فلسفة العقل (صلاح اسماعيل)

• إن أي تقدم في فهم قضايا العقل لابد من أن يضرب بجذوره في الميتافيزيقا ويلتمس العون منها.
• كيف نلائم بين الوعي باعتباره ظاهرة خاصة غير مادية وهذه الرؤية العلمية المادية للعالم؟ وكيف نفسر الوعي غير الطبيعي في حدود الطبيعة؟ وكيف استطاع الوعي أن ينشأ من المادة؟
• دراسة المخ من غير دراسة الوعي تشبه دراسة المعدة من غير دراسة الهضم، ودراسة علم الوراثة من غير دراسة وراثة الصفات.
• الوعي هو مجموع حالات الإدراك والإحساس التي تتميز بكونها داخلية وكيفية وذاتية.
• هل العقل برنامج كمبيوتر ؟
• سلوك المرء لا يمكن تفسيره فقط في حدود المثيرات والاستجابات، وإنما هو أمر معقد تتشابك فيه جملة من الحالات العقلية التي يكون بعضها واضحاً وبعضها خفياً أو مضمراً.
• الذكاء الإصطناعي هو العلم الذي يجعل الآلات تفعل أشياء سوف تتطلب ذكاء إذا فعلها الإنسان. (مارفن منسكي)
• رغم أن السلوكية كانت تمثل محاولة جيدة لمحاكاة المنهج العلمي فإنها جانبت الصواب كثيراً عندما نظرت إلى الإنسان نفس النظرة تقريباً التي نظرتها إلى الحيوان والآلة، ومن ثم فاتها إدراك أن أهم ما يميز الإنسان هو الخاصية العقلية، والعقل الواعي.
=============================

▬ الثنائية في فلسفة العقل هي المذهب القائل إن العقل والجسم يتألفان من طبيعتين مختلفتين وتتخذ الثنائية عدة صور أبرزها ثنائية الجوهر عند ديكارت وأتباعه، وخلاصتها أن الإنسان مكون من جوهرين متميزين: جسم مادي وعقل لا مادي. وثنائية الخاصية عند فرانك جاكسون وديفد شالمرز وهما من الفلاسفة المعاصرين. وتقول ثنائية الخاصية أن الكائنات البشرية كائنات فيزيائية، أي أنها جوهر واحد، ولكنها تملك فئتين متميزتين من الخواص: خواص فيزيائية (أو جسدية) وخواص عقلية. ص8

▬ لقد أخطأ ديكارت عندما زعم أن العقل جوهر وشيء، ووضعه في نفس مقولة الجسم، ولكنه أضفى عليه مجموعة مركبة من السمات غير الفيزيائية. أما رايل "فالعقل" عنده لا يدل على شيء من أي نوع، سواء كان فيزيائياً أو غير فيزيائي. إنه اسم جمعي نستعمله للدلالة على نماذج للسلوك. واللغة تخدعنا أحياناً، فنظن أن كل اسم لابد من أن يدل على شيء ما، وهذا من عيوب النظرية الإشارية في المعنى التي تقول إن معنى الكلمة هو ما تشير إليه في الواقع. فهناك أسماء تشير إلى أشياء مثل أسماء الأعلام محمد واحمد، وهلم جرا، وهناك أسماء لا تشير إلى أشياء، مثل الكلمات المجردة "الشجاعة" و "التقوى" و "العدالة". فالعقل اسم، ولكن هذا لا يقتضي أن يكون اسماً لشيء ما. العقل لا يُسمى شيئاً على الإطلاق، وإنما هو كلمة عامة نستعملها للدلالة على نماذج السلوك، والميول، والاستعدادت للسلوك بطرق معينة. عندما نقول أن الناس لهم أجسام وعقول، فمن الخطأ أن نفسر ذلك على أنه يشبه القول إن الطيور لها مناقير وريش أو أن القطط لها أرجل وذيول. ص11

▬ هناك من يعبرون صراحة عن نزعة شكية تجاه الوعي، وينكرون وجوده بوصفة ظاهرة حقيقية. وهناك من ينظرون إلى الوعي على أنه "لغز" وسر يتجاوز الطبيعة. وهناك من يقولون بأن الوعي ظاهرة طبيعية ولكن تفسيرها النظري بعيد المنال. وهناك من يحاولون تفسير الوعي عن طريق رده إلى حدود مألوفة. وهناك مجموعة من الفلاسفة الأحياء يعتقدون أن الوعي ظاهرة حقيقية ويمكن تفسيرها في حدود الطبيعة. ص26

▬ انتهي السلوكيون مثل سكنر إلى أن علم النفس هو علم الاستجابات السلوكية للمثيرات التي تقدمها للكائن الحلي بعامة والإنسان بخاصة. وفيما يتعللق بدراسة العقل والحالات العقلية، تجلت السلوكية في صورتين إحداهما متطرفة والأخرى معتدلة. فأما المتطرفة فنظرت إلى الحالات العقلية على أنها متطابقة مع السلوك. ولا شيء أكثر من ذلك، ولا يوجد شيء داخلي أو خفي أو ملغز. وتسمى الصورة المتطرفة "السلوكية الميتافيزيقية" وسر ذلك أنها تقدم زعماً ميتيافيزيقياً حول طبيعة العقل، وذلك عندما تنكر وجوده وتثبت السلوك. وأما الصورة المعتدلة فتسمى "السلوكية المنهجية"، وهي معتدلة لأنها لا تنكر وجود الحالات العقلية التي ربما تكون معرفتها متاحة لأصحابها فقط، ولكنها ترى أن تعذر خضوع هذه الحالات العقلية الخاصة بأصحابها للملاحظة العلمية، يجعلنا نتمسك بأن السلوك هو البيان الكافي لكل ما يوجد من حالات عقلية. ص67،68


▬ إن التمثيل يحدث بيننا بصورة هينة وتلقائية ومباشرة وألفنا الشديد له يدفعنا إلى الظن بأننا نفهمه فهماً حسناً. ولكن إذا توقفنا على مهل وتساءلنا عن طبيعته وماهيته وكيف يحدث، وجدنا الأمر عسيراً وملغزاً حقاً. خذ الكلمات مثلاً، تجد أن استعمالها يجري بين الناس صباح مساء بصورة طبيعية. ولكن انظر إلى الكلمات في ذاتها. ألست ترى معي أنها مجرد نماذج فيزيائية. فالكلمات وهي منطوقة مجموعة من الأصوات، والكلمات وهي مكتوبة مجموعة من ترقيمات على الورق أو نقوش على الحجر أو أي مادة أخرى. والكلمات بهذه الصورة لا تملك في ذاتها ما يجعلها تمثل ما تمثله. والفارق بين الكلمات من حيث طبيعتها وهي أصوات منطوقة أو ترقيمات مكتوبة وبين الحالات التي تمثلها هو فارق بعيد جداً بعد الثرى عن الثريا. وأبسط الأدلة على ذلك أنك إذا نظرت إلى كلمات لغة أجنبية لا تعرفها، وجدت أنها لا تملك معاني في ذاتها. ص120

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

8 التعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم .شكرا جزيلا على هذا المجهود الراغب من خلاله الى تزويدنا بمعلومات الكتاب ذلك انه لايتوفر عند اغلب القراء.ارجو منكم المساعدة في الحصول على معلومات اضافية ان امكن انا بامس الحاجة لها جاصة تعريف فلسفة العقل و جون سيرل في هذا سوف اتابع مستجداتك الاخ ابراهيم حسان.و شكرا

غير معرف يقول...

من فضلك يا أخي انشر صفحات تعريف فلسفة العقل ارجوك اني بحاجتهم .

إبراهيم حسن يقول...

أحيلك إلى الرابط التالي لعرض محتوى الكتاب:

https://drive.google.com/file/d/1NZt3B1DVAzXYP4uxb5tA4GpgAtx8Ng69/view

غير معرف يقول...

الأخ إبراهيم حسن شكرا شكرا شكرا كثير أنت لا تعلم كم ساعدتني الله يحفضك و يحقق أحلامك و يجعل هذه الخدمة في ميزان حسناتك.

Unknown يقول...

جزاك الله أخي إبراهيم
بس لو سمحت بيانات الناشر

مكتوب في النهاية حقوق الطبع محفوظة لإدارة المركز
فما المقصود بالمركز
فالكتاب أحد مراجع صديق يدرس الماجستير في مقاصد القرآن الكريم

Unknown يقول...

برجاء التكرم بالحصول على معلومات إضافية عن هذا الكتاب فلسفه العقل للكاتب صلاح إسماعيل على الاميل الخاص بي

Unknown يقول...

هل معك كتاب نظربة المعرفة المعاصرة لصلاح اسماعيل ؟ ابراهيم حسن

Mostafa aswad يقول...

الله يجزيك الخير

إرسال تعليق