نقاط تناولها الكتاب:-
-----------------------------------------------------------
• ما هو الجهاز العقائدي وكيف يتشكل؟ ما مدى قوة تأثيره على حياة الإنسان؟
لماذا ليس سهلاً أن نتخلى عن عقائدنا؟ كيف نستطيع أن نُحسن عقائدنا، أو نستبدلها
بأفضل منها؟
• لماذا تعمم تجاربك لمجرد أنها نجحت معك ذات مرة؟ أو ربما أنك ظننت ذلك،
ولم تدرك مكونات التجربة فعممتها على تجارب كنت تظن انها هي نفس التجربة!!
• التعميم بحد ذاته جيد، لكنه عندما يُساء إستعماله يصبح غير ذلك.
• عندما نقول فلان من الناس مبرمج (مغسول) الدماغ، يحمل ذلك التعبير دلالات
عضويّة تشريحية وكيميائية وليس فقط دلالات عقائديّة فكريّة.
• لا نستطيع أن نغير قناعة ما إلا
إذا دخلنا في تجربة معاكسة للتجربة التي أدت إلى تلك القناعة.
• هناك حاجز يمنع تسرب أية فكرة من الوعي إلى اللاوعي مالم تتوافق تلك
الفكرة مع مثيلاتها الموجودة سلفا في اللاوعي.
• تبرز العقائد الدينية كمثال على تبني الناس لخلاصات الآخرين، دون أن
يكلّفوا أنفسهم عناء التأكد من صحة تلك العقائد.
• القسوة التي يتعامل بها هؤلاء الأطفال هي نتيجة حتمية لذلك الإعتقاد الذي
يتحكم بسلوك معتنقيه دون وعيهم.
• لا يوجد دين على سطح الأرض إلاّ وساهم في برمجة اللاوعي عند أتباعه.
• المشكلة في أن معظم عمليات البرمجة ـ وخصوصا البرمجة الدينية ـ تتمّ في
السنوات الأولى من عمر الإنسان، والتي يكون الإنسان خلالها هشّا ضعيفا ولا يملك
خيارا سوى أن يقبل خُلاصة الآخرين دون برهان.
• الخوف هو أكثر المشاعر البشرية قدرة على التحكم بالعقل وبرمجته بطريقة
تخدم الغاية التي من أجلها مورس التخويف.
• كل عقيدة تدّعي خلوها من الريب، وبالتالي ترفض الشك والسؤال!
• الدين، كلعبة الدمينو، عندما تسقط أية فكرة فيه ينهار برمّته.
• كلانا- أنا والمسلمون- ننتقي من صندوق الإسلام. إنتقاؤهم للكزر الجيد لا
يستطيع وحده أن يٌثبت مصدره الإلهي، أما إنتقائي للمعطوب منه فيستطيع أن ينفي ذلك
المصدر.
• معظم العقائد الدينية تتبنى عامل الخوف لفرض ذاتها، أما الإسلام فلقد
استبدل الخوف بالإرهاب!
• عندما يُجبر الإنسان على أن يجيب على سؤال لايريد أن يواجهه، يتخبط في
جوابه محاولا أن يستهزأ بعقل من طرح السؤال.
• We
first make our habits, and then our habits make us. (John Dryden)
• لماذا يتجنب الناس التركيز على نقاط قد تصل بهم إلى خلاصات تتعارض مع
البرمجة الأولية للـ اللاوعي عندهم؟
• طالما كانت وظيفة الدماغ هي الحفاظ على الحياة بأي ثمن، إذاًً يحتاج ذلك
الدماغ أن يتبنى ليس فقط ما تثبته الحواس، بل كل العقائد التي تساهم في الحفاظ على
الحياة سواء انسجمت مع ما تثبته الحواس أم تناقضت!
• الدماغ لا يهمه أن تتوافق العقائد مع معطيات الحواس، بل كل ما يهمه أن
تساهم العقائد في الحفاظ على الحياة.
• يعتقد علماء النفس والسلوك بأن العقائد، وطالما تلعب دورا مهما في الحفاظ
على الحياة، لن يكون من السهل تغييرها حتى ولو أثبتت الحواس والدراسات العلمية
بطلانها.
• يجب أن تناقش العقائد بطريقة أخلاقية بعيدة عن الإستهزاء والسخرية، وإلاّ
فإنها تثير لدى الآخر ردة فعل ضد محاولة التغيير. الإستهزاء والسخرية بعقائد
الآخرين تعطيهم الحق بأن يدافعوا عن عقائدهم، وبالتالي تجعل مهمة التغيير أصعب بل
أكثر استحالة!
• الإنحياز يقتل الحقيقة، وتضارب السلوك مع القول يدفن تلك الحقيقة.
فالهادف إلى التغيير يجب أن يكون عادلا وغير منحاز، ويجب أن يتوافق سلوكه مع ما
يدافع عنه!
• إن صُلحت العقائد تصلح الحياة، وإن فسدت تفسد الحياة. الحياة في تغيّر
مستمر ولذلك تتطلب أن تخضع العقائد لمعدل التغيير نفسه.
• عقائدك هي البوصلة التي تقودك من يوم إلى يوم. قادتك إلى حيث أنت اليوم،
وستقودك إلى المستقبل الذي تنتظره.
• اللاوعي لا يستطيع أن يميّز بين الحقيقة والوهم فيصدق كل ما يتسرب إليه.
• كم من الأحاديث والآيات التي لا تحمل أيّة قيمة أخلاقية تسللت خلسة إلى
اللاوعي عند الإنسان المسلم ورقدت هناك كي تحركه وتتحكم بعواطفه وتصرفاته دون
علمه.
• أنا سعيدة اليوم لأنني لم أساهم في خلق انسان مبرمج على أن يكره أو يحقد
أو أن يقيّم الناس بناء على عقائدهم الدينية.
• اللغة هي الأداة التي تُستخدم عادة لبرمجة اللاوعي، وبالتالي للهيمنة على
العقل.
• لا يستطيع الإنسان أن يرفع مستوى وعيه إلاّ باكتساب القدرة على الإصغاء.
• لو استطاع المسلم أن يتجاوز الهوس الجنسي الذي ابتلى به من جرّاء قراءة
كتبه وأحاديثه لما انحدرت حياته في كل جوانبها الى هذا المستوى المتدني.
• وعقل المسلم سقط رهينة المسافة الممتدة من ركبة المرأة الى سرّتها!
• لم يذكر الإسلام المرأة في آية أو حديث إلاّ وتناول فرجها دون رأسها.
• اللغة هي الأداة التي تُستخدم من أجل برمجة الإنسان والهيمنة العقلية
عليه، ويعتبر "التكرار" من أقوى الأساليب التي تُضمن نجاح تلك البرمجة.
• كيف إنتشرت الشيوعية في الصين؟ وكيف لها أن تتسلل إلى لا وعي نصف بليون
صيني؟ هل يُمكن لنا أن نقول بأن هذا (غسيل دماغ) ؟
• الأمّة الإسلامية أمّة مفلسة على جميع الأصعدة إفلاسا أخلاقيا وفكريا
وعقليّا ونفسيّا وتربويّا وحضاريّا، والأهم من كل هذا وذاك إفلاسا لغويّا!
• الإنسان هو ناتج بيئته ولذلك من الطبيعي جدا أن يكون المسيحي العربي
مسلما في تصرفاته ربّما أكثر من المسلم غير العربي.
• لا أحد يستطيع أن يتصور قوة الكلمة وتأثيرها على برمجة العقول والتحكم
بالسلوك!
• يتباهى المسلمون اليوم، وخصوصا هنا في الغرب، بعددهم ولا يكترثون
لنوعيتهم. يذكّرني ذلك التباهي بقول انشتاين: ليس كل شيء قابل للعد يجب أن نعدّه،
وليس كل شيء نعدّه ذي قيمة!
• يقول مثل صيني: عندما تسأل سؤالا تبدو غبيا لبضع ثوان، وعندما لا تسأل
تظلّ غبيا مدى الحياة.
• القناعة، أيّة قناعة، تموت مالم نطعمها ونسقيها. القناعة التي تسللت إلى
عقل المسلم بأن المرأة عورة، لا تستطيع أن تبقى هناك وتتحكم بسلوكه مالم يرحّب بها
ويدغدغها!
• يحذر علماء السلوك واللغة الآباء والمربين من استخدام عبارات لغوية تحتمل
تفسيرات سلبيّة لدى الطفل قد تسيء إلى شخصيته لاحقا.
• يقول فيكتور هيجو: بإمكانك أن تقاوم جيشاً من الغُزاة، لكنك لا تستطيع أن
تقاوم فكرة وُلدت في اللحظة المناسبة.
• لقد برمج الإسلام أتباعه بطريقة قتلت لديهم القدرة على الإبداع، وذلك
باحتكاره للحقيقة المطلقة تحت حدّ السيف وتحريمه للسؤال.
• من يدّعي أنه يحتكر الحقيقة المطلقة يُسيء إليها، ولذلك أساءت الأديان
إلى مفهوم االله أكثر مما أحسنت!
• إحتكر الإسلام الحقيقة المطلقة ففوت على أتباعه البحث عنها، وأضاع عليهم
كل فرصة للإبداع في سياق ذلك البحث.
• يستحيل أن يكتسب الإنسان الحكمة وهو خائف، ولذلك فشل المسلمون في أن
يكونوا حكماء!
• الإسلام ليس دينا صرفا، بل هو جهاز عقائدي معقد ومبهم قَولب أتباعه منذ
لحظة ولادته وحتى تاريخ اللحظة، ولم يسمح لهم أن يمارسوا أبسط أشكال حرياتهم.
• إننا لسنا ضدّ الأديان ونحترم حق
كل إنسان في أي يتبنى دينا، ولكن عندما يتجاوز أي دين حدود معبده يتحول إلى سلطة
ديكتاتورية، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا.
• لا يجوز وطء المرأة قبل إكمال تسع سنين، دواما كان النكاح أو منقطعا،
وأما سائر الإستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة!
(آية الله الخُميني، في كتابه تحريم الوسيلة)
• لا تتبجح بجمال دينك قبل أن تُسقط منه قبيحه.
• البيئة هي رحم الفكر، والصحراء هي رحم الإسلام. لانستطيع فهم الإسلام
مالم نفهم الرحم الذي تشكل فيه وولد منه.
• إستنتج علماء النفس والسلوك، ومن خلال تجارب عدة ومختلفة، على أن الإنسان
لا يولد إنساناً وإنما مخلوق قابل للتأنيس.
• منذ آلاف السنين أكد أرسطو على أنّ الإنسان يتعلم الأخلاق عن طريق
التقليد، فهو يقلد ما يفعله غيره، ومع الزمن يتحول السلوك عن طريق التكرار إلى
عادة متأصلة.
• يستطيع الإنسان الخروج من مصيدته العقائدية مالم يتحرر أولا من مخاوفه، تلك
المخاوف التي تمنعه من سبر أغوار العالم المتاح له خارج حدود تلك المصيدة ..
الخروج ليس سهلاً لكنه ليس مستحيلاً، والخطوة الأولى تقتضي أن نحرر عقولنا من
مخاوفنا، ثم نبدأ السؤال.
• لا شيء أخطر على الحقيقة من أن نجرّد الناس من قدرتهم على طرح
السؤال.
• توماس جيفيرسون يقول: "اطرح سؤالك بحرية حتى ولو شكّك بوجود الله،
فإن كان الله موجودا يجب عليه أن يدعو لإحترام العقل وليس للإستكانة للخوف".
• يقول فولتير: قيّم الناس من خلال أسئلتهم ولا تقيمهم من خلال أجوبتهم.
• Seek
first to understand then to be understood. (Stephen Covey)
• المسلمون لا يقرأون القرآن وإنما يتلونه.
• الإصغاء لا يقتصر على فهم ما نسمع وإنما على استيعاب ما نُقرأ أيضا.
• الجهاز العقائدي كالمبيوتر نستفيد دائما من برمجته، لكننا يجب أن نظلّ
أسياده فنغير برمجته، كما نغير برمجة الكمبيوتر، عندما لم تعد تلك البرمجة ملائمة
لتلبية حاجاتنا.
• الإصغاء بوعي إلى ما نسمع وما نقرأ هو الطريقة المُثلى التي نغربل بها
الأفكار، فتبقى على ثمينها ونطرح غثها، ونضمن بالتالي برمجة عقائدية نظيفة تصلح
لزماننا ومكاننا.
• عندما يكتسب المسلمون القدرة على الإصغاء سواء لما يسمعوه أو يقرأوه
سيكونون قادرين على فهم البرمجة العقائدية التي تتحكم بحياتهم.
• أغلب عمليات البرمجة الفكرية تتم عن طريق الهيمنة العقلية، والهيمنة،
تعريفاً، هي السيطرة على العقل بدون إرادته.
• أقوى عمليات الهيمنة العقلية تتم عن طريق زرع الخوف، ولذلك يبقى الدين
بالإضافة إلى العقائد السياسية الشمولية من أقدر المؤسسات الإجتماعية على أن تتبنى
الهيمنة العقلية كوسيلة للسيطرة على الناس.
• في عالمنا الإسلامي ليست الأزمة أزمة حاكم أو أزمة مال، إنها أزمة ثقافة
وتربية وأخلاق!
• لقد عيّرت التعاليم الإسلامية المرأة بأفضل ما خصتها به الطبيعة، ألا وهو
الدفق العاطفي الذي يتطلبه النجاح في الحياة.
الأخلاق لديها هي : الإلتزام بحدود ما بُغية حماية الحياة والعمل على تحسين
نوعيتها.
• لم يعط الإسلام للطفل أية قيمة، اعتبره ملكية ولم يعتبره مسؤولية.
• متى يعي الإنسان المسلم أهمية أن يشعر طفله بالأمان، فالخوف من الغد يقتل
لدى الطفل رغبته في أن يحيا كي يرى الغد؟!!
---------------------------------------------------
◄الجهاز العقائدي هو نسيج فكري متداخل ومعقد، يبدأ بالتشكّل منذ اللحظة
الأولى للحياة ويستمر باستمرارها.
كل خيط في ذلك النسيج هو خلاصة لتجربة ما، والنسيج برمته هو خلاصة التجارب
التي يمرّ بها الانسان خلال حياته. لايمكن ان ينطبق جهاز عقائدي لانسان ما على
جهاز عقائدي لإنسان آخر مهما تشابهت تجاربهما، اذ لا يوجد شخصان على سطح الأرض
يعيشان نفس التجارب.
كلّ خلاصة تمسك بالأخرى، وفي النهاية تشكل تلك الخلاصات نسيجا فكريّا متينا
لا تستطيع أن تغيره سوى تجارب جديدة وخلاصات اخرى. صــ1
◄ القسم الأكبر من عملية البرمجة تلك تتم في السنوات الأولى من العمر،
ولذلك يصبح اللاوعي عند الإنسان في سنواته اللاحقة مبرمجا، ولم يعد قادرا على
إعادة النظر في الخلاصة التي سُجلت لديه، فراح يعممها على كل التجارب المشابهة
للتجربة التي أدت إلى تلك الخلاصة. صــ2
◄ التركيز على جزء من التجربة وليس على التجربة كلها يدعى في علم النفس Negative or Positive
Selective ، بمنعى أن الإنسان يركز على
النقطة سواء سلبية أو إيجابية بشرط أن تخدم قناعاته السابقة.
أفضل من شرح تلك النقطة هو الشاعر العربي بقوله:
فعين الرضى عن كل عيب كليلة.......وعين السخط تبدي المساويا صــ8
◄ كنت أستمع مؤخرا لمقابلة مع شيخ مسلم. طرح عليه أحد الحضور سؤالا: هل
يجيز الإسلام ضرب المرأة؟ فرد على الفور: أبدا أبدا....ضرب المرأة في الإسلام
حرام! فسأله الشخص نفسه: ولكن وردت في القرآن كلمة "واضربوهن"! فرد
الشيخ: كلمة "واضربوهن" هنا تعني داعبوهن بالمسواك!
فغرق الحضور في الضحك، وتساءلت في سريّ: متى يستطيع هذا المعتوه أن يركّز
على نقاط تستطيع أن تصل به إلى خلاصات تتعارض مع تلك الفوضى العقائدية التي تُبرمج
اللاوعي عنده؟!! صــ12
◄ أقدس غايات الحياة هي الحفاظ على الحياة نفسها.
العقائد تساعدنا على البقاء، ولذلك تتبرمج في الدماغ بطريقة عضوية عصيّة
على التغيير.
أي محاولة لتغيير العقائد يجب أن تراعي خوف الإنسان على سلامة حياته إذا
خسر عقائده.
يحتار علماء النفس والسلوك أمام ظاهرة تشبث الناس بعقائدهم رغم إثبات
بطلانها، ويتساءلون: كيف يستطيع هؤلاء الناس أن يتمسكوا بعقائد وهم يروون بأمّهات
أعينهم البرهان العلمي الذي ينفي مصداقيتها؟! صــ15
◄ الدماغ يميّز بين الحواس والعقائد كأدوات، ولكن لا يميّز بينهما من حيث
الأهمية.
فأهمية الإعتقاد تساوي تماما أهمية الحواس. الحواس تساعد الدماغ على تحديد
الخطر في المدى المرأي والمحسوس، والإعتقاد يساعد الدماغ على تحديد الخطر في المدى
غير المرأي وغير المحسوس.
العقائد تقوم بوظيفتها بمعزل تماما عن الحواس، بمعنى أنها لا تحتاج إلى
الحواس كي تحدد الخطر المحقق. صــ17
◄ معظم المعنيين بالتغيير كانوا يوما من المؤمنين بتلك العقائد التي
يحاولون تغييرها، ولم يحتاجوا إلى الكثير من التجارب كي يغيروا عقائدهم، لماذا؟
لأن قدرتهم على التغيير وفهم ضرورياته وآليته هي موهبة كأية موهبة أخرى،
وليس كل الناس يملكون تلك الموهبة.
الفنان الذي يملك موهبة الرسم عليه أن لايستهزأ بمن لا يعرف كيف يرسم. وهم
بدورهم لا يملكون الحق بأن يستهزأوا بمن لا يملكون موهبة القدرة على التغيير وتبني
الحقائق العلمية، وعليهم أن يستمروا في محاولاتهم بطريقة ذكية تتبنى الإحترام
والمنطق والشفقة.
على المعنيين بالتغيير أن يركزوا إهتمامهم على الهدف البعيد المدى، وليس
على منفعة آنية. يجب أن تكون غايتهم فرض العقائد المنطقية التي تحسّن نوعية
الحياة، وليس أن يموتوا كي يثبتوا صحة أنفسهم. صــ20
◄ قام أحد علماء النفس بتجربة على 100 طالب طب، أعطى خمسين منهم كبسولات
حمراء بعد أن أوهمهم بأنها تحوي منشطاً، والخمسين الآخرين كبسولات زرقاء بعد أن
أوهمهم بأنها تحوي منوماً. لكنه في حقيقة الأمر وضع المنوم في الكبسولات الحمراء
والمنشط في الكبسولات الزرقاء أي عكس ما أوهمهم به.
لقد نتج عن تلك التجربة بأن 50 % من الطلاب حصلوا على النتائج التي تتناسب
مع اعتقادهم بما داخل الكبسولات. و50% حصلوا على نتائج تتناسب مع حقيقة التركيب
الكيميائي للدواء الموجود فعلا داخل الكبسولات.
بمعنى آخر لعب الاعتقاد نفس الدور الذي لعبته الطبيعة الكيميائية للدواء.
يعلق الدكتور Henry Beecher من جامعة
هارفارد على ذلك بقوله: فعالية الدواء لا تتعلق فقط بخصائصه الكيميائية، وانّما
بمدى إيمان المريض بقدرة ذلك الدواء على شفائه. صــ21
◄ قام أحد المدرسين في إحدى الجامعات الأمريكية بتجربة بسيطة يؤكد فيها كيف
تهيمن اللغة على العقل البشري وبالتالي تلعب دورا في تحديد قدراته.
لجأ إلى طلابه واستخدمهم كعناصر لتجربته، فقسمهم دون علمهم إلى مجموعتين.
قال للمجموعة الأولى: "لديكم مشروع من يقوم به سأضيف له عشرة نقاط على
العلامة النهائية. المشروع هو إجراء مقابلة مع ثلاثة شخصيات "يستحيل الوصول
إليها" كبيل كلينتون أو بيل غييت أو جينفير لوبيس".
وافق 6 طلاب من أصل 30 طالبا على القيام بالمشروع، لكنهم عادوا بعد المدة
المحددة دون أن يحققوا أي هدف.
قال للمجموعة الثانية: "لديكم مشروع من يقوم به سأضيف له عشرة نقاط
على العلامة النهائية. المشروع هو إجراء مقابلة مع ثلاث شخصيات " يكاد يكون
الوصول اليها مستحيلا". وافق 17 طالب من أصل 30 على القيام بالمشروع وعاد
عشرة منهم بعد أن أجروا المقابلة"
ما هو سبب الفرق بين النتائج التي حصلت عليها المجموعتين؟
لقد هيمن المدرس على عقول المجموعة الأولى بقوله "يستحيل الوصول
اليها"، فبرمج اللاوعي عندهم على الخوف من الفشل، ولذلك لم يوافق سوى ستة
طلاب على القيام بالمشروع، وعادوا دون يحققوا أي هدف.
كانت هيمنته في المرة الثانية أقل حدة، إذ قال لهم: "يكاد يكون الوصول
اليها مستحيلا" ولذلك وافق 17 على القيام بالمشروع ونجح عشرة منهم في الوصول
إلى الهدف.
وأنا على ثقة لو قال لمجموعة ثالثة " من السهل أن تصلوا اليها لو
حاولتم" لجاءت النتائج أفضل بكثير.
لاحظوا معي بأن مجرد تغيير معنى العبارة قليلا لعب دورا كبيرا في تغيير
النتائج، ناهيك عن إعادة النظر كليّا في اللغة المستخدمة! صــ25
◄ الطبيب النفسي توماس هاريس، وفي كتابه I’m ok-you’re ok ، يذكر أن سيّدة اتصلت به يوما تطلب موعدا لتأتي بطفلها المريض.
عندما سألها عن سبب الزيارة قالت: ابني يعاني من حالة خوف عام، هو يخاف من الناس..
من المدرسة.. من الشارع... من الذهاب إلى الأماكن العامة...من كل شيء! فحدد لها
موعدا.
في اليوم المحدد، اتصلت به السيدة تشكو من عدم قدرتها على جلب طفلها إلى
العيادة لأنه يشكو من وعكة صحية، فأصرّ عليها أن تأتي بمفردها.
عندما وصلت، لم يكد يسألها سؤالا حتى استرسلت في قولها: "الطقس في
الخارج بارد للغاية ولا يسمح بمغادرة البيت.... المترو يغص بالناس وأغلبهم مصابون
بالرشح.... لا أحد يتقيد بالتعليمات الصحية....المرافق العامة غير نظيفة وأشعر
بالغثيان كلما زرتها... سأنقل ابني من مدرسته فالمعلمة لا تشرح لهم قواعد النظافة
عندما يتناولون وجباتهم...."
وهنا أوقفها الطبيب معترضا: يا سيدتي خيرا فعلت، فأنت من يحتاج إلى العلاج
ومتى شفيت سيتحس ابنك!
تتسلل في تلك الحالة لغة الأم المشحونة بالخوف إلى اللاوعي عند طفلها
فتبرمجه على الخوف من كل شيء. لا يسمح مستوى الوعي عنده في تلك السن أن يقوم
بتصفية ما يدخل اللاوعي عنده، فيتبرمج لاحقا على الخوف من كلّ شيء إلى الحدّ الذي
لم يعد يعرف عنده مصدر خوفه. صــ31
◄ جميع النقد الذي وجهته للإسلام لم يخرج عن كونه سؤالا حاولت أن أطرحه ثم
أجد له الجواب.
ماذا كانت النتيجة؟!!
نوبة جنون ضربت أغلبهم فتدافعوا يرفسون ويركلون ويهددون ويتوعدون بالقتل
والأرهاب!
لم يعتادوا على لغة الحوار، ولم يعتادوا على سماع أحد يطرح سؤالا!
البعض يحتج عليّ بقوله: ولكن الكتب الدينية الاخرى كالمسيحية واليهودية،
على سبيل المثال، لا تقل عن القرآن في العنف الذي تطرحه!
قد يكون في هذا الإحتجاج بعض الصحّة، ولكن ما يميّز الإسلام عن غيره رفضه
للسؤال!
طرحت على الكثير من المسيحيين واليهود أسئلة تتعلق بالعهد القديم والتوراة
وكان الجواب الذي تلقيته من الجميع:
"إيماننا بما جاء في تلك الكتب لا يتعدى كونها مجرد سرد تاريخي لحوادث
وقعت في ماض غابر. لانؤمن بحرفيّة ما جاء فيها ولا نتخذ منه شريعة على غرار ما
يفعله المسلمون حيال القرآن. شريعتنا مدنيّة تستمد روحها وليس حرفيّتها من
تعاليمنا. نضعها على محك السؤال ونمتلك الحقّ أن نغيّرها كلما عجزت عن مواكبة
الزمان والمكان"
معظم اليهود والمسيحين لا يعتبرون كتبهم الدينية كلاما حرفيّا من الله،
ولذلك إمكانية الشك وطرح السؤال حول مصداقيتها واردة في كل زمان ومكان.
في جهازهم العقائدي لا يوجد كلام حرفي لله الاّ الوصايا العشرة وكل ما عداه
قابل للأخذ والعطاء. صــ32
◄ على أيّ أساس بنى المسلمون اعتقادهم الراسخ بأن الغرب مبتلي بالاباحية
بينما هم أشرف من على سطح الأرض؟!!
لا أريد أن أتستر على إباحية الغرب فالأمر لا يعنيني ولا يعنيهم، ولكن أريد
أن أدحض لغة ساهمت ـ وما زالت تُساهم ـ في تشويه أمّة تستحق كغيرها من الأمم أن
تعيش حياة جديرة بالإنسان، وقد طال انتظارها لتلك الحياة!
الغرب لا يتستر على الجرائم التي تحدث في بلاده، وبكبسة زر واحدة تعرف كم
عدد النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب في حقبة زمنية معينة في مدينة أمريكيّة ما.
هم يفعلون ذلك انطلاقا من قناعاتهم بأن الاعتراف بالمشكلة هو بداية الطريق
لحلّها.
العقيدة الاسلامية تأمر أتباعها أن يتستروا على معاصيهم "واذا ابتليتم
بالمعاصي فاستتروا".
التستر على المعاصي لا يلغي وجودها، بل يحوّل الامة التي تعتمده كعقيدة الى
ثمرة تعفّن لبّها!
المعاصي تنهك المجتمعات الإسلاميّة. الكلّ في تلك المجتمعات مذنب، ولكن
طالما يرتكبون المعاصي وراء الأبواب الموصدة لا أحد فيه مسؤول!! صــ35
◄ الطلقة التي تراها لا تصيبك، والفكرة كالطلقة!
عندما نرفع مستوى وعينا لندرك أبعاد أية فكرة ترقص في ساحة وعينا وآثارها
على سلوكنا سنكون قادرين على أن نقرر بعقلانية هل نسمح لها بدخول حيّز اللاوعي أو
نمنعها!
للتكرار سطوته، ومتى سمحت لفكرة ما أن ترقص طويلا في ساحة الوعي تزداد فرصة
تسللها إلى اللاوعي مهما تعارضت تلك الفكرة مع البرمجة الأولية للاوعي.
كما تنتعش الأسواق بكثرة العروض وتنافسها كذلك تنتعش العقول بكثرة الأفكار
وتفاعلها. صــ44
◄ [...] تلك الأحكام الجائرة هي التي غزت قناعة الرجل والمرأة على حد سواء
بأن المرأة مخلوق دوني، وكُتِبَت لتلك القناعة أن تعيش اربعة عشر قرناً، وأن تتحكم
خلسة بسلوك معتنقيها. الإنسان سجين جهازه العقائدي، ولن يستطيع أن يخرج منه مالم
يُدرك حدود جدرانه. فمتى يُدرك الرجل المسلم جدران سجنه كي يتجاوزها وينطلق بنفسه
إلى فضاء إنسانيته الأرحب؟!! صــ51
◄ إذا كان الله موجودا فالمفروض أن يكون عالما بطبيعة مخلوقه وامكانياته
وتركيبته البيولوجية الجسدية والنفسية، ولذلك لا مجال هنا لأن يخطئ في إرسال رسالة
غامضة وقابلة لأكثر من تفسير كي لا يُسقطه في مغبطة التفسيرات السلبية التي تسيء
أكثر مما تُحسن.
أغوص كلّ يوم في عمق ما يٌكتب عن الإسلام والمسلمين، وتكاد تكون رسالة من
يدافع عن الإسلام واحدة وهي التي تقول: الخلل في المسلمين وليس في الإسلام فلقد
أساء بعضهم تفسير التعاليم الإسلامية بالإضافة إلى أنّ الغرب يسعى لتدمير الإسلام
والإساءة إلى صورته.
لا تستطيع أن تسيء إلى صورة لا تحتمل التفسيرات السلبية. فالخلل دوما في
الرسالة التي تحتمل التفسيرات السلبية وليس فقط في المفسّر نفسه.
ليس الخلل في أن طفلك قد أساء فهم عبارتك "لا تتكلم مع الغرباء"
فخرج إلى الحياة فاشلا في إقامة علاقة إجتماعية سليمة ومتوازنة، ولكن الخلل في
العبارة ذاتها لأنها ليست واضحة وليست كاملة وتحتمل أكثر من تفسير خصوصا ومقدرة
الطفل اللغوية غير كافية لإستشفاف الغاية من ورائها. صــ55
◄ الغرب، ياسادة، لا يسعى لتدمير الإسلام، بل للحفاظ عليه!
للغرب مصالح في البلدان الإسلامية، تلك حقيقة لا أحد يستطيع إنكارها،
والحفاظ على الإسلام هو الطريقة الوحيدة التي تضمن للغرب مصالحه. لا تستطيع أن
تسيطر على أمة إلا إذا "جحشتها"، وأقصر طريق لتجحيش أي أمة هو أن تغرقها
في هوسها الديني. صــ57
◄ يحاول الكثيرون من علماء النفس في أمريكا الغوص في سايكولوجية الإنتحاري الذي
يقدم على تفجير نفسه وقتل غيره من الأبرياء بلا أدنى درجات الشفقة والرحمة. لكنني
أصرّ، ومن خلال عملي وعلاقتي بهم، على أن أهم تلك الأسباب هو القمع الجنسي الذي
يمارسه الإسلام على الإنتحاري ـ ومعظم الإنتحاريين في ذروة عنفهم الجنسي ـ ثم غسل
دماغه على أنه سيكون خلال ثوان في جنّة النعيم ينتقل بقضيبه المنتصب والمتدفق كنهر
صاخب من حورية إلى أخرى!
الباحث في الكتب الإسلامية عن التعاليم التي تتناول الجنس يُصاب بحالة
غثيان أمام ضحالتها وقدرتها في الوقت نفسه على قمع أتباعها وترويضهم على تبني
العنف من أجل إشباع ذلك القمع. صــ71
◄ أفضل من يستطيع ان يسأل هم الاطفال، لأنهم يسألون بلا حدود، بلا قيود
وبلا خلفيات. هم، ومن خلال أسئلتهم، يسعون لبناء جهازهم العقائدي، الحرية التي
نسمح لهم بها أن يسألوا وطبيعة أجوبتنا تحدد في المستقبل ماهية ذلك الجهاز. هم
مخلوقات جاهزة للتعليم، ويجب أن يتم تعليمهم ضمن بيئة ديناميكية تسمح بحرية السؤال
وبحرية البحث عن جواب، وإلا تحول التعليم إلى عملية تلقين وبرمجة تكرس الواقع
وترفض تغييره نحو الأفضل. في البيئة
الإسلامية يولد الطفل مقموعا، يقتل النمط التربوي المتبع في تلك البيئة لدى الطفل
غريزة الفضول وهي مازلت في مهدها. كل فعل يقوم به تلقائياً لا يسمع تعقيباً سوى
إحدى كلمتين إما "عيب" وإما "حرام". في الحالة الأولى يحس
بالعار من العيب الذي اقترفه، وفي الحالة الثانية يحس بعقدة الذنب من الحرام الذي
ارتكبه، وكل من هذين الإحساسين يكفي لتدمير حياته. صــ97
◄ ألف وأربعمائة عام والمسلم يقرأ الآية التي تقول:"ومكروا ومكر الله
والله خير الماكرين" دون أن يمتلك القدرة على أن يطرح سؤالاً: هل يُعقل أن
يصف الله نفسه بالمكر؟!! لكنه في الوقت نفسه مبرمج على أن يجيبك عندما تلقي في
وجهه ذلك السؤال بقوله: ولكن مكر الله يختلف عن مكر الناس!. لو اردت أن تحرف
المزيد من أعصابك وتسأل: لكن لم تُميز الآية بين مكر الله ومكرهم، فعندما يؤمن
الرجل بأن الله ماكر يسعى باللاوعي لأن يتشرب إلهه كمثل أعلى فيخرج إلى الحياة هو
الآخر ماكر. عندما يحاول أن يجرك إلى دوامة من الجدل لا تستطيع أمامها أن تعرب علك
تنجو بما تبقى من أعصابك!. لا تستطيع أن تكون ماكراً مالم تكن غشاشاً كذاباً
منافقاً مجرداً من كل قيمة أخلاقية. صــ107
◄ سُئل عالم الرياضيات والفيلسوف البريطاني الشهير Bertrand Russell: لنفرض أنك مت ووجدت الله حقيقة، كيف ستبرر إلحادك وماذا ستقول
له؟ رد على الفور: سأقول له، يارب لقد خلقتني عالماً في الرياضيات، وعالم
الرياضيات لا يؤمن بشيء مالم يكن هناك برهان يُثبت وجوده، لماذا لم ترسل لي
البرهان؟!!. لكن زميله عالم الرياضيات والفيلسوف الشيهر Blasé Pascal يبدو أكثر تساهلاً فيما يتعلق بهذا الأمر، إذ يقول: "هناك
إحتمالين لا ثالث لهما، إما الله موجود وإما غير موجود. وإذا آمنت به وكان موجوداً
ستنال جنته، وإن لم يكن موجوداً لن يضرك الأمر، ولذلك من الأفضل أن تؤمن به".
يعترض على عبارته الأخيرة " ولذلك من الأفضل أن تؤمن به" الفيلسوف والمفكر
الأمريكي Richard
Dawkins بقوله:"الإيمان بالله ليس
قرارا تستطيع أن تتخذه، وإنما حاجة ملّحة يشعر بعض الناس أنهم لا يستطيعون أن
يعيشوا بدونها، والبعض الآخر يشعرون أنهم لا يحتاجونها". هذا صحيح، فقد تذهب
كل يوم إلى معبدك وتصلي حتى تقوم الساعة ولكن يبقى في داخلك شك بوجود الله. لذلك
كل الطقوس والشعائر الدينية التي يقوم بها الإنسان لا تستطيع أن تثبت إيمانه،
مادام في داخله شك بجدوى ذلك الإيمان. صــ108
◄ عندما أُصغي إلى خبطة الجمعة في أي بلد إسلامي وأعي كل كلمة قيلت فيها،
أستغرب كيف يستمع ملايين الناس إلى تلك الخطب، بما فيهم أصحاب الشهادات العليا من
أطباء ومهندسين وعلماء رياضيات وخبراء في علم النفس، ولا يشنقون خُطبائهم! لكن
يتبدد استغرابي عندما أعلم علم اليقين بأن معظمهم لا يُصغي، وبالتالي لا يفهم ما
يُقال في تلك الخطب! وطالما لا يفهمون ما يقال فيها هم لا يستطيعون أن يطرحوا
أسئلة حول أخلاقية ومصداقية ما جاء في تلك الخطب. كيف يُصغي طبيب مُسلم إلى
المأذون السعودي الشيخ محمد المعبىء، وهو يفتي بأنه يحق لولي الفتاة أن يعقد
قرانها على من يختاره وهي في السنة الأولى من عمرها، كيف يُصغي إليه ولا يُطالب
بحجره؟!! صــ110
◄ كنت مؤخرا أصغي إلى حديث مسجّل للداعية الإسلامي المصري الشيخ الشعراوي
يشرح فيه "الإعجاز العلمي" للآية القرآنية:انحكوا ما طاب لكم من
النساء!. يقول: "لقد أثبتت الإحصائيات العلمية بأن عدد النساء يفوق بكثير عدد
الرجال في العالم، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى ولحكمة عنده حلل الزواج بأربعة كي لا
يحرم إمرأة من متعة الجنس والإنجاب!. ولكي لا أظلم الشيخ الشعراوي، يجب أن أعترف
بأنه ليس أول معتوه يدلي بتلك "الإحصائيات العلمية"، فلقد سبق وسمعتها
منذ أن كنت طفلة. جمهور الشعراوي مبرمج على الخوف من السؤال ومن عواقبه، والتي قد
تكون الكفر إحداها، لذلك يسمح لعبارة "الإحصائيات العلمية" بالتسلل إلى
اللاوعي عنده والهيمنة عليه، دون أن يسأل عن مصدر ومصداقية تلك الإحصائيات! هو لا
يُصغي إلى حرفية ما يقوله شيخه، وطالما لا يُصغي فهو في مأمن من الوقوع في مغبة
السؤال، وبالتالي في مأمن من الكفر بالله. عدم الإصغاء هو طريقة يلجأ إليها
اللاوعي كي يخفف عن الوعي مسؤولية مواجهة ما يصغي إليه. إحصائيات علمية؟!! من أين
حصل "العالِم" الإسلامي الشيخ الشعراوي على تلك الإحصائيات؟!! من مراكز
الإحصائيات العالمية في مكة، أم في الازهر؟!! أم هو يستجير الغرب الكافر كي يبرر
ما جاء في تشريعه؟!! منذ أن عرف العالَم علم الإحصاء، والإحصائيات تؤكد على أن عدد
الولادات من الذكور هي أعلى قليلاً من عدد الولادات من الإناث، وطبعاً لأمنا
الطبيعة في ذلك حكمتها.صــ117
◄ يكرر جهابذة المسلمين اليوم، وخصوصاً أثناء رد بعضهم على ما أكتب،
سيمفونية تقول: وهذا ما أثبته العلم الحديث!!. فكل ما يثرثرون به يلحقونه بتلك
العبارة، وهم مطمئنون لا أحد سيشكك في مصداقيتهم ويسألهم"أين يوجد ذلك العلم
الحديث الذي يثبت ما تقولونه؟". هم مطمئنون طالما بقي الخوف من حد السيف
عاملاً من عوامل نجاح هيمنتهم على عقول اتباعهم. صــ119
◄ في عُقر اللاوعي عند الإنسان المسلم استقرت صورة مشوهة لمخلوق كامل، ألا
وهي المرأة. تبرمج ذلك الإنسان على أن المرأة ناقصة عقل، والإنسان - ذكر أم أُنثى
- هو في حقيقة الأمر من قال له مربوه بأنه هو في السنوات الأولى من حياته. يسعى في
وعيه وفي حيز اللاوعي عنده لُيثبت بسلوكه صحة تلك الهوية التي لصقوها به. لم يشرح
الإسلام في بداياته لماذا خُلقت المرأة ناقصة عقل، وما الحكمة من أن ينهش الله
قطعة كبيرة من عقلها ثم يتقيأها في سلة مهملاته. لكن اليوم يحاول بكل جهده أن يستر
فضائح سلفه! تقر آذاننا جوقة من الألسنة الداشرة التي تتناول الفضائح، وتلحقها
بالقول: ولقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة صحة ذلك!!. هم لا يشيرون إلى مصدر
تلك الدراسات، ويبقى السامع في حيرة من أمره: هل توصولوا إليها في مراكز الدراسات
والأبحاث العلمية في مكة، أم في الأزهر، أم في كهوف طورا بورا حيث يقيم خليفة
المسلمين؟!!. يثرثر البعض منهم، وبينهم للأسف نساء، فيقول"لقد أثبت العلم
الحديث بأن المرأة عاطفية! ثم يتابعون: وإستناداً إلى ذلك نستطيع أن نثبت بأن
المرأة كمخلوق عاطفي ليست كاملة عقلياً، وليست قادرة على أن تحتفظ بذاكرة سليمة،
وهذا ما يثبت صحة الآية التي تعطي شهادة المرأة نصف مصداقية الرجل. صــ133
بخصوص جزئية ان المرأة ناقصة عقل، لا اعتقد ان ذلك اساءة لها، فهي خلقت لأولويات اخري كالعطاء والعاطفة وأداة لوهب الحياة. بل ذلك تقرير واقع يثبته حقيقة ان كل الابتكارات والاختراعات في تاريخ البشرية هي من نتاج مجهود عقلي للرجل
ردحذفاما عن لصق غاية نيل حور العين بالانتحاري، فهي مغالطة لا اعتقد في صحتها. ليس هناك دافع اقوي من تنفيذ مهام انتحارية سوي الرغبة في الانتقام لظلم او انتهاك ما
ردحذف