Pages - Menu

الاثنين، 22 يوليو 2013

الأمير (نِقولا مِكيافيللي)


|| مما ساعد على تفشي السمعة السيئة للكتاب ولصاحبه أنه قد صدر قرار في عام 1559م بإدراج جميع أعمال ميكافيللي في قائمة الكتب الممنوع نشرها، كما أن كثيراً من الجبابرة والطغاة كانوا يحبون قراءة كتابه "الأمير". فيقال: إن "موسليني" قد إختاره موضوعاً لرسالة الدكتوراه أيام دراسته. وكان "هتلر" يضع هذا الكتاب على مقربة من سريره، ويقرأ فيه كل ليلة قبل أن ينام. فلا غرابة إذن لو علمنا أن "ماكس ليرنو" قد قال في مقدمته لكتاب "أحاديث" إن "لينين وإستالين" قد تتلمذا أيضاً على مكيلافيللي. ||
==================================================
• من الضروري أن تكون أميراً حتى تعرف طبيعة شعبك، كما أنه يجب أن تكون أحد الرعية أيضاً كي تعرف الحقائق المتعلقة بالأمراء.
• إن الأمير وإن كان ذا قدرات عادية فإنه سيستطيع أن يحافظ على عرشه إلا إذا اضطرته قوة غير عادية شديدة إلى التخلي عنه. وحتى إذا فقد عرشه، فإنه مع أول خطأ بسيط من المحتمل، سيكون قادراً على استعادة العرش.
• إن الأمير الشرعي المحبوب من شبعه الذي لا توجد له رذائل مفضوحة أمام الناس لا يحب شعبه أن يتخلص منه، ومن الطبيعي لشعبه أن يتمسك به، ومن الطبيعي أيضاً أن يتناسى الأسباب والدواعي البسيطة التي تدعوه لتغيير الحاكم.
• لا تكمن الصعوبات حقاً إلا في الممالك الجديدة..فالناس يذعنون لسادتهم بإرادتهم على أمل تحسن أحوالهم.
• وهذا الإعتقاد يجعلهم يحملون السلاح ضد حكامهم، وهم في ذلك مخدوعون حيث أثبتت التجارب فيما بعد أنهم يذهبون من سيء إلى أسوأ.
• هكذا يتحول كل من أصيب في معركة قمت بها للسيطرة على الأرض إلى عدو لك، ولن تستطيع الحفاظ على صداقة من ساعدوك على الحصول هذا الجزء من المملكة كام لن تستطيع تحقيق ما يتمنونه ولا أن تطبق عليهم قوانين صارمة حيث ستكون معترفاً بجميل مساعدتهم لك.
• إنك أيها الأمير ستكون في حاجة دائمة إلى حب الناس حتى تستطيع السيطرة على بلادهم مهما كانت قوة جيوشك.
• إذا كانت اللغة والجنسية واحدة فإنه من السهل ضم هذه الأقاليم والسيطرة عليها خاصة إذا كانت هذه الأقاليم غير معتادة على التحرر.
• إن أي أجنبي قوي يدخل إلى بلد فإن كل المستضعفين من سكانها سيؤيدون هذا الأجنبي مدفوعين في ذلك بحقدهم على حكامهم.
• يجب على الأمير فقط أن يحذر من أن ينالوا سلطاناً كبيراً أو قوة، حيث يتمكن من سحقهم، والسيطرة على الإقليم بإستخدام قواته والموالين له.
• ما يمكن التنبؤ به يمكن علاجه بسهولة. أما إذا انتظرنا أن تداهمنا المخاطر، فسيصبح العلاج متأخراً عن موعده وتستعصي العلة.
• يمكننا إستنتاج قاعدة عامة لا تخيب إلا فيما ندر وهي "أن كل من يتسبب في أن يقوى غيره يُهلك نفسه، لأنه إنما يفعل ذلك إما بالحيلة، أو بالقوة. وهاتان الصفتان هما موضع شك ممن يصل إلى السلطة.
• إن المدينة التي إعتادت الحياة بحرية يمكن السيطرة عليها من خلال مواطنيها أكثر من أي طريقة أخرى، وذلك إذا أردت أن تستمر هذه السيطرة.
• من يصبح حاكماً لمدينة حرة ولا يدمرها فليتوقع أن تقضي هي عليه، لأنها ستجد دائماً الدافع للتمرد بإسم الحرية وبإسم أحوالها القديمة.
• إن من ارتفع من مكانة المواطن العادي إلى منصب الأمير بمحض الصدفة لا يواجه سوى متاعب قليلة حتى يصل لهذه المكانة، إلا أنه يواجه كثيراً من الصعاب عندما يريد الحفاظ على هذا المنصب.
• من الملاحظ أنه عندما نستولي على ولاية، فإنه يجب على المنتصر أن يخطط لجميع جرائمه مرة واحدة حتى لا يُضطر للعودة إليها في وقت آخر.
• إن الأمير لن يستطيع أن يتأكد من أن شعبه يكرهه لكثرة العدد. لكنه من الممكن أن يعرف ذلك في طبقة النبلاء لأنهم قلة.
• إنه (الأمير) يجب عليه أن يكسب صداقة الشعب، وإلا فلن يجد لنفسه ملاذاً في حالة الخطر.
• إن الأمير الحكيم عليه أن يبحث عن وسائل تجعل رعاياه في حاجة مستمرة إلى حكومته، وحينئذ سيخلصون الولاء له دائماً.
• إن الأمير الذي يعيش في مدينة قوية ويحبه شعبه لا يمكن أن يُهاجَم، ولو هوجم فإن من يهاجمه سيضطر إلى الإنسحاب، وهو يجر أذيال الخيبة والعار.
• الأمير الذي يخفق في أن يلاحظ مشكلات إمارته في مهدها لا يمكن وصفه إلا بأنه غير حكيم، فالحكمة توهب للقليلين فقط.
• إنني أؤكد على أنه لا سلامة لأمير يحتمي بقوات مسلحة غير قواته الوطنية. فبدون قواته المسلحة الوطنية يتوقف مصيره على حسن الطالع فقط..
• من المستحيل أن يحترم الجنود أميرهم الذي يجهل الشئون الحربية، أو أن يكونوا محل ثقته..
• على الأمير أن يدرس تاريخه، ويدرس أعمال عظام الرجال، ليرى كيف كانوا يتصرفون في الحروب، ويدرس أسباب إنتصاراتهم ومسببات هزائمهم..
• هل من الأفضل أن تكون محبوباً أم مُهاباً ؟
• عندما أتحدث عن الشدة واللين أقول إنه على الأمير أن يسعى لأن يوصف بالرحمة وليس الشدة، وأن يحرص على عدم إساءة استخدام الرحمة بأي  حال من الأحوال.
• لذا يجب على الأمير ألا يعبأ بأن يوصف بالشدة مادامت هذه الشدة من أجل الحفاظ على مواطنيه وولائهم له، وذلك لأنه حين يكون شديداً مع عدد قليل جداً من الناس، وهو بذلك أفضل من الأمراء الذين يفرطون في اللين مما يسبب وقوع إضطرابات.
• والأمير حديث العهد بالإمارة فقط هو من في حاجة شديدة دون بقية الأمراء للإشتهار بالشدة، لأن الولايات الجديدة تعاني دائماً من الأخطار.
• ينبغي على الإنسان أن يكون محبوباً ومهاباً في نفس الوقت. ولما كان من الصعوبة الحفاظ على الصفتين معاً، فإن المهابة في هذه الحالة أفضل بكثير إذا كنا لا نستطيع إيجاد الصفتين معاً.
• إن الأمير الذي يعتمد على وعود رعاياه يهلك إلا إذا تهيأ للمعدات الكافية، وذلك لأن الصداقة التي يمكن شراءها غير مأمونة، ولن تعمل لصالحك عند الضرورة.
• إن البشر يترددون في الإساءة إلى من يحبون أقل من ترددهم في إيذاء من يهابون. وذلك لأن الحب مرتبط بسلسلة من الإرتباطات التي تتفكك عندما تؤدي غرضها (وذلك بسبب أنانية الناس). لكن استخدام المهابة والخوف من العقاب طريقة صحيحة لا تفشل أبداً.
• عندما يكون الأمير بين أفراد جيشه ومعه عدد كبير من الجنود فإنه يتحتم أن يُعرف بالشدة، لأنه بدون هذه السمعة لن يحافظ على وحدة الجيش أو يؤدي أي مهمة.
• كلنا نعرف مدى الثناء الذي يناله الأمير الذي يحفظ عهده ويحيا حياة مستقيمة، دون مكر. لكن تجارب عصرنا هذا تدل على أن أولئك الأمراء الذين حققوا أعمالاً عظيمة هم من لم يصن العهد إلا قليلاً. وهم من إستطاع أن يؤثر العقل بما له من مكر.
• من يريد أن يكون أسداً فقط لا يفهم الأمور جيداً. فعلى الأمير إذن ألا يحفظ عهداً يكون الوفاء به ضد مصلحته، وألا يستمر في الوفاء بوعد انتهت أسباب الإرتباط به.
• وعلى ذلك فمن المفيد أن يبدو الأمير رحيماً، وفياً حلو الصفات، صادقاً، متديناً، وأن يكون كذلك فعلاً، وليس مظهراً فقط.
• جل الناس يحكمون على ما يرونه بأعينهم، وليس على ما يدركونه..
• عامة الناس يحكمون على الأشياء من مظهرها الخارجي. وهذا العالم لا يتكون إلا من هؤلاء العامة. أما غير الساذجين فهم قلة تنعزل حين تجد الكثرة مجتمعة حول الأمير.
• الغاية تبرر الوسيلة..
• على الأمير ألا يهتم بالمؤامرات إذا كان الشعب يناصره ويحبه، ولكن إذا كان يكرهه ويعاديه، فعليه أن يخاف من كل فرد يخشى كل شيء.
• إن الولايات التي تقوم على نظام جيد وأمراء ذوي عقول أولي همة، لا يجعلون النبلاء يضيقون بهم، ويجعلون الشعب راضياً عنهم، ويحافظون على هذا الرضا. وهذا من أهم الأمر التي يجب أن يهتم بها الأمير.
• إنه لمن الصعوبة البالغة إرضاء الشعب والجيش معاً بسهولة..
• إن الأعمال الصالحة قد تجلب الكراهية، كالأعمال الشريرة، ولذلك فإن الأمير الذي يريد أن يحافظ على ولايته أن يقترف بعض الشرور..
• والآن، وفيما عدا الأتراك ومماليك مصر ، فإن إرضاء الشعب أكثر من الجند أمر يلتزم به الأمراء كافة لأن الشعب يستطيع أن يفعل ما لا يفعله الجند.
• يمكننا أن نلاحظ أن ولاية السلطان تختلف عن ولايات الأمراء الآخرين فهي تشبه البابوية المسيحية، فهي لا يمكن أن تُسمى ملكية وراثية، ولا هي مملكة حديثة العهد، فأبناء الأمير الذي يرحل لا يرثونه ولكن يرثه خليفته في الحكم ويختاره أصحاب النفوذ.
• إن الأمير من الممكن أن يكسب ود من كانوا أعداءه عند بداية حكمه بسهولة وسيخلصون له أكثر من غيرهم وذلك لأنهم يدركون أن عليهم أن يبطلوا بأعمالهم ذلك الرأي السىء الذي سبق للأمير أن كونه عنهم.
• إن فائدة القلاع تتوقف على الفترة الزمنية التي تمر بها. وهي إن كانت ذات قيمة جيدة في وقت ما، تجدها مضرة في وقت آخر.
• على الأمير أن الذي يخشى شعبه أكثر من خشيته الأجانب أن يقيم القلاع، وعلى من يخشى الأجانب أكثر من خشيته لشعبه أن يظل بدونها.
• إن من أفضل الحصون هو ما يقوم على حب الشعب لأميرهم فإنك إذا ملكت الحصون القوية فهي لن تحميك من شعب يكرهك، إنه سيشهر السلاح في وجهك ولن يكون في حاجة لأجانب يساعدونه.
• لا شيء يؤدي إلى إحترام الأمير بشدة سوى أعماله العظيمة، والأعمال غير العادية بصفة عامة.
• كل منتصر لا يريد أصدقاء مشكوك في أمرهم، لم يمدوا إليه يد المساعدة وقت الشدة. كما أن المقهور لن يقابلك أيضاً لأنك لم تستل سلاحك وتخاطر بنفسك من أجل قضيته.
• الأمراء ضعاف الهمة عادة ما يفضلون الحياد تحاشياً للأخطار، وهي طريقة غالباً ما تدمرهم.
• ثمة سبيلين للقتال .. احدهما بواسطة القانون والأخر بواسطة القوة .. ولما كانت الطريقة الأولى غير كافية لتحقيق الأهداف فأن الإنسان يلجأ إلى الطريق الثاني.
• من الحكمة أن نكون قادرين على معرفة طبيعة الصعاب التي تواجهنا وتحديداً أقلها ضرراً.
• يمكننا أن نقيم الحاكم وعقله حين نرى من يحيط به من رجال. فإذا كانوا قادرين ومخلصين يمكننا دائماً أن نعتير أن الأمير من الحكماء..ولكن إذا كانوا غير ذلك يمكننا أن نكون رأياً غير جيد عن الأمير لأن قد أساء الإختيار.
• ينبغي على الأمير أن يكون سائلاً محنكاً، ومستمعاً متأنياً لما يسأل عنه، وأن يغضب ممن يحجم عن ذكر الحقيقة المجردة وكما هي تماماً وهو يحدثه.
• إن مراعاة ما سبق لأن ذكرناه من الأمور بحكمة يجعل الأمير الجديد يبدو وكأنه قديم في الحكم، كما أنه يصبح أكثر ثباتاً في الولاية وأكثر سلامة كما لو كان أميراً منذ سنوات عديدة.
• إن طرق الدفاع الصالحة والوحيدة والأكيدة والدائمة هي تلك الطرق التي تعتمد عليك وحدك وعلى قدراتك وليس على الآخرين.
• إن السعيد هو من تتفق أعماله مع متطلبات العصر، وفي المقابل فإن التعيس هو من لا تساير أعماله عصره. وذلك لأن المرء يرى الرجال من خلال ما يفعلونه من أجل تحقيق أغراضهم، وبطرق مختلفة.
• لا يوجد إنسان يود أن يسقط .. لأنه يعتقد أن إنسان أخر سينقذه.
• إن استخدام اسلحة الآخرين في حربك غير مجدٍ .. وقد يعوقك ذلك .. او تشل حركتك او تشكل عبئاً عليك.
شتان بين حياة نحياها وبين ما ينبغي ان تكون.
• ان الحظ يحكم نصف اعمالنا ويترك لنا النصف الآخر تقريبا.
• الحظ تظهر قوته فقط اذا لم تكن هناك تدابير متخذة ضده.
==================================================

▬ من يسيطر على أراض ويريد أن يتحفظ بها لابد أن يضع في إعتباره أمرين. أولهما القضاء على الأسرة الحاكمة السابقة قضاء مبرماً، وثانيهما عدم تغيير أي قوانين أو ضرائب خاصة بهذه البلاد وبهذه الطريقة ستصبح جزءاً من الإتحاد في وقت قصير جداً، وتصبح الدولة كياناً واحداً. ولكن عندما يكون شعب الأراضي المنضمة حديثاً يتحدث لغة مختلفة وقوانينه وعاداته مختلفة، فإن الصعوبات التي يجب التغلب عليها تصبح أكثر وتتطلب حظاً وفيراً وحنكة للتغلب عليها. وإحدى أفضل الطرق وأكثرها تأثيراً هي أن يقيم الحاكم الجديد في تلك الأرض. وهذا سيجعل ملكيته لها أكثر أمناً وإستمراراً. صــ25

▬ إن من يستفيدون من قدراتهم حتى يصبحوا أمراء يحصلون على الإمارة بصعوبة، إلا أنهم يحافظون عليها بسهولة. والصعوبات التي تواجههم في ذلك ترجع إلى حد ما إلى القواعد والتعديلات الجديدة التي يضطرون إلى إدخالها حتى يستتب السلام في ولاياتهم. ويجب أن ندرك أنه لا يوجد أصعب من بدء نظام جديد لتسيير الأمور وتنفيذه. فنجاحه مشكوك في أمره وليس هناك ما هو أخطر من التعرض لهذا الأمر. لأن من يريد الإصلاح لابد له من أعداء وهم جميع من كانوا يستفيدون من النظام القديم، وهناك أيضاً من يؤيده بفتور رغم استفادتهم من النظام الجديد. ويرجع هذا الفتور - من ناحية - إلى خوفهم من خصومهم الذين يساندهم القانون، ومن ناحية أخرى إلى أن الناس لا تؤمن بالجديد إلا بعد أن تجربه فعلاً. صــ40

▬ إن الضباط المرتزقة إما أن يكونو ذوي كفاءة أو غير أكفاء. فإذا كانوا أكفاء فإنه لا يمكن الإعتماد عليهم، لأنهم يثبتون لأنفسهم أنهم عظماء إما بإبتزازك وأنت سيدهم أو بالضغط على غيرك لما هو في غير صالحك. أما إذا كان الضابط غير كفء فإنه يدمرك تماماً. وقد يرد عليّ إنسان بقوله: إن ذلك ممكن حدوثه سواء كانت القوات من المرتزقة أو من غيرها. وأنا أرد عليه بقولي: إن القوات يستخدمها أمير أو حاكم الجمهورية. وعلى الأمير أن يتوجه بنفسه إلى موقع القائد، وعلى الجمهورية أن ترسل مواطنيها لهذا الغرض، فإذا اتضح عجز من أرسل فيجب على الجمهورية تغيره. أما إذا كان قديراً فإنها يجب أن تمنعه من تخطي الحدود المرسومة له بحكم القانون. صــ67

▬ ينبغي للأمير ألا تكون له غاية أو فكرة سوى الحرب، ونظامها وطرق تنظيمها، وألا يتخذ لدراسته موضوعاً آخر سواها. فهذا هو الفن الوحيد اللازم لمن يتولى القيادة. فهو فن له من المزايا ما يكفي للمحافظة على هؤلاء الذين ولدوا أمراء والإبقاء عليهم في مناصبهم. كما أنه يساعد الرجال العاديين على بلوغ مرتبة الإمارة. ومن ناحية أخرى يمكننا أن نرى أن الأمراء يفقدون بلوغ ولايتهم عندما يفكرون في مظاهر الترف أكثر من تفكيرهم في الأسلحة. والسبب الأول لضياع الولايات هو إهمال هذا الفن. فهي تكتسب عن طريق إجادة هذا الفن. صــ77

▬ مازلت أقول: إنه على الأمير أن يجعل نفسه مهاباً بطريقة تجعله إن لم يحصل على الحب، فإنه يتجنب الكراهية على أي حال، وذلك لأن المهابة وعدم وجود الكراهية من الممكن أن يجتمعا معاً. ويستطيع تحقيق ذلك كل من يمتنع عن التدخل في أمور أملاك رعاياه ونسائهم. وعليه ألا يأمر بإعدام أي شخص إلا بعد التأكد من المبررات الكافية لذلك ويوضح أسبابه. لكنه يجب عليه - قبل كل شيء - الإمتناع عن الإستيلاء على أملاك غيره، لأن الإنسان قد ينسى موت أبيه بسهولة عن نسيانه لضياع ميراثه. كما أنه لا حاجة للأمير أن يوجد الذرائع لإغتصاب ملكيات الغير. فمن يعيش على النهب سيجد دائماً سبباً يغتضب به متاع الآخرين بينما مسببات الإعدام أقل بكثير وتزول سريعاً. صــ87

▬ من يريد أن يكون أسداً فقط لا يفهم الأمور جيداً. فعلى الأمير إذن ألا يحفظ عهداً يكون الوفاء به ضد مصلحته، وألا يستمر في الوفاء بوعد انتهت أسباب الإرتباط به. وقد يكون هذا المبدأ مبدأ شرير لكن هذا يصدق فقط في حالة ما إذا كان جميع البشر من الأخيار. لكن إذا كانوا جميعاً من الأشرار ولن يرعوا عهودهم معك، فهذا يسمح لك أن تكون في حل من عهودهم. صــ90

▬ على الأمير أن يصون لسانه فلا ينطق إلا بما يسبغ عليه من الصفات الخمس السابق ذكرها. ولابد له أن يبدو رحيماً وصادقاً ومستقيماً ومتديناً أمام من يراه ويسمعه. وهذه الصفة الأخيرة ضرورية جداً لأن الناس يحكمون على ما يرونه بأعينهم، وليس على ما يدركونه، فكلنا يستطيع الرؤية، لكن قلة قليلة منا تستطيع أن تدرك واقع الحال الذي أنت عليه، وهي غير قادرة على مواجهة الكثرة التي تحميها مهابة الأمير. وفي كافة الأعمال البشر - وخاصة الأمراء - فإن الغاية تبرر الوسيلة، وهذا حكم لا يمكن نقضه؛ فعلى الأمير إذن أن يهدف للفوز بالولاية والمحافظة عليها، وسوف يحكم الجميع على وسائله بأنها شريفة ويمدحونها أيضاً. فعامة الناس يحكمون على الأشياء من مظهرها الخارجي. وهذا العالم لا يتكون إلا من هؤلاء العامة. صــ91

▬ من هنا يتضح أن الأعمال الصالحة قد تجلب الكراهية، كالأعمال الشريرة، ولذلك فإن الأمير الذي يريد أن يحافظ على ولايته أن يقترف بعض الشرور، كما سبق أن أوضحت. وذلك لأنه إذا فسد طرف من الأطراف الثلاثة، سواء كان الشعب، أو الجيش ، أو النبلاء، وكنت تعتبره ضرورياً من الأجل المحافظة على مركزك، فيجب عليك أن تتبع هواه وترضيه، وهنا تؤذيك الأعمال الصالحة. صــ97

▬ على الأمير عندما يكسب ولاية جديدة ويضمها إلى ولايته القديمة، فمن الضروري أن ينزع سلاح هذه الولاية عدا من وقف بجانبه وناصره عند الإستيلاء عليها، وحتى هؤلاء يجب على الأمير أن ينتهز الفرصة والوقت المناسب، ويجعل منهم ضعفاء ومخنثين، وأن يهيىء كل شيء ليجعل جميع أسلحة الولاية الجديدة في أيدي الجنود الذين يعيشون بالقرب منه في ولايته القديمة. صــ104

▬ على الأمير أيضاً أن يكرم الموهوبين ويميز القادرين، ويحمي البارزين في كل فن، بالإضافة إلى أنه من واجبه أن يحث مواطنيه على ممارسة العمل وهم مطمئنون البال، سوا كان هذا العمل تجارة أو زراعة أو صناعة يعمل بها الناس. وذلك حتى لا يحجم الناس عن الإبداع فيما يفعلون خوفاً من المصادرة، أو أن يحجم  البعض الآخر عن بدء صناعة خوفاً من الضرائب، وينبغي مكافأة كل من يقوم بهذه الأعمال، وكذلك كل من يسعى لتحسين أحوال المدينة، أو الولاية بأي طريقة. بالإضافة إلى أنه يجب أن يُلهي شعبه بالمهرجانات، والمعارض في المواسم ، أو من طبقات إجتماعية ، فإنه لا ينبغي للأمير أن يغض بصره عن كل هذه الطوائف والفئات. ويجتمع معهم من وقت لآخر . وأن يكون مثالاً أمامهم لعظيم الكرم، والإنسانية دون أن يقلل من مستوى إجلاله وإحترامه وألا يسمح بذلك أبداً في أي وقت. صــ111


▬ ليس هناك طريقة أخرى أمام المرء يقي بها نفسه من شر التملق سوى أن يدع الناس يدركون أنه يحب أن يسمع منهم الحقيقة. لكنك تفقد إحترامك لك لو سمحت لكل منهم أن يخبرك بالحقيقة. وذلك على الأمير أن يتبع طريقة ثالثة، وهي أن يختار من ينصحونه من حكماء الناس، ويمنحهم الحرية التامة كي يتحدثوا إليه عما يسألهم عنه من أمور فقط وليس عن أي شيء آخر. وعليه أن يسألهم عن كل شيء، ويسمع رأيهم، ومع كل  منهم على إنفراد، حتي يستطيع كل منهم أن يدرك أنه كلما كان ذا رأي حر كان أكثر قبولاً عند الأمير. صــ114


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق