الكتاب مجرد عرض آراء وأفكار من هنا ومن هناك ولا يرتقي
لأن يكون كتاباً علميا ً..لكن لنقل على الأقل انه حاول ان يكسر بعض الخرافات
الشائعة..قد حاول ان ينقذ الموقف الديني كي يتوافق مع معطيات العلم الحديث..ومن
جهة أخرى يعرض أقوال بعض الباحثين لهدم نظرية داروين، وتغاضى تماماً عن الجانب
الآخر ليؤكد وجهة نظره فقط..لكن لنقل على الأقل انه حاول ان يفكر بشكل أفضل من
غيره المتشبثين بحرفية النص لا يحيدون عنه قيد انمله..وقد تبين لي من كتابه ان
يؤمن بالتطور المستقل (أي أن الإنسان هو نفسه الإنسان منذ أقدم العصور، والذي حدث
فقط أنه تطور) بعكس نظرية داروين التي مع إيمانها بالتطور المستقل فهي تؤمن أيضاً
أن أصل هذا التطور لم يكن من نفس السلالة
ذاتها).
أهم النقاط الواردة في الكتاب:
-----------------------------------------------------
• إن أكثر المفسرين للقرآن يرددون ما ذكرته الإسرائيليات ترديداً حرفياً.
• إن هناك تصادم بين معطيات القصة القديمة، ومعطيات العصر الحديث.
• أما الكتاب فقد كان صخرة أردت بها أن أدق رأس الأفعى الإسرائيلية اللابدة
في الثقافة الإسلامية القديمة.
• يمكننا القول أن نظرية داروين قد صارت لكثرة ما تعرضت له من نقد - مجرد
مقولة هشة..لا تعني شيئاً في مجال البحث عن أصل الإنسان، وإن قدمت الكثير في مجال
(البيولوجيا) أو علم الأحياء.
• إن معطيات العلم ليست حقائق مطلقة في اغلب الأحيان بل هي رؤى نسبية، من
حيث ان العقل الذي يتوصل إليها مُرتَهن بقيود من البيئة، والزمان، والقدرات
الذاتية، والدلائل المتاحة..إلخ.
• إن هناك إختلاف كامل بين معنى الكلمة (بشر) في العربية، ومعنى (بسر) في
العبرية..وهي علامة إستفهام تحتاج إلى إجابة حاسمة.
• لو أننا تابعنا إستعمال القرآن لكلمة (بشر) فسنجد أنها استخدمت في نفس
السياق، وبنفس المعنى (مخلوق ظاهر مع حسنٍ وجمال).
• إن النوع البشري قد إنقرض ليحل محله رتبة أرقى هي رتبة (الإنسان).
• آدم أبو الإنسان، وليس أبو البشر.
• جنّة آدم وحواء هي من جنان الدنيا وليست جنّة المأوى .
• جنّة آدم وحواء هي من جنان الدنيا وليست جنّة المأوى .
-----------------------------------------------------
▬ إن نظرة القدماء إلى القصة قد تأثرت بالتصور الإسرائيلي لها، وهو الوارد
في سفر التكوين، حيث يختزل الزمان كله إلى أقل من ثلاثة آلاف سنة تستغرق عشرين
جيلاً هم المسافة بين آدم وإبراهيم. صــ28
إن أول كائن إنسي له المميزات التشريحية للإنسان المعاصر، وله صفاته من
الذكاء، والقدرة على التعبير عن نفسه هو (إنسان كرومانيون) والذي وجدت بقاياه في
جنوب فرنسا، في كهوف ترك آثاره على
جدرانها رسوماً لبعض الحيوانات التي إصطادها، ويتضح منها أن هذا المخلوق تمتع بقدر
من الذكاء يربطه بالإنسان الحالي. وأقدم بقايا لإنسان كرومانيون ترجع إلى حوالي
ثلاثين، إلى خمسة وثلاثين ألف سنة مضت، وهذه الفترة تعتبر من أقدم فترات التاريخ
المسجل. صــ36
▬ لقد نشرت جريدة الأهرام في عددها الصادر (8/11/1972) :(أن البروفسور
ريتشارد ليكي أحد العلماء الأنثروبولوجيا - علم الإنسان)..أعلن في كينيا أنه تم
إكتشاف بقايا جمجمة يرجع تاريخها إلى مليونين ونصف مليون عام، وتعد أقدر أثر من
نوعه للإنسان الأول .. وواضح إن الفرق الزمني هائل بين هذا الرأي، وما تقوله نظرية
داروين. كما أن ا لفرق هائل أيضاً في جوهر التصور للإنسان الأول بين النظريتين،
فهو عند داروين يمشي على أربع منذ مليون سنة، ثم إنتصبت قامته، عند ليكي يمشي
منتصب القامة منذ ملونين ونصف المليون من السنين، وأنه كذلك منذ كان صــ40 : 41
▬ لقد سقطت فكرة (التطور الخالق)، ونقول : (فكرة) ، ولا نقول : (نظرية)،
ورغم أن الناس قد فُتِنوا بهذه النظرية لعدة عقود من الزمن...سقطت بكل ما إرتبط
بها من أفكار أخرى، وإنتصرت حقيقة (الخلق المستقل) التي قررها الدين، كما أكدها
العلم، فما كان الإنسان إلا بشراً منذ كان، وما كان القرد إلا قرداً، وما كانت
السمكة إلا سمكة في عالمها المائي، وكل ذلك لم يكن إلا طبقاً للمشيئة الإلهية
المطلقة..صــ46
▬ خلق الإنسان (بدأ من طين)، أي عند بداية البشرية، ثم إستخرج الله منه
نسلاً (من سلالة من ماء مهين)، ثم كانت التسوية ونفخ الروح، فكان (الإنسان) هو
الثمرة في نهاية المطاف..عبر تلكم الأطوار التاريخية السحيقة العتيقة. صــ96
▬ أما (الإنسان) فلا يطلق بمفهوم القرآن إلا على ذلك المخلوق المكلف
بالتوحيد والعبادة لا غير، وهو الذي يبدأ بوجود آدم عليه السلام، وآدم - على هذا
النحو - هو (أبو الإنسان) ، وليس (أبو البشر) ، ولا علا قة بين آدم والبشر الذين
بادوا قبله، تمهيداً لظهور ذلك النسل الآدمي الجديد. صــ104
▬ ومعنى ذلك أن خلق الإنسان تم عبر ثلاث مرالح هائلة، هي (الخلق، والتسوية،
والنفخ)، ومن السذاجة أن نفسر هذا النفخ بأنه بث الروح في الجسد، فقد حدث ذلك في
مرحلة (الخلق) الأولى، التي أحالت التراب أو الطين إلى مخلوق ظاهر (البشر) يتحرك
على الأرض بالروح الحيواني، كما تتحرك سائر الكائنات من حشر، وطير وحيوان، ثم
تناولت القدرة ذلك المخلوق في المرحلة الثانية (بالتسوية) أو ما يمكن تشبيهه
بهندسة البناء وتجميله، وهي مرحلة التعديل المادي أو الظاهري، وقد إستغرقت ملايين
السنين، والله أعلم بتفاصيلها، ثم جاءت المرحلة الثالثة للهندسة الداخلية، وهي
المتمثلة في تزويد المخلوق السوي بالملكات والقدرات العليا، التي جوهرها (العقل) ،
والحياة الإجتماعية ثمرة العقل، واللغة وسيلة الإتصال بين أفراد المجتمع من
العقلاء، وبذلك إكتمل بناء (الإنسان). فكان (آدم) هو أول (إنسان)، وطليعة سلالة
التكليف بتوحيد الله وعبادته. صــ110
▬ ومن المعاني الغيبية المجردة ذات الدلالة العميقة على مذهبنا هذا - ما
جرى على لسان إبليس وهو يغري آدم وزوجه بالأكل من الشجرة المحرمة - قال: (ما
نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين) ؟! فمتى عرف
آدم وزوجه معنى الخلود ؟ وكيف لهما أن يتخيلاه، وهو معنى مرتبط بواقع لم يحدث من
قبل، على فرض أنهما أول المخلوقات البشرية ؟؟ ونعني به واقع (الموت) وهو ضد الخلود
؟ إن ذلك يؤكد أنهما عاينا أجيالاً سابقة حصدها الموت، وإبتلعها الفناء، ولعل
الخلود أو البقاء كان حلماً يراودهما، فجاءهما الشيطان من هذا الباب وقد عرف
حلمهما، أو نقطة ضعفهما. صــ133
▬ على أننا ينبغي ألا تفوتنا ملاحظة ظهور زوج آدم، لم يرد ذكرها قبل ذلك،
وهو ما يعني أن آدم كان متزوجاً قبل الإستخلاف الإصطفاء، وذلك ما يدل عليه سياق
القصة. يقول الشيخ رشيد رضا: (والآية تدل على أن آدم كان له زوج..أي:إمرأة، وليس
في القرآن مثل ما في التوراة من أن الله تعالي ألقى على آدم سباتاً، انتزع في أثنائه
ضلعاً من أضلاعه فخلق له منه حواء إمرأته، وأنها سُميت إمرأة (لأنها من امرىء
أخذت)، وما روي في هذا المعنى مأخوذ من الإسرائيليات، وحديث أبي هريرة في الصحيحين
: (فإن المرأة خلقت من ضلع..). صــ167
-----------------------------------------------------
-----------------------------------------------------
ثم أُحيلكم إلى هذه الخطبة الصراخية الفكاهية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق