• هذا الكتاب موضوعه حرية التعلم، ويعالج أيضاً بعض الصعوبات والتوترات
التي نقابلها عندما نحاول خلق مواقف تتوفر فيها للدارسين حرية التعلم..
• اخش الإنسان الذي يشعر بأنه عبد؛ فلسوف يريد أن يجعل منك عبداً.
• يجب أن نرى في التعليم تغيراً أوسع وأعمق مما هو كائن.
• الناس - حتى الأطفال منهم - يتعلمون عن طريق المجتمع بأسره من حولهم
وخلال نوع الحياة في هذا المجتمع أكثر مما
يتعلمون مما يجري في المدارس.
• الناس في المجتمع المحلي يقومون بأعمال كثيرة على النحو نفسه ولا يفكرون
- مجرد التفكير - فيها إلى أن ياتي شخص من خارج هذا المجتمع ويفعل شيئاً مختلفاً
تماماً.
• الحرية لفظ نستخدمه بصورة سيئة وغريبة، ويبدو أننا نخافه..
• قلة من العبيد هم الذين يتحدثون عن التحرر من الرق، أما سائرهم فيتناقشون
ويتجادلون في أيهم ينتمي إلى أغنى السادة وأقواهم بأساً؟ أيهم أكبر داراً وافخم
مؤسسة، وليُنزِلنَّ فريقي بفريقك شر هزيمة!..
• إن الصغار يصنعون أكثر مما يجب أن يصنعوه ليحظوا بالثناء من جانب
البالغين.
• من الحماقة ألا نتعلم شيئاً من التجربة، ولكننا لا يمكن أن نتعلم منها
أكثر مما يجب.
• إنه لا كبير جدوى من أن نقول للأطفال: إن بوسعهم أن يصنعوا ما شاءوا إذا
لم يكن لديهم في الواقع أي شيء تقريباً يمكنهم ان يصنعوه!.
• إن المدرسة الثانوية الإستبدادية في مجتمع محلي مُنخفض الدخل ربما لا
تكون مكاناً يعمل فيه معلم لإحداث تغيير تربوي.
• إذا أعطينا الأطفال الحرية فكيف يمكن أن يتعلموا الإنضباط ؟
• إن الإنسان حيوان إجتماعي وثقافي، والأطفال يحسون من حولهم هذه الثقافة،
هذه الشبكة من الإتفاقات والعادات، والأعراف والقواعد التي تربط البالغين بعضهم
ببعض.
• قارن في أي مجتمع محلي بين المكتبة العامة المحلية التي تخدم كل إنسان،
وبين المدرسة الثانوية العامة المحلية التي لا تخدم التلميذ إلا مدة أربع سنوات!
• إن مشكلة الفقر جزء من مشكلة التعليم.
• في المجتمع المدرسي التعليم عليك أن تذهب إلى المدرسة كي تتعلم شيئاً ما،
ولكنك حتى إن ذهبت إلى هناك لا تستطيع أن تتعلم ما تريد أن تتعلمه.
• إن المدارس لم تعد قادرة على الوفاء بوعدها أن تسلم "وظائف
حسنة" إلى من يحصلون على دبلوماتها، وهي أقل قدرة من ذلك أيضاً على الوفاء
بوعدها للصغار الفقراء.
• التعليم الحقيقي لا يهديء الأمور، بل يثيرها. إنه يوقظ الوعي، ويحطم
الأساطير، ويمد الناس - كما أحسن دنيسون التعبير عن ذلك - بالقوة على التفكير
بأنفسهم والعمل لأنفسهم.
• إننا ما لم نرد للفقراء أن يقووا فلن نستطيع تعليمهم، فالتعليم كوسيلة
للتهدئة قد فشل دائماً في الماضي ويفشل الآن، وسيفشل في المستقبل.
------------------------------------------------------------------------------
▬ إن الأطفال بطبيعتهم ذو براعة ومكر! وفيهم طاقة نشاط، وحب إستطلاع، وتلهف
على التعلم، ويحسنون التعلم، بحيث إنه لا حاجة إلى رشوتهم أو إكراههم ليتعلموا،
وإنهم على أفضل الوجوه عندما يكونون سعداء نشيطين منهمكين ومهتمين بما يصنعون. وإن
تعلمهم يصبح أقل ما يكون - أو ينعدم أصلاً - عندما يسأمون، أو يقع عليهم التهديد
والإذلال والتخويف..صــ12
▬ المُعلم التقليدي يقول للأطفال، كيف يريد منهم أن يكون سلوكهم؟ أما
المعلم التقدمي أو المُسمى بالحر فيقول: "ليكن سلوككم على أي نحو
تريدون؟" ومن ثم يكون على الطفل أن يبحث عن الدلائل الهادية التي لا حيلة
للبالغين في إعطائها، كي يعرف هل هو يفعل الصواب أو لا؟ وقد يكون هذا مُنهِكاً
وأحياناً يسأم الصغير هذا الوضع، ويقول مثل ما قال الطفل الشهير (وقد يكون
مختلقاً) في المدرسة التقدمية: أعلينا يا استاذ أن نفعل اليوم ما نريد؟" وهو
يعني بذلك: "أعلينا أن نكتشف ماذا تريدنا أن نصنع اليوم؟ لماذا لا تُخبرنا به
أنت؟". صــ26
▬ إننا لنسرف في المنع والتحريم؛ مما يجعل حرية الخيار لدى الأطفال ضئيلة
جداً، أو يجعل إختياراتهم تافهة. فما أعنيه بالحرية للأطفال - بل لكل الناس - هو
المزيد من الخيار ، والإقلال من الخوف، وما وجه أهمية هذه الحرية للأطفال؟ وكيف
يستخدمونها؟ وكيف تساعدهم على الحركة والنمو؟ ما من كتاب يجيب عن هذه الأسئلة
إجابة أشمل وأوقى وأشد حيوية من كتاب "دنسيون": (حياة الأطفال). صــ36
▬ لست مستعداً بالقطع لتمضية كل وقتي داخل قاعة الفصل طالباً من تلاميذي أن
يرفعوا هذا الشيء أو أن يضعوا ذاك الشيء في موضعه الصحيح، وهلم جرا، فأنا لم آت
إلى مدرسة كهذه كي أكون كراعي البقر لهؤلاء الصغار. وهم لم يأتوا إلى هنا كي يركب
احد أكتفاهم او يسوقهم سوق السائمة، فلنترك لهم أن يقرروا بأنفسهم مقدار ما
يريدونه من النظام في فصلهم. صــ49
▬ وأغلب المشاحنات بين البالغين والأطفال رأيتها يثيرها البالغون بدون واعٍ
لغير ما سبب أكثر من إثبات ما لاشك لدى الأطفال فيه لحظة واحدة، وهو انهم أصحاب
السلطة أو السيطرة. وكم من مرات كثيرة في المطارات، وفي اماكن أخرى عامة وخاصة
سمعت هذه اللازمة المرددة. تقال للأطفال لا تتجاوز سنهم السنتين أو ثلاث
السنوات:"عندما أقول لك تعال هنا، تأتي إلى هنا. فاهم؟". صــ84
▬ وما أكثر ما يقول المعلمون أو المدارس للأطفال : "الآن بوسعكم أن
تصنعوا أي شيء تشاءون! في حين لا يكون هناك شيء يمكنهم عمله! وقد زرت ذات مرة
فصلاً بمدرسة أولية يديره شاب لطيف للغاية. وكان قد سمع بالفصول المفتوحة على
الأسلوب البريطاني واليوم المتكامل، وكان يحاول أن يدخل ذلك في فصله ولم يستطيع أن
يستشف: لماذا لا يبدو على الأطفال الميل إلى القيام بأي عمل سوى الجري في المكان
ومضايقة بعضهم بعضاً؟ ونظرت في أرجاء الحجرة، فلم أجد هناك شيئاً سوى ما في الفصل
التقليدي من سقط المتاع: من كتب مطالعة، وكتب عمل، ونصوص! فلا العاب ، ولا ألغاز ،
ولا أدوات ، ولا أجهزة ، ولا آلة كاتبة ، ولا آلة تصوير ، ولا آلات تسجيل الأشرطة،
ولا مواد موسيقية ، أو علمية ، ولا مصادر فنية ، بل ولا مجلات أو كتب جديدة!.
صــ127
أثناء حديثه عن سياسية السمع والطاعة العمياء في
الأساليب التربوية..
▬ وما أشبه ذلك بالموعظة التي كان يلقيها الأغنياء على الفقراء في أوائل
أيام الثورة الصناعية: تقبل وضعك في الحياة مهما تكن متواضعاً ذلك الوضع الذي عينه
الله لك! وهناك أدِ واجبك بخنوع وإمتنان. وهذه الموعظة مازالت تلقى بالطبع!
فالأغنياء والأقوياء - لأسباب واضحة - يبحون دائماً أن يحدثوا الفقراء والوضعاء عن
فضائل الواجب والطاعة والعمل الشاق. صــ147
▬ الطفل الذي تحفل حياته بالتهديد وخوف العقاب يظل حبيساً داخل طفولته ولا
سبيل للنمو وتعلم كيف يتحمل مسئولية حياته وأفعاله. وأهم من كل شيء أننا يجب ألا
نفترض أن الإضطرار إلى الخضوع لتهديد القوة العليا ذو تأثير حسن على خلق الطفل؛
فهذا ليس شيئاً حسناً لخلق أي إنسان، فالإنحناء للقوة العليا يجعلنا نشعر بالعجز
والجبن، لأنه لم تكن لدينا القوة أو الشجعاة لمقاومتها. صــ151
▬ إن النتائج السيئة للتعليم المدرسي يتغذى بعضها على بعض ويقوي بعضها
بعضاً. ولما كان الناس يزداد إيمانهم بإطراد في التعليم المدرسي، وأن التعلم يجب ولا
يمكن أن يحدث إلا في المدرسة وأنها مسألة مؤلمة لا يسحنونها؛ فإن تصرفاتهم تتجه
بإطراد إلى تصعيب التعلم في أي مكان عدا المدرسة تصعيباً متزايداً. ولما كان عدد
من يتعلمون في المدارس - كراهية - القراة يزداد، فإن عدد من يشترون كتباً من متاجر
الكتب أو يستعيرونها من المكتبات العامة أو الخاصة يزدادون قلة! ومتاجر الكتب تغلق
أبوابها، والمكتبات تخفض خدماتها، وهكذا تقل الأماكن التي يستطيع الناس فيها خارج
المدرسة أن يجدوا السبيل فيها إلى الكتب. وهذه مجرد وسيلة من الوسائل التي يناهض
بها التعليم المدرسي بمعناه الواسع. صــ194
▬ لقد تذكرت محادثة جرت منذ سنوات طويلة، فقد التقيت في إحدى الولايات
الغربية وأحد رجال النفط، وهو من ذلك النوع الذي كان خليقاً أن يخترعه رسام كاريكاتوري،
فقد كان أحسن - أو لعله أسوأ - من أن يكون حقيقياً. وفي تلك المناسبة قال: إن كل
هذه الضجة والنفقات التي تُخصص للتعليم "كلام فارغ"! ، وإننا يجب أن
نرسل الصغار إلى المدرسة ثلاث أو أربع سنوات لنعلمهم القليل من القراءة اليسيرة أو
القليل من عمليات الحساب السهلة ثم نُلقي بهم إلى الدنيا ونحملهم على الإلتحاق
بعمل، وما يزيد على هذا القدر من التعليم إنما يجعلهم مصدر شغب!. صــ196
▬ لنكن ذوي سياسة واقعية وإقتصادية عملية فذلك حين نضمن ونوفر لكل أمريكي -
رجلاً وإمرأة وطفلاً - دخلا يمكنه أن يعيش عليه حياة لائقة ومريحة سواء كانت له
"وظيفة" أو لا. وعندئذ يتسنى له أن يؤدي أي عمل يقوم به لا عن خوف أو
حاجة، بل لأنه يهمه أو يطيب له ويبدو جديراً بأن يؤدى. صــ252
▬ لا أظن المدارس نوعاً من (لوحة) القفز أو السلم لمساعدة الصغار الفقراء
على الصعود في الدنيا، أو يمكن جعلها كذلك. بل أظن بدلاً من ذلك أن المدارس
والتعليم المدرسي، بطبيعتهما أنفسهما، وبأغراضهما، وبنيتهما وطرائق عملهما يشكلان
ومقصود بهما أن يشكلا، عقبة للصغار الفقراء، والمدرسة مصممة ومشيدة بحيث لا تحركهم
صعدا في الدنيا، بل تبقيهم في قاعها وتجعلهم يظنون أن ذلك بخطئهم!. صــ261
▬ في المجتمع المدرسي التعليم عليك أن تذهب إلى المدرسة كي تتعلم شيئاً ما،
ولكنك حتى إن ذهبت إلى هناك لا تستطيع أن تتعلم ما تريد أن تتعلمه. تستطيع فقط أن
تتعلم ما يريدون أن يعلموه، وبالترتيب والطريقة اللذين يرون أن يعلموك إياه بهما.
ومعظم ما يعلمونه موضوع ومحبوس بإحكام داخل ما يسميه إيفان أليتش "المنهج
المدرج" وهو نوع من سلم التعلم، وهذا السلم من الصعب تسنمه ولترقي فيه!
فالقاعدة أن الدارس قد لا يقطع على هذا السلم خطوة ما لم يكن قد قطع خطوات كثيرة
قبله (كلها في المدرسة) وما لم يكن مستعداً أن يتخذ (أيضاً في المدرسة) خطوات
كثيرة بعد ذلك. صــ264
▬ إن المجتمع اللامدرسي التعليم حري أن يكون مجتمعاً يتمتع فيه كل شخص
بأوسع خيار ممكن، وأوفره حرية كي يتعلم ما يريد أن يتعلمه كائناً ما كان، سواء في
مدرسة أو بأي طريقة أخرى مختلفة عن ذلك تماماً. وما أبعد هذا عن أن يكون مجتمعاً
لا يتمتع فيه الصغار الفقراء بفرصة التعلم. بل الأمر بالعكس! فالصغار الفقراء،
شأنهم شأن الفقراء عموماً، بل كل الناس في الواقع حريون أن تكون لديهم فرص أكثر
لتعلم أشياء كثيرة، وتتوفر لهم وسائل لتعلمها أكثر كثيراً مما يتوفر لديهم الآن!
إنه مجتمع خليق أن توجد به مسالك كثيرة للتعلم والتقدم بدلاً من مسلك واحد كما هو
الحال الآن، وهو مسلك ضيق أكثر مما يجب بالنسبة لكل إنسان، وما أيسر وما أكثر ما
يسد هذا المسلك في وجوه الفقراء!. صــ266
▬ إن الفقير المتهم بإقتراف جريمة قد لا يُلقي معاملة عادلة جداً في
المحكمة، إلا أن لديه الفرصة على الأقل في المثول أمام محكمة..أما التلميذ المتهم
بإقتراف خطأ في المدرسة والمهدد بعقاب قد يؤثر على مستقبله، فليست لديه أيسر فرصة
للدفاع عن نفسه. وهذا يمد المدارس بسلاح قوي جداً، لا تترد الكثيرات منها في
إستخدامه. وهي في الغالب الأعم تستخدم التهديد بخفض درجات التلميذ كوسيلة لإبقائه
خاضعاً، كوسيلة لجعله يذعن للإذلال والمهانة. صــ278
▬ ما إن يتعلم الصغار الفقراء إجتياز عقبة المضمار المدرسي - وهو أطول
وأوعر بالنسبة لهم مما هو بالنسبة لأبناء الطبقة الوسطى - توجد وسائل جديدة لجعل
ذلك المضمار أطول مما كان. وإنه لطريقة عظيمة - من بين أمور أخرى - لإستهلاك طاقات
الفقراء السياسية وغضبهم، إذ نستطيع أن نبقيهم مشغولين مدى سنوات يتدافعون فيها
مذعورين ومتنافسين بعضهم ضد بعض في سبيل حفنة من الدرجات العلمية، على أمل أنهم
عندئذ قد يحصلون على وظائف كان من الممكن أن تؤدي في معظم الأحوال بالإجادة نفسها
بدون الدرجات العلمية. صـ289
▬ قراءة بدون تعليم مدرسي ؟ .. إن الوالد الفقير قد يجيب بقوله: "لعل
شيئاً من الصواب فيما تقول، ومع هذا، إن لم تُعلِّم المدرسة صغيري كيف يقرأ؟ فكيف
يمكن أن يتعلم؟"... ولكن المدارس لا تعلم عدداً كبيراً من الصغار الآن كيف
يقرءون؟ إن الكثيرين يقرءون من غير أن يعلمهم أحد ! والمسألة هنا ليست مسألة
التخلي عن الجيد بحثاً عما هو كامل. فما نصنعه الآن ليس ناجحاً جداً، فما الذي
يمكن أن نتعلمه عساه يساعدنا على التحسن؟ صــ304
▬ لقد أخبرني رجل ذات مرة أن طفلته كانت تجد متاعب في تعلم القراءة مع أنها
كانت تريد في إستماتة أن تتعلمها، فقلت: "إن، لفظ "إستماتة" هو
مفتاح متاعبها، فنحن لا نتعلم الأمور العسيرة بإستماتة، وعندما تعلمنا الكلام كان
ذلك جزءاً من كل شيء آخر مما نقوم به" فما كانت تريده هذه الطفلة بإستماتة
ليس أن تتعلم القراءة، بل - كما عبرعن ذلك دينسون ذات مرة فأجاد: لو كانت قد تعلمت
القراءة : أي أنها - بعبارة أخرى - كانت تريد أن تتخلص من وصمة وعار كونها غير
قارئة. ولكن هذا العار هو الذي يمنعها - أكبر من أي شيء آخر - من تعلم القراءة.
صــ312
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق