Pages - Menu

الأربعاء، 22 مايو 2013

معالم في الطريق (سيد قطب)



// سيد قطب يتحدث عن عصر الجاهلية في  عصره، وأعتقد أيضاً الذي نحياه الآن، وكيف نمهد الطريق للإسلام..اسمعوا واعوا يرحمكم الله..هذا هو كتاب "معالم في الطريق" ، وإن شئت سمه "ظلمات في الطريق".//

• إننا - دون شك - نملك شيئاً جديداً جدة كاملة. شيئاً لا تعرفه البشرية. ولا تملك هي أن تنتجه.!
• هذه المعالم لابد أن تقام من المصدر الأول لهذه العقيدة..القرآن..ومن توجيهاته الاساسية، ومن التصور الذي نشأ في نفوس الصفوة المختارة، التي صنع الله بها في الأرض ما شاء أن يصنع..
• إن مهمتنا هي تغيير واقع هذا المجتمع. مهمتنا هي تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه.
• لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله.
• نعم إنجلت الصورة.."المجتمع المسلم "هو" المجتمع المتحضر..
• العلم الذي ينقطع عن قاعدته الإيمانية ليس هو العلم الذي يعنيه القرآن ويثني على أهله.
• وظيفة الإسلام هي إقصاء الجاهلية من قيادة البشرية.

◄ إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال..لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست مادياً أو ضعفت من ناحية القوة الإقتصادية والعسكرية..ولكن لأن النظام الغربي قد إنتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيداً من "القيم" يسمح له بالقيادة. لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت اليها البشرية، عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي، وتزود البشرية بقيم جديدة كاملة - بالقياس إلى ما عرفته البشرية - وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته. والإسلام - وحده - هو الذي يملك تلك القيم، وهذا المنهج. صــ2

◄ لابد من "بعث" لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة، التي لا صلة لها بالإسلام، ولا بالمنهج الإسلامي..وإن كانت تزال تزعم أنها قائمة فيما يسمى "العالم الإسلامي". صــ4

◄ إن العالم يعيش اليوم كله في "جاهلية" من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها. جاهلية لا تخف منها شيئاً هذه التيسيرات المادية الهائلة، وهذا الإبداع المادي الفائق! هذه الجاهلية تقوم على أساس الإعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية..وهي الحاكمية..إنها تسند الحاكمية إلى البشر، فتجعل بعضهم لبعض أربابا، لا في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى، ولكن في صورة إدعاء وضع التصورات والقيم، والشرائع والقوانين، والأنظمة والأوضاع، يمعزلٍ عن منهج الله للحياة، وفيما لم يأذن به الله..فينشأ عن هذا الإعتداء على سلطان الله إعتداء على عباده..وما مهانة "الإنسان" عامة في الأنظمة الجماعية، وما ظلم "الأفراد" والشعوب بسيطرة رأس المال والإستعمار في النظم "الرأسمالية" إلا من آثار الإعتداء على سلطان الله، وإنكار الكرامة التي قررها الله للإنسان ! وفي هذا يتفرد المنهج الإسلامي..فالناس في كل نظام غير النظام الإسلامي، يعبد بعضهم بعضاً - في صورة من الصور - وفي المنهج الإسلامي وحده يتحرر الناس جميعاً من عبادة بعضهم البعض، بعبادة الله وحده، والتلقي من الله وحده، والخضوع لله وحده. وهذا هو مفترق الطريق..وهذا كذلك هو التصور الجديد الذي نملك إعطاءه للبشرية - هو وسائر ما يترتب عليه من آثار عميقة في الحياة البشرية الواقعية - وهذا هو الرضيد الذي تملكه البشرية، لأنه ليس من "منتجات" الحضارة الغربية، وليس من منتجات العبقرية الأوروبية ! شرقية كانت أو غربية. صــ5 : 6

◄ نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو اظلم. كل ما حولنا جاهلية..تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائهم وقوانينهم. حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراج إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيراً إسلامياً..هو كذلك من صنعت هذه الجاهلية.!! صــ14

◄ إن الإسلام لا يجاهد إلا للدفاع ! ويحسبون أنهم يسدون إلى هذا الدين جميلاً بتخليه عن منهجه وهو إزالة الطواغيت كلها من الأرض جميعاً، وتعبيد الناس لله وحده، وإخراجهم من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد ! لا بقهرهم على إعتناق عقيدته، ولكن بالتخلية بينهم وبين هذه العقيدة..بعد تحطيم الأنظمة السياسية الحاكمة، أو قهرها حتى تدفع الجزية وتعلن إستسلامها والتخلية بين جماهيرها وهذه العقيدة، تعتنقها أو لا تعتنقها بكامل حريتها. صــ51

◄ إن الجهاد ضرورة للدعوة، إذا كانت أهدافها هي إعلان تحرير الإنسان إعلاناً جاداً يواجه الواقع الفعلي بوسائل مكافئة له في كل جوانبه، ولا يكفي بالبيان الفلسفي النظري! سواء كان الوطن الإسلامي - وبالتعبير الإسلامي الصحيح : دار الإسلام - آمنا أم مهدداً من جيرانه. صــ58

◄ إن جدية النصوص القرآنية الواردة في الجهاد، وجدية الأحاديث النبوية التي تحض عليه، وجدية الوقائع الجهادية في صدر الإسلام، وعلى مدى طويل من تاريخه..إن هذه الجدية الواضحة تمنع أن يجول في النفس التفسير الذي يحاول المهزومون أمام ضغط الواقع الحاضر وأمام الهجوم الإستشراقي الماكر على الجهاد الإسلامي!. صــ60

◄ وحقيقة إن حماية "دار الإسلام" حماية للعقيدة والمنهج الذي يسود فيه المنهج. ولكنها ليست الهدف النهائي، وليست حمايتها هي الغاية الأخيرة لحركة الجهاد الإسلامي، إنما حمايتها هي الوسيلة لقيام مملكة الله فيها، ثم لإتخاذها قاعدة إنطلاق إلى الأرض كلها وإلى النوع الإنساني بجملته. فالنوع الإنساني هو موضوع هذا الدين والأرض هي مجاله الكبير!. صــ68

◄ ولكن ما هو "المجتمع الجاهلي" ؟ وما هو منهج الإسلام في مواجهته ؟ إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا : إنه هو كل مجتمع لا يخلص العبودية لله وحده..متمثلة هذه العبودية في التصور الإعتقادي، وفي الشعائر التعبدية، وفي الشرائع القانونية..وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار "المجتمع الجاهلي" جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً !!. صــ79

◄ الإسلام لا يعرف إلا نوعين إثنين من المجتمعات...مجتمع إسلامي، ومجتمع جاهلي.."المجتمع الإسلامي" هو المجتمع الذي يطبق فيه الإسلام..عقيدة وعبادة، وشريعة ونظاماً، وخلقاً وسلوكاً..و"المجتمع الجاهلي" هو المجتمع الذي لا يطبق فيه الإسلام، ولا تحكمه عقيدته وتصوراته، وقيمه وموازينه، ونظامه وشرائعه، وخلقه وسلوكه..ليس المجتمع الإسلامي هو الذي يضم ناسا ممكن يسمون أنفسهم "مسلمين" ، بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون هذا المجتمع، وإن صلى وصام وحج للبيت الحرام ! وليس المجتمع الإسلامي هو الذي يبتدع لنفسه إسلاماً من عند نفسه - غير ما قرر الله سبحانه، وفصله رسوله صلى الله عليه وسلم، ويسميه مصلاً "الإسلام المتطور" ! صــ94

◄ حين تكون "إنسانية" الإنسان هي القيمة العليا في مجتمع، وتكون الخصائص "الإنسانية" فيه هي موضع التكريم والإعتبار، يكون هذا المجتمع متحضرا..فأما حين تكون "المادة" - في أي صورة - هي القيمة العليا..سواء في صورة "النظرية" كما في التفسير الماركسي للتاريخ ! أو في صورة "الإنتاج المادي" كما في امريكا وأوروبا وسائر المجتمعات التي تعتبر الإنتاج المادي قيمة عليا تهدر في سبيلها القيم والخصائص والإنسانية..فإن هذا المجتمع يكون مجتمعاً مختلفاً..أو بالمصطلح الإسلامي مجتمعاً جاهلياً!. صــ98

◄ حين تقوم العلاقات بين الجنسين على أساس الهوى والنزوة والإنفعال، لا على أساس الواجب والتخصص الوظيفي في الأسرة..حين تصبح وظيفة المرأة هي الزينة والغواية والفتنة..وحين تتخلى المرأة عن وظيفتها الأساسية في رعاية الجيل الجديد، وتؤثر هي - أو يؤثر لها المجتمع - أن تكون مضيفة في فندق أو سفينة أو طائرة ! .. حين تنفق طاقتها في الإنتاج "الإنتاج المادي" و صناعة الأدوات ولا تنفقها في "صناعة الإنسانية" ! لأن الإنتاج المادي يومئذ أغلى وأعز وأكرم من "الإنتاج الإنساني" ، عندئذ يكون هنا هو "التخلف الحضاري" بالمقياس الإنساني..أو تكون هي "الجاهلية" بالمصطلح الإسلامي!. صــ100

◄ إن مدلول "الحاكمية" في التصور الإسلامي لا ينحصر في تلقي الشرائع القانونية من الله وحده. والتحاكم إليها وحدها. والحكم بها دون سواها..ان مدلول الشريعة في الإسلام لا ينحصر في التشريعات القانونية، ولا حتى في أصول الحكم ونظامه وأوضاعه. إن هذا المدلول الضيق لا يمثل مدلول "الشريعة" والتصور الإسلامي!. صــ110

◄ إن اتجاهات "الفلسفة" بجملتها، وإتجاهات "تفسير التاريخ الإنساني" بجملتها، وإتجاهات "علم النفس" بجملتها - عدا الملاحظات والمشاهدات دون التفسيرات العامة لها - ومباحث "الاخلاق" بجملتها، وإتجاهات دراسة "الأديان المقارنة" بجملتها، وإتجاهات "التفسيرات والمذاهب الإجتماعية" بجملتها - فيما عدا المشاهدات والإحصائيات والمعلومات المباشرة، لا النتائج العامة المستخلصة منها ولا التوجهات الكلية الناشئة عنها - .. إن هذه الإتجاهات كلها في الفكر الجاهلي - أي غير الإسلامي - قديماً وحديثاً، متأثرة مباشرا بتصورات إعتقادية جاهلية، وقائمة على هذه التصورات، ومعظمها - إن لم يكن كلها - يتضمن في أصوله المنهجية عداء ظاهرا أو خفيا للتصور الديني جملة، وللتصور الإسلامي على وجه خاص!. صــ114

◄ إن حكاية أن "الثقافة تراث إنساني" لا وطن له ولا جنس ولا دين..هي حكاية صحيحة عندما يتعلق بالعلوم البحتة وتطبيقاتها العلمية - دون أن تجاوز هذه المنطقة إلى التفسيرات الفلسفية "الميتافيزيقية" لنتائج هذه العلوم، ولا إلى التفسيرات الفلسفية لنفس الإنسان ونشاطه وتاريخه، ولا إلى الفن والأدب والتعبيرات الشعورية جميعا. ولكنها فيما وراء ذلك إحدى مصادر اليهود العالمية، التي يهمها تمييع الحواجز كلها - بما في ذلك، بل في أول ذلك حواجز العقيدة والتصور - - لكل ينفذ اليهود جسم العالم كله، وهو مسترخ مخدر، يزاول اليهود فيه نشاطهم الشيطاني، وفي أوله نشاطهم الربوي، الذي ينتهي إيى جعل حصيلة كد البشرية كلها، تؤول إلى أصحاب المؤسسات المالية الربوية من اليهود!. صــ115

// في الفقرة التالية،يتحدث عن ماضيه المهبب المنيل بستين نيلة..//

◄ إن الذي يكتب هذا الكلام إنسان عاش يقرأ أربعين سنة كاملة. كان عمله الأول فيها هو القراءة والإطلاع في معظم حقول المعرفة الإنسانية..ما هو من تخصصه وما هو من هواياته..ثم عاد إلى مصادر عقيدته وتصوره. فإذا هو يجد كل ما قرأه ضئيلاً ضئيلاً إلى جانب ذلك الرصيد الضخم - وما كان يمكن أن يكون إلا كذلك - وما هو بنادم على ما قضى فيه أربعين سنة من عمره. فإنما عرف الجاهلية على حقيقتها، وعلى إنحرافها، وعلى ضآلتها، وعلى قزامتها..وعلى جعجعتها وإنتفاشها، وعلى غرورها وإدعاءها كذلك !!! وعلم علم اليقين أنه لا يمكن أن يجمع المسلم بين هذين المصدرين في التلقي!!!. صــ117

◄ (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) .. فهذا القانت آناء الليل، ساجداً وقائماً،  يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه..هو هذا الذي يعلم..وهذا هو العلم..الذي تشير إليه الآية، العلم الذي يهدي إلى الله وتوقاه..لا العلم الذي يُفسد الفطرة فتلحد في الله!. صــ120

◄ ليست وظيفة الإسلام أن يصلح مع التصورات السائدة في الأرض، ولا الأوضاع الجاهلية القائمة في كل مكان..لم تكن هذه وظيفته يوم جاء، ولن تكون هذه وظيفته اليوم ولا في المستقبل..فالجاهلية هي الجاهلية، الجاهلية هي الإنحراف عن العبودية لله وحده وعن المنهج الإلهي في الحياة، وإستنباط النظم والشرائع والقوانين والعادات والتقاليد والقيم والموازين من مصدر آخر غير المصدر الإلهي..الإسلام هو الإسلام، ووظيفته هي نقل الناس من الجاهلية إلى الإسلام!. صــ134

حقيقة ينبغي أن يتأملها المؤمنون الداعون إلى الله في كل أرض وفي كل جيل. إن المعركة بين المؤمنين وخصومهم في في صميمها معركة عقيدة وليست شيئاً آخر على الإطلاق. وإن خصومهم لا ينقمون منهم إلا للإيمان، ولا يسخطون منهم إلا لعقيدة..إنها ليست معركة سياسية ولا معركة إقتصادية، ولا معركة عنصرية..ولو كانت شيئاً من هذا لسهل وقفها، وسهل حل إشكالها. ولكنها في صميمها معركة عقيدة - إما كفر وإما إيمان..إما جاهلية وإما إسلام!. صــ166

هناك 8 تعليقات:

  1. رحممممممممممممك الله يا سيد قطططططططططب .. ستظل علامه في حياتنا .. وستظل شمعه تضوي نفسها للاخرين ...
    والله ثم والله ثم والله انني لم اجد كتبا افضل من كتبك ، ولم اطلع على كاتب ، افضل منك .. رحمك الله يا سيدي سيد قطب

    ردحذف
  2. لازلت موجود بيننا بعلمك معلمنا الجليل رحمك الله رحمه واسعه
    شكرا لك يامن علمتنا ان الفكره لاتموت ما دامت بها قلب ينبض
    اسكنك اللهم فسيح جناتك وانفعنا بعلمك

    ردحذف
  3. رحمة الله عليك يا سيد قطب

    ردحذف
  4. سيد قطب ربط تطبيق الشريعة الاسلامية بإقامة دولة إسلامية على العالم كله .. وهذا من رابع المستحيلات أن يحكم العالم كله بالنظام الاسلامى فقط لانه ضد سنة الله فى كونه المبنى على التعدد والاختلاف
    وبما أن إقامة دولة الاسلام على العالم كله شىء مستحيل إذا يكون قد نجح سيد قطب بخبث ومكر شديد فى ضياع وتعطيل شرع الله

    ردحذف
  5. جزاه الله عنا كل خير .... وأ:رمنا باعادة المجد لأمة الاسلام بعد طويل الرقاد

    ردحذف
  6. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  7. رحمة الله على شهيد الامة ان الله خلق بنو ادم وجعل لهم منهاج يسيرون عليه وهو اعلم بخلقه فكيف لمجموعة من البشر ان تضع دساتير تسير البشر وما غايتهم في ذالك الا تعطيل حكم الله او مسايرة الطغاة. والسلام عليكم

    ردحذف