إشكاليات القراءة وآليات التأويل (نصر حامد أبو زيد)


نصيحة : لا تأخذ كل ما هو مكتوب على أنه حقيقة مطلقه، فأولاً وأخيراً الكتاب هو منتج أفكار الكاتب، كما أنه نقل الآراء والأفكار المختلفة حول موضوع الدراسة الذي يبحث فيه، وهذا لا يدعونا لأن نرفض كل شيء، أو أن نأخذ كل شيء بدون تفكر، كما أنه يتطلب منك أن تكون عارفاً ببعض فروع اللغة الأساسية.

نقاط تناولها الكتاب:-

• القراءة التي تعكف على مجال ما عكوفاً منغلقاً تعجز عن إكتشاف الدلالات الحقيقية لمنجزاته المعرفية.
• إن أي قراءة لا تبدأ من فراغ، بل هي قراءة تبدأ من طرح أسئلة تبحث لها عن إجابات.
• إن موقف "التساؤل المستمر" و "المراجعة الدائمة" قادر دائماً على تصحيح الأخطاء، والتقدم نحو مزيد من الإجتهاد.
• القضية الأساسية التي تتناولها "الهرمنيوطيقا" هي معضلة تفسير النص بشكل عام، وهي في تركيزها تكون على علاقة المفسر بالنص.
• إن صيغة "الحوار الجدلي" ليست صيغة تلفيقية تحاول أن تتوسط بين نقيضين، بل هي الأساس الفلسفي لأي معرفة.
• هناك في تراثنا القديم، وعلى مستوى تفسير النص الديني (القرآن) تلك التفرقة الحاسمة بين ما أطلق عليه "التفسير بالمأثور" وما أطلق عليه "التفسير بالرأي" أو "التأويل".
• النص الأدبي يتسع للعديد من التفسيرات التي تتنوع بتنوع إتجاهات النقاد ومذاهبهم.
• إن ما أضافته الرومانسية-من وجهة نظر التأويلية-أنها أفسحت مجالاً لذاتية الناقد في فهم النص.
• إن مهمة الناقد يجب أن تقوم على أساس موضوعي محايد وأن تستخدم وسائل محايدة، هي التحليل والمقارنة..
• إن الناقد البنيوي يتجاوز ثنائية الذات والموضوع بإخضاعهما معاً لفكرة النظام.
• تقوم تأويلية شليرماخر على أساس أن النص عبارة عن وسيط لغوي ينقل فكر المؤلف إلى القاريء.
• إن هذا الوجود الموضوعي - أي النص الذي أبدعه المؤلف - هو الذي يجعل عملية الفهم ممكنة.
• ما هي العلاقة بين فكر المؤلف (أو نفسيته) وبين الإطار اللغوي (الوسيط) الذي يتم فيه التعبير؟
• كلما تقدم النص في الزمن صار غامضاً بالنسبة لنا..
• إن مهمة الهرمنيوطيقا هي فهم النص كما فهمه المؤلف، بل حتى أحسن مما فهمه مبدعه.
• كل ما يطمح إليه المفسر أن يصل إلى أقصى طاقته في تفسير النص.
• يعد شليرماخر-بحق-أباً للهرمنيوطيقية الحديثة، وللمفكرين الذين جاءوا بعده، سواء بدأوا من الإتفاق أو الإختلاف معه.
• عملية فهم النص تقوم على نوع من الحوار بين تجربة المتلقي الذاتية والتجربة الموضوعية المتجلية في الأدب، من خلال الوسيط المشترك.
• يكون فهمنا للماضي أفضل كلما توافرت شروط موضعية في الحاضر شبيهة بما كان في الماضي.
• كيف تكشف الأشياء عن نفسها ؟
• تقول المدرسة الظاهراتية أن اللغة ليست وسيطاً بين العالم والإنسان، ولكنها ظهور العالم وإنكشافه بعد أن كان مستتراً، إن اللغة هي التجلي الوجودي للعالم.
• كيف يتجاوز النص الأدبي خاصة-والعمل الفني عامة-إطار الذاتية والموضوعية ؟
• مهمة الفهم هي السعي لكشف الغامض والمستتر من خلال الواضح والمكشوف، إكتشاف ما لم يقله النص من خلال ما يقوله بالفعل، وهذا الفهم للغامض والمستتر يتم من خلال الحوار الذي يُقيمه المُتلقي مع النص.
• ما هي خصوصية الحقيقية في الفن، وكيف تغاير مثيلتها في التاريخ والفلسفة؟
• إن عملية التفسير تقوم "على حل شفرة المعنى الباطن في المعنى الظاهر، وفي كشف مستويات  المعنى المتضمنة في المعنى الحرفي.
• إن الذات الثقافية لا تدرك نفسها عادة إلا في مواجهة الآخر وبالحوار معه.
• إن اللفظ لو دل بالذات لفَهِمَ كل واحد منهم كل اللغات، لعدم إختلاف الدلالات الذاتية. (عباد بن سليمان)
• إذا كان هذا الترابط بين العلامة الصوتية-الألفاظ-وبين مدلولها هو الذي يعطي للعلامة قيمتها، فإن إختلال هذا الترابط لسبب من الأسباب يهدر قيمة العلامة نهائياً بصرف النظر عن طبيعة العلامة.
•هذا الترابط الدلالي بين الألفاظ ومعانيها، أو بين العلامات الصوتية ومدلولاتها يقوم في ذهن عبد القاهرة على تصور لأسبقية المعاني الذهنية على الدلالات الصوتية، فالمعاني تُعرَف أولاً، أو تُدرَك أولاً، ثم يتواضع أهل اللغة على الأصولات للدلالة على تلك المعاني الذهنية.
• إن الألفاظ المفردة التي هي أوضاع اللغة لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها ولكن لأن يُضم بعضُها إلى بعض فيعرف فيما بينها فوائد، وهذا علم شريف وأصل عظيم. (دلائل الإعجاز/عبد القاهر الجرناني/ص539)
• إذا نظرنا في مستويات الكلام أمكن لنا أن نميز بين مستويين: مستوى الكلام المجرد من قرينة لفظية تكشف عن تحوله الدلالي من الحقيقة إلى المجاز، ومستوى الكلام المتضمن لمثل هذه القرينة.
• حين رفض الظاهرية إصطلاحية اللغة كانوا يرفضون الإصطلاحية الإجتماعية لحساب التوقيف الإلهي.
• إذا كان خصوم المعتزلة قد قدموا النقل على العقل، فقد قدم المعتزلة العقل على النقل.
• يفرق عبد القاهر الجرجاني بين المجاز إذا وقع في الألفاظ المفردة، وإذا وقع في التركيب، ويرى أن الأول مجاز لغوي، والثاني مجاز عقلي.
• ألفاظ اللغة تشبه المادة الخام التي يصنع منها المتكلم أسلوبه طبقاً لقوانين النحو "المعيارية".
• اللفظ لا يكون لفظاً إلا إذا كان يدل على معنى.
• كل أثر لا بد له من مؤثر، وكل فعل لا بد له من فاعل، وكل معلول لا بد له من علة، وهذه قضايا بديهية في الثقافة الإسلامية.
• لقد اختلف النحاة الكوفيون مع النحاة البصريين حول مفهوم العامل في الجملة.
• إن ظاهرة "الشيوع والكثرة" في الإستخدام العربي - في الغالب - هو معيار الصحة والسلامة والإستحسان عند سيبويه.
• الإبداع في نظر أدونيس نفي لكل صيغة جاهزة، وتجاوز لكل شكل موروث.
------------------------------------------------------
نقاط أخرى خارجة عن الكتاب، وضعتها لهدف التوضيح:-

• الموضوعية هي مقاربة الظاهـرة بحياد ونزاهة بعيدا عن الميول الذاتية و المواقف الإيديولوجية .
• إن الوعي هو العدو الخفي لعلوم الإنسان. (كلود ليفي ستروس)
• هل تداخل الذات مع الموضوع يمنع العلوم الإنسانية من تحقيق الموضوعية ؟
• إن الظاهرة الإنسانية تصدر عن كائن واعٍ و حر لا عن نظام سببي.
• تتميَّز قوانين العلوم الطبيعية بأنها دقيقة وعامة تتخطى الزمان والمكان، وهي حتميـة (ولكنها، بعد اهتزاز الحتمية، أصبحت احتمالية ترجيحية: ترجيحية تقارب اليقين وتظل صالحة للاستعمال حتى يثبت بطلانها).
• يكون النقد ذاتيا إذا كان يعتمد على ذوق الناقد وغريزته, وموضوعيا إذا كان يتناول أشياء خارجية يفصل فيها بالعقل والمنطق, لا بالغريزة والذوق.
• الكاتب لا يفصح عن إحساسه الخاص إلا إذا أتيحت له أدوات ملائمة , وما على الأسلوبي إلا البحث عن هذه الأدوات.
• يعرف الفرنسي شال بالي، الأسلوبية بأنها :"البحث عما يتميز به الكلام الفني عن بقية مستويات الخطاب أولاً، وعن سائر أصناف الفنون الإنسانية ثانياً"
• لما كان المفهوم هو ما يحصل من معنى اللفظ في العقل، فإن الدراسة المفهومية، بمعناها العام، هي مجموع المعاني المفهومة من الألفاظ مصنفة وموضوعة في نسق مفهومي معين.
• إن الخلاف الكلامي حول قضية خلق الأفعال-أفعال الإنسان-يجد صداه في نظرية النحو، ويُمكن القول من زاوية أخرى إن مواقف النحاة التأويلية لم تكن بمعزل عن القضايا الفكرية الدينية المثارة في الواقع الإجتماعي والثقافي.
-------------------------------------

▬ سواء أكانت هذه الأسئلة التي تتضمنها عملية القراءة صريحة أو مضمرة، فالمحصلة في الحالتين واحدة وهي أن طبيعة الأسئلة تحدد للقراة آلياتها. ويكون الفارق بين السؤال المعلن والسؤال المضمر أن آليات القراءة في الحالة الأولى تكون آليات واعية بذاتها وقادرة على إستنباط أسئلة جديدة تقوم بدورها بإعادة صياغة آليات القراءة، وبذلك تكون القراءة منتجة. أما آليات القراءة في حالة السؤال المضمر فتكون آليات مضمرة بدروها، تتظاهر غالباً بمظهر "الموضوعية" لإخفاء طابعها الأيدولوجي النفعي، وتقع من ثم في أسر ضيق النظرة والتحيز غير المشروع. وأحياناً ما تتعقد القراءة فتطرح بعض الأسئلة وتضمر بعض الأسئلة، وعلى ذلك تزدوج آلياتها وتتناقض، فتكون قراءة منتجة على المستوى الجزئي، ومتحيزة أيديولوجياً على المستوى الكلي العام. صــ7

▬ كيف يُمكن الوصول إلى المعنى "الموضوعي" للنص القرآني ؟ وهل في طاقة البشر بمحدوديتهم الوصول إلى "القصد" الإلهي في كماله وإطلاقه؟! لم يزعم أي من الفريقين إمكان هذا، غاية الأمر أن المؤولة كانوا أكثر حرية في الفهم وفتح باب الإجتهاد، بينما تمسك أهل السلف-وإن لم يقرروا ذلك صراحة-بإمكانية الفهم الموضوعي على التغليب. صــ15

▬ ما هي العلاقة بين المؤلف والنص؟ وهل يعد النص الأدبي مساوياً حقيقياً لقصد المؤلف العقلي؟ وإذا كان ذلك صحيحاً، فهل من الممكن أن يتمكن الناقد أو المفسر من النفاذ إلى العالم العقلي للمؤلف من خلال تحليل النص المبدع؟ وإذا أنكرنا التطابق بين قصد المؤلف والنص، فهل هما أمران متمايزان منفصلان تماماً؟ أم أن ثمة علاقة ما؟ وما هي طبيعة هذه العلاقة؟ وكيف نقيسها؟ وبالتالي ما هو نوع العلاقة بين النص والناقد أو المفسر؟ وما هي إمكانية الفهم "الموضوعي" المعنى النص الأدبي؟ ونقصد "بالفهم الموضوعي" الفهم العلمي الذي لا يُختلف عليه، أي فهم النص كما يفهمه مبدعه أو كما يريد أن يُفهم. وتزداد المعضلة إذا تساءلنا عن علاقة ثلاثية (المؤلف/النص/الناقد) بالواقع الذي تتم فيه عمليتا الإبداع والتفسير. وتزداد حد التعقيد إذا كان النص ينتمي إلى زمن مغاير وواقع مختلف لزمن التفسير وواقعه، أي إذا كان المؤلف والناقد ينتميان إلى عصرين مختلفين وواقعين متمايزين. صــ17

▬ هناك جانبان في أي نص : جانب موضوعي يشير إلى اللغة، وهو المشترك الذي يجعل عملية الفهم ممكنة، وجانب ذاتي يشير إلى فكر المؤلف ويتجلى في إستخدامه الخاص للغة. وهذان الجانبان يشيران إلى تجربة المؤلف التي يسعى القاريء إلى إعادة بنائها بغية فهم المؤلف أو فهم تجربته. والقاريء يمكن له أن يبدأ من أي الجانبين شاء، ما دام كل منهما يؤدي إلى فهم الآخر..صــ21

▬ لكي نفهم العناصر الجزئية في النص، لابد -أولاً- من فهم النص في كليته. وهذا الفهم للنص في كليته لا بد أن ينبع من فهم العناصر الجزئية المكونة له، ومعنى ذلك-فيما يرى شليرماخر-أننا ندور في دائرة لا نهاية لها هي ما يطلق عليه الدائرة الهرمنيوطيقية. ومعنى ذلك أن عملية تفسير النص-عل المستوى اللغوي الموضوعي-بجانبيه التاريخي والتنبؤي-تدور في دائرة، ولابد ان تستند إلى معرفة كاملة باللغة من جانب، وبخصائص النص من جانب آخر. ويمكن بنفس الدرجة تطبيق مفهوم الدائرة التأويلية على المستوى الذاتي النفسي بجانبيه التاريخي والتنبؤي. صــ22

▬ ومن ثم نغمة رومانسية تغلف كلاسيكية شليرماخر تتجلى في إعتباره النص تعبيراً عن "نفس" المؤلف، وفي مطالبته المفسر أن يكون ذا طاقة تنبؤية، إلى جانب معرفته باللغة، حتى يمكنه إكتشاف الجوانب المتعددة للنص. وبهذه الطاقة التنبؤية يسعى الإنسان لفهم الكاتب إلى درجة أن يحول نفسه تماماً إليه، أي يكون هو الكاتب. صــ23

▬ إن التجربة الذاتية هي أساس المعرفة، وهي الشرط الذي لا يمكن تجاوزه لأي معرفة. وطالما أن هناك مشتركاً بن الآحاد من البشر، فإن التجربة تصبح هي الأساس الصالح للإداراك الموضوعي القائم خارج الذات، إذ هذا الموضوعي - في العلوم الإنسانية، خاصة التاريخ- إنساني يحمل تشابهات من ملامح التجربة الأصلية عند الذات المدركة. وهذا ما يشير إليه ديلثي بإعادة إكتشاف "الأنا" في "الأنت"، أو إسقاط الذات في شخص أو عمل، أو بعبارة أخرى "نفاذ ذات المدرك إلى معطى معقد من التعبيرات" . وعلى أساس هذا الإسقاط أو النفاذ تنشأ أعلى أشكال الفهم في الحياة العقلية ونعني بها الحياة مرة أخرى في الموضوع أو الشخص. صــ25

▬ إن تجربة ما جزئية في حياتنا تكتسب معناها من خلال تجربتنا الكلية، وليست تجربتنا الكلية في حقيقتها إلا حصاد تجارب جزئية متراكمة، ولكن الجزء يؤثر في الكل ويغير من معنى التجربة الكلية، بنفس القدر الذي يؤثر فيه المعنى الكلي في فهمنا لتجربة جزئية. صــ29

▬ إن إنصهار الحقيقة أو الوجود الماثل في الشكل يكون كاملاً لدرجة أن الناتج يكون شيئاً جديداً. وهذا الإستقلال الواضح للعمل الفني ليس إستقلالاً معزولاً بلا هدف سوى المتعة الجمالية، ولكنه وسيط للمعرفة بالمعنى العميق. وتجربة المتلقي الفني تجعل هذه المعرفة ممكنة ويمكن المشاركة فيها. صـ39

▬ دور المبدع في العمل الفني كدور اللاعب في اللعب. إنه يبدأ بمحاولة تشكيل تجربته الوجودية. ولكن هذه التجربة تستقل-في تشكلها-عن ذاتية المبدع، لتتحول إلى وسيط له دينامياته وقوانينه الداخلية. هذا الوسيط الماثل في الوجود-الشكل الفني أو اللعبة-هو الذي يجعل عملية الفهم ممكنة. ولكن التلقي بدوره لا يبدأ من فراغ. بل يبدأ من تجربة العمل الفني، كما أن المتفرج لا بد أن يكون على وعي ما بقوانين اللعبة وأهدافها حتى يمكنه المشاركة فيها. إن العمل الفني-وكذلك اللعبة-يبدأ من المبدع (أو اللاعب) وينتهي إلى المتلقي (أو المتفرج) من خلال وسيط-هو الشكل-محايد إلى حد كبير. هذا الوسيط ثابت مما يجعل تلقيه عملية ممكنة ومتكررة في نفس الوقت من جيل إلى جيل. وبالتالي فالحقيقة التي يتضمنها العمل الفني-كمثيلتها في الفلسفة والتاريخ-حقيقة ليست ثابتة، ولكنها تتغير من جيل إلى جيل ومن عصر إلى عصر طبقاً لتغير أفق التلقي وتجارب المتلقين ولكن الوسيط أو الشكل الفني الثابت هو الذي يجعل عملية الفهم ممكنة. صــ41

▬ إن علاقتنا بالتاريخ-وفهمنا له-تقوم على الجدل والحوار، لا على الإنصات السلبي، تماماً كما أن تلقينا للعمل الفني عملية جدلية تقوم على ما يطرحه علينا من أسئلة هي التي شكلت وجوده. إن التاريخ مثله مثل الشكل في العمل الفني وسيط يمكن المشاركة في فهمه. صــ42

▬ إن جادامر يرفض-مثل هيدجر-الوظيفة الدلالية للغة، ويؤكد على العكس، أن اللغة لا تشير إلى الأشياء، بل الأشياء تفصح عن نفسها من خلال اللغة. وفهمنا لنص أدبي لا تعني فهم تجربة المؤلف، بل تعني فهم تجربة الوجود التي تفصح عن نفسها من خلال النص. النص الأدبي-والشكل الفني-وسيط ثابت بين المبدع والمتلقي، وعملية متغيرة طبقاً لتغيرالآفاق والتجارب. ولكن ثبات النص-كشكل-هو العامل الأساسي لجعل عملية الفهم ممكنة. صــ42

▬ ويقيم هيرش-من جانب آخر-تفرقة بين المعنى الذي أراده المؤلف (القصد) وبين المعنى الكامن في النص، ولا يهمنا-في النص الأدبي-ما يعنيه المؤلف، أو ما كان يقصده، أو ما اراد أن يعبر عنه وإنما الذي يعنينا بحق هو المعنى كما يعبر عنه النص. وهذا المعنى يمكن الوصول إليه من خلال فحص الإحتمالات العديدة التي يمكن أن يعنيها النص. ويجب على التفسير أو الهرمنيوطيقا أن تأخذ على عاتقها هذه المهمة، وأن تترك مجال مغزى النص بالنسبة للقاريء أو للعصر للنقد الأدبي. إن خطأ ديلثي وجادامر-عند هيرش-أنهما خلطا بين مجال الهرمنيوطيقا (نظرية التفسير) وبين مجال النقد الأدبي. صــ48

يمكن عرض نسبية الدلالة بهذا الشكل..

الرموز الكتابية (دال)            -   الصور السمعية للألفاظ (مدلول)
الصور السمعية للألفاظ (دال)  -   الصور الذهنية (مدلول)
الصور الذهنية (دال)            -   الأعيان المدركة (مدلول)

▬ إذا كان ابن عربي نظر لحروف اللغة من خلال ثنائية الظاهر والباطن ورأى أن حروف لغتنا البشرية-منطوقة ومكتوبة-ليست إلا أجساداً لأرواح الأسماء الإلهية، فمن الطبيعي كذلك أن ينظر للكلمات التي تكونها الحروف من خلال نفس الثنائية. وبما أن الكلمات تنتج عن تركيب الحروف للإفادة-كما يقول ابن عربي-فإن دلالة الكلمات اللغوية لها جانبان: جانب دلالتها الإلهية القديمة ، وجانب دلالتها البشرية الحادثة: الدلالة في الحالة الأولى-من حيث الباطن-دلالة ذاتية بمعنى أن الدال هو المدلول، أما الدلالة في الحالة الثانية-من حيث الظاهر-فهي دلالة عرفية وضعية إعتباطية. صــ84

▬ إن "أشعرية" عبد القاهر، وطبيعة المعضلات الدينية التي كان يواجهها حجبته عن الإنطلاق داخل التخوم التي وقف عند حدودها، لذلك كان حريصاً أن يعطي "للمعاني النفسية" مركز الصدارة على "النظم" المعبِّر عنها، وذلك إنصياعاً للمفاهيم التي رسخها أسلافه الأشاعرة-كما رأينا-خاصة توحيدهم بين "الكلام" و "المعاني النفسية" خروجاً من مأزق حدوث الكلام الإلهي. ولذلك أيضاً لم يستطع عبد القاهر رغم لفتاته الدالة-أن يعمق إمكانية تعدد المعنى في فهم النص الواحد. صــ97

▬ إن هذا الإنتقال في دلالة الألفاظ من المجاز إلى الحقيقة ومن الحقيقة إلى المجاز، إنتقال يتم "بالتعارف". وهذا التعارف هو الذي يؤدي إلى ثبيت الدلالة اللغوية، ويمنحها-في نظر القاضي عبد الجبار-مشروعيتها الدلالية، ولو قُلنا للقاضي عبد الجبار إن التحول من الحقيقة إلى المجاز إنما يبدأ في اللغة في نصوص لها طابع فردي-أولاً-ثم يشيع هذا الإستخدام وينتقل من المستوى الفردي إلى المستوى الجماعي فيصبح عرفاً نطلق عليه حينذاك "المجاز الميت" أو "الإستعارة الميتة"، لو قلنا مثل هذا الكلام فلا أظن أن القاضي عبد الجبار يمكن أن يتفق معنا. إن رد التحول المجازي في العلامات اللغوية إلى "التعبير الفردي" من شأنه أن يشوش على القاضي مفهومه للدلالة اللغوية. صــ103

▬ يُمكن التمييز فيما يرتبط بقضية المجاز بين ثلاثة إتجاهات أساسية: الإتجاه الأول هو إتجاه المعتزلة اتخذوا من المجاز سلاحا لتأويل النصوص التي لا تتفق مع أصولهم الفكرية. والإتجاه الثاني هو تجاه الظاهرية الذين وقفوا بشدة وحسم ضد أي فهم للنص يتجاوز ظاهره اللغوي، ورفضوا تأويل المبهمات في النص القرآني واعتبروها مما استأثر الله بعلمه. وقد ذهب هؤلاء إلى مدى بعيد في إنكار وجود المجاز لا في القرآن فحسب، بل في اللغة كلها. أما الإتجاه الثالث فهو إتجاه الأشاعرة الذين حاولوا أن يقفوا وسطاً بين المغالين في إستخدام المجاز لتأويل النص وبين الرافضين لوجود المجاز. ويرتد هذا الخلاف حول وجود المجاز، وبالتالي في حدود التأويل ومداه، إلى تصور كل فريق منهم لأصل اللغة ومصدرها فذهب المعتزلة إلى أن اللغة إصطلاح بشري محض. بينما ذهب الظاهرية إلى أن اللغة توقيف من الله علمها آدم وانتقلت إلى بنيه من بعده. وحاول الفريق الثالث أيضاً أن يتوسط بينهما ويحل التعارض بين التوقيف والإصطلاح. وقد ارتبطت قضية اللغة وأصلها عند كل فريق بتصوره لأصل المعرفة هل هي من الله أم من العقل؟ أم أن للعقل حدوده ومجاله وللوحي حدوده ومجاله؟ ومن المنطقي أن يذهب المعتزلة في المعرفة إلى أسبقية العقل على النقل، بينما يؤمن الظاهرية إن الوحي هو أساس المعرفة، ويحاول الأشاعرة التوفيق بين العقل والحي..صــ122 : 123

▬ يصل الأمر بابن القيم لإعتبار أن الأصل الذي اعتمد عليه المعتزلة: تقديمهم العقل على النقل يرجع لمعصية إبليس الأولى حين إستخدم عقله في إقامة قياس لتفضيل نفسه على آدم بسبب أنه مخلوق من نار وآم مخلوق من طين. وبذلك يعد الإستناد إلى العقل في معرفة الشريعة وفهمها خطيئة كبرى لأنه بمثابة استخدام أداة قاصرة، والواجب هو التسليم بما جاءت به الشريعة على مراد الله دون تأويل. صــ130

▬ لقد ذهب المعتزلة إلى أن الكلام صفة من صفات الفعل لا من صفات الذات. والفارق بين صفات الفعل وصفات الذات، أن صفات الفعل تتعلق بوجود العالم. ولا يمكن من وجهة نظرهم أن يكون الله متكلماً منذ الأزل، وإلا كان كلامه عبثاً ينزه الله عنه. وإذا كان الكلام الإلهي صفة من صفات الفعل، فلا بد أن تسبقه مواضعة بين البشر، أو بين الملائكة حتى يصح أن يخاطبهم بما يفهمون وبما تواضعوا عليه. وتعد فكرة الإصطلاح في اللغة-عند المعتزلة-ضرورية من جانب آخر لنفي مشابهة الله للبشر. فالمواضعة تستلزم الإشارة الحسية، بمعنى أن المواضعة بين شخصين مثلاً تستلزم أن يشير أحدهما للشيء وينطق الإسم عدة مرات، وذلك"على حسب ما نجد الطفل ينشأ عليه فيتعلم لغة والديه، إذا تكررت منهما الإشارات" هذه الإشارة المادية لا تجوز على الله لأنه ليس جسما. وهكذا ينتهي المعتزلة إلى أن المواضعة على اللغات لا بد ألا تسبق كلام الله حتى يقع مفيداً، ولا يجوز أن يكون الله هو الباديء بالمواضعة، وإن كان لا يمتنع عندهم أن يبدأ الله مواضعة تالية على المواضعة الأولى، لأن هذه المواضعة التالية لا تستلزم الإشارة الحسية، ويكفي فيها النقل دون الإشارة. صــ133

▬ إن إسناد الفعل-أي فعل كان-لغير العاقل القادر يعد إسناداً مجازياً من جهة العقل؛ لأن العقل هو الذي دل على عدم إمكانية وقوع الفعل إلا من قادر. وعلى العكس من ذلك المجاز اللغوي لأنه يعتمد على النقل عن المواضعة اللغوية إلى معنى غير المعنى المتواضع عليه لوجود علاقة بين المعنيين فهو مجاز يستند إلى المواضعة اللغوية، ولا يستند إلى العقل كما هو الأمر في إسناد الفعل إلى غير القادر. صــ144

▬ إن المقارنة التي يعقدها عبد القاهر بين "النظم" وإعادة تشكيل المادة الخام في الصناعات المختلفة لا ينبغي أن تشوش علينا فهم تصور عبد القاهر، فنسارع إلى القول بأنه ينظر إلى الشعر بوصفه صناعة مثل سائر الصناعات، ذلك أن عبد القاهر يستخدم عبارات مجازية، وتمثيلات شائعة ومستقرة في التراث السابق عليه، ولكنه يعي وعياً حاداً الفارق بين تشكيل المادة الخام في الصناعات المختلفة، و "نظم" المعنى في الشعر. إن المقارنة عند عبد القاهر تستهدف التوضيح والكشف، ولا يراد معناها الحرفي القائم على التطابق والمماثلة. صــ167

▬ لقد أجهد النحاة النصوص بالتأويل، لأنهم خلطوا بين امرين من الحق أن يُفرق بينهما: وهما "المعنى الشكلي" و "المعنى الفلسفي"، فقد جعلوا الأخير أساساً لما يجب أن تؤديه النصوص، فإذا لم تؤده استكملت بالفروض والظنون، فالحدث لا بد له من محدث في الواقع، فإذا وُجِد الفعل في اللفظ فلا بد أن يُستكمل بالفاعل، وهنا يأتي التقدير. والإسناد لا يكمل في الواقع إلا بوجود مسند ومسند إليه، فإذا غاب أحدهما من الجملة فلا بد من تقديره. صــ189

▬ إن " العامل" مفهوم ذهني لتفسير ظاهرة لغوية هي علاقة كلمة بكلمة داخل الجملة. في هذه العلاقة تم تصنيف الكلمات إلى عوامل ومعمولات، أو متأثرات. وعلى ذلك حين وجد سيبويه بعض الكلمات منصوبة أو مرفوعة دون وجود عامل في السياق. كان لا بد له من إفتراض عامل محذوف أو مضمر كما في أساليب النداء والقسم والإختصاص..إلخ..صــ195

▬ إن القياس في النحو مخالف للقياس في الفقه، فالنحوي لا ينقل حُكماً من نص، بل يستنبط-بالتأويل والمقارنة-أوجه التشابه وكذلك أوجه الإختلاف بين ظواهر اللغة. وهذه العملية-التأويلية في جوهرها-هي التي تمكنه من وضع القواعد، وبدونها لا يمكن اكتشاف النظام اللغوي في الكلام. صــ209

▬ إن تجديد النحو-أو بالأحرى تسهيل النحو (تسمية للأسماء بمسمياتها)-لا بد أن ينطلق من فهم لطبيعة بناء هذا العلم ومن تحديد دقيق للتصورات والمفاهيم التي قام عليها. وذلك كله لا يتحقق إلا بالفهم القائم على التعليل والتفسير قبل المسارعة بإلقاء الأحكام. وفي تقدير هذه الدراسة ان إنكار أهمية "التأويل" بوصفه أداة معرفية في بناء العلم-وفي بناء العلوم الإنسانية خاصة، إنكاراً لا يضر سوى منكره، ذلك أنه بمثابة إغماض العين عن الشمس التي تحرق حرارتها جلد المغمض عينيه. صــ223

▬ إن دراسة التراث مهمة تحوطها صعوبات عديدة، أخطر هذه الصعوبات عدم الوعي بأن موقفنا الراهن من واقعنا يحكم نظرتنا لهذا التراث، ويلون حكمنا عليه، ولقد انتهت-تقريباً-من أفق حياتنا الثقافية النظرة التقديسية للتراث، تلك النظرة التي تراه كمالاً كله، وتراه كتله واحدة لا تمايز بين إتجاهاته وعناصره. منذ ألقى "طه حسين" في أفق حياتنا الثقافية قنبلة "في الشعر الجاهلي". لم يكف وعي المثقف العربي عن التساؤل عن ماهية التراث وعن علاقته به. ولقد تأسس-منذ ذلك الحين-وعي جديد مؤداه أن الماضي شأنه شأن الحاضر-ليس خيراً كله، بل هو مزيج من الخير والشر، من الخطأ والصواب، من عناصر التقدم وقوى التخلف. وأنه-شأن مجتمعنا الراهن-يقوم على الصراع بين هذه العناصر. ومن ثم انتفت نظرتنا السكونية إلى التراث لتحل محلها نظرة ديناميكية. صــ227

▬ إن للماضي وجوده المستقل دون شك، بمعنى أن له وجوداً تاريخياً في الماضي (وجوداً بالمعنى الأنطولوجي)، أما بالمعنى المعرفي (الأبستمولوجي) فالماضي مستمر يشكل الحاضر، كما يعيد وعينا الراهن إعادة تشكيله. إن العلاقة بين الماضي والحاضر-بهذا الفهم-علاقة جدلية، وكذلك العلاقة بين التراث والباحث. صــ228

▬ تمثل الذاكرة على مستوى الإنسان الفرد جانباً أصيلاً من جوانب شخصيته. إنها لا تعني مجرد ذكريات الماضي بجانبيها الحلو والمر، بل تعني في الأساس جماع الخبرات والتجارب التي تشكل وعي الإنسان وتحدد قدرته على التعامل مع الحاضر والراهن، بل تمثل شروط التعامل مع هذا الحاضر، تلك الشروط التي تُعد أساس أية معرفة. وحين يفقد الإنسان ذاكرته، فإنه يفقد ذاته، لأنه يفقد الشروط الموضوعية التي تجعله يعيش الحاضر ويتعامل معه. وليست الذاكرة بالنسبة للجماعة إلا مجموع الخبرات والتجارب والتراث الذي نطلق عليه إسم "الثقافة". صــ254

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

التفكير في زمن التكفير (نصر حامد أبو زيد)


//إقرا هذا الملخص أولاً عن كتابه نقد الخطاب الديني ، حتى تعلم عن ماذا كان يدور حديثه في هذا الكتاب الذي نحن بصدده (إضغط هنا).//
--------------------------------------------------------
• العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك، فإن أنت أعطيته كلك، فأنت من إعطائه لك البعض على خطر. (إبراهيم بن سيار النظام)
• تُعد الفكرة، حيناً ما، كافرة تُحرم وتُحارب، ثم تصبح-مع الزمن-مذهباً، بل عقيدة وإصلاحاً، تخطو به الحياة خطوةً إلى الأمام. (أمين الخولي)
• تورط كثيرون من رموز الخطاب الديني وأقطابه في الدخول في لعبة التكفير دون بينة أو تثبت إعتماداً على "النقل" و "الترديد".
• إذا كان "اللوح المحفوظ" مخلوقاً محدثاً، فكيف يكون القرآن المسطور عليه قديماً أزلياً ؟ ألا يدخلنا ذلك في سلسلة من التناقضات المنطقية ؟
• يتمادى أصحاب تصور قدم القرآن وأزليته في زعمهم ليؤكدوا أن الكلام الإلهي صفة ذاتية قديمة وليس فعلاً كما ذهب المعتزلة.
• لا بد أن يُفهم الأمر الإلهي "كن" فهماً مجازياً، كما إقترحنا أن نفهم "اللوح المحفوظ" فهماً مجازياً لأن الفهم الحرفي يوقعنا في إشكالات تشوش علينا عقيدتنا.
• إن الألفاظ لا تدل على المعاني بذاتها بل بالإتفاق. (عبد القادر الجرجاني)
• لقد صارت العلاقة بين اللغة والعالم محكومة بأفق المفاهيم والتصورات الذهنية الثقافية.
• في الفكر الصوفي الإسلامي "الموجودات" هي كلمات الله التي لا تنفذ ولو كان البحر مداداً لها لنفذ البحر ولم تنفذ كلمات الله.
• يفرق ابو حامد الغزالي بين موضوع السببية وموضوع العلية (موضوع طويل يمكنك البحث عنه بإستفاضة).
• ليس في الزمن الرديء وحده تكثر (الغوغائية)، وليس في الأميين وحدهم يكثر (الجهلاء).
--------------------------------------------------------

▬ حين تصدى عبد الصبور شاهين بهراوة جهله الغليظة مدبجاً تقريره التكفيري المشبوه عن الإنتاج العلمي للباحث، لم يرُقهُ أن يعترض المعترضون على تقريره الذي لا علاقة له بأبجديات التقرير العلمي الأكاديمي، ولم يكن كافياً له المساندة التي لقيها من عميد الكلية، والذي سارع بكتابة تقرير عن واحد من الإنتاج العلمي-هو كتاب: "الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية"-معززاً فيه إتهامات التكفير. ولم يقتع بتأثير الضغوط التي مارسها هو وأعضاء مدرسته في الحرم الجامعي، والتي افضت إلى حرمان الباحث من حقه في الترقية إلى درجة "أستاذ". كل ذلك لم يكن كافياً، فحمل فضيلته الأمر - التكفير - إلى مسجد عمرو بن العاص في خطبته يوم الجمعة 2/4/1994 سعياً إلى ما هو أبشع من العقاب الوظيفي. صــ9

▬ لا سبيل أمامنا جميعاً لتجاوز أزمتنا الراهنة، على جميع المستويات والأصعدة إلا محاولة الوصول إلى نظام تعليمي قادر على تنمية قدرات الفرد الذهنية والعقلية، والعضلية، بل والخيالية أيضاً، بالإضافة إلى تنمية حواسه التذوقية للآداب والفنون. ولا شك أن إشاعة مناخ الحرية في الثقافة والمجتمع شرط مهم جداً لوضع أساس هذا النظام التعليمي المرجو. ولا نقصد بمناخ الحرية الدلالة السياسية التي تتبادر إلى الذهن حين نذكر كلمة "الحرية" وهي الدلالة التي تقصرها على حرية التصويت وإنشاء الأحزاب وإصدار الصحف..إلخ. إن ما نقصده بالحرية المطلوبة في المجتمع تتجاوز تلك الدلالات رغم أهميتها التي لا يمكن إنكارها. إنها حرية التفكير والنقاش والبحث والحوار دون كوابح أو شروط مسبقة ودون أهداف بعينها يسعى المفكر أو الباحث للوصول إليها. صــ26

▬ إنه ليس خلافاً حول "الإسلام" كما أن "العلمانية" في نشأتها التاريخية لم تكن مناهضة للمسيحية، بل هو خلاف حول فهم الإسلام، وحول علاقة الدين بالدولة، كما أن العلمانية في نشأتها، كانت حركة فكرية ضد التفسيرات الكنسية الحرفية المغلقة للمسيحية، وضد سيطرتها وهيمنتها على شؤون الدولة والمجتمع. صــ35

▬ إن مصطلح "النص" في علم الخطاب يقتصر فقط على كل نسق من العلامات اللغوية يؤدي إلى إنتاج معنى كلي. ويظل التداخل بين المجالين - السيموطيقا وعليم تحليل الخطاب - قائماً، وهو بمثابة العلاقة بين الكل والجزء؛ وذلك أن علم العلامات (السيموطيقا) هو العلم الأشمل الذي يعتبر علم تحليل الخطاب جزءاً منه، وذلك على أساس أن "اللغة" نظام من العلامات تعد دراسته فرعاً من علم العلامات، رغم أنه هو الفرع الذي تأسس عليه الأصل. أو بعبارة أخرى هو الجزء الذي ينبع منه الكل، وتظل العلاقة بين المجالين علاقة تفاعل خصبة تثري كلاً منهما بحيث يصعب في كثيرٍ من الأحيان الفصل بينهما، إلا على سبيل الشرح والتوضيح..صــ134

▬ إذا تعارض العقل والنقل فأيهما تكون له الهيمنة والسيطرة على الآخر ؟ هل يتم تأويل "النقل" لرفع تعارضه مع "العقل، أم يتم الإحتكام إلى "النقل" بالتشكيك في صحة إستنتاجات العقل ؟ وكان من الطبيعي أن يكون "التأويل" من أهم الإجراءات والأدوات المنهجية عند أنصار أولوية "العقل" في حين يتمسك أنصار "النقل" بالدلالات الحرفية محاولين قدر طاقتهم وجهدهم "توسيع" مجالات النصوص من جهة، والحرص على "شموليتها من جهة أخرى. وهذا ينقلنا إلى مفهوم آخر هو مفهوم "سلطة" النصوص، أو هيمنتها وشموليتها. صــ137

▬ إن الدعوة للتحرر من سلطة النصوص ومن مرجعيتها الشاملة ليست إلا دعوة لإطلاق العقل الإنساني حراً يتجادل مع الطبيعة في مجال العلوم الطبيعية، ويتجادل مع الواقع الإجتماعي والإنساني في مجال العلوم الإنسانية والفنون والآداب. فهل تتصادم هذه الدعوة مع النصوص الدينية أم تتصادم مع السلطة التي أضفاها بعضهم بالباطل على بعض تلك النصوص، فحولوها قيوداً على حركة العقل والفكر ؟ إن هذه الدعوة للتحرر لا تقوم على إلغاء الدين ولا تقوم على إلغاء نصوصه، لكنها تقوم على أساس فهم النصوص الدينية فهماً علمياً. صــ146

▬ إن عبد الصبور شاهين وبلتاجي وأتباعهما يقدسون النص تقديساً أعمى، وينفرون من أية محاولة لإعادة إكتشاف هذا الماضي، بينما "الأسلاف" حتى القرن الرابع الهجري قادرون على "النقد" دون تقديس ودون فزع من الضياع. والإمام الشافعي نفسه، الذي كان خطابه موضوع تحليلنا يناقش خصومه - كما رأينا - دون إستعلاء أو تعالم، ودون أن يقرر أن ما يقوله هو من قبيل البدهيات العقلية. فمن الذي يدافع عن الشافعي ويحميه: من يكشف دلالات الخطاب في سياقه التاريخي، أم من يكرر الأقوال وحفظها ويرددها دون أن يدرك مرجعيتها ؟ في هذا التساؤل الأخير ينكشف المستور ويحمى الوطيس. صــ196

▬ كثير من العداء في مجال الفكر بصفة خاصة يرتد إلى "عدم الفهم" أو إلى عمليات "إلتباس" ناتجة عن سيطرة نزعة تتصور أن "ما في الأذهان" مطابق مطابقة تامة "لما في الأعيان" وتتزايد درجة "الإلتباس"، وما تُفضي إليه من "عدم الفهم"، وما يترتب عليها من "عداء" ورفض، حين يكون "ما في الأذهان"، قديم راسخ، لأنه يكتسب من "القدم" صفة العراقة التي تُضفى عليه مشروعية لا يجوز المساس بها أو الإقتراب منها، لأنها مشروعية مقدسة [...] من أخطر تلك الأفكار الراسخة والمهيمنة، حتى صارت بسبب قدمها ورسوخها جزءاً من "العقيدة"، فكرة أن القرآن الكريم الذي نزل به الوحي الأمين على محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله سبحانه وتعالى نص قديم أزلي، وهو صفة من صفات الذات الإلهية، لأن الذات الإلهية أزلية لا أول لها، فكذلك صفاتها وكل ما يصدر عنها. والقرآن كلام الله فهو صفة من الصفات الأزلية القديمة، أي أنه قديم، وكل من يقول إنه "مُحدث" وليس "قديماً" أنه "مخلوق" لم يكن ثم كان - أي حدث في العالم - فقد خالف العقيدة واستحق صفة "الكفر". فإن كان يقول ذلك وهو مسلم فالحكم عليه أنه "مرتد" لأن قدم القرآن - أي عدم خلقه وحدوثه - من مفردات العقيدة التي لا يكتمل إيمان المسلم إلا بالتسليم بها. صــ199 : 200

▬ التاريخية هنا تعني الحدوث في الزمن، حتى لو كان هذا الزمن هو لحظة إفتتاح الزمن وإبتدائه، إنها لحظة الفصل والتمييز بين الوجود المطلق المتعالي - الوجود الإلهي - والوجود المشروط الزماني. إذا كان الفعل الإلهي  الأول - فعل إيجاد العالم - هو فعل إفتتاح الزمان، فإن كل الأفعال التي تلت هذا الفعل الأول الإفتتاحي تظل افعالاً تاريخية، بحكم أنها تحققت في الزمن والتاريخ. وكل ما هو ناتج عن هذه الأفعال الإلهية "محدث" بمعنى أنه حدث في لحظة من لحظات التاريخ، هكذا يتم التمييز بين "القدرة" الإلهية و "الفعل" الإلهي على مستويين. المستوى الأول: عدم تناهي القدرة لأنها إمكانيات للأفعال، بينما تتناهى الأفعال لتعلقها بالعالم المتناهي، رغم أنها - الأفعال تتجذر في القدرة غير المتناهية. والعلاقة بينهما في هذا المستوى أشبه بالعلاقة المنطقية بين "الإمكان" و " التحقق"، فليس كل ممكن متحققاً. المستوى الثاني للتمييز بين "القدرة" و "الفعل" هو أن القدرة "أزلية" بما هي صفة محايثة للذات الأزلية القديمة، والفعل ليس أزلياً، بل هو تاريخي مادام مجلى فعلي من مجالي القدرة الإلهية كان إيجاد العالم، الذي هو ظاهرة محدثة تاريخية. صــ205

▬ [...] بهذه السخرية الحادة ينفي الطبري توهم الإتحاد بين الإسم والمسمى، ولكن ليس معنى ذلك أنهما وجهان لا علاقة بينهما. الجاحظ (أبو عثمان عمرو بن بحر) الأديب والكاتب الموسوعي المعتزلي يرى العلاقة بين اللفظ والمعنى مثل علاقة الروح بالجسد، ويقول اللفظ للمعنى جسد، والمعنى للفظ روح، والمعتزلة عموماً يدركون العلاقة بينهما على أساس أنها علاقة "مواضعة" و "إتفاق" و "إصطلاح" وليست علاقة ذاتية ضرورية، إن اللفظ مجرد صوت سمعي أو رمز كتابي، وهو بلا معنى إذا لم يكن هناك دلالة إتفاقية. والدليل على إتفاقية العلاقة بين اللفظ-الصوت أو الرمز المكتوب-وبين المعنى أن ألفاظاً مختلفة في لغات مختلفة تعبر عن المعنى نفسه، مثل كلمة "رجل" فهي في العربية غيرها في الفارسية أو فيما سواها من اللغات. صــ214

▬ ظل الفكر اللغوي يرى العلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة إصطلاح مباشرة حتى جاء العالم السويسري "الفريد دي سوسير، في كتابه المهم "محاضرات في علم اللغة" وأضاف إلى مفهوم "العلامات" بُعداً جديداً، حيث ذهب إلى أن العلاقة بين "اللفظ أو الدال" و "المعنى أو المدلول" علاقة إصطلاح، لكنه عمَّقَ مفهوم "الدال" ومفهوم "المدلول" بعيداً عن مسألة اللفظ والمعنى، وذلك على النحو التالي:- إن الوحدة اللغوية (التي تسمى اللفظ) ظاهرة مزدوجة، ليس من جهة أنها تدل على إرتباط بين ملفوظ أو مكتوب من جهة، وبين موجود جارجي من جهة أخرى - أي بين اللفظ والشيء - بل هي ظاهرة مزدوجة بشكل أكثر تعقيداً من جهتي الدال والمدلول. هنا يتجنب د سوسير إستخدام مصطلحي "اللفظ والمعنى" ليحل محلها مصطلحي "الدال والمدلول" لأنها أكثر دقة في التعبير عن تعقد الوحدة اللغوية. والدال والمدلول يمثلان جانبي العلامة اللغوية - أو الوحدة اللغوية - التي لا تدل على "شيء" بل تُحيل إلى مفهوم ذهني بمثابة "المدلول" دون الشيء. وكذلك "الدال" ليس هو الصوت الملفوظ أو الرمز المكتوب، بل هو "الصورة السمعية". وليس المقصود بالصورة السمعية الصوت المسموع، أي الجانب المادي منه، ولكن المقصود هو الأثر النفسي الذي يتركه فينا الصوت المسموع أو الرمز المكتوب. أو بعبارة أخرى، ليس "الأثر النفسي"-الصورة السمعية-إلا التصور الذي تنقله لنا حواسنا للصوت (تصور الصوت في الذهن). صــ215

▬ إذا كانت "الثقافة" هي تصور العالم لدى مجموعة بشرية بعينها-مع التسليم بتفاوت مستويات هذا التصور-فإن اللغة هي " النظام" المعبر عن هذا التصور، وهي من ثم لا تمثل نظاماً ذا مستوى واحد، بل تتعدد مستوياتها بتعدد مستويات "الثقافة" التي تعبر عنها. ولأن "العالم"-في وجوده الموضوعي مستقل عن الوعي-لا  ينعكس في التصورات والمفاهيم الثقافية إنعكاساً آلياً، وذلك لأن للعالم قوانين من حين وجوده المستقل تختلف عن قوانين تشكل المفاهيم والتصورات في الوعي، فليس من المنطقي القول بأن "اللغة" تعكس التصورات والمفاهيم عكسً آلياً، وذلك لأن للغة قوانينها التي تختلف عن قوانين تشكل المفاهيم والتصورات في الوعي. صــ219

▬ هكذا يمكن القول بأن للغة قوانين خاصة في إنتاج الدلالة تعتمد أساساً على تفاعل مستوياتها الصوتية والصرفية والنحوية من خلال علاقتي "التركيب" و "الإستبدال"، فالتقديم والتأخير، والحذف والذكر، والتكرار، والفصل والوصل، والعطف والإستئناف، كلها ظواهر تركيبية على مستوى الجملة تمثل قوانين إنتاج الدلالة على هذا المحور، كما تمثل عملية "الإستبدال" محوراً آخر. يتفاعل المحوران مع المستويات الصوتية والصرفية والنحوية ليشكل هذا التفاعل المعقد قانون إنتاج الدلالة على مستوى "الجملة" ، ناهيك بمستوى "النص"، هذا بالإضافة إلى تعدد أنماط النصوص وأنواعها من القانوني والتاريخي والديني والفلسفي والمنطقي والصوفي والشعري والروائي والقصصي والمسرحي. فضلاً عن النصوص المركبة..إلخ. صــ225

▬ في الفكر الإسلامي الكلاسيكي تياران أساسيان فيما يتصل بالقضية موضوع السؤال: التيار الديني العلمي العقلاني الذي يمثله المعتزلة وابن رشد أساساً، والتيار الديني ذو النزعة الروحية الخالصة المتمثل في الأشعرية التي وجدت صياغتها النهائية في كتابات أبي حامد الغزالي (ت 505هـ) الذي جمع بين النزعة الأشعرية والنزعة الصوفية في بناء فكري واحد مستخدما نسق الإستدلال العقلاني الإعتزالي، ولكن بعد إفراغه من مضمونه الفكري الإعتزالي وملئه بالمضمون الأشعري. وكان الغزالي في ذلك مخلصاً أشد الإخلاص لمنهج سلفه الحسن الأشعري-تلميذ المعتزلة-الذي استخدم منهج الإستدلال الإعتزالي لمعارضته والخروج عليه. ولهل هذا ما يفسر النزعة العقلانية الشكلية التي نجدها مبثوثة في كتب الأشاعرة بصفة عامة وكتابات الإمام الغزالي بصفة خاصة. صــ256 : 257

▬ بعد كفاح مرير، وجهود مضنية، اكتشف (علماء) الأنثروبولوجيا: أن الناس يتصرفون في إطار (ثقافتهم) الخاصة، وأن العملية التي يصنع بها الناس (طبائعهم) على صلة وثيقة بالأدوات التي يشكلونها لصياغة عوالمهم (كافيين رايلي-تاريخ الحضارة-ترجمة د/عبد الوهاب المسيري-عالم المعرفة-90-ص43). صــ353

▬ إن الدعوى المقامة ضد الدكتور نصر حامد أبو زيد، بالتفريق بينه وبين زوجته بتهمة الإرتداد عن الدين، لمجرد إستعماله لعقله وعلمه مجتهداً بتفسير النصوص والأحكام، تعبر عن مأساة حزينة تردى فيها مجتمعنا العربي والإسلامي، وعن إرهاصات فكر يعدو بالمجتمع العربي القهقري إلى عصور القرون الوسطى حيث كان كهنة الدين لا يعرفون وسيلة لفرض آرائهم سوى وسيلة البتر والحرق وحيث كان الإسلام في ذلك الحين يشدد على أنه لا إكراه في الدين .. وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. صــ361




  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة (محمد الغزالي)


//بعد قرائتي للكتاب وجدت به بعض الشيء النافع، والكثرة لا قيمة لها (لأنني حاولت عند قراءتي أن أكشف المعنى المتخفي خلف ستار النص، بمعنى أنني لا آخذ بظاهر التفسر)، من خلال حكمي على النص المكتوب، على الرغم من أن بعضاً منه قد ناقضه هو في بعض مواقف في حياته..وجمل و فقرات فيه غير صحيحة بالمرة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، لكن لنقل أنه أكثر تنويراً من الظلاميين، وفي الغالب فأنا أعتبر ما يقوله على انه وجهة نظره في المسألة، وإلا فلو دخلنا في موضوع الخلاف بين رجال الدين، فسيطول الكلام كثيراً، وستجد أقوالاً متضاربة كثيرة//

حتى لا أكرر فقرات، فهو قد ضمَّن في كتابه هذا فقرات كثيرة من الكتاب الذي ساهم  فيه وهو "المرأة في الإسلام" ، (إضغط هنا).

أهم النقاط التي ركز عليها الكتاب:-
--------------------------------------
• إن إخفاء الأيدي في القفازات وإخفاء الوجوه وراء هذه النُقب، وجعل المرأة شبحاً يمشي في الطريق معزولاً عن الدنيا، فذاك ما لم يأمر به دين !.
• إن بعض المسلمين يعرضون دينهم مزوراً دميم الوجه ثم يذمون الناس لأنهم رفضوه.
• إن الإسلام سوى بين الرجل والمرأة في جملة الحقوق والوجبات.
• إن ما فعله قاسم أمين كان محكوماً بأمرين أولهما الدفاع على الإسلام المفهوم من مصدريه الرئيسيين والآخر الإعتذار عن تخلف المرأة بأنه من تقاليد غريبة على التوجيه الإلهي ناشئة عن أخطاء الشعوب!.
• أفسد شيء للأديان غرور أصحابها، يحسب أحدهم أن انتماءه المجرد لدين ما قد ملَّكه مفاتيح السماء، وجعله الوارث الأوحد للجنة.
• المجتمع الوضيع هو الذي يفهم الزواج على أنه عقد إنتفاع بجسد.
• لا يليق بالمرأة أن تعمل في المجالات التي لا تلائم طبيعتها.
• إن من غرائب السلوك الإنساني، أنه هو الذي يصنع لنفسه القيود المؤذية، وهو الذي يخلق الخرافة ثم يقدسها !!
• إن التدين الفاسد قد يُبعد عن الفطرة مثل أو أبعد مما تفلعه الجاهليات الكريهة.
• أعلم أن بعض المتفيهقين في عصرنا لو صادف المرأة الصالحة وهي خارجة من بيتها لتقاتل الكذاب وأتباعه وقال لها : اقعدي في بيتك، لا يجوز هذا ! إن هؤلاء المتفيهقين تعرفهم عصور الإضمحلال العقلي، ولا يمكن أن يظهروا في مجتمع ناضج أو في سلف صالح.
• لقد حرم الإسلام تحريماً قاطعاً أن تقترن مسلمة بغير مسلم، بل ذلك الإقتران نظام جديد للزنا.
• تربية الأولاد عبء مشترك يحمله الزوجان معاً. وإنه لقدر طيب أن يشب الأولاد في حضانة أبويهم مستمتعين بدفء العاطفة وحسن الكفالة.
• المشكلة أن الناس يريدون إخضاع الدين لتقاليدهم الخاصة، ولو كانت هذه التقاليد في عكس إتجاه السلف الأول وفطرتهم السليمة.
• الأم مدرسة إذا أعددتها          أعددت شعباً طيب الأعراق
• مع ثبوت الخلع في الكتاب والسنة فقد رأيت جملة من المشتغلين بالفقه يتجاهلونه، ويرفضون إنهاء عقد الزوجية به سواء بالفسخ أو بإيقاع الطلاق. وبعضهم يدخله في الطلاق للضرر! ويأبى أن يكون لمشاعر البغضاء عند المرأة وزن!.
• إن تعرية المرأة حيناً، وحشرها في ملابس ضيقة حيناً آخر، عمل لم يشرف عليه  علماء الأخلاق وإنما قام به تجار الرقيق، ولكي نوفر تربية شريفة للجنسين يجب أن نعترض هذا الموكب الساخر من الكاسيات العاريات..
• إن من حق المرأة أن تتجمل، ولكن ليس من حقها أن تتبرج!
• إن تحريم المساجد على النساء كما تفعل شعوب إسلامية كثيرة من وراء الإنهيار الخلقي وفقدان التربية الذي أودى بأمتنا في هذه الحياة...
• لقد حاولت رئيسة وزراء إنجلترا أن تعيد عقوبة الموت للقتلة، ولكن مجلس العموم خذلها، ولا عجب فمجلس العموم ومجلس اللوردات هما اللذان أباحا اللواط مادام بالتراضي!.
--------------------------------------
▬ أريد أن أقول للمسلمين : إن قرآنكم هو المصدر الأول للإعتقاد الحق، وإن علوم الكون والحياة هي الشارح الجدير بالتأمل والمتابعة..وإن العظمة الإلهية تزداد تألقاً في عصر العلم وإن التقدم العلمي صديق للإيمان، وخصم للإلحاد..وأريد أن أحذر المسلمين من منتسبين إلى العلم لا قدم لهم فيه، فليس فرويد أو دوركايم من العلماء، إنهم مرضى ضلوا السبيل، وليس ماركس وأتباعه علماء، إنهم كهان جدد، إستبدت بهم علل نفسية، وما كانوا يستطيعون السير لولا الفراغ الذي أُتيح لهم من قصور المتدينين وتفريطهم في جنب الله. صــ13

▬ كنت أتحدث في أحد الأندية عن حقوق المرأة، فقلت : إن لها حق الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتدريس هدايات الإسلام ومجادلة الملحدين فيها..إلخ. فإذا شخص يقول لصاحبه : كنا نظن أن هذا المحاضر رجلاً صالحاً فتبين أنه ألعن من قاسم أمين!. صــ17

▬ شكا المعنيون بسلامة المجتمع في إنجلترا من تفاحش نسبة الطلاق فقد بلغت نحو 33% كما بلغ الأطفال الذين يفقدون رعاية الأبوين معاً 40% وزادت قضايا طلب الحضانة زيادة كبيرة، الأب يريد الإنفراد بأولاده، والأم تريد بعد الطلاق أن يُحرم منهم، ومستقبل هذا الجيل التعيس ضائع في لجة هذه الخصومات.. صــ21

▬ لو قام في هذا العصر مجتمع إسلامي واضح المعالم في بيان مكانة المرأة وميدان عملها ومجالي نشاطها لاختفى من الدنيا فساد كثير ! إن أصحاب الطباع السليمة يكرهون الإختلاط المسعور في حضارة الغرب والتكشف الفاضح هناك وإستخفاء جو الأسرة، وانطلاق الغرائز دون ضابط، وهم يتطلعون إلى بديل أفضل فلا يجدون. لأن صياح الغلاة من المسلمين ألقى في روعهم أن الإسلام سجان المرأة وعدو اكتمالها الإنساني، وأنه تحت ضغط المدنية الحديثة أذن لها بالتعليم وهو كاره، وأذن لها بالذهاب إلى المسجد يوم الجمعة وهو ضائق!. صــ30

▬ المرأة اليهودية تشارك مدنياً وعسكرياً في قيام إسرائيل، وها هي ذي توشك أن تكون ملكة في البيت الأبيض تضع اللمسات الأخيرة في الإجهاز علينا، ولا يزال نفر من أدعياء التدين يجادلون في حق المرأة أن تذهب إلى المسجد وتحضر الجماعات، إننا نموت قبل أن يحكم علينا غيرنا بالموت! فهل نعي ونرشد ؟ صــ33

▬ إن فلاسفة اليونان ما أنصفوا المرأة ولا أعزوا جانبها ولا أعلوا مكانتها بل إن تاريخ اولئك الفلاسفة ملطخ بالعار موغل في الشذوذ والإسفاف وليس يعنيهم في إنطلاق الشهوات أن تنحرف أو تستقيم.! وتاريخ الرومان ليس أشرف من تاريخ اليونان، ونزوات القياصرة لا تعرف حدوداً، وإمتلاء القصور بالنساء أمر مالوف، سواء كن إماء أو حرائر..وقد حاولت النصرانية أن تكفكف هذه الغرائز الجامحة بالرهبانية الصارمة فكانت كما قال الشاعر : إذا استشفيت من داء بداء..فاقتل ما أعلَّك ما شفاكا ! صــ34

▬ إن أعداء الإسلام لهم مكر سيء في إستغلال أقوال وأحوال الجاهلين به، لا سيما في ميدان المرأة. من أجل ذلك أنصح بالضرب على أيدي الجرآء على الفتوى من أدعياء النفقة الذين لا شغل لهم في هذه الدنيا إلا الصياح بوجوب النقاب وتحريم التصوير، والثرثرة بأمور ولا وزن لها ولا خير فيها. صــ51

▬ كلما رجعت إلى السيرة النبوية إزددت معرفة بما كان للمرأة من مكانة، وبما كفله الإسلام لها من حقوق، لقد كانت لها شخصية مقدورة وأثر يحسب! يقول المحدثون: لما نزل قول الله لنبيه "وأنذر عشيرتك الأقربين" صعد رسول الله الصفا ونادى: "يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله، يا صفية عمة رسول الله ويا فاطمة بنت رسول الله إشتريا أنفسكما من الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئاً، سلاني من مالي ما شئتما". صــ56

▬ هل الأوروبيات والأمريكيات من هذا النوع ؟ إنهن يدعين المسيحية! وليتهن صادقات! إن المجتمع الغربي غارق في الآثام إلى أذنيه، وما أحسب لقاء الله يخطر على قلبه ساعة من نهار، العهر هو القانون السائد، وقلما تزول بكارة في زواج شرعي!. صــ106

▬ الإسلام عندما أوجب على الرجل نفقة البيت، كان في الحقيقة يعطي المرأة عوضاً عن تفرغها لحسن تَبَعُّلِه، وتنشئة أولاده، وإتجاهها الكامل إلى أداء رسالتها الطبيعية..والذين يزدرون وظيفة "ربة البيت" جهال بخطورة هذا المنصب وآثاراه البعيدة في حاضر الأمم ومستقبلها الأخلاقي والإجتماعي. صــ116

▬ القت السيدة "مارجريت تاتشر" خطاباً في "اسكوتلندا" شرحت فيه العلاقة الوثيقة بين فلسفتها السياسية وعقيدتها الدينية. وكان خصومها قد اتهموها بأنها أيقظت الأثرة والطمع في النفوس، وجعلت الجماهير تركض وراء المال ركضاً جامحاً!. قالت المرأة الزعيمة: إنها تحب الغنى للجميع، وترجو لكل فرد ثراء واسعاً، وأنكرت أنها تدفع إلى عبادة المال، وبينت أنها تنشد أن يملك كل فرد ما يكفيه ويريحه ثم ما يجعله قادراً على العطاء السمح وسد الثغرات في المجتمع...وفهمت أنا - من تلخيص الإذاعة الإنجليزية لخطابها - أنها تشرح الحديث النبوي "نعم المال الصالح للعبد الصالح" والحديث الآخر "إن الله يحب التقي الغني..." وهي بداهة لا تعرف هذه الآثار الإسلامية، إلا بفطرتها وذكائها. المهم أنها رفضت الإتهام بالخروج على الدين وأنها أعلنت تمسكها بالمسيحية!. وازنت بين تصريحات رئيسة دولة من أعظم دول الأرض، وبين تصريحات وزير الثقافة عندنا شعرت بالخزي، فقد قال : "مبادرتي في مواجهة التطرف هي إحلال الخيال المادي مكان الخيال الغيبي! وجعل أنا المادية في مواجهة الغيبية"!! ثم زعم وزير الثقافة: أن الهجوم يأتي من الغيبية والصمود يأتي من المادية!! والكلام كله متهافت سقيم، فإن رفض الغيب إنسلاخ عن الدين كله...صــ147

▬ هل قوامة الرجل على بيته تعني منحه حق الإستبداد والقهر ؟ بعض الناس يظن ذلك وهو مخطيء! فإن هناك داخل البيت المسلم ما يُسمى "حدود الله" وهي كلمة لاحظت في تلاوتي للقرآن الكريم أنها تكررت ست مرات في آيتين إثنتين!!! صــ154

▬ سفر المرأة وحدها يحتاج إلى التروي، ودراسة الرحلة كلها من الذهاب إلى الإستقرار، وليس ذلك من قُبيل التطير والتهمة وإتباع الظنون ولكنه من قُبيل الحيطة والصون والإطمئنان، وقد روى الشيخان أن رجلاً قال " يا رسول الله إن إمرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتب في غزوة كذا وكذا ؟ قال : إنطلق فحج من إمرأتك!. صــ160

▬ لقيني رجل فوق الأربعين يتحدث وكأنه يافع غر! قال لي بصوت مهتاج: أنت الذي تفتي بأن وجه المرأة وصوتها ليسا بعورة؟ قلت بهدوء" نعم! قال" أما تتقي الله؟ قلت: أوصيك ونفسي بتقوى الله..قال: إنك مخطيء فيما تذكره للناس ويجب أن تتوب! قلت له: لست وحدي الملوم، فإن كبار المفسرين سبقوني إلى هذا الخطأ، كما سبقني إليه رواة عشرة من الأحاديث الصحاح، وشاركني في خطئي أيضاً أئمة المذاهب الأربعة، وعدد من المذاهب الفقهية الأخرى. صــ162

▬ أرفض مع كل مسلم أن تؤلف فرق للمجندات على النحو الذي يقع في أوربا، فإن هذه الفرق يتم تكوينها لغايات دنيئة، ومعروف أن الأوربيين ينظرون إلى الشهوات الجنسية نظرة رضا وإستباحة كما ينظرون إلى حاجات أجسامهم كلها..ومن الممكن أن يكون للنساء المؤمنات وجود شريف في ميدان الجهاد الإسلامي أساسه علاج الجرحى، وإعداد الأدوية ونقل الموتى إلى الجبهات الخلفية. وتهيئة الأطعمة والأشربة. وكتابة بعض الرسائل والنهوض ببعض الأعمال الإدارية...صــ170

▬ إن من قواعد الجزاء الأخروي قوله تعالى:"فمن يعمل مثقال ذرة خير يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" فهل الزوجة وحدها هي التي تخرج عن هذه القاعدة فلا يسأل الرجل "فيم ضربها؟" له أن يضربها لأمر ما في نفسه، أو لرغبة عارضة في الإعتداء؟ فأين قوله تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" وقوله:"أمسكوهن بمعروف أو سرحهون بمعروف" وأين قوله عليه الصلاة والسلام: "استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك..". ما يقع هو النشوز، ومعنى الكلمة الترفع والإستعلاء، أي أن المرأة تستكبر على الزوج وتستكنف من طاعته ويدفعها هذا إلى كراهية الإتصال به في أمس وظائف الزوجية، فيبيت وهو عليها ساخط! وقد يدفعه هذا إلى ضربها!. صــ174


▬ قال لي أحد المشتغلين بعلوم الأحياء: إن هناك تناقضاً كبيراً بين مواضع التلقيح في عالمي النبات والحيوان! قلت له" كيف؟ قال" في الحقول والحدائق ترى أماكن التلقيح في ذوائب الشجر وأوراق الورد، وترى المناظر رائقة، والرياح تميل بها ناقلة عناصر الحياة والبقاء...أما في عالم الحيوان-خصوصاً البشر-فأماكن التليقح مطوية مستخفية يتخطاها النظر على عجل وإستحياء، وربما كانت ممراً لإفرازات الأجهزة الدنيا في البدن!!. قلت: لعل ذلك ما جعل أبوينا آدم وحواء يسارعان إلى تغطيتها بما استطاعا من الورق "فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة". وقلت: إن الميالين للعري من شباب اليوم أقرب إلى الحيوان منهم إلى الإنسان. صــ195

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

المرأة في الإسلام (محمد الغزلي،محمد سيد طنطاوي،أحمد عمر هاشم)


//الكتاب يتخذ مغالطة منطقية لتدعيم الحجج وإظهار أنها قوية، وهذه المغالطة عندما أنتقد فيك شيئاً ، فتقول ولما لا تنتقد فلان ؟ ليس هذا وفقط، بل فوق ذلك يأتي بشواهد ماضاوية، في حين نحن نعيش في الواقع الحديث الآن !! ويريد في كتابة أن يسقط مفاهيم العصور السابقة على هذا العصر، ليدلل بها على مكانة المرأة في الإسلام..! ويذكر بعضاً - مما يراه إيجابيات - متناسياً تماماً الجوانب السلبية..مما يددل على أن مفاهيمه عن حقوق المرأة لا تتفق مع مفاهيم متطلبات العصر الحديث (عصر التقدم العلمي المذهل).//
-------------------------------------------------------
• ماذا نقول في أفلاطون الفيلسوف الأشهر، وفي مدينته الفاضلة ؟ لقد جعل النساء آخر طبقات المجتمع وتركهن كلأ مباحاً على الشيوع بين طبقة الحكام والفرسان !!
• القانون الإنجليزي حتى القرن التاسع عشر كان يُبيح للرجل أن يبيع زوجته! ولم يتدخل القانون إلا في تقدير السعر الذي يمكن أن تُباع به..والقانون الفرنسي يجعل تصرفات الزوجة المالية تابعة لمشيئة الزوج!..إن الإسلام وحده هو الذي صان شخصية المرأة ورد كل عدوان عليها..
• الإسلام جاء وقيد مسألة التعدد (أي تعدد الزوجات).
• قررت شريعة الإسلام أن الرجل إذا أراد الإنفصال عن إمرأته، لا يجوز له أن يأخذ شيئاً من أموالها الخاصة بها إلا برضاها.
• لقد شاركت المرأة في الجهاد..

▬ الجاهليات القديمة للعرب واليونان والرومان وغيرهم ظلمت المرأة ظلماً مبينا حين استُقبِلت الأنثى بتجهم وحين إجتاحت حقوقها بلا إكتراث، وقد لجأ أفراد شواذ في الأمة العربية إلى وأد الطفلة عندما تولد! وهو تصرف وحشي مستنكر فاحش. صــ11

▬ إن المتدبر للقرآن الكريم، يراه خص المرأة بحديث مستفيض، بين فيه حقوقها وواجباتها، ورفع شأنها، وأثنى عليها بما تستحقه من تكريم، وشملها في جميع تشريعاته بالرحمة والعدل، ووكل إليها أموراً هامة في حياة المجتمع، وسوى بينها وبين الرجل في معظم شئون الحياة، ولم يفرق بينها إلا حيث تدعو إلى هذه التفرقة طبيعية كل من الجنسين، ومراعاة المصلحة العامة للأمة، والحفاظ على تماسك الأسرة واستقامة أحوالها، بل ومنفعة المرأة ذاتها..صــ44

▬ لم يفرق الإسلام بين الرجل والمرأة في طلب العلم، وإنما طلب منها التزويد بالعلم النافع، وبالثقافة المفيدة، وبالمعرفة التي تعود عليهم وعلى أمتهم بالخير. ولقد شرف الله تعالى - أهل  العلم - سواء أكانوا من الرجال أم من النساء تشريفاً عظيماً..صــ56

▬ أباحت شريعة الإسلام للمرأة أن تختار الزوج الذي تريده إختياراً حراً لا إكراه معه ولا إجبار، وأوجبت على وليها أن يبدأ بأخذ رأيها عند زواجها، وأن يعرف رأيها قبل العقد، لأن الزواج معاشرة دائمة، ولا يدوم الوئام، ويبقى الود والإنسجام، مالم يعرف إنها راضية عنه.. صــ62

▬ لم تكن للمرأة مكانة تذكر قبل الإسلام، بل كماً مهملاً، لا نظر إليها إلا لتدبير عمل منزلي أو لدوام النسل البشري، بل كانت عند بعض الطوائف في مرتبة الخادم، بل إن البعض نظر إليها كالسلعة تُباع وتُشترى. وما كانت بعض الطوائف تورث المرأة إلأا إذا لم يكن لأبيها ذرية من البنين، وكانوا قبل الإسلام، عند الرومان يعتبرون المرأة متاعاً يملكه الرجل، وسلعة له الحق في التصرف فيها كما يريد، ويملك من أمرها كل شيء، حتى حق الحياة. وكانت بعض قبائل العرب تعتبر ميلاد البنت، جالباً للحزن والخزي والعار. وكان ولي المرأة في الجاهلية يأخذ مهرها ولا يعطيها منه شيئاً... صــ84

▬ لقد أباح الإسلام التعدد : لحكم عالية، كان التشريع الإسلامي أقوم وأحكم وأدق ما يكون فيها. فمن الرجل من قد يكون إمرأته غير منجبة، أو بها مرض ويكون هو شديد الرغبة لتلبية حاجته في الحلال وقد يكثر النساء حتى يصبحن عددهن أكثر من عدد الرجال لا سيما في أوقات الحرب. وعندئذ يكون التعدد حلاً لمشاكل عديدة قد تطفو على سطح الحياة الزوجية والأخلاقية بعد ذلك.104

▬ من التشريعات الإسلامية لصيانة البيت المسلم، تحريم الخلوة بالأجنبية منعاً لوساوس الشيطان، وإبعاد الهواجس النفس الأمارة بالسوء، فقد جاء في الصحيحين "لا يخلون أحدكم بإمرأة إلا مع ذي محرم". ومما حرص عليه الإسلام في هذا الصدد خلوة المرأة بأقارب زوجها كخلوتها بأخي زوجها أو بإبن عمه أو ابن خاله. لما في ذلك من التساهل الذي يمكن أن يحث من أهل القرابة ومثل أقارب الزوج أيضاً أقارب المرأة ليسوا محارم لها كإبن عمها وإبن خالها وإبن عمتها وإبن خالتها فليس لهم خلوة بها، يقول رسول الله:"إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال:"

الحمو الموت" وهم أقارب المرأة. وليس الأمر قاصراً على ما يخشى حدوثه من فتنة بل لأن في ذلك فتحاً لنوافذ القيل والقال. وإثارة للشبه وألسنة السوء وما يترتب على ذلك أيضاً مما لا تحمد عقباه، ومما يترتب عليه من تخريب للبيوت. صــ111

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

كوكب الأرض نقطة زرقاء باهتة (كارل ساجان)



• إن تاريخ الكون حتى الآن كان يمثل 99.998% قبل وصول نوعنا البشري إلى خشبة المسرح.
• الإنسان بغطرسطه يعتبر نفسه عملاً عظيماً يستحق تفسيراً من إله.
• عندما نتحدث عن الجاذبية، فإننا نتحدث عن شيء يُماثل غمازات الوجه الموضعية في الزمن الفضائي.
• حتى إذا كان الكون قد خُلق عمداً لإتاحة إمكان نشوء الحياة أو الذكاء فقد توجد كائنات أخرى في عوالم لا تُعد ولا تُحصى.
• يتصور ليندي وجود كون أضخم بكثير من كوننا - ربما يمتد إلى المالانهاية، سواء في المكان أو الزمان - وليس مجرد كون تافه نصف قطره 15 بليون سنة ضوئية أو نحو ذلك وعمره 15 بليون سنة ضوئية..
• في العام 1633، أدانت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية جاليليو لأنه كان يعلم تلاميذه أن الأرض تدور حول الشمس.
• يُمكنك أن تراه - أي كوكب الأرض - على سطح القمر، ربما كهلال، حتى قراءته لا تبدو واضحة. ومن نقطة متميزة في الكوكب الأكثر بعداً يبدو مجرد نقطة من الضوء الباهت.
• من بين مجالات الرياضيات والتكنولوجيا والعلوم، فإن مجال "كوكب الأرض وعلوم الفضاء" يعد المجال الذي يحظى بأكبر تعاون دولي.
• إن تكاليف إرسال أول إنسان إلى المريخ قد تم حسابها بأساليب عديدة. وثبت أنها تُقدر بحوالي 500 بليون دولار.
• توجد الآن دراسة جدية للكويكبات السيارة القريبة من كوكب الأرض، ووسيلة تغيير مداراتها.
• من يستطيع إنكار أن الإنسان قادر، بشكل ما، على أن يصنع أي شيء، حتى لو كان فلكاً، إذا ما تمكن من الحصول على الأدوات والمواد المناسبة ؟ (مارسيليو فيشينو).
• في عام 1992 قامت ناسا بتشغيل برنامجها الجديد "البحث عن ذكاء خارج الأرض".
• الدين شعور بأنك في وطنك داخل الكون (وليم جيمس).
--------------------------------------------------------------
▬ لقد إستطاعت كل من الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتى السابق تحقيق أمور مذهلة وتاريخية عبر العقود القليلة الماضية : الفحص الدقيق - عن قرب - لجميع نقاط الضوء تلك الممتدة من عطارد إلى زُحل، والتى دفعت أسلافنا إلى التعجب والعلم. ومنذ بدء الطيران الناجح بين الكواكب فى العام 1962 قامت آلاتنا بالتخليق فى الفضاء والطيران فى مدارات والهبوط على ما يزيد على سبعين عالماً جديداً. لقد تجولنا بين المتجولين، وعثرنا على هضاب بركانية ضخمة يبدو بجوارها أعلى جبل على كوكب الأرض قزماً، ووجدنا ودياناً لأنهار قديمة على كوكبين، ومما لا يسمح بوجود مياه جارية. وهناك كوكب عملاق يشتمل باطنه على هيدروجين معدنى سائل، ويمكن أن يسع ألف كوكب مثل الأرض، وهناك أقمار كاملة انصهرت وهناك مكان مغطى بالسحب، ويتكون غلافه الجوى من أحماض أكالة، حتى أن حرارة سهوله الواسعة المرتفعة أعلى من نقطة انصهار الرصاص، ووجدنا أسطحاً قديمة تعد بمثابة سجلات وفية لعملية التشكل العنيف للمنظومة الشمسية : ووجدنا أيضاً عوالم جليدية لاجئة آتية من أعماق تتعدى كوكب بلوتو. وهناك أيضاً منظومات الحلقات ذات النماذج الرائعة، والتى تسم توافقات الجاذبية البارعة، كما وجدنا عالماً محاطاً بسحب تتكون من جزيئات عضوية مركبة مثل تلك السحب التى أدت فى باكورة تاريخ كوكبنا إلى نشوء الحياة. إن هذه العوالم كافة تدور بصمت، فى حالة إنتظار، فى مدارات حول الشمس . صــ12

▬ لقد قيل إن علم الفلك خبرة متواضعة تبنى الشخصية، وربما لا يوجد توضيح لحماقة تصورات الإنسان أفضل من هذه الصورة المأخوذة عن بعد لعالمنا الصغير. وبالنسبة لي، فإن هذه الصورة تؤكد مسؤليتنا فى التعامل مع بعضنا البعض بمزيد من الرعاية والعطف، ومسؤليتنا فى حماية هذه النقطة الزرقاء الباهتة والإعتزاز بها، فهى الوطن الوحيد الذى عرفناه . صــ23

▬ تخيل أن كل شيء قد صُنع من أجل نكرة وحيدة من هذا النوع أو الجنس، أو من أجل عرق ما أو دين ما، وإذا لم تتأثر بذلك، وهو أمر غير مرجح، فعليك بإختيار نقطة أخرى، وتخيل أنها مأهولة بشكل آخر من أشكال الحياة الذكية. يتعلق أصحابها أيضاً بفكرة أن الله خلق كل شيء من أجلهم ولصالحهم. تُرى، بأي قدر من الجدية ستتناول زعمهم هذا ؟ صــ25

▬ إن غالبية هذه الأكوان الأخرى تصل إلى الحد الأقصى من حجمها ثم تنهار، وتنكمش إلى مجرد نقطة، ثم تختفي إلى الأبد، ومنها ما يمكن أن يتذبذب، وهناك أكوان أخرى قد تتمدد دونما حدود، وفي مختلف الأكوان، سوف تكون هناك قوانين مختلفة للطبيعة، إننا نعيش، كما يطرح ليندي في مثل هذا الكون - حيث الظروف الطبيعية ملائمة للنمو، والتضخم، والتمدد، والمجرات ، والنجوم ، والعوالم ، والحياة. إننا نتصور أن كوننا متفرد، ولكنه واحد من عدد ضخم - ربما لا نهاية من الأكوان الثابتة والمنعزلة بصورة متساوية، ولسوف توجد الحياة على بعض هذه الأكوان، ولا توجد على البعض الآخر، ومن خلال هذه الرؤية فإن الكون الذي نرصده ليس سوى موضع خلفي منعزل حيث التشكل لكون أضخم قديم لا تعرف له بداية، ولا يمكن ملاحظته على الإطلاق، وإذا ما صح ذلك، فإننا نحرم حتى من بقايا كبريائنا - البالية - بشأن عيشنا في عالم وحيد. صــ49

▬ كان الناس في العصور الوسطى يعتقدون أن الأرض مسطحة، وبالنسبة لهذا الأمر، كان لديهم على الأقل الدليل المستمد من حواسهم. نحن نؤمن أن الأرض مستديرة، ليس لأن نسبة مؤيدة منا، تصل إلى 1% قادرة على تقديم سبب فزيائي لمثل هذا الإعتقاد الغريب، ولكن لأن العلم الحديث أقنعنا بأن كل ما يبدو بديهياً ليس بالضرورة صحيحاً، وكل ما يبدو ساحراً أو غير محتمل أو فريداً، أو ضخماً أو ميكروسكوبياً أو قاسياً أو وحشياً، إنما هو علمي. (جوج برنادر شو). صــ58

▬ إننا نرى الزرقة في النهار لأن ضوء الشمس يطرد الهواء من حولنا ومن فوقنا، وفي ليل بلا سحب، نرى السماء سواد حيث لا يوجد مصدر كثيف للضوء يكفي لتحقيق إنعكاس الهواء. إن الهواء، بشكل ما، يعمل بطريقة تمييزية على تحقيق إرتداد اللون الأزرق نحونا، إلى أسفل... صــ135
▬ لقد أثار الإنجاز - أي الصعود على سطح القمر عام 1969م - مزيجاً من الخشية والإهتمام. ويتذكر البعض قصة برج بابل. وهناك البعض، ومن بينهم المسلمون التقليديون، يشعرون أن وضع قدم على سطح القمر قد يكون صفاقة وتدنيساً للمقدسات. وهناك آخرون حيوا الحدث بإعتباره نقطة تحول في التاريخ. صــ171

▬ إن علم الكواكب يعزز نظرة شاملة للعلوم في ترابطها، وهي نظرة مفيدة تثبت إلى حد كبير في مجال إكتشاف الكوارث البيئية التي تلوح لنا، ومحاولة تخفيفها أو الحد من أضرارها. وعندما تلقي نظرة على العوالم الأخرى، فإنك تكتسب منظوراً حول هشاشة البيئات الكوكبية ومدى إمكانات البيئات الأخرى المختلفة تماماً. وربما ما زلنا لم نكتشف بعد عن كوارث أخرى عالمية محتملة. وإذا ما صح ذلك، فإنني لعلى يقين بأن علماء الكواكب سيلعبون دوراً مركزياً في فهم هذه الكوارث. صــ187

▬ كان الإعتقاد، ذات يوم في أن الحياة وفيرة على كوكب المريخ. حتى أن عالم الفلك، الشكوكي الصارم، سيمون نيوكومب (في كتابه "علم الفلك للجميع" ، الذي ظهرت منه طبعات عديدة في العقود الأولى من هذا القرن، وكان بمنزلة النص الفلكي الذي صاحب طفولتي) إلى ما يلي:"يبدو أن هناك حياة على كوكب المريخ. ولقد كان هذا القول يُعتبر ضرباً من ضروب الخيال منذ سنوات قليلة. أما الآن فهو قول مقبول بشكل عام". صــ193

▬ إن فكرة إمكان وجود المواد النادرة في أماكن أخرى تدعمها حقيقة إرتفاع تكلفة الشحن. فهناك، بقدر ما نعرف، محيطات من النفط على تيتان، ولكن عملية نقل هذا النفط إلى كوكب الأرض ستتكلف كثيراً. كما تتوافر أيضاً معادن مجموعة البلاتينيوم في بعض الكويكبات السيارة . وإذا إستطعنا تحريك هذه الكويكبات السيارة إلى مدار حول كوكب الأرض، فربما نقدر على نحو ملائم من إستخراجها. ولكن هذا الأمر لا يزال يشكل خطورة حمقاء، في المستقبل القريب على الأقل..صــ221

▬ إن عودة سفينة الفضاء إلى كوكب الأرض، وهي مملوءة بقطع الماس الرائعة عديدة القراريط، سيؤدي دون شك إلى تقليص الأسعار(كما سيؤثر تأثيراً مماثلاً على حاملي الأسهم في مؤسستي دي بريز وجنرال إلكتريك). ونظراً لإستخدام الماس في مجالي الزينة والصناعة، فربما لن تهبط الأسعار عن حد معين. وهنا، يمكن للصناعات التي تأثرت من جراء ذلك أن تجد سبباً للإستكشاف المبكر للمريخ. صــ222

▬ إن التعاون في مجال الفضاء أخذ يصبح أداة للتعاون الدولي-على سبيل المثال، في بطء إنتشار الأسلحة الإستراتيجية إلى أمم جديدة. إن الصواريخ التي انتهت مهماتها بإنتهاء الحرب الباردة يجب توظيفها، بشكل يدر الربح، في مهمات إلى مدار كوكب الأرض، أو إلى القمر، أو الكواكب، أو الكويكبات السيارة والمذنبات. ولكن هذا كله غير قابل للتحقق دون إرسال مهمات بشرية إلى المريخ. صــ225

▬ إن الصورة المنبثقة للمنظومة الشمسية المبكرة لا تمثل تعاقباً جليلاً للأحداث المصممة من أجل تشكيل كوكب الأرض. بل يبدو وكما لو أن كوكبنا قد صُنع بمحض مصادفة سعيدة، وفي وسط العنف الذي يصعب تصديقه. ولا يبدو أن حرفياً ماهراً قد قام بنحت عالمنا. وهنا أيضاً لا توجد أي إشارة إلى كون مصنوع من أجلنا. صــ241

▬ هناك حوالي 200 كويكب سيار معروف. وتأخذهم مساراتهم بالقرب من كوكب الأرض. ويطلق عليهم تسمية مناسبة: "الكويكبات السيارة القريبة من كوكب الأرض". إن ظهورهم على نحو تفصيلي (مثل أبناء عمومتهم بالحزام الرئيسيى) يعني مباشرة ً أنهم نتاج تاريخ تصادمي عنيف. وكثير منهم عبارة عن قطع وبقايا لعوالم صغيرة كانت كبيرة ذات يوم. صــ247

▬ هل يُمكن الوثوق بنا نحن البشر فيما يتعلق بالتكنولوجيا التي تهدد الحضارة؟ وإذا كان إمكان فناء كثير من البشر في القرن القادم، بفعل تصادم بكويكب سيار، تمثل واحد بالألف، أليس من المرجح أن التكنولوجيا الخاصة بحرف مسار الكويكب السيار ستصل للأيدي الخطأ في قرن آخر-بعض السيكوباتيين كارهي البشر مثل هتلر أو ستالين، يتوقون إلى القتل، أو شخص مصاب بجنون العظمة يتطلع إلى "العظمة" و "المجد" ، أو ضحية للعنف العرقي يميل إلى الإنتقام، أو شخص ما يقع تحت سيطرة تسمم حاد غير عادي من هرمون التستوسيرون، أو بعض العناصر المتعصبة دينياً والتي تتجعل يوم الحساب، أو حتى بعض التقنيين غير الأكفاء أو قليلي الحذر في معالجة الضوابط والأدوات الواقية من الخطر؟ مثل هؤلاء الناس موجودون. والمخاطر تبدو أسوأ بكثير من الفوائد، والعلاج أسوأ من المرض..صــ260

▬ عندما كنا أطفالاً، كنا نخاف من الظلام، فقد يوجد أي شيء هناك في الخارج. كان المجهول يصيبنا بالإضطراب. ومن المثير للسخرية، أن قدرنا هو أن عيش في الظلام. إن هذا الكشف غير المتوقع يبلغ عمره ثلاثة قرون فحسب. فإذا إنطلقنا خارج كوكب الأرض، في أي إتجاه نختاره، فإننا - وبعد وميض أولي أزرق وفترة إنتظار حتى تشحب الشمس - سنجد أنفسنا محاطين بالظلام، اللهم إلا بعض نقاط الضوء، من النجوم الشاحبة البعيدة، تتناثر هنا وهناك. صــ287

▬ ما هي العجائب الجديدة التي لم يحلم بها أحد من قبل في عصرنا ونرغب في إستخدامها في جيل آخر ؟ وآخر ؟ تُرى، إلى أي مدى سيتجول نوعنا البدوي حتى نهاية القرن القادم ؟ والألفية التالية ؟ منذ بليونين من السنين، كانت الميكروبات أسلافنا، ومنذ نصف بليون سنة كانت الأسماك، ومنذ مائة مليون سنة كان شيء ما مثل الفئران، ومنذ عشرة ملايين من السنين كانت القرود، ومنذ مليون سنة كان البشر البدائيون يحلون لغز تدجين النار. إن خطنا التطوري متسم بسيادة التغير، والخطو يتسارع في عصرنا. صــ328

▬ إن الكون يتمدد إلى الأبد لأغراض عملية كلها. وبعد فترة إقامة قصيرة دونما ترحال، نستأنف أسلوبنا البدوي في الحياة. إن أخلافنا البعيدين، الذين سينظمون حياتهم بأمان على عوالم عدة في أنحاء المنظومة الشمسية وما وراءها، سوف يوحدون بميراثهم المشترك، وبإحترامهم لكوكبهم الوطن، وبمعرفة أن البشر، في كل أرجاء الكون، مهما يكن إحتمال وجود حياة أخرى، قد أتوا من كوب الأرض..إنهم سيحدقون لأعلى ويجهدون أنفسهم حتى يجدوا النقطة الزرقاء في سماواتهم. وسوف يحبونها، رغم ذلك من أجل غموضعا وهشاشاتها. إنهم سيتعجبون من مدى عدم الحصانة التي كان عليها مستودع قدراتنا ذات يوم، وسوف يتساءلون كم كانت طفولتنا محفوفة بالمخاطر، وكم كانت بداياتنا متواضعة. وكم عدد الأنهار التي كان يتعين علينا عبورها قبل أن نجد طريقتنا. صــ330


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

فن الحرب (سون تُزو)


إقرأ هذا أولاً (إضغط هنا)

• الإستراتيجية قد تتضمن أكثر من تكتيك، بينما التكتيك يكون عادة جزء من إستراتيجية حاكمة.
• كتاب فن الحرب لا يركز على تحقيق النصر وحسب، بل أيضاً على تجنب الهزيمة وتقليل وتفادي الخسائر بأكبر قدر ممكن، ويشرح كيف يمكن تحقيق النصر مع تجنب القتال إذا كان ذلك ممكناً.
• يحكم فن الحرب خمسة عوامل ثابتة، يجب على من يتحرى أحوال ميدان المعركة أن يضعها في الحسبان وأخذها في الإعتبار..هذه العناصر هي : القانون الأخلاقي - السماء(المناخ) - الأرض(التضاريس) - القائد - النظام العام.
• جميع الأمور المتعلقة بالحرب تعتمد على الخداع.
• عندما نستطع الهجوم - يجب أن نبدو كما لو كنا عاجزين عنه، وعندما نناور ونتحرك بالقوات - يجب أن نبدو خاملين، وعندما نقترب - يجب أن نجعل العدو يظن أننا بعيدين، وعندما نكون بعيدين - يجب أن نجعل العدو يظن أننا قريبين.
• ابق لديك طُعماً تغري به العدو. تظاهر بإنتشار الفوضى بين صفوفك - ثم اسحق العدو.
• إذا كان العدو متحصاً من جميع الجهات - استعد لملاقاته. إذا كان العدو في حالة أفضل منك - تجنبه
• إذا كان غريمك سريع الغضب - احرص على مضايقته وإثارة غيظه. تظاهر بالضعف حتى يتمادى في غروره.
• إذا كان العدو يستريح، فلا تعطه الفرصة لذلك، إذا كنت أنت تستريح - احرص على أن تنهك قوى عدوك أثناء راحتك.
• اهجم بينما هو غير مستعد، اظهر في المكان الذي لا يتوقعك فيه.
• لا توجد سابقة تاريخية تذكر أن بلداً ما قد استفاد من دخوله حروباً طويلة.
• إجلب العتاد الحربي معك من خطوطك الخلفية، وأما المشرب والمطعم (المئونة) فمن أرض العدو. هكذا سيكون لدى الجيش ما يكفيه من طعام وشراب.
• القتال والإنتصار في جميع المعارك ليس هو قمة المهارة، التفوق الأعظم هو كسر مقاومة العدو دون أي قتال.
• علمك بعدوك يُعرفك كيف تدافع، علمك بنفسك يعرفك كيف تهاجم - الهجوم هو سر الدفاع، والدفاع هو التخطيط للهجوم).
• رؤية النصر حين يستطيع الرجل العادي رؤيته قادماً هي قمة التميز. (بل أن ترى النبتة قبل أن تنبت، وأن تتوقع ما سيحدث قبل حدوثه).
• المقاتل الماهر يقف في مكان يستحيل هزيمته فيه، وهو لا يضيع الفرصة السانحة لهزيمة العدو.
• القتال وتحت إمرتك جيش كبير لا يختلف عن القتال مع وحدة صغيرة، فهي مسألة وضع أسس إستعمال العلامات والإشارات والرموز في التواصل.
• في المعركة، ليس هناك أكثر من طريقتين للهجوم:مباشرة وغير مباشرة، ورغم ذلك فإن مزج هاتين الطريقتين ينتج عنه سلسلة لا نهائية من المناورات الممكنة.
• المقاتل الباسل سيكون رهيباً في هجومه، متأنياً عند إتخاذ قراراته.
• الطرف الذي يصل إلى ميدان القتال أولاً، وينتظر قدوم عدوه إليه، سيكون أكثر إستعداداً للقتال، بينما من يصل ثانياً سيجب  عليه التعجل وسيصل مُنهكاً مُرهقاً.
• القائد الماهر في الهجوم لا يعرف خصمه ما الذي يجب عليه الدفاع عنه، وأما القائد الماهر في الدفاع فلا يعرف خصمه أين وكيف يهاجمه.

• رغم تفوق العدو في العدد، فبإمكاننا منعه من القتال. ضع الخطط التي تكشف نوايا العدو، وإدرس إمكانيات نجاح ما يخطط له العدو.
• لا تكرر التكتيك الذي إتبعته من قبل وجلب لك النصر، لكن إجعل تحديد الطرق التي تتبعها يتم وفقاً للظروف المتغيرة (النصر واحد، لكن الطرق المؤدية إليه لا يمكن حصرها).
• على من يشن الحرب التخلص من أي إضطرابات داخلية قبل أن يهم بمهاجمة عدو خارجي.
• عندما يقف الجنود منحنين على رماحهم، فهذه علامة الجوع الشديد.
• ظهور القلاقل والشغب في المعسكر علامة ضعف سلطة القائد.
• القائد الذي يعمد للتهديد والوعيد والطغيان في البداية، ثم تحت وطأة الخوف من أعداد العدو يحسن معاملة رجاله خوفاً من تمردهم، لهو دليل على إنعدام الحد الأدني من الفهم والإدارك لديه.
• من لا يفكر في كل صغيرة وكبيرة قبل الهجوم، ومن يستهين بعدوه ويقلل من شأنه، سيقع في أسر هذا العدو حتماً.
يجب معاملة الجنود في المقام الأول بإنسانية، لكن مع إبقائهم تحت السيطرة بإستخدام النظام الصارم، فهذا هو السبيل للإأنتصار.
• سر الإنتصار في الحرب يكمن في متانة خطوط الإمداد والإتصالات (نابليون بونابرت).
• في حالة المرتفعات الخطيرة، وإذا كنت تسبق الخصم، فعليك إحتلال النقاط المرتفعة والمشمسة.
• إذا كان الجنود العاديون أقوياء، بينما ضباطهم ضعفاء، فالنتيجة هي حدوث حالة من التمرد والعصيان الجماعي للأوامر بين الجنود. أما عند حدوث العكس، فستنشأ حالة من الإنهيار الداخلي وفقدان الشجاعة والضعف العام.
• إذا كانت نتيجة القتال هي النصر حتماً، فعندها يجب أن تقاتل، حتى ولو منعك الحاكم العام من ذلك، إذا لم يكن القتال ليؤدي إلى النصر، فعندها يجب ألا تقاتل، حتى ولو أمر الحاكم العام بذلك.
• إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك، فالنصر لن يصبح محل شك. إذا عرفت طبيعة السماء وطبيعة أرض المعركة، فأنت تجعل إنتصارك كاملاً.
• إذا سألتني ما العمل مع عدو كثير العدد، ضخم الحجم، منظم الصفوف والخطوط، على أهبة الإستعداد للسير إليك؟ أجيبك التالي: إبدأ بالإستيلاء على شيء له قيمة كبيرة عند العدو، عندا سيطيع العدو رغباتك.
• إقذف بجنودك في مواقف لا مهرب منها، وهم ساعتها سيفضلون الموت على الفرار. إذا واجه جنودك الموت، فلا يوجد شيء يعجزون عن تحقيقه. وقتها سيبذل الجنود والضباط معاً أقصى ما لديهم من طاقات.
• القائد الماهر يقود جيشه كما لو كان يقود رجلاً واحداً بسلاسة ويسر.
• واجه جنودك بالأوامر، ولا تجعلهم يعرفون مخططك [لا تبرر أو تفسر للجنود قراراتك]. عندما تتضح النتائج الإيجابية لقراراتك، إجعلها واضحة أمام أعين الجنود وأنظارهم، ولا تخبرهم أي شيء عندما تتأخر مثل هذه النتائج الإيجابية.
• بدون إعمال العقل والتفكير في تقارير المعلومات الواردة من الجواسيس، لا يُمكن لأحد أن يكون واثقاً تمام الثقة من صحة هذه المعلومات الإستخباراية.

▬ أول خروج لكتاب فن الحرب من منشأه في الصين كان إلى اليابان، حيث عكف كبار فرسان السامواري على دراسته وتطبيقه لتوحيد اليابان تحت راية واحدة، ثم قام قسيس فرنسي بترجمته إلى اللغة الفرنسية عام 1772م، وبعدها بقليل تمت ترجمته إلى الإنجليزية والألمانية، وذاع صيته في الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى، التي أكد الكثيرون من الخبراء العسكريين أن الكثير من المذابح الرهيبة التي شابت تلك الحرب العالمية كان يمكن تجنبها لو توفر مثل هذا الكتاب للقادة العسكريين والمخططين متخذي القرار، على أن توفر هذا الكتاب للقادة العسكريين في الحرب العالمية الثانية لم يفلح في تجنيب العالم من ويلات المذابح والمغامرات الحربية الفاشلة.

▬ القائد الذي يفوز في المعركة يقوم بعمل الكثير من الحسابات في مركز القيادة قبل بدء القتال. القائد الذي يخسر المعركة يقوم بعمل القليل من الحسابات سلفاً. لذا فالكثير من الحسابات تؤدي إلى النصر، والقليل منها يؤدي إلى الهزيمة. بناء على درجة إهتمامك بهذه النقطة أستطيع أن أتنبا من سيفوز ومن سيهزم.

▬ القاعدة في الحرب أنه إذا كانت نسبة قواتنا إلى العدو 10 إلى واحد، فحاصر العدو، وإذا كانت خمسة إلى واحد فهاجمه فوراً، وإذا كانت الضعف فيجب تقسيم جيشنا إلى نصفين (النصف الأول قد يستخدم للقتال، بينما الثاني في الخداع، أو نصف يهاجم من المقدمة بينما الثاني يهاجم من المؤخرة)..إذا كانت النسبة متكافئة (1:1) فيمكن أن نقاتل (حينها سيفوز القائد الأقدر) وإذا كان الفرق ضئيلاً في غير صالحنا، فيمكننا تجنب العدو، وإذا كان الفرق كبيراً في أكثر من وجه مقارنة، فيجب أن نفر من العدو.

▬ إن تجميع مئة ألف من الجنود الرجال، والسير بهم لمسافات طويلة قي مناورات حربية، كفيل بأن يوقع خسائر ثقيلة على أفراد الشعب ويستنزف موارد الدولة، إذا سيبلغ معدل الإنفاق الحكومي اليومي آلاف الأونصات من الفضة، وسينتشر الهرج والمرج وتعم الفوضى داخل البلاد وخارجها، وسيسقط الجنود من الإرهاق جراء سيرهم المسافات الطويلة على الطرق، وستزيد معاناتهم كلما أوغلوا في الأراضي المعادية، وسيتضرر الآلاف من الأسر في أعمالهم وأرزاقهم.

▬ لا تجد شيئاً في أمور الجيش كله يفوق أهمية الحفاظ على علاقات قريبة وحميمة مع الجواسيس، كما لا يجب أن يفوق أي شيء مكافأة هؤلاء الجواسيس بسخاء، ولا يجب أن يفوق أي شيء السرية التامة للتعامل مع الجواسيس. يجب أن يتمكن الجواسيس من الوصول للقائد بكل سهولة وفي كل وأي وقت. الجواسيس - بحكم طبيعتهم - دائماً ما يتعاونون مع من يدفع أكثر، لذا لا يجب أن يعرفوا أي شيء أكثر مما ينبغي، ويجب الحرص منهم دائماً، إذ يمكن أن يكونوا مزدوجين أو ينشقوا عليك فيما بعد. 

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS