيما يخص المجالس النيابية أن نجاح خطاب ما يعتمد تقريبًا بشكلٍ
كلي على الهيبة الشخصية للخطيب، وليس أبدًا على الحجج أو المقترحات التي يحتويها.
ص190<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• المجالس النيابية المستثارة بما فيه الكفاية والمنوَّمة مغناطيسيًأ تبرز
نفس الخصائص كبقية الجماهير. فهي تصبح عبارة عن قطيع غنم متحرك يخضع لكل الدوافع
الغريزية. ص192<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[أجزاء من مقدمة المترجم "هاشم صالح" لأهميتها البالغة: من ص7
إلى ص34]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">♦♦♦ ينبغي التفريقُ هنا قليلاً بين علم النفس الاجتماعي وعلم النفس
الجماعي. فالثاني يمكن اعتباره فرعًا من فروع الأول. ذلك أن علم النفس الاجتماعي
يدرس العلاقة بين الفرد والمجتمع. ثم إن عمليات دمج الإنسان في المجتمع أو تحويله
إلى كائن اجتماعي. إنه يقوم بالدراسة العلمية للفرد بصفته إنسانًا متأثرًا بأفرادٍ
آخرين وبالمجتمعِ ككل. وبالتالي فهو يدرس كل المشاكلِ المتعلقة بالتربية والتثاقف
والوسط الاجتماعي الثقافي والتمرين الاجتماع وتأثيره على الدائرة العاطفية
والسلوكية للفرد. وفيها نجد المفاهيم التي تتضمنها: كمفهوم الدور الذي يلعبه
الفرد، ومكانته، ومعايير السلوك الطبيعية أو الشاذة ثم علاقات الأشخاص ببعضهم
البعض مع كل عمليات التفاعل والتواصل [..] أما علمُ النفس الجماعي فهو ليس إلا
الفرع الأخير من فروع علم النفس الاجتماعي، وكثيرًا ما يدرس كآخر فصل من فصوله،
وكأنه شيء مهمل أو ثانوي. ولكن يبدو من الصعبِ في عصرنا هذا إهمال مثل هذا العلم
الخطير حيث نجد أن كل شيء يعبر عن نفسه بواسطة الكمية والعدد (كالاقتصاد،
والدعاية، والإعلان، والأيديولوجيات السياسية أو الحزبية أو النقابية أو الدينية،
ثم الاضطرابات الاجتماعية التي تقوم بها الجماهير، والاضطرابات العمالية أو
الطلابية، والثورات، إلخ...). كل هذه الظواهر تندرج تحت إطار علم النفس الجماعي،
أو علم نفسية الجماهير وبالتالي فمن الصعب إهمالها أو استبعادها من ساحة الدراسة
العلمية. نقول ذلك وخصوصًا أن علم النفس الجماعي سابق من حيثُ المنشأ الزمني على
علم النفس الاجتماعي، فهو قد نشأ في القرن التاسع عشر على يد بعض الباحثين
الإيطاليين قبل أن يتبلور بشكلٍ علمي على يد غوستاف لوبون. يضاف إلى ذلك أن علم
النفس الجماعي أو الجماهيري كان أول من اهتم بمسألة هامة جدًا: هي مسألة تلك
الجاذبية الساحرة التي يمارسها بعض القادة أو الديكتاتوريين على الجماهير والشعوب.
وعلم النفس الجماعي يفيدنا ويضيء عقولنا عندما يشرح لنا جذور تصرفاتنا العمياء
والأسباب التي تدفعنا للإنخراط في جمهور ما والتحمس أشد الحماسة للزعيم، فلا نعي
ما فعلناه إلا بعد أن نستفيق من الغيبوبة. وربما جعلنا ذلك أكثر حيطة وحذرًا في
"الإنطباح" أمام زعيم جديد قد يظهر [..] إن النفسية الجماعية لفئة ما
ليست هي مجموع النفسيات الفردية لأعضائها. كما أن الجماعة ليست محصلة لمجموع
الأفراد. وهذا يشبه ما يقوله لوبون عن اختلاف الفرد المعزول أو الواحد عن الجمهور.
فما أن ينخرط الفرد في الجمهور حتى يتغير وينصهر [..] يقول الباحث ب.أدليمان:
"لقد حلت السياسة محل الدين، ولكنها استعارت منه نفس الخصائص النفسية. بمعنى
آخر أصبحت السياسة دينًا معلمنًا، وكما في الدين فقد أصبح البشر عبيدًا لتصوراتهم
الخاصة بالذات". ولكننا شهدنا في السنواتِ الأخيرة تجييشًا كبيرًا للجماهير
بواسطة الدين أو بالأحرى الأيديولوجيات الدينية في البلدان غير الأوروبية غير
المعلمنة [..] الحقائق ليست مطلقة ولا أبدية، وإنما لها تاريخ محدد بدقة، وعمرها
قد لا يتجاوز عمر الزهور، أو قد يتجاوز عمر القرون. إن لها لحظة ولادة ونمو
وازدهار مثلها مثل الكائنات الحية، ثم لحظة ذبول فشيخوخة فموت [..] علمُ النفسِ
يعلمنا أن هناك "روحًا للجماهير" وهذه الروح مكونة من الانفعالات البدائية،
ومكرسة بواسطة العقائد الإيمانية القوية. وهي أبعد ما تكون عن التفكير العقلاني
والمنطقي [..] هكذا نجد أن الفكرة الأساسية في نظرية غوستاف لوبون بسيطة وواضحة
جدًا: فهو يريد أن يقول بأن كل كوارث الماضي القريب التي مُنِتْ بها فرنسا وكل
هزائمها والصعوبات التي تواجهها تعود إلى هجوم الجماهير على مسرحِ التاريخ وعدم
معرفة مواجهته [..] ومن المعروفِ أن الشيء الذي صعق فلاسفة مدرسة فرانكفورت هو كيف
أن الجماهير قد ثارت باسم الفاشية والنازية في أكثر دول أوروبا تحضرًأ ورقيًا: أي
ألمانيا. وكان سؤالهم الأساسي: لماذا لم يستطع عصر التنوير أن يمنع ذلك ؟ بمعنى
كيف أن البربرية تعود للإنبثاق من جديد حتى بعد التنوير والتحديث وانتصار العلم
والتكنولوجيا [..] لولا الحلم والهم لما ثارت الجماهير الجائعة لا في الماضي ولا
في الحاضر تحت قيادة الزعماء والمحركين. ولولا الوهم الطوباوي بتحقيق الجنة على
الأرض لما ثارت الجماهير العمالية في أوروبا تحت قيادة الأحزاب الشيوعية [..]
الجماهير مجنونة بطبيعتها. فالجماهير التي تصفق بحماسة شديدة لمطربها المفضل أو
لفريق كرة القدم الذي تؤيده تعيش لحظة هلوسة وجنون. والجماهير التي تصطف على جانبي
الطريق ساعات وساعات كي تشهد من بعيد مرور شخصية مشهورة أو زعيم كبير للحظات خاطفة
هي مجنونة. والجماهير المهتاجة التي تهجم على شخص لكي تذبحه دون أن تتأكد من هو
المذنب هي مجنونة أيضًا، فإذا ما أحبت الجماهير دينًا ما أو رجلًا ما تبعته حتى
الموت كما يفعل اليهود مع نبيهم والمسيحيون المتعصبون وراء رهبانهم والمسلمون وراء
شيوخهم. والجماهير تحرق اليوم ما كنت قد عبدته بالأمس، وتغير أفكارها كما تغير
قمصانها. ((<span style="color: blue;">إلى
هناك انتهى تلخيص المقدمة</span>))<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن الكُتَّاب المقربين من بورجوازيتنا الحاكمة والذين يعتبرون أفضل
ممثلين لأفكارها الضيقة ووجهات نظرها المحدودة
وشكوكيتها المختزلة وأنانيتها المفرطة أحيانًا قد أخذوا يشعرون بالهلع والخوف أمام
هذه السلطة الجديدة التي يرونها تبزغ وتكبر أمام أعينهم. وهم لكي يحاربوا هذا
الإضطراب الذي يصيب النفوس راحوا يوجهون النداءات اليائسة للقوى الأخلاقية للكنيسة،
هذه الكنيسة التي طالما احتقروها في الماضي. وقد أخذوا يتحدثون عن إفلاس العلم
ويذكِّرونا بتعاليم الوحي وحقائقه. ولكن هؤلاء المعتنقين الجدد للإيمان ينسون أنه
إذا كانت العناية الإلهية قد مسَّتهم أخيرًا، فإنها لا تمارس نفس التأثير على
الآخرين غير المكترثين بمشاكل الدار الآخرة. والجماهير التي لم تعد تريد اليوم
آلهة كان أسيادها السابقون قد تنكروا لها بالأمسِ وحطموها. صــ 46<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن ذوبان الشخصية الواعية للأفراد وتوجيه المشاعر والأفكار في اتجاه واحد
يشكل الخصيصة الأولى للجمهور الذي هو في طور التشكل. ولكن ذلك لا يتطلب بالضرورة
الحضور المتزامن للعديد من الأفراد في نقطة واحدة. ذلك أنه يمكن لآلاف الأفراد
المنفصلين عن بعضهم البعض أن يكتسبوا صفة الجمهور النفسي في لحظة ما وذلك تحت
تأثير بعض الإنفعالات العنيفة أو تحت تأثير حدث قومي عظيمٍ مثلًا. وإذا ما جمعتهم
صدفة ما كانت كافية لكي يتخذ سلوكهم فورًا الهيئة الخاصة بأعمال الجماهير. ويمكن
لنصف دزينة من البشر أن يشكلوا، في ساعات معينة من التاريخ، جمهورًا نفسيًا، هذا
في حين أن المئات من البشر المجتمعين بطريق الصدفة في مكان ما يمكنهم ألا يشكلوه.
من جهة أخرى نلاحظ أن شعبًا بأكمله يمكنه أن يصبح جمهورًا بتأثير من هذا العامل أو
ذاك بدون أن يكون هناك تجمع مرئي. صــ 54<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن الظواهر اللاوعية تلعب دورًا حاسمًا ليس فقط في الحياة العضوية أو
الفيزيولوجية، وإنما أيضًا في طريقة اشتغال الذهن أو آلية العقل. والحياة الواعية
للروح البشرية لا تشكل إلا جزءًا ضعيفًا جدًا بالقياس إلا حياتها اللاوعية.
والمحلل الأكثر فطنة والمراقب الأكثر ذكاءً ونفاذًا لا يستطيع التوصل إلا إلى
اكتشاف عدد ضئيل جدًا من البواعث اللاوعية التي تحركه. فأفعالنا الواعية متفرعة عن
جوهر لا واعٍ مُشكَّل من التأثيرات الوراثية بشكلٍ خاص. وهذا الجوهر ينطوي على
البقايا اللانهائية الموروثة عن الأسلاف، وهي التي تشكل روح عرق بشري ما. ذلك أنه
وراء الأسباب الظاهرية لأعمالنا تربض أسباب سرية مجهولة من قَبَلنا. ومعظم أعمالنا
اليومية ناتجة عن دوافع مخبوءة تتجاوزنا. صــ 56، 57<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إنَّ أفراد عِرق ما يتشابهون خصوصًا بواسطة العناصر اللاوعية التي تشكل
روح هذا العرق. وهم يختلفون عن بعضهم البعض بواسطة العناصر الواعية الناتجة عن
التربية ثم بشكل أخص عن الوراثة الاستثنائية. والبشر الأكثر اختلافًا وتمايزًا من
حيث الذكاء لهم غرائز وانفعالات وعواطف متماثلة أحيانًا. والرجال الأكثر عظمة
وتفوقًا لا يتجاوزون إلا نادرًا مستوى الناس العاديين في كل ما يخص مسائل العاطفة:
من دين وسياسة وأخلاق وتعاطف وتباغض، إلخ... فمثلًا يمكن أن توجد هوة سحيقة بين
عالم رياضيات شهير وصانع أحذية على المستوى الفكري، ولكن من وجهة نظر المزاج
والعقائد الإيمانية فإن الاختلاف معدوم غالبًا، أو قل إنه ضعيف جدًا. صــ 57<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ القرارات ذات المصلحة العامة التي تتخذها جمعية متميزة من البشر ولكن من
اختصاصات مختلفة ليست متفوقة كثيرًا على القرارات التي يتخذها تجمع من البلهاء.
ذلك أنه يمكنهم أن يجمعوا هذه الصفات المتدنية التي يمتلكها الجميع. فالجماهير لا
تجمع الذكاء في المحصلة وإنما التفاهة. فليس الجميع يمتلك ذكاءً أكثر من فولتير
كما يرددون غالبًا. وإنما فولتير يمتلك ذكاءً أكثر من المجموع إذا كان
"المجموع" يعني الجماهير. صــ 57، 58<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إليكم الآن مجموع الخصائص الأساسية للفرد المنخرط في الجمهور: تلاشي
الشخصية الواعية، هيمنة الشخصية اللاواعية، توجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة
التحريض والعدوى للعواطف والأفكار، الميل لتحويل الأفكار المحرَّض عليها إلى فعل
وممارسة مباشرةً. وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه، وإنما يصبح عبارة عن إنسان آلي ما
عادت إرادته بقادرة على أن تقوده. هذا يعني أنه بمجرد أن ينضوي الفرد داخل صفوف
الجمهور فإنه ينزل إلى درجات عديدة في سُلم الحضارة. فهو عندما يكون فردًا معزولًا
ربما يكون إنسانًا مثقفًا متعقلًا، ولكنه ما إن ينضم إلى الجمهور حتى يصبح مقودًا
بغريزته وبالتالي همجيًا. وهو عندئذٍ يتصف بعفوية الكائنات البدائية وعنفها
وضراوتها وحماستها وبطولاتها أيضًا. ويقترب منها أكثر بالسهولة التي يترك نفسه
فيها عرضة للتأثر بالكلمات والصور التي تقوده إلى اقتراف أعمال مخالفة لمصالحه
الشخصية بشكلٍ واضحٍ وصريح. إن الفرد المنخرط في الجمهور هو عبارة عن حبة رمل وسط
الحبات الرملية الأخرى التي تذروها الرياحُ على هواها. صــ 60<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن العديد من خصائص الجماهير الخصوصية من مثل سرعة الإنفعال والنَزَق
والعجز عن المحاكمة العقلية وانعدام الرأي الشخصي والروح النقدية والمبالغة في
العواطف والمشاعر، وغيرها، كل ذلك نلاحظه لدى الكائنات التي تنتمي إلى الأشكال
الدنيا من التطور كالشخص المتوحش أو الطفل مثلًا. وهذه المقارنة التشبيهية لا
أثيرها هنا إلا عَرَضًا. فالبرهنة عليها تتجاوز حدود هذا الكتاب وإطاره. وسوف تكون
بلا جدوى بالنسبة للمطلعين على علم نفس الأشخاص البدائيين، وسوف يكون إقناعها
ضعيفًا بالنسبة لألئك الذين يجهلونه. صــ 63<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن خلق الأساطير التي تنتشر بمثل هذه السهولة في أوساط الجماهير ليس فقط
ناتجًا عن سرعة كاملة في التصديق، وإنما عن تشويه هائل أو تضخيم هائل للأحداث في
مخيلة الأفراد المحتشدين (أي الجمهور). فالحدث الأكثر بساطة يتحول إلى حدث آخر
مشوه بمجرد أن يراه الجمهور. فالجمهور يفكر عن طريق الصور، والصور المتشكلة في
ذهنه تثير بدورها سلسلة من الصور الأخرى بدون أي علاقة منطقية مع الأولى. ويمكننا
أن نتصور بسهولة هذه الحالة عن طريق التفكير بالتتابع الغريب للأفكار الذي يقودنا
إليه تذكر حدث معين. والعقل يبين لنا عدم تماسك مثل هذه الصور، ولكن الجمهور لا
يرى ذلك. فالواقع إنه يخلط بين التضخيم الذي يلحقه بالحدث وبين الحدث ذاته. وبما
أنه غير قادر على التمييز بين الذاتي والموضوعي فإنه يعتبر الصورة المثارة في
خياله بمثابة الواقعية والحقيقية، وهذا على الرغم من أنها ذات علاقة بعيدة جدًا مع
الواقعة المرئية. صــ 67<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ ليس من الضروري أن تمضي القرون العديدة على أبطال التاريخ لكي تتشكل
أسطورتهم ويتم تحويرها بواسطة خيال الجماهير. فالتحوير قد يتم خلال بضع سنوات. فقد
شهدنا بأم أعيننا تحول أسطورة أحد كبار أبطال التاريخ مرات عديدة خلال الخمسين سنة
الماضية أو أقل. أقصد بذلك نابليون بونابرت. فقد أصبح نوعًا من الشخصيات المثالية
والمحبة للإنسانية والليبرالية في ظل حكم سلالة آل بوربون. لقد أصبح صديقًا
للضعفاء والفقراء الذين احتفظوا بذكراه تحت أكواخهم لفترةٍ طويلة بحسب أقوال
الشعراء. ولكن بعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ تحولت صورة هذا البطل الطيب القلب
والرحيم إلى نوع من المستبد الدموي المبتز للسلطة والحرية والذي ضحى بثلاثة ملايين
رجل من أجل طموحاته في السلطة والمجد. ونلاحظ
الآن أن أسطورته قد أخذت تتحول أيضًا من جديد. وبعد أن تمر عشرات القرون
على ذكراه، فإن علماء المستقبل سوف يقفون محتارين أمام كل هذه الروايات المتناقضة
عنه وربما شكُّوا في وجوده أصلًا، كما نشك نحن أحيانًا بوجود بوذا. ولا يعودون
يرون فيه إلا أسطورة شمسية أو نوعًا من التكبير لأسطورة هرقل. وسوف يتعزون بسهولة
عن هذه الشكوك لأنهم سيكونون عندئذٍ أكثر دراية بعلم نفس الجماهير، وبالتالي
فيلعمون أنه لا يمكن للتاريخ أن يُخلِّد إلا الأساطير. صــ 73، 74<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن الإستبداد والتعصب يشكلان بالنسبة للجماهير عواطف واضحة جدًا، وهي
تحتملها السهولة التي تمارسها. فهي تحترم القوة ولا تميل إلى احترام الطيبة التي
تعتبرها شكلًا من أشكال الضعف. وما كانت عواطفها متجهة أبدًأ نحو الزعماء الرحيمين
والطيبي القلب، وإنما نحو المستبدين الذين سيطروا بقوة وبأس. وهي لا تقيم تلك
النصب التذكارية العالية إلا لهم. وإذا كانت تدعس بأقدامها الديكتاتور المخلوع
فذلك لأنه قد فقد قوته ودخل بالتالي في خانة الضعفاء المحتقرين وغير المهابين. إن
نمط البطل العزيز على قلب الجماهير هو ذلك الذي يتخذ هيئة القيصر. فخيلاؤه تجذبها،
وهيبته تفرض نفسها عليها، وسيفه يرهبها. صــ 77<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ أيًا ما تكن الأفكار التي تُوحَى للجماهير أو تُحَرَّض عليها، فإنه لا
يمكنها أن تصبح مهيمنة إلا بشرط أن تتخذ هيئة بسيطة جدًا وأن تتجسد في نفوسها على
هيئة صور. وليس هناك أي رابط منطقي من النوع القياسي أو المتوالي يربط هذه الأفكار
- الصور فيما بينها. فيمكنها بسهولة أن تحل الواحدة محل الأخرى كزجاجات المصباح
السحري التي يسحبها العامل الميكانيكي من العلبة حيث تكون مصفوفة فوق بعضها البعض.
وهكذا يمكننا أن نجد الأفكار الأكثر تناقضًا تتابع على الجمهور. وبحسب اللحظات
وصدفها فإن الجمهور يتعرض لتأثير إحدى الأفكار المتنوعة والمختزنة في عقله،
وبالتالي فهو يرتكب الأعمال الأكثر تناقضًا واختلافًا. فانعدام الروح النقدية لديه
لا يسمح له برؤية التناقضات. صــ 82<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ وهكذا نجد أن الأفراد يبرزون بتناقضاتهم الأكثر وضوحًا وسطوعًأ. وهذه
التناقضات ظاهرية أكثر مما هي حقيقية، وذلك لأن الأفكار الوراثية هي وحدها القوية
والمهيمنة لدى الفرد الواحد، وبالتالي فهي وحدها القادرة على أن تصبح حوافز مؤثرة
فعلًا على سلوكه ومحركة له. وفي حالة واحدة فقط يجد المرء نفسه عن طريق التقاطعات
متوزعًا بين دوافع وراثية مختلفة، وبالتالي فإن أعماله يمكن أن تكون متناقضة
تمامًا من لحظة إلى أخرى. صــ 83<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ المُحَاجَّات المتدنية للجماهير مرتكزة على الترابط والضم مثلها في ذلك
مثل المحاجات العالية للمثقفين. ولكن الأفكار الموصولة ببعضها البعض ليس بينها إلا
روابط ظاهرية من التشابه أو التوالي. فهي تتلاحم على طريقة أفكار الأسكيمو الذين
يعرفون عن طريق التجربة أن الجليد يشكل جسمًا شفافًا ويذوب في الفم عندما نضعه
فيه. وبما أن الزجاج شيء شفاف أيضًا فإنهم يعتقدون أنه يذوب في الفم أيضًا! أو
تشبه "منطق" الإنسان المتوحش الذي يعتقد أنه إذا ما أكل قلب عدو شجاع
فإنه يكتسب شجاعته، أو منطق العامل المستغل من قبل رب عمل معين فيستنتج من ذلك أن
كل أرباب العمل مستغلون. صــ 85<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن الخيال الخاص بالجماهير، كخيال كل الكائنات التي لا تفكر عقلانيًا،
مهيأ لأن يتعرض للتأثير العميق. فالصور التي تثيرها في نفوسهم شخصية ما أو حدث ما
أو حادث ما لها نفس حيوية وقوة الأشياء الواقعية ذاتها. فالجماهير تشبه إلى حد ما
حالة النائم الذي يتعطل عقله مؤقتًا ويترك نفسه عرضة لانبثاق صورة قوية ومكثفة
جدًا، ولكنها سرعان ما تتبخر على محك التفكير. ولما كانت الجماهير غير قادرة لا
على التفكير ولا على المحاكمة العقلية فإنها لا تعرف معنى المستحيل أو المستبعد
الحدوث. ونحن نعلم أن الأشياء الأكثر استحالة هي عادةً الأكثر ادهاشًا وتأثيرًا.
ولهذا السبب فإن الجوانب الساحرة والأسطورية من الأحداث هي التي تدهش الجماهير
دائمًا وتؤثر عليها. والواقع أن العجيب الساحر والأسطوري هما الدعامتان الحقيقيتان
للحضارة. ونلاحظ أن المظهر قد لعب دائمًا في التاريخ دورًا أكثر من أهمية الواقع.
فاللاواقعي يهيمن فيه على الواقعي. صــ 86، 87<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ يقول نابليون: "لم أستطع إنهاء حرب الفاندي إلا بعد أن تظاهرت بأني
كاثوليكي حقيقي. ولم أستطع الإستقرار في مصر إلا بعد أن تظاهرت بأني مسلم تقي.
وعندما تظاهرت بأني بابوي متطرف استطعت أن أكسب ثقة الكهنة في إيطاليا. ولو أنه
أتيح لي أن أحكم شعبًا من اليهود لأعدت من جديد معبد سليمان"! ربما لم يفهم
أي رجل كبير في العالم منذ الإسكندر المقدوني والقيصر كيف ينبغي جذب الجماهير
والتأثير على مخيلتها مثلما فهم نابليون. فقد كان همه الأول والدائم الضرب على
وترها وإدهاشها. وكان يفكر فيها أثناء انتصاراته وخطبه وخطاباته وفي كل حالاته.
وحتى على فراش الموت كان يفكر في الجماهير ومخيلتها. صــ 88<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ لو أمكن فرض الإلحاد على الجماهير لاتخذت كل ضراوة التعصب الخاص بالعاطفة
الدينية، ولأصبحت بسرعة في أشكالها الخارجية نوعًا من الطقس الشعائري. والتطور
الأخير للطائفة الوضعية الصغيرة يقدم لنا برهانًا غريبًا على ذلك. فهي تشبه العدمي
الذي روى لنا الكاتب العميق دوستويفسكي قصته. فبعد أن أضاءته أنوار العقل يومًا
ما، فإنه كسر صور الآلهة والقديسين التي كانت تزين هيكل مصلاه الصغير، وأطفأ
الشمعات، وبدون أن يضيع لحظة واحدة فإنه استبدل بالصور الممزقة مؤلفات بعض
الفلاسفة الملحدين، ثم أعاد من جديد إشعال الشمعات. لا ريب في أن موضوع عقائده
الدينية قد تحول، ولكن هل يمكننا القول فعلًا بأن عواطفَه الدينية قد تغيرت ؟ صــ
94<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن الزمنَ هو الذي يطبخ أراء وعقائد الجماهير على ناره البطيئة، بمعنى
أنه يهيئ الأرضية التي سينشأ عليها ويتبرعم. نستنتج من ذلك أن بعض الأفكار التي
يمكن تحقيقها في فترة ما تبدو مستحيلة في فترة أخرى. فالزمنُ يراكمُ البقايا
العديدة جدًا للعقائد والأفكار، وعلى أساسها تولد أفكار عصر ما. فهذه الأفكار لا
تنبت بالصدفة أو عن طريق المغامرة. وإنما نجد جذورها تضرب عميقًا في ماضٍ طويل.
وعندما تزهر يكون الزمن قد هيَّأ المجال لتفتحها. وإذا ما أردنا أن نفهم منشأها
فينبغي دائمًا أن نرجع في الزمنِ إلى الوراء. فهي بنات الماضي وأم المستقبل وعبدة
الزمن دائمًا (أي تابعة له). صــ 103<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن قوةَ الكلمات مرتبطة بالصور التي تثيرها، وهي مستقلة تمامًا عن
معانيها الحقيقية. والكلمات التي يصعب تحديد معانيها بشكلٍ دقيق هي التي تمتلك
أحيانًا أكبر قدرة على التأثير والفعل. نضرب على ذلك مثلًا الكلمات التالية:
ديمقراطية، اشتراكية، مساواة، حرية، إلخ.. فمعانيها من الغموض بحيث إننا نحتاج إلى
مجلدات ضخمة لشرحها. ومع ذلك فإن حروفها تمتلك قوة سحرية بالفعل، كما لو أنها
تحتوي على حل لكل المشاكل. فهي تجمع المطامحة اللاواعية المتنوعة وتركبها، وتحتوي
على الأمل بتحقيقها. فالعقل والمحاجات العقلانية لا يمكنها أن تقاوم بعض الكلمات
والصياغات التعبيرية. فما إن تُلفَظ بنوعٍ من الخشوع أمام الجماهير حتى تعلو آيات
الاحترام على الوجوه وتنحني الجباه بها. والكثيرون يعتبرونها بمثابة قوة من قوى
الطبيعة، أو قوى خارقة للطبيعة. فهي تثير في النفوس صورًا مجيدة وغامضة، ولكن
الغموض الذي يظللها يزيد من قوتها السرية. ويمكننا أن نقارنها بتلك الآلهة المرعبة
المختبئة وراء خيمة لا يقترب منها الرجل الورع إلا وهو يرتجف مرتعشًا. صــ 116<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ على الرغمِ من كل هذا التقدم الذي تحقق فإن الفلسفةَ لم تستطع أن تقدم
للشعوب أي مثال أعلى قادر على أن يجذبها ويسحرها. وبما أن الأوهام تشكل ضرورة
حتمية بالنسبة لها فإنها تتوجه بالغريزة نحو الخطباء البلاغيين الذين يقدمونها لها
كما تتوجه الحشرة نحو الضوء غرائزيًا أيضًا. والعامل الكبير لتطور الشعوب ما كان الحقيقة
أبدًا، وإنما الخطأ. وإذا كانت الإشتراكية تشهد اليوم ازدياد قوتها وانتشارها لدى
الجماهير، فذلك لأنها تشكل الوهم الوحيد الذي لا يزال حيًا حتى الآن. فالبرهنة
الرياضية والعلمية على خطئها لا تعرقل أبدًا مسارها الصاعد والمتدرج. وتعود قوتها
الأساسية إلى أن المدافعين عنها أو حاملي لوائها هم من الجهلة بواقعِ الأمور،
وبالتالي فهم قادرون على توزيع الوعود بتحقيق السعادة للإنسان. إن الوهمَ
الإجتماعي يسيطر اليوم على كل أنقاض الماضي المتراكمة، والمستقبل له بدون شك.
فالجماهير لم تكن في حياتها أبدًا ظمأى للحقيقة. وأمام الحقائق التي تزعجهم فإنهم
يحولون أنظارهم باتجاه آخر، سيدًا لهم، ومن يحاول قشع الأوهام عن أعينهم يصبح ضحية
لهم. صــ 122<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ ما إن يتجمع عدد ما من الكائنات الحية، سواء أكان الأمر يتعلق بقطيع من
الحيوانات أو بجمهور من البشر، حتى يضعوا أنفسهم بشكلٍ غريزي تحت سلطة زعيم ما، أي
محرِّك للجماهير أو قائد. ونلاحظ أن القائد يلعب
دوراً ضخمًا بالنسبة للجماهير البشرية. فإرادته تمثل النواة التي تتحلق
حولها الآراء وتنصهر فيها. والجمهور عبارة عن قطيع لا يستطيع الإستغناء عن سيد.
والقائد كان غالبًا في البداية شخصًا مقودًا منبهرًا بالفكرة التي أصبح فيما بعد
رسولها ومبشرًا بها. فقد غزته وهيمنت عليه إلى حد اختفاء كل شيء آخر ما عداها، وكل
رأي معاكس لها يبدو له خطأ وخزعبلات. نضرب على ذلك مثلًا روبسبيير المبهور بافكاره
الوهمية، والذي استخدم أساليب محام التفتيش من أجل نشرها. إن القادةَ ليسوا في
الغالب رجال فكر، ولا يمكنهم أن يكونوا، وإنما رجال ممارسة وانخراط. وهم قليلو
الفطنة وغير بعيدي النظر. صـ 127<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن التأكيد المجرد والعاري من كل مُحَاجّة عقلانية أو برهانية يشكل
الوسيلة الموثوقة لإدخال فكرة ما في روح الجماهير. وكلما كان التأكيد قاطعًا
وخاليًا من كل برهان كلما فرض نفسه بهيبة أكبر. فالكتب الدينية وقوانين كل العصور
قد استخدمت دائمًا أسلوب التوكيد المجرد عن كلِ شيء. ورجال الدولة المدعوون للدفاع
عن قضية سياسية معينة يعرفون قيمة التوكيد، وكذلك الأمر فيما يخص رجال الصناعة
الذين ينشرون سلعهم عن طريق الإعلان. ولكن الإعلان لا يكتسب تأثيرًا فعليًا إلا
بشرط تكراره باستمرار، وبنفس الكلمات والصياغات ما أمكن ذلك. كان نابليون يقول
بأنه لا يوجد إلا شكلٌ واحدٌ من أشكال البلاغة هو: التكرار. فالشيء المؤكد يتوصل
عن طريق التكرار إلى الرسوخ في النفس إلى درجة أنه يُقبَل كحقيقة برهانية. صــ
132، 133<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن الإنسان يشبه الحيوانات فيما يخص ظاهرة التقليد. فالتقليدُ يشكل حاجة
بالنسبة له بشرط أن يكون هذا التقليد سهلًا بالطبع. ومن هذه الحاجة بالذات يتولد
تأثير الموضة (أو الأزياء الدارجة). وسواء أكان الأمر يتعلق بالآراء أم بالأفكار
أم بالتظاهرات الأدبية أم بالأزياء بكل بساطة فكم هو عدد الذين يستطيعون التخلص من
تأثيره؟ فنحن نستطيع قيادة الجماهير بواسطة النماذج والموديلات وليس بواسطة المحاجّات
العقلانية. وفي كل فترة نلاحظ أن عددًا قليلًا من الشخصيات هي التي تطبعها بطابعها
وتؤثر عليها، ثم تقلدهم الجماهير اللاوعية.. صــ 134، 135<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن التاريخ، والتاريخ الأدبي والفني بشكلٍ خاص، هو فقط عبارة عن تكرار
لنفس الأحكام التي لا يبحث أي شخص عن مجرد التحقق منها. فكل واحد ينتهي به الأمر
إلى تكرار ما سمعه في المدرسة. وتوجد بعض الأسماء وبعض الأشخاص التي لا يجرؤ أحد
على المسِّ بها أو بهم. أضرب على ذلك مثلًا أعمال هوميروس. فهي مضجرة جدًا بالنسبة
للقارئ الحديث ولكن من يجرؤ على قول ذلك؟ وقصر البارتينون مثلًا ليس في حالته
الراهنة إلا أنقاضًا خالية من أيةَ أهمية، ولكنه يمتلك هيبة عالية إلى درجة أننا
لم نعد نراه إلا من خلال موكب الذكريات التاريخية التي ترافقه. والخاصية الأساسية
للهيبة هي أننا لا نعود نرى الأشياء كما هي عليه في الواقع، فتنشلَّ بذلك قدرتنا
على المحاكمة والتقييم. فالجماهير بحاجةٍ دائمًا إلى الأفكار الجاهزة، وكذلك
الأفكار بحاجةٍ إليها في الغالب. ونجاح هذه الأفكار مستقل عن جزء الحقيقة أو الخطأ
الذي تحتوي عليه. إنه يكمن فقط في هيبتها وحظوتها. صــ 138<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن التقليد هو في الأغلب الأعم لا واعٍ، وهذا هو بالضبط الشيء الذي يجعله
كاملًا. فالرسامون المحدثون الذين يقلدون الألوان الباهتة لبعض البدائيين ومواقفهم
المتصلبة لا يشكّون مطلقًا بمصدر إلهامهم. فهم مؤمنون بأنهم صادقون في تجربتهم.
ولولا أن أحد العلماء الكبار لم يكشف عن هذا النوع من الفن لاستمرينا في النظر
إليه من خلال جوانبه الساذجة والمتدنية. وأما أولئك الذين يقلدون المشاهير من
المجددين ويغرقون لوحاتهم بالظلال البنفسجية فإنهم لا يرون في الطبيعة ألوانًا
بنفسجية أكثر مما كان موجودًا قبل خمسينَ سنة، ولكنهم مُحرَّضون على ذلك من قبل
الانطباع الشخصي والخصوصي لفنان عرف كيف يكتسب هيبة وشهرة كبيرة... والهيبة
الشخصية تختفي دائمًا مع الفشل. فالبطل الذي صفقت له الجماهير بالأمس قد تحتقره
علنًا في الغد إذا ما أدار الحظ له ظهره.. فروبسبيير الذي أمر بقطع رؤوس زملائه
وعدد كبير من معاصريه كان يمتلك هيبة شخصية ضخمة. وعندما نقصه بعض الأصوات فقط
فَقَدَ رأسَه هو الآخر وتبعته الجماهير إلى المقصلة بنفس اللعنات التي لاحقت بها
ضحاياه بالأمس. فالمؤمنون يحطمونَ دائمًا بنوعٍ من الهيجان تماثيل آلهتهم السابقة.
صــ 143<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ لقد أحست الشعوب دائمًا بفائدة تشكيل العقائد الإيمانية العامة وفهمت عن
طريق الغريزة أن تلاشيها يعني بداية انحطاطها. والعبادة المتعصبة لروما كانت هي
العقيدة الإيمانية التي جعلت من الرومان أسيادًا للعالم. ولكن ما إن ماتت هذه
العقيدة حتى انهارت روما. ولم يستطع البرابرة الذين دمروا الحضارة الرومانية أن
يتوصلوا إلى بعض التماسك والخروج من حالة الفوضى إلا بعد أن اكتسبوا بعض العقائد
المشتركة. صــ 147<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ يمكن تقسيم فئات الجماهير المختلفة التي نستطيع العثور عليها لدى كل شعب
على الطريقة التالية: أ- جماهير غير متجانسة: 1-جماهير مُغْفَلة (كجماهير الشارع
مثلًا). 2- جماهير غير مغفلة (كهيئات المُحلَّفين، والمجالس البرلمانية، إلخ...).
ب- جماهير متجانسة: 1- الطوائف (الطوائف السياسية، الطوائف الدينية، إلخ..). 2-
الزُمَر (زمرة عسكرية، زمرة كهنوتية، زمرة عملية، إلخ..). 3- الطبقات (الطبقة
البرجوازية، الطبقة الفلاحية، إلخ..). صــ 158<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ لا أحد يستطيع أن يجحد أن الحضارات هي من صنع أقلية صغيرة متفوقة تشكل
قمة الهرم الإجتماعي. وتتسع طبقات هذا الهرم كلما نزلنا نحو القاعدة ويتوافق ذلك
مع تناقض القيمة العقلية لكل طبقة سفلى بالقياس إلى الطبقة العليا حتى نصل إلى
القاع. وهذه كلها تشكل الطبقات العميقة لكل أمة. وعظمة حضارة ما لا يمكن أن تعتمد
على تصويت العناصر الدنيا من الأمة، فهذه لا تمثل إلا الكثرة العددية. لا ريب في
أن تصويت الجماهير لا يزال خطر حتى الآن. فهو الذي جلب علينا غزوات عديدة. وإذا ما
انتصرت الإشتراكية فإن نزوات السيادة الشعبية سوف تكلفنا ثمنًا غاليًا أيضًا، بل
وأغلى من السابق. صــ 179<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ الخطيب المجهول يصل إلى البرلمان بخطاب مليء بالحجج العقلانية الجيدة
ولكن ليس له أي حظ في أن يُستَمع إليه إذا اكتفى بذلك.. وقد كتب نائب سابق هو
السيد ديكوب السطور التالية وقدم لنا صورة عن الخطيب الذي لا يتمتع بهيبة شخصية.
قال: "عندما جلس على المنصة أخرج من حقيبته إضبارة ونشرها بتؤدةٍ أمامَه وابتدأ
الكلام بكلِ ثقة. وشعر بالزهو لأنه نقل إلى نفوس السامعين تلك القناعة التي تعمر
صدره. ثم درس حججه وأعاد دراسته مرارًا وتكرارًا، وكانت مليئة بالأرقام الدقيقة
والبراهين. وكان واثقًا من أنه على حق. وكل اعتراض على البراهين التي يقدمها راح
يبدو عبثًا لا معنى له. وابتدأ كلامه وكله ثقة بأحقية موقفه وبمقاصد زملائه أيضًا،
هؤلاء الزملاء الذين ينتظرون شيئًا واحدًا هو: الإنحناء أمام هذه الحقيقة. وراح
يتكلم ويتكلم، ولكنه دهش فجأة لصدور حركة عن القاعة وشهر بالإنزعاج لهذه الضوضاء
الصادرة. راح يتساءل: لماذا لا يستتب الصمت؟ لم هذه اللامبالاة العامة تجاه خطابي؟
بم يفكر إذن أولئك النواب الذين يتحدثون فيما بينهم؟ ما الباعث الملح إلى مثل هذا
الحد والذي يجعل النائب الفلاني يترك مكانه؟ وهكذا خيم القلق على جبينه، وقطَّب
حاجبيه وسكت. ثم شجعه الرئيس فانطلق من جديد ورفع صوته. ولكن إصغاءهم له انخفض
أكثر. فشدد لهجته وراح يهيج ويثور، ولم ينفه ذلك في شيء فقد ازدادت الضجة حوله.
ولم يعد يسمع حتى نفسه فتوقف من جديد. ولكنه خشي من أن يؤدي صمته إلى إثارة الصرخة
المشهورة: أُقفِلت الجلسة! فانطلقَ بقوةٍ من جديد، ولكن الضوضاء أصبحت لا
تُحتَمل". صــ 190، 191</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-14118742649684409822016-12-22T20:14:00.002+02:002016-12-22T20:14:15.687+02:00حلم رجل مضحك (فيودور دوستويفسكي) ترجمة (ثائر زين الدين)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ أنا رجلٌ مضحك، وهم ينعتونني الآن بالمجنون، وقد كان من شأن هذا النعت أن
يكونَ رفعًا من قدري لو أنهم تراجعوا عن اعتباري مضحكًا، كما فعلوا في السابق.
لكنني بعد اليوم لن أغضبَ عليهم، فجميعهم لطفاء بالنسبة لي حتى وهم يهزؤون بي، بل
لعلهم يصبحونَ أكثرَ لطفًا حينَ يفعلونَ ذلك، ولو لم أكن شديد الحزنِ وأنا أنظرُ
إليهم لضحكتُ معهم - ليسَ على نفسي بالطبع - ولكن لكي أُسرّي عنهم، شديد الحزن
لأني أراهم يجهلونَ الحقيقة؛ بينما أعرفُها أنا، ما أصعبَ الأمرَ على من يعرف
الحقيقةَ وحده، إنهم لن يفهموا ذلك..<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ كنتُ أسيرُ في الطريق فأُصطدمُ بالناس، والأمرُ ليسَ بسببِ استغراقي في
التفكير: فبماذا سأفكر، يومها كنتُ قد توقفتُ عن التفكير في أي شيء: لقد استوت
الأمورُ كلها في عيني، وما عدتُ أهتمُ لأمرٍ ولا فكرت في حل سؤال واحد؟ ثم هل كان
ثمة أسئلة شغلتني؟ (لم أكن معنيًا بشيء) ولهذا تناثرت الأسئلة مبتعدة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ لقد تصورتُ بوضوحٍ تام أن الحياةَ والعالمَ الآن إنما يتعلقانِ بي،
ويمكنني حتى أن أقول: لكأنَ العالمَ قد وُجِدَ لأجلي وحدي، فيكفي أن أُطلَقَ
النارَ عليَّ حتى يختفي العالمَ ولا يعودُ موجودًا، على الأقل بالنسبةِ لي؛ ولا
أقول الآن أن لا شيءَ سيبقى في حقيقة الأمر للجميع من بعدي أنا، وما أن ينطفئُ
وعيي حتى يتلاشى العالم كلهُ في اللحظةِ نفسها كما يتلاشى شبح، لأن كل هذا ينتمي
إلى وعيي أنا وحدي، ربما لأن هذا العالمَ كله، والناس كلهم ليسوا سوى (أنا) وحدي
[...] المسدسُ يضطجعُ أمامي على الطاولة، ولا بدُّ أنني سأنتحرُ؛ لكن هناك الأسئلة
تثيرُ في أعماقي النار وتمنعني من الموتِ قبل أن أحلها [...] إن تلك الحياة التي
تعلونَ من شأنها كنتُ سأنهيها بطلقة مُسدس، لكن حلمي، حلمي أنا - فقد حَمَلَ إليّ حياةً
جديدة عظيمة متجددة وقوية!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ الأحلام، كما هو معروف، أشياءٌ غريبة، بعضها يُعرَضُ لك رهيبًا حادًا
وجليًا بكل تفاصيله، كقطعةٍ نقديةٍ تَخرجُ من بين يدي الصائغ. وفي بعض الأحيان
تسبحُ عبرَ الزمانِ والمكان ولا تلتقطُ شيئًا. من الجلي تمامًا أن ما يُحرّك
الأحلام فينا هو الرغبة وليس العقل، هو القلب وليس الرأس، ورغم هذا فإن عقلي في
أحيان كثيرة يلعب دورًا كبيرًا في أحلامي، ويطرحُ أشياءً عجيبة صعبة التفسير!. من
ذلك أن أخًا توفي منذ خمس سنوات، وهو يظهر في أحلامي أحيانًا: فيشاركُ في أعمالي،
ونشعرُ بمتعةٍ كبيرة، وخلال كل ذلك لا يغيب عن بالي أن أخي هذا ميتٌ ومدفون.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ على أرضنا لا نستطيع أن نحب إلا مع الألم والعذاب، وفقط من خلالهما، وإلا
فإننا لا نستطيع أن نحب، بل لا نعرفُ حبًا آخر. لهذا أن أطلبُ العذابَ كي أتمكن أن
أحب، كم أتعطش في هذه اللحظة أن أقبلَ الأرضَ وأغسلها بدموعي، تلك الأرض التي
هجرتها والتي لا أريد، بل لا أستطيعُ العيشَ إلا عليها فقط!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ أنا إن خُدِعتُ فليس إلى زمنٍ طويل، لأنني رأيتُ الحقيقة، لقد رأيتُ
وعرفتُ أن البشرَ يمكن أن يكونوا رائعين وسعداء دون أن يفقدوا القدرة على الحياة
فوق سطح الأرض. أنا أريدُ ولا أستطيعُ أن أصدق أن الشر حالة طبيعية للإنسان، غير
أنهم جميعًا يسخرون مني بسبب اعتقادي هذا، ولكن كيف بإمكاني ألا أؤمن بذلك: لقد
رأيتُ الحقيقةَ ولم أختلق أمرًا ذهنيًا، لقد رأيتها.. رأيتها، وامتلأت روحي
"بأنموذجها الحي" إلى الأبد. شاهدتُها في تجلّيها المطلق، ولم أصدّق
أنها لن تتحقق عند البشر. وهكذا، كيف لي ألا أضل؟ وأنحرف، بالطبع سيحدثُ ذلكَ
أكثرَ من مرة، وقد أتحدث بكلامٍ غريب، ولكن ليس لوقيتٍ طويل: فالأنموذج الذي رأيته
سيبقى معي دائمًا، يُصحح لي ويوجهني..<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ حلمٌ؟ وما هو الحُلم؟ وهل حياتنا أكثر من حلم؟ وسأقول أكثر من ذلك: فليكن
أن كل ذلك لن يتحقق وأن الجنة لن توجد أبدًا (وأنا أفهم تمامًا ذلك) - لكنني رغم
ذلك سأنطلق مبشرًأ، فما أسهل الأمر رغم كل شيء: فمن الممكنِ في يومٍ واحد، بل (في
ساعةٍ واحدة) - أن يُعاد بناء كل شيء وبالسرعة القصوى؛ وإنما المهم - أن تُحبَّ
الآخرين كما تحب نفسك، وهذا الأمرُ الرئيسي الذي لا يعدله أمر: فمتى حققتموه بنيتم
الجنة. وبالمناسبة هذه حقيقةٌ قديمة قرأها البشرُ ورددها بلايين المرات. فكيف إذًا
يمكن التعايش مع الفكرة التي تقول: "إن وعي الحياة فوق الحياة نفسها، ومعرفة
قوانين السعادة هي أعلى من السعادة" - إن ما يجب النضال ضده هي هذه الفكرة
بالتحديد! وسأفعل ذلك. ما إن يرغب الجميعُ في شيء حتى يتحقق من لحظتها.</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-28688087112779309942016-12-19T18:34:00.001+02:002016-12-19T18:34:33.126+02:00الأخوة كارامازوف (فيودور دوستويفسكي)، ترجمة (سامي الدروبي)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span>[الجزء
الأول]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الإنسان الشاذ ليس حتمًا - ليس دائمًأ - ذلك الذي يسلك سبيل الخصوص
والتفرد، حتى لقد يتفق، خلافًا لهذا، أن يحمل في ذاتِه حقيقة عصره، بينما يكون
الناس، جميعُ الناس، من معاصريه، قد ابتعدوا عن هذه الحقيقة إلى حين، كأنهم دفعتهم
عنها ريحٌ هبّت عليهم على حين فجأة... ص 26<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن في البشرِ - حتى أعتى المجرمين - من السذاجة والطيبة فوق ما قد نتخيل.
وهذا يصدق علينا نحنُ أيضًا. ص38<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• حين يختار المريد شيخًا لنفسه يتنازل عن حريته، ويلزم نفسه بطاعةٍ مطلقة،
ناسيًا ذاته كل النسيان. ص73<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الكذابين العريقين الذين ظلوا طوال حياتهم يمثلون يبلغون أحيانًا من
عمقِ تقمصهم للدور الذي يمثلونه أنهم يرتعشون انفعالاً ويبكون، رغم قدرتهم على أن
يقولوا لأنفهسم في الوقتِ نفسه (أو بعد بضع دقائق): "أنت تكذب أيها الكذاب
العريق! ص168<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن مشكلة آل كارامازوف جميعًا تكمن هنا: هم أناس شهوانيون، أناس طماعون،
أناس بسطاء! صــ 182<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• أفظع ما في الجمال ليس أنه مخيف، بل إنه سر لا يُفهم. في الجمالِ، يصطرعُ
الرحمن مع الشيطان.. وفي قلبِ الإنسان إنما تدور رحى هذا الصراع. لئن تكلمتُ على
هذا كثيرًا، فلأن بي منه عذابًا.. صــ 240<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ ولكني أعتقدُ أن أليوشا (أليكسي – الإبنُ الثالث لفيدور كارامازوف) كان
واقعيًا أكثر من أي إنسان آخر. صحيح أنه اكتسب في الدير إيمانًا بالمعجزات وأنه
كان صلبًا جدًا في هذه الناحية، ولكن المعجزت لا تستطيع في رأيي أن تزعز فكر إنسان
واقعي. ذلك أن المعجزت ليست هي التي تولِّد الإيمان لديه. إن الواقعي الحقيقي إذا
كان غير مؤمن يستطيع دائمًا أن يجد في نفسه القوة والقدرة على إنكار معجزة من
العجزات، فإذا أكدت هذه المعجزة نفسها بحادثة لا سبيل إلى جحودها آثر أن يشك في
صدق حواسه على أن يسلم بالواقع. حتى إذا قرر أخيرًا أن يعترف بهذا الواقع عدَّهُ
ظاهرة طبيعية كانت إلى ذلك الحين مجهولة له لا أكثر.. إن المعجزات لا تولِّد
الإيمان لدى الواقعي. بالعكس: فإن الإيمان هو الذي يستدعي لديه المعجزات. فمتى
أصبح مؤمنًا سلَّم بالمعجزاتِ حتمًا، بحكم واقعيته نفسها. لقد أعلن الرسول توما
أنه لن يؤمن بشيء قبل أن يرى، ولكنه حين رأى قال: "أنت ربي وإلهي". فهل
المعجزة هي التي أدت به إلى الإيمان؟ أغلب الظن أن لا... وأنه إنما آمنَ لأنه كان
يريدُ أن يؤمن، بل لعله كان مؤمنًا إيمانًا عميقًا، من قبل، في سره منذ كان يقول:
"لن أؤمن ما لم أشاهد". صــ 69، 70<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ ورَفَعَ دمتري فيدوروفتش (الإبنُ الأول لفيدور كارامازوف) رأسه مفكرًا،
ثم أخذ يتلو هذه الأبيات من الشعر بلهجةٍ نافذة: سكان الكهوف الخائفون الوجِلون..
اختبأوا شبه عراة في المغاورِ، بينما كان البداة العتاة يسلبون السهول والغابات..
كان الصيادون المسلحون بالحرابِ والنبالِ.. يبثون الذعر في قلبِ كلِ حي يتنفس،
ويلٌ لمن ترميه الأمواج الهائجة على شاطئ أجنبي.. من أعلى الأولمب الهادىء.. هبطت
الأم على الأرض.. تبحث عن بروزربين. ناصبتها الأرضُ العداء، لم يستقبلها أحد.. لم
تجد مأوى لها في مكان.. بَحَثَت الآلهة عبثًا عن معبد يمجدُ ألوهيتها. لا يرى أحد
في المآدب.. ثمار الطبيعة مضيئة ساطعة، وعلى الهياكلِ الدامية يتصاعد دخن القرابين
المضحى بها. تأملتْ سيريس المشهد الأليم، بنظرات تفيض حزنًا وأسى.. في كلِ مكان
يذل الإنسان.. وعذابه شديد لا حدود له!.. صــ 236، 237<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[الجزء الثاني]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• لقد مَلَكتَ نصفَ الحقيقة ما دُمتَ تُحب الحياة، ولم يبقَ عليك إلا أن
تملك نصفها الآخر حتى تحقق لنفسك الخلاص والسلامة. (أليكسي) ص152<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• </span><span class="st"><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">يكون
المرء أقرب إلى الحقيقة حين يكون غبيًأ.</span></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">إن الغباء يمضي نحو الهدفِ
رأسًا. الغباء بساطة وإيجاز، أما الذكاءُ فمكرٌ ومخاتلة. إن الفكر الذكي فاجرٌ
فاسد، أما الغباء فمستقيمٌ شريف. (إيفان فيدوروفتش) ص 163<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إنني لم أستطع في يومٍ من الأيام أن أفهم أن يحب المرء الناس القريبين
منه. ففي رأيي إن أقرب الناس إلينا يستحيل علينا أن نحبهم، بل قد نستطيع أن نحب
البعيدين عنا. (إيفان فيدوروفتش كارامازوف) ص164<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إننا لا نستطيعُ أن نُحب إنسانًا إلا إذا ظل مختفيًا عن نظرنا. فمتى
لمحنا وجهه تبدد الحب. (إيفان) ص164<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الكون يقوم على سخافات بدونها قد لا يوجد شيء وقد لا يحدث شيء.
(إيفان) ص178<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إنني في حاجة إلى قصاص وعدل، وإلا دمرتُ نفسي. وهذا القصاص الذي أطالبُ به
أنا لا أريده في "لا نهاية" لا يمكن الوصول إليها، وفي
"أبدية" تفوقني، وإنما أنا أريدُ أن اراه على هذه الأرض، أنا أراه
بعيني. ص179<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إنه لا قلق أرسخ في قلب الإنسان من قلق الحاجة إلى العثور على من يستطيع
أن يُضحي له سريعًا بالحرية التي وهِبَت له، هو المخلوق التعس منذ وُلِد. (إيفان -
على لسان المفتش الأكبر) ص 199<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن سر الوجود الإنساني ومبرره ليس في إرادة الحياة، بل في الحاجةِ إلى
معرفة السبب الذي يدعو الإنسان إلى الحياة. فالإنسان ما لم يكن على يقين من هدف
حياته، لا يقبل أن يوجد في العالم بل يؤثر أن يدمر نفسه، ولو ملك الخبز وافرًا كل
الوفرة. (إيفان على لسان المفتش الأكبر) ص199<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الحقَ الحقَ أقولُ لكم: إن لم تقع حبةُ القمحِ في الأرض وتَمُتْ فهي تبقى
وحدها. ولكن إن ماتت فهي تأتي بثمرٍ كثير. (إنجيل يوحنا، الإصحاح 12، الآية 24) ص
305<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• أيها الإنسان لا يحملنك كبرياؤك على التعالي على الحيوانات، فهي بلا
خطيئة، أما أنت فإنك مع عظمتك تُدنس الأرض بوجودك وتخلف أثرًا نجسًا حيث تمر.
(الشيخ زوسيما) ص324<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الحب يا إخوتي معلمٌ كبير، ولكن يجب أن نعرف كيف نملكه. إنه لا يُكتَسَب
بسهولة؛ وإنما يحصل عليه الإنسان بثمنٍ باهظ، بجهد متصل وفي زمنٍ طويل. ذلك أن
المقصود ليس هو أن تحب مؤقتًأ ومصادفةً، بل أن تحب حبًا مستمرًا مطردًا. إن أي
إنسان، حتى المجرم، يمكن أن يشعر بحبٍ طارئ عابر. (الشيخ زوسيما) ص325<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• لقد تسائلتُ: "ما الجحيم؟" فأجبتُ: "هو عذاب الإنسان من
أنه أصبح لا يستطيع أن يحب". (الشيخ زوسيما) ص330<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[جاء على لسان الأب فيدودور بافلوفيتش كارامازوف وهو يحاور ابنه أليوشا
(ألكسي)]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">إنني أسترسلُ في خلاعتي إلى آخرِ أيام عُمُري. إنَّ الخلاعةَ تُلَطِّفُ
الحياة: جميعُ الناسِ يعيبونَ الخلاعة، ولكنهم جميعًا يتعاطونها. كل ما هنالك أنهم
يتعاطونها سرًا على حين أنني أتعاطاها علانيةً. إنّ صراحتي وسذاجتي هما اللتان
تُعرضاني لهجوم ونقد تلك العُصبة الفاسقة من الوعاظينَ بالأخلاق. أما جنتُكَ يا
ألكسي فيدوروفتش فإنني لا أريدُها لنفسي... اعلم هذا... وسيكون من غيرِ الحشمةِ أن
يذهب الإنسان اللائق إلى جنتك، إذا وجدت هناك جنة. وفي رأيي أنا أن المرء ينام ثم
لا يستيقظ، ولا شيء بعد ذلك. صلّوا من أجلي بعد موتي إذا شئتم، وإن لم تشاؤوا فلا
تصلوا... شيطان يأخذكمز... تلك هي فلسفتي في الحياةِ كلها. صــ 31<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[جاء على لسان إيفان فيدوروفيتش موجهًا كلامه إلى أخيه ألكسي في حضرة
كاترينا إيفانوفنا]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ أنت مُخطىء يا عزيزي أليوشا. فإن كاترينا إيفانوفنا ما أحبتني في يومٍ من
الأيام! وكانت تعلم منذ البداية أنني
أحبها، رغم أنني لم أحدثها في حبي قط. كانت تعلم ذلك، ولكنها لم تحبني. لا ولا
كنتُ صديقها في ظرفٍ من الظروف. إن هذه المرأة المتكبرة لم تكن في حاجةٍ إلى
صداقتي. وهي لم تحتفظ بي إلى جانبها إلا لتستطيع إرواءَ ظمئها إلى الإنتقام، إلا
لتثأر مني، نعم مني أنا، لجميع الإذلالات والإهانات التي أنزلها فيها دمتري منذ
أول لقاء بينهما... ذلك أن ذكرى هذا اللقاء الأول قد بقيت في نفسها إهانة أليمة
وجُرحًا بالغًا. هذه هي كاترينا إيفانوفنا! أما أنا لم يكن أمامي طوال الوقت سوى
الإصغاء إليها متحدثةً عما تحمله من حب دمتري. وسأنصرفُ الآن. ولكن اعلمي يا
كاترينا إيفانوفنا أنكِ لا تحبين حقًا إلا دمتري. وستحبينه مزيدًا من الحب على
قدرِ ما سيذلك مزيدًا من الإذلال. ذلك هو تَمَزُّقكِ كله فأنت تحبينه كما هو؛ أنت
إنما تحبينَ الرجلَ الذي يهينك. ولو أصلحَ نفسهَ في يومٍ من الأيام، إذًا لأشحتِ
وجهكِ عنه فورًا، ولكففتِ عن حبه حتمًا. ولكنكِ محتاجةٌ إليه، كيما تستطيعي أن
تتأملي منظر وفائك البطولي، وكيما يُتاح لكِ أن تأخذي عليه خياناته. وذلك كله
زهوًا وتكبرًا. إن ههنا جحيمًا من مذلة تريدينها وتتحملينها، والكبرياءُ هي التي
تدفعكِ إلى السعي وراء هذا الجحيم... إنني مازلتُ في ريعانِ الشباب، ولقد أحببتكِ
فأسرفتُ. والآن أدرك أنه ما كان عليّ أن أقول ذلك وأن ابتعادي صامتًا أحفظُ
لكرامتي أنا، وأخف وطأة على جروحكِ أنتِ. ولكنني سأسافرُ إلى مدينةِ نائية، ولن
أعودُ بعدئذ أبدًا. إننا نفترق إلى الأبد... لقد سئمتُ من أن أكون شاهدًا على
تمزقاتك النفسية... صــ 71 ، 72<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[جاء على لسان سمردياكوف (الإبنُ غير الشرعي للأب كارامازوف)]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ ما الشعرُ إلا سخفٌ وحماقة!. الشعرُ هزلٌ ولا جد. إقضي في الأمر بنفسكِ:
من ذا الذي يتكلم في هذا العالمِ مُقَفِّا؟ ولو أخذ جميع الناس يتكلمون شعرًا، حتى
بأمر صادر عن السلطات مثًلا، لما وجدوا أشياء كثيرة يقولونها. لا... صدقيني يا
ماريا كوندراتيفنا: ما الشعرُ إلا كذبٌ وتصنّع! صــ 138<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[إيفان فيدوروفيتش موجهًا حديثه إلى أخيه أليكسي]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ لستُ أرفض الله... افهمني جيدًا... وإنما أنا أرفض العالم الذي خلقه ولا
أستطيعُ الموافقةَ على قبولِه. وها أنذا أشرح لكَ ما أريد قوله: إنني أؤمن إيمانًا
جازمًا، كإيمانِ الطفل، بأن آلام هذا العالم ستخف شيئًا بعد شيء وستزول آخر الأمر،
وأن هذه المهزلة الحقيرة، مهزلة التناقضات الإنسانية ستتبدد تبدد سراب باطل، تبدد
شيء تافه اخترعه ذهن إنساني ضعيف صغير، وستتبدد تبدد الذرة في ذهن إقليدس. أؤمن
بأن حقيقة ستنبثق أخيرًا في خاتمة المطاف من هذه الحياة، حين يتأكد الإنسجام
الأدبي، فإذا هي تبلغ من السمو والنقاء أنها تهدىء جميع القلوب، وتُسكّن جميع
أنواع الغضب، وتكفّر عن جميع جرائم الإنسانية، وتفدي كل الدم الذي سُفح على الأرض.
وهذه الحقيقة لن تتيح العفو عن جميع الأخطاء الإنسانية فحسب، كائنة ما كانت تلك
الأخطاء، وإنما هي ستسوِّغها فوق ذلك. لنسلّم بهذا كله! ولكن حتى في هذه الحالة،
فإنني لن أقبل الأمر ولن أريد أن أقبله! ألا فلتلتقِ الخطوط المستقيمة المتوازية
ولأرى ذلك، فأعترف بأنها التقت، ولكنني لن أقبل ذلك. تلك طبيعتي يا أليوشا، وتلك
أحساسيسي ووجهة نظري بالعالم. لقد حدَّثتك حديثًا جادًا كل الجدة في هذه المرة.
تعمدتُ أن أبدأ حديثنا على أغبى نحوٍ ممكن، ولكنني قدته إلى حيث أبلغ اعترافًا
كاملاً صداقًا، لأن ذلك وحده يهمك. ليس الحديث عن الله هو ما كنتَ تريد أن تسمعه
مني، وإنما كنت تريد أن تعرف ما يدور في نفس أخٍ تحبه. فها أنت عَرَفتَ. صــ 162<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[جاء على لسان إيفان فيدوروفتش موجهًا حديثه إلى أخيه أليوشا (ألكسي)]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ الأطفال يمتازون على الأقل بأن المرء يستطيع أن يحبهم من قرب، مهما تكن
وساختهم ودمامتهم (وإن كنتُ أعتقدُ أن وجهَ طفلٍ لا يمكن أبدًا أن يكون دميمًا)؛
ثم إنني لا أحب أن أتكلم عن الكبار، ليس لأنهم يبعثون على الاشمئزاز ولا يستحقون
الحب فحسب بل لأنهم يتمتعون من وجهة أخرى بتعويض: فهم قد أكلوا التفاحة وعرفوا
الخير والشر وأصبحوا "شبيهين بالآلهة"، وما يزالون يأكلون منها... أما
الأطفال فإنها لمّا يذوقوا تلكَ الثمرة، فبراءتهم ما تزال سليمة لم يمسها سوء...
هل تحب الأطفال يا أليوشا؟ إنني أعلمُ أنك تحبهم، ولسوف تفهم إذًا لماذا لن أحدثك
إلا عنهم. إذا اتفق للأطفال أن يتألموا ألمًا قاسيًا في هذا العالم، فذلك لا يمكن
إلا أن يكون بذنب آبائهم الذين أكلوا التفاحة، ومن أجلِ أن يُكفّروا عن تلك
الخطيئة. ألا إن هذا فهم ليس من هذا العالم، وسيظل قلب الإنسان على هذه الأرض
عاجزًا عن إداركه. إن من الظلمِ أن يُعّذب أبرياء - أبرياء إلى هذه الدرجة من
البراءة - لذنبٍ اقترفه غيرهم. أنا أيضًا أحبُ الأطفال كثيرًا يا أليوشا، تخيل
هذا... سجّل هذا! إن القساة الضواري أصحاب الأهواءِ الجامحة، من أمثال آل
كارامازوف، كثيرًا ما يحبون الأطفال، فالأطفال يختلفون عن الكبار اختلافًا عظيمًا
ما ظلوا صغارًا لمّا يتجاوزاً السابعة من أعمارهم، حتى لكأنهم ينتمون إلى نوعٍ
آخر، لأن طبيعتهم ليست كطبيعتنا... صــ 166، 167<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[شخص يحب فعل الخير موجهًا حديثه للشيخ زوسيما (عندما كان الشيخ شابًا)]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ ... واستأنف كلامه قائلاً: "إن كلاً منا يحمل في نفسه جنة مدفونة.
إن هذه الجنة قائمة في نفسي وإن تكن مختبئة. وحسبي أن أريد، حتى أجعلها تنبجس منذ
اليوم فأحتفظ بها طوال حياتي". كان يتكلم بشيء من الحماسة والتأثر؛ وفي نظرته
الغامضة رأيتُ ما يشبه أن يكون سؤالاً مستترًا. وتابع كلامه يقول: "إنه لصحيح
كل الصحة أن كل إنسان مرتكب كل الذنوب في حق كل الناس، هذا عدا خطاياه الخاصة. تلك
حقيقةٌ كبرى عبَّرتَ عنها، ولا يسعني إلا أن يدهشني أنك استطعتَ أن تكتشفها كاملة،
دفعةً واحدة. ومن المحقق أن ملكوت السموات سيكون واقعًا لا حلمًا فحسب، في اليوم
الذي تفهم الإنسانية فيه هذه الحقيقة". صــ 292<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[الجزء الثالث]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• لعلني لم أغفر له بعد. قلبي يتهيأ للمغفرة، وسأحاول أن أقاومه. آه، يا
أليوشا! ما كان أعظم تلذذي بالدموع التي سكبتُها طوال خمس سنين. إن عذابي هو ما
أحب. إنني أحبُ ألمي، ولا أحبه هو! (جروشنكا) ص65<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• يجب أن نغفر الأقوال الطائشة، لأنها تهدئ النفوس... وبدونها يصبح ألم
الإنسان أشد من أن يُطاق.. (أليوشا) ص72<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن أي إنسان يمكن أن يكون وغدًا، ولا شك أننا جميعًا أوغاد بدرجاتٍ
متفاوتة. (ديمتري كارامازوف) ص334<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[الجزء الرابع]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• لا أقُدِّر تاريخ العالم. إنه دراسة الحماقات البشرية، لا أكثر. (الصبي كوليا
أو نيقولاي)ص81<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الحق أنني لا اعتراض لي على الله. صحيح أن فكرة الله ليست إلا افتراضًا..
ولكنني أعترف بأن الله ضروري، بل ولا غنى عنه للمحافظة على النظام.. وهلم جرا..
إذا كان الله غير موجود فيجب أن نخترعه! (كوليا متأثرًا بمقولة فولتير) ص86<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الحقيقة أن الأفراد الذين يملكون مواهب عالية، في هذا العصر، يخشون أن يعدهم
الناس مضحكين، وهم أشقياء لهذا السبب. (أليوشا) ص94<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• كن مختلفًا ولو صرت وحيدًا.. الواقعُ أنك لا تشبه الآخرين. (أليوشا) ص94<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الإنسانَ يستطيع أن يحلم بأشياء مسلية، أما الحياة فهي مضجرة دائمًا.
(ليزا) ص146<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الحاجة إلى تحطيم شيء ما، أو إشعال المنزل (كما قلتِ منذ هنيهة). هذه
العواطف توجد في نفوسنا أحيانًا. (أليوشا) ص147<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• البشر يحبون الجريمة.. لا في بعض الساعات فحسب. وكأن هناك اتفاقًا عامًا
بين الناس على الكذب، في هذا الأمر ما من أحد يحب أن يكون صادقًا. هم جميعًا
يؤكدون أنهم يكرهون الشر، مع أنهم يحبونه في سريرة أنفسهم. (ليزا) ص148<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• ليس يهمني الألم. لن أخشى الألم بعد الآن، كنتُ أخافه في الماضي، ولكنني
أصبحتُ لا أخاف منه. (ميتيا أو دمتري) ص168<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إذا لم يوجد الإله اللانهائي، فالفضيلةُ إذًا باطلٌ لا جدوى منه ولا داعي
إليه. (إيفان) ص250<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إنَ العذابَ هو الحياة. ما عسى
أن تصيرَ إليهِ الفرحةُ بالحياةِ في هذا العالمِ إذا لم يوجدِ الألم؟ لن يكونَ
هنالكَ عندئذٍ إلا نشيدٌ متصلٌ ولطفٌ لا ينتهي. وذلكَ شيءٌ نبيلٌ جدًا، مقدسٌ
جدًا، ولكنهُ باعثٌ على أشدِّ المللِ وأعمقِ السأم. (الشيطان الذي تحدث إلى إيفان
فيوروفتش)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[الصبي "كوليا كراسوتكين" ذو الثلاثة عشر عامًا موجهًا حديثه إلى
الصبي الذي يصغره بعامين "سموروف"]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ كلا.. ليس في الطبيعةِ ما يَضحِك، رغم كل ما قد يظنه الإنسان لامتلاء
عقله بأوهامٍ حمقاء! لو كان في وسع الكلاب أن تفكر وأن تنتقد لوَجَدَتْ حتمًا في
السلوك الاجتماعي لدى البشر، سادتهم، من الأمورِ المضحكة في نظرها مثل ما نجد نحن
في سلوكها، وربما أكثر من ذلك! أكرر ذلك: لأنني مقتنعٌ بأننا نرتكبُ من الحماقات
أكثر مما ترتكب الحيوانات... صــ 33<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">وأيضاً:<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ هل لاحظتَ يا سموروف إن المرء، حين تهبط الحرارة في وسط الشتاء إلى خمس
عشرة درجة تحت الصفر أو حتى إلى ثماني عشرة درجة، لا يشعر بالبردِ مثلما يشعر به
في بداية الشتاء حين تتجمد المياه عرضًا ولا تهبط الحرارة إلى أكثر من اثنتي عشرة
درجة تحت الصفر، ولا يكون هنالك إلا ثلجٌ قليل. كما هي الحال اليوم؟ ذلك إن الناس
لا يكونون قد اعتادوا البرد. كل شيء في الإنسانية عادة، والأمرُ كذلك في ميدان
الحياة الاجتماعية والسياسية. إن العادةَ هي المحرك الكبير للحياة الإنسانية.. صــ
33<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[قال أليوشا مبتسمًا موجهًأ حديثه إلى الصبي كوليا]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬: فكر قليلًا.. في المسرح تُمَثَّل التمثيليات للكبار، ومع ذلك نرى فيها
مغامرات أبطال، ومعارك حروب، بل ونرى فيها لصوصًا من قُطّاع الطرق في بعض الأحيان.
أليس هذا هو ذلك اللعب نفسه في حقيقة الأمر، وإنما اكتسى صورةً أخرى؟ اعلم أن
الصبيان الصغار، حين يلعبون لعبة الحروب أو لعبة اللصوص من قطاع الطرق أثناء فترات
الاستراحة بين الدروس، إنما يقومون بعمل فني أيضًا على طريقتهم الخاصة. هذا فنٌ
ناشئ هذه تطلعات فنية تتجلى في نفوس الصغار. وإن هذه الألعاب لتكون في بعض الأحيان
أجمل من تمثيليات المسرح. الفرق الوحيد هو أن الناس يجيئون إلى المسرح ليروا
الممثلين، على حين أن الأطفال في ألعابهم هم ممثلون ومشاهدون في آنٍ واحد... صــ
55<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[دمتري "ميتيا" موجهًا حديثه إلى أليوشا "أليكسي"]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ حماك الله يا فتاي الصغير من استغفار امرأة تحبها، على خطيئة
ارتَكَبْتَها فعلاً... لا سيما المرأة التي تحبها، مهما تكن أخطاؤك في حقها، لأن
المرأة مخلوقة لا يعرفُ إلا الشيطان ما في نفسها. أنا خبير في هذا على الأقل. حاول
مرة أن تعترف لها بأنك أذنبت في حقها، وأن تقول لها: "أنا مذنب، فاغفري لي،
اغفري لي". لتسمعنَّ منها عندئذ سيلاً من ملامات. لن ترضى قط أن تغفر لك
ببساطة، بل ستأخذ تذلك وتخفضك إلى الأرض، معددة جميع أخطائك، حتى تلك التي لم
تقترفها. لن تنسى شيئًا، وسوف تضخم كل شيء، وستختلق أخطاء جديدة عند الحاجة، وبعد
ذلك فقط سترضى أن تغفر لك. وخير النساء هن اللواتي يغفرن على هذا النحو. ولكنها
ستفرغ أولاً أعماقَ دروجِ أحقادها وتلقيها على رأسك. تلك هي القسوة الكاسرة المفترسة
القابعة فيهن جميعًا. أعلم هذا. كذلك خُلِقن، من أولاهن إلى آخرهن. هاته الملائكة
اللواتي لا نستطيعُ أن نحيا بدونهن. سأطلعك بغير تكلف ولا تحرج على حقيقة كبرى يا
صغيري الطيب: إن كل رجل يحترم نفسه يجب عليه أن يعيش تحت حذاءِ امرأة. ذلك هو
اقتناعي العميق. بل هو أكثر من اقتناع: هو شعورٌ عميق وعاطفة حميمة. إن على الرجل
أن يكون كريمًا، وهذا لن يغض من قيمته أبدًا، ولو كان بطلاً أو قيصرًا. أما أن
يستغفر، فكلا ثم كلا! يجب على الرجل أن لا يستغفر امرأة بحال من الأحوال. تذكر
دائمًا هذه القاعدة التي علمك إياها أخوك "ميتيا"، أخوك ميتيا الذي
أوردته النساء موارد الهلاك. إنني أوثر أن أصلح أخطائي في حقِ "جروشنكا"
بطريقةٍ أخرى، دونَ استغفار. إنني أعظمها وأقدسها حقًا يا ألكسي. ولكنها للأسف
تعذبني بحبها. لم يكن هذا أمرًا ذا بال في الماضي. كنت في الماضي لا أحبها إلا
بسبب منحيات جسمها الجهنمية. أما الآن فإن روحها هي التي نفذت في نفسي فصرنا روحًا
واحدة. بها إنما أصبحتُ رجلاً. هل يزوجوننا في السجن؟ إن لم يزوجونا فلأموتن غيرة.
كل يوم أحلم بأمورٍ فظيعة تثير غيرتي... صــ 172، 173<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">[جزء من مرافعة وكيل النيابة في المحكمة بعد اتهامه بقتل الإبن الأكبر
"دمتري" لأبيه]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ أعودُ الآن إلى الإبن الثالثِ من أبناء رب هذه الأسرة الحديثة (دِمتري)
ترونه أمامكم جالسًا في قفصِ الاتهام، وأمام أبصاركم تخطر حياته كلها، أعماله
وسلوكه: لقد حانت الساعة التي يتضح فيها كل شيء. إنه يمثل خلافًا لما يمثله أخواه
من اتجاهاتٍ أوروبية أو ميول شعبية، إنه يمثل روسيا على حالتها الطبيعية إن صح
التعبير، ولكن لا روسيا من حسنِ الحظ، لا روسيا كلها والحمد لله! ولكننا نجدُ
روسيا فيه، نشم رائحتها المألوفة، نُحزِّر حضورها! نعم، نحن أناس على حالةٍ
طبيعية، يختلط فينا الخير والشر اختلاطًأ غريبًا. نحب الثقافة ونُعجَب بشيلر،
ولكننا نعربد في الحانات ونجد لذة في جرِّ رفاق السكر من لحاهم. صحيح أننا نعرف
كيف نكون أخيارًا طيبين وكرامًا أسخياء في المناسبات، ولكن ذلك لا يحدث لنا إلا
حين نكون سعداء راضين عن أنفسنا. نحن نحب الأفكار النبيلة، ونلتهب حماسةً لها، نعم
نلتهبُ حماسةً لها، ولكن شريطة أن تهبط علينا من السماء بغير جهد نبذله، وأن لا
تُكلّفنا شيئًا، خاصةً أن ألا تكلفنا شيئًا. نحن لا نريد أن نبذل في سبيلها شيئًأ،
نحن نكره أن نكون مضطرين إلى العطاء. ولكننا في مقابل ذلك نحب أن نأخذ، نحب الأخذ في
جميع الميادين. لسان حالنا يقول: اعطونا، اعطونا جميع خيرات الحياة (أقول جميع
الخيرات لأننا لا نرضى بأقل من ذلك)، ولا تعارضوا رغباتنا في شيء، تروا عندئذ كيف
نستطيع أن نكون لطافًا محببين؛ ما نحن بالطماعين النهمين طبعًا، ولكننا نريد أن
تعطونا مالاً، أن تعطونا مالاً كثيرًا، أن تعطونا أكبر قدر ممكن من المال: وسوف
ترون عندئذ كيف نستطيع، باحتقارٍ نبيل كريم للمعدن الخسيس، أن نُبدده وأن نتلفه في
ليلة واحدة أثناء قصفٍ محموم ولهوٍ مسعور. فإذا شاء سوء الحظ أن يُمنع عنا هذا
المال، أظهرنا ما نحن قادرون على أن نفعله للحصول عليه متى اشتدت حاجتنا إليه...
صــ 386، 387<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-30251744547420433672016-12-17T16:57:00.001+02:002016-12-17T16:57:49.024+02:00فلسفة التعليم (هُدى الخولي)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>• تختص فلسفة التعليم بالبحث عن المفاهيم والمصطلحات الضرورية
لعمليات التعليم المختلفة لتحديدها وتوضيحها وتنظيمها في برنامج متكامل يشكل ضرورة
ملحة لكل سياسة تعليمية منضبطة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• التعريف بالأخلاق المعيارية ضمن العملية التعليمية يجب أن يبدأ في
المراحل الأولى للتعليم بتأصيل المبادئ الأخلاقية؛ فهي تضمن احترام الآخر بتقبل
وجوده واختلافه في الجنس واللون والديانة؛ ونبذ الآراء المتعصبة التي تضع البشر في
قوالب.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• دور المعلم هو توليد الآراء - على الطريقة السقراطية - عن طريق التساؤل
المستمر وليس فرض وجهة نظر بعينها أو إجابة نهائية من شأنها أن تفقد الطفل ثقته في
قدراته لعدم توصله إليها باعتبارها هي الحقيقة الوحيدة أو الإجابة الصحيحة. ص27<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• تتوقف سمات كل حضارة على إدراك الإنسان في كل حقبة تاريخية لذاته
وللوجود. ص93<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• تُعتَبر الملاحم من أشهر صور التعاليم الشفوية القديمة؛ وتعتبر الملاحم
من الأداوت الأولى أو إن شئت أول المناهج التعليمية القديمة المساعدة في العملية
التعليمية والتي كانت تُقدّم في صورة شعرية. ص94<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ تكمن أهمية فلسفة التعليم في كونها قادرة على تقديم يدون العون في حل
أزمة التعليم، أو على أقل تقدير معرفة أسباب الأزمة؛ فهي تدرس وتقيم الخلفية
التاريخية لقضية التعليم منذ الخليقة وفي نفس الوقت تهدف إلى إنجاح المجتمع بوضعه
في الإطار المناسب له في ظل تحديات عصر العلم؛ فهدف المجتمع الأوحد والذي لا بد أن
يصل إليه بكافة السبل في إخراج مواطن متعلم يتسلح بأحدث تقنيات العصر ليكون دعامة
أولى ومركز قوة للمجتمع وبطاقة هويته. صــ 7<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ تبدأ الفلسفة كعلم بالدخول إلى المناهج الدراسية - في معظم الدول - منذ
المرحلة الثانوية وعدم دخولها قبل ذلك - في المراحل الإعدادية والابتدائية - وكان
يُبرَر لذلك بحجج عديدة منها صعوبة الفلسفة أو دور الفلسفة الذي يبدأ بالشك، وهو
أمرٌ ربما يجعل المتلقي في مرحلة المراهقة يرفض ما يُقدم له من مناهج بالتشكيك
فيها ونقدها! وهنا يطل التساؤل برأسه هل غرس التفكير النقدي في عقول الطفل نقمة أم
نعمة؟ صــ 27<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ يرفض "ماتثيوس" نظرية "بياجيه" في التطور المعرفي،
ويقدم أمثلة على قدرة الأطفال المعرفية منذ الصغر على ملاحظة المفاهيم المجردة
ورصدها ومحاولة الإجابة على التساؤلات الفلسفية المعقدة.. في كتابه "الفلسفة
والطفل الصغير" يأتي بمجموعة من الأمثلة الرائعة يثبت بها أن الأطفال لديهم
القدرة على الدهشة والتلاعب بالأفكار؛ وهو أمر يمكنهم من التعامل مع العديد من
المشاكل التقليدية للمعرفة. وينتهي ماتثيوس إلى أن طريقة تعامل الأطفال ومناقشتهم
للأفكار الفلسفية يجب أن تؤخذ على محمل الجد من قبل أي شخص يريد أن يفهم كيف يفكر
الأطفال. ومن تلك الأمثلة: الطفل "تيم" يبلغ من العمر ست سنوات سأل والدَه
أثناء تناوله الطعام: أبي؛ كيف لنا أن نتأكد من أن كل هذا ليس سوى حلم؟ صــ 33، 34<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ دور المعلم؛ (وهنا نخاطب جميع الفئات: المربي في الحضانة والمدرس في
المدرسة والأستاذ في الجماعة) ليس مجرد نقل المعلومات، أو وضع مقرر عقيم يلزمهم به
بحثًأ عن الكسب: الكتابُ الجامعي المقرر، الملزمة...إلخ ولكن إثارة الدهشة
والتساؤل وحث الطالب على القراءة بعين نقدية، ووضع أسئلة بطريقة تصاعدية تفضي إلى
معضلة فكرية مجردة - على الطريقة السقراطية - وأن يخلق في حلقة النقاش جوًا من
الإرباك الفكري بغرض الخروج من الشك إلى اليقين بعد اختبار كل البدائل المطروحة؛
بمعنى آخر ممارسة دور الفيلسوف كما رسمه لنا سقراط في القرن الرابع قبل الميلاد؛
ومثلما فعل سقراط على المعلم أن يدعي الجهل - بشرط ألا يكون جاهلاً بالفعل! -
ويتساءل وعندما تعطى الإجابة يخلق منها سؤالاً جديدًا أكثر تعقيدًا، وهكذا حتى يصل
إلى هدفه الأسمى وهو توليد المعرفة في العقول الشابة عن طريق التأمل مع تحري الدقة
في المفراد المستخدمة. صــ 43، 44<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ تواجه معظم الكتابات العربية وعلى الأخص المؤلفات العلمية والكتب
الدراسية منها مشكلة مزمنة وهي التكرار والعقم في كثير من الأحيان، وهو أمرٌ تكون
نتيجته ندرة الأفكار الجديدة والإبداع؛ وبالتالي تتحول الأعمال العلمية - باللغة
العربية - إلى مجرد أوراق ثقيلة الظل لا تقدم الأفكار ولا تفتح الطريق أمام المطلع
إلى المزيد من البحث. والسبب الرئيسي في ذلك هو غياب الفكر الناقد للمؤلف؛ والذي
من شأنه أن يحلل ويرصد وينتقي من بين كم المعارف ليقدم في النهاية عملاً يحمل
الجديد ويدعو القارئ إلى التفكير وإعمال ذهنه موفرًا له المتعة والفائدة في الوقت
ذاته.. وغياب الفكر الناقد يتجلى في ضعف البحوث العلمية باللغة العربية خاصة
النظرية منها؛ فتحول رسائل الماجستير والدكتوراه في معظم الجامعات العربية -
باستثناء القليل منها - إلى تكرار لمعلومات موجودة بالفعل، وتجد الباحث يقطع ويوصل
في رسالته وينتقل بين فقرات من مراجع مختلفة على طريقة </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">copy-paste</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> فيتلاشى دور
الباحث تماما؛ فلا تسمع له رأيًا أو تعليقًا أو تقرأ له موقفًا؛ وإن فعل فربما لا
يكون موقفه هو ولكن موقف مستعار من كاتب آخر لم يتحرَ الباحث شروط الأمانة العلمية
كي يذكرَ اسمَه! ومشكلة السرقات العلمية </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">Plagiarism</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> هي مشكلة المشاكل في عالمنا العربي. صــ 79،
80<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ مهارات التفكير الإبداعي تتجلى في الثقة بالنفس؛ والشخصُ المبدع يتميز عن
الآخرين من خلال سلوكه الذي يعبر عن مواهب وقدرات خاصة تظهر في مواقف متميزة وغير
تقليدية. فالمبدعون لا يبحثون عن إجابة واحدة ولكن يضعون العديد من الاقتراحات
والبدائل التي ربما تبدو غير مألوفة
للكثيرين. والمبدع عادة يكون من ذوي الخبرة، محبًا للمغامرة لا يعبأ
بالقوالب الجامدة العقيمة، وهو على استعداد للمواجهة والقتال معها. ويتوقع المبدع
دائمًا الفشل ولا يقلق من الوقوع في الخطأ والذي يعتبره خطوة ضرويرة على طريقِ
النجاح. صــ 83</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-53532563508630676222016-12-13T15:42:00.001+02:002016-12-13T15:42:56.500+02:00فلسفة الحضارة وحوار الحضارات (هُدى الخولي)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span>•
الحضاراة بمعناها الواسع، تعني كل المظاهر الإبداعية الفكرية والمادية للحياة
الإنسانية في المجتمعات المختلفة. ص8<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الحضارات مثلها مثل الكائن الحي تتميز بصفات عقلية ومادية تولّد وتنمو،
ثم تتداعى وتنهار وتفنى. ص9<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن الفن والدين والعلم والفلسفة هي ركائز للحضارات الإنسانية، بوصفها
وبالترتيب المذكور أول الأنشطة التي مارسها الإنسان منذ خليقته. ص53<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إذا كان الفن هو الخيال فالدينُ هو الخوف، والعلم هو القوة والفلسفة هي
الشك؛ الفلسفة آخر درجات الإدراك الإنساني وأعلاها، يصل إليها الإنسان بعد استيفاء
الخطوات الثلاثة في رحتله لإدراك ذاته. ص53<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• وَقَفَ الفيلسوف اليواني أبيقور ليقدم طوق النجاة للإنسان أملاً
واعتقادًا منه في أن للحرية الإنسانية عدوًا واحدًا في معركتها الأولية نحو الخلود
وهو الخوف. ومن الخوف جاء الدين، فالإنسانُ يحتاج دائمًا إلى الاعتقاد والإيمان في
وجود قوة عُظمى تعتني به ويُفسر بها ضعفه وهفواته. ص56<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الفن والدين والعلم والفلسفة كانت أمورًا مترابطة تقدم في بعض الأحيان
كمزيج مختلط من خلال الأساطير، وكلما تقدمنا تاريخيًا نجدها تنفصل وتصبح أكثر
تحديدًا واستقلالًا. ص60<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• كانت اليونان في القرنِ السادس قبل الميلاد مفترق طرق للقاء الحضارات في
حوض البحر المتوسط، فعلى المستوى الجغرافي كانت اليونان حلقة وصل لدخول وخروج
الحضارات الأخرى بما تحمله من أفكار وخبرات، فكان تناقل الحضارات مثله مثل تبادل
السلع بين اليونان والشعوب الأخرى يتم بسهولة ويسر. ص88<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• لقد انتصر الرومان على اليونان بسلاحهم على حين انتصرت اليونان على
الرومان بحضارتها. (الشاعر الروماني هوراس) ص109<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• بعد أن ولى العصر الذهب للفلسفة النظرية مع سقراط وأفلاطون وأرسطو ولم
يعد الاشتغال بنظريات عظماء الفلاسفة اليونانيين يفي باحتياج مواطن العصر
الهلينستي؛ أصبحت روح العصر تميل إلى الفلسفة العملية. تغيرت إذن الاحتياجات
فتغيرت معها الاختيارات. ص 114<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ أصبح امتزاج الحضارات وتنوع الثقافات أمرًا واقعًا في عالمنا المعاصر
نتيجة العولمة والتوسع الجغرافي والهجرة غير الشرعية أزمة اللاجئين وهي واحدة من
أكبرى المشاكل في أوروبا لعام 2015. وتعتبر منطقتنا - منطقة الشرق الأوسط - واحدة
من المناطق الأكثر تنوعًا في العالم من حيث اللغة والدين والقومية والخلفية
الثقافية. والحوار بين الحضارات هو الأداة التي يمكن من خلالها تحقيق وتعزيز
التنوع الثقافي واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون والعدالة
الاجتماعية وتعزيز مفهوم المجتمع والهوية المشتركة ضمن المجال الثقافي متعدد
الألوان الذي نعيش فيه. ولا بد أن نعلم مشاكل بلدنا (مصر) ليست فريدة من نوعها؛
فنحن نتقاسم فيها مع الشعوبِ الأخرى في "وطننا المشترك" وتعزيز التواصل
بين شعوب البحر المتوسط وأفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا يهدف إلى التعاون في كل
المشاكل المشتركة. واختلاف الحضارات يجب أن نرى فيه مصدرًا للمعرفة والإبداع بدلًا
من التنافس والصراع. صـ 7<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ غالبًا ما يخُلَط بين مصطلح الثقافة والحضارة في اللغة العربية فيستخدمان
بالتبادل. والخلط نفسه لا تسلم منه اللغة الإنجليزية </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">Culture-Civilization</span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span>: فكثيرًأ ما يُستَخدم مفهوم الثقافة بشكل مترادف مع الحضارة في
اللغة الإنجليزية. ولكن علماء الإجتماع يؤكدون على وجود فروق واضحة بين الثقافة
والحضاراة وأنهما ظاهرتان مختلفتان. وفقًا لعلماء الاجتماع في القرنِ التاسعِ عشر
الثقافة سابقة على الحضارة. الثقافة هي من إبداع الإنسان، والحضارة هي نتاج التقدم
الثقافي. وقد مرت الثقافة بثلاث مراحل، تُعتبَر الحضارة آخر مراحلها: الوحشية
والهمجية ثم الحضارة. أراد تايلور أن يشمل مصطلح الحضارة تلك العناصر التي يعبر
عنها الألمان بمصطلح ثقافة؛ وقدم تايلور مفهومًا شاملًا للحضارة بوصفها كلاً
مركبًا يتضمن المعرفة والعقيدة والفن والقانون والأخلاق، والعرف، وجميع القدرات
وكذلك العادات والتقاليد التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوًا في المجتمع. صــ 14، 15<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ المشكلة الرئيسية في موضوع بحث فلسفة الحضارة هي مشكلة طبيعة الحضارة
الفكرية نفسها، ومعالجة هذا الموضوع يعتمد على النظرة الذاتية للفيلسوف والمنهج
الفلسفي الذي يتبعه في كل مرة في الدارسة والتحليل. فالنظرة المثالية في الفلسفة
تعتقد أن طبيعة الحضارة ترتبط بالسلوك الإنساني تجاه العالم الخارجي. على هذا
النحو تصبح فلسفة الحضارة المثالية هي مجرد فرع من فروع الفلسفة العقلية. وتؤمن
الفلسفة المثالية أن هناك حضارة واحدة وثابتة للعالم بأسره، لكون العقل واحدًا
وثابتًا ومشتركًا. ولذلك ووفقًا للنظرة المثالية؛ هناك حضارة ثقافية عالمية واحدة
فقط رغم تعدد الثقافات واختلافها. طبيعة الحضارة وفقًا للفلسفة المثالية هي مجرد
الانعكاسات العقلية - للإنسان - المختلفة على الواقع المادي.. الفلسفة المادية من
ناحية أخرى؛ تقبل أن تكون طبيعة الحضارة مادية خالصة. ومن وجهة النظر المادية تصبح
الثقافة هي الانعكاس المادي الخارجي على وعي الإنسان. لهذا السبب تعتبر فلسفة
الحضارة المادية فرعًا من علم الاجتماع.. وهكذا تقدم الفلسفة المادية الثقافة
بوصفها انعكاسًا للمادة.. ويبقى رأي عالم الاجتماع الأمريكي أوجبورن هو الأقرب
للصواب عندما ذهب إلى أن الثقافة والحضارة هما وجهان لنفس العملة، وتأكيده على
جانبين من جوانب الحضارة: جانب مادي وآخر فكري. صـ 23<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ الحاجات الأساسية عند الكلبيين تنحصر في الاحتياجات البيولوجية فقط؛
فالآلهة عندهم تتصف بالألوهية لأنها تحقق الاكتفاء الذاتي ولا تحتاج إلى شيء خارج
عنها. هكذا تسجل لنا الفلسفة الكلبية أول المواقف التي ترفض التقدم التكنولوجي -
وهو ما يصفه البعض بالحضارة المادية - وتدعو الإنسان أن يصيغ حضارته بصورة بسيطة
تلعب فيها الطبيعة الدور الرئيسي؛ الحضارة السليمة إذن وفقًا للفلسفة الكلبية هي
الحضارة التي يكون للإنسان وسعادته الكلمة الأولى والأخيرة.. الأديانُ جميعها عند
الكلبيين هي نتاج للعادات الإنسانية والتقاليد أكثر من كونها مقدسة؛ وفي حقيقة أن
الكون بأكمله محكوم بعقل إلهي لا يمكن أن تمثله تلك الديانات الموروثة أو تعبر
عنه؛ لأنه ببساطة لا يوجد شيء يشبهه أو يمكن أن يمثله على الأرض. وأن الآلهة
المختلفة باختلاف الأوطان ما هي إلا رموز تحاول التعبير عن العقل الإلهي.. الفردُ
في المذهب الكلبي إذن هو مركز الحضارة ويجب تهذيب الوعي الإنساني والتحكم فيه بحيث
لا يخضع لأي مؤثر خارجي؛ فوعي الإنسان مسألة ذاتية تخص الإنسان وحده؛ فالحكومات،
والتقاليد الموروثة ووجهات النظر، والعادات التي تتناقلها الأجيال والقوانين
الوضعية التي تعبر عن الحضارات المختلفة كلها أمور خارجية لا يجب أن تؤثر في وعي
الإنسان إلا تحت سيطرته الكاملة لكل ما يتلقاه؛ وإلا لأصبح الإنسان مجرد وعاء
يُملأ ويُفرَغ في أي وقت دون أخذ رأيه. صــ 33، 34<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ جاءت الفلسفة الأبيقورية لتؤكد على البعد العقلي (الإنساني) في الحضارة
ولا تعير الجانب المادي - مثلها مثل الفلسفة الكلبية - أي اهتمام؛ وتدخل مفهوم
الصداقة وتعلي من قيمته كدعامة أولى للحوار الإنساني والحضاري؛ فالصداقهُ تجمع بين
أعضاء المدرسة الفلسفية على اختلاف أعمارهم وثقافتهم هكذا وضعت الفلسفة الأبيقورية
بمفهوم الصداقة الخطوط الأولى للحوار الحضاري القائم على التفاهم والمشاركة؛ وربما
كان مفهوم الصداقة الأبيقوري البذرة الأولى لمفهوم المحبة في القرونِ الأولى
للمسيحية. صــ 35<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إذا كان أفلاطون يقدم العقل كنقيض للحتمية الطبيعية ويعتقد في أن المادة
عائق أمام كمال الكون، ووصفها بأنها أقل درجة من العقل (النوس) وعليها أن تخضع له
وتنفذ أوامره، فإن فلاسفة الرواق قد قدموا الطبيعبة والعقل (لوغوس) كمبدأين
متساويين للكون لا يمكن أن يوجد أحدهما بدون الآخر. في نفس الوقت تصل الفلسفة
عندهم إلى ذروتها عندما يتوافق الإنسان مع الطبيعة ونظامها الذي هو دائمًا صائب
وحكيم؛ فهل دعت الرواقية إلى توافق الحضارة المادية والحضارة العقلية واعتبرتهما
وجهين لنفس العملة؟ [..] فالراقية وضعت لأول مرة الإشكال الفلسفي وحاولت معالجته؛
ونقصد توافق الإرادة الإنسانية مع النظام الطبيعي والقوانين الموروثة. بمعنى آخر
ألقت الرواقية الضوء على المعضلة السُفسطائية فيما يتعلق بتعارض الحضارة مع
الطبيعة الإنسانية وحاولت أن تقدم إجابة على تلك المعضلة عندما دعت إلى التوافق مع
القانون الطبيعي في مقابل القوانين الموضوعة بواسطة الحضارات المختلفة. صــ 37<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ الإسكندر الأكبر هو أول من نجح في توحيد شعوب الحضارات المختلفة وحقق
المزج بين الثقافات المتباينة بكل ما فيها من سياسات وديانات وتقاليد؛ فلقد نجح
بدايةً في توحيد المدن اليونانية التي كانت قد اسهلكت في الحروب الأهلية، ثم أسس
بعد ذلك قيادة عالمية، تمثل المدن اليونانية أحد أعضائها، كما رفض وحارب القول
اليوناني الشهير: كل من ليس يونانيًا هو بربري؛ واستبدل بالقول: كل من يملك
الحضارة اليونانية هو يوناني. وبالرغم من معارك الإسكندر الأكبر العسكرية التي
توصف في بعض الأحيان بالعنف، يُذكر له احترامه لخصوصيات الشعوب الواقع تحت هيمنته؛
فكان بذلك أول فيلسوف فعلي للحضارة! صــ 40<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ يقدم زينون الرواقي في جمهوريته مجتمعًا مختلفًا عن المجتمع الكائن في
عصره، بل عن ذلك الذي نعرفه، فعمله هذا يعتبر اقتراحًا يوتوبيًا لحضارة مثالية من
الصعبِ تطبيقه في عصره لاستحالة شروطه التي تتطلب إلغاء دولة المدينة وتشكيل حضارة
واحدة - مدينة العالم - يكون المواطنون فيها سواء، حضارة تلغي الفوارق بين النساء
والرجال، اليوناني والبربري وبين الأحرار والعبيد؛ وفي جمهورية زينون لا مكان لدور
القضاء حيث لا يعيش فيها أشرار أو مذنبون، فالجميع حكماء يعيشون وفقًا للطبيعة؛
فما يجمع المواطنين داخل الحضارة العالمية الواحدة عند زينون هو الحكمة وليست
القوانين الصارمة الموضوعة ولا مكان أيضًا لدور العبادة في تلك الحضارة المثالية؛
فالإله يوجد داخل الممتازين والحكماء، وليست هناك حاجة لأي وساطة خارجية والمتمثلة
في دور العبادة؛ فيظهر زينون لاغيًا للفوارق العرقية والدينية والجنسية وهي ركائز
الهوية للشعوب المختلفة ويدعو إلى حضارة واحدة تقوم على أساس الحكمة والمساواة
والصداقة. صــ 47، 48<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ والفنُ كأول أبعاد الإدراك الإنساني يعكس الواقع في علاقته بالإنسان،
فيصور الإنسان من خلاله عالمه الداخلي - كما يصوره متفلسفًا بعد المرور بأبعاد
الدين والعلم - وعلاقاته بالآخرين ويعبر عن مهارته الذهنية في تفاعله مع العالم
المحيط به.. لا شك في أن الافن يأتي في المرتبة الأولى للعناصر المشكلة لوعي
الإنسان وإدراكه؛ فلقد جاء الفن إلى حيز الوجود منذ بدء الخليقة. فالإنسانُ منذ
بداياته الأولى غازلَ جمال الطبيعة فأصبح شاعرًا ورسامًا وعازفًا. ومن اللهيب
النار عند الطهي والتدفئة أدرك مفهوم التغير والفناء وأثرى خياله. ارتبط الفن إذن
بحياة الإنسان منذ البداية.. والفنُ هو النشاط الإنساني الذي يشحذ ويجذب جميع
الحواس، ويشارك فيه العقل والعاطفة. هو التعبير الإبداعي ضمن مشروع يعكس الروح
الجماعية للحضارة، وتجتمع فيه رؤية الفنان والتي تتشابك فيها المشاعر، والأفكار،
والخيال. صــ 56<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ الفكر الأسطوري هو نتاج معرفي جماعي يجسد مواقف معرفية مختلفة للإنسان
البدائي، وعن طريقه يمكننا دراسة تطور الثقافة والفكر لدى شعب من الشعوب، فهو بنية
مركبة من فن ودين، علم وفلسفة، وبالتالي فإن له قدرة على الاستمرار في الحاضر
والمستقبل. والإنسان ينجذب للأساطير وذلك لأن هناك حنينًا إلى الماضي؛ فالماضي يكمن
دائمًا في دائرة اللاوعي، وكلما حاولنا التخلص منه فإنه سرعان ما يعود إلينا بشكل
أو آخر.. لعبت الأسطورة في الحضارات القديمة والمجتمعات التقليدية نفس الدور الذي
لعبه الدين في الثقافات المتطورة. وقد قدمت مناسك وعبادات تدور حول نفس المفاهيم
الدينية بمعناها المعاصر وكانت تهدف بطريقة رمزية إلى خلاص الإنسان وسعادته.
قديمًا كان هدف الأسطورة والدين واحد، لكنهما يختلفان في الطريقة أو الصياغة؛
فالأسطورة كانت تلجأ إلى مخاطبة الإنسان عن طريق الصور المليئة بالألوان والأحداث
الجذابة بواسطة الملاحم وقصص الأبطال لتعظه وتهديه إلى الطريق السديد على حين
يخاطب الدين القلوب عن طريق النص الديني والرمز. صــ 60<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ انحصرت الاختلافات الأساسية بين الإغريق والرومان بعد فتوحات الإسكندر
الأكبر في الاختلافات الاجتماعية فقط؛ وربما كان الفارق الأساسي هو أن اليونان
كانوا عقولاً فلسفية؛ على حين كان الرومان عقولاً حربية. وقد اهتم الرومان أنفسهم
بالفلسفة اليونانية اهتمامًا كبيرًا أدى بهم إلى محاكاتها وحتى عندما وقعت اليونان
تحت السيطرة الرومانية كانت النخبة من المجتمع الروماني يبعثون أبناءهم إلى
اليونان للدراسة. ومما يثر الدهشة أيضًا أنه بعد خضوع اليونان للسيطرة الرومانية
تبنت الرومان الحضارة والثقافة اليونانية؛ فوصلت الحضارة اليونانية بذلك - عن طريق
الأمبراطورية الرومانية - إلى جميع أرجاء العالم. ويلخص الشاعر الروماني كوينتس
هوارتيوس فلاكس أو هوراس حقيقة العلاقة بين اليونان والرومان بقوله: "لقد
انتصر الرومان على اليونان بسلاحهم على حين انتصرت اليونان على الرومان بحضارتها".
صــ 109</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-75775617409992779662016-12-07T16:46:00.001+02:002016-12-07T16:46:40.657+02:00الأخلاق البيولوجية والطبية (أحمد عبد الحليم)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ [مقدمة]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">يهمنا في هذا الكتاب التعريف بهذه الإشكاليات منطلقين من الإشكاليات التالية:
هل يمكننا إجراء تجارب على أشخاص بدون علمهم وإذنهم؟ كيف نواجه قضية الإتجار
بالبشر بالأعضاء البشرية أمام تزايد القدرة على زراعة الأعضاء؟ وهل يمكن أن نضع
حدًا لحياة أشخاص مستحيل شفائهم؟ وما يتعلق بالعقم والحمل والإنجاب. وهل يمكن
للمرأة الحمل بدلًا من غيرها من النساء؟ هل يجوز إجهاض الأطفال المشوهين؟ ما هي
حدود التصرف في الجهاز العصبي البشري؟ وهل مقبول انتقاء أجنة خالية من العيوب
الوراثية؟ وما هي نتائج الاستغلال الاقتصادي والعنصري للجينوم البشري؟ وكيفية
التوفيق بين الآمال والمخاوف من اكتشاف "الخلايا الجذعية"؟ وما ينتج عن
الاستنساخ من مخاطر على الطبيعة والهوية والكرامة البشرية؟ وغيرها من قضايا ناتجة
عن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نشاهده اليوم.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ الأخلاقيات الطبية والحيوية أو البيواتيقا </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">bioethics</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> ترتبط بميدان علوم الحياة وما يطرحه، بعد
تبلور ما يعرف بتكنولوجيا الحياة </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">biotechnologie</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> من تساؤلات تتعلق بـ"الإنجاب
الصناعي" مثل: هل يتم الإنجاب دون جنس مثلما يتم الجنس دون إنجاب؟ هل يمكن
تعمد إنجاب اليتامى في حالة تخصيب الزوجة بمني زوجها بعد وفاته (إعادة النظر في
مفاهيم درج عليها البشر لآلاف السنين مثل: مفهوم العائلة ومفهوم الأمومة ومفهوم
البنوة ومفهوم الهوية البيولوجية) أو "بـ"الموت الرحيم من قبيل: هل يقبل
الأطباء على انتزاع أجهزة التنفس والتغذية الإصطناعية عن المرضى الذين يعانون من
غيبوبة طويل الأمد رحمة بهم أم يواصلون إبقاءهم أحياء بشكل اصطناعي رغم عدم جدوى
حياتهم. أي ما أصبح يُعرف بـ"الإصرار على مواصلة العلاج". صــ 5<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ [مجالات البيوايتيقا]<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">1- أخلاقيات العيادة: وهي الموضوعات الأولى التي كانت تدور حولها
البيوايتيقا ويصعب اتخاذ قرار بشأنها. يحددها "دافيد روي" في القرارات
بشأن الأطفال حديثي الولادة المصابون بتشوهات، والإبقاء على حياة هؤلاء المرضى
الميئوس من شفائهم. كيف يمكن المحافظة على أسرار مريض؟ هل نقوم بتكبيل مريض مزعج؟
هل نبوح للمريض أو المقربين منه بحقيقة مرضه؟ يقول دافيد روي: ترتبط الأخلاقيات
العيادية ما يواجه الأطباء والفرق الطبية من قرارات وشكوك واختلافات قيمية ومعضلات
وذلك سواء أمام أسرة المريض أو داخل غرفة العمليات أو في مكتب للإستشارة الطبية أو
حتى في العيادة أو منزل المريض". وتستعين أخلاقيات العيادة بمباديء إرشادية
تضعها المؤسسة العلاجية أو لجنة الأخلاقيات. ويطلق على ذلك "البيوايتيقا
العيادية" أو "أخلاقيات العيادة" دون تمييز دلالة على المغزى
الأخلاقي لها.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">2- أخلاقيات البحث العلمي: كانت التجارب على البشر أول من أثار نقاشًا أسهم
فيه تخصصات متعددة أدت إلى نشأة "اللجان الوطنية للأخلاقيات" لجنة
الأخلاقيات الأمريكية 1974. وقد ارتطبت البيوايتيقا في البداية بأخلاقيات البحث
العلمي، كما يتضح في لجنة الأخلاقيات الفرنسية ثم اللجنة الوطنية الإستشارية
لأخلااقيات علوم الحياة" 1983. وقد أصبحت الأبحاث والتجارب على البشر منفصلة
من الممارسة العيادية كي تصبح تخصصًا قائمًا بذاته.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">3- أخلاقيات السياسة الصحية: تفكير متعدد التخصصات حول البعد الأخلاقي لكل
القضايا التي تهم الموضوعات حول الصحة مثل: حق المواطنين في معرفة تنظيمات هذا
المجال، ومدى احترام حرية وكرامة الأفراد في حملات إشهار التدخين، ومدى التزام
مبادئ العدالة والمساواة في دخول مراكز العناية الصحية، وهل هناك حق في الصحة أم
أن الأمر لا يتعدى الحق في العلاج.. ويبدو أن هذا المجال أقل تطورًا من المجالين
السابقين وأكثر ضعفًا على مستوى مدونته الأخلاقية ويتطلب ذلك إنشاء لجان أخلاقية
على نفس النمط ومن نفس التخصصات مثلما في المجالين السابقين. صــ 11 ، 12<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ للفكر البيوايتيقي جذور فلسفية ترجع إلى عصر الأنوار، ولدى البعض للعصر
اليوناني وأبقراط في قسم الأطباء. كذلك ساهمت في الفكر البيوايتيقي بعض العوامل
الخارجية والداخلية المرتبة بالمجتمع الذي نشأ فيه. والجذور الأساسية تتمثل في:
فلسفة التنوير وفكرة حقوق الإنسان والجذور الفلسفية ترجع للفلسفة البراجماتية
وفلسفة كل من كانط وسارتر، ووقائع ووثائق محاكمة نورمبرج.. ونعرض لها بإيجاز على
النحوِ التالي:<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">1- فلسفة التنوير وفكرة حقوق الإنسان: يتجلى ذلك فيما تميز به فكر التنوير
من إعلاء لقيمة العقل كوسيلة فعالة للبحث والاستكشاف من جهة ولحل المشاكل
الإنسانية من جهةٍ أخرى. وإذا كان فكر التنوير قد رفع شعار حقوق الإنسان وشعاراته
كالحرية والإخاء والمساواة والعدالة؛ فإن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948
يعتبر الميلاد لفعلي لهذه الحقوق. وقد كان لهذا الإعلان أثر واضح في ظهور الفكر
البيوايتيقي، خاصة في مرحلة تشخيص هذه الحقوق في النصف الثاني من القرن العشرين،
حيث تم تعيين وتحديد حقوق الأفراد والفئات والجماعات. ويرى البعض أن فكرة حقوق
الإنسان هي التي جعلت رواد البيوايتيقا ينقلون الاهتمام من حقوق وواجبات الأطباء
إلى الاهتمام بحقوق المرضى والأجنة والأشخاص الذين تُجرى عليهم التجارب وحقوق
الإنسانية والأجيال المقبلة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">2- الجذور الفلسفية: تعتبر الفلسفة البراجماتية الأمريكية المعاصرة أبرز
مصدر للبيوايتيقا يتجلى ذلك فيما نجده في الفكر البيوايتيقي من تفكير واقعي مصلحي
توافقي، فهي ليست فكرًا نظريًا يقوم على ما ينبغي أن يكون بل ينبثق من الممارسة
الطبية والبيولوجية. كما يتجلى أثر هذه الفلسفة في التحليل الموضوعي للمشاكل والقضايا.
وكذلك الفلسفة الكانطية في جانبها الأخلاقي: الواجب، والأمر المطلق والكرامة
الإنسانية والاستقلال الذاتي للفرد. ولعل أبرز المبادء الكانطية هو مبدأ الواجب؛
الذي أخد أبعادًا جديدة تتجاوز الأبعاد الكانطية، فهذا الواجب يمليه العقل ويحوله
إلى قانون يلزم الجميع من جهة ويلغي النسبية الأخلاقية من جهة ثانية. والفلسفة
الكانطية القائمة على الواجب الأخلاقي تغذي النزعة الإنسانية الجديدة التي توجد في
جوهر المشروع البيوايتيقي الذي هو مشروع أخلاقي إنساني قانوني في نفس الوقت...
كذلك الفلسفة الوجودية عند سارتر في تأكيدها على الحرية والمسؤولية ومبدأ الإلتزام
وضرورة أن ينقاد الشخص لحريته، ومن تجليات ذلك في ميدان الطب والبيولوجيا: الإجهاض
الاختياري واستعمال وسائل منع الحمل والإتجار في أعضاء جسم الإنسان ومنتجاته،
والموتُ الرحيم ومختلف أشكال التلقيح الصناعي والتصرف في الجينات.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">3- معاهدة نورنبرج 1947: يرى كثير من المهتمين أن البيوايتيقا بدأت فعلاً
في مرحلةٍ سابقة على تحديد "بوتر" للمصطلح. وأنها ترتبط بمعاهدة نورمبرج
التاريخية التي تمت بألمانيا 1947 بعد محاكمة تجارب الطب والبيولوجيا التي أجراها
بعض الأطباء الألمان بالتواطؤ مع النظام النازي على مجموعة من المعتقلين والأسرى
خلال الحرب العالمية الثانية. وقد أدت هذه المعاهدة إلى إصدار قانون نورنبرج؛ الذي
حدد عشرة مبادئ خاصة بالتجارب على البشر. صــ 21، 22 ، 23<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ برغم الفوائد المحتملة الكثيرة التي يمكن أن تجنيها البشرية من تقنيات
الهندسة الوراثية البشرية، إلا أن هناك مخاوف وتساؤلات كثيرة تثيرها هذه التقنيات؛
فما هو مصير الأسرة. ما هو مصير (مفهوم) الأمومة؟ ثم ما هو مصير الطفل نفسه؟ هل
ينتسب إلى الأم أم الجهاز الذي نما فيه؟ وإن كنا سنشتري ونبيع الأجنة الحية فهل
نحن في الطريق إلى استحداث شكل جديد من أشكال العبودية؟ فما الذي يمكن أن يحدث لو
أن العلماء توصلوا إلى نتائج خاطئة أدت إلى تشكيل مخلوق لا يمكن التخلص منه أو أن
جرثومة خطرة خرجت من المختبر وتكاثرت بسرعة وأدت إلى نشر وباء في العالم يمكن أن
يقضي على البشرية كلها؟ ثم إلى اي حد يمكن أن يصل العلماء في كشفهم عن أسرار
الحياة البشرية؟ هل يمكن مثلاً تخليق الحياة نفسها؟ ومن هو الشخص أو المؤسسة التي
لها الحق في تقرير ما إذا كانت تجارب العلماء آمنة أو تحمل طابعًا أخلاقيًا؟...
صــ 60<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ التجارب على البشر: هو إخضاع بعض الأشخاص لتجارب تستهدف اختبار فرضية عن
طريق الوقائع التجريبية، لتجربة دواء جديد ومراقبة مفعوله على المرضى أو لفحص
طريقة جديدة في العلاج. وعادة ما يميز الأطباء بين "التجارب ذات الأهداف
العلاجية" والتجارب ذات الأهداف العلمية". ويمكن أن تقدم بعض الأمثلة
على هذه التجارب "فقد تم منذ 1950 إخضاع ثمانين من المرضى الكنديين كما صرح "دافيد
ويستورب" لفحص تقنيات "غسيل الدماغ" بمعاونة المخابرات الأمريكية.
وقد تم سنة 1972 وسط جماعة من زنوج مقاطعة نيوسكيجي بولاية ألباما حرمان أربعمائة
مصاب بالزُهَري من العلاج عمدًا خلال سنوات لأجل مراقبة التطور التلقائي للمرض..
أكبر فضيحة في هذا المجال سنة 1993 نشرت صحيفتان أمريكيتان وثائق سرية من ستينات
القرن الماضي عن تجريب لأثار الإشعاعات النووية على جسم الإنسان؛ على ثمانمائة
أمريكي من نساء حوامل ومعاقين ومرضى. ومن هنا ظهرت الدعاوى لتقنين التجارب على
البشر. صــ 126<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن هذا الخطاب الذي يقدمه هابرماس يتأسس على فرضية أن الإنتقاء الجيني
والبرمجة المسبقة للجنين البشري التي تتم استجابةً لرغبات حرية الآباء من أجل
اختيار ما يرونه أفضل في تشكيلة جنينية لأبنائهم، هو بمثابة انتهاك خارجي لحرمة
الفرد، ومساس باستقلاليته وإنكار لحقه في اختيار مصيره. وتظهر أهمية هذا الموقف
كما يبين "الدواي" في كونه قائم على توقعات ما يمكن أن تكون عليه الحالة
النفسية للطفل المنجب عن طريق الانتقاء الجيني، عندما يكبر ويدرك أن خصائص شخصيته
ليست منتوجًا خالصًا للطبيعة البيولوجية، بل إنها ثمرة لبرمجة جينية وفق مواصفات
معينة حددها والداه، اللذان قررا بصفةٍ نهائية في ما ينبغي أن تكون عليه شخصيته.
ولا يستبعد هابرماس أن تكون لذلك انعكاسات على سيرورة حياة الشاب النفسية
والأخلاقية: سيلازمه الشعور بأن استقلاليته الطبيعية قد انتهكت، وأن حريته فقدت
معناها، وأنه لم يعد المسؤول الوحيد عن سلوكه وأفعاله... صــ 155</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-7175107926686752392016-12-01T17:09:00.000+02:002016-12-01T17:09:16.975+02:00الأخلاق الإسلامية (صلاح الدين بسيوني رسلان)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>• الخَلْق والخُلُق في الأصلِ واحد كالشَرْب والشُرب ولكن خُص
الخَلْق بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر، وخُص الخُلُق بالقوى والسجايا
المدرجة بالبصيرة. (الراغب الأصفهاني)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الخُلُق عبارة عن هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال بيسر وسهولة من
غير حاجة إلى فكرٍ وروية. (الغزالي)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الأخلاقُ هي علم أعمال الإنسان الإرادية الصادرة عن تفكيرٍ وروية.
(الغزالي)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ اعتمد مسكويه في وضع مذهبه الأخلاقي على تجاربه الخاصة، والأخذ من مختلف
المذاهب الفلسفية خاصةً عند أفلاطن وأرسطوا وجالينوس إلى جانب اهتمامه البالغ
بالشريعة الإسلامية، ومحاولته التوفيق بين الفلسفة والشريعة حيث يهدفان إلى صلاح
الإنسان وسعادته. وغرض مسكويه في مذهبه عملي ألا وهو تحصيل خُلُق تصدر به الأفعال
كلها جميلة وسهلة تحقق السعادة لنفسه، ولمن يسعده جده بالأخذ به. ويؤكد مسكويه على
اتفاق العقول في جميع الأزمان والأمم على مسائل عامة تشغلهم مثل أصول الحكم،
والفضائل والرذائل الأخلاقية، ومحاربة الشهوات والانفعالات التي تنأى بالإنسان عن
السعادة، غاية الأخلاقية العلمية عنده. صــ 206<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ يُسمي الغزالي السعادة بالخير الأعلى، ويتطلب بلوغ السعادة (الخير الأعلى
أو الأقصى) توفر خيرات (فضائل) دنيوية، ليس شيء منها هو السعادة. وهذه الخيرات
(الفضائل) الدنيوية ترجع إلى أربعة أنواع:- 1- خيرات النفس: ونعني بها العلم،
والحكمة، والعفة، والشجاعة، والعدالة. 2- الخيرات البدنية: وهي الصحة، والقوة،
والجمال، وطول العمر. 3- الخيرات الخارجية: وهي المال، والأهل، والعزة، وكرم
الأرومة (العشيرة). 4- الخيرات التوفيقية: وهي هداية الله، ورشده، وتسديده وتأيده.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"> هذه الخيرات أو الفضائل يحتاج
بعضها إلى بعض، وهي ضرورية لبلوغ السعادة الحقيقية الأخروية التي هي بقاء لا فناء
له، وسرور لا غم فيه، وعلم لا جهل معه، وغنى لا فقر يخالطه. صــ 216<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-90537520037862284732016-12-01T16:47:00.000+02:002016-12-01T16:47:01.031+02:00فلسفة الرياضيات والعلوم الطبيعية (إسماعيل عبد العزيز)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>• حينما يبدأ العالِم في معالجة موضوعاته، فإن اللغة الكيفية لابد
لها أن تتحول إلى لغة كمية، حتى يمكن للعلم أن يسير على طريقه المنهجي الدقيق،
وذلك بترجمة المطلوب ترجمة عددية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إنَّ أهم ما يميز التفكير العلمي هو قدرته على الوصول إلى قوانين عامة
يتم على ضوئها فهم الوقائع الجزئية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• إن تاريخ البشرية ليس مجرد تاريخ عواطف وأهواء وديانات وفلسفات لا عقلية
وفن ودين فحسب، بل هو في الحقيقة تاريخ عقل وتاريخ علم. (كارل بوبر)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• تتكون المقدمات التي يبدأ منها المنهج الإستدلالي من عدة أنواع منها ما
يُسمى بالتعريفات ومنها ما يُسمى بالمسلمات سواء كانت من نوع البديهيات أو من نوع
المصادرات. وعادة ما يُطلق على هذه المجموعة من المقدمات كلها ما يُسمى بنسق
البديهيات </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">axiomatic
system</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• على الرغم من أنه في الواقع الحسي ما يقابل بعض المفاهيم الرياضياتية إلا
أن هذا لا يعني أن أصلها تجريبي.. فبماذا نفسر أن بعض هذه المفاهيم لا يمت للواقعِ
بصلة، كالعددِ السالب والكسور والعدد التخيلي.. كما أن نتائج الرياضيات لا تراعي
أي مقياس واقعي. ص50<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• العقلاينة العلمية لم تعد تتشكل في إطار وعي مستقل عن الواقع، لأن
الواقعَ العلمي أصبح واقعًأ يتدخل العقل في تحويله وتصحيحه.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">• الواقع العلمي ليس واقعًا مُعطى عن طريق الحواس، بل هو واقع مبني بناء
عقليًا خالصًا، وهو ما يعني أن الواقع يوجد في قبضة العقل وأن بناءات العقل
وبراهينه لا تتم بمعزلٍ عن الاختبارات والتجارب العلمية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ لقد تميز القرن السابع عشر بميزة هامة لا نكاد تجدها في سائر القرون
الأخرى وهي عناية المفكرين بالمنهج أو الطريقة الواجب اتباعها في البحوث. حيث كان
معظم مفكري هذا العصر مؤمنين بفائدة المنهج وأثره في العلوم وفي الحياة بدلًا من
الاعتماد على الحظوظ والمصادفات دون وجود
خطة مرسومة أو منهج معين ينبغي اتباعه، ولهذا يُقال "الناس مسوقون برغبة في
الإستطلاع عمياء، حتى أنهم يوجهون أذهانهم غالب الأمر في طرقٍ مجهولة لا تحقيقًا
لأملٍ صائب بل لكي يجربوا إذا كان ما يبحثون عنه شيئًا حقا؛ مثلهم في ذلك مثل رجلٍ
استولت عليه رغبة جنونية في أن يكتشف كنزًا ما فتراه يقضي وقته متجولًا منقبًا في
كلٍ مكان، ليرى لعل أحد السائحين أو العابرين قد تركَ كنزًا". كذلك يكون
أيضًا حال الكثيرين من المشتغلين بالدراسات والعلوم، فالإنسان إذًا من قبل لم يكن
لديه منهج يسير على قواعده ولم يصل إلى الحق إلا مصادفة ولم يدرك التوفيق إلا
بالحظ والمصادفة، ولهذا يقول ديكارت "خير للإنسان أن يعدل عن التماس الحقيقة
من أن يحاول ذلكَ من غيرِ منهج". صــ 22<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إذا حاولنا الآن تحديد المقصود بالعلم وجدنا أمامنا سبيلان، فإما أن
نعرفه على أساس موضوعه، وإما على أساس منهجه. إلا أنه، مع ذلك، فإن الاعتماد على
الموضوع وحده ليس كافيًا للوصول إلى تحديد المقصود بالعلم، إذ أننا لا نقبل
التنجيم في مصاف العلوم، على الرغم من أن التنجيم يقوم على دراسة الحقائق، حيث أنه
يراقب مواقع النجوم ومختلف حوادث الحياة، ثم يحاول الربط بين هذه وتلك. ولهذا فإن
السبب الذي يجعلنا نرفضه كعلم لا يمت للموضوع بصلة، وإنما يرجع إلى أننا نعتبر أن
المناهج الذي يلجأ إليها المنجمون بعيدة كل البعد عن العلم. فالعلم حين يرفض تقبل
فرع من المعرفة داخل إطاره، فإنما يفعل ذلك دائمًا بسبب منهج ذلك الفرع. ولهذا
السبب تستخدم كلمة العلم للدلالة على مجمل المعرفة، التي نصل إلى جمعا بواسطة منهج
محدد يُطلق عليه عادةً المنهج العلمي. ومع ذلك فإنه على الرغم من أهمية المنهج في
تحديد المقصود بالعلم، فإن موضوع العلم هو الذي يقسم العلم إلى فروع. صـ 26<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ تختلف فلسفة الرياضيات عن الرياضيات في طريقة السير، فعلى حين تهتم الرياضيات
بالتركيبات التي تزداد تعقيدًا كلما تقدمنا بها، فإن فلسفة الرياضيات تهتم بالبحث
والتحليل والسؤال عن المباديء التي تقوم عليها الرياضيات. فإذا كانت الرياضيات
يُنَظرُ إليها بوصفها علمًا، فإنه يمكن النظر إلى فلسفة الرياضيات كفرع من فلسفة
العلم، بجانب تخصصات أخرى مثل فلسفة الفيزياء، وفلسفة البيولوجيا.. صــ 36<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ تعرف البديهية وفقًا للمنطق القديم بأنها الفكرة الواضحة بذاتها والتي لا
تحتاج إلى برهان أو دليل على صحتها إلا أن هذا الأمر قد تغير مع المناطقة الوضعيين
والمحدثين بوجه عام الذين اعتبرو أن الوضوح ليس صفة مطلقة بل أن الأمر يتوقف على
مدى إدراك الذهن للفكرة وبالتالي انتهوا إلى أن الوضوح أمر نسبي يتوقف على علمنا
السابق إضافة إلى قدرتنا العقلية. ولهذا أصبحت البديهية عند المحدثين مجرد فكرة أو
تصور نسلم بصحتها على مستوى علم من العلوم طالما أن هناك علمًا آخر أسبق منه وأعم
يوضحها ويعرفها ومن ثم تكون البديهية واضحة بدون تعريف على مستوى أي علم تدخل في
أحد أنساقه طالما أن علمًا آخر أشمل وأعم قد تكفل بتعريفها. وكما لم تعد البديهية
توصف بالوضوح الذاتي، فهي لم تعد كذلك صادقة بالضرورة، بل يكفي فيها مجرد افتراض
الصدق. ولهذا عادةً ما تعرف في الرياضيات الحديثة بأنها القضية الأولية التي
يُفترض فيها الصدق، على أساس أن افتراض صدق بديهية يعتمد أساسًا على علوم سابقة،
وليس على وضوحها الذاتي ولا على مطابقتها للواقع الخارجي.. أما إذا افترض علم معين
فروضًا من عنده يطالبنا بالتسليم بصدقها فإنه يتكون إلى جانب البديهيات حينئذ قائمة
من المسلمات الأساسية التي يبني عليها العلم نظرياته كلها وعندئذٍ تسمى هذه
بالمصادرات وبالتالي فإن الفرق بين المصادرات والبديهيات هو أن المصادرة يُستخدَم
في تركيبها ألفاظ جديدة لم تستخدمها العلوم السابقة سواء أكانت معرفة أو لا معرفة
في داخل هذا العلم. ومعنى هذا أن المصادرة هي مجرد افتراض يفترضه العلم ويسلم
بصحته على مستوى العلم الذي يبحث فيه. ونظرًا لأن هذه المصادرات كلها مجرد
افتراضات يفترض العالِم صحتها فمعنى هذا أن العالِمَ لا يكون مطالبًا بالبرهنة
عليها، كما أنه لا يلتزم بضرورة مطابقتها للواقع. بل إن كل ما هنالك هو أنه يسلم
بصحتها ويرتب عليها ما يشاء من نتائج في داخل النسق الرياضياتي الخاص به، شريطة
ألا تكون متناقضة مع بقية المقدمات الأخرى الواردة في النسق، فلا تتناقض مع
التعريفات ولا مع البديهيات كما يجب أن تكون المصادرات مستقلة بعضها عن بعض بحيث
لا يمكن اشتقاق مصادرة من مصادرة أخرى. صــ 40، 41<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن المدرسة الصورية في الرياضيات تختلف عن المدرسة المنطقية في نواحٍ
مختلفة من حيث المبدأ والهدف والبرامج، نظرًا لرفضها إخضاع الأفكار والأصول
الرياضياتية إلى المنطق، وذلك لأنها تنظر إلى الرياضيات باعتبارها علم التراكيب
والأشكال، ولهذا لا يهتم عالِم الرياضيات بالأفكار قدر اهتمامه بالرموز وعلاقتها
للتعرف على خصائصها الصورية، والتعبير عنها صوريًا على هيئة نسق أكسيومي. كما يوضح
هِلبرت موقفه الفلسفي من أساس الرياضيات، حيث يرى أنه من الضروري لكل تفكير علمي
أن يبدأ بالرمز، ولهذا يقول "إن هذا هو الحد الأدنى، الذي يجب افتراضه سلفًا،
لأنه ليس هناك فكر علمي يمكنه الاستغناء عنه، ولذلك يجب على كل فرد أن يحافظ عليه
بوعي أو بغير وعي". كما يميز هلبرت بين نوعين من الرموز، رموز ليس لها معنى
وأخرى لها معنى بما تؤديه من وظيفة لنقل الحقائق والأفكار، وهو ما يظهر بوضوح من
خلال عرضه لنظرية الأعداد البسيطة حيث يشير هلبرت إلى أهمية الرموز في بناء
النظرية الرياضياتية. حيث يرى أن موضوع الرياضيات هو الرموز المحسوسة والتي تدرك
مباشرةً بالحدس نتيجة لوضوحها وضوحًا مباشرًا. صــ 96، 97<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ جودل وعدم القابلية للبت: لقد أخذت مشكلة البت في دراسات جودل شكلًا أكثر
عمومية، حيث أوضح جودل عام 1931 أنه سوف يوجد دائمًأ داخل أي فرع مفترض من
الرياضيات بعض القضايا التي لا يمكن إثبات كونها صادقة أو كاذبة باستخدم قواعد
وبديهيات ذلك الفرع الرياضياتي ذاته، نظرًا لخضوع الصورية لحدود يصعب عليها أن
تتجاوزها، ولذلك فإنه بتتبع جودل لبرهان هلبرت لاتساق النسق الرياضياتي المثالي
اكتشف عدة أمور أدت في النهاية إلى تبدد الهدف الذي سعى إليه هلبرت إلى الأبد سواء
بالنسبة للرياضيات أو لكل الأنساق الصورية بما فيها المنطق حيث أوضح جودل أن
الصورية لن توجد ولا يمكن أن توجد داخل النسق، حيث أثبت أنه إذا كان النسق الصوري
متسقًا فإنه لابد وأن يكون غير مكتمل، بينما إذا كان مكتملًا فإنه لابد وأن يكون
غير متسق أو متناقض. صــ 106، 107<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ لقد أدى التطور العلمي المعاصر إلى تعديل واضح للمنهج التجريبي التقليدي،
حيث أظهر التطور أن المنهج الإستقرائي التجريبي بصورته التقليدية ليس هو المنهج
الأمثل في تطبيقه لموضوعات العلم الحديث خاصةً وأن كثيرًا من الظواهر العلمية
الحديثة ليست مما يخضع للملاحظة المباشرة ولهذا انتهى عدد كبير من الباحثين إلى أن
المنهج التجريبي التقليدي لا يمكنه أن يفي وظيفة العلوم الحديثة، بل أنه أصبح
عاجزًا عن استيفاء متطلبات العلم الحديث. كما أدى التطور العلمي أيضًا بالعلماء
إلى إعادة النظر في المنهج الإستنباطي الرياضياتي حيث اتضح لهم أنه لابد من
استخدام هذا المنهج في العلوم التجريبية بجانب المنهج الإستقرائي التجريبي. وكان
من نتيجة ذلك ظهور المنهج العلمي المعاصر الذي يجمع بين منهج الإستقراء ومنهج
الاستنباط. ولهذا كان من الطبيعي أن يتغير مفهوم المنهج العلمي عما كان عليه أيام
بيكون ومِل، حيث طرأت على المنهج التقليدي تغيرات أهمها تغيير ترتيب خطوات هذا
المنهج. بمعنى أنه إذا كان المنهج التقليدي يبدأ بالملاحظة ثم فرض الفروض، فإن
المنهج العلمي المعاصر يُنكر هذه الأولوية للملاحظة بصورة يكاد معها يختفي هذا
العنصر من البحث العلمي. ويمكننا بوجه عام إيجاز الملامح العامة للمنهج العلمي
المعاصر فيما يلي: 1- البدء بفرض صوري. 2- ترتيب النتائج المترتبة على هذا الفرض
باستخدام المنهج الاستنباطي. 3-التحقق من صحة هذه النتائج عن طريق الملاحظة
والتجربة. صــ 141<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ يتضمن التجريب العلمي إعمالًا حقيقيًا للفكر وللعقل من أجل استفزاز
الطبيعة وإرغامها على البوح بأسرارها، في حين تظل التجربة بمعناها العام تقبلًا
لما يحدث لنا ويؤثر فينا من واقع خارجي. ولهذا تجعل التجربة الإنسان في موقف
منفعل، بينما يجعله التجريب في موقف الفاعل. وعلاوة على ذلك، فإن التجربة تقف عند
حدود ما هو مُعطى وظاهري، في حين يستنطق التجريب الظواهر ويبني بصدده معرفة جديدة
وعميقة لا يمكن الوصول إليها عن طريق التجربة العامية المباشرة. وتبعًا لهذا
فالتجربة بمفهومها العلمي الحديث هي عبارة عن استنطاق ومسائلة للواقع وليست مجرد
إنصات وملاحظة له، إنها إرغام للطبيعة على البوح بأسرارها وعلى الكشف عن ما تخفيه
من قوانين وعلاقات وليست مجرد مراقبة وتتبع لما تفصح عنه من ظواهر ومعطيات.
وبالتالي لم يعد العالِم، كما يقول كانط، مجرد تلميذ يتعلم من الطبيعة وإنما
قاضيًا يرغمها على الإجابة عن أسئلة يحددها هو بنفسه، واعتمادًا على طرق يختارها
هو بنفسه أيضا. فطبيعة السطح، ودرجة ميلانه، وكذا الكرات ووزنها، كل ذلك اختاره
"جاليليو" بنفسه حينما أراد معرفة القانون الذي يحكم السقوط الحر
للأجسام. صــ 144، 145<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إذا كان التجريب، حسب التصور التقليدي، هو معيار للتحق من الفرضية، فإن
روني طوم يرى أنه لا يمكن الحديث عن فرضية علمية غير مؤسسة على نظرية سابقة. فكل
نظرية تتضمن في نظره كيانات خيالية يتم التسليم بوجودها، مما يعني أن لعنصر الخيال
العقلي دور كبير في التجريب العلمي. هكذا اعتبر روني طوم أنه من الوهم الاعتقاد مع
أنصار النزعة التجريبية التقليدية، بأن التجربة هي وحدها التي تمكننا من فهم
العلاقات السببية بين الظواهر الطبيعية. فالتجريبُ لا يكفي وحده لفهم الظواهر
الطبيعية وأسبابها، بل لابد من إقحام عنصر الخيال العقلي الذي يعتبر تجربة ذهنية
مكملة للتجربة التي تتم بواسطة ما هو واقعي تجريبي من جهة، وما هو خيالي عقلي من
جهةٍ أخرى. إذا لا يمكن للتجريب العلمي الاستغناء عن التفكير العقلي الذي يعد
عملية معقدة ومتشابكة يصعب ضبطها من خلال منهج محدد. صــ 145<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ [خرافةً الإستقراء]: قدم كارل بوبر نظرية هامة في فلسفة العلم تبدأ بنقد
منهج الإستقراء الذي يقوم في صورته المبسطة على ملاحظة العناصر المشتركة بين
الأمثلة الواقعية وصياغة قاعدة عامة وصفية بناء على تلك المشتركات. حيث يرى بوبر
أن ملاحظة الواقع ليست بسيطة، وذلك لأنه حين ترى شيئًا فإنك لا تستعمل عينك فقط،
نظرًا لأن العين مجرد أداة لنقل المشهد الخارجي إلى منصة فرز وتنصيف في داخل عقلك.
وهذه المنصة هي أداة فهم للأشياء تتشكل على ضوء ثقافتك السابقة وتوقعاتك وفهمك
لنفسك لمحيطك. ولهذا فإن الوصف الذي تعطيه لذلك الشيء يتضمن - بصورة صريحة أو
ضمنية - حُكمًا عليه. ومن هنا فإن ما قرره الباحث أنه عنصر اشتراك بين الأشياء هو
في حقيقة الأمر حكمه الخاص عليها، وهو حكم قد يحكي الواقع وقد يجافيه. ولهذا تعتبر
فلسفة كارل بوبر فلسفة ضد الإستقراء. ولعل هذا هو سبب الخلاف مع التجريبيين، الذين
يؤكدون على أن الملاحظة الحسية تمثل نقطة البدء التي توصلنا إلى فروض. وهو الأمر
الذي يرفضه بوبر، على أساس أن الفروض تسبق الملاحظة، نظرًا لتكون الفرضية في ذهن
العالِم قبل إجراء عملية الملاحظة. فضلاً عن أن البدء بالملاحظة الخالصة فقط
وتعميم نتائج الملاحظة للوصول إلى نظريات علمية من غير أي تصميم ذهني مُسبق هو من
بابِ المستحيل. صــ 154<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ يُشكل معيار القابلية للتكذيب الذي اقترحه كارل بوبر أحد المعايير التي
حاولت ترسيخ مبادئه في نسق العلم. حيث انتهى بوبر بعد نقده للوضعيين، إلى أن
النظرية لا تستحق في نظره صفة العلمية بمجرد خضوعها للتجربة، وإنما بقاليتها
للتكذيب، ولذلك فإن العالِم ملزم بتقديم الاحتمالات الممكنة لتكذيب نظريته وإبراز
إمكانيات هدمها وتجاوزها لأنه لا توجد نظرية علمية مطلقة. وبعبارة أخرى لا تكون
النظرية علمية إلا إذا كانت فروضها قابلة للتفنيد والدحض، وإلا فإن "النظرية
التي لا تتوخى اكتشاف العيب فيها هي نظرية غير قابلة للإختبار العلمي، ولهذا يقول
بوبر: "لا يعتبر أي نسق نظري نسقًا اختباريًا إلا إذا كان قابًلا للخضوع
للإختبارات التجريبية... إن قابلية التكذيب (أو قابلية الإختبار) وليست قابلية
التحقق هي التي ينبغي أن نتخذها معيارًا للفصلِ بين ما هو علمي ما ليس علميًا. صــ
158، 159<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إنّ العلمَ في نظر توماس كون يتقلب بين مرحلتين، أحدهما "العلم
المستقر" أو الإعتيادي، والأخرى مرحلة "الأزمة". فالعلم المستقر هو
الممارسات الرتيبة التي يجريها العلماء داخل بنية نظرية راسخة (باراديم/نموذج)
والتي تؤدي إلى تراكم نتائج، لا تضع الأسس النظرية للبنية موضع الشك، وإذا تم
أحيانًا ظهور نتائج شاذة أو غير مألوفة، فعادةً ما يتم إرجاعها إلى أخطاء وقع فيها
العلماء، وهذا ما يعتبره "كون" برهانًا على أن العلم المستقر لا يسعى
إلى التجديد والإبتكار. ولكن بمرور الوقت، تتراكم النتائج الشاذة بحيث تؤدي إلى ما
يعرف بمرحلة الأزمة. وحينها يتم صياغة نظرية جديدة بدلًا من القديمة، ويتم التسليم
بهذه البنية في النهاية، وعندئذٍ يأخذ العلم المستقر مجراه، إلى حين ظهور نتائج
شاذة جديدة. صــ 170، 171<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-22924506475697160002016-12-01T14:21:00.000+02:002016-12-01T14:21:16.862+02:00إتجاهات الفلسفة الأوروبية المعاصرة (غادة الإمام)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span dir="RTL"></span>▬ يقول
كارناب: "إن الفيلسوف الميتافيزيقي هو فريسة سهلة لوهمٍ بالغ، لأنه يصوغ
عباراته في قالب منطقي، محاولًا أن يقيمها على أسس برهانية، فيتوهم أن أداته هي
العقل والتفكير، لا الخيال والعاطفة بينما الصحيح أن تأملاته كلها لا تخرج عن
كونها أحلام شاعرٍ ضل سبيله". ويضيف كارناب أيضًا: "إن موضوع أبحاث
مدرسة فيينا، هو العالم، سواء باعتباره واحدًا أو فروعًا مختلفة. ويتعلق الأمر هنا
بالمفاهيم والقضايا والبراهين والنظريات التي تلعب فيه دورًا ما، مع العناية
بالناحية المنطقية، أكثر من الاهتمام باعتبارات التطور التاريخي أو الشروط
التطبيقية السوسيولوجية والسيكولوجية. إن هذا الميدان من البحث لم يحظ لحد الآن
باسمٍ خاص بهـ وبالإمكان تمييزه أن نطلق عليه اسم نظرية العلم. وبعبارة أخرى أدق
منطق العلم ونعني بالعلم هنا، مجموعة العبارات المعروفة، ليس فقط التي يصوغها
العلماء، بل أيضًا تلك التي نصادفها في الحياة الجارية، لأنه من غير الممكن فصل
هذه عن تلك بوضع حدود دقيقة بينهما... إن المنطق، منطق العلم، قد أصبح ناضجًا لكي
يتحرر من الفلسفة ويتفرد بميدان علمي منضبط، يركز العمل فيه على منهج علمي صارم
يسد الباب نهائيًا في وجه البحث عن معرفة أكثر عمقًا أو أكثر سموًا.. وسيكون هذا
في تقديري آخر عصن ينتزع من الجذع. ذلك أنه ماذا سيبقى بعد الفلسفة؟ لن يبقى لديها
إلا تلك المشاكل العزيزة على الميتافيزيقيين، مثل: ما السبب الأول للعالم؟ وماهية
العدم؟ ولكن هذه ليست سوى مشاكل زائفة خالية من كل محتوى علمي". صــ 34، 35<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ في عام 1913 نشر هوسرل كتابه باسم "أفكار حول الفينومينولوجيا
الخالصة" حيث كان بحثًا عن بدايات أولى؛ إذ تريد الفينومينولوجيا أن تبدأ مما
تركه العلم بلا توضيح، أي مما ينظر إليه العلم على أنه وقائع جاهزة؛ وبديهيات
واضحة بذاتها، تتأسس فوقها حقائق ومعارف. إنها تريد أن تبدأ من الخبرة المباشرة
بالعالم والأشياء. فالفينومينولوجيا ترى أن افتقاد العلم للأسسِ الإنسانية وأبعاد
ما بعد الوعي الإنساني يُمثل خطرًا مختلفًا للعلم، طريق يبدأ من معنى أو ماهية
الأشياء كما تبدو في خبرتي، وليس باعتبارها وقائع مستقلة عني، إنه طريق يقوم على
أساس أن التجربة الحية أو الخبرة المعاشة هي المدخل الوحيد للعلم. وهذا يُعني أن
الاتجاه الفينومينولوجي يريد أن يؤسس نفسه كعلم للماهيات يمد العلوم بأساس تقوم
عليه، وذلك بأن تصف وتحلل ماهية الموضوعات والمفاهيم التي تفترضها العلوم بوصفها
وقائع مؤسسة جاهزة وتحلل ماهية الموضوعات والمفاهيم التي تفترضها العلوم بوصفها
وقائع مؤسسة جاهزة مثل: افتراض المادي، والجسم، والبدن والأنا.. صــ 41، 42<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ إن عالِم الفيزياء يطرح
التساؤلات عن الواقع، منظمًا إياها في طرائق معينة كي يبلغ لإجابته، عن طريق ذلك الواقع
الذي يثير فضوله في المقام الأول، أي الذي يحفزه ويستفزه على طرح تساؤلاته. وهنا
يرسم باشلار مسار المعرفة؛ حيث يندهش العالم إزاء ما في الواقع يثير فضوله ويدفعه
لطرح تساؤلاته التي يحاول البلوغ لإجابات عنها. ويثير الواقع عن طريق إعطاء أو منح
الإجابة فضولاً جديدًا؛ ولذلك فإنه يغير الذات العارفة. فالذات تتحول ليس عن طريق
ذاتها، وإنما عن طريق الآخر المتعالي الذي يشتبك مع الذات في مجادلة دائمة أو لا
نهاية لها. فالذات تٌبدِع و تٌبدَع عن طريق معرفتها للواقع الخارجي؛ ذلك الذي يصفه
باشلار هنا بوصفه "المعادلة المختلفة للحركة الإبستمولوجية". والحقيقة
أنه منذ تأكيد باشلار على الطابع الشاعري والمجادل للمعرفة العلمية، الذي يجعل
الذات تُبدِع وتُبدَع، سواء كانت ذات العالِم أو ذات الحالِم، فهذا الطابع يعد
نوعًا من تعميق العلاقة بين العلم والفن؛ إذ أنه جعل العالِم والحالِم في علاقة
جدلية مع ما يُبدِعه [..] إن رَحِم فكر باشلار هو علم القرن العشرين، أي
"العقل العلمي الجديد". فكتبه الإثنا عشر عن العلم الحديث تفحص تأثيره
(أي العلم) على الفلسفة، مُبينة كيف أن العلم قد قوض نظريتنا المعرفية المألوفة؛
لأنه (لا العقلانية) ولا "الواقعية)،
و (لا المثالية) و (لا المادية) تعد فلسفات ملائمة لعلم القرن العشرن بعد.
فالعالم 1905 شهد قطيعة ليس فقط مع كل علم سابق، ولكن مع كل فلسفة سابقة أيضًا....
فلقد أخفق العديد من الباحثين في أن يروا أن هذه القطيعة الإبستمولوجية تجلب
النزعة الإنسانية في مجرى نزعة إنسانية، والتي بدورها تنفصل عن النزعة الإنسانية
التقليدية، وأهم من ذلك أن الأساس العقلي للعلم الحديث قد أحدث قطيعة مع العقل كما
نستخدمه ليس فحسب في المعرفة المألوفة؛ وإنما أيضًا في الاستنباط والإستدلال. صــ
123، 124، 125<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">▬ في حين أن باشلار يرى الإنسان باعتباره كائنًا خلاقًا يتمتع بسمة أساسية
هي إضفاء المعاني، ويتشكل سلوكه في إطار وعيه. إذن، إن نظريات العلم في أية مرحلة
ليست سوى حلقة في السلسلة اللامتناهية لحلقات الحوار بين الإنسان والطبيعة. ولم
يعد من الممكن أن نتحدث ببساطة عن طبيعة بحد ذاتها. علوم الطبيعة - إذن - تفترض
سلفًا وجود الإنسان. ومن ثم، فإن كلاً من ديكارت وكانط فَهِما "الذات العاقلة
(المفكرة)" في إطار النظر للعقل بوصفه قَبَليًا واستدلاليًا. فإذا كان العقل
في العالم ليس على هذا النحو؛ فإن هذا نتاج أن الذت المفكرة ليست كما تصورها
ديكارت وكانط، فإنها ليست المركز الثابت لكل معرفة وخبرة. وبناء على ذلك، يدعونا
باشلار أن ننصرف على تلك الواحدية المثالية؛ كي نتحرر من هيمنة وسطو العقل؛ وكي
نؤكد على الحوار المستمر بين العقل والواقع لا يوجد شيء مُعطى، فكل شيء يكون
مسؤسسًا. وهذا ما كان باشلار حريصًا على التأكيد عليه منذ كتابه "رسالة في
المعرفة التقريبية" بقوله: "إن الشيء المُعطَى ينبغي أن نتلقاه."
صــ 126<o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-77185115538015586702016-06-15T19:14:00.002+02:002016-06-15T19:14:19.789+02:00فلسفة التاريخ (زينب محمود الخضيري، عبد الله ابراهيم الدسوقي)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>▬
وكما جعل أوغسطين التأريخ يفيد العقيدة، جعلها هي أيضاً تفيده. فهي تقدم له
تفسيراً كلياً، أي تفسير بدايته وتوضح صيرورته وتحدد نهايته أو غايته. وهي تفعل كل
هذا بفضل مفاهيمها، ولولا هذه المفاهيم لظل التاريخ بلا دلالة وبلا رابط بين
أجزائه، فالعقيدة وحدها هي التي تخبرنا بأن العالم بدأ بالخلق وبأنه سينتهي باليوم
الآخر، وبأن أهم الأحداث في هذا التاريخ هو السقوط (سقوط آدم من الجنة)، بأن الله
تجسد في يسوع، وبأن الكنسية لا بد وأن تنمو، وبأن المسيح سيعود، وبأن كل هذه
الأحداث تدور في ظل العناية الإلهية، ويحركها الصراع بين الخير والشر الذين يرمز
لهما بالمدينتين، مدينة الله ومدينة الأرض... نستطيع أن نقول بأن أوغسطين قدم لنا
لاهوتاً للتاريخ وليس فلسفة له، لأن مباديء تفسير التاريخ في مذهبه لا تستمد من
التاريخ البشري نفسه وهو الشرط الضروري لقيام فلسفة التاريخ، بل تستمده من مجال
مغاير له هو العقيدة. صــ 23<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يؤكد ابن
خلدون على أن حقيقة التاريخ مرتبطة بمعرفة جميع الأخبار عن المجتمع الإنساني
ومعرفة أحوالها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والثقافية وهل هي
مجتمعات بدوية أم زراعية...إلخ وكذا معرفة العصبيات للبشر، فمثلاً المجتمعات
البدوية تتحكم فيها العصبيات أما المجتمعات المدنية فيتحكم فيها الاقتصاد وغير ذلك
من العلوم والصنائع، ويحلل ابن خلدون نفسية الشعوب فالشعوب إذا كانت على حال
الاعتدال فإنها تقوم بالتمييز بين الصدق والكذب من الأخبار، أما إذا كانت غير
معتدلة فإنها تقع في التشيع والغلط والكذب في الأخبار التي تنقلها، ويرى ابن خلدون
أن هناك أسباب تؤدي إلى الكذب في الروايات والأخبار ومنها أيضاً الثقة المطلقة
بالناقلين وعدم نقدهم نقداً علانياً ومنهجياً ومن أسباب الكذب في الروايات
التاريخية عدم معرفة مقاصد الناقلين فينقل الأخبار على نحوٍ غير موضوعي لأنه لا
يعرف حقيقة وقصد الناقل ومن الأسباب الكذب أيضاً في الروايات التاريخية الجهل
بتطبيق الأحوال على الوقائع، أي عدم معرفة الأحوال في العمران والمجتمع. ويرى ابن
خلدون أنه لا بد من تحقيق المطابقة في الأخبار والوقائع بحيث تتطابق الأخبار مع
الوقائع وبهذا يتحقق الصدق والصواب. صــ 66 ، 67<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يؤكد
روسو احتياج الأغنياء لإقامة عقد اجتماعي للقضاء على الصراع مع الفقراء، في حين
يحتاج الفقراء إلى العمل للحصول على ما يكفي احتياجاتهم وأولادهم وعائلاتهم. ويفسر
روسو أن هذا العقد قد كبل الفقراء بقيود جديدة ومنح الغني قوة جديدة، مما أدي إلى
القضاء على الحرية الطبيعية وأدت الملكية إلى اللامساواة إلى الأبد. وأغتصب
الأغنياء حقوق الفقراء وسخروهم لخدمتهم، وواجه الفقراء بعضهم البعض. بعد أن اتخذ
الأغنياء من الفقراء خدماً للدفاع عنهم، وهكذا خدع الأغنياء الفقراء واستعبدوهم
وتم القضاء على الحرية والمساواة للأبد وظهرت المدنية والحكومات. صــ 164<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ يرى
أرنولد توينبي أن بدء الحضارة كان مع سقوط آدم والتحول من الين </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Yin</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>
(السكون) إلى اليانج </span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;">Yang</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> (الحركة). كما يرى أن الحاجة هي أم
الاختراع، والاستجابة للتحديات هي التي تحدث التقدم في الحضارات. إن العامل
الإيجابي في تحول البشرية في الستة آلاف سنة الماضية هو فكرة التحدي والاستجابة
وليس نظريتي الجنس والبيئة. بل إن نشأة حضارة مصر والعراق كانت في أثناء جفاف
إفريقيا وآسيا نتيجة قائمة بسبب التحدي والاستجابة. وكذلك نشأت الحضارة الصينية
بسبب التحدي والاستجابة وليس لأسباب أخرى. وكذلك الحال بالنسبة للحضارة المينووية.
إذن فالتفاعل بين التحديات والاستجابات هو العامل الذي يعتد به قبل كل شيء آخر في
بدء الحضارات. صــ 220 ، 221</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-18808828692847971002016-05-29T15:27:00.001+02:002016-05-29T15:27:28.006+02:00فلفسة القانون (رجاء احمد علي، علي محمد مبروك)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>•
القانون الطبيعي هو ذلك القانون الذي لم يضعه بشر، فهو فوق القوانين البشرية، إذ
أنه موجود في طبيعة الأشياء وفي فطرة الإنسان، ومع ذلك فهو يحتاج إلى من يكتشفه،
فهو في حاجة إلى التأمل والتفكر لاكتشافه والعمل به.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• قد يكون
هناك فرقاً بين العرف والعادة، هذا الفرق يرجع إلى الركن المعنوي للعرف، فالإلزام
هو الذي يميز العرف عن غيره من العادات الاجتماعية، على سبيل المثال المجاملات
التي تقوم على مجرد الاعتبارات الأدبية دون أن يكون شرط الإلزام متوافر فيها.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ قد يكون
ثمة علاقة بين القواعد الأخلاقية والقانونية إلا أن هناك خلافاً بينهما، فالدائرة
الأخلاقية أوسع نطاقاً من الدائرة القانونية في أشبه بقواعد الدين، حيث أن كلاهما
(الدائرة الأخلاقية والدائرة الدينية) يحدد العلاقة بين الإنسان ونفسه وربه
والآخرين، أما القانون فهو ينحصر في دائرة الآنا والآخر فحسب ولا يهم بالنوايا، بل
بالظاهر فقط، فهي تهدف إلى ضبط السلوك الخارجي. وهذا خلاف واضح بين القاعدة
الدينية والقاعدة القانونية، ومن ثم فالأحكام الإلهية هي أحكام ملزمة لأنها أحكام
العقيدة، فالدين أوسع نطاقاً من القانون، فالعلاقات التي ينظمها الدين تشمل السلوك
والنوايا. أما من حيث الجزاء فسوف نجد الجزاء الديني يختلف عن الجزاء القانوني،
فالأول جزاء مؤجل والذي يصدره الخالق ويقوم بتنفيذه، أما الجزاء القانوني فهو معجل
وتوقعه الدولة. صـ 15<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إشكالية
أساس الحق: أعتقد أن هذا الإشكال يتمثل بكل بساطة ووضوح في البحث عن أساس للحق؛
بين ما هو طبيعي وأخلاقي من جهة وما هو قانوني ووضعي من جهة أخرى. إنطلاقاً من هنا
يمكن في نظري أن نتحدث عن أطروحتين رئيسيتين؛ أطروحة تؤسس الحق على الطبيعة يمثلها
فلاسفة الحق الطبيعي من جهة، مثل روسو وهوبز، ويمثلها شيشرون من جهة أخرى، وأطروحة
أخرى مخالفة يمثلها بصفة خاصة أنصار النزعة الوضعية التي يعتبر هانز كيلسن أحد
ممثليها. والاختلاف الأساسي الموجود بين الأطروحتين؛ هو أن الأولى ذات نزعة مثالية
وتؤسس الحق على افتراضات ميتافيزيقية تتمثل في تصور معين للطبيعة الإنسانية كما هو
الشأن عن روسو أو هوبز مثلاً، كما تؤسس هذه الأطروحة الحق على اعتبارات أخلاقية؛
أي على الطبيعة الأخلاقية للإنسان المتمثل حسب شيشرون فيما سماه بالعقل القويم أو
الميل إلى حب الناس الذي هو أساس الحق. أما الأطروحة الثانية فهي ذات نزعة واقعية
تجريبية تنسجم مع روح النزعة الوضعية التي تنتقد كل تصورات ميتافيزيقية ومثالية،
وهذه النزعة تؤسس الحق طبعاً على الأوضاع السائدة في كل مجتمع، وعلى موازين القوى
المتصارعة فيه... صـ 105<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ الفناء
قدر محتوم يصيب الأفراد والديانات والدول. وكما كان إسحق نيوتن يبحث عن القوانين
التي تحكم الطبيعة، كان مونتسكيو يبحث عن القوانين التي تحكم حركة التاريخ وتسبب
نهوض وفناء الدول. أحداث التاريخ لا يسيرها الحظ أو القدر وحدهما. لكن هناك أسباب
مادية ومعنوية هي التي تسير التاريخ. الفرد ما هو إلا أداة للحركة العامة للتاريخ،
أو لروح العصر كما أسماها هيجل. القدر ليس قوة ميتافيزيقية، إنما هو محصلة عدة
عوامل. وعلى المؤرخين والفلاسفة، الكشف عن هذه العوامل ودراستها. لماذا سقطت روما؟
لأنها تحولت من جمهورية إلى دكتاتورية. الجمهورية تتوزع داخلها السلطات وتتوازن.
لكن الدكتاتورية لا تصلح إلا للإعتداء على الجيران واستعمار الدول الأخرى.
الدكتاتورية تدمر الحرية وتشل نشاط المواطنين. هذا يؤدي بمرور الزمن إلى انتشار
الخنوع والخمول والذل بين الجماهير. ويجعل الفقراء عالة على الدولة، ويضعف الأخلاق
بسبب سوء توزيع الثروة وانتشار الفسق الفجور. وتسبب الدكتاتورية وحكم الفرد أيضاً فساد
رجال الإدارة وزيادة الضرائب، وهجر المزارع والحقول. وهي أيضاً تستنزف الحيوية
العسكرية للدولة وتجعل الجيش يسيطر على الحكومة المدنية. ويصبح اهتمام الجيش
بتنصيب الحكام وخلعهم بدلاً من حماية أمن البلاد. صــ 179 ، 180</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-6186806419465546068.post-47813497363237552972016-05-25T21:57:00.000+02:002016-05-25T21:57:16.236+02:00فلسفة العقل (صلاح اسماعيل)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>•
إن أي تقدم في فهم قضايا العقل لابد من أن يضرب بجذوره في الميتافيزيقا ويلتمس
العون منها.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• كيف
نلائم بين الوعي باعتباره ظاهرة خاصة غير مادية وهذه الرؤية العلمية المادية
للعالم؟ وكيف نفسر الوعي غير الطبيعي في حدود الطبيعة؟ وكيف استطاع الوعي أن ينشأ
من المادة؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• دراسة
المخ من غير دراسة الوعي تشبه دراسة المعدة من غير دراسة الهضم، ودراسة علم
الوراثة من غير دراسة وراثة الصفات.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• الوعي هو
مجموع حالات الإدراك والإحساس التي تتميز بكونها داخلية وكيفية وذاتية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• هل العقل
برنامج كمبيوتر ؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• سلوك
المرء لا يمكن تفسيره فقط في حدود المثيرات والاستجابات، وإنما هو أمر معقد تتشابك
فيه جملة من الحالات العقلية التي يكون بعضها واضحاً وبعضها خفياً أو مضمراً.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• الذكاء
الإصطناعي هو العلم الذي يجعل الآلات تفعل أشياء سوف تتطلب ذكاء إذا فعلها
الإنسان. (مارفن منسكي)<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">• رغم أن
السلوكية كانت تمثل محاولة جيدة لمحاكاة المنهج العلمي فإنها جانبت الصواب كثيراً
عندما نظرت إلى الإنسان نفس النظرة تقريباً التي نظرتها إلى الحيوان والآلة، ومن
ثم فاتها إدراك أن أهم ما يميز الإنسان هو الخاصية العقلية، والعقل الواعي.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">=============================<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ الثنائية
في فلسفة العقل هي المذهب القائل إن العقل والجسم يتألفان من طبيعتين مختلفتين
وتتخذ الثنائية عدة صور أبرزها ثنائية الجوهر عند ديكارت وأتباعه، وخلاصتها أن
الإنسان مكون من جوهرين متميزين: جسم مادي وعقل لا مادي. وثنائية الخاصية عند
فرانك جاكسون وديفد شالمرز وهما من الفلاسفة المعاصرين. وتقول ثنائية الخاصية أن
الكائنات البشرية كائنات فيزيائية، أي أنها جوهر واحد، ولكنها تملك فئتين متميزتين
من الخواص: خواص فيزيائية (أو جسدية) وخواص عقلية. ص8<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ لقد أخطأ
ديكارت عندما زعم أن العقل جوهر وشيء، ووضعه في نفس مقولة الجسم، ولكنه أضفى عليه
مجموعة مركبة من السمات غير الفيزيائية. أما رايل "فالعقل" عنده لا يدل
على شيء من أي نوع، سواء كان فيزيائياً أو غير فيزيائي. إنه اسم جمعي نستعمله
للدلالة على نماذج للسلوك. واللغة تخدعنا أحياناً، فنظن أن كل اسم لابد من أن يدل
على شيء ما، وهذا من عيوب النظرية الإشارية في المعنى التي تقول إن معنى الكلمة هو
ما تشير إليه في الواقع. فهناك أسماء تشير إلى أشياء مثل أسماء الأعلام محمد
واحمد، وهلم جرا، وهناك أسماء لا تشير إلى أشياء، مثل الكلمات المجردة
"الشجاعة" و "التقوى" و "العدالة". فالعقل اسم،
ولكن هذا لا يقتضي أن يكون اسماً لشيء ما. العقل لا يُسمى شيئاً على الإطلاق،
وإنما هو كلمة عامة نستعملها للدلالة على نماذج السلوك، والميول، والاستعدادت
للسلوك بطرق معينة. عندما نقول أن الناس لهم أجسام وعقول، فمن الخطأ أن نفسر ذلك
على أنه يشبه القول إن الطيور لها مناقير وريش أو أن القطط لها أرجل وذيول. ص11<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ هناك من
يعبرون صراحة عن نزعة شكية تجاه الوعي، وينكرون وجوده بوصفة ظاهرة حقيقية. وهناك
من ينظرون إلى الوعي على أنه "لغز" وسر يتجاوز الطبيعة. وهناك من يقولون
بأن الوعي ظاهرة طبيعية ولكن تفسيرها النظري بعيد المنال. وهناك من يحاولون تفسير
الوعي عن طريق رده إلى حدود مألوفة. وهناك مجموعة من الفلاسفة الأحياء يعتقدون أن
الوعي ظاهرة حقيقية ويمكن تفسيرها في حدود الطبيعة. ص26<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ انتهي
السلوكيون مثل سكنر إلى أن علم النفس هو علم الاستجابات السلوكية للمثيرات التي
تقدمها للكائن الحلي بعامة والإنسان بخاصة. وفيما يتعللق بدراسة العقل والحالات
العقلية، تجلت السلوكية في صورتين إحداهما متطرفة والأخرى معتدلة. فأما المتطرفة
فنظرت إلى الحالات العقلية على أنها متطابقة مع السلوك. ولا شيء أكثر من ذلك، ولا
يوجد شيء داخلي أو خفي أو ملغز. وتسمى الصورة المتطرفة "السلوكية
الميتافيزيقية" وسر ذلك أنها تقدم زعماً ميتيافيزيقياً حول طبيعة العقل، وذلك
عندما تنكر وجوده وتثبت السلوك. وأما الصورة المعتدلة فتسمى "السلوكية المنهجية"،
وهي معتدلة لأنها لا تنكر وجود الحالات العقلية التي ربما تكون معرفتها متاحة
لأصحابها فقط، ولكنها ترى أن تعذر خضوع هذه الحالات العقلية الخاصة بأصحابها
للملاحظة العلمية، يجعلنا نتمسك بأن السلوك هو البيان الكافي لكل ما يوجد من حالات
عقلية. ص67،68<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt;">▬ إن
التمثيل يحدث بيننا بصورة هينة وتلقائية ومباشرة وألفنا الشديد له يدفعنا إلى الظن
بأننا نفهمه فهماً حسناً. ولكن إذا توقفنا على مهل وتساءلنا عن طبيعته وماهيته
وكيف يحدث، وجدنا الأمر عسيراً وملغزاً حقاً. خذ الكلمات مثلاً، تجد أن استعمالها
يجري بين الناس صباح مساء بصورة طبيعية. ولكن انظر إلى الكلمات في ذاتها. ألست ترى
معي أنها مجرد نماذج فيزيائية. فالكلمات وهي منطوقة مجموعة من الأصوات، والكلمات
وهي مكتوبة مجموعة من ترقيمات على الورق أو نقوش على الحجر أو أي مادة أخرى.
والكلمات بهذه الصورة لا تملك في ذاتها ما يجعلها تمثل ما تمثله. والفارق بين
الكلمات من حيث طبيعتها وهي أصوات منطوقة أو ترقيمات مكتوبة وبين الحالات التي
تمثلها هو فارق بعيد جداً بعد الثرى عن الثريا. وأبسط الأدلة على ذلك أنك إذا نظرت
إلى كلمات لغة أجنبية لا تعرفها، وجدت أنها لا تملك معاني في ذاتها. ص120</span><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
إبراهيم حسنhttp://www.blogger.com/profile/13063742322281697629noreply@blogger.com8