أيها العقل من رآك (عبد الله القصيمي)


• لو كان نبي مصاباً بالبَرَص، بُعث إلى قوم من البُرص، لكانت الإصابة بهذا الداء شرطاً من شروط الإيمان بالله!
• إن المؤمنين بالله وبالأديان يصنعون ما قاله نهرو عن الهنود: "إنهم يعبدون البقر ولا يفعلون له ما يجب. ولوأنهم أعطوا البقر ما يريد ولم يعبدوها لكان احترامهم لها أفضل."
• إنهم يتصورن الله قيصراً أو زعيماً ضالاً، ينشرح صدره للنفاق وقصائد الإمتداح، ويفقد بذلك وقاره.
• إن الشيخ الذي يملاً لسانه بالله وتسبيحاته، ويملأ تصوراته بالخوف منه ومن جحيمه، ثم يملأ أعضائه وشهواته بالكذب والخيانة والصغائر وعبادة الأقوياء، لهو أكفر من أي زنديق في هذا العالم.
• لقد وُجِدنا، فأردنا وجودنا، ثم وضعنا له تفسيراً عقلياً وأدبياً.
• إننا نحب حياتنا وأنفسنا بقدر ما نستطيع، لا بقدر ما نعرف. إننا لم نعرف شيئاً.
• إن جميع ما يفعله البشر ليس إلا علاجاً لغلطة وجودهم.
• إن الإنسان هو وحده الذي تحدث عن الآلهة ودعا إلى الإيمان بها.
• إن اسوأ ما في المتدينين أنهم يتسامحون مع الفاسدين ولا يتسامحون مع المفكرين.
• الإنسان، قبل تدينه، وجد أن من الصعب عليه أن يكون ملتزماً بضوابط الحياة المثلى، فتدين لأنه وجد أن من السهل أن يكون معتقداً.
• أكثر الناس خروجاً على التعاليم هم أقوى من وضعوا التعاليم. إن أفسق الحكام والمعلمين هم أقوى الناس دعوة إلى الأديان والأخلاق.
• إن الناس لا يؤمنون بالأفضل والأخلاق، بل بالأكثر صخباً وتجاوباً مع الأعصاب المتعبة.
• الناس لا يتحدثون عن الأشياء كما هي، بل كما يريدونها.
• إن اللغة تعني دائماً الفرار من معنى اللغة.
• إن آلهة الإنسان وعقائده ومُثله وأخلاقه هي مجموعة أخطائه اللغوية.
• إن الفرق بين الشيء ونقيضه يساوي الفرق بين رغبتنا فيه ورغبتنا عنه.
• قتلي لعدوي عدل، وقتل عدوي لي ظلم. رأي وديني صواب، ورأي المخالفين ودينهم خطأ. هذا منطق كل الأذكياء ــ وكل الأغبياء.
• لقد كانت عبقرية الإنسان أن يخلق الأشياء على نموذج نقائصه، لا أن يخلق نفسه على نموذج نظرية مثالية ليصبح بلا نقائص، ليصبح شيئاً فوق نفسه.
• إن البشر لا يصنعون انفعالاتهم؛ إذن هم لا يصنعون أخلاقهم، لأن الأخلاق ليست سوى انفعالات قد حولناها إلى تعبيرات أخلاقية.
• إن الأخلاق، في كل العصور، هي فن إتقان التكلف والكذب والتزوير. حتى الإحسان للآخرين والإشفاق عليهم هو عطف على الذات، لا عليهم.
• الفضيلة قدرة، لا فكرة.
• أهل الأديان يريدون تحويل التاريخ كله إلى مبكى بعد أن حولوه إلى معبد. لقد ابتكروا خصاء الرجال ليفقدوهم كل طموح إلى الحرية والتمرد والإستقلال والمقاومة، ليفقدوا حوافز المجد والغضب للكرامة عند فقدانهم الرغبة الجنسية.
• الأخلاق معركة ينتصر فيه أقوى الاسلحة الضاربة. والمعارك إنما تصنعها وتفصل فيها الشهوات. فالأخلاق شهوات تلاءمت مع ظروفها.
• ما أكثر المؤمنين الذين يرتكبون جميع ما يستطيعون من معاصٍ، معتمدين على التوبة في آخر المطاف، أو معتمدين على سعة المغفرة.
• إن أية عقيدة لها تأثير على سلوكنا بقدر ما تسجيب لشهواتنا.
• يا شعوباً أنكهكها البحث عن الفضيلة! جربي البحث عن الرذيلة ــ فقد تجدين بها ما تفقدين من فضائل.
• إن الله لا يريد أن نكون وحدنا مؤمنين، ويكون غيرنا كافرين ــ يفعلون هم الشهوات والعبقرية المحرمة والإبداع والحياة، ونفعل نحن الفضائل للموت والطاعة والخوف؛ ويفعلون هم الحضارة، ونفعل نحن المواعظ والأنبياء.
• الشعوب العظيمة تبدع أفكاراً عظيمة، لكن الأفكار العظيمة لا تبدع شعوباً عظيمة.
• إن الأنبياء لم يُبعثوا إلى الناس والوحي لم ينزل عليم لأنهم أفضل من الكائنات الأخرى، بل لأنهم أجرأ وأقدر على الإدعاء والكذب بإسم الكائنات البعيدة الصامتة.
• إن المنطق في جميع حالاته، هو الإنسان.
• المنطق يُعرف بالحقيقة، لكن الحقيقة لا تُعرف بالمنطق.
• منطق الإنسان هو منطق الإرادة كما ينبغي. أما منطق الكون فهو منطق الشيء كما هو.
• نحن نفاخر أهل الأرض في أننا وحدنا الموحدون الذين يعبدون إلهاً واحداً، كبيراً جداً، لا نشرك به أحداً. ولكن ما أكثر الأصنام التي نعبد، ما أكثر اصنامنا!
• إن الذي يعرف الله ووجوده بعقله يجب أن يعرف بعقله كل شيء.
• الناس يجدون أديانهم كما يجدون أوطانهم وأرضهم وبيوتهم وآباءهم، يجدونها فقط ولا يبحثون عنها أو يؤمنون بها أو يفهمونها أو يختارونها.
• الأديان لا تنتصر إلا في المعارك التي تتجنبها. فهي لا تحارب بالعقل ولا تحارب العقل، أي لا تدخل مع العقل في معارك حرة ــ ولهذا ظلت منتصرة.
• إن السماء، لو أرسلت لنا كل أنبيائها ينهوننا عن الإيمان ويحرمون علينا كل عبادة، لعصينا كل الأنبياء وبقينا نؤمن ونصلي ونتعبد. فالعبادة استفراغ روحي، وعملية جنسية تؤديها الروح لحسابها، لا لحساب الآلهة.
• إن العقل الذي لا يتناقض هو العقل الذي قد مات. ولا يحتمل أن يثبت أي إنسان حياته كلها على حكم واحد.
• الخرافة تدعو إلى الدوام؛ والخرافة أكثر دواماً من الحقيقة.
• الذين لا يخضعون للمنطق هم الذين يصنعون المنطق. أما الذين يخضعون للمنطق فسيظلون بلا منطق، لأن المنطق الذي يخضعون له سيحرم عليهم كل منطق.
• أليس الملحدون الذين يعيشون على عبقريتهم المؤمنون أعظم فضيلة وتديناً من المؤمنين الذين يعيشون دائماً على ذكاء غيرهم وقوتهم.
• العقائد القوية هي دائماً جند مخلصون للطغاة والمستغلين. والجماهير هي، كما تُحكم بالجيش القوي، تُحكم أيضاً بالخرافة القوية.
• إنه لصعب جداً أن تفعل دائماً ما يُرضي الناس. ولكن ما أسهل ان تعتقد او تقول ما يرضيهم!
• إن أي داعية أو حاكم أو زعيم عرفه العالم بأنه اعظم من رفع راية الدعوة إلى الدين والفضيلة، لو حوكم بنصوص ذلك الدين وبتلك الفضيلة أو بروحها، لكان الإعدام جزاءه المتواضع.
• الإنسان الذي يموت دفاعاً عن مبدأ، أو في سبيل شيء، ليس إلا إنساناً يعشق ذاته إلى حد القتل لها.
• أنت مؤمن بإعجازه، إذن هو معجز. هو معجز لأنك مؤمن بإعجازه، ولست مؤمناً بإعجازه لأنه معجز. ليس معجزاً لأنه معجز، بل لأنك مؤمن بذلك.
• التدين عند العرب قبل الإسلام يشبه تدين اليابانيين اليوم ـــ حيث إن تدينهم نوع من الشعر والجمال والفروسية، وليس نوعاً من الآلهة الحاقدة المتقاتلة.
• هل يصدق خيال المؤمن أن الله يتنزل من عليائه ليكلف جبريل بالنزول إلى الأرض ليوحي إلى محمد بالأكل من ذلك الطعام، أو بلبس ذلك الثوب، أو بحب فلان وكره فلان، أوالأكل على الأرض، والنوم على الجانب الأيمن، وشرب الماء أربع جرعات، أو بوضع الخاتم في اليمنى، أو بركوب الحمار ؟!
• إذا كان ممكناً أن يخاطبنا الله بواسطة ملاك فكيف لا يكون ممكناً أن يخاطبنا بواسطة ذواتنا؟! كيف نسمع الله بواسطة الآخرين ولا نسمعه بواسطة أنفسنا؟!
• الجماهير هي دائماً الأوعية الهائلة لأضخم الخرافات والأكاذيب العالمية.
• إن أكذب الناس هم الصادقون، لأنهم، حينما يصدقون، لا يريدون أن يقولوا الصدق، بل أن يقولوا شيئاً آخر. إنه الصدق الذي يراد به غير الصدق ــ وهذا أشنع أساليب الكذب!
• التاريخ هو ذلك الكائن الضخم الوقح الملوث الذي يقبض علينا بقسوة وإحاطة دون أن يحتاج إلى أن نراه أو نؤمن به.
• لو كان البشر لا يتحدثون إلا حين يكون الحديث يعني شيئاً أو وسيلة إلى شيء لظلوا أكثر أوقاتهم صامتين، ولما وُجد كل هذا التراث الهائل من الكتب والتعاليم والأديان.
• إن أي نبي يريد أن يغتسل فوق الذين يدعوهم إلى الإيمان؛ وإن أي مؤمن إنما يريد أن يغتسل فوق النبي الذي يؤمن به.
• إن إلهك العنيف المتوتر هو إرادتك العنيفة المتوترة؛ وإن إلهك المتسامح هو إرادتك المتسامحة.
• حذار ِ أن تُصدِّق أن الشيطان يقبل أن يذهب إلى النار لو آمن بها.
• لقذ وُجِدت كلمة الله في لغة الإنسان كما وُجدت لفظة آه...
• العقيدة غير المتغيرة ميتة لأن الحياة تغير دائم، والذي لا يغير عقيدته هو إنسان يحيا بلا عقيدة.
• الزنديق هو الذي يخالف في أمور لا دليل على اليقين فيها.
• الغباء مثل الخبز : عذا يومي للجماعات، لا تستطيع أن تعيش بدونه. والذكاء لا يعيش إلا في ضجيج الغباء.
• لقد تحدث الناس عن الخالق كثيراً كثيراً، لكنهم لم يؤمنوا به خالقاً. لهذا ظلوا يملكون بعض العقل وحسب، ظلوا يمارسون حياتهم بكل وحشية، لأنهم لم يؤمنوا به خالقاً، مهما تحدثوا عنه خالقاً.

• من يرفع صوته متغنياً بأية اغنية لّيّجد الراحة التي يجدها من يُصلي بحرارة، لأن الغناء تعبير مثل الصلاة والدعاء.

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

3 التعليقات:

غير معرف يقول...

فداك أبي وأمي يا عبدالله القصيمي , كم انت شخص رائع

Unknown يقول...

الرجل سمعت انه تاب وصار يقرأ القرآن الكريم اثناء مرضه، وهو افضى إلى ماقدم،ونسأل الله أن يتجاوزعنه،وماقاله مجرد شبهات،يمكن الرد عليها، هناك امور ليس بالضرورة ان تبحث عنها، عش حياتك كماهي، واسأل الله تعالى ان يعينك في معترك الحياة، اذ ان الحياة منذ بدءالخليقةهي صراع بين الخير والشر،وهي كلها كبدومعاناة، وان الآخرة هي دار القرار..

غير معرف يقول...

قبل ان تحكمو على عبدالله القصيمي بجهل اقرء وتدبر لقد قال الحق والعقل يشهد بذلك لم اختلف على شي قاله عبدالله القصيمي

إرسال تعليق