طفل يقرأ (عبد الكريم بكار)

بعد قرائتى للكتاب من فترة دونت عدة ملاحظات عليه منها ما كانت إيجابية ومنها ما كانت سلبية، ولن أذكر الكثير من سلبيات الكتاب لا سيما وانا اتفق مع محتواه بنسبة 95% وسأكتفى بذكر واحدة فقط وهى التركيز على الجانب الإسلامي كثيراً دون غيره فى أساليب التربوية وكذلك جل الأمثلة المحتواه في الكتاب، وهذا ربما لا يوفر القراءة للجميع (ممن على غير الإسلام مثلاً، او للباحثين الأكادميين) ، وعلى الرغم من ذلك الا أنه حاول ان يكون محايداً قدر المستطاع .

وهذه بعض المقولات القصيرة على هوامش الصفحات ...

• المتعلم الذى لا يقرأ ليس أفضل حالاً من الذى لا يعرف القراءة

•الجهل مصدر للخوف من أشياء لا يقول بالخوف منها عقل ولا نقل

•العلم روح تنفخ .. لا مسائل تنسخ

•إن نحواً من 70% من المعلومات المكتسبة يرد عن طريق القراءة

•علينا أن نشجع الطفل المراهق على إنشاء مدونته الخاصة على (النت)

•البلد المتحضر هو الذى ينفق على شراء الكتب أكثر مما ينفقه على الأكل

•علينا أن نتعلم كيف نسأل، فهذا محفز للعثور على الإجابة

•الكتاب يبعث من موته حين تمتد اليه يد قارىء

•القراءة من غير تفكر كالأكل من غير هضم ..

•الإعراض عن القراءة أخطر من البطالة والطلاق والإدمان،، لأنه الطريق لذلك ..

•أنت لا تستطيع أن تفتح كتاباً من الكتب دون أن تستفيد منه شيئاً ..

•لابد من وجود علاقة ودية بين الطفل والمربى ..

•لا تجعل القراءة جزءاً من أى عقاب ..

•من صفات الكتاب الجيد أنه يوحى بالقيم السامية، ويبتعد عن النصح المباشر ..

•يصر الجاهل على رأيه دائماً أكثر من العالم ..

•المهم توفر عنصرى الجذب والتشويق خلال سردنا للحكاية ..

•لا بديل عن الإلتزام بالقراءة مدى الحياة ..

•العلم يطرد الجهل والخرافة، وهما ألد أعداء الحرية ..

•سُئل أحد العباقرة : لماذا تقرأ كثيراً ؟ قال: لأن حياة واحدة لا تكفى !

•يجب توفير جو ملائم للقراء ..

•طريق المعانى مفروض بالأشواك، لكن نهايته سعيدة وعظيمة ومثمرة ..

•القراءة بالنسبة إلى العقل مثال الرياضة بالنسبة إلى الجسم ..

•إغراق الطفل بالألعاب يصرفه عن تجربه متعة القراءة ..

•ليس بحرق الكتب فقط تدمر الحضارات، بل بمنع الناس من القراءة ..

==========================

وهذه بعضاً من فقرات الكتاب :

♣ من المهم الا يجعل المعلم - وكذلك الأهل فى المنزل - القرءة جزءاً من عقوبة يقررها على الطلاب،، حيث إن بعض المعلمين يظنون أن جعل الطالب يقرأ كتاباً أو يكتب موضوعاً عشرين مرة هو أفضل عقوبة رادعة ونافعة فى الوقت ذاته . وهذا ليس بصحيح،، لأن الطالب حين يجد نفسه مكرهاً على قراءة كتاب من الكتب، فإنه يقرؤه وهو غاضب، وهذا يجعل تذكر فعل القراءة مقروناً بالإحتجاج والرفض مما يباعد بين الطالب والكتاب وهذا ما لا يصح أن نسمح به .

♣ لدينا نسبة من الآباء المتعلمين، يكون فى منازلهم مكتبات كبيرة وصغيرة، ومن ثم فإنهم يوجهون أبناءهم لمطالعة بعض ما فيها، وكثيراً ماتكون النتيجة مخيبة للآمال،، وهذا بسبب ظنهم أن الكتاب الذى أستحسنوه فى يوم من الأيام لا بد أن يستحسنه أبناؤهم، وهذا غير صحيح . علينا دائماً أن نجعل أختيار الكتب من حق الذى سيقرؤها، ونحن نتدخل اذا وجدنا حاجة للتدخل، وكم من إنسان ظل طول عمره مجافياً للكتاب بسبب أنه فى أول عمره أكره على قراءة مالا يرغب فى قراءته !

** تشجيع بلا أمل **

♣ لدينا طريقتان لجعل الكبار والصغار يقومون بعمل ما :

الضغط والإكراه والتهديد والوعيد، أو التشجيع والتحفيز والإغراء . ويدل مالا يحصى من الشواهد على أن الناس يميلون الى الطريقة الأولى،، لأنهم يجدونها أسهل، فهى لا تتطلب أى جهد يذكر، لكن لدينا أيضاً مالا يحصى من الشواهد على أن تلك الطريقة عقيمة وغير مجدية، وما ذلك الا لأن فعل القراءة يكون مثمراً، فإنه ينبغى أن يكون فرعاً من حب الإنسان للمعرفة وإنجذابه للكتاب، ونحن نعرف أن القيم لا تفرض، لكنها تجذب. ومن هنا فإن جعل الأطفال ينجذبون للقراءة هو الطريق الوحيد لجعلها جزءاً من سلوكهم وعاداتهم .

♣ البدايات دائماً صعبة . فإذا وجدت الطفل يقترب من الكتاب ويبدأ محاولاته للقراءة، فأظهر إبتهاجك بذلك، وإحتفل به، واستمع اليه وهو يقرأ، واذا رأيته يخطىء فلا تصحح له أخطاءه، وذلك لأننا نريد أن يشعر بمتعة القراءة أياً كانت، ونريد أن يعرف أننا نستحسن أى جهد يبذله فى ذلك . بعض الآباء يتصرفون على نحو معاكس، فإذا رأوا أحد أولادهم وقد أمسك بكتاب أو قصة أو مجلة يقولون له: منذ متى كنت تهتم بالقراءة، أو يقولون : أخيراً أدركت أن القراءة جيدة، أو يقولون : المهم ان تدوام على القراءة كما يفعل فلان .. ان هذه التعبيرات وأشباهها تولد فى نفس الطفل الإحباط والنفور من القراءة، وهذا فلابد من الإنتباه الى ذلك .

♣ قالت الممحاة : كيف حالك يا صديقى ؟

أجاب القلم : لست صديقك !

دهشت الممحاة من كلامه، وقالت : لماذا ؟

رد القلم : لأننى أكرهك.

قالت الممحاة بحزن : ولم تكرهنى؟

أجابها القلم: لأنك تمحين ما أكتب.

ردت الممحاة : أنا لا أمحو إلا الأخطاء.

هنا أبدى القلم إنزعاجه، وقال : وما شأنك أنت بالأخطاء؟!

أجابته الممحاة بلطف: أنا ممحاة، وهذا هو العمل الوحيد الذى أحسنه .

ربد القلم: هذا ليس عملاً !

نظرت الممحاة فى عينى القلم بقوة، وقالت: عملى نافع مثل عملك.

القلم إزداد إنزعاجاً، وقال لها أنت مخطئة ومغرورة.

هنا أظهرت الممحاة إستغرابها، وقالت: لم تقول هذا؟

قال القلم: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو..

قالت الممحاة: إزالة الخطأ تعادل إثبات الصواب.

أطرق القلم لحظة، وكأنه يتأمل فى كلامها، ثم قال: صدقت ي عزيزتى!

فرحت الممحاة وقالت له أمازلت تكرهنى؟

أجابها القلم وقد أحسَّ باللندم: لن أكره من يمحو أخطائى.

قالت الممحاة فى لهجة تصالحية: وانا لن أمحو ما كان صواباً .

قال القلم: ولكن أراك تصغرين يوماً بعد يوم !

أجابت الممحاة: لأنى أضحى بشىء من جسمى كلما محوت خطأ.

قال القلم بلهفة حزينة: وأنا أشعر أنى اليوم أقصر مما كنت فى الماضى !

قالت الممحاة مواسية القلم: لا نستطيع إفادة الآخرين الا إذا قدمنا تضحية من أجلهم.

قال القلم مسروراً: ما أعظمك يا صديقتى وما أجمل كلامك!

فرحت الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين لا يفترقان، ولا يختلفان.

صــ 102 ، 103

♣ يتفاعل الصغار تفاعلاً كبيراً من الحكايات، وحين يكون الواحد منهم فى سن الخامسة فإنه لا يفرق بين ما هو واقعى وما هو خيالى،، ولهذا فإنه يحمل كل ما يسمعه على محمل الجد. ومطلوب من الذى يقدم حكاية ما قبل النوع أن يجعل خاتمتها جميلة وسعيدة، ينتصر فيها الحق على الباطل، ويعطف فيها القوى على الضعيف، ويتراجع فيه الظالم عن ظلمه، ويتوب فيها المخطىء .. حتى ينام الطفل نوماً هادئاً ومريحاً، ونحن حين نحكى للأطفال، نصنع بطلاً للقصة أو أبطالاً، يتعلق بهم الصغار ويتأثرون بهم،، ولهذا فإن من المهم أن تنتهى الحكاية بنهاية سعيدة لأبطالها حتى يشعر الصغار بالسعادة والأمان . إن الصغار يحبون المفاجآت. ولهذا فلابد من أن تكون خاتمة الحكاية مجهولة وغامضة بالنسبة إليهم، والا فقدت عنصراً مهماً من عناصر الجذب والتشويق .

♣ أضف إلى هذا أن مرحلة المراهقة هى مرحلة تأسيس للهوية الشخصية ومرحلة نزوع إلى الإستقلالية،، وهذا فإن المراهق ينفر نفوراً شديداً من الوعظ المباشر، ويقاوم أى ضغط عليه . من هنا فإن التحفيز والتشجيع هما الطريق السريع إلى جعله يقرأ، وليس أى شىء آخر . المراهق متأرجح عاطفياً، أى شخص مزاجى،، حيث إنك تجده فى بعض الأحيان فى غاية الإنبساط، وتجده أحياناً فى غاية الإنزعاج والإنقباض، وقد لا تستطيع معرفة الأسباب فى كلتا الحالتين !

♣ من الواضح لدينا أن كثيراً من الآباء لا يقرؤون لأن أعمالهم التى يكسبون منها أرزاقهم لا تتصل بالمعرفة، ولا تتطلب الإطلاع على الجديد من قريب أو بعيد، على عكس ما هو موجود فى الدول المتقدمة فى أوربا - مثلاً - على صلة بالعلم الحديث، مما يجعل القراءة لدى الذين يشغلون تلك الوظائف جزءاً من سلوكهم اليومى .

أما النساء فى معظم الأسر العربية والإسلامية، فإنهن لا يقرأن،، لأن كثيرات منهن أميات، وكثيرات أيضاً يعتقدن أن وظيفتهن فى الحياة هى أداء الخدمات اليومية للمنزل، وبعضهن يعتقد أن وظيفتهن هى خدمة الزوج وتأمين جو جميل له، ولا شىء بعد ذلك! . صـــ 127

http://im34.gulfup.com/tDeP0.jpg

http://im34.gulfup.com/X1P0p.jpg

تحميل نسخة pdf :

http://www.gulfup.com/?NJvgfc