• إن الصراع بين حرية الفرد وسلطة الدولة هو أوضح المعالم المأثورة عن
التاريخ، لا سيما تاريخ اليونان وروما وانجلترا.
• حينما توجد طبقة بارزة في المجتمع نجد أن جزءاً كبيراً من أخلاق البلاد
ينبثق من مصالحها الطبقية الخاصة، ومستمداً من شعورها بسموها وسيادتها.
• الإنسان غير مسئول أمام المجتمع عن شيء من تصرفاته إلا ما كان منها ذا
مساس بالغير.
• إن الإستبداد وسيلة مشروعة لحكم الأمم الهمجية، طالما كان الإصلاح هو
الغاية المقصودة من ذلك.
• إنني أعتبر المنفعة الهدف النهائي وراء جميع المسائل الأخلاقية، غير أنه
يجب أن تكون هذه المنفعة في أوسع معانيها قائمة على المصالح الباقية للإنسان
بإعتباره كائناً متطوراً.
• لو أن الناس جميعاً اجتمعوا على رأي واحد، وخالفهم في ذلك فرد بعينه في
تأييد رأي مخالف، فليس هناك ما يبرر اسكات الناس لهذا الفرد، كما أنه ليس هناك ما
يبرر قيام الفرد بإسكاتهم إذا أُتيح له ذلك.
• من المؤكد أن كثيراً من الآراء السائدة الآن سوف تنبذها العصور المُقبلة
كما ننبذ نحن كثيراً من الآراء التي كانت سائدة في العصور الماضية.
• لقد مُنِح الإنسان العقل لكي يستخدمه، فهل يمكن ان نقول للناس : ان عليهم
الا يستخدموا العقل إطلاقاً لأنهم قد يخطئون في إستخدامه؟
• الإنسان قادر على تصحيح أخطائه بالمناقشة والتجربة لا بالتجربة وحدها.
• ليس من الظلم أن نطلب من الجمهور الذي يضم خليطاً مختلفاً يتألف من قليل
من العقلاء وكثير من الحمقى إنتهاج السبيل الذي يراه أفضل الحكماء بين الناس، وهم
هؤلاء الذين يجوز لهم الثقة برأيهم، ولديهم ما يبرر إعتمادهم على هذا الرأي.
• إن خيار الناس - لا أشرارهم - قد أجمعوا على أن العقائد التي تتناقض مع
الصدق لا يُمكن بأي حال أن تكون ذات منفعة حقيقية.
• لقد كان الإضطهاد يُصادف النجاح دائماً إلا في البلاد التي كان أصحاب
الدعوة فيها من القوة بحيث لم يؤثر فيهم الإضطهاد ولم يوهن من عزائمهم.
• لقد أُعدِم سقراط ولكن ذلك لم يمنع فلسفته من أن ترتفع كالشمس في عنان
السماء، حتى أنارت بضيائها العقول والاذهان.
• إن الإنسان لا يستطيع أن يصير مُفكراً عظيماً إلا إذا كانت آراؤه نابعة
من نفسه.
• إن بعض الناس يكيفه منك أن توافق على رأيه من غير ارتياب..
• إذا لم يتمكن المرء من الإحاطة بدقائق قضية ما فإن معرفته بها تكون
ناقصة.
• إن العقائد التي ليس لها سيطرة على معتنقيها، لا يكون لها سلطان على
عقولهم.
• الإختلاف في الآراء هو السبيل الوحيد لتوضيح الحقيقة مادام العقل البشري
على حالته الراهنة.
• إنه نظام همجي من وجوه كثيرة (التوراة) ولم يكن يُقصد تطبيقه إلا على
قومٍ همجيين.
• الطاعة العمياء هي قوام الآداب المسيحية، حقيقة أنها لا توصي أتباعها
بتنفيذ أوامر السلطان إذا كانت مخالفة لنصوص الدين، ولكنها تأمرهم بالإذعان وعدم
العصيان، مهما أصابهم من الأذى.
• إن تعاليم المسيح لا تحتوي غير جزء من الحقيقة..
• إذا طُلب من الملحدين أن ينظروا بعين الإنصاف إلى ديانة المتدينين وجب
على هؤلاء أن ينظروا بنفس تلك النظرة إلى الحاد الملحدين.
• إن إصلاح شئون الناس من الوجهة العقلية - الذي يترتب عليه صلاح شئونهم في
النواحي الأخرى - يقتضي إطلاق حرية الآراء وحرية التعبير عنها.
• إن الإبتكار هو الشيء الوحيد الذي يعجز أصحاب العقول غير المبتكرة عن
إدارك منفعته.
• مقدار الشذوذ (يقصد الأفكار أو الأفعال أو الأقوال... الغير مألوفة) في
أي مجتمع مقياساً لما يحتويه من العبقرية والشجاعة الأدبية.
• إن الأمة قد تضطر الى سبيل التقدم زمناً معيناً، ثم تتوقف، ويكون ذلك متى
استحكم فيها استبداد العادة وضاع منها استقلال الشخصية.
• كلما كان هناك ضرر معين إما لأحد الأفراد أو للجمهور، فإن الحالة تخرج من
دائرة الحرية، وتدخل في نطاق الآداب أو القانون.
• أكثر ما يضر بالوسائل الصالحة لتقويم السلوك هو الإلتجاء إلى الوسائل
السيئة.
----------------------------------------
▬ إن الفرد من عامة الناس يرى أن هواه إذا عززته أهواء الآخرين كان سبباً
كافياً مقبولاً، بل كان السبب الوحيد لتبرير آرائه في مسائل الأخلاق والذوق
واللياقة بوجه عام ما لم يرد عنها نص صريح في عقيدته الدينية، بل إن هواه قد يصبح
دليله الأكبر في تأويل نصوص عقيدته. صــ14
▬ في حياة الفرد منطقة ليس للمجتمع بها إلا مصلحة غير مباشرة - إن كانت له
أية مصلحة على الإطلاق - وهي تشمل هذا الجزء في حياة الفرد بل وجميع تصرفاته التي
لا تؤثر في غير الفرد، أو التي إذا أثرت في غيره أيضاً فذلك بمحض رغبتهم وإختيارهم
ورضاهم واشتراكهم، وعندما نقول : لا تؤثر في غيره، نعني أنها تؤثر فيه مباشرةً ولأول
وهلة، لأن كل ما يؤثر في نفس الفرد قد يؤثر في الآخرين عن طريقه... صــ26
▬ إن على الناس والحكومات أن يتصرفوا على قدر طاقتهم، وأن يبذلوا أقصى
جهدهم، فليس هناك شيء يُسمى اليقين المُطلق، وإنما هناك ثقة كافية لتحقيق غايات
الحياة البشرية، ويجوز لنا أو يجب علينا أن نفترض صحة آرائنا لكي نسترشد بها في
تصرفاتنا، ونحن لا نغلوا بعيداً في إفتراضنا حينما نمنع الأشرار من إفساد المجتمع
بنشر الآراء التي نعتبرها زائفة ضارة. صــ38
▬ ولا يمكن أن يُخالج شخص عاقل أدنى شك في أنه كان من الممكن إنهاء
المسيحية في عهد الإمبراطورية الرومانية إلى غير رجعة، بل إنها اتسعت وسادت
تعاليمها، لأن الإضطهاد الذي كابدته في عهد هذه الدولة كان يأتي على فترات متقطعة،
لا تمكث الفترة منها إلا مدة وجيزة ثم تتلوها فترات أخرى طويل هادئة تجد الديانة
فيها متسعاً لبسط سلطانها، ونشر تعاليمها. صــ57
▬ إذا كان الكفر بالحياة الأخرى يقتضى اتصاف صاحبه بالكذب، فيستنتج من ذلك
أن المؤمنين بتلك الحياة لا يمتنعون عن الكذب - إن صح أنهم يمتنعون - إلا
لإعتقادهم في الحياة الأخرى وخوفهم من نار جهنم، ونحن نشفق على أصحاب هذه القاعدة
ومقرريها من إتهامهم بأن هذه الفكرة التي كونوها عن الفضيلة المسيحية ليس مأخوذة
من أصل الدين، بل مستمدة من ذات أنفسهم، ومقتبسة من وحي ضمائرهم. صــ61
▬ بينما نجد آداب الأمم الوثنية الراقية تضع الواجبات الإجتماعية في أرفع
منزلة من الإعتبار حتى تضمن في سبيل ذلك الحقوق الشخصية والحرية الفردية، نرى الآداب
المسيحية البحتة لا تكاد تشعر أو تعترف بتلك الواجبات المقدسة. وهانحن نقرأ في
آداب الإسلام هذه الكلمة الجامعة: "كل والٍ يستكفي عاملاً عملاً وفي ولايته
من هو أكفأ له، فقد خان عهد الله وخليفته". وإذا كانت الآداب الحديثة تهتم
بالواجبات الإجتماعية فالفضل في ذلك يرجع إلى التعاليم الرومانية واليونانية، لا
إلى التعاليم المسيحية، كما أن الفضل في كل ما تحتوي عليه آدابنا الشخصية من عواطف
الشهامة والنبل والشرف يرجع إلى التربية الأدبية دون التربية الدينية. صــ93
▬ وهذه الملكات (يقصد الإدراك والفطنة والتمييز والنشاط العقلي والعاطفة
الأدبية...) لا تنمو إلا بالتمرين، ولا سبيل لهذا التمرين إذا كان الإنسان يفعل
الشيء فقط لأن الغير يفعلونه كما لو كان يعتقد الرأي لا لسبب سوى أن الغير
يعتنقونه، وقد رأينها إذا كان صاحب الرأي يعتقده وهو غير مقتنع بأسبابه، كان هذا
الإعتقاد سبباً في ضعف ذهنه وليس تقويته، وكذلك إذا كان صاحب الفعل يأتيه بإرادته
الخاصة، كان ذلك عاملاً على تبلد وجمود عواطفه وملكاته. صــ102
▬ إن إطلاق الحرية الكاملة للأفراد متعذر مادام الناس في حاجة إلى التعايش،
وأنه لابد من تقييدهم بالقدر للازم لمنع الأقوياء من التعدي على الضعفاء. وقد
يتبادر إلى الذهن أن هذا التقييد الذي توجبه الرعاية لمصالح الغير يعود على طبائع
الأفراد بالخسران بأن يسد في وجوههم بعض أبواب النمو. ولكن الحقيقة خلاف ذلك،
فالأفراد يستفيدون في مقابل هذا التقييد تعويضاً كافياً حتى من جهة النمو الذاتي.
صــ107
▬ العبقرية كما نعلم، لا تستطيع التنفس إلا في جو من الحرية، كما أن
العباقرة هم أقوى الناس شخصية وبالتالي كانوا أقل الناس إحتمالاً لتكييف أنفسهم
وفقاً للأوضاع المألوفة. ولن يستطيع العبقري - إلا بالضغط الشديد - أن يضع نفسه في
القوالب المحدودة التي يصوغها المجتمع ليكفي أفراده عبء تكوين أخلاقهم. فإذا هو
استسلم لإكراه المجتمع عن جبن، ورضي بالخضوع لبعض هذه القوالب، وأن يعطل من نفسه
تلك الناحية التي أصبحت عاجزة عن النمو لوضوع الضغط عليها، فلن يستفيد من عبقريته
شيئاً. أما إذا كان من ذوي النفوس الأبية، فثار في وجه المجتمع وحطم قوالبه، أصبح
أعظم شهرة في نظره، لأنه أبي النزول على حكمه، وصار عبرة للناس ينعتونه بصفات
التوحش والشذوذ وما شاكلها. صــ110
▬ وإني لاتساءل كيف يحق للمجتمع تأديب البالغين ولو من باب الرعاية
لمصلحتهم الشخصية، ألم يجد وسيلة أخرى يحمل بها الضعاف من أعضائه على إنتهاج
المسلك القويم سوى الإنتظار حتى يرتكبون بعض الأفعال الشائنة، وعندئذ يعاقبهم على
ما فعلوا عقاباً أدبياً أو قانونياً ؟ لقد كان بوسع المجتمع أن يحسن تأديبهم في
الشطر الأول من حياتهم، إذا كانوا تحت نفوذه التام، وكان أولى به أن يجد في عهد
الطفولة فرصة كافية لإختبار طبائعهم، ومحاولة هدايتهم إلى الصراط المستقيم. إن
الجيل الحاضر، يملك في يده مستقبل الجيل القادم، فهو الي يتولى تعليمه، ويهيء له
جميع ظروفه. صــ137
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق